رواية ليالي الوجه الاخر للعاشق الفصل الخامس والستون بقلم رحاب ابراهيم
تركها وذهب لمكتبه .....وضعت يدها على فمها تكتم ضحكتها التي كادت أن ترتفع ..وقالت وهي تأخذ فنجان قهوته وتذهب خلفه للمكتب :-
_ انا غلطانة صحيح ، بس انت اللي هتصالحني بردو 😂
سكون الليل يمر بين شلال شعرها الاسود وهي تتجه نحو المكتب بصوت كعب حذائها الذي لايمثل شيء أمام صوت دقات قلبه وسرعتها الشديدة من الخفقان والعشق...
مالت جفون عينيه المرتبكة من شدة توقه لها على أوراقه ولكن الكبرياء يمنعه ..فيبدو أنها اقتنعت بحديثه وشعرت بالندم لذلك .."هكذا كان ظنه بسبب تصرفاتها " ، حتى لمح حركة مقبض الباب وهي تلتف ثم فُتح الباب وظهرت هي بيدها فنجان قهوة ، نظراتها المتطلعة والمتعمقة في عيناه كادت أن تجعله يركض إليها ويضمها بقوة ولكن كم سيكون المتبقي من عزة نفسه وكبريائه كرجل قد طُعن في التزامه وإخلاصه .......
مقاومته كانت زئبقية ، احيانًا مرتفعة ثم تهبط كالمغشي عليها من ضعف قلبه أمام تلك الفتاة التي استطاعت أن تأخذ قلبه بلا راجعة .....
اقتربت منه بخطوات بطيئة ولم تدرك أنها هكذا بدت مغرية بشكل جنوني يكاد يفتك بعقله وقلبه العاشق ..
وضعت الفنجان بلطف أمامه ثم قالت بنبرة قصدت أنها تظهر بها انوثتها :-
_ نسيت فنجان القهوة ..يا عمر
تنحنح قليلاً ثم قال وهو يمد يده ليأخذ الفنجان متظاهراً بذلك بالصلابة وعدم الاكتراث والأمر بداخله مختلف تمامٌا :-
_ متشكر جدًا
ارتشف قليلا من الفنجان ثم وضعه وقد عاد إلى أوراقه أو هكذا تظاهر ، زمت شفتيها بغيظ وتحركت من جانبه لتخرج حتى سبقها وأغلق باب المكتب بحدة قبل أن تختفي من أمامه....التفت لها بنظرة ماكرة جعلتها تبتسم قليلا وقد شعرت بالانتصار ...رفع يداه إلى وجهها حتى اغلقت جفونها تبعًا لذلك وظنها انها ستمر بلحظات رومانسية تيقظ الحنين بداخله وتجعله يغفر لها ما حدث ، انتبهت لحدة صوته فجأة وهو يشير بانامله إلى دبوس شعر كان يزين شعرها منذ قليل ....قال بخبث :-
_ كان هيقع من شعرك ، خلي بالك مرة تانية احسن يعور حد ....
ذهب من أمامها وقد نالت الابتسامة من وجهه نيل المنتصر وجعلتها هي كمن أصبح رقبته تحت حد السيف الراكض من غمده متوجهًا لطريقه لتحرير انفاس مشاعرها المتلهفة لكلماته العذبة التي تأثرها وتجعلها ترفع الراية البيضاء بوجه مبتسم وسعيد ....
تجمدت في مكانها وأصبح وجهها أكثر احمراراً من لون ردائها القصير ورمقته بنظرات عاتبة تهمس لقلبه بلوم ...
خرجت من المكتب وبالكاد حركت قدميها التي تجمدت من الخذلان ثم صفقت الباب خلفها ...
ورغم أن لمعت الانتصار تمايلت بمقلتيه ببسمة خفيفة إلا أن تعابير وجهه تفصح عما يثور بقلبه من عاطفة جياشة ستجعله يغفر لها أي شيء .....
**************************
دلفت لغرفتها بعبرات باكية في عيناها حتى أغلقت الباب بعصبية ....نظرت للمرآة لترى وجهه الذي شحب من الألم ،ومرت نظرتها على ردائها التي كرهته الآن ...
