رواية وحوش لا تعشق الجزء الثاني من ليالي الفصل الثامن بقلم رحاب ابراهيم
ابتسمت وهي تنظر حولها ولم يتوقف صوتها الهامس عن الغناء حتى توقفت تدريجيا عندما شعرت أن الارجوحة قد زادت سرعتها بعض الشيء !
كانت مندمجة في البداية حتى استدارات خلفها والتقت عيناها بعيناه التي كانت بها لمحة دافئة أكثر من المفروض وبدأ يصوتها يتهدج بإرتباك وكرهت غبائها لأنها لم تشك أنه سيأتي من الداخل ويترك الجميع حتى يأتي ويلحقها قبل أن تذهب من هنا ...
وقف خلف الأرجوحة وهو يدفعها برفق مدلل وقد عشق فكرة أنها تغني له دون رجال الارض جميعا ولم يتحرك من مكانه رغم ارتباكها الواضح وعيناها التي كانت تتهرب منه وتذكرت الخوف الآن ...
وكيف للعشق أن يغزو ..وينمو ..بداخل اسطورة قاسية
ويسأم البُعد والقسوة وكل شيء إلا العشق ...
فمن تلك الصغيرة التي ارجفت قلبه وجعلته يشعر هكذا ، جعلته يقف لأول مرة يريد أن يبقى .... يريد أن يستمع ، كيف لصوت هذه الصغيرة الذي ترك دعم الموسيقى وأطرب مسمعه ، سرى إلى قلبه مباشرةً ، توقف أيها القلب عن الخفقان ....فأنت لا تصلح للعشق ...ابتعد يا قلب الفهد
قال بفحيح صوته الغامض وقد تغلبت إرادة القلب على ثباته :-
_ كملي
بلعت ريقها الجاف وهي تحت مراقبة نظراته الثابته على عيناها ..وكأنه يريد إجابة على سؤال لم يستطع التفوه به ، هل توهمت عندما رأت ضمة حنونة بعينيه أم هذا تأثير هدوء المكان ؟ ....نهضت والقت عليه بنظرة عتاب فهي لم تنسى كلماته الجارحة لها ولأول مرة تشعر أنها تركض هربا من نفسها وليس منه ...ولأول مرة أيضا يتركها دون أن يلحق بها ، بل وكأنه اصبح تمثال متجمد وعيناه التي غرقت ببئر التيهة تغزو غموض هذا الشعور الذي تملك منه منذ رؤياها ، فيبدو أنه ترك رغبته بقربها تتغلب عليه ، جلس بمقعدها على الارجوحة التي اهتزت بعض الشيء من عصبية حركته وشردت نظرته للظلام الذي تلصص ضوء القمر لينيره قليلا وصفع عتمة الليل ... ارتبكت ملامحه بسؤال العقل لقلبه الذي يتمايل مبتسما ...
ماذا بك ايها القلب ؟
دلفت للداخل بأنفاس لاهثة وحتى لا يلاحظ احد رسمت ابتسامة على وجهها كانت ترمق بها الجميع بشكل عشوائي حتى اقتربت منها سيدة ترتدي نفس قماشة معطفها القصير ...قالت السيدة السمينة بنظرة احتقار وهي تتفحص رداء فاطمة وبالأخص المعطف :-
_ هو مش انتي البت اللي بتشتغل عند نايا ، انا شوفتك وانا باخد فستاني من فترة ....
نظرت لها فاطمة وقد تعجبت من نظرة المرأة لها ثم لاحظت اتجاه نظرتها حتى جف حلقها عندما رأت ردائها الذي كان معطفها القصير جزءً منه ....شعرت فاطمة وكأنها لصة ولكن حدث ذلك بالمصادفة ....تمنت أن تتفهم المرأة الأمر ولم تفصح عن شيء أكثر من ذلك ...حتى ارتفع صوت المرأة بشكل عالٍ وكأنها أرادت احراجها عمداً :-
_ واضح أنك مش امينة على الشغل اللي بتعمليه ، بس انا ليا كلام تاني مع اللي مشغلاكي يا حرامية ...
