رواية الارواح المتناسخة الفصل السابع7 بقلم دعاء سعيد

رواية الارواح المتناسخة الفصل السابع بقلم دعاء سعيد

غادرت حنين غرفة آدهم لنقل أشياءها لغرفة مجاورة ...وظل آدهم يفكر فيما دار بينهما ويحاول أن يجد تفسير لما قامت به وأصرت ولكنه لم يجد اى مبرر واضح لما تقوم بعمله والذى يتعارض مع طبيعتها الظاهرة فى بقية المواقف منذ أن رآها ..فهى دائمة العطف ع مرضاها..اذن فلما امتنعت عن رعايته الا بتنفيذ شرطها بعقد الزواج ...
واخذ يتساءل لما قد تكون قبلت بهذا الزواج اذا كانت لا ترغب به...هل طمعا فيما عرض عليها من أموال من مهر وشبكة ومؤخر..وكنه علم من أمه وهو فى طريقه للمنزل انها حتى لم تقم بصرف الشيك ونقل مهرها لحسابها الشخصى...كما انها رفضت عرضه الاول والذى لم يكن يقل كثيرا عن عرضه الثانى ...وبينما هو يفكر وجد حنين تستأذن للدخول ..فاذن لها... واذ بها تدخل غرفته مبتسمة ابتسامتها الرقيقة العطوفة التى تبتسمها لمرضاها وخاطبته...
(((ان شاء الله هتتحسن بسرعة وترجع أفضل من الاول ..انا كلمت الدكتور هيثم اللى كان بيتابع حالتك فى المستشفى وهو طمنى بس قال العلاج ممكن يمتد من ست شهور لعام حسب ارادتك...وانا متأكدة انها قوية جدا....)))
رد عليها آدهم باقتضاب...
(((أن شاء الله ...ربنا يطمنك)))
أكملت حنين ...
(((انا قدمت ع اجازة من المستشفى 
علشان اتفرغ تماما لرعايتك بإذن الله ....)))
رد آدهم ...
(((كتر خيرك .....)))
فردت عليه...
((((انا مش هسيبك الا لما ترجع زى الاول واحسن باذن الله ..كل الخدمات الطبية اللى هتحتاجها فى علاجك...ان شاء الله هنوفرها ع طول...وانا هكون جنبك طول الوقت ....
واسترسلت حنين فى العبارات الجميلة التى تُطمئن اى أحد يسمعها الا ان آدهم ازداد حيرة فى أمرها....
ظلت حنين ع مدار خمسة أشهر  كاملة ترعى آدهم ولا تتركه الا وقت النوم..كانت تعطيه الأدوية بانتظام ..تحضر معه جلسات العلاج الطبيعى...تساعده ع تغيير ملابسه ...حتى عمله الذى لم يكن يقوى ع الذهاب اليه فكان يقوم  بعمل التصميمات بالقصر بمساعدة حنين.....وكل يوم يشعر بازدياد تعلقه بها عن اليوم الذى قبله ....وهو لايدرى ما نهاية هذا الوضع......
وبعد مرور الخمسة أشهر تعرض آدهم لوعكة صحية اطاحت به...حيث ارتفعت حرارته واصابه التهاب رئوى حاد نظرا لتناوله بعض الأدوية التى تثبط المناعة فى خطة علاجه ....فلازمته حنين ليلا ونهارا للقيام ع  تمريضه والعناية به....فكانت تنام ع اريكة بغرفته للاطمئنان عليه واعطائه الدواء حتى يتحسن....
وبعد أيام قليلة..بدأت حالته فى التحسن فاستيقظ ذات ليلة عطشا فى منتصف الليل...فرأى حنين وهى مستلقية ع الاريكة من شدة التعب وقد سقط غطاءها من فوقها ...فوجد نفسه يرفع عليها الغطاء دون النظر وكأنها فعلا ليست زوجته حسب اتفاقهما،رغم اعتراضه ع الاتفاق الا أنه لم يستطع كسره حتى وهى لا تشعر به ولا تراه...
