رواية عشق الفهد فهد وزهرة الفصل السابع بقلم حنان عبد العزيز
في مكان ما أشبه بالقهوة البلدي ، يجلس فزاع وهو ممسك هاتفه وكانه ينتظر ، شيء مهم ، واخيرا جاءه صديقة حمدان ،
حمدان ، مالك يا فزاع مش جاعد علي بعضك ليه ، كانك عملك مصيبة كيف العادة ،
فزاع ، بغضب وقد كشر عن أنيابه ، بعد عني يا حمدان الساعة دي مطيجش جنس مخلوق ،
حمدان ، يبجي كيف ماقولت عملك مصيبة
اعجل يا فزاع احنا مش جد فهد وعيلته ،
فزاع ، بغضب وقد عالي صوته ما لفت انتباه الجميع ، اني جد الدنيا ده ، ولا فهد وماية زيه يقدرو يهزو شعره واحد فيا ،
انا جادر اولع البلد ده كلها في غمضة عين ، مش فزاع الفخيدي اللي حد ياخد منه حاجة غصب عنه ،
حمدان وقد انتبه إلي نظرات الناس الي فزاع بعدم فهم لما يقوله ، انتفض وقد لسم فمه بيده وقال بصوت خافض ، اهدي ووطي صوتك ، هتودينا في داهية الله يخرب بيتك ، كأنك مجنون إياك ، ومواعيش للي بتقوله ، ده اللي انت ناوي تعمله ده تطير فيها رقاب ، كل الفخيدة ، ومالناش دية عندهم، اعقل يا ابن عمي ،
فزاع ، بعد عني اني محدش يقدر علي اني اولعها نار ،
حمدان ، وقد سحبه معه ، الي خارج المقهى ، وهو يردد اني محدش ياخد مني حاجة بتاعتي ، فاهمين يا بلد ،
وخرج مع حمدان وهو يهزي بهذه الكلمات ، علي مسمع ومرأى من أهل البلد ،
الذين أشار بعضهم بأنه قد فقد عقله من آثار تناول المخدرات ،
*******************
في دوار الحاج صادق ،
وقد احتقنت الأجواء بالتواتر ، فهم دائماً الاتصال بفهد وزهرة ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، تكلم مهدي بقلق ، موجها كلامه للحج صادق ، قلبي وكيلني على بنتي ، يا حج صادق ،
الحاج صادق ، وقد اعتلاه القلق ايضا ،
فهو يعلم ان فهد يحدثه في كل استراحة،
في الهاتف لكي يطمئن عليه ،
شرد ذهنه ، وقال ، خير ان شاء الله يا مهدي ، يا رب احفظهم يارب ، تعالي نتوضأ ونصلى ركعتين ،لله ، الا بذكر الله تطمئن القلوب ،
وذهبوا معا للصلاة ، داعين الله ان يحفظهم ،
**********************
عند فهد بعد أن آتي ببعض المأكولات الخفيفة، وخطى خطوات نحو السيارة
لكنه لمح ما يجعل قلبه يرتجف خوفا علي زهرتته ، فقد وجد سيارة تحمل ملثمين تقترب منهم ، لكنه كان سريع البديهة ، حيث سحب سلاحه وشد اجزائه ، وسحب زهرة اسفل السيارة واغلق الباب جيدا ، وأخذ يصوب على عجلات السيارة حتى اوقفها ، وفي نفس الوقت وصلت سيارة البودي جارد من الخلف ونزل منها رجال الحراسة وقد حاوطوا المجرمين من الامام والخلف ،
كالعصفور في المصيدة وقد اخذو يتبادلون الطلقات الرصاص ، فر من فر وقع من وقع ومات من مات ، سيطر عليهم فهد في لمح البصر كل هذا تحت مرأى ومسمع من زهرة حيث استيقظت من اثر أصوات طلقات الرصاص ، المزعجة حولهم ،
وعندما وجدت نفسها نائمة في دواسة السيارة ، عرفت ان فهد هو من انزلها ، وابتسمت ، لاحساسها انه خاف عليها ونظرة له بإعجاب ودهشة وفخر وهو يقف وسط المجرمين كالفهد الجائع ، لم يقدر عليه أحد ، كل من يقترب من السيارة ، يقسمه نصين بشراسة كانه راجلا خارق ، اتسعت ابتسامتها ، عندما تذكرت كلام ابوها عن فهد وعن رجولته وشجاعته وقدرته علي حمايتها ، حقا كان كلامه صحيح فقد رأت الكثير من المعارك ولكن لم تري كهذا الرجل انه لا يهاب الموت ، بل ان الموت هو من يهابه ، يقف بكل شجاعة ، وبعيون كا صقر كل من اقترب منه كان الموت نصيبه ، لكن في نفس الوقت انتباهها شيء من الخوف والرهبة منه ، فرغم من انها لا تنكر عمق حنيته إلا أنه في قسوته أشد ، قالت لنفسها وهي تحسها على المصابرة، اهدي يا زهرة هو انتي هتشوفي منه قسوة ليه ، طول ما انتي كويسة وبنت حلال ، لكنها استشعرت الخوف واتسعت عيناها ، وخفق قلبها بشدة ، وهى ترى ذلك الرجل الملقي علي الارض ، يسحب سلاحا أبيض من قدميه ويصوبه في ظهر فهد دون ان يراه ه. لانشغاله مع شخص آخر ،يحثه على الكلام