لمعت بعين فاطمة دمعة رغم أنها اسرعت للدافع عن نفسها وقالت بحدة :-
_ انا مش حرامية ومش هسمحلك تقولي كدا عليا ، بقية القماش كان هيترمي وانا فعلا خدته لأن مدام نايا هي اللي قالتلي ارميه ...
صرخت المرأة بوجهها بغضب حتى انتبه بعض النسوة ولاحظت ليالي الأمر عندما اشارت صديقتها جميلة بشيء غامض يحدث مع فاطمة وهذه السيدة ....لمحت مريم هذا من بعيد وأرادت النهوض حتى اوقفتها ليالي بإشارة من يدها موضحة أنها ستذهب بنفسها لتعلم الأمر ...:-
اقتربت ليالي إليهم بتساءل حتى قالت للمرأة التي كانت زوجة أحد عملاء شركة عمر زوجها ..قالت :-
_ في إيه يا مدام بثينة ؟ بتزعقي لفاطمة ليه ؟
رمت بثينة فاطمة بنظرة احتقار ثم اشارت بيدها عليها وقالت :-
_ انتي أزاي تعزمي واحدة حرامية على فرح بنتك !! ، مش تبقي تنقي معازميك يا ليالي ، ينفع الاشكال دي تعزميها وسط ولاد الناس كدا !! ....
تسارعت دقات قلب فاطمة بألم حتى التفتت ليالي حولها وحمدت ربها أن صوت الموسيقى قد عكر وضوح صوت هذه السيدة ..قالت بما لا يدعي للمناقشة :-
_ لو سمحتي تعالي معايا شوية انتي وفاطمة بلاش زعيق هنا !! ..
رمقت ليالي فاطمة بغضب وقالت :-
_ تعالي معايا
اخذت ليالي المرأة وخلفهم فاطمة التي كانت على وشك الانفجار من البكاء من هذا الظلم الذي وقع عليها ...
حتى خرجوا من القاعة لصالون الڤيلا وأردفت ليالي قائلة :-
_ ممكن بقى افهم في إيه ؟
كادت فاطمة ان تتحدث بدفاع حتى هتفت بثينة بغضب وقالت :-
_ انتي تخرسي خالص ، انتي لكي عين كمان تتكلمي !!
وجهت الحديث لليالي التي غضبت من عجرفة هذه السيدة حتى بدأت الاخرى تقول :-
_ كنت بعمل فستان ليا عند نايا ، والبنت دي قصت من الفستان وسرقت منه والدليل عليها ...
اشارت بيدها على معطف فاطمة حتى نظرت ليالي للمعطف وقارنته برداء السيدة وقالت :-
_ ما يمكن سوء فهم ومش لازم يبقى فستانك انتي ، مافي اقمشة كتير شكل بعض ...
اعترضت السيدة وقالت :-
_ اولا مش صدفة لاني سيبت فستاني عند نايا ، والبنت دي بتشتغل عندها وكمان القماشة دي مش موجود زيها في مصر دي جيالي هدية من برا ...انا متأكدة من كلامي
نظرت ليالي لفاطمة بحدة حتى صاحت فاطمة ببكاء :-
_ انا فعلا بشتغل عند مدام نايا ، بس هي اديتني حاجات ارميها في الزبالة وكان من ضمنها القماشة الباقية من القصة وانا استحرمت ارميها وخدتها ...هو ده اللي حصل لكن والله العظيم ما سرقت حاجة ولو مش مصدقاني تعالي معايا لمدام نايا ...
رمقت السيدة فاطمة بغيظ واحتقار ثم قالت ليالي لها :-
_ اظن ماكنش في داعي للانفعال ده يا مدام بثينة وكان المفروض تعرفي إيه اللي حصل ومن حقك تعرفي ...ده تصرف ولاد الناس على فكرة ....وبعدين ما كلنا بنفصل فساتين وبيفضل قصاقيص عند الخياطة ،محدش بيفكر هي هترميهم ولا تاخدهم ...ولو كنتي عايزاهم ليه ما قولتليهاش ؟
اتسعت عين السيدة بغضب وهي تنظر لليالي حتى قالت :-
_ انتي بدافعي عنها يا ليالي ...
