رواية نهاية الخطأ الفصل السادس 6 والاخير بقلم سلمي رامي


 رواية نهاية الخطأ الفصل السادس والاخير بقلم سلمي رامي 

ابتسم نصف ابتسامة ساخرة جدا وقال ... ده عشان محدش برة بيرضى يقوللى ، الكلام بيلف بين الناس وييجى عند صاحبه ويقف ، المهم ، ايه اللى حصل بالظبط ، احكيلى...

قالت بتردد ... التفاصيل مش مهمة ، المهم أن صاحب البيت عايز يمشيها ، بيقول عشان سمعة البيت ، ومفيش مكان تروحه ، وفى نفس الوقت خايفة تيجى هنا عشان خايفة منك ...

سخر أشرف من نفسه قبل أى شئ أخر بقوله ... خايفة منى انا ؟
ده عبيطة ، قوليلها اخوكى لا بيهش ولا بينش ،ادينى اهو ، خايف من محضر عملتهولى ، خايف ابص فى وشها تانى وأذيها واضيعها واضيع نفسى وولادى ، زى بالظبط ما خفت زمان من ابويا وبعدت عنها ، وبعدين من أمى لما سبت البيت ، عشت من شغل لشغل عشان اتجوز ، ولما اتجوزت عشان اصرف على عيالى ، وقلت اهى متجوزة وفى ضل راجل ، قوليلها تيجى لو عايزة ، قوليلها اخوكى خروف ، ميتخافش منه ...

أنهى وجهه بكفيه وكأنه يخفى خزيه من عدم حمايته لأخته لسنين طويلة وتركها لنفسها الشرهة والتى انصاعت لشرور الزمن ،

جلست بجانبه ووضعت يدها على كتفه بحنان لتتجمد مكانها ، فقد شعرت بكتفيه يهتزا من خفقات البكاء ، أنه يبكى بنحيب مكتوم ونفس مكسورة ، يبكى عرضه وشرفه الذى داسته أقدام القريب قبل الغريب وهو عاجز عن أى تصرف يذكر فى حق نفسه أو أخته أو حتى أسرته الصغيرة التى سيصاحبها العار مدى الحياة .

انحنت لميس بالقرب من وجهه وهى تبكى هى الأخرى قائلة
... ربنا هيحلها ياأشرف ، والله العظيم إيمان ندمانة ومكسورة ، انا حسيت بكدة آخر مرة ومصدقاها ، نديها فرصة وربنا بيقبل ، نلم نفسنا ونلم شرفنا ...

رفع رأسه لتتعلق عينيه الدامعة بعينى زوجته الحنونة وقبل أن ينطق بأى شئ ، انتفض الاثنان على صوت صراخ عالى ، لا يعلموا من أين ،
قام يجرى وهى من خلفه ، فتح باب الشرفة ليرى أن كان مصدر الصوت من الشارع أم لا ، فلم يجد إلا بعض النساء والرجال المتجمعين حول باب منزله من الأسفل ،
عاد للصالة ليجد والدته قد خرجت من باب غرفتها تستند على الحائط وهى تقول ... فى ايه ؟ الصوات ده جاى منين ؟

... مش عارف ياماما ...

فى نفس الوقت الذى انطلق فيه طرقات متلاحقة بقوة على باب الشقة وكأن الطارق ليس شخص واحد،
وبالفعل وجد اثنان من جاراته وهما يصرخان فى وجهه
... الحق اختك ياأشرف ، حماتها وجوزها بيضربوها فوق ومقطعينلها هدومها ومبهدلينها ...

لم يشعر أشرف بنفسه إلا وهو يجرى صعودا للدور الأعلى ليصدم بجمع غفير حول باب الشقة ، تزاحم بينهم يحاول الوصول ,
دخل ليصدم بجسد زوج أخته أو بمعنى أصح طليقها ، ليمسكه أشرف من تلابيب لياقة قميصه وهو يقول ... فين إيمان ، عملتوا فيها ايه ؟

ليتجمع الرجال الموجودين ليفرقوا بينهم فيما بدأت صرخات النساء تتعالى ،
قال أسامة من بين يدى أشرف
... ومش مكسوف تسأل عليها ، ده لو اختى انا كنت قتلتها من زمان ...

.... انت مالك انت ، هى فين أنطق ...

... هديهالك ، وتغور بيها فى داهية بعيد عن هنا ، بس لو قربت منى ولا من ولادى تانى ، انا بقى اللى هقتلها ، مش جاية عايزة تاخدهم من ورايا ...