جلست على مقعد بالجوار أمام المرآة وأخذت تبكي ..حتى قالت :-
_ يعني المفروض لما أشوفه في الوضع ده أعمل إيه ؟!! اطبطب عليه وأقوله أشرحلي حصل إيه !! ، حتى لو غلطت فبردو أنا ليا عذري .....أنا حاولت اصالحه من غير ما أقوله أني عرفت الحقيقة عشان ما يسألنيش بس هو اللى بقى زعلان دلوقتي !!
ازالت دموعها بأناملها بقوة وشعرت فجأة بالبرد حتى تحركت بإتجاه الفراش ودثرت نفسها جيدًا به و أجهشت في البكاء مرة أخرى ....استمر هذا لوقت كبير حتى سرقتها غفوة عميقة مصحوبة بآلام صداع قد زار مرقد فكرها .....
***********************
طاف القلق بفكره حتى نظر لساعة الحائط وتفاجئ أن الساعة قاربت على الثالثة فجرًا .....نفس الورقة الذي كان يتظاهر بقرائتها أمامه لم تتغير ..بل الذي تغير للنقيض شدة مقاومته من كثرة التفكير والقلق والشوق إليها ، فبعد كل هذه السنوات لابد أن لا يجد الفراق سبيل لحياتهم مرة أخرى ...تبًا لهذا الكبرياء الذي سيبعده عنها ، نهض سريعًا وهو يدفع الاوراق من يده بقوة ، وخرج من المكتب صعودًا لغرفتهم بقلب يترامى بين العشق والشوق القاتل للنظر إلى عيناها ....
سألني سجاني ماهي تُهمتي
أجبته بفخر ....العشق وجنون لهفتي
وأن ثار العشق قلبي وفارقه السلام
فأنا في عشقك .....أطلب الاعدام #روبا
من يطرق أكثر ؟ انامله على الباب ،أم دقات قلبه ؟
لم يطيق الانتظار ...دلف إلى الغرفة ليراها مُدثرة بوثار الفراش الفيروزي اللون وعكّر البكاء كحل عيناها حتى نفر حول عيناها وكأنه طُردَ من بلاده إلى الغربة .....
بدأ يُبدل ملابسه ونظرته لم تسقط من عليها حتى أرتدى رداء رياضي أسود اللون ..."لونه المفضل "
اقترب من التخت وبالتحديد إليها ..حتى رمقها عن قُرب وعانق الألم قلبه لرؤيتها باكية إلى هذا الحد الذي جعل عيناها منتفخة بعض الشيء ولا زالت أثار البكاء موجودة مما يؤكد أنها استمرت فترة كبيرة تبكي ..أو حتى وهي نائمة كانت تبكي ....
تحرك عصب فكيه من الضيق ، وأراد لو كان يستطيع أن يصفع نفسه عن الم رفيقة القلب الروح لهذا الحد ...
اقترب منها وقبًل رأسها برقة وقالت عيناه ما لم ينطق به ولو كانت مستيقظة الآن لأيقنت أنها انتصرت أكثر مما ظنت .... تململت قليلاً في مرقدها حتى طافت بسمة عاشقة على وجهه وقال بهمس :-
_ بعشقك وماقدرش أزعل منك ، بس لازم تتعلمي تحافظي على حياتنا أكتر من كدا ، انا مافيش واحدة تقدر تملى عيني غيرك أنتي ....
لفحت انفاسه بشرتها بطيف رقيق حتى بدأت تستعيد رشدها ولكن هو سبقها وتمدد بجانبها ثم تظاهر بالنوم ...
بشكل بطيء فتحت جفونها لتجول نظرتها يمينًا ويسارًا حتى انتبهت بوجوده جانبها ، ويبدو أنه اتى منذ فترة ، وضعت يدها على رأسها من ألم الصداع وتألمت أكثر لظنها أن كلماته تسللت إلى عقلها بشكل جعلها تعتقد أنه حُلمًا وليس حقيقة ......
أغلقت جفونها بأنتفاضة بكاء عندما وخزها الالم مجددًا ، لم يستطع هو عندما سمع انينها الخافت وفكر بمكر ...
استدار وكأنه تائه في النوم واقترب منها بضمة تبدو وكأنها غير مقصودة ....تفاجئت بما حدث ونظرت لوجهه القريب والنائم بعتاب وقالت بتذمر :-
_ بحسبك صحيت وسمعتني وهتصالحني يا رخم 😢
ولولا أن الاضاءة خفيفة لأصبحت ابتسامته واضحة لها كالشمس ....فهي زوجته وسيُسأل عليها أمام الله وأرضائها واجب عليه مثلما طاعته واجب عليها ...
