رواية بستان حياتي الفصل التاسع9 بقلم سلوى عوض


 رواية بستان حياتي الفصل التاسع بقلم سلوى عوض


الجد : أنا كده ريحت نفسي، بس فاضل أقولكم وصيتي اسمعوني ومحدش يجاطعني .
الجد: انا هوزع املاكي كلها عليكم وانت ياسليم لو عايز تكمل مع بت عمك وتدير املاكم انت وعيال عمك الامر متروك لله وليك ياولدي

سليم: ياجدي انا اتشرف ببستان تبقى مراتي وانا وعدتك قبل كده ومش هخلف وعدي وانا فعلا عايز اكمل حياتي معاها عايزين نفرح ياجدي

فريد: جدي ربنا يديك الصحه وطولت العمر احنا مش عايزين حاجه احنا عايزينك تكون بخير وتفضل لاممنا تحت حواليك كده على طول

فؤاد : والله عال الكبار ساكتين والصغيرين بيتكلمو طب اسمعو دكر الحديت وكلمه ابرق من جرنال 
مفيش لا وصايه هتتكتب ولا املاك هتتفرق عشان خلاص كل حاجه بجيت بأسمي حتى السرايا دي يعني كده كلكم ضيوف عندي بما فيكم ابويا

الجد : انت بتتكلم كده ازاي يافؤاد 

فؤاد: بتكلم زي الناس انا خدت ختمك ونقلت كل حاجه باسمي حتى الفلوس الي في البنوك .. طول عمري وانا شايل كل حاجه على راسي وانت بتفرق بين عيالي وعيال مصطفى حتى جمال الي همل البلد من زمان ومشي وفي الاخر جي ياخد الخير كله على الجاهز وعيال مصطفى الي شرعا ملهمش ورث 

جمال: ياااه يافؤاد كل ده غ  ل جواك على العموم انا مش عايز حاجه انا عندي الي يكفيني وزياده 

صافي تضحك : مش قولتلك اهلك دول مبيجيش وراهم غير الم ص ا يب 

فؤاد : اسمعي ياوليه ياتلزمي اد.. بك ياترجعي بيتك من غير مطرود 

الاب: والله عال يافؤاد بتتحكم في اخواتك واملاكي وانا عايش .. الكلام ده من عقلك ياولدي 

فؤاد: اه من عقلي وكل الي قولته حقيقي عيش يابوي اليومين الي فاضلينلك واكل شارب معزز مكرم 

جمال: انت اتجننت يافؤاد 

الاب: سيبه ياولد الحمد لله اني كتبت فيلا المعادي باسم بستان 

سليم الحفيد يريد ان يتحدث فينظر له الجد بالا يتحدث

الاب: موجهه كلامه لفؤاد كتر خيرك ياولدي احنا هنمشي ونهملولك كل حاجه بس عالله تشبع
 
فؤاد بضحك : ليه متخليكم قاعدين 

جمال: صحيح الي تحسبه موسى يطلع فرعون يلا بينا يابوي هننزل مصر البيت عندنا كبير يساع الحبايب كلهم وانت يافؤاد اطمن بس ع عملية ابوك وافضالك 

فؤاد: يعني هتعمل ايه يعني كله قانوني 

سليم الحفيد: يضحك لا براحتك ياعمي عيش حياتك
 بس اياك تسد 

فريد: هنمشي ازاي ياجدي ونسيب بلدنا وبيتنا الي
 اتربينا فيه وعيشنا فيه طول عمرنا 

امنيه: خلاص مبقاش بيتكم ثم توجه الكلام لفؤاد خلاص يابوي خليهم قاعدين اقله يخدمونا .. بس انا هاخد اوضة بستان قصدي الي كانت اوضتها 

الجد: يلا ياولاد كله يلم خلجاته هننزل مصر نقعد في فيلة المعادي 

جمال: لا يابوي انتو هتيجو عندنا في بيتنا 

صافي  : لا خليهم يروحو فيلا المعادي انا مبرتحش مع حد غريب 
جمال: هو مين الي غريب ابويا ولا ولاد المرحوم اخويا ده بيتهم قبلنا 

الجد: جت عليكي انتي يعني يامرت ولدي ثم ينظر
 لفؤاد اذا كان ولدي الي من صلبي عمل كده

نجوى : انا هاجي معاك ياعمي مش ههملك ابدا 

فؤاد: لو مشيتي معاهم هتكوني طالق 

الجد: لا هخليكي يانجوى متخربيش بيتك 

عمر: انا ساكت من بدري ياعميي ومش عايز اتكلم 

الجد: خلصنا ياعمر اطلب نقلك لمصر وانا هكلم حبايبي عشان ينقلوك بسرعه 

نظرات متبادلة بينهم، الكل مندهش من موقف الجد وصمته على اللي عمله فؤاد. وسليم واقف بيتابع الموقف من غير رد فعل قوي. الكل بدأ يجهز نفسه للسفر للقاهرة).
--------------------------

في صباح اليوم التالي، بعد ما وصل الجميع إلى فيلا المعادي واستراحوا من عناء السفر، استيقظوا لبدء حياتهم الجديدة في القاهرة. كان الجو مشحوناً بالتوتر والمشاعر المختلطة بين الغضب والحزن، لكن كان هناك أيضاً إحساس بالراحة بين أفراد الأسرة بوجودهم معاً.

