رواية نيران ظلمه الفصل السادس 6 بقلم هدير نور
نيران ظلمه
الفصل السادس
اتجهت نحو الدرج تنزله برشاقة وسرعة لكنها صرخت بذعر عندما شعرت بيد قاسية تقبض فوق ذراعها من الخلف تجذبها بقوه التفتت ببطئ تنظر نحو صاحب تلك اليد وضربات قلبها اخذت تزداد بشدة ..
قاطعها بغضب وهو يزيد من احكام قبضته حول ذراعها بقوة مما جعلها تطلق صرخة الم
=فكرك هتهربي مني بالساهل كده....؟
شعرت حياء بالصدمة تتخللها فور ان وصل اليها معنى كلماته فقد كان يظنها تحاول الهرب من المنزل فتحت فمها حتي تشرح له الامر لكنها شهقت برعب عندما جذبها من ذراعها جاراً اياها بحده خلفه وهو يصعد الدرج مزمجراً بغضب
= ما عاش ولا كان لسه اللي يضحك او يغفل عز الدين المسيرى
صعدت الدرج خلفه بخطوات متعثره تحاول اللاحق بخطواته السريعه الغاضبه وهي تشعر بقبضته حول ذراعها كقبضه من الفولاذ الحاد حاولت جذب يدها من قبضته تلك لكنه شددها من حولها جاذباً اياها خلفه بعنف مما جعلها تتعثر ساقطه و ترتطم قدمها بعنف بارضيه الدرج صرخت حياء متألمه
التفتت نحوها علي الفور لينقبض صدره بالم فور رؤيته لها بتلك الحاله لكن سرعان ما تغلب الغضب المتأجج بداخله على اى مشاعر اخرى فقام بجذبها من يدها بحده جاعلاً اياها تنهض مره اخري فوق قدميها دون ان يولي اهتماماً لشهقتها المتألمه و هو يهتف من بين اسنانه بشراسه
=نفسك ده يتكتم ومسمعش ليكي صوت ...بدل ما اكتمهولك بنفسي خالص...ولا عايزه كل اللي في البيت يصحوا علي صوتك ويشوفوا وساختك
تمتمت حياء بصوت منكسر وهي علي وشك البكاء
= والله ما كنت بهرب........
قاطعها يصيح بحده حتي برزت عروق عنقه بشده وهو يفتح باب غرفتهم بغضب
= ان ما خليتك تندمي ندم عمرك ...ادخلي....
تجمدت حياء علي الفور امام مدخل غرفتهم تشعر برجفة من الذعر تمر بسائر جسدها غير راغبه بالتواجد معه في غرفة واحده بمفردها وهو بهذه الحاله من الغضب الاعمي
انتفضت في مكانها بحده عندما صاح بغضب وهو يدفعها نحو الغرفه
=ادخلي.......
لكن تسمرت قدميها بالارض ولم تتحرك قيد انمله وهي تهز رأسها بالرفض ناظره اليه باعين متسعه من الرعب...
زفر بحده يلعن بغضب حاملاً اياها فوق كتفه وهو يخطو داخل الغرفة بخطوات غاضبه ولكن وقبل ان تستوعب حياء الذى يحدث القي بها بعنف فوق الفراش مما جعل جسدها يرتطم به بشدة لكنها
شهقت بفزع عندما رأته ينحنى بجسده فوق جسدها مما جعلها تتراجع بظهرها فوق الفراش الى الخلف و هي تشعر بالرعب من نظرات عينيه التي كانت تقدحها بنظرات عاصفه حاده. لكنه لم يتيح لها الفرصة للتحرك قيد انمله و انقض عليها محيطاً جسدها بساقيه يشل حركتها ثم احاط يديها بقبضة يده يرفعها فوق رأسها مكبلاًً اياها بقبضته القاسية...
اغمضت حياء عينيها علي الفور غير راغبه بالنظر الي وجهه الذي كان يعصف بالغضب حيث كان لا يبعد عن وجهها سوا سنتيمترات قليله جداً ..
انتفضت فازعة عندما سمعته يصيح بغضب
=افتحى عينك..وبصيلى
لكنها لم تنصاع اليه مغلقة عينيها بشدة اكثر من قبل رافضة الاستجابة لأمره لتطلق صرخة متألمة عندما شعرت بقبضة يده الاخرى تحيط وجنتيها يعتصرها بشدة وهو يتمتم بغضب من بين اسنانه
=افتحى عينك قولتلك...