هتفت ليالي بانفعال :-
_ مدام ليالي يا مدام بثينة ...احترمي اللي يحترمك ، وانا ما بدافعش عنها لكن بقول الحق ...دي بنت والمفروض ماكنش يبقى تصرفك كدا ..محدش قالك ما تسأليش بس ماكنش في داعي للفضايح دي ...
ذهبت السيدة من المكان بغضب وتوجهت للخارج حتى لاحت ابتسامة بسيطة على وجه فاطمة وقالت شاكرة :-
_ الحمد لله ، انا مش عارفة اقولك ايه
زفرت ليالي بحدة وقالت :-
_ انا لسه قايلالك من شوية يا فاطمة أنك لسه صغيرة ومش عارفة الناس بتفكر أزاي ...ياريت تكوني حذرة أكتر من كدا ...لأن الناس اللي زي بثينة ما بترحمش وهتقابلي منهم كتير ....
تركتها ليالي وذهبت لداخل القاعة مجددا .....
نبرة ليالي الحادة كان بها بعض اللوم لذلك لم تشعر فاطمة بالراحة بل سرى دمعها بألم على وجنتيها ثم ركضت للخارج هي أيضا ولم تنتظر حتى تودع مريم بل فرت وكأنها حقا سارقة .....
دلفت ليالي بضيق إلى المكان وجلست في مقعدها مجددا حتى تساءلت جميلة بحيرة :-
_ في ايه يا ليالي ؟ الست دي كانت بتزعق ليه ؟
هزت ليالي رأسها نفيا وقالت :-
_ لأ مافيش ، دي خبطت في كتف فاطمة وزعقتلها ...
رفعت جميلة حاجبيها بدهشة ثم قالت :-
_ يا ساتر يااارب على دي بني ادمة ، انا اصلا مش بطيقها من زمان لما شوفتها وهي جاية تباركلك لما فهد اتخرج
ابتسمت ليالي لابنتها مريم التي كانت تنظر من بعيد بتساءل ايضا حتى سرق آدم كل انتباهها عندما دلف لداخل القاعة مجددا ...
ثم اجابت ليالي سريعا على جميلة :-
_ ربنا يهديها ، مالناش دعوة بيها ..
اقترب منها وعيناه على وجهها بدفء وكأنه نال امنيته التي طالما تمناها ولكن هناك لمحة حزينة بعيناها تنطق رغم السكون ....حزن يتغلب طيلة الوقت على نظراته إليها حتى مد يده إليها بشكل اذهلها وجعلها ترتجف ...
لم ينتظر موافقتها بل جذبها من يداها بلطف وتحرك على انغام الموسيقى بخفة ....كادت أن تتعثر ولك يداه كانت الدعم وهي ملفوفة حولها كالثعبان التي تملك من فريسته ، شعر بإرتجافتها حتى توقف قليلا ....وشهقت بصدمة وهو يرفع طرف طرحة الفستان الطويلة ويضعها على راسهم هما الاثنان ثم عاد يتحرك معها من جديد برقصة بطيئة ....قالت وقد اصطكت اسنانها من الخجل :-
_ إيه اللي انت عملته ده !
تراقص المرح بعيناه واجابها مراوغا :-
_ عملت إيه ؟ هو مش ده فرحي !! وانت مراتي !
نظرت له بغيظ وقالت :-
_ ما اتفقناش على كدا ، انت احرجتني !
قربها منه أكثر حتى مالت رأسها على صدره وقال بتسلية :-
_ ارقصي وانتي ساكته ، يا عالم بكرا فيه إيه افرحيلك شوية ...
زمت شفتيها بغيظ حتى رفعت اناملها لحجاب رأسها وأخذت "دبوس " ووخزته في كتفه بقوة مما جعله يتأوه مبتعدا عنها قليلا وعيناه تقدح شررا ..لم تتمالك نفسها من الضحك ...حتى ظن الجميع أنه بسبب حديثه الشاعري بجانب اذناها .....
قال وهو يجذبها له من جديد :-
_ حسابك بيتقل معايا ..
مطت شفتيها بسخرية ثم قالت تستفزه :-
_ ارقص وانت ساكت ...