صباح، التي كانت تشعر بقلق وفضول حول موقف الجد سليم ، اقتربت منه بعدما تأكدت من أن الجميع منشغلون.

صباح: "أنا مش فاهمة حاجة يا عمي.. إنت ليه سكت لفؤاد؟"

الجد سليم (بهدوء وطمأنينة): "بعدين يا صباح، تتعدل يا بنتي.. يحلها ربنا. أهم حاجة دلوقتي انتي ترتاحي والعيال يرتاحوا."

صباح : "عمي، ورثي من المرحوم أبوي كله فلوسي وصيغتي تحت أمرك، "

الجد (ممتنًا): "تسلمي يا أصيلة.. عمك لسه موجود ما ضاعش الحمد لله."

صباح: "كل دا خير ربنا وخيرك يا عمي."

الجد: "ارتاحوا كلكم النهاردة، وبكرة ربنا هيحلها الحلال.. تبات ن .. ار، تصبح رم... اد."

بعد ذلك بلحظات، دخل سليم الحفيد، وقد أحضر معه أغراض عديدة يحملها الحراس ..

الجد (مندهشًا): "إيه كل ده يا ولدي؟"

سليم (مبتسمًا وهو يبحث بعينيه عن بستان): "صباح الخير يا جدي.. ازيك يا مرت عمي؟ ولا أقولك ازيك يا حماتي."

صباح (بفرحة ممزوجة بالحنان): "بخير يا ولدي، الله يسلمك يا غالي."

سليم (موجهًا كلامه إلى جده): "جدي، إن شاء الله العملية هتتعمل أول الأسبوع."

الجد: "أنا عايزك يا سليم تاخد بستان وتتفرجها على البلد."

سليم : "كنت عايز أقول كده يا جدي، بس كنت مكسوف من اللي حصل.. إنت كويس يا جدي؟"

الجد (مبتسمًا بحنان): "والله زين ورايق وزي الفل."

بعدها، طلب الجد  من سميحة ابنه عتمان أن تنادي على بستان.

ذهبت سميحة بسرعة إلى بستان، وطرقت على بابها بلطف.

سميحة: "ست بستان! ست بستان! الحج بيقولك إن أستاذ سليم تحت."

شعرت بستان بفرحة غامرة في قلبها، وارتسمت ابتسامة خجولة على وجهها.

بستان: "حاضر.. أنا نازلة."

نزلت بستان بعد لحظات، وكانت جميلة كالعادة، رغم أن هناك بعض الكدمات على وجهها، لكنها لم تؤثر على إشراقها وجاذبيتها.

الجد : "أهلاً بحبيبة قلبي.. ولا عندك مانع يا سليم؟"

سليم: "لا حضرتك، تقول اللي إنت عاوزه يا جدي."

الجد: "اعملي حسابك يا بستان بعد الفطور هتروحي مع سليم يفرجك على البلد."

بستان (بفرحة): "بجد يا جدي؟ هخرج؟"

الجد: "بجد يا روح جدك.. بس يا بنتي لازم تعرفي فريد، عشان ما ياخدش على خاطره."

بستان: "حاضر يا جدي، والله كنت هعمل كده."

في اللحظة دي، دخل فريد ومعه عمر.

عمر (مداعبًا): "صباح الخير على أهل الخير.. إنت جيت لوحدك يا ابن عمي؟ قصدي، كنت فاكر إن عمي معاك."

بستان (بنوع من التردد): "صباح النور، أبية فريد.. بعد إذنك، سليم عايز ياخدني أخرج شويه."

فريد (بابتسامه): "روحي يا حبيبة أخوكي، بس أهم حاجة جدي يكون موافق."

ثم نظر الجد لسليم وابتسم وغمز له .
----------------------------
 في الصعيد
، كانت نجوى تخت بئ في غرفة الجد سليم لتتحدث في الهاتف، تتأكد جيدًا من عدم وجود أي شخص حولها ..