ليكمل بصوت حاد وهو يجز علي اسنانه بغضب
=كنت بتسحبى و راحه علي فين....؟!
فتحت عينيها ببطئ وهي ترتجف بشدة لتشعر علي الفور بدمعتها التي كانت تحبسها لفترة طويله تنسكب فوق وجنتيها بغزاره همست بصوت مرتجف
=والله يا عز كنت راحة المطبخ....
لكنها اطلقت صرخة الم مرتفعة عندما ازدادت قبضته حول وجنتيها يعتصرها بشدة وهو يصيح بغضب اعمي
=راحه المطبخ ..؟! و اللبس اللي انتي رفضتى تغيريه ده علشان كنت راحه المطبخ برضو ..؟!
ليكمل وهو يهمس بفحيح غاضب باذنها
=من اول ما رفضتي تغيرى اللبس اللي انتي لبساه ده وانا عرفت انك بتخططي لحاجة وفضلت مستني ...و فعلاً طلع شكى فى محله
همست حياء وهي تحاول جذب وجهها من بين قبضته الصلبه وقد بدأت في البكاء بهستريه
=والله كنت راحه المطبخ.. كك..ككنت جعانه
احاط كتفيها بيديه يهزها بقوه حتي اصطكت اسنانها وشعرت بالغثيان يجتاحها وهو يصيح بشراسة
=انا مبقتش عارف اعمل فيكي ايه .....اموتك و اخلص من قرفك ولا اعمل ايه....
ثم انتفض مبتعداً عنها تاركاً اياها تدفن وجهها بالفراش وهي تنتحب بشدة احاط يده برأسه يجذب خصلات شعره بغضب واحباط.. و عينيه مسلطه فوقها يشعر بالعجز يتملكه فلم يعد يعلم ما الذي يجب عليه فعله معها ايقُم بضربها حتي يجعلها تعود الي تعقلها لكنه لا يستطيع فعل ذلك مرة اخري فمنذ تلك المرة التى فقد فيها السيطره علي غضبه وقام بضربها وهو يكره ذاته لإقدامه علي فعل هذا الشئ المشين فهو لم يقم بضرب امرأه من قبل طوال حياته ..ابتعد عنها يسب و يلعن بصوت منخفض جالساً فوق احدي المقاعد محاولاً تهدئة ذلك الغضب الذي يغلي بداخله حتي لا يقوم بفعل شئ قد يندم عليه لاحقاً....
كانت حياء لازالت مستلقية فوق الفراش تدفن وجهها بين يديها تنتحب بشدة لا تدرى لما يحدث معها كل هذا لما يحاول الجميع اساءة فهم كل شئ تفعله..فهي لم تفعل شئ سوا انها حاولت النزول الي الاسفل لايجاد شئ يمكنها تناوله و إسكات جوعها شهقت بذعر عندما شعرت بيده تجذبها بقوة من فوق الفراش حتي اصبحت تقف امامه...شعرت بقدميها غير قادرتان علي حملها من شدة ارتجافهم تراقب الغضب المشتعل داخل عينيه و صدرها يعلو وينخفض بقوة تكافح لالتقاط انفاسها بصعوبة بالغه ضغطت بيدها فوق قلبها للتخفيف من الالم الذي يعصف به وهي تقاوم نوبة البكاء التي علي وشك الانفجار مرة اخري...
وقف عز الدين يراقب ارتجاف شفتيها بشده والذي لا يدل سوا علي انها علي وشك الانفجار في البكاء من جديد و وجهها الذي اصبح منتفخاً من كثرة الانتحاب ليشعر بقبضة حادة تعتصر قلبه..لكنه قاوم هذا الشعور محاولاً السيطرة عليه..مذكراً ذاته بما كان سوف يحدث لو لم يكن قد شك بناويها لكانت الان هاربه خارج منزله...
تنحنح قائلاً بحدة و عينيه مسلطة فوقها بنظرات ثاقبه
=من هنا و رايح مفيش خروج من الأوضه دى الا للضروره غير كده تنسي انك تخطى برا ....
تناست حياء خوفها منه فور سماعها كلماته تلك تهتفت بحده
=يعني مش كفايه انك مناعنى ان اخرج برا البيت كمان عايز تحبسني جوا الاوضه.....
