رواية حورية الفصل الثامن 8 بقلم سلمي رامي


 رواية حورية الفصل الثامن بقلم سلمي رامي  

.. ذهب الجميع ... الجميع دون استثناء ... تركوها وحدها معه ... ظلت حوريه جالسه صامته ليقطع حبل الصمت صوته العالي الذي حتماً رعبها لتنظر له بذعر ...

ادم : -بصراخ- ولاااء...-لم يتلقي رد- ولاااء
, لتأتي أليه الخادمه مسرعه مهروله و '
ولاء : نعم يا ادم بيه !
ادم : -وهو ينظر لـ حوريه- خدي الهانم و وديها اوضتها ..
حوريه : طب انا مجبتش حاجه ؟ شنطي ولبسي..
ادم : -متجاهلها- وخلي محمد يروح يجيب الشنط الي قولتله عليها...
ولاء : امرك ... حاجه تاني..
ادم : -وهو يذهب بجمود صاعداً السلم- لا بس محدش يزعجني..
حوريه : -وهي تصعد ورائه بسرعه- انت هتسبني هنا لوحدي وتمشي ؟
ادم : -وهو يمشي بخطواط ثابته في الممر- الجناح الشرقي ممكن تعملي فيه اي شئ انما الجناح الغربي -توقف ولم يستدر- ده اوعي تروحيه...-اشتد علي حروفه- اوعي..
~ لم تأخذ كلامه علي محمل الجد بل مشت ما يقارب الخطوطان ؛ لتقف فجأه تنظر لهذا السواد الدامس امامها شعرت بضيق تنفس حاد لتنطر علي قدمها فهيا حتماً تقف علي الخط الفاصل بين الجناحين ورائها نور الدنيا وحلاه قرص الشمس المتوهج وامامها ظلام اليل وسواد القمر الحزين .... رجعت للوراء اربع خطواط بأستخفاف لتجد ولاء في وجهها ~
ولاء : اتفضلي معايا يا مدام...
حوريه : -بذهول- مد..مدام..انا مش مدام..
ولاء : ها امال حضرتك ايه ؟
حوريه : -بغضب- معرفش قوليلي حوريه..
ولاء : احم الاوضه هناك اهي..
حوريه : -وهي تشير لأحدي الغرف- دي ؟
ولاء : اه هي !
حوريه : شكرا..
~ ذهبت حوريه وسط ذهول ولاء لتذهب بخطواط سريعه مرادها النوم واراحه جسدها المنهك وضعت يدها علي المقبض لتفتح الباب ولكن ملامحها تبدلت للذعر عندما وجدت ذلك السواد يحاوطها من كل الاتجهات وقفت كـ مصباح مُنير وسط عتمه المصابيح ذادت النور المنطفئ لتخرج مسرعه و ..~
ولاء : -وهي تذهب لها- في ايه يا هانم خرجتي ليه..
حوريه : -وهي تحاول التقاط بعض الهواء- مم..ممكن تولعي النور !
ولاء : -وهي تذهب للداخل- اه اوي اوي -مدت يدها بخفه واشعلت النور بسرعه- اتفضلي..
حوريه : -وهي تمسح علي صدرها- تمام ...
ولاء : -بنظره حانيه- حضرتك كويسه....
حوريه : يعني ممكن تروحي...
ولاء : -وهي تهم بالذهاب- عن اذنك..
حوريه : -وهي تفسح لها المجال للذهاب- اتفضلي..
~ اغلقت حوريه الباب بخفه لتبدأ بالمشي بالغرفه كـ فراشه تطاير بين انغام موسيقي بستان الورود ؛ انها حقآ تروق لها اكثر ما اعجبها هي الڤرنده الواسعه دخلت بخطواط مرحه تشتم الرائحه ذادت الهواء النقي المحمل بنسمات السعاده وهدوء نور القمر المنير ؛ وبما ان ليس لديها شئ لتفعله فستنام .. تنام لعل الكوابيس لا تراودها .. تنام عساها تنسي عساهاا..؟
عادت حوريه بأدراجها الي الغرفه تتوسط بتعب جسدها النحيل السرير ؛ السرير الذي يشكل لها بحرآ وهي تشكل له ناجياً ...