فهد يقيد رجل من يديه ويضع وجهه على الأرض ويمكث فوقه بجسده الرياضي ، واليد الاخر سلاحه يصوب بها علي راسه ، ويقول ، انطق يالا انتو مين ، ومين اللي بعتكوا ،
قال للراجل ، احنا من مطاريد الجبل ، رجالة (الحنش ، )
فهد مين يالا اللي بعتكوا ، رجالة الحنش نشاطها مخدرات ، وسلاح ، ملهاش في قطع الطرق ،
الراجل ، بس ده شغلانه طياري ، خدمة يعني ، لواحد مرفعة ، عايز يخطف مراتك ، وطلب مننا ، ده مقابل عملية كاملة ، مش هندفع فيها ملايم ، لو جبنا له مراتك ،
فهد ، وقد اشتعلت عيناه من الغضب وجز على أسنانه ، وهو يضغط على رقبته ، ويلكمه في وجه بمؤخرة المسدس ويقول ، يا ولاد الكلا… … ويسببه بابشع الالفاظ انطق وديني لو ما قلت مين اللي عايز يخطف مراتي ،لاكون دفنك حي ، انتطق ،
الرجل وهو يلمح صديقه يقترب من فهد ليطعنه في ظهره ، أراد أن يشتت انتباه فهد ببعض الكلمات ، الكذب. حتى يتمكن زميله من طعنه ، خصوصا انه يرى انشغال البودي جارد مع آخرين ، هقولك ، هو بيقول انهم بيحبوا بعض وانك اتجوزتها بالغصب ، لكن هي عايزة ومش عايزك ،
هنا خرجت زهرة من السيارة وهي قلبها ينتفض من الخوف علي فهد ، واسرعت ، ومعها حجر كبير وضربت به رأس الرجل الذي كان يريد طعن فهد وهي تصرخ ، حاسب يا فهد ،
وقع الرجل ، في الأرض ووقعت منه السكين ، وهنا انتبه فهد وقد اطلق عليه الرصاص مات في الحال لكنه انخلع قلبه عندما وجد جسد زهرة هاوي علي الارض من الخوف ترك الرجل واسرع اليها ، وفي نفس الوقت اسرع بالهرب الرجل من بين يد فهد ، لكن فهد كان الأسرع وأطلق عليه الرصاص مات في الحال ايضا ، وحمل زهرة في الحال وادخلها السيارة ، وهو يردد كلام الرجل في ذهنه ، انها تعشق غيره ، وتود الذهاب معه ، لكنه رفض الفكرة من ذهنه ، واسترجع كلام ابوه الحج صادق ، عنها وعن ابوها ،
فلاش باك ،
الحح صادق بعد ان ذهبت زهرة مع ابوها ، تجلس معه وتودعه ، ذهب الي فهد ،في غرفته ، وطرق الباب ،
فهد فتح الباب ، قال تفضل يا حج مقولتش ليا ليه وانا انزلك ، ليه تتعب نفسك ، ؟
الحاج صادق ، مافيش تعب اكتر من اللي انا حاسس بيه عليك يا والدي ،
فهد باستفهام ، الف سلامة عليك يا بوي من التعب ، مالي بس يا بوي مانا زي الفل اهو ،
الحاج صادق ، مابينش يا والدي ، تقدر تقولي ،فيك ايه ، ربنا عوضك ببنت اصل ، متربية وبنت ناس طيبين ، واخلاقها بيحلف بيها في البلد .، مالك مش مبسوط ليه يا والدي ،
فهد ، وقد انهارت حصونه أمام حنيه ابوه ، مقدرش انسي يا بوي ، ومعرفش اقول لها ولا افضل مخبي عليها علي طول ،
و هيكون ايه رد فعلها لو رفعت الحقيقة ،
خايف اكون حبيتها يا بوي ،
وخايف اعلق نفسي بيها ، ويكون الفراق شيء اساسي ، وخايف وخايف وخايف
من كتير يابوي ، يس اللي مش هقدر استحمل بعدها عني ، حاسس ان في شيء يربطني بها ونزلت دموع الفهد وارتمي في حضن أبيه ،
الحج صادق ، شدد من احتضان ابنه ،وقلبه يرتجف خوفا عليه ، لم يراه بهذه الحالة طول عمره ، قال إهداء يا والدي واستغفر ربنا ، وخليك واثق في كرمه ، وانه قادر يعوضك ،عن اللي عيشته واللي شوفته ، .
وصدقتي يا والدي زهرة كيف حته الماس ، جوهرة ، مصونة ولؤلؤة مكنونة ، حافظ عليها يا والدي ، ووعاك تظلمها ، او تاخدها بذنب غيرها يا والدي ،
اياك وظلم الولايا يا والدي ،
رجوع من الفلاش باك ،
فهد ينظر لها وهي بين يديه ويضمها بتملك ، كانه يرفض فكرة الفراق او انه يصدق كلمة مما سمع من ذلك المجرم ،