تاهت في النوم بعد قليل حتى ايقظها المنبه لأذان الفجر ، نهضت من الفراش ولم تراه بجانبها ...شعرت بالقلق ..
توضأت واستعدت للصلاة وقررت أن تؤدي فرضها ثم تذهب لتبحث عنه ،عله يأتي دون بحث ولا تشعر بحرج قلقها عليه إثر هذه الأزمة التي بينهم ....
بدأت الصلاة بذكر الله ودعاء الاستفتاح وطالت السجود قليلا حتى انتهت بعد دقائق بالباقيات الصالحات والصلاة على النبي محمد (ص) الحبيب 💝
وبدأت تدعوا لعائلاتها ولوالدها وامها واختها المتوفاه ...وانتهت بدعوة لزوجها قد خصتها أول الدعوات وأخرهم ....حتى نهضت وما كادت أن تلتفت والقت عيناها بعيناه الذي يركض منها موجات العشق والابتسامة المحبة وهو يراها تؤدي فرض المولى عز وجل 💝
اقترب منها إثر انتهائها ووقف أمامها متأملا حتى توترت منه وارتبكت عيناها بحيرة ..تساءلت :-
_ بتبصلي كدا ليه ؟
لمس وجهها بيده وقال بعشق متأملا بعيناها :-
_ تعرفي لو ماكنتيش لبستي نقاب ، كنت خليتك تلبسيه...
اقترب من اذنها وقال بهمس محبب :-
_ القمر ده ماينفعش حد يشوفه غيري انا وبس
ابتسمت رغمًا عنها وتأكدت أن دعائها قد استجابه الله في الحال ونظرت له بحب ...قالت بحب :-
_ بمووت فيك يا عمر ، ولما بتحصل حاجة .....
قاطعها بضمة قوية وقال بعشق بقرب اذناها :-
_ انا متأكد من ده ، سمعتك وانتي بتدعيلي ، فرحت أووي
ابتعدت بنظرة باكية ..قالت :-
_ ادعيلك !!! ، انا من يوم ما عرفتك وانا بدعيلك حتى وانا زعلانة منك ، حتى وانا مسافرة ومش بشوفك ،مابطلتش ادعيلك واحبك .....
احاط وجهها بين يديه بنظرة يملأها الشوق والعشق ولم يتحدث بل قالت عيناه كل شيء ......
**************************
في الصباح الباكر ....
مرر انامله برقة على وجهها حتى استيقظت بعد فترة وابتسمت تلقائيًا وهي تنظر له بحب :-
_صباح الخير
ابتسم ابتسامة واسعة وهو يُجيبها بنظرة سبحت بعشق في وجهها :-
_ صباح كل حاجة حلوة في الدنيا
اعتدلت في فراشها ثم تذكرت شيء ...قالت :-
_ أنت كنت فين امبارح الفجر صحيح ؟
اتسعت ابتسامته أكثر وهو يضع يده خلف رأسه ..قال :-
_ كنت بصلي القيام والفجر في أوضة الولاد واطمنت عليهم كمان ، ودعيت كتير أننا نتصالح ..وربنا استجاب لدعوتي الحمد لله ...
اشتبكت نظرتها بنظرته لفترة طويلة ، نظرة تبث كل عشقهم لبعضهم .....
****************************
فتح باسم باب مكتبه في الشركة بوجه مبتسم بعد اتصاله لرجل الأعمال الشهير ...مراد غالي ...وقد استوضح منه معلومات كثيرة واتفق معه على كل شيء ولو أن ما سيحدث سيزعج عمر قليلا ولكن لا وقت لمراعاة ما يزعج صديقه الآن ....فهدفه الرئيسي إبعاد الخطر عنه بشتى الطرق .....
جلس أمام مكتبه ثم فتح البريد الالكتروني الخاص به حتى لاحظ وجود رسالة قد أرسلت منذ دقائق من الايميل الخاص بمراد غالي يوضح فيها بتنفيذ ما تحدثوا فيه بالأمس وسيأتي خلال يومين إلى القاهرة ....
ابتسم باسم بانتصار ثم رفع هاتفه لأحد الصحفيين ليخبره أمرًا ما ...
