رواية أخباءت حبه الفصل الثامن 8 بقلم محمد ابو النجا


 رواية أخباءت حبه الفصل الثامن بقلم محمد ابو النجا 


إحتفال صغير داخل منزل ساره..
التى كانت ترتدى فى هذه الأثناء
فستان ذو ألوان ذهبيه أنيق...
كانت ملامحها جامده ...
صلبه ..
صامته كقطعة الصخر
 المتحجرة...
لكنها لم تتوقف عن الحديث فى 
أعماق صدرها....
وقد إتخذت قرار أخير..
الإنتــــ/حار....
لقد تملك اليأس منها..
و استسلمت للهموم...
تقتحم أمها باب الحجرة فجأة..
قائله ساره لقد جاء عريسك ...
جاء مع أمه وأخوته..
ماشاءالله..
شاب رائع للغايه ..
اسمه إبراهيم...
يعمل فى شركة بترول ..
وسيم جدًا ..
وواضح إن شكله ابن ناس 
ومحترم ..
اقتربت منها وربتت على كتفيها
وهمست فى حب :
ربنا يكمل لك على خير يا بنتى يالله أجهزى ..
أجهزى عشان تقدمى الشربات
ياعروسه...
كل هذا وساره لم تبس بطرف 
كلمه...
وبعد خروج أمها امسكت شريط
دواء مهدىء خاص بأبيها ..
قد حصلت عليه من حجرته 
دون أن ينتبه...
وبدأت تدفع كمية اقراص 
فى فمها ...
ورقدت فوق فراشها..
وذهبت فى نوم عميق ..
أو بالأصح ذهبت 
إلى الموت ..

*******
تستيقظ ساره ببطء ..
وهى تشعر بضعف شديد ..
تأخذ أنفاسها بصعوبه ...
تحاول الرؤيه ...
لقد كانت هناك فتاة تبتسم..
وبعد لحظات أدركت أنها رحاب..
رحاب صديقتها الجديده التى 
قالت : حمدًا لله على سلامتك..
تجاهد ساره لإخراج الكلمات
من فمها وهى تقول : رحاب...!
أين أنا...؟
وماذا حدث...؟
رحاب فى سخريه تحاول مداعبتها
: لا شىء ...
مجرد محاولة إنتحار بسيطه...
تتذكر فجأة ساره ما فعلته 
وهى تحاول الإعتدال من فراشها 
لكنها لم تقوى ..
تلامس رحاب كتفها قائله بصوت
يحمل لها كل الود : ساره..
أنا لا أصدق ما فعلتيه...!
هل هانت نفسك عليك 
إلى تلك الدرجه ...!
لقد تم إنقاذك بأعجوبه من موت
محقق..
لولا أكتشاف امك لعملية 
إنتحارك الفاشله...
لماذا...؟
لماذا فعلت ذلك ..؟
يسود الصمت لدقيقه والدموع 
تتراقص فى أعين ساره التى 
قالت بصوت ضعيف : 
لقد شعرت بأن كل الأبواب
أصبحت مغلقه فى وجههى...
محمود احترق وأصيب
 بالعمى...
وقلبه معلق بفتاة أخرى...
وفكرة أن يحبنى أصبحت 
مستحيله ...
أبى فى إصرار وعناد يجبرنى
 لأن أتزوج رجل لا اعرفه..
لا أحبه...
أظلمت الدنيا فى عينى ...
وفقدت القدره على التفكير ..
وحالة الحزن واليأس تملكت 
منى...
تنفى رحاب بيديها : لا..
الإنتحار ليس هو الحل..
كلنا نمر بظروف سيئه ..
وصعبه..
فلن يكون الموت هو الحل
لمٓ نحن فيه...
أسرتك كلها فى حاله يرثى
لها فى الخارج ..
ابوك نفسه الذى تقولى بأنه
يجبرك على الزواج يموت 
من اجلك الآن...
كلهم يتعذبون ويتألمون 
لم حدث لك ...
تأخذ رحاب نفسًا قصيرًا
ثم تقول : هل لديك أخوه
من الإناث...
تنفى ساره : لا .
ليس لدى سوى أخى جمال ..
وأخى عمر..
تبتسم رحاب : هل لديك 
مانع أن أكون أخت لك...
تشعر ساره بحب ينمو فى أعماق
صدرها لتلك الفتاة الطيبه لتقول 
بصوت خافت : لا..ليس 
لدي أى مانع لأن تكونى أخت لى..
تلامس رحاب جبهة ساره 
بلطف وحنان وهى تبتسم 
: سيدخل بعد قليل أفراد 
أسرتك ..
لا تتحدثى كثيرًا .. أنت ما تزال
متعبه ...
ولا تتناقشى فيما حدث ..
تنتبه ساره فجأة وتتسع 
عيناها وهى تقول فى لهفه 
: هل أنا داخل المستشفى 
التى يرقد فيها محمود...!
تضحك رحاب وهى تهز رأسها
: نعم ...
ليس هذا فقط بل من محاسن 
الصدف أن يكون فى الحجره 
المقابله لك...
يخفق قلب ساره بقوة 
وهى تهتف : أريد رؤيته . 
تنفى رحاب وهى ما تزال 
تضحك : لا...غير مسموح 
لك يالزيارة ...
أنت الآن مريضه مثله ...
ساره فى إلحاح : أرجوك...
إن لم تفعلى هذا ...
سأفعله دون علمك ...
رحاب فى سخريه : حسنًا ..
أعلم مدى جنونك ..
ولكن اعطينى مهله لأدبر 
لك هذا ...
ساره فى لهفه وتوسل 
: بأسرع وقت ... أرجوك...
فأنا فى إشتياق له ...
رحاب فى تعجب تقول 
: آسفه لو سألتك..
حتى وإن ذهبت إلى حجرته
فلن ترى وجهه...
لقد أخبرتك بأنه قد احترق...
ساره بأعين دامعه : 
ولكن مايزال حبيبي..
وعلى قيد الحياة...
وهذا يكفى..
هذا يكفينى...

