------------------------------------------------------------------------------------- -------------------------------------------------------------------------------------

رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل التاسع9 بقلم شريهان سماحة

رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل التاسع بقلم شريهان سماحة
 رن هاتفه بنغمته الهادئه فقبض على عجلة قيادة سيارته بيد واحده وتناول بيده الاخرى هاتفه ليرى من المتصل فظهرت على ملامحه الغضب المفاجئ وقاما بالغاء المكالمه وتركه بطريقه منفعله ومهمله فى مكانه 


لاحظ يوسف الجالس بجواره بزيه العسكرى الخاص بالسلاح الجوى المصرى تصرفاته الغير معهوده منه فقال مستفسرا : 

- في أيه .. ومين ده اللى بتكنسل عليه واتعصبت لما شوفت اسمه !


قال حمزة وهو ينظر أمامه بعيون حاده فى طريقه : 

- متشغلش بالك 


إلا إن رنين هاتفه عاد مره أخرى فأخذ يتأفف بضيق وهو يلتقطه ليفتح الاتصال مجيبا على الطرف الاخر قائلا بعصبيه شديدة : 

- نعم 


أتاه صوت شاهى الباكى مردده : 

- أسمعنى ياحمزة أرجوك .. لازم نتقابل علشان أقدر أشرحلك كل حاجه 


تعصب حينها أكثر من جملتها فقال بصوت هادر وهو يضغط على عجلة القياده بيده بشده حتى هربت دماءها : 

- تشرحى أيه فى اللى قولتهولك من شويه .. هو ده بقا عندك شئ عادى وله شرح كمان 


- صدقنى هما عوزين يفرقونا عن بعض ونجحوا أهو وأنت صدقتهم أدينى بس فرصه أقبلك 


قال حمزة وهو يحاول الهدوء : 

- أسف .. دلوقتى رايح وحدتى علشان أجازتى خلصت وحتى لو مش خلصت ياريت تنسى موضوعنا ده خالص أكنه ماحصلش ..

ثم قام بقفل الخط فى وجها والقاء الهاتف بأهمال 


بينما سحب يوسف شهيق وزفره بهدوء وهو يحدث ذاته " ربنا يستر شاهى مش من النوع اللى يسيب حاجه كانت فى أيدها بالساهل كده " 


-----------------

ودعت والديها وشيقتها بصعوبه بالغه ودموعها لا تتوقف حتى اﻷن وهى على مشارف دخول مدينة القاهرة تستقل سيارة والدها مستعينه بسائقها فادائما كان والدها يعرض عليها سيارة خاصه لها تتعلم قيادتها لكى تتغلب على خوفها من قيادة السيارات إلا أنها ترفض فى كل مره

تذكرت أنها لم تخبر عمها بخروجها من دمياط الى الان 

محت دموعها بأطراف يداها ثم أخرجت هاتفها تنوى مهاتفته 

أتها رنين من الجانب الأخر بعض الثوانى التى لاتعد إلى أن فتح الاتصال بعدها بطرح عمها السلام 

- السلام عليكم يادكتورتنا الجميله 


همت بالرد عليه وهى تحاول الأبتسام من بين تقاسيم وجهها الحزين قائله :

- وعليكم السلام .. أزيك ياعمو حسين 


- الحمدلله ياحبيبة قلبى .. أنت أخبارك أيه


- الحمدلله أنا بخير كنت بتصل بحضرتك وأعرفك أنى وصلت القاهرة بالفعل وكمان على وصول بعد فتره عندكم 

فأردفت متردده لتتأكد من الموعد : 

- هو مش بكره معاد المستشفى ولا أنا غلطانه 


أجابها حسين سريعا بأرتباك : 

- أيوه ياحبيبتى بكره أن شان الله .. سمحينى ياحبيبتى كان فى موضوع شاغلنى ونسيت أبعتلك عثمان يجيبك 


إرتسمت على معالم خديجة القلق قائله بلهفه : 

- ولا يهمك ياعمى .. مش خير أن شاء الله 


قال حسين فى هدوء تام : 

- كل خير ياحبيبتى ..كل خير متشغليش بالك 


- خلاص ياعمى دقايق وأكون قدامك 


- توصلى بالسلامه ياحبيبتى 


أقفلت خديجة الاتصال وهى تتنهد ثم بدأت تميل برأسها المغطى بالحجاب على زجاج الباب الخلفى للسيارة تشاهد الماره وما يلفت إنتباهها من محال تجاريه ...