***

... في غرفه ادم ...

... وكأن خيوط من نور تلتف حول عنقه ؛ فـ برغم نورها المشع الا انها تؤلم حتماً ؛ مظهرها لا يريد ان يفارق مخيلته السوداء ؛ كلما اخذ بعض الهواء يتداخل معه رائحه احمر شفاهها المثير ذو الرائحه الجذابه ؛ انملااها الصغيره وهي تبعد خصله شعرها البني من اعلي اعينها المتمرده الي خلف اذنها تجعله تائها ؛ خطواطها بمرح وهي تمشي امامه تتمايل علي انغام موسيقي قلبه تقتله ؛ ليقطع صورتها امامه وتشويشها الذي اغضبه صوت دقات محرمه علي باب الغرفه...

ادم : -بصوت اجش- ادخل..
... ليأتيه صوت رجل من رجاله و ...
الرجل : يا ادم بيه..
ادم : في ايه..
الرجل : في واحده قدام القصر وطالبه تشوف حضرتك
ادم : -وهو يلتفت له- مقالتش مين !
الرجل : لا والله يا بيه مرضتش تتكلم غير مع حضرتك..
ادم : تمام..روح وانا هاجي..
الرجل : تمام يا ادم عن اذنك.
... انصرف الرجل علي عجله من امره ...

... مسح ادم بعينه علي صورتها الباهيه في مخيلته الساحره للمره الاخيره قبل ان يذهب يلتقط هاتفه الاسود بحنق متذمراً عن هذا الضيف الغير مرحب به اطلاقاً من ثم يقف امام المرأه يهندم من رجولته قليلاً ليخرج بهدوء....

... انتصب الحراس الذين يحاوطون القصر عندما وجدو ادم بكل شموخ يذهب ناحيه بوابه القصر ليهرول الحارس ليفتح الباب ليخرج ادم بعدما رمقهم بغضب لتقع اعينه بحده علي هذه الفتاه التي تستند علي سيارتها ...

ادم : -بتهكم واضح من طريقه نطقه للحروف- اتمني تكون الصور عجبتك !
... وقد انتبهت الفتاه لوجوده فـ حقاً عطره غطي علي رائحه نسمات الهواء المنعشه ...
هدي : -وهي تضع يدها في جيب بنطالها الاسود وتقف امامه بكل جرأه- وانت فاكر بقا اني هبله ذي بقيه الناس وهصدق صح..
ادم : والله انا مش هاممني تصدقي او متصدقيش..-نظر في اعينها بلااه مبلااه- اولعي !
هدي : -بنبره هادئه- انا جيت بس اقولك اني والله لهكشف اي لعبه وسخه بتلعبها..
ادم : -متصنع التفاجئ- اوه...بس يعني كنت قلتيهم في التليفون المشوار صعب وتلاقيكي دوختي علي معرفتي العنوان..
هدي : لا وهدوخ اكتر لما اكشف الناس انك اجبرت البنت الي انت خطفتها انك تتجوزها..
ادم : -بسخريه- خطفتها...كفايه روايات دماغك باظت..
هدي : مش دي الحقيقه يا.....يا چوكر !
ادم : هي الحقيقه مش هي الحقيقه ... مراتي وانا حر فيها..
هدي : -بغضب- انت عايز تفهمني ان في واحده عقله ممكن تتجوزك انت !
ادم : -بتهكم- ليه كخه ؟
هدي : لا بس كل نذواتك بتقول انك ...
ادم : -مقاطعاً اياها- بتقول اني مش أنسان...انا فعلاً -تغيرت اعينه للسواد ليقول بنبره مميته- لما بكون مع وحده بتغير...امشي من هنا وبطلي تدوري ورايا عشان مش هتلاقي حاجه..
هدي : مفيش انسان مبيغلطش..
ادم : براڤو...وانا مبغلطش وياريت تختفي عشان مخليش حالك اوحش من اي واحده غلط معاها ..؟؟
هدي : -متجاهله حديثه- هنشوف يا ادم اذا كنت بتغلط او مبتغلطش..
ادم : -بضحكه مؤذيه هو يلوح بيده - انچوي..

