رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل السابع7 بقلم شريهان سماحة


 رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل السابع بقلم شريهان سماحة

دخلت عائلة حسين والصمت يصاحبهما والدهشه ترتسم وجهوهم 

صمت حسين المفاجئ للجميع فى جلسته فى بيت يونس علم ، بل أستمر صمته داخل السياره أثناء الرجوع .. ألى أن دخل بيته وصعد الدرج لغرفته 

اﻷمر الذى جعل الدهشه تعرف طريقها على وجه زوجته وأبناءه 


فقالت صفيه وهى تنظر لﻹعلي بصوت مضطرب يصاحبه قلق داخلي : 

- هطلع أطمن على باباكم وأشوف ماله .


أومأ برأسهم فى صمت كلا من حمزة  وبسنت فى وقت واحد 

بينما قالت بسنت وهى تتابع صعود والدتها الدرج محاولة أن تفهم مايحدث : 

- هو فى إيه ... أنا مش فاهمه حاجه 


رد عليها حمزة ومازالت علامات الدهشة والحيره تمتلكه : 

- يعنى أنا إللى عارف ولا فاهم حاجه .. ما إنتى شايفه بعيونك إللى حصل المفروض أننا رايحين نطلب أيديها رسمى بابا سكت مره واحده أكنه مقاعدش معنا ولا شايف حد قدامه وأنا وماما بقينا بنتكلم وندارى موقفه وأحنا مكسوفين ، وخليناهم يفهموا بطريقة غير مباشرة لما لقينا موقف بابا أننا جايين الزيارة دى تعارف وبس 


تحدث بسنت وهى تهرش بجانب وجهها : 

- خير يازومه خير ؛ متقلقش نفسك أنت وياما هتيجى لسه زيارات 


قال حمزة بتهكم : 

- أمتى !  .. دا أنا مسافر بعد بكره


قالت بسنت بنبره فكاهيه وهى تحاول تلطيف الجو عن أخيها : 

- ياعم اﻹجازة الجاية مش حبكت دى يعنى ...يلا فكها كده وتعالى ساعدنى فى البحث إللى هيخلينى أقدم أعتذار للكليه ل 10 سنين قدام 


ضحك حمزة من جملة بسنت التلقائية وهو يحاوط كتف أخته ويصعدون أولى درجات السلم قائلا : 

- 10 سنين بحالهم ليه بحث عن أيه ده 


قالت بسنت بنبره حزن تحملها داخليا وهى تهم للصعود معه : 

- علشان أبقى صريحه معاك هو دكتور البحث مش البحث 


أستغرب حمزة نبرة صوتها فقال وهو يقف على أحدى درجات السلم : 

- ماله الدكتور ده 


قالت بسنت مسرعه بنبره عاديه لكى لا تقلق أخيها فيكفيه ما مر به اليوم : 

- ملوش .. يمكن أنا إللى مقصره فعلا ومبعملش البحث بطريقه صحيحه 


أبتسم حمزة وهو يكمل صعود الدرج قائلا : 

- طب يلا تعالى لما أساعدك ولكنى مش فاهم حاجه فى اللى هتعمليه بس لو حتى أعمل لينا ماجيين نسكافيه وأسهر معاكى .


أبتسمت له بسنت وقامت بأحتضانه فهو دائما يحاول أن يسعدها بشتى السبل .

-------------------------


دخلت صفيه غرفة نومها تسعي لمعرفة ما أصاب زوجها فجأه وخاصة فى هذا الموقف السعيد المتراقب له من كلاتهما منذ زمن ؛ ففرحة حمزة فرحتهما الكبري وحلمهم الذين يرغبون فى تحقيقه ولكن ماذا حدث ؟! 