انتهت الرقصة وهو يدور بها حتى ارتجف جسدها بشدة ودقات قلبها تتسارع ...وضعها على الارض بثبات وقال ويداه تدعمها حتى لا تسقط :-
_ ما تستفزنيش تاني عشان ما تندميش ...
كيف تفسر ما يدور ، احيانا تشعر انه صادق واحيانا أخرى تشك بذلك ...ولكن حتى تتأكد لابد أن تتماسك أمامه ولا تضعف ... لابد أن لا يكتشف ضعفها ولا مشاعرها الغير مفهومة حتى بالنسبة إليها
_________________________لا حول ولا قوة إلا بالله
عندما أن كادت تخرج من الڤيلا وقفت لدقائق وهي تمسح وجهها حتى لا يثير احمرار عيناها تساولات والدها بالخارج ، نظرت حولها لترى المساحة الشاسعة للمنزل ولأول مرة تشعر بفقرها وذلك عندما تذكرت الطريقة التي كانت تتعامل بها تلك السيدة مع الاخريات والطريقة السيئة التي عاملتها بها .....اغمضت عيناها وهي تكتم نوبة جديدة من البكاء ثم مالبثت أن تخرج من الباب للخارج حتى اصطدمت به وهو يدلف للداخل بشكل مفاجئ...
تذكرت أنها تركتها بالحديقة الخارجية وهي تبلع غصة مريرة بحلقها .....
ضيق فهد عينيه بشدة وهو يرى عبرات عيناها التي تقف على اهدابها بكثرة ثم بعد ثوانِ انهالت على وجنتيها ...
ارتبكت عيناه حقا وقال بلهفة :-
_ مالك ..بتعيطي ليه ؟
لم تجيب بل شعرت الآن بالضعف لأول مرة بعمرها الصغير ، قال مجددا بشكل قوي مستفسرا عن سبب هذا البكاء حتى ركضت هي بإتجاه المسبح واخذت رشفات بيدها لتدفعها على وجهها وكأنها تصفعه ......صرخت وهي تغسل وجهها بالمياه :-
_ بطلي عيااااط ....بطللللي
ساقته قدماه إليها بقلق حتى وقف يتأملها وهي تلقي رذاذ الماء على وجهها وكأنها تعاقب نفسها ...
جثى على ركبتيه ثم قال بهدوء لم يعتاد عليه :-
_ انتي بتعيطي بسبب الكلام اللي قولته فوق ...صح ؟
التفتت له بنظرة شرسة وصرخت بوجهه :-
_ انا مش عايزة اشوف وشك تاااني ، انت فااهم ، لو عندك دم سيبني في حالي ...
نهضت وهي تجفف وجهها بأطراف حجابها الاسود اللامع حتى اشتد غضبه من جديد وكأنه عاد لأول مرة رأها فيها :-
_ لو ما بطلتيش تعلي صوتك كدا انا.....
لم يكمل جملته حتى دفعته بعنف عدة مرات وتركها تفعل ما تشاء وهتفت به :-
_ ما تهددنيش ، ولا عشان اهلي غلابة هتبيع وتشتري فيا ...حرااام عليكوا بقى سيبوني في حااالي
وضعت يدها على فمها واجهشت في البكاء مجددا ثم قبض على معصم يدها بغضب وقال :-
_ انا سايبك تعملي كدا رغم أن مافيش مخلوق يتجرأ ويعملها ، بس سايبك بمزاجي ...ولازم تقولي بتعيطي كدا كدا ليه ؟
تألمت من قبضة يده وحاولت التملص منها حتى تركها هو بإرادته عندما زاد بكائها ثم قال مرة أخرى بقلق قد نبع من عيناه بصدق :-
_ ما تعيطش ، مش متعود أشوفك بالضعف ده
شهقت من البكاء ثم ركضت للخارج بعد أن قالت جملتها الآخيرة بنبرة متوسلة باكية :-
_ سيبني في حالي
تسمر مكانه وعيناه تتعقب خطواتها الراكضة بصدمة حتى تحولت عيناه لنيران مشتعلة وهو يقول بغضب :-
_ مستحيل يا فاطمة
المرادي انا اللي زودتها ....لازم اشوفك تاني يا فاطمة ، ما ينفعش تبعدي كدا ....