... عاد ادم بأدراجه المحمله بالـجبروت والهيبه والشموخ الي داخل القصر ؛ مشي بخطواط سريعه للداخل ولكن اوقفه والجم خطواطه السريعه من التكمله النور المشع من غرفه حوريه بدأ يكتب في مذكره عقله بعض الأسئله الجنونيه من نسيج خياله الخالص ماذا تفعل ؟ لماذا لم تنم ! ذفر بحنق فكلما ينساها يأتي اي شئ حتي لو بسيط ليذكره بها ؛ نظر للشرفه نظره اخري ثم هم بالذهاب للداخل لعلها تخرج من بين قطبان عقله ...

.........~~......~~
في الصباح
.........~~......~~
في منزل سلمي
.........~~......~~

عاليا : -بتعب وهي توسط يدها في خصرها- هاا لميتي كل حاجه ؟
سلمي : -وهي تلهث- اه خلاص..
عاليا : -بحزن وهي تربط علي كتفها- ربنا يعمي عمك الظالم ده عنكو يارب..
سلمي : -بنبره مترجيه- يارب يا عاليا يسمع من بوقك ربنا..
عاليا : متخفيش يا حبيبتي انشألله خير واه...-قالت بخبث- دكتور عاصم و جاسر تحت..
سلمي : افندم ليه انشألله !!
عاليا : الله وانا مالي جاسر حب يطمن انك وصلتي بنفسه..
سلمي : -بحرج- ه..هاا
عاليا : هو في حاجه انا مش فاهمها بس انا شايفه انكم منمرين كده علي بعض..
سلمي : -وهي تفتح فمها بذهول- نعم ياختي منم..ايه !!
عاليا : ياااي كيوت اوي لو عشتو قصه حب..
سلمي : يلا معلش..
عاليا : يلهوي يا ناس مصاحبه جعفر..
سلمي : اه صح...هو انتي عرفتي مين البنت الي كان دكتور عاصم حاطيتها خلفيه دي ؟
عاليا : -وهي تخرج تنهيده محمله بأوجاع عميقه- ااه...طليقته
سلمي : -بذعر وهي تضع يدها علي صدرها- ينهار اسود ومنيل هو متجوز..
عاليا : -بحنق- بقولك ركزي في الكلام طليقته..يعني كان في وخلص..
سلمي : طب وهي فين دلوقتي !
عاليا : وانا مالي يكش تولع مطرح مهي موجوده ؟
سلمي : هههههه
عاليا : -وهي تلقي الحقيبه بحنق بعدما تذكرت صورتها لتقول بغل انثوي حاد- اللهي تدخل تعمل شاي وتنسي الغاز مفتوح وهي راحه تطفيه تقع تتكسر ومتعرفش تقوم يقوم تيجي نار من حيث لا ندري تولع فيها وفي الي خلفوها تروح تجري تطفي نفسها المايه تقطع تيجي الاسعاف تلحقها العربيه تتقلب بيها تيجي تروح المستشفي الدنيا تنهد فوق دماغها هاا....!!!!
سلمي : -بتساؤل- متعرفيش اسمها ايه ؟
عاليا : لا ؛ ليه !
سلمي : لا هدعيلها بالرحمه بس ؛ الله يحرقك زمانها ماتت !!
عاليا : اميين ؟
سلمي : يا ساتر يا ساتر ....
عاليا : لا والله يا ست سلمي انتي واقفه معاها ولا ايه ؟
سلمي : يا بنتي هو انا اعرفها اصلا ده ايه ده !!
جاسر : -وهو يدخل من الباب- كل ده لكلك..
عاليا : -بغضب- الله في ايه انت مش عايزني اتكلم ؟ عايزني اكتم اتكتم اموت..
عاصم : -وهو يدخل من الباب- اكتم اتكتم اموت !!
سلمي : -وهي تهم بالذهاب- يلا ربنا يشفي..
جاسر : -وهو يذهب مع سلمي- انتي غريبه..
... بينما جزت عاليا علي أسنانها بغضب لتبحث بأعينها وتتلفت حولها بغضب عن اي شئ تمسكه تكسره لعلها تهدأ من كلام جاسر وسلمي لتضع يدها علي فازه رائعه مدت جذع يدها النحيل وهي تزم شفاهها للأمام مانعه تساقط تلك الدموع الهائجه لتلتقطها بغضب من ثم ترفع يدها للأعلي لتلقي بها ارضاً تنكسر لأشلاء يصعب تجميعها ؛ لتجد يدها مقيده بأصابع عاصم ...
عاصم : -ببرود- هتتعوري..
عاليا : -بغضب- ممكن تسيب أيدي..
عاصم : فهميني بس كده مالك..
عاليا : بقا مش عارف مالي !
عاصم : لا مش عارف...
عاليا : انت السبب !
عاصم : -وهو يعقد ما بين حاجبيه- انا السبب ازاي يعني ؟
عاليا : انت السبب في كل حاجه بتحصلي ؛ انت اكتر واحد تاعبني ولا حاسس ؛ بتتعامل زي الشيطان الي بيداري ورا اجنحه ملاك انا تعبت ...؟
... انها كلامتها بتنهيده طويله تعبر بها عن مده الحراره التي تشتعل كل ماده بداخلها ؛ لاحظت بما تفوه به لسانها الغبي ؛ لتضع الفازه منـ ثم تسحب يدها الي صدرها وكأنها تتأكد من سلامتها من لمسته لها وكأنه ناو موقده وستحرقها ؛ لتذهب بكل ما اتي بها من قوه وكل ما بدي بها من ضعف ؛ ذهبت تاركه عاصم خلفها يحاول فهم عقده تلك التعويذات التي القتها عليه منذ قليل ؛ تنهد بضيق عندما وجد عدم تفسير ...

