رواية أخباءت حبه الفصل السابع بقلم محمد ابو النجا
كانت ساره في لهفه لسماع
تفاصيل ذلك الحوار الذي
دار بين رحاب ومنى..
حبيبة محمود ...
رحاب فى هدوء تقول مستطرده :
لقد جاءت منذ نصف ساعه
بالضبط ..
وطلبت معرفة مدى حالته
الصحيه..
وتحدثت معها وأخبرتها
بكل التفاصيل..
عن حروق جسده الكثيره
واصابته بالعمى ..
لحظتها بكت منى وكان واضح
عليها الحزن الشديد ..
وطلبت رؤيته ...
ساره في غيره واضحه تسألها :
كيف كان شكلها...!
تعجبت رحاب من سؤالها
لكنها أجابت : فتاه جميله ...
ورقيقه...
قصيره بعض الشيء ...
ذو جسد ممشوق ..
وأعين عسليه اللون جذابه ..
أنيقه الملابس...و المظهر ...
ساره فى شغف :
وهل قابلت محمود وتحدثت
معه ..؟
تنفي رحاب قائله : لا ...
لقد رأته من بعيد ..فقط ..
على أعتاب حجرته...
لكن لم تستطع الدخول...
لقد كانت ملامحها يكسوها
الفزعه حينما شاهدت الحروق
على جسد محمود ..
ورغم أن نصف وجهه كان
مغطى وعيناه...
لكنها لم تتحمل ..
وفرت خارج الحجره وقالت
: هل هناك أمل لعودته كما
كان...
لكنِ عجزت عن الرد ...
فهذا ليس من تخصصي ..
فأخبرتها أن الوضع من الواضح
صعب ...
وأن مثل تلك الحالات من
المستحيل أن تعود كسابق
عهدها ...
وأن من يخبرها التفاصيل الدقيقه
هو طبيب مختص ...
وليس أنا ...
ثم سألتها هل أنت زوجته..؟
أجابت بهدوء : لا ...
لقد كان مجرد مشروع خطوبه..
ليست رسميه..
تعجبت من إجابتها المريبه
فسألتها ماذا يعني حديثك..!
قالت ببرود : أن حالته قد
اصبحت يرثى لها...
فكيف له أن يتزوج...
زادت حيرتي وتعجبِ وقلت لها
: هل هذا يعني أن كل ما بينكم
قد انتهى ..!
قالت : إن عائلتى لن يقبلوا
زواجي من رجل محترق مثله ..
وكفيف..
فإذا قبلت أنا لن يقبلوا هم..
تعجبت أكثر واندهشت...
وأنا اعود بسؤالها :
والحب..!
الحب الذي بينكم..!
تنفى برأسها : سيذهب الحب..
ولن يتحمل منا الآخر ...
إن مسألةالزواج أصبحت
مستحيله..
زاد حزني وأنا أقول لها
: هذا يعني أنك تخليت عنه ..
سيزيد هذا من سوء حالته..
وأوجاعه..
فوق ما اصابه ..
رفعت كتفيها وهي تقول
في لا مباله :
هذا قدره...
وعليه أن يقبله ويرضى به..
عليه أن يتحمل ويتقبل الفراق
بيننا ..
أجبتها في حزن شديد :
ماذا لو أصابك أنت مثل
ما اصابه..؟
كيف سيكون الوضع حينها..؟
أشاحت بيديها فى وجههى
وأمام عيني وقالت :
لا تقولي هذا بالقرب منى..
ولكن سأجيبك..
إذا تركني فهذا من حقه..
ثم عادت تبتعد خطوات
وهي تكمل : أريد أن أطلب
منك شيء ...
تابعت حديثها فى صمت وسخط
وهى تقول : لا تخبريه زيارتي..
أو حضورى هنا...
زادت دهشتي إلى أقصى حد..
وأنا أنظر إليها وهى
تنصرف مبتعده ..
استمعت ساره الى حديث رحاب
في تعجب وسخط من أسلوب منى حتى انتهت..
فقالت في غضب : إلى هذا
الحد تتخلى عنه...!
رحاب : انني حزينه من أجله...
إنه الى الآن لم يعرف مدى
الحروق التي أصابته ...
وان جسده ووجهه قد تشوه...
والكارثة الثانيه هى عيناه التى
لن يرى بهم مره أخرى ...
