رواية عشق الفهد فهد وزهرة الفصل السادس بقلم حنان عبد العزيز
علي مائدة الطعام ، يلتف الجميع في جو من المرح ،
الجح صادق ، مبروك ياعريس ، كانها امك دعيالك ياولد عشان تاخد القمر ده ،
ابتسمت زهرة وانتظرت رد فهد لكن 😊😊😊😊😊😊😊😊😊😊
فهد سرحان لم يسمع كلام أبيه ، ولم يعلق ، ممكن أثار دهشة زهرة ، وشعور الحج صادق بالحرج ، أمام الجميع ، لكنه أحس بالقلق على ابنه ، أراد انتباه االا ان فهد مازال على وضعه لا يشعر بأحد متمعن التفكير فيما هو ذاهب إليه مع تلك الزهرة ولما هو يكون بتلك الحالة بمجرد قربه منها ، يشعر أنه مسلوب الإرادة ، مسحور بنظرة عينيها ، ،راهب في محراب عشقها ،وما ان تلفظ تلك الكلمة في ذهنه إلا ما كان منه إلا أنه ترك الطعام، وتكلم بغضب ، وقال انا شبعت عن اذنكم ،انا طالع اجهز نفسي للسفر، وتركهم وسط ذهولهم ، من تلك الحالة التي هو عليها ،
مما زاد من حنق زهرة وتذكرت كلماته ، وتذكرت ما حدث بينهم ، إذا هو كل ما كان يفكر فيه تجاها صحيح انها رخيص ، ومن أجل ذلك طلبه ابوها ان يتزوجها
امام الجميع وقلل من شأنها واحرجه ،وهي بغبائها وضعفها أمامه أكدت له تلك الشائعة .، لكن هيهات ، لك مني يا فهد ، فبعدي عنك شيئا حتميا ، كلها مسألة وقت ،،ونهضت هي الأخرى ، واستاذنت ، وقالت بابتسامة مزيفة الحمد الله انا شبعت ، عن اذنكم اخد أبا مهدي أقعد معاه اشوية لحق اشبع منه ، قبل ما أسفر ، يا عالم هشوفه تاني كيف ومتى ،
الحاج صادق باحراج مما فعله ابنه ، طبعا يا بنتي خدي ابوكي وقعدو براحتكم الدار دارك يا عروستنا ،، على ما فهد ينزل ، اصله بيحب هو اللي يحضر شنطته بيده ،
عشان منساش ، حاجة من حاجاته ،
زهرة وقد ابتسمت لذلك الرجل العطوف، بحب وهزت راسها بتفهم ، فهو لا يعرف أنها سمعت حديثهم من قبل ، لكنها قالت بهدوء وسلاسة ، وماله هو برادة ادري بحاجته ، يا أبا الحج.
وخرجت ومعاها والدها في جنينة القصر الخلفية ، وما ان اختفت عن أعين الخدم والغفر الا وارتمت بحضن والدها تبكي بخوف وكأنها تود أن تقول له اياك ان تتركني وتشبثت بحضنه وسط بكاء هستيريا ،فان الاب السند والدفء الامان اللي بجد والدهر اللي لو انكسر اتعرينا للخلاء ، لن نجد ما يحمينا بدون غرض ولا مصلحة ،
عم مهدي بقلق احتضن وجهها ورفعه وهو ينظر في عينيها ، ليتحسس مدى صدق كلامها ، مالك يا بنت قلبي ، فيكي اية ، واخذ يكمل وهو يتلعثم بالكلام ،كأنه خائف من شيء ما ، هو فهد عملك حاجة اذاكي ردي قولي متخافيش. انا اقدر احميكي منه ومن اي حد ،
زهرة ، بعكس ما تحمله من غضب لفهد ، الا انها بداخلها احساس انه استحالة يأذيها ، ابتسمت من وسط الدموع عندما تذكرت كلماته وهو ياهزي بجنون في حضرة قربها ، فقد أيقنت نقطة ضعفه وستلعب معه علي هذه النقطة ،وسوف تستغلها لحين وجود حل آخر ، ونطقت بنفس الابتسامه لا بس انا عايزك انت مش عايزة اسافر ،
ابتسم مهدي باطمئنان ، عندما وجد تلك اللمعة في عيناها ، وقال ، سافري وعيشي مع جوزك ، وابني مستقبلك كيف ما كنتي بتحلمي ، اومال انا عملت كل ده ليه ،