... في غرفه سلمي ...

... حاولت سلمي جاهده حمل ذلك البوكس ذو الثقل الهائل وكأنه محمل بـ اطنان حديد ليأتيها صوت جاسر وهو يستند بمرفقه علي الباب ...
جاسر : محتاجه مساعده ؟
سلمي : -وهي تحاول حمل البوكس- لا هتصرف .. شكرا ..
جاسر : -بأستخفاف- مش هتقدري ...
سلمي : لا هقدر طول منا بوهم نفسي اني مش هقدر فـ سعتها مش هقدر فعلاً..
جاسر : فلسفه علي الفاضي ..
سلمي : -وهي تمسح حبات العرق التي طرحت علي اعتاب جبهتها- بس..احيناً الفلسفه بتنفع في مواقف الشده.
جاسر : -وهو يذهب ناحيتها ويلتقطه بخفه- هاتي..
سلمي : - بحده وهي تحاول جذبه منه- من فضلك..
جاسر : -وهو يأخذه ناحيته- من فضلك انتي..
سلمي : انا مش ضعيفه لدرجه متحملش مسؤليه نفسي وحاجتي...
جاسر : -وهو يعلق البوكس في الهواء مع رفع غصن يده الرشيق- اظهار الضعف قوه مش قله حيله علي فكره..
سلمي : -وهي تقف علي اطراف اصابعها مرادها لمس البوكس حتي- انا كده هغلب يعني...اااه..
... تأوهت بألم غير ملحوظ نتيجه وقوعها بسبب ثني اصابعها من قوه الوقوف عليها ؛ ليبتسم جاسر ليقول بخبث وهو يهم بالذهاب ...
جاسر : سوري مش هعرف اساعدك ايدي مش فاضيه ..
سلمي : -بغضب- بس انا ممكن اساعدك اصل رجلي فاضيه..
... لم تكاد تنهي الـ ه في اخر جملتها حتي وبحركه خفيفه ماكره منها وضعت قدمها امامه ليتعثر هو من ثم يقع ممدداً بجانبها علي الارض يتأوه بسبب الم ظهره الطفيف ؛ ليتدحرج البوكس وكأنه يتألم من شده الوقعه ...
جاسر : -بنبره متسأله- المره الي فاتت وانا في حمامي دخلتي عليا والمرادي ممداني جمبك في اوضه فاضيه انا نفسي افهم انتي عايزه مني ايه ؟
سلمي : -بتهكم- متخفش انا عندي ولاايا....
جاسر : -ضاحكاً بقوه- ربنا يسترها علي شباب مصر ...
سلمي : -وهي تضع يدها علي وجهها ضاحكه- هههههه..
... ليدخل عليهم عاصم قاطعاً تلك الحظه التي جأت علي هواء جاسر بالفعل ...
عاصم : جرا ايه ياعم جاسر جايبني هنا غصب عني و عمال تضحك انت وسايبني في الغم برا ..
سلمي : -وهي تقف تتنحنح بحرج وتخرج بخطواط سريعه- احم..عن اذنكو..
جاسر : طول عمرك عدو السعاده ؟ كئيب..
عاصم : -وهو يخرج- ماشي يا فيروس السعاده ..
جاسر : -صارخاً- يا كئييب ؟