وقف لدقائق يحارب هذه المشاعر التي تهدم جميع ما بناه قبلا ثم دلف للداخل مرة أخرى حتى يبارك لشقيقته ....
بقلم رحاب إبراهيم
_____________________
جففت وجهها كثيرا قبل أن تقترب من والدها الذي يجلس بجانب شجرة كبيرة بجانبها حائط قصير ...وقفت أمامه ورسمت بسمة على شفاها ثم قالت :-
_ ما كملتش ساعة كمان اهو ، يلا نمشي
نهض ببطء واسندته يداها وهو يقول :-
_ طب الحمد لله ، الدنيا برد أووي هنا
خطت بضع خطوات ثم لمحت سيارة أجرة توقفت قبل حتى أن تشير لها فاطمة ثم قال السائق بتساءل :-
_ تاكسي يا انسة ؟
اجابته بموافقة ولم تفكر كثيرا نظرا لتراخي جسد والدها من البرد ، فتحت باب السيارة ثم اجلسته بعناية وجلست بجانبه سريعا من الباب الآخر .....
املى مصطفى العنوان للسائق وقال لابنته :-
_ كويس أننا لقينا تاكسي بسرعة ، انا مش قادر اتحرك خطوة كمان ...
رد السائق وتظاهر بالعفوية :-
_ هنزلك لحد باب البيت يا حج ، ما تقلقش
اجابه مصطفي ببسمته الصادقة وشردت فاطمة وكانها غير موجودة ...وارتجف جسدها لما ينتظرها غدا في العمل ...فهذه المرأة لن تضيع ساعة أخرى دون أن تعلم صاحبة العمل عما حدث ....
__________________________صل ّ على الحبيب
انتهت حفلة الزفاف .....
وقف فهد شارد بعض الشيء أمام مقدمة الدرج تلمؤدي للأعلى ، ينتظر شقيقته ومع آدم الذي اصبحا زوجين الآن ، اقتربا منه حتى ضم مريم بقوة وهو يبارك لها متمنيا لها السعادة من كل قلبه ...ثم اخذ آدم بين ذراعيه بقوة وقال بوعد :-
_ انا مش هوصيك على مريم يا آدم ...
قال له آدم بخفاء شيء في أذنه جعل فهد يبتسم ...لمحت ذلك مريم وتمنت بفضول أن تعرف ماذا قال لآدم ليجعل فهد يبتسم هكذا !!! ....
حتى قابل مريم ذراعي والديها بضمة قوية منهم هما الاثنان حتى ادمعت عين ليالي وقال عمر بمرح :-
_ بتعيطي ليه !! ، ماهي قاعدة معانا بردو 😂
هتف فهد بغيظ :-
_ كلهم بيموتوا في النكد 😑
(😒😒روبا😒😒)
توجه عمر لآدم وقال محذرا بمرح :-
_ انت عارف لو ضايقتها في يوم هعمل فيك إيه
هتف فهد معترضا :-
_ ما يضايقها إيه يعني !! ، هو احنا نعرفها اصلا !!
تذمرت مريم وهي تكتم ضحكتها ثم قالت ليالي بدعاء :-
_ ربنا يسعدكوا يااارب ويهنيكوا....
اخذ آدم يد مريم وصعد درجات السلم بخطوات بطيئة مراعيا فيها قدمها .....
وبالرغم من توترها إلا أنها كانت تبتسم بمرح وخفاء لما ينتظره بالاعلى ....
_____________________ استغفروا الله
فتح غرفته التي اصبحت جناح مكون من غرفة نوم كبيرة بحمامها الخاص وغرفة أخرى بها مقاعد صالون وشاشة تليفاز كبيرة ....تفاجئت أنه يحملها بين ذراعيه وقالت وانفاسها تتسارع وقد شكت أنه سيحنث وعده :-
_ بتشيلني لييييه ؟
انزلها على الارض وهم بغرفتهم الخاصة وقال بمكر :-
_ حسيت أن رجلك وجعتك قولت اريحك شوية ..