قاطعها عز الدين بحدة
=مش عايز اسمعلك نفس.. بدل ما اقسم بالله ادفنك مكانك ...انا اصلاً ماسك نفسى عنك بالعافيه
ابتلعت حياء لعابها بخوف ناظره اليه بارتباك وهي تهمس بصوت منخفض وقد التمعت عينيها بالدموع
=والله يا عز كنت جعانه.......ِ
ًشعر بارتباك غريب يسيطر عليه عند رؤيته لها بتلك الحاله من الضعف لكنه نفض ذاك الشعور بعيداً مقاطعاً اياها قائلاً بعصبيه وهو يجذبها من ذراعها متجهاً نحو باب الغرفة
=كنت جعانه .....؟!
هتفت حياء بذعر تجذب ذراعها من بين يديه وهي تتعثرت بخطواتها خلفه
=انن....انت واخدني و رايح فين..؟!
اجابها بصرامه دون ان يلتفت اليها
=هأكلك....مش بتقولي جعانه
ليكمل بسخرية لاذعة وهو يلتفت نحوها مرمقاً اياها بنظرات حادة نافره
=برغم اني متأكد من ان كل كلامك ده كدب..
ليكمل بسخرية لاذعه
=بس لازم أأكلك احسن تفتكري اني بخيل و مانع عنك الاكل ولا حاجه ...ِِ
حاولت حياء جذب يدها من قبضته قائلة باقتضاب
=مش عايزه اكل حاجه....
غمغم بصرامه وهو يشدد من قبضته حول يدها جاذباً اياها خلفه وهو يسرع من خطواته
=لا لازم تاكلى ..مش بتقولى جعانه .
دخلا الي المطبخ وهو لايزال محتفظاً بقبضته القويه علي مرفقها يقودها الي احدي المقاعد مجلساً اياها فوقه ثم تركها واتجه نحو البراد يفتحه قائلاً بهدوء وهو يبحث بعينيه بين الطعام الموضوع بداخله
= تاكلى ايه.. ؟!
همست و هي تفرك بيدها ذراعها ببطئ فوق موضع يده التي كان يمسكها منه
=مش..مش عايزه اكل حاجة..سيبني ارجع الاوضه يا عز
تجاهلها و التفت يغلق البراد بهدوء قبل ان يتجه نحو الفرن الكهربائي يضع بداخله صحن مليئ بالطعام حتى يسخن...
ظل واقفاً امامها مستنداً علي الحاجز الرخامي للمطبخ يراقب رأسها المنخفض بنظرات ثاقبه حتي افاق علي صوت الفرن يعلن عن ان الطعام اصبح.جهاز
اخرج الطعام و وضعه امامها قائلاً بحدة
=كلى.....
غمغمت حياء برفض وهى تعقد حاجبيها بنفور
=مش عايزة......
قاطعها بصرامه وهو يشير نحو الصحن الذي امامها
=قولتلك كلى.....
امسكت حياء بالشوكة ببطئ وهي تشعر بان معدتها قد انعقدت من شدة التوتر الذي تعرضت له
لكن ِاجبرت نفسها علي تناول القليل من الطعام الذى كان مذاقه كالتراب فوق لسانها اخذت تمضغه ببطئ محاوله ابتلاعه لكن تشنج حلقها بشدة حتي شعرت بان حلقها قد ألمها من محاولتها ابتلاعه ظلت علي هذا الحال حتي اكلت كمية قليله منه تحت انظاره التى كانت تراقبها كعينى الصقر..
وضعت الشوكة بالصحن وهي تهمس بصوت منخفض
= مش قادرة اكل اكتر من كده
اعتدل عز الدين في وقفته مقترباً منها بهدوء جاذباً اياها بصرامه من فوق المقعد لتقف علي قدميها امامه قائلاً
=تطلعى من هنا علي اوضتك فوراً.... ولو فكرتي انك تروحى في اي مكان غير اوضتك هكون جايبك في 5 دقايق و هتموني وقتها ملحقتيش حتي توصلي لباب القصر اللي برا و وقتها محدش هيرحمك من تحت ايدي
اومأت حياء برأسها باستسلام فلم يعد لديها طاقه لمجادلته اكثر من ذلك اتجهت خارجة من المطبخ بخطوات بطيئة متمهلة فكل ما ترغب به الان هو الاستلقاء والاستغراق بالنوم سريعاً حتي تنسي كل ما حدث لها...