في قصر ادم
(في غرفه حوريه)
.........~~......~~

... تقلبت حوريه في فراشها بتذمر نتيجه صدي صوت طرقات عديده للباب في مسمعها ؛ لتقول بعدم وعي وهي تتدثر اكثر في غطائها الناعم ...

حوريه : -بصوت ناعس وجفون يسيطر عليها النوم- ادخلي يا سلمي
سماح : -وهي تقف علي الباب- انا سماح يا حوريه هانم
حوريه : -وهي ترفع رأسها للنظر لمصدر الصوت- سماح مين ؟ انا فين !
سماح : حضرتك كويسه ؟
حوريه : -وهي تستوعب وتحك مؤخره رأسها- اه..اه
سماح : كنت جايه ابلغ حضرتك ان الفطار قرب يجهز وان كمان شنطه هدوم حضرتك وصلت..
حوريه : اوكي..روحي وانا هنزل..
سماح : عن اذنك..
حوريه : اتفضلي..
... وضعت حوريه قدمها الصغيره علي الارض بتذمر لتشعر بملامس السجاد الناعم يداعبها لتذهب ناحيه المرحاض بخمول شديد لتفتح صنبور المياه ببطئ كـ قطه تخشي المياه بدأت في الاغتسال وما أن انتهت حتي خرجت تبحث بعينها عن حقيبه ملابسها لتجدها بجانب الباب لتأخذها تضعها علي السرير من ثم تفتحها وتأخذ اول شئ لمسته يدها فهي ليست بمزاج لأن تصبح مصممه ازياء الان ؛ ارتدت حذائها الابيض الطفولي وتنوره حمراء فضفاصه ذادت كسور تصل الي تحت الركبه و قميص شيفون ابيض قصير اما شعرها البني تركت له الحريه للبوح بأسراره خلف ظهرها لتفتح الباب وتبدأ المشي بخطواط بطيئه ...

............~
في غرفه ادم
............~

... وقف ادم امام المرأه بكل رضي عن مظهره من اول حذائه وبنطاله الاسود الي قميصه الابيض هندم من خصلات شعره السوداء المتمرده ليمسك بزجاجه عطره المصنوعه خصيصاً له في فرنسا وينثر بعض منها في الهواء من ثم يقف تحتها لتتنثر في كل مكان عليه يمد يده بهدوء ويأخذ ساعته الاورچنال السوداء ويرتديها بعدما ثني طرف اكمام قميصه ...

... ليهم بالذهاب بعدما القي نظره رضي اخيره ؛ لم يكاد ينهي نصف الرواق حتي وقعت اعينه علي حوريه تقف ممسكه بيدها كأس ماء وتتجرع منه ببطئ ؛ رفع احد حاجبيه نتيجه جذب هذه التنوره اليه ؛ احمرارها يكاد يقتله ؛ ليشيح نظره من عليها قبل عن تسيطر علي نصف عقله الباقي ...

