رواية أخباءت حبه الفصل السادس بقلم محمد ابو النجا
(منى...منى ..)
كان ذلك هو الاسم الذي
نطقه محمود حينما بدأ
يفيق من غيبوبته...
لتتراجع ساره وقلبها يخفق فى
قوة وحيره شديدة ...
من تكون (منى) هذه...!
ولماذا شعرت ساره بمثل تلك
الخضه والرهبه عند سماع
اسم فتاة أخرى لا تعرفها ..
من بين شفتيه...
لقد غارت بشدة...
طريقة نطق محمود بإسمها
يوحى ويدل بأنها قريبه
من قلبه ...
قريبه لدرجة أن تكون أول من
يتذكرها حين إفاقته ...
بل ربما ايضًا يريدها الى
جواره ...
ودارت بمخيلتها كثير من
الصور ...
حاولت أن تنفضها عن رأسها
بلا جدوى ..
إلى أن انتبهت إلى صوت رحاب
يقاطع شرودها القصير
وهي تميل نحو محمود
وتهمس بهدوء وود :
اهدأ ....اهدأ ...
محمود بصوت ضعيف هزيل
: أين أنا ..؟
ماذا حدث..؟
رحاب بصوتً حنون :
ليس هناك شيء ...
أنت بخير... اطمئن...
محمود في قلق وخوف واضح
من نبرات صوته :
أنني لا أرى شيء ...!
ماذا حدث..؟
لماذا الدنيا من حولي
مظلمه ..!
رحاب في هدوء :
أطمئن ..مجرد توابع من
أثر الحادث فقط ..
محمود بصوتً ضعيف :
أنا لا أتذكر أى شىء...!
اخر ما اتذكره هو رؤية النيران
مشتعله في كل مكان من
حولي ...
وأنا أحاول إخمادها حتى وصلت
إلى نقطه عجزت فيها
عن الخروج منها ...
وفجأة اظلم كل شيء ..
رحاب بلهجه مرحه : حمدًا لله على
سلامتك.…
لقد كتب الله لك عمرًا
جديد...
تنظر لها ساره في توتر
وكأنما قرأت رحاب ما يدور
في رأسها فمالت نحوها
وهمست بصوت خافت
لا يسمعه محمود :
ماذا هناك يا ساره ..؟
ساره تبادلها نفس درجة
الصوت : من تكون منى...؟
تلك التي استيقظ وهو
يهتف بإسمها...!
ابتسمت رحاب وكأنها أحست
بغيرة ساره ...
لتعود قائله لمحمود تسأله
بلهجه ماكره :
لقد كنت تنادي بإسم زوجتك
اثناء غيبوبتك ...
يبدو بأنك تحبها كثيرًا ...
ينفى محمود :
أنا لست متزوج...
تبادلت ساره ورحاب النظرات
بينهم ثم عادت رحاب تقول
: إذن فهي أختك ..؟
محمود في تعجب من حديثها
: ما هو الاسم الذي كنت
انادي به ..؟
رحاب فى تردد وبصوت خافت
: على ما أتذكر ..منى .. .
أعتقد أنه ذلك الاسم ...منى ...
يسود الصمت بعد جملتها
وساره تتابع في لهفه وشغف
شديد
في انتظار رد محمود الذي تنهد
وقال : أنها خطيبتي... أو..
أو التي سأتزوجها عن قريب...
حينها تشعر ساره بقلبها يتمزق
ويعتصر ألمًا وحزنًا ...
ولديها رغبه ملحه في البكاء ...
لقد كان إحساس مؤلم ..
أن تحب شخص وهو يفكر
وعقله يعشق غيرك...
وانسحبت ساره بهدوء
من الحجره في آسى..
وبخطوات ثقيله ..
وتتبعها رحاب التي قد فهمت
بذكاء سبب هذا الحزن
الذي وقع عليها ...
فتمسك كتفها خارج الحجره
وتهمس بنبرة حنون :
ساره ...
أعلم سبب هذا الحزن
الذي خيم على وجهك ...
تمالكى نفسك ..
ساره فى حزن : أنه يحب
غيري ...ليس هذا فقط ...
بل سيتزوجها ...أيضًا ..
رحاب : هذا أمر منطقي...
إنه لا يعرفك..
ولا يعرف حتى اسمك...
ولم يراك ..