بعد نصف ساعه...
دخل عز الدين الي الغرفه الخاصه بهم بعد ان ظل بالاسفل بعضاً من الوقت محاولاً تمالك نفسه والوصول الي حل لما هو به فقد كان يوجد حرب بداخله جانب منه يرغب بتصديقها وجانب اخر يكذبها ويتهمها بابشع الاشياء لترجح بالنهايه كفة الجانب الاخير
ظل يفكر في كل ما حدث محاولاً الوصول الي ما يمكنه فعله معها فبعد محاولتها للهرب فهو لا يمكنه ان يأمن لها ان تظل بمفردها
بعد الان ..اتجهت عينيه نحو الاريكه التي كانت تستلقي فوقها ليجدها قد استغرقت في النوم...
وقف عدة لحظات يراقبها بعينين مظلمه بشده قبل ان يتجه نحو باب الغرفة ويغلقه بالمفتاح جيداً حتي لا يمكنها الخروج مرة اخري اثناء نومه وتنجح فيما فشلت فيه سابقاً
في الصباح...
استيقظت حياء علي يد تهزها بقوة فتحت عينيها ببطئ وهي تجلس بتمهل واضعه يدها فوق عينيها تحميها من اشعه الشمس المنبثقة من خلال النافذة التى كانت منفتحة علي مصراعيها
همست قائله بصوت ضعيف اجش من اثر النوم
=ايه...في ايه...؟!
وصل اليها صوت عز الدين وهو يجيبها بحدة
=عايزك تفوقي كويس و تركزى معايا ... في كلام مهم لازم تفهميه وتحفظيه
تأففت حياء وهي تزيح يدها من فوق عينيها تستدير نحوه تنظر اليه بسخط حيث كان يقف امام فراشها يرتدى احدي بذلاته باهظة الثمن والتي كانت تحدد عضلات جسده الرائع شعرت بدقات قلبها تتسارع بشدة حتي ظنت ان قلبها سوف يغادر صدرها هزت رأسها بحدة تحاول طرد تلك الفكار بعيداً همست بغيظ وهي تضرب الوسادة بتذمر
=كلام ايه تاني...بعدين هو مينفعش الكلام ده الا الصبح كده
ابتسم عز في داخله علي حركتها الطفوليه تلك لكنه سرعان ما تنحنح قائلاً بجدية
= انا رايح دلوقتي الشغل... واعتقد بعد اللي انتي عملتيه امبارح مينفعش اسيبك لوحدك وبرضو مش هينفع اخدك معايا ولا هينفع اقفل عليكي باب الاوضه علشان اللى في البيت هيستغربوا واكيد هيشكوا ....وانا استحاله اخلي مراتي اللي شايله اسمي تكون موضع شك من اي حد حتي لو من اهلى نفسهم..
ليكمل بحدة وهو ينحني فوقها مما جعلها تطلق شهقه منخفضة وهي تتراجع سريعاً فوق الاريكه
=لو فكرتي بس انك تكررى اللي عملتيه امبارح هيكون اخر يوم في عمرك ...انا عارف و متأكد ان طول ما البيت فيه ناس مش هتقدرى تهربى..
غمغمت حياء بنفاذ صبر
=اطمن مش ناويه اهرب ....
اكمل حديثه بجديه متجاهلاً كلماتها وكأنها لم تتحدث
=الخروج من باب القصر حتي لو هتطلعي للجنينه ممنوع
همست حياء بصوت متذمر وعينيها قد اشتعلت بالغضب تهز رأسها برفض مما جعل شعرها يتناثر حول وجهها مشكلاً غمامه حريرية حول وجهها
=يعني ايه هفضل محبوسه بين اربع حيطان ...ده ولا كأنه سجن..
كانت عينيه منصبه بانبهار فوق شعرها الحريري المتناثر بفوضويه فوق كتفيها مما جعله غير قادر علي مقاومه الاغراء من ان يمرر يده بين خصلاته الحريريه لكنه انتفض مبتعداً عنها باخر لحظة و هو يقبض بيده بقوة بجانبه فازعاً من ان تخونه يده وتعصي امره
تنحنح يجيبها بصوت اجش وهو يتجه نحو باب الغرفة بخطوات سريعه غاضبه
=انتي اللي وصلتى نفسك للحاله دي....