ادم : -وهو يسحب الكرسي الذي في رأس الطاوله ويجلس- الاكل يتحط بسرعه عشان مستعجل ؟
... ليلتفت الجميع له و أولهم حوريه التي تعجبت بحضوره بهذه الخفه ؛ اعجبها حقآ الذي يرتديه ...

هديه : مدام حوريه حضرتك هتقعدي فين عشان احط طبق حضرتك !
حوريه : ......
هديه : م.مدام حوريه
حوريه : -وهي تستفيق من شرودها- هاا كنتي بتقولي حاجه..
ادم : -وهو ينظر بهاتفه ويشير للكرسي جانبه بجمود- الطبق يتحط هنا ...
هديه : حاضر..
... انتهي تحضير الفطور كالمعتاد ونشره علي السفره بشكل لائق ليترك ادم هاتفهه ويبدأ بتجرع قهوته ...
حوريه : -بحزن وهي تنظر للخادمه- بس انا مش بحب الاكل ده ..
هديه : والله حضرتك ادم بيه بياكل الاكل كله صحي من غير زيوت او اي سعره حراريه...
حوريه : -بلهفه كالأطفال- انا عايزه بطاطس محمره...
ادم : -وهو يأخذ قطمه- زيت بقا وسعرات حراريه كتير..
حوريه : -بأمتضاض- والله انا الي هأكلها مش انت ؟
ادم : -وهو يتجرع من كأس الماء- حق عليا خايف عليكي تفشولي زي القطط..
حوريه : -بتهكم- هه القطط بتاكل وتنكر مبتفشولش..
ادم : -وهو يرمقها بأستخفاف- وهو انك تأكلي ومتتخنيش ده ايه زي ما بتنكري كده...يعني في كلا الحالتين قطه !
... لتقطع نظرات حوريه الحاده لها صوت ضحكات هديه المكتومه لينظر لها كل من ادم و حوريه بغضب عارم ...
هديه : -وهي ترجع للوراء بتوتر- احم..انا ه..هاروح اعمل البطاطس المحمره..عن اذنكو
... بينما نظرت حوريه امامها لتري فاكهه الفراوله بلونها الزاهي الهائج للأعصاب لتمد يدها متسلله بخفه تأخذها تضعها علي فمها لتلمس حبه الفراوله شفاهها الكرزيه الناعمه لتأخذ قطمه صغيره سرعان ما شدها ادم منها و ...
حوريه : -بذعر- ايه ؟
ادم : -بغضب- انتي مش عندك زفت حساسيه منها بتكليها ليه !
حوريه : -بغضب- الله رعبتني..
ادم : -وهو يتناول الفراوله بغضب بعدم اكتراث انها لمست شفاهها قبله- غبيه ؟
حوريه : -بتذمر- أكلتها..
ادم : -وهو يمضغها- اه عندك مانع..
حوريه : اه عندي وانت بتشم علي ضهر ايدك علشان تعرف اني عندي حساسيه !
ادم : -بغضب- حور..حور كان عندها حساسيه قالتلي انك كمان زيها...
حوريه : -بحزن- انا..
ادم : غبيه..
حوريه : -بغضب- تصدق انا غلطانه اني كنت هقولك شكرا عشان واكل همي..
ادم : لا قولي شكرا ليكي..
حوريه : منا هقولها فعلاً شكرا شكرا شكرا..
ادم : بقولك ايه بقا من اولها تردي الكلمه بعشره ده مش بحبه...ام نص لسان صحيح...؟؟
حوريه : -وهي تخرج لسانها كالأطفال- لا علي فاكره لساني كامل مش نص اهو....
ادم : -وهو يدب بقبضه يده علي الطاوله بغضب- اتلمي بدل ما اقصهولك ؟
حوريه : -بتحدي- متعرفش ..
ادم : بطلي تتحديني..
حوريه : -وهي تنظر لـ هديه وهي تأتي بالطبق- اخيراااا
... بينما استعجب ادم حقاً فمنذ قليل كانت غاضبه والأن سعيده ما هي تركيبتك يا فتاه بحق ؛ بدأ ينظر لها وهي تأكل بنهم وطفوليه شديده ليضحك بخفه معهوده ؛ ...
ادم : -بلهجه امر حاده- تعاليلي مكتبي بعد ما تخلصي وليمه البطاطس...
حوريه : -وهي تأكل اومأت بالموافقه-
ادم : -وهو ينظر لها- انتي سمعتي الي قولته..
حوريه : -رمشت عدده مرات بمعني حسناً-
ادم : -بحنق- انتي بلعتي لسانك مع البطاطس !
حوريه : -وهي تتحدث بنبره مضحكه نتيجه الطعام المتراكم في فمها ويشكل كره في خدها- اتكلم ازاي وانا بأكل....
... نظر لها ادم بعدم تصديق من ثم انصرف يحاول فهم تصرفتها العجيبه ...