******
كان التوتر والإرتباك والقلق
واضح على وجه والد (ساره)
الحاج (حسان) الذى كان 
يجلس فى تلك الأثناء 
داخل مكتب الطبيب فى
المستشفى التى ترقد فيها ابنته 
ساره ...
الطبيب رجل فى نهاية العقد 
الخامس من عمره ضخم
 الجسد...
دائرى الوجه وأصلع الرأس..
اشيب شعر الفودين...
يتفحص بعض الأوراق
التى فوق مكتبه ثم ابتسم 
الى حسان وقال فى هدوء 
: لقد مرت الأزمه الحمد لله
لقد كتب الله عمرًا جديد 
لإبنتك...
يبتسم حسان إبتسامه باهته 
: الحمد لله...
الطبيب بصوت خافت يمسك
نظارته ويضعها فوق سطح
المكتب قائلاً : لكن هناك 
أمر أود الحديث فيه معك ..
يخفق قلب حسان دون أن
يعلم سبب ذلك ليقول بصوتً
خافت : تفضل ...
الطبيب : أثناء إنقاذ إبنتك 
من حالة الإنتحار ..
تم عمل فحوصات لها وأسفرت
عن...عن...
بتر عبارته فى تردد 
ليسقط قلب حسان بين قدميه 
وهو يسأله فى قلق بالغ :
ماذا هناك...؟
أخبرنى...؟
الطبيب بهدوء شديد : 
أعلم أن الخبر سيكون ثقيل
على مسامعك ..
ومحزن...
لكن ليس لدى خيار آخر...
حسان فى قمة خوفه :
أخبرنى بالله عليك بلا تردد .
الطبيب فى أسي : 
ابنتك لديها مشكله في
القلب ...
يتراجع حسان ويشهق
فى حسره وهو يردد : 
مشكله ..!
مشكله من أى نوع ...
الطبيب : إنها مريضه بالقلب ...
حسان فى قمة الحسرة : 
لكنها لم تشتكى يومًا بأى أعراض
لمرض القلب ..
مط الطبيب شفتيه : للأسف
لقد وصل الأمر إلى حد 
تخطى مرحلة المرض ...
بل...
بل العلاج فى مثل حالتها 
شبه مستحيل ..
ولن تعيش أكثر من عام. ..
وشعر حينها حسان بأنه 
هناك سيف قد شق صدره
وضلوعه وجسده 
شطرين..
وهو يبكى فى إنهيار ..
لا يصدق أن ابنته ساره
لن تعيش أكثر من عامًا 
واحدًا فقط ..
تعليقات



×