--------------

نظرت صفيه لزوجها وهو ينهى إتصاله و على ملامح وجهه حزن شديد فسألته قائله : 

- فى أيه ياحاج .. مين اللى كنت بتكلمه 


أجابها حسين بنبرة مهمومه : 

- دى خديجة ياحاجه صفيه .. تصدقى نسيت أنها جايه وكمان نسيت أبعت لها عثمان يوصلها ، موضوع حمزة ده لخبط دماغى خالص 


رأت صفيه تقيدر زوجها لنفسه فقالت له بنبرة ودوده مخففه عليه ولو قليلا : 

- خلاص ياحاج متشيلش نفسك أكتر من طاقتها ..وخديجة طيبه وهتقدر  


أوما حسين قليلا برأسه لها وهو يعدل من تقاسيم وجه قليلا قائلا بنبرة تحفذيه :

- فعلا طيبه وبنت حلال ... طب قومى يلا شوفى هتجهزى غدا أيه لينا دى أول مره تزورنا 


همت صفيه تقف بنشاط قائله : 

- دا أحلى أكل أعملولها بأديا دى خديجة  غاليه عندى قوى ... عن إذنك ياحاج  


أبتسم حسين على أثر مغادرتها قائلا بصوت هامس لنفسه وبنبرة ود وتقدير يحمله بداخله لها دائما : 

- طول عمرك إصيله ياحاجه صفيه


---------------


داخل إحدي وحدات السلاح الجوى المصرى 


- تمام يافندم 

قالها بشموخ حمزة ويوسف وبعض رفقائهم من الظباط 


نظر اللواء معتز بوجه بشوش لمجموعة ظباط ماثلين أمامه فى صف بهيئتهم الثابته الرزينه دون أن يرمش لهما جفن قائلا : 

- حمدلله على السلامه يارجاله ..  ياريت تكون الاجازة كانت سعيدة عليكم علشان نبدأ تدريب العرض للعيد القومى للسلاح الجوى والعيد السنوى لذكرى معركه المنصورة الجوية كمان

طبعا التدريبات هتبدأ من اﻷن حتى قبل العرض بيوم اللى بالطبع أخر الاسبوع ده يوم 14 أكتوبر ، الطيارات اللى هتستخدموها دخلت الصيانه وجاهزه للتدريب والعرض وهى 'إلفا جيت ' وكمان 'قروب جي 115' وطبعا هيحضر العرض الفريق أول والمشير كمان فعاوز عرض مشرف ..يلا ورونى همتكم يانسور


أعطوا التحيه بهمه ونشاط قائلين شعارهم النصي للسلاح الجوى الخاص بهم 

" الى العلا .. فى سبيل المجد "

وأنصرفوا بثبات وهدوء تام يليق بهيئتهم كظباط للجيش المصرى 


" تنويه " معركة المنصورة الجوية هي معركة جوية بين مصر وإسرائيل وقعت في 14 أكتوبر 1973 ضمن حرب أكتوبر 1973، حين حاولت القوات الجوية الإسرائيلية تدمير قواعد كبيرة للطائرات بدلتا النيل في كل من طنطا، والمنصورة، والصالحية لكي تحصل على التفوق في المجال الجوي مما يمكنها من التغلب على القوات الأرضية المصرية، ولكن تصدت لها الطائرات المصرية. وكان أكبر تصدى لها في يوم 14 أكتوبر بمدينة المنصورة في أكبر معركة جوية بعد الحرب العالمية الثانية. أصبح ذلك اليوم العيد السنوى للقوات الجوية المصرية.