... وبينما ادم يدلف لمكتبه رن هاتفه معلنً عن وصول مكالمه من جاسر ليرد ...

ادم : الو..
جاسر : الو...
ادم : ايه في حاجه !
جاسر : لا بس كنا طالعين رحله للغردقه وحبينك معانا ؟
ادم : نعم يا خويا ونسيب الشركه لمين..
جاسر : هنصرف نفسنا..
ادم : رحله ايه دي اصلا.
جاسر : كليه عاليا يا سيدي حبه عيال من الدفعه برأسه البروفسير عاصم وهيطلعو الغردقه... مشروع وبتاع
ادم : اممم وانا اجي ليه..
جاسر : سمعت من سلمي انها هتقنع حوريه تروح ..
ادم : لا والله علي اساس اني مليش رأي ؟
جاسر : يابني مش لما توافق هي الاول.
ادم : هي هتوافق ساعه ما انا أذن لها.
جاسر : ادم سيبك من حبه الغرور الي اتزرعت جواك لحد ما بقت جنينه دي بقاا..
ادم : استني كده حوريه جامعه تانيه ايه الي هيدخلها في النص ؟
جاسر : يا اخي انت وهي هتطلعو علي حسابكو يا ساتر لازم تعقدها يعني !؟
ادم : هفكر...بص بص هكلمك بعدين سلام

-- امام باب المكتب الزجاجي لاحظ ادم ان احداً يتهاوي امام الباب دون مبرر ؛ علم انها حوريه من نبره صوتها ؛ استند بظهره علي الكرسي عاقداً ساعديه امام صدره يراقب بأعين تائهه كل حركه تفعلها ومن الظاهر انها تتحدث بالهاتف صدي صوتها رغم عنها وهي تقول بحنق ...

حوريه : خلاص يا سلمي قولتلك هحاول اقنعه بس اشوف هو عاوز مني ايه .... اه ياستي اتحكم فيا ... بت غوري بقا ... اه يا سلمي انا بزعقلك .... وبعدين جامعات ايه دي الي هتروح الغردقه .. ااه مشروع