ثم نفض لياقته من يده واتجه لغرفة مغلقة بالمفتاح ، يبدوا انه قد أغلق عليها الغرفة ، وقبل أن يفتح الباب ، سمع الجميع صرخات عالية جدا من الشارع ، ليجرى الجميع للمرة الثانية ناحية الشرفات وكل من يتمكن من الرؤية يبدأ بالصراخ ويجرى ناحية السلم ،كل هذا يحدث فى لحظات ،
وعندما تمكن أشرف نفسه من الرؤية ، تجمد جسده تماما وزاغت رؤيته حين رأى أخته على الأرض غارقة فى دمائها ، بعدما ألقت نفسها من الشرفة حين سمعت صيحاته المقابلة لصوت أسامة زوجها ،

انتحرت إيمان ، ماتت ولم يعلم أحد ما حدث حتى الأن ، بماذا فكرت وما دوافعها للانتحار ، فلم تكن ضعيفة أو منكرة لما فعلت أو نادمة حقا عليه ، لم يشعر أحد منها بذلك ، بل العكس ، كانت ردودها جريئة وقحة ، وكأنها لم تشعر يوما بخطيئتها فى حق نفسها وشرفها وأبنائها الذين وصمتهم بالعار لباقى حياتهم ،
أثبتت تحقيقات النيابة أنها حاولت استدراج أولادها لتأخذهم دون علم والدهم ، وحدثت المشاجرة بينها وبينهم على إثر ذلك مما جعله يدخلها لغرفة ويغلق عليها الباب ليسلمها لأهلها أو حتى لقسم الشرطة ،
والباقى لا أحد يعلمه إلا الله ،

ماتت هى وماتت باقى أسرارها معها ، لم تترك خلفها إلا العار والفضيحة لكل من كان له علاقة بها يوما .

***** النهاية

**** كلمتى ***** هناء النمر

قصة إيمان هى نبذة حقيقية عن فتاة موجودة فى الواقع ، وقد احترت كثيرا فى التسمية بين إنتحار زوجة ، إنتحار أم ، وماتت كافرة ، وفى النهاية وإكتشفت أنها الجانية ،
وقد كانت كلها مسميات تدمى القلوب عن نهاية فتاة مسلمة فى مجتمع يحكمه أخلاق وتعاليم الإسلام ،

لكنى حاولت بقدر الإمكان أن أوصل لكم الرسالة التى عجزت أن اوصلها للفتاة الحقيقية ، عسى أن تصل رسالتى لفتاة أخرى على نفس النهج ، لتعود لرشدها .

أخواتى وصديقاتى :
إيمان ،، مجرد فتاة عادية ، ليست على قدر عالى من الجمال ليفتنها أو حتى نالت قسطا من التعليم ليحميها وينضج عقلها ،
إيمان ،، عندما تكون نشئتها فى أسرة نزع منها كافة أسس المبادئ والدين ، يتوفى الأب ليتركها بين ايدى الأم فقط والتى قامت بدورها تربيتها على الأنانية وحب الذات فقط دون اعتبار لكافة من حولها ، أم فضلت نفسها عن طفليها ، ثم فضلت أحدهما عن الآخر ، الاصراف فى كافة مباهج الحياة هو سبيلها ومنهجها ، أم تاركة للصلاة ، هاجرة للقرآن ، فاقدة لكل معانى نور الإسلام و الأخلاق الحميدة التى يجب ان تنشئ أطفالها عليها ،
وبالطبع تشبعت إيمان من كل هذا لتصبح إمرأة أنانية فاقدة لكل معانى المسؤولية ،
تزوجت إيمان دون حتى أن تجد أم تخبرها ما هو دور الزوجة من الأمانة والإخلاص والسكن لزوجها ، فلم تكن أبدا زوجة جيدة حتى وصلت لترك بيت زوجها لتعيش فى بيت أمها بأبنائها لتتملص من كل مسؤولياتها الزوجية ، وتنعم بحريتها المطلقة والتى وصلت بها لحافة الهاوية ،

أنجبت إيمان ولم تجد أم جيدة تكون قدوتها فى تربية أبنائها على الدين والأخلاق والمبادئ ، أم يكون أبنائها بالنسبة لها هم الحياة ، والابتعاد عنهم هو الموت ،

تخطئ إيمان فى حق نفسها وحق من حولها ولم تجد ابدا من يقيمها ويأخذ بيدها لطريق الصواب بالعقل والحكمة والموعظة الحسنة ،)

الآن من هى إيمان ، هل هى الجانى أم المجنى عليه ، ما هو حكم الدين والمجتمع والأهل والدنيا كلها عليها ،

للأسف إيمان اكتشفت الآن فقط وإقتنعت تماما بأنها الجانى الوحيد فى الامر كله ، هداها عقلها الغير ناضج وقلبها الحزين لذلك ،
ولم تكتشف فقط ، بل قامت بتنفيذ الحكم على نفسها بنفسها .

تعليقات



×