وكاد أن يلتفتت وهو يخلع معطفه أمام المرآة حتى اتسعت عيناه بصدمة وهو يرى القطة وهي ترقد بسلام على الفراش المزين بفخامة...هتف بعصبية حقيقية وهو يشير لكيتي :-
_ ايه اللي جاب الشيء ده هنا !!
كتمت ضحكتها ثم قالت بمرح :-
_ قطتي وماقدرش اسيبها ، عندك مانع ؟!
زم شفتيه بغيظ وهو يقترب منها وقد اتضح عليه الغضب حقا وقال :-
_ انتي عارفة اني مابحبهمش وعندي حساسية منهم
رفعت حاجبيها بتحدي وقالت وهي تشير للخارج :-
_ الكنبة برا هتناسبك ، اما كيتي لو طلعت انا هطلع وراها ، انت عارف أني مش بسيبها ابدا ...وما اقدرش انام من غير كيتي ....
صاح بغضب :-
_ طب وانا بقى هنام كل يوم على الكنبة ولا إيه ؟ ، انتي بتحلمي ...دي اوضتي اصلا
مطت شفتيها بسخرية ثم قالت بهدوء تصحح له الخطاء :-
_ قصدك اوضتنا ، يعني انا ليا نصها وانت كمان ليك نصها
ثبت قبضتها بجانبها حتى لا يتهور ثم خرج من الغرفة صافقا الباب خلفه بعنف ...
وضعت يدها على فمه تكتم ضحكتها ثم قالت :-
_ هوريك النجوم في عز الضهر ، ههههههههههههههههه
مش عمال تخوفني وتحلفلي وفاكرني هخاف من تهديدات ، عيش بقى
___________________________سبحان الله وبحمده
تمدد على الأريكة الخارجية بغيظ ثم فكر بمكر وظهرت ابتسامة بسيطة على وجهه وقال :-
_ تصبحي على خير ....ياروووحي
مر أكثر من ساعة ....
لم يستطع النوم وهو يفكر هكذا حتى تذكر شيء ...نهض من مقعده وتوجه إليها ثم دق على باب الغرفة بهدوء ...
فتحت الباب حتى تسمر مكانه هو يرى بچامتها المرسوم عليها رسومات طفولية وشعرها المنسدل بنعومة خلف حجابها التي يبدو أنها لفته سريعا حول رقبتها ...قال بعصبية :-
_ انتي لابسة حجاب ليه ؟
اجابته بتسلية بعيناها :-
_ ما اتعودتش اقعد قدام حد غريب من غير الحجاب
هتف بصدمة :-
_ نعم ياختي ، غرررريب !!
واتجه نحوها حتى ركضت ولم تستطع كتم ضحكتها اكثر من ذلك وهي تركض ...شعر هو ببعض المرح في الأمر مما جعله يخفي ابتسامته وهو يركض خلفها ....استيقظت القطة وركضت خلفهم ( انا بكتب وفصلت من الضحك 😂)
هتفت وهي تقف مشيرة له أن يتوقف عن الركض :-
_ خلااااص ، خلااااص
خلعت حجابها حتى حاوط شعرها الحريري حولها بنعومة فائقة ...اقترب منها وهو ينظرها لها بعمق فمنذ زمنٍ لم يرى شعرها التي اخفته خلف الحجاب لسنواتٍ ماضية منذ أن حذرها بإرتدائه ....
كانت مسمرة أمام دولاب ملابسها ولم ترى مفر للهروب من اقترابه حتى اعاد بعض خصلاتها أمام خلف اذنها برقة وهو ينظر لها بطريقة لو أحد رأها سيقسم انه عاشق ....
قال هامسا :-
_ من زمان ماشوفتش شعرك ...
تعمق بعيناها أكثر مثل اجفل عيناه وهو يقبل رأسها بقوة جعلها ترتجف ...وصوت المقاومة يمنعها حتى يعترف هو بالعشق أولا ...
تمالك نفسه ثم قال :-
_ اصحي بدري عشان نسلم على ماما قبل ما تسافر ..