ادم : -بصوت عالي لتسمعه- والله مكتبي مش سنترال عشان تقفي تحكي قدامه ؟
حوريه : -وهي تضرب جبتها بكف يدها- اااخ منك يا حوريه اهو سمعك انتي غبيه كده ليه ؟
ادم : انا بردك بقول انك غبيه..
حوريه : -بغضب- جرا ايه بقا انت داخل جوا افكاري ليه ايه التطفل ده !!
ادم : -بسخريه- انا مدخلتش ؟ انتي بتفكري بصوت عالي يا غبيه..
حوريه : -وهي تضع يدها علي قلبها- اااه قلبي انا حرفيا هموت لو فضلت كده..
ادم : لسه بتفكري بصوت عالي علي فكره !
حوريه : -بصراخ- يوووه طيب
... دخلت دون سابق انذار لتجده ينظر لها و ...
ادم : مسمعتش صوت دقات علي الباب يعني !
حوريه : ااه ؛ عشان انا مخبطش اصلاً
... بينما ابتسم هو لها لتقول بنبره هادئه ...
حوريه : اطلع واخبط وادخل صح..
... بينما رفع حاجبه بمعني بالفعل ؛ لتخرج هي بملل من ثم تدق علي الباب بخمول وكسل من ثم تدخل و ...
ادم : -ببرود- انا مأذنتش ليكي بالدخول ؟
حوريه : -بغضب- لا ده ذل ده !
ادم : معلش هتتعودي...
حوريه : -وهي تجلس علي الكرس امامه- سوري انا مش مجبوره اتعود ..
ادم : وانا كمان مش مجبور استحملك..
حوريه : بس انت الي محتاجلي..
ادم : ذي مانتي كمان محتجالي..
حوريه : -بعد نظرات حاده متصله بينهم دامت لدقيقه- اوكي...اوكي بعترف ان محدش يقدر يدخل معاك في مناقشه لمده 5 دقائق علي بعضها ؛ ممكن اعرف بقا عايزني في اييه ؟
ادم : مصطفي...
حوريه : -بجديه- ماله ؟
ادم : متعرفيش الارض بتاعته الي في البلد شاريها من مين ؛ وكمان الاراضي الي الفلاحين بيشتغلو فيها بتاعت الفلاحين ولا بتاعته !
حوريه : مصطفي ده طماع سمعت انه بيهدد اهل البلد بأي حاجه بس يدولو الاراضي من غير مقابل لا ويشتغلو فيها كمان ؟ وهو مشتراش الارض الي باني عليها البيت ده واخدها قوه من واحد..اسمه..اسمه...اه من واحد اسمه منير الجبلاوي..
ادم : انتي متأكده من كلامك ده !!
حوريه : طبعاً متأكده..
ادم : -بأبتسامه خبيثه- اعتقد اننا قدرنا نمسكه من ايده الي بتوجعه..
حوريه : -بشغف- ازاي !
ادم : هتشوفي..
حوريه : -بقله حيله- طيب...
ادم : -بخبث- هقوم انا بقاا ..
حوريه : هاا..ليه !
ادم : -بخبث اشد- ليه انتي عايزه تقوليلي حاجه ولا ايه .؟
حوريه : -بتوتر- لا ابدا..
ادم : يعني مش عايزه تقوليلي انك عايزه تطلعي رحله الغردقه مع دفعه سلمي ؟
حوريه : يا انت عرفت منين..
ادم : العصفوره جت قالتلي..
حوريه : -بتذمر- عصفوره فتانه..
ادم : -وهو يأخذ هاتفه ومحفظته ويذهب- تمام...نبقا نشوف موضوع الفتنه ده لما ارجع ؟
حوريه : -وهي تذهب ورائه- استني انت هاتسبني تاني..
ادم : اظن ان احنا الاتنين مش حابين الجوازه دي تطول -قال وهو ينزل درجات السلم بخفه- فـ انتي هتفتكري اي حاجه تخص عمك وانا بناءً علي معلوماتك هدور...
حوريه : -وهي تركض ورائه وشعرها يتدرج خلفها محاوله التقاط بعض من خطواته السريعه- بس ده مش مبرر انك تسيبني في فيلا طويله عريضه -اشارت ورائها- ذي دي لوحدي..
ادم : ده قصر..
حوريه : مفرقتش..
ادم : -وهو يذهب لسيارته- ......
... نظرت له حوريه بطفوله وهي تغلق نصف اعين بخبث شيطاني ماكر ؛ لتفتح باب السياره وتركب بسرعه ...
ادم : -وهو يتنهد بسخافه- ممكن افهم بتعملي ايه ؟
حوريه : هروح معاك طلااما انت رايح لموضوع يخص مصطفي يبقي هاجي معاك ...
ادم : بس انا موافقتش انك تيجي معايا....
حوريه : -بعناد- مش هنزل..
ادم : -بحده- انا مليش خلق افضل واكل همك ومخلي بالي منك ؛ انتي الي هتتحملي مسؤليه نفسك فاهمه !
حوريه : -بجديه- فاهمه...
ادم : اتمني

تعليقات



×