ليكمل وهو يلتفت نحوها قائلاً بحدة
=لو خطيتي خطوة واحدة برا القصر متلوميش الا نفسك يا حياء
ظلت حياء جالسه بمكانها تراقب خروجه العاصف من الغرفة وهي تشعر بنيران الغضب تشتعل داخل صدرها شعرت بالرغبه في ان تتواجد والدتها امامها الان حتي تصرخ بها مخرجة بها كل ما عانته علي يده منذ تلك الليلة المشؤومه
التي وضعت فيها تحت رحمته لكنها
لكنها تذكرت بتحسر بانه منذ مغادرة والديها بعد كت كتابها و عودتهم الي منزلهم لم تقم والدتها بالاتصال بها ولو لمره واحده وكأنها كانت تتلهف ان تتخلص منها....
كانت تجلس هي ونهي بغرفتها يتثامرون كعادتهم عندما طرق الباب ودخلت انصاف العاملة بالمنزل
=صباح الخير يا حياء هانم.....
اجابته حياء برقة
=صباح النور يا انصاف..خير في حاجة؟!
اجابتها انصاف بهدوء
=الست فريال بعتتني...اخلى حضرتك والست نهي تنزلوا علشان الغدا
وقفت حياء تتململ في مكانها وهى تفكر بانها لا ترغب بالنزول والاحتكاك بهم فطوال الاسبوعين التي امضتهم هنا قبل زواجها من عز الدين كان الطعام يأتي الى غرفتها دون حاجتها الي النزول والاختلاط بهم زفرت متنهدة بضيق قائلة
=معلش يا انصاف بلغي فريال هانم اني تعبانه ومش هقدر انز.....ِ
هتفت نهي من خلفها قائلة
= انزلي انتي يا انصاف واحنا هانيجي وراكي علي طول
اومأت انصاف رأسها بالايجاب قائله وهي تغادر المكان.
=حاضر يا ست نهي
التفتت حياء لنهي تهتف بغضب
= لييه يا نهي انا مش عايزه انزل مش عايزه اتعامل معاهم
هتفت نهى بتصميم
=لا طبعاً هتنزلي وتتعاملى عادى معاهم وهتقعدي وتضحكي وتهزري كمان
لتكمل بتصميم وهي تقترب منها
=يا حياء انتي حياتك كلها هتبقي في البيت ده مع الناس دي ..مش معقوله هتفضلي طول حياتك محبوسه في اوضتك لوحدك خايفه منهم
تنهدت حياء باستسلام وهي تفكر بكلماتها تلك فهي تعلم بانها علي حق وبانها عاجلا او اجلاً يجب عليها الاختلاط بهم همست بصوت منخفص
=عندك حق يانهى...بس بلاش النهارده وانا من بكره والله هنزل....
قاطعتها نهي بتصميم
=لا من النهاردة يا حياء ..من النهاردة
لتكمل وهي تربت فوق ذراعها بحنان
= وعايزاكي تبقي عارفه اني هبقي دايماً معاكى يعني متخفيش من حاجه...
وقفت حياء تنظر اليها بتردد عدة لحظات قبل ان تومأ برأسها لها وهي تشعر بمعدتها تنعقد بخوف
كانت حياء تجلس بجوار نهي علي طاولة الطعام بينما بالجانب الاخر كانت تجلس زوجة عمها فريال وبجانبها تالا..
اخذت حياء تتناول طعامها في صمت متجاهله النظرات الحاده التي كانت توجهها اليها تالا بينما كانت زوجه عمها تتناول طعامها في صمت انحنت نحوها نهي تهمس لها
=شايفه العقربه..هتموت علشان نزلتى ازاي
همست لها حياء بصوت منخفض
=انتي مش شايفه عماله تبصلي ازاي انا حاسه انها في اي لحظه هتهجم عليا تضرب السكينه اللي بايدها في قلبي
ضحكت نهي بصوت منخفض وهي تضع يدها فوق فمها وعندما وجهت لها تالا نظرة استفهام هزت نهى رأسها لها تخبر بانه لا يخصها
زفرت تالا بعنف وهي تتمتم بخبث
=بس مش ملاحظه يا خالتو
ان حياء اخيراً شرفتنا وقبلت انها تنزل وتاكل معانا
ابتسمت فريال تجيبها وهي تنظر الي حياء بحنان
= عروسه يا حبيبتي و من حقها تدلعلها حبه ...بس من النهارده بقي حياء هتنزل كل يوم تاكل معانا مش كده ولا ايه يا حياء..؟!