-------------


أنتبهت من شرودها على صوت السائق يخبرها بوصلهم لفيلا حسين اﻵلفى أومأت بهدوء له ثم همت بفتح باب السياره الخلفى لتهبط بقدمها داخل حديقة المنزل بدأت بالدوران ببطئ وعيناها منبهره بالمشهد الأخضر الخلاب الذى يسر العين 

أستدارت على صوت عمها وزوجته وهم يقدمون عليها من باب الفيلا الداخلى يهللون لرؤيتها أمامهم قائلين فى صوت واحد : 

- الف حمدلله على السلامة يابنتى .. البيت نور والله بقدومك فيه 


أبتسمت مسروره عند رؤيتهم فأقبلت عليهم قائله وهى تحتضنهم   : 

- الله يسلمكم .. وحشتنى جدا ياعمى وأنتى كمان يامرات عمى


أجابتها صفيه بنبرة حنونه قائله : 

- أنت أكتر ياحبيبتى  ... أزى ماما والعيله 


- الحمدلله بخير وبيسلموا عليكم 


هما عمها يحاوط كتفيها بيده لداخل الفيلا أمرا السائق بأدخال حقيبتها للداخل قائلا لها : 

- يلا ياحبيبتى تعالى ندخل علشان تستريحى من تعب السفر ..


---------------- 


أجابت سهى علي هاتفها المضئ بأسم شاهي قائله بسعاده مصتنعه 

- جوجو .. وحشااانى 


قالت شاهى بصوت منفطر من البكاء : 

- تعاليلى ياسهى محتجاكى أوى 


أبتسمت سهى قائله بنبرة قلق مصتنعه : 

- مالك ياروحى قلقتينى .. أيه اللى حصل لكل ده 


أجابتها شاهى بصوت حزين : 

- حمزة عاوز يسيبنى ياسهى 


أندهشت سهى مما سمعته فقالت للتتأكد مرة أخرى : 

- بتقولى أيه أنا مسمعتش كويس 


- بقولك حمزة سابنى ومش عاوز يرجعلى


أنفرجت أسارير سهى غير مصدقه ما سمعته فقالت وهى تحاول أخراج صوت حزين نتيجة لما سمعته من صديقتها : 

- مش معقول .. فجأتينى بجد ، أيه اللى حصل 


- مش فى التليفون تعاليلى محتاجه حد أتكلم معاه 


تحدثت سهى لذاتها بتهكم قائله "وأنتى كنتى ساعدتينى لما كنت محتجاكى " ثم قالت لشاهى بصوت أسف مصطنع : 

- كان نفسى أجيلك ياروحى بس أنا بجرى على أجراءات تصريح زيارة لبابا ومغلبنى وبرجع تعبانه خالص .. يومين كده لما أفضى 


أقفلت شاهى بيأس فهى تكاد تجن ألا أنها تواعدت مع نفسها قائله : 

" مش بالساهل ياحمزة .. صدقنى مش بالساهل تسبنى كده " 


ثم أنهارت على الأرض باكيه بأنهيار تام


بينما تركت سهى الهاتف جانبها على الفراش وهى تدخل فى حاله ضحك هستيرى غير مصدقه ما سمعته من شاهى 

أتى على صوت ضحكاتها من غرفة الصالون هشام قائلا لها ببلاها : 

- ما ضحكينى معاكى ..


أنتبهت له شاهى قائله بنبره سرور أجتحتها : 

- تصدق ياأتش اللى كنت بخططله حصل لوحده من غير أى تدخل منى 


تحدث هشام بغباء قائلا لها : 

- مش فاهم حاجه ..قصدك أيه !


قالت سهى بأبتسامة كبيرة تملئ وجهها :

- حمزة ساب شاهى بتنعى دموع بعده عنها 


فرح هشام لهذا الخبر وقال بنبرة أمل لتحقيق غرض ما : 

- بجد .. طب كويس كده أنتقام جديد يفرحك ويبقى أحضر ورق السفر بقا ونسافر قبل ماتعرف نظامنا مع بعض


شردت سهى فى نقطه ما وهى تقول بدلال :  

- تؤ تؤ  مش قبل لما أكمل حلمى التانى وأخليها تنهار قدامى . 


صمت هشام وكل مره يصمت أمام حالة الأنتقام والحقد التام الذي يملأ قلب سهى تجاه غريمتها شاهى 

الفصل العاشر من هنا

تعليقات