وليس بينكم أي شيء
لكل هذا الحزن الذى أراه
على وجهك ...
بسبب حبه لمرأة أخرى غيرك ..
ساره في ألم : ولكن كنت
دائمًا أحلم بأنه سيكون لي..
كان لدي أمل على أن أسكن
قلبه يومًا ..
رحاب فى دهشه :
وكيف يحدث هذا وأنت
بعيده كل البعد عنه...!
رفعت ساره كتفيها في تعجب
: لم يكن بمقدوري فعل شيء ..
ومن المستحيل أن أصارحه
يومًا بحبي...
تتسع عيناها فجأة وتنتبه
قائله في خوف :
كم الساعه الآن ..؟
رحاب في تعجب :
أنها تقترب من الثانيه صباحًا
شهقت ساره في فزع تصرخ
: لابد أن ان أبي وأخي
سيقتلونى جراء فعلتي ...
وبهروبي من المنزل...
من أجل رؤية محمود...
تتسع أعين رحاب في
صدمه وهي تقول :
هل معنى هذا أنك قد جئت
من وراء أهل بيتك...!
أومأت ساره برأسها : نعم..
هذا ما فعلته من أجل
الاطمئنان على محمود...
فقد أخبرني أخي بأنه قد
مات... لذلك جن جنوني...
واصريت على المجيء..
مهما كلفنا الأمر لرؤيته ...
تدفعها رحاب من يديها قائله
: عليك إذن العوده سريعًا
قبل أن يستيقظوا...
ساره فى خوف :
ربما بالفعل هم الآن يبحثون
عني ...ولن يرحمونى...
تنفي رحاب برأسها : وربما لا ...
هيا لا تضيعي الوقت.. .
اذهبي سريعًا الى حجرتك...
وفراشك وكأنك ما زلت
نائمه.... لم تخرجي...
ساره في صوت مطيع : حسنًا
سأفعل ذلك...
ولكن اوصيكى ب محمود
عليك رعايته...
والإتصال بي دائمًا ....
وطمأنتي ...
هزت رحاب رأسها :
سأفعل ذلك ....ولكن ..
هيا ...هيا ...بسرعه ...
عودي الى بيتك ...
قبل ان يستيقظوا...
وانطلقت ساره بكل سرعه ..
بكل سرعه تستطيعها...
**********
العاشرة وثلاث دقائق صباحًا ..
تستيقظ ساره على رنين الهاتف ..
تتسع عيناها فى لهفه
حينما علمت أن صاحب هذا
الإتصال هو صديقتها الجديدة
الممرضة رحاب التى قالت
بصوتً فيه بعض المرح :
صباح الخير...
تبادلها ساره نفس التحيه :
صباح الخير...
كيف حالك ..
رحاب : بخير ...
ماذا حدث ..؟
هل انتبهوا فى البيت إلى
أمر غيابك...؟
تنفى ساره : لا ..
الحمد لله لم ينتبهوا وجدت
الجميع ما يزال نائم...
ساد الصمت لبرهة من الوقت
حتى قالت ساره :
هل هناك أخبار جديده..؟
رحاب بهدوء : نعم ..
لقد جاءت تلك الفتاة ..
خفق قلب ساره بقوة وهى
تهتف : منى..!
ضحكت رحاب :
يبدو أنك لم تنسي اسمها
بعد ..؟
تتجاهل ساره جملتها وهى
تسألها فى لهفه وشغف :
من تكون تلك الفتاة أو المرأة. ؟
رحاب بعد لحظات وكأنها تدرك
صعوبة ردها على مسامع ساره
التى تكرر سؤالها لتجيبها رحاب
هذه المره بكلمه واحده ..
كلمه قاسيه على قلب ساره
كلمه أحست بأنها قد شقت
جسدها شطرين حينما همست
قائله : حبيبته...
ساره فى حزن بالغ : حبيبته..!
كيف علمت ذلك ...؟
رحاب : لقد تحدثت معها
بنفسي...
ساره فى صدمه : حقًا..!
رحاب بنفس نبرات صوتها الحالمه
: وما سمعته منها لن تصدقيه..
وأخذت رحاب تخبرها
تفاصيل الحوار الذى دار
بينها وبين منى ..
وكانت ما تسمعه ساره مذهل .
مذهل الى اقصى درجه ..