ابتسمت لها حياء وهي تومأ لها برأسها
=ان شاء الله يا طنط
هزت فريال رأسها برضا قائلة
=انا وانتي لنا قاعده مع بعض. قريب بس مش كحما ومرات ابنها لا كبنت وامها...
هزت حياء رأسها لها وهي ترسم علي وجهها ابتسامه متشجنه متوتره تشعر بالقلق من هذه الفكره
انتفضت تالا واقفه تضع الشوكه التي كانت بيدها فوق صحنها بصخب تمتمت فريال وهي تنظر اليها بدهشه
=قومتي ليه يا تالا....
اجابتها تالا بحده وهي تنظر نحو حياء بحقد
=شبعت يا خالتو شبعت
لتنهض وتترك غرفة الطعام بخطوات غاضبه تشعر بالاحباط فمحاولتها لاحداث مشكلة بين خالتها و حياء قد فشلت همست بغل وهي تقبض بيدها بقوه
=فلتي المره دي ..بس وديني ما هتفلتي المره الجايه..
كان عز الدين جالساً بغرفة المكتب الخاصه به بالقصر يدرس بعض الاوراق التي امامه باهتمام عندما دخلت والدته الي الغرفة قائلة
=مش هتغير رايك يا عز وتيجى معانا...
اجابها و هو يرفع عينيه عن الاوراق التي
=مش هينفع والله يا ماما ...
ليكمل وهو يشير الي الملفات الموضوعه فوق المكتب
=زي ما انتي شايفه عندي شغل كتير
نظرت والدته اليه بشك قائلة
=ده فرح بنت خالك يا حبيبي مينفعش كلنا نحضر وانت لا
لتكمل عندما وجدت نظراته لازالت مصممه رافضه
=طيب حتي حياء تيجي معانا ..انت بتقول عندك شغل يعني مش هتبقي فاضيلها..مش معقول هتفضل لوحدها في البيت تعقد تكلم في نفسها يا بني
اجابها بجدية وهو ينهض واقفاً بجانبها
=حياء تعبانه ...مش هتقدر على السفر والطريق طويل زى ما انتي عارفه
ليكمل بمرح وهو يحيطها بذراعيه مغيراً مجري الحديث
=بعدين سيبك انتي من ده كله ..ايه الجمال ده يا فريال هانم
ليكمل وهو يغمز لها بعينيه بخبث =فخر بيه سابك ازاي تخرجي وانتي بالجمال ده مش خايف حد يعكسك
ضحكت والدته بمرح تضربه بخفه فوق ذراعه
=بطل بكش ...ومتغيرش الموضوع
امسك بيدها يقبلها بحنان قائلاً
=مش هنقدر والله...سامحينا المرة دي
ابتعدت عنه والدته قائله بتصميم وهي تتجه نحو باب الغرفة
=ماشي يا عز براحتك...عمتاً احنا هنبات عند خالك النهارده لان زي ما انت عارف الفرح مش هيخلص الا متأخر وصعب نسافر من المنصورة للقاهرة بليل كده
لتكمل وهي تلتفت نحو عز
=اها صحيح انصاف هاتيجي معانا علشان تساعد في التجهيزات..
اومأ لها عز قائلاً
=تمام مفيش مشكله احنا هنبقي نتصرف و نطلب اكل من برا
اجابته والدته وهي تهز رأسها قبل ان تغادر الغرفة
=ممكن تطلبوا العشا من برا النهارده لكن من بكره خليل و جنات هيكونوا رجعوا من البلد بتاعتهم يعني متقلقش...
اومأ لها برأسه وهو يراقبها تغادر الغرفه زافراً بغضب فور تاكده من مغادرة والدته فهو يعلم انها غاضبه منه بسبب عدم ذهابه معهم لكنها لا ترغب باظهار هذا حتي لا تضغط عليه لكنه حقاً منشغلاً في عمله فلديه اسبوع واحد فقط قبل ان يعقد اكبر صفقه في تاريخ عمله...