هزت رأسها ببطء وهي تتحاشى النظر لعيناه ثم ابتعدت بالفعل ولكت استدارت وهي تسمع صوته المتأوه ...
نفض القطة بغضب من مقدمة قدمه بعد أن خدشتها بحدة حتى ركضت مريم اليه وهي تدفع القطة بعيدا وقالت :-
_ معلش انا اسفة
عاد غضبه مرة أخرى وهتف :-
_ ارميها برا عشان ما اخليش حد يرميها من هنا
ضيقت عيناها بغيظ واجابت :-
_ لاااااا والف لاااااا ، دي قطتي ..
نظر لها بعصبية وتوعد بنبرته :-
_ يبقى استحملي اللي هيجرالها بقى
خرج من الغرفة صافقا الباب خلفه بحدة مما جعلها تبتسم بمرح واخذت القطة وشاكستها قائلة :-
_ ابعدي عنه يا كتوكته احسن يبعدك عني
انزلقت القطة وجلست على قدم مريم بإرياحية والفة ..
__________________________اللهم حسن الخاتمة
بعد أن ترجلت فاطمة من السيارة ومعها اباها صعدت للغرفة الصغيرة على السطوح وحينما دلفت بوجهها العابس ، تساءلت نعمة في حيرة :-
_ مالك يا فاطمة ، شكلك مش مبسوطة !
هزت فاطمة رأسها نفيا ثم جلست مصطفى ليستريح ودلفت فاطمة لزاوية صغيرة تحاوطها ستارة خشنة قديمة وينام بها طفلين لم يتعدى عمرهم عن الخمس سنوات وبدأت بتبديل ملابسها ....ثم قالت :-
_ انا جاية مصدعة يا ماما وعايزة انام اطفي النور عشان أعرف انام كويس قبل ما اروح الشغل الصبح ...
تعجبت نعيمة من ذلك ففاطمة برغم جرائتها في مواقف كثيرة ولكن تخاف وترتجف من العتمة والظلام الدامس هكذا ....
اطفأت نعيمة النور وتمنت أن لا يكون حدث شيء جعل ابنتها بهذا الضيق ..تركتها حتى الغد ....
ولكن فاطمة لم تترك البكاء الصامت وهي تضم احد اشقائها الصغار بحنان وتربت على رأسهم بلطف ....
____________________________استغفروا الله
فجرا ....
استيقظ آدم وهو يشعر ببعض التعب من نومته هذه ثم نهض ببطء وهو يتثاءب قليلا ويفرد ذراعيه بكسل ...
أراد أن يدخل يغسل وجهه ولكن تذكر بضيق أن غرفته قد تغير كل شيء بها بل فُتحت على غرفة أخرى واسعة لتصبح هذا الجناح الكبير ....
اقترب من غرفة النوم ليحاول فتح الباب بدون صوت حتى لا يزعج غفوتها ولكن تفاجئ انها تؤدي فرضها .....
وقف يتأملها بابتسامة حنونة وانتظرها حتى تكمل صلاتها ...قال :-
_ تقبل الله
استدار متفاجئة بوجوده واجابته سريعا :-
_ منا ومنكم
دلف للحمام حتى يغتسل ويتوضأ وخرج سريعا ليجدها قد خلدت للنوم من جديد ....ابتسم ولما شعر انها طفلته ؟
بدأ يؤدي صلاة الفجر في خشوع ودعا كثيرا أن يصل لبر الامان في حياته حتى لا يتسبب في عذاب وشقاء صغيرته ، دعا أن ينجا من هذا العمق الحزين ويخرج للحياة مجددا وتخرج هذه العقدة من قلبه التي تسببت في تكوينه القاسي هذا ...فكم هو مؤلم عندما يجتمع العشق مع القسوة ....
خرج من الغرفة ولم يشعر بالنعاس بل ظل مستيقظا حتى لا يتيه في غفوة ويترك ابواه دون أن يراهم قبل السفر ....
*بعد مرور ساعة *
خرجت مريم من الغرفة وهي ترتدي فستان بلون الورد الجوري وتزينت بعض الشيء ....قالت :-
_ يلا عشان اروح اسلم على ماما واقعد معاها شوية قبل ما تسافر ...