عقدة حاجبيها بعدم فهم من مقصد مهدي ، لكنه طمأنها ، وقال لما توصلي هتعرفي ، بس انا كنت عايز اقولك حاجة ، حاولي تدي لنفسك فرصة تفهمي فهد ، فهد جواه انسان كويس وحنين ، بس هو اللي لابس وش الهيبة ، عايزك تطلعي الانسان الملاك اللي مدفون جواه ، و عايزك تعرفي انه في الاول وفي الاخر جوزك له حقوق وعليه واجبات ، ولازم تكون انتي البداية ، اوعي تخافي منه ، او تخبي عليه شيء ، اسمعي كلامه ، و بلاش العند من أجل العند ، فهد راجل وانا واثق انه يحافظ عليكي اكتر مني كمان ، وبرده واثق في ذكائك وعارف انك هتقدري تروديه ، 😎😎😎 ،
هزت زهرة راسها بضحكة زينت وجهها ،
راها فهد الواقف في النافذة يراقب حركة الشفاه ، وابتسم عندما رأى اشرقت الشمس على وجهها وهي تضحك ،
*****************
في المطبخ بهانه تجلس حزينة ، تحمل فوق رأسها الهم مما هي مقدمة عليه ، هي لا تعرف كيف تتصرف مع تلك المصيبة التي تحملها ، وهي لا حيلة لها في ذلك ، لكن ماذا عن تهديد ، فزاع لهم ، رددت لنفسها اكيد ربنا مش هيسبني ، وهتتحل من عنده ،
انتفضت علي صوت ، كلاكس السيارة تعلن عن الرحيل ، اخذت محتوياتها ، وذهبت ، تاركة الأمر لله الذي لا يغفل ولا ينام ،
السواق عفيفي يسأل ، يا فهد بيه مين هيسوق ، فهد سوق انت النهاردة يا عفيفي انا ماليش مزاج وأعطي له المفاتيح
فتح فهد باب السيارة وانتظر زهرة التي كانت متشبثة بحضن ابوها ، ثم خرجت إلى حضن الحاج صادق الذي كان يطمئنها و يحثها على المصابرة ، كأنه يود ان يقول لها شيء ، وقد فهمته هي وردت عليه بنفس النظرة ، ذهبت بخطوات ثقيلة ، وهي لا تعرف على أى حياة قادمة ،
نظرت زهرة الي فهد الواقف بجانب السياره و تمسك بمقبض الباب حتى أدخلها وعدل من فستانها الطويل ، بكل تواضع وركب بجانبها ، وقد لاحظت تغير هيئته بعد ما خلع تلك العبائة و ارتدا بذلة سوداء انيقة وقميص ابيض وكرافت بخطوط متعرجة تحمل اللون الأبيض مع الأسود ، فزادت من أناقته ،ووسامته ، فهي للمرة الأولى تراه بهذا الزي ، واحست بشموخه ووقاره وهيبته ، ومع ذلك لم يتكبر ان يعدل هو فستانها ولم يخجل من فعلته امام الاخرين ، فلمعت عيناها بفخر من انه زوجها ، واحست بالاطمئنان عندما نظرت الي ابوها وهو مبتسم ومعه الحاج صادق ،
ودع فهد الجميع وانطلقت السيارة ،
وكانت ورائهم سيارة أخري صغيرة
تحمل بهانه ومجموعة من البودي جارد المسلحين ،
وايضا كانت ورائهم سيارة نقل تحمل الكثير من الرجال الملثمون يتتبعون خطواته ،بدقة متناهية
إلى أن توقفت عجلات السيارة في استراحة
ونزل فهد ليأتي ببعض الاسناكس من السوبر ماركت علي الطريق ويريح زهرة التي غفت على كتفه دون إرادتها ، وقد احتضنها فهد بحب لمشاغبتها وقد التقت لها بعض الصور السيلڤي وهي في هذا الوضع وقد التف ذراعه حولها بتملك ،
احب فهد ان يجلسها بأريحية أكثر حتى لا تتعب من تلك المسافة الشاقة ، ونزل الى السوبر ماركت ، وقد أتى ببعض الأشياء مثل البسكويت والكانز والمياه والايس كريم ، وما ان وصل الي باب السيارة حتى اتسعت عيناه من هول ما راءه ،