نهض يجمع الملفات التى سوف يعمل عليها الليله مقرراً الصعود الي غرفته لاكمال عمله من هناك حيث لايجب عليه ان يترك حياء بمفردها خصيصاً بعد ان غادرة جميع عائلته واصبح المنزل فارغاً
كانت حياء جالسه فى الشرفة تراقب ذهاب الجميع لحفل الزفاف بتحسر فها هى تجلس بمفردها مجدداً مثل السجينه باحدى الزنزانات بينما خرج الجميع للاحتفال والمرح زفرت ببطئ وهى تمرر يدها فوق خصلات شعرها بضيق وهي تتحسر علي الوضع الذي اصبحت عليه حياتها مسحت بيدها سريعاً دمعه قد انزلقت فوق وجهها عندما شعرت بعز الدين يدخل الي الغرفة...ظلت جالسة بمكانها مفضلة الجلوس بعيداً عنه لمحته بطرف عينيها يحمل العديد من الملفات فمن الواضح انه سوف يكمل عمله هنا بالغرفة لكنها تفاجأت عندما وجدته يتجه الي نحو الشرفة بخطوات متكاسله هادئه اشاحت بوجهها بعيدا عندما اصبح يقف بجانبها يضع يده في جيب بسرواله قائلاً بهدوء
=الساعه بقت 8 تحبي نطلب العشا دلوقتى ؟!
هزت حياء رأسها بالرفض قائله وهي تدير وجهها عنه تتامل بصمت
الاشجار المترصة بحديقة القصر والتي كانت تهتز بشدة بفعل هواء الليل
=مش جعانه دلوقتى..
اومأ عز الدين رأسه قائلاً بجدية
=تمام لما تجوعي عرفينى..وانا هبقي اطلبلك اللي. انتي عايزاه
لم تجبه وظلت عينيها مسلطة علي المنظر خارج الشرفة
وقف يراقبها عدة لحظات بتردد قبل ان يلتفت و يعود مره اخرى الي الغرفة لاكمال عمل....
كان مندمجاً بدراسة الاوراق الخاصة بمناقصة الغد عندما شضع رنين هاتفه الخاص يملئ ارجاء المكان لمح بعينيه اسم ياسر مدير اعمال يسطع بشاشه الهاتف تناول هاتفه مجيباً عليه وهو لايزال عينيه مسلطه فوق الاوراق التي بين يديه
=هااا...يا ياسر في ايه ؟!
وصل اليه صوت ياسر من الجانب الاخر قائلاً بارتباك
=اسف يا عز باشا ان اتصلت في وقت زي ده بس مستر اندرو وصل القاهرة من ساعه وطالب يجتمع بحضرتك لوقتى لانه مضطر يسافر بكره الصبح تانى ويرجع ايطاليا
صاح عز الدين و هو يلقي الاوراق من يده فوق الطاولة بغضب
=يعني ايه ينزل مصر ويقدم ميعاد الاجتماع بمزاجه.... الاجتماع ده مش كان ميعاده الاسبوع الجاي ...ِِ
اجابه ياسر بارتباك
=ايوه ..ايوه يا باشا بس اللى فهمت منه انه محتاج يبيع لحضرتك الشركة ويتمم الصفقه باسرع وقت لانه محتاج الفلوس دي ...
قاطعه عز بحده
=خلاص ...خلاص ابعتلي لوكيشن الأوتيل اللي نازل فيه وعرفه ان للاجتماع هيبقى فيه....وكويس ان ده حصل الصفقة دي كل ما خلصت منها بدري كل ما كان احسن ...
ليكمل بحزم وهو ينظر بالساعة التي بيده
=وانت خد الرجاله وحصلني علي هناك
اجابه ياسر علي الفور
=اوامرك يا باشا..