أقتربت ببطئ وهى تشاهد زوجها يجلس علي أحدى طرفي السرير متأكا على يداه وينظر فى الفراغ لنقطه ما 

أقتربت الى أن تلاشت المسافه بينهم وجلست بجانبه ورفعت إحدى كف يداها على كتفه اﻵيمن قائله بنبرة هادئة محننه : 

- مالك ياحاج .. كفى الله الشر 

رفع حسين رأسه ينظر لها كأنه أدرك وجودها عند لمسة كفها لجسده قائلا بذهول ودهشة : 

- هى يا صفيه ... هى دونا عن البنات كلها 

أحتارت صفيه من رده الغامض فأرادت أن تستفسر أكثر لعلها تستوعب مغزي كلامه لها : 

- هى مين دي ياحاج  

رد عليها حسين مستفيقا كليا من حالتة لتشاركه تفكيره ، لما لا فهى شريكة حياته التى يشاورها دائما فيما يحيره : 

- فاكره البنت إللي كنت حكتلك عليها لما رجعت من القاهرة أخر مره 

نظرت صفيه فى نقطة فراغ وهى تحاول أن تسترجع ذاكرتها لتتذكر عن أي فتاة يتحدث زوجها 

ولكن ذاكرتها خانتها 


فقالت صفيه بأسف لعدم تذكرها : 

- معلش ياحاج ..فكرنى أكتر بنت مين 


هما حسين وكاد أن ينطق سريعا بفتاة القبله ولكن هذا الوصف أثقل لسانه وبشده 

فتراجع وعدل من كلماته قائلا بصوت مضطرب : 

- البنت إللي شوفتها مع الشاب في العربيه 

جحظت عيناي صفيه وتصلبت أطرافها وهى تربط جملتي زوجها اﻷولي واﻷخيرة مع بعضهما 

فهمت لتتأكد من زوجها أكثر قبل أن يستمر عقلها فى أستنتجاته الكارثية : 

- مالها !!!

- هى شاهى اللى حمزة عاوزها !!!

قالها حسين وهو منخفض الرأس ففعلها المشين كأنه أنتسب له ولشرفه كونها فقط دخلت دائرة أختيارات أبنه 

شعرت أن الأرض لا جاذبيه لها وأن جسدها لا أرتكاز فيه ، حينها توقف العقل ليستوعب ما سمعه منذ لحظات ؛ نعم هو أستنتج ولكن إلا يوجد أمل فى القلب لو صغير أن يكون أستنتاجه خطأ ..

أغمضت عينيها بشدة ثم قامت بفتحهما عندما تأكدت أن ماسمعته واقع وليس خيال فقالت لتتأكد أكثر والحزن يكسوها : -متأكد ياحاج حسين أن البنت دى هي شاهى ؛ يمكن الملامح قريبه من بعض وأنت مدققتش 

رفعا حسين وجه لﻹعلي وتحدث بنبره يقينه :

- أنتي عرفانى أنا بخاف ربنا وبحاول أتقيه على قد مقدر ؛ فامش حاجي أحمل نفسى ذنب دلوقتى ..لا ومش أى ذنب دا عرض بنت 

ثم أكمل بصوت منخفض 

- إلا إذا كنت متأكد فعلا ..لأن يومها هى بصتلى أنا وعثمان 


نعم هى تعلم قبل أن تسأل ، أن زوجها لا يتحدث هذا الكلام إلا أذا كان واثقا كل الثقه ولكن قلب أم يريد اليقين كى لا تكسر فرحة ولدها


عند هذه النقطه ألامر لأبد أن يختلف كليا فتحدث كزوجه حكيمه تبحث عن حلا لهذه المشكلة بعد أن تخطت مرحلة الدهشة والتأكد : 

- وبعدين ياحاج هنعمل أية .. أنا وأنت لا يمكن هنرضي بالمهزله دي 


هز حسين رأسه قائلا بأصرار : 

- أنا لازم أكلم حمزة ويعرف كل حاجه 


علمت صفيه حينها أن هناك مواجهة محتومه ﻷبد لها فصمتت داعيا الله سرا بأن يتقبل أبنها اﻷمر دون أن يتأثر به .


------------------

ذهابا وأيابا ، تكسر ما يأتى أمامها ، تصرخ بعلو صوتها وهى تضع الوساده على فمه فما مرت به خلال هذه الزيارة أحرقها داخليا بالكامل 

حين أتت عيناها فى عين هذا الرجل الفرحه غادراتها وأيقنت أن طريق سراب حمزة من بين يداها بدأ حين علمت أن هذا الرجل والده 

خجلها المصتنع محى تماما بأرتباك وأضطراب لازمها طول اللقاء المشئوم اﻷن ..السعيد قبل قليل  

وضعت أحدى الوسائد على فمها وصرخت بعلو صوتها 

تريد أن تخرج غضبها المتأجج لﻷعلى درجاته داخليا دون أن يشعر والدها بشئ ، فعن أى شئ سوف تحكى له إن شعر بها 