وهنا تذكر الحلم الذى رآه عنها سابقا عندما كانت تحمل باقة الزهور وطلبت منه اخذ واحدة فاخذ الحمراء ثم سقطت منه فاعطته البيضاء .....
عاد آدهم إلى فراشه واستلقى وهو يفكر ويحدث نفسه ...
(((اذا كانت الزهرة الحمراء التى سقطت من يده  ترمز للحب والزواج فإلى اى شى ترمز الزهرة البيضاء التى اعطتها له حنين.....!!!؟؟؟)))
ثم سمع صوت حنين قد استيقظت من نومها ع صوت المنبه وقامت لاعطائه الدواء ...فتظاهر آدهم كإنه نائما ...
فإذا بها تقترب منه وتضع يدها ع جبينه متحسسة حرارته...
فإذا به يفتح عينيه فجأة...لتنتفض مبتعدة عنه وتحدثه بتردد....
((امم..تمام ..حرارتك كويسة ..
كويس انك صحيت علشان تاخد دواك ...)))
فابتسم لها وهى تعطيه الدواء قائلا .....
(((انا متشكر ليكى اوى ع اهتمامك الشديد بصحتى خصوصا فى تعبى الأخير.......)))
ردت حنين مبتسمة ....(((مفيش شكر ولا حاجة ...ده حقك عليا......))
قالتها وهى تستدير عائدة للاريكة وملامحها تتحول من الابتسامة  للحزن ولكن دون أن يراها آدهم .......
كانت حنين طوال فترة رعايتها لآدهم لا تذهب لاى مكان بخلاف زيارة اسبوعية لأمها .......
وبعد أن تحسنت حالة آدهم وبدأ يذهب لشركته كانت حنين تصطحبه إليها احيانا للاطمئنان عليه ....حتى تحسن كثيرا ....وعرض عليها أن تعود لعملها لو أرادت .....
وذات يوم ذهب آدهم لعمله .....فاتصلت به حنين لتخبره أنها ستذهب للمشفى لقطع اجازتها والعودة للعمل..فوافق آدهم ع الأمر ....وبالفعل ذهبت حنين للمشفى وعندما انتصف النهار تواصلت مع آدهم  بالهاتف لتبلغه باضطرارها للبقاء فى المشفى حتى وقت متأخر.......
وبعد عدة ساعات تواصل معها آدهم للاطمئنان عليها فوجد هاتفها خارج الخدمة....فأنتابه القلق عليها واتصل بالمشفى...
وهناك اخبروه انها غادرت من بضع ساعات تقريبا فى نفس الوقت التى تواصلت معه لتخبره ببقائها بالمشفى.....
جن جنون آدهم ....وأسرع مغادرا شركته وهو يتساءل أين ذهبت حنين....لم يكن يدرى أين يبحث عنها!!؟؟ ...ثم رادوته فكرة ان يذهب للمنزل الذى كانت تذهب اليه حنين مع السائق مدعية زيارة أمها كل أسبوع ....فاتصل ع سائقه واخذ العنوان واتجه إلى هناك مسرعا ...فما إن وصل حتى وجده منزل صغير  طابقين له  حديقة صغيرة  يطل عليها فى أحد الأحياء الهادئة......ووجد حارس ع باب الحديقة....
فاستاذن منه أنه يقابل مالك المنزل ولكنه لم يفصح للحارس عن هويته ...فدخل الحارس بضعة دقائق ثم عاد ليصطحبه لمقابلة مالك المنزل......
فما ان دخل آدهم حديقة المنزل بصحبة الحارس حتى وجد سيدة  محترمة فى الخمسين من عمرها يكسو رأسها المشيب و يبدو أنها كفيفة  ..كانت تجلس ع مقعد بالحديقة ....
فما ان اقترب منها حتى ألقى عليها التحية..
فردت عليه التحية دون أن تنظر اليه وقبل أن يبدأ حديثه بادرته السيدة بالكلام.....
(((أهلا يا آدهم .....انا كنت منتظرة زيارتك من فترة...................

تعليقات



×