نجوى: الو ايوا ياخوي اتوحشتك ياود ابوي 
حسين: وانا كمان اتوحشتك ياخيتي بس والله كنت مشغول قوي اليومين الي فاتو انتي عارفه موسم القصب 
نجوى: الله يعينك ياخوي كنت ريداك في حاجه ضروري
بعد العصر تتحدت مع فؤاد وتقوله انك عايزيني ضروري ضروري عشان مرتك تعبانه شويه 
حسين : ليه في ايه يانجوى
نجوى: معلش ياخيي وقوله متخلهاش تجيب حد من العيال عشان واخده دور ويمكن العيال تتعدي 
حسين: قلقتيني ياختي 
نجوى : لما اجي هفهمك 

أنهت نجوى المكالمة بسرعة، ثم مسحت الرقم من هاتفها بحرص شديد وكأنها لم تتحدث مع أحد. خرجت من الغرفة على الفور وعادت إلى المطبخ حيث كانت أمنية تتحدث بصوت مرتفع.

أمنية : " فين الغدا الدلع الي انتو كنتو فيه زمان هيتغير من هنا ورايح كلمتي هي الي هتمشي 

نجوى (بهدوء): "في ايه يابتي مش شايفاني قدامك ولا إيه؟"

أمنيه : لا مؤاخذه مشوفتكيش."

في هذه الأثناء، كان فؤاد يتحدث بصوت مرتفع

فؤاد: "الغداء فين شهلوا ؟"

نجوى (بحزم): "اطلعي سكتي ابوكي واحنا هنحضر الغدا 

بعد دقائق قليلة أثناء الغداء، وجهت نجوى حديثها لـ فؤاد،  

نجوى: "عجبك يا فؤاد اللي عملته بتك ده ؟ تدخل تزعج للناس في المطبخ وأنا واقفة، وكأنها مش شيفاني؟"

فؤاد (يضحك): "عافية عليكِ، يا امنيه . بقولك إيه، من النهاردة أمنية تعمل اللي يعجبها، وهي ست البيت دلوقتي."

أمنية (تضحك وتزغرط): "حبيبي يا بوي ، ربنا يخليك لي."

------------------------

في فيلا المعادي بالقاهرة، كان الجو هادئًا وسط العائلة التي استقرت هناك بعد فترة طويلة من التوتر. كان الجميع يتناقشون في تفاصيل اليوم التالي ويتجهزون للخروج معًا.

سليم (بصوت هادئ): "بستان، هتضايقي لو خدنا نور وليلى معانا؟"

بستان (مبتسمة): "لا بالعكس، أنا حبيتهم قوي، كأنهم إخواتي."

في تلك اللحظة، عمر يغمز لبستان بحركة خفيفة.

عمر (بمزاح): "هو ياخد إخواته، وإنتِ تاخدي إخواتك، ولا إيه رأيك يا فريد؟"

فريد (مبتسمًا): "ها، أنا ما عنديش مانع، ياريت. قصدي، فرصة نغير جو مع بعض."

الجد (بابتسامة): "روحوا يا ولاد، غيروا جو كلكم. إنتو محتاجين ده."

ثم قال عمر وهو يستعد للذهاب إلى غرفته:

عمر: "طب عن إذنكم بقى، أنا هطلع ألبس الحتة اللي على الحبل."

فريد (بابتسامة): "خدنا معاك، عن إذنكم." وذهبوا هم وبستان لتغيير ثيابهم.

بينما كانوا يذهبون، وجه الجد حديثه إلى صباح:

الجد: "فين القهوة يا صباح؟"

صباح (وهي تبتسم): "حالا يا عمي." ثم ذهبت لتعد القهوة.

الجد (ينظر إلى سليم ): "خلي بالك من عيال عمك، يا سليم. بستان وفريد غلابه يا ولدي."

سليم (ضاحكًا): "طب وعمر يا جدي؟"

الجد (بابتسامة): "لا، ده عمر يخلي باله مننا كلنا."

سليم يضحك : "ربنا يهديه يا جدي."

ثم ابتسم الجد وقال:

الجد: "بقولك إيه يا ولدي، أنا عايز عمر وفريد يقربوا من إخواتك البنات. عيال عمهم، هما اللي هيحافظوا عليهم،  لو مجبتهمش الحنية، هيجيبهم الع .. ار ياولدي."

سليم (ضاحكًا): "والله يا جدي، دماغك دي... على العموم أنا واثق في تربيتك."

ثم صمت قليلاً قبل أن يسأل:

سليم: "طب بالنسبة للي بينا، مش هتقولهم عليه؟"

الجد (بتفكير): "مش دلوقتي خالص، يا سليم. يا عمري، يا صغير. ويغمز له بعينه، المهم تكون خلصت كل اللي قولتلك عليه."

سليم (بحب): "حصل يا سليم، يا عمري، يا كبير." ثم يقبل يده ويحضنه.

الجد (بابتسامة واسعة): "الله يبارك فيك يا ولدي، صبرك عليا يافؤاد ." ثم ينظر إلى سليم وهو يضحك، في إشارة إلى ما بينهما


تعليقات



×