جالت عيناه عليها لدقائق حتى بدأت مريم ترتبك كعادتها ثم نهض وقال بحدة :-
_ هو انتي هتبقي كل يوم الصبح كدا ؟
نظرت مريم لردائها ثم ساوت شعرها بيدها سريعا وقال بتوتر :-
_ ايه وحش ؟
نظر بمكر لها وقال :-
_ لأ خاااالص
رمقته بغيظ ثم تحركت بإتجاه الباب وقد اخفت ابتسامتها حتى خرجت من الغرفة ...
مرر يده على شعره وقال بقوة :-
_ اااايه يعني ...قمررررر ، مش مهم ما الحلوين ما الحلويين الدنيا ....بس هي قمر بردو 😣
_____________________________ استغفروا الله
تعجبت ليالي من ظهور مريم عندما فتح عمر الباب وقد استعدوا للسفر والسيارة تنتظرهم بالاسفل ...ركضت مريم قدر ما استطاعت إليها وبعيناها لمعة بكاء حتى ضمتها ليالي بقوة وقالت مريم :-
_ تروحي وتيجي بالسلامة يااارب ، ما تغيبيش هناك عشان خاطري ...
اقترب عمر وقال بمشاكسة :-
_ مافيش حتى صباح الخير يابابا ...
ابتسمت مريم وارتمت بين ذراعيه حتى اتى آدم وآخذ ليالي بين ذراعيه بقوة وقبل يداها ورأسها عدة مرات ...
ربتت بيدها على وجهه وقال وهي تنظر لمريم :-
_ مريم يا آدم ...
جذب آدم مريم إليه وهو يحتوي كتفيها بمحبة ظاهرة وقال :-
_ في عنيا الاتنين
كان هذا خير دليل حتى تذهب ليالي بقلب مطمئن
ضمتهم ليالي سويا ثم قالت :-
_ربنا يسعدكوا يااارب ويزود محبتكوا. .....
ثم ابتعدت ونظرت ليالي بنظرات فهمتها مريم بخجل ولكن طمئنتها بابتسامة .....
عانقتهم ليالي مرة أخرى بابتسامة محبة وفعل ذلك عمر ايضا حتى دلفوا جميعا للاسفل ....
ولكن اتى فهد راكضا إلى ليالي معانقا ايها بقوة والحزن يأكل عيناه والشوق إليها حتى قال عمر :-
_ هو انا مش ابوكوا ولا ايه 😂💔
بعد دقائق عانق فهد والده بقوة وقال :-
_ هتوحشني يا عمر
ابتسم الجميع ثم اخذ فهد وجه والدته ليالي بين يديه بحنان وقال بعد أن قبل رأسها طويلا :-
_ ترجعي بالسلامة يا اجمل لااالي في العالم ...
ربتت ليالي على يده بمحبة ثم اخذتهم الثلاثة بين يديها بعناق قوي ....
*بعد مرور بعض الدقائق *
اشارت لهم من خلف الزجاج وهي بالسيارة ، حتى قبل فهد وادم ومريم يدها ...ثم ابتعدت السيارة بها في زحام الطريق .....
مالت مريم برأسها على كتف فهد وهي تبكي ثم قالت :-
_ ما رضيتش تخلينا نسافر معاها ولا حتى نوصلها للمطار ...
بلع فهد ريقه بألم وقال :-
_ هي مابتحبش اللحظة دي ...
وتبدلت نظرته للغيظ وقد دفع برأس شقيقته على رأس آدم وقال :-
_ ما تسندي رأسك على كتف جوزك ، راسك تقيلة 😒
تبدل تعبير وجه آدم لابتسامة حاول اخفائها ثم قال فهد وهو يضمها وقد نظرت له بغيظ وتذمر :-
_ صباحية مباركة يا مريم ، الحمد لله خلصنا منك ، غوري بقى لشهر العسل يا عسل 😣
ودفعها قليلا حتى سقطت على صدر آدم الذي حاول جاهد أن يخفي ابتسامته وقال بتسلية عندما ابتعد فهد :-
_ حضري الشنط يا ...عروسة