بعد وقت ليس بقليل بدأت تهدى نفسها تدريجيا حين أنتهى تفكيرها إلى هذا الحديث الداخلي 

" حمزة متصلش لغيت دلوقتى يبقا لسه معرفش ويمكن باباه ميرداش يحكيله علشان ميزعلهوش "

ثم صدح صوتها قليلا وقالت بلامبلاه :

" يزعله او ميزعلهوش المهم عندى أنه متصلش لغيت دلوقتى يبقا لسه فى أمل قدامى "


--------------------


في أحدي شقق كانت تمتلكها شاهى قديما وأمتلكها هشام حديثا ينبعث منها صوت ضحكات مخطلته بالموسيقي الراقصه 

كانت فتاة تتمايل بجسدها بسعادة تامة عند إلتقاط أذنها لمقاطع اﻹيقاع البطيئه بقميص نومها الفاضح وشخصا ما يدور حولها مهللا 

بعد وقت ليس بالقليل توقفت الفتاة وهى تتجه لمشغل الموسيقي المدمج (Dvd) لتوقفه وهى تلتقط أنفاسها قائله :

- خلاص ياهشام .. معنتش قدره 

ضحك هشام وهو يحاوطها بيديه ويجذبها للجلوس معه على مقعد كبير فى غرفة نومه قائلا لها : 

- ولا يهمك ياجميل نقعد شويه 

ثم أكمل كلامه بنظرة خبث لجسدها العارى أمامه : 

- أصلا أنتى وحشتينى .. أكتر من أسبوع متقبلناش 

حينها ضحكت سهى مقهقها قائلة وهى تغمز بأحدي عينيها : 

- أسبوع أيه اللى متقبلناش فيه أنت أخر مرة أتقبلنا فيها كفيت ووفيت لشهر قدام 

تزمر هشام عند سماعه لما قالته قائلا : 

- أنتى بتخمى ياسهى .. المره بتتحسب مره 

تمايلت سهى بإغراء وأنحنت عليه 

- خلاص متزعلش وتقلب مودي ﻹن أنا مبسوطه جدا جدا 

أبتسم هشام وهو يقبلها فى أحدى وجنتيها 

- طبعا لازم تتبسطي مش شفيتي غليلك منها 

أبتعدت عنه سهى وفى نظرتها حقد مفاجئ 

- شفيت غليلى !!! أنا لسه معملتش حاجه طول ما لسه عايشه قدامى 

أعتدل هشام فجأة من جلسته

- بقولك أيه أحنا خدنا حقنا وزياده ، لا وكمان خلتها وهى بتسلمنى الفلوس تمضيلى على عقد تمليك الشقه دى كمان  على وعد أن أبعد عنها وأهاجر بره والمفروض أنك تجهزى نفسك للسفر معايا قبل ماتعرف أننا مع بعض 

أشتعلت عينيها أكثر بغل مدفون داخلى 

- حق أيه اللى خدناه بزياده أنت تتكلم عن حقك أه ممكن ..أما أنا ﻷ 

ثم أكملت وعيناها تتاﻷﻷ بالعبرات المنذره للسقوط  

- حق أيه ! دى شافت عيلتى بضيع قدامها لما بابا أفلس ودخل السجن وأمى وقعت من طولها من حسرتها ومطلوب أنها تدخل المستشفى فورا وتعمل عمليه ورفضت تدينى فلوس أعالجها لما ماتت من قلت العلاج .. وأنا أتشردت لولا أنت اللى حسيت بيا وجبتنى هنا كنت زماتى مرميه فى الشارع كلاب السكك بتنهش فى لحمى .. رفضت وأنا اللى كنت بشيل مصايبها كل السنين اللى فاتت لا وبعدت عنى كمان ؛ ولما أقنعتها أنى قدرت أرجع جزء من مديونات بابا المعدومه لما شافت إن العز رجعلى تانى قبلتنى فى حياتها من جديد ومتعرفش أن ده كله من فلوسها إللى أنت بتسحبها منها .. وجاى دلوقت تقولى خدت حقى أنا لسه معملتش حاجه غير لما أشوفها بتتزل قدامى عند رجلي .

الفصل الثامن من هنا

تعليقات



×