*****************************
نهضت ليتلي وأمرت الخدم أن ينظموا الفطور اليوم بغرفة فريدة وذلك سيكون يوميًا حتى لا يشعروها بوحدتها وتتبدل نفسيتها أكثر من ذلك ....وهذا ما لاحظته ليالي وهي تطعمها بيدها بعد أن اصرت على ذلك مما جعل عمر متلهفا لعانقها بمحبة عميقة جالت بأغوار قلبه وروحه ....
كان فهد يتذمر لابسط الاشياء أثناء الافطار حتى أخذته كريمة لتبديل ثيابه التي اتسخت من القاء الطعام على آدم ...
قال عمر بتعجب :-
_ انا ليه دايمًا شايف فهد عصبي وعنيف كدا !!
جلست ليالي بتنهيدة حزينة وقالت موضحة بألم :-
_ لما كنت بتعالج بعد العملية ، العلاج اللي كنت باخده وكل مراحل العلاج اللي مريت بيها كانت بتأكد أن الطفل اللي هيجي مش هيبقى طبيعي ...
تابعت ببكاء :-
_ بس انا كان نفسي فيه وماقدرتش أنزله ، فضلت ادعي ربنا كتير واتوسل أنه يجي معافي ، وفعلا جه سليم بس اعصابه ونرفزته مش طبيعية وللاسف الدكاترة برا قالولي هتزيد مع الوقت .....فهد مش عصبي ، فهد تعبان 😢 هو غصب عنه ،عشان كدا مش بقدر اقسى عليه ...
أغرورقت عين آدم ثم ترك مقعده وركض للخارج ...
اضيقت عين عمر من الألم لأبن قلبه الذي يعاني دون علمه وقال عندما لاحظ مراقبة ليالي لآدم وهو يركض للخارج :-
_ آدم حب فهد أوووي ، هو رايحله على فكرة
لم ينتبهوا لفريدة الذي سقطت دموعها بعجز ثم لمحها كلا من عمر وليالي وهي ترفع اصبعها المرتعش للسماء وتتوسل إلى الله بدعاء صامت ، عجزت أن تنطقه ...
نظرت ليالي بابتسامة رغم دموعها وقالت لعمر :-
_ أهي الدعوة دي كفيلة أنها تطمن قلبي على ابني طول العمر
نظرت لفريدة بحب وقالت :-
_ ماتبطليش دعا ليه يا ماما عشان خاطري
هزت فريدة رأسها بنظرة تأكيد وابتسامة بالكاد استطاعت أن تظهرها ....
أخذ عمر يد والدته وقبلها بحنان ...وقال :-
_ ربنا ما يحرمنا منك يا ست الحبايب 💝
*****************************
بحث آدم عن فهد حتى وجده أمام المسبح يجلس شارداً وهو يسعل قليلا .....اقترب منه آدم ثم جلس بجانبه بعد أن مسح عيناه من الدموع ....ربت على كتف فهد بحنان حتى تذمر الآخر ونفض يده بعيدًا ، كرر آدم هذه المحاولة مرة أخرى مرارا وتكراراً حتى دفعه فهد بشراسه جعلت آدم يسقط في مياه المسبح مما جعل فهد يذعر وصرخ عاليًا ، صرخة مدوية جعلت الحرس يأتوا راكضين إلى المسبح ثم عمر وليالي الذي سقط قلبهم من شدة صرخة فهد المدوية .....
اتسع عين عمر وليالي بذعر حتى ابعد الحرس بعيدًا واخفت ليالي وجهها بطرف حجابها وهي تصرخ بذعر ، والقى عمر نفسه داخل المياه ليجذب آدم إلى الأعلى ...
رفعه على حافة المسبح والتقطته ليالي برعب وهي تحاول افاقته ......
ضغط عمر على معدة آدم عدة مرات حتى شهق آدم وأخرج ما في جوفه من مياه وبدأ يستفيق .....
انتفض فهد وهو يقف مذعورا ومنزوياً حتى رمقته ليالي واقتربت منه بغضب ...قالت ببكاء :-
_ ليه بتعمل كدا في أخوك يا فهد ، انا متأكدة أنك اللي عملت كدا
تهته فهد وهو يبكي ولم يستطع التحدث فهو لم يقصد ذلك حقًا ...اعتدل آدم قليلا بعد أفاق وقال بلهاث :-
_ انا اللي ..وقعت ..يا ماما
رغم نوبة الدوار الذي يشعر به ولكن نهض لينقذ أخاه من غضب والدته ليالي ...ضمه بقوة وقال :-
_ هو ما عملش حاجة ..ماحدش يجي جانبه 😢
استقامت ليالي وبين بين الصدمة والدموع والفرح واختلطت مشاعرها مابين كل شيء ...