اغلق عز الدين الهاتف يمرر يده فوق وجهه بغضب فهو يجب عليه حضور هذا الاجتماع فهذه الصفقه كان يخطط لها منذ عدة اشهر طويلة وتعد من اهم الصفقات وتعد من اهم الصفقات التي سوف يعقدها ...زفر باحباط. عنده تذكره لحياء التي لا يمكنه ان يتركها هنا بمفردها لذلك يجب عليه ان يجعلها تحضر الاجتماع معه لكنه تشدد جسده بغضب عند تذكره لأندرو فذلك الرجل ذات سمعة سيئة مع النساء حيث انه اذا رأى امرأةً امامه لا تنزاح عينيه من فوق جسدها معرياً اياها بنظراته القبيحه ...ضم يده في قبضه يضغط عليها بغضب فبرغم علمه بانه لن يستطيع النظر اليها اذا علم بانها زوجته فلن يقدر عبي رفع عينيه نحوها فهو يعلم طباعه الحادة جيداً ويعلم بانه لن يتردد للحظه قبل قتله اذا فعلها شدد من قبضة يده حتي ابيضت مفاصله وهو يشعر بالنيران تشتعل بصدره بمجرد تخيله حدوث ذلك لن يمكنه تحمل تواجدها مع هذا الشخص في مكان واحد فاذا نظر اليها ولو بنظرة بريئه فلن يتحمل و قد يقوم بقتله في مكانه
نهض يمرر يده بين خصلات شعره بغضب وهو يقرر بانه لن ياخذها معه الي هذا الاجتماع ويجعلها تختلط به ..لكنه ايضاً لا يمكنه تركها هنا بالمنزل بمفردها فقد تحاول الهرب مرة اخرى كليلة امس...لكنه انتفض واقفاً عندما التمعت برأسه فكرة قد يمكنه من خلالها انقاذ الوضع باكمله
كانت حياء لازالت جالسة بالشرفة تشعر بالجوع فقد كانت الساعه قد تجاوزت العاشرة بقليل لكنها كانت مترددة من اخبار عز الدين بجوعها هذا وضعت يدها فوق بطنها تمررها ببطئ عندما سمعت صوته من داخل الغرفة يهتف باسمها باصرار...
نهضت ببطئ متجهة نحو داخل الغرفة وهي تجيبه بنفاذ صبر
=نعم......ِ...
لكنها وقفت متجمدة بمكانها عندما رأته قد بدل ملابسه التى كان يرتديه باحدى بدلات عمله ممسكاً بين يديه بحبلاً سميكاً
همست حياء وهي تنظر اليه بدهشة
=هو انت خارج ...؟!
اجابها بهدوء وهو يتجه نحوها بخطوات بطيئه متمهله
=عندي اجتماع مهم.....
ليكمل و هو يسرع من خطواته القليله التى تفصله عنها ينحني نحوها رافعاً اياها بين ذراعيه بحزم متجاهلاً صرختها المندهشة التي صدرت عنها
=وطبعاً انتي عارفة اني مينفعش اسيبك هنا لوحدك ..بعد اللي عملتيه امبارح
وضعها فوق احدى المقاعد مثبتاً اياها بيده عندما شعر بها تنتفض فوق المقعد مقاومه اياه بضراوة وهي تصرخ بغضب
=انت ..انت بتعمل ايه ؟!
اجابها وهو يمسك بالحبل بيده الاخري الطليقة
=مقدميش غير ان اربطك لحد ما ارجع....
صرخت حياء بذعر وهي تنتفض علي المقعد بهستريه محاولة الافلات من بين قبضته التي تحيط بها بقوة قائلة بتوسل
=لا..لا..بلاش تربطني ونبي يا عز ...انا والله ما ههرب انا هفضل مكاني بس بلاش تربطني ونبي
لكنه تجاهل توسلها ذاك و اكمل لف الحبل السميك حول جسدها حتي اصبحت لا يمكنها تحريك اي جزء من جسدها ...وبرغم ذلك ظلت حياء تحرك جسدها بقوة محاوله فك ذاك الحبل من حولها وهي تنتحب بشدة اخذت تصرخ قائلة بتوسل
=مش ههرب والله ما ههرب ..بس علشان خاطري بلاش تربطني كده ..
لتكمل من بين شهقات بكائها
=طيب بلاش خاطري انا ..انا عارفه انك بتكرهني..علشان خاطر مامتك يا عز ونبي فك الحبل
ابتعد عنها بخطوات بطيئة متردده وهو يراقب انفعالها الهستيري هذا بتردد يشعر بقبضة حادة تعتصر صدره فور سماعه لها تسترجيه بتلك الطريقه لكنه ليس امامه حل اخر سوا هذا...حاول ذاته بانه سوف ينهي الاجتماع في اقل من ساعه وسوف يعود اليها في اقرب وقت...
خرج من الغرفة بخطوات سريعه محاولاً عدم التأثر بصوت صراختها التي كانت تهتف بها باسمه مسترجيه اياه افلاتها لكنه اغلق باب. الغرفة بقوة وهو يحاول التقاط انفاسه بصعوبه غير قادر علي حبس تلك المشاعر التي تثور بداخله ...