كان الله في عونه...
ومع نهايه حروف كلماتها
شعرت ساره بأن قلبها يعتصر
ألمًا وحزنًا وهي تقول : أرجوك
لا تخبريه زياره تلك الفتاه بالفعل
كما طلبت ..
إنها لا تستحق رجل مثله..
ومن اجل عدم زيادة حالته النفسيه سوء...
رحاب في صوت خافت : هل يمكن
سؤالي لك..؟
ساره بهدوء تجيب :
بكل تأكيد ....
لقد أصبحت صديقتي...
ولقد أخبرتك الكثير عني...
ولقد امنتك أسراري ...
تتنهد رحاب :
كيف سيكون الوضع لو أنت
بدلاً منها...؟
هل ستتخلي عنه..؟
ساره تنفي بسرعه :
بالطبع مستحيل...
إنها فتاة لا تعرف معنى الحب..
لذلك كان من السهل لها أن تبيع
ذلك الرجل الذي لا تعرف قيمته..
رحاب في تعجب :
ربما بعض الناس يعطون لها عذرًا..
ويؤيدون إختيارها..
فالرجل الذي احبته قد انتهى...
لم يعد له وجود...
ساره في غضب :
كيف تقولي هذا ...!
محمود : لم يمت بعد..
رحاب : ولكن محمود الذي
تعرفينه قد احترق.
لم يعد له وجه لتراه
مره اخرى ...
لقد تلاشت ملامحه ..
واذابتها النيران ..
التى نهشت جسده .
ومع نهايه حروف كلمتها
تمزق قلب ساره وهي تقول :
ولكن ملامحه لن تغيب
عن قلبي وعن عيني ...
أنني أحبه وأحب روحه ...
محمود ما يزال حي ...
وهذا كل ما اريده..
انا لم احب وجهه فقط..
بل احببته كله ..
فاذا ضاع جزء منه لا يعني
انه قد انتهى...
ثم قالت في أسى :
ليتني حبيبته ..
ليتني مكانها...
ليتنى اتزوجه...
اتسعت عين رحاب في
تعجب شديد : إلى هذا
الحد تحبينه ...!
ساره : نعم ..
رحاب : وهل يمكن أن تقبلي
الزواج منه ...؟
رغم كل ما حدث له ...؟
ساره : نعم ...
وبكل حب ورضا... أقبل ...
ولكن هل يقبل هو الزواج
مني ...؟
رحاب فى دهشه : تتزوجي من
رجل ...آسفه ...لو قلت .. أنه
قد انتهى...
أقصد لن تقبل به امرأه
على وجه الأرض ..
ساره بثقه : إلا أنا ....
فلا يوجد على وجه الأرض
امرأه تحبه مثلي...
رحاب فى تعجب :
ليته يعلم ذلك...
وانتهت المحادثه بينهم
عند تلك النقطه ...
وتعود ساره برأسها على
الفراش تفكر بشكل جنوني
وتشعر برغبه ملحه في
الذهاب لرؤيه محمود
ولكن كيف تفعلها ...؟
فجأة ...
يقتحم حجرتها أبيها الذي
كان بوجه متحجر وبصوت
جاف يقول : هيا استعدي...
اعتدلت ساره من فراشها
تنظر له في دهشه وتعجب
قائله : أبي ...!
لم افهم ما تقصده...!
استعد لماذا ...!
اقترب منها خطوات وقال
: استعدي ... سيأتي اليوم
عريسك وسيقدم لك الشبكه ...
انت الآن مخطوبه رسمى ...
تتسع عينها في صدمه وذهول
وهي تقول : مستحيل ...!
أنا ...
يقاطعها في عنف قائلاً : لا ...
لا أحتاج منك الكلام ...
أو الرأي ... أو حتى اقدم لك
إختيار ...إنه قرار وأمر..
ولا رجعت فيه ...
لقد قلت وانتهى الكلام عند
هذا الحد وانصرف بعدها ..
وأغلق باب الحجره ..
وتركها تصرخ في أعماق صدرها
لا تصدق ما يفعله بها ابوها ...
لذلك اتخذت قرار...
قرار محتلف..
قرار جنوني...
وستفعله ...
ستفعله الآن ..
قرار لا يمكن تصديقه..
وسيكون صدمه للجميع ...