ارتعش جسد فهد وهو يبكي بحرقة في احضان آدم ولم ينفر منه مثلما كان يفعل في السابق بل تثبث به كأنه يؤكد أنه لم يكن يقصد أن يدفعه في المياه ومدى الرعب الذي شعر به ....
اقترب عمر من ليالي بعد أن أضرف الحرس لمقاعدهم بالخارج ثم وضع يده على كتفها بنظرة اطمئنان وبسمة حانية ....قال :-
_ يظهر أن دعوة أمي كمان استجابت
مسحت دموعها ثم اقتربت من الصغار وضمتهم بقوة هما الاثنان وقالت :-
_ اوعوا تسيبوا أيد بعض ابدًا ، انتوا اخوات ومالكوش غير بعض في الدنيا ....يمكن ماتفهموش كلامي دلوقتي بس هتفهموه بعدين .....ربنا يحنن قلوبكم على بعض يااارب
*********************
أخذت ليالي آدم ليبدل ملابسه المبتلة ثم خرجت وهو بيدها وذهب ليلهو غرفته ...
انتظره فهد وابتسم عندما رأه حتى ابتسمت ليالي لذلك ثم تركتهم مع بعضهم .....
ركض فهد إلى آدم وقال بابتسامة :-
_ تلعب معايا 😊
هز آدم رأسه بقوة :-
_ مااااشي 😁
راقبتهم ليالي من بعيد وارتفعت ضحكتها وهي ترى فهد هكذا ثم ذهبت لعمر في مكتبه ......
********************************
دلفت إلى المكتب بوجه مبتسم واستقبلتها يداه الذي فُتحت تلقائيًا عندما شعر بها وهو أمام شرفة مكتبه ، حتى ركضت إليه بسعادة وارتمت بين ذراعيه ....
_ الحمد لله ، الفجوة اللي بين آدم وفهد مابقتش موجودة زي الاول ، كان موقف صعب بس كان سبب
اجابها عمر براحة :-
_ كل بلاء جواه جزاء ، ما تقلقيش على فهد من آدم ، آدم حنية الدنيا فيه
قالت بدون أن تعي :-
_ سبحان الله ، اللي يشوفه ما يقولش انه ابن هشام
تبدلت تعابير وجهه حتى ابعدها عنه وقالت معتذرة بعد ان ادركت ما تفوهت به :-
_ مش قصدي يا عمر والله ، انا آسفة
انعقدت تعابير وجهه بحدة وهتف بها :-
_ آدم ابني انا وبس ، يمكن مش من صُلبي ،بس ابني اللي ربيته وسهرت جانبه وهو تعبان وحته مني ، ده نن عيوني ، مش عايز اسمع الكلام ده تاني
ضمته بقوة وهي تتأسف وقالت بندم :-
_ طبعا ابنك ، وابني انا كمان واللي هيقول غير كدا هخنقه بإيدي
زفر بضيق وهو يربت على كتفها ثم قال :-
_ مش عايز اعذبه دلوقتي واقوله على الحقيقة ، لما يكبر اكيد هيتفهم الموضوع أكتر من دلوقتي ...
وافقته بقوة حتى ابتسم بمرح وقال :-
_ ناس ماتجيش إلا بالعين الزرقا😂
سمع صوت ضحكتها وهي بين ذراعيه حتى اشتد ضمته عليها بقوة وحب ...
*****************************
في اليوم التالي ....
اتسعت ابتسامة باسم وهو يقرأ الخبر الذي انتظره منذ مكالمة أمس مع مراد غالي .....وقال:-
_ كدا تمام أووووي ، بداية النهاية يا تامر
صدح صوت الهاتف وتلقى المكالمة بتوقع عندما سمع صوت عمر الغاضب :-
_ ااااايه اللي قريته في الجرايد ده يا باسم ؟؟!!!
تظاهر باسم أنه لا يعرف شيء ...تساءل:-
_ انا مش بقرأ جرايد يا عمر ، قريت إيه ؟
هتف عمر بغضب :-
_ دمج إيه اللي بين شركاتي وشركات مراد غالي !!!
انا هكلم مدير التحرير وهوديهم في داهية
قلق باسم ثم قال بهدوء ليمتص غضب عمر :-
_ اهدا بس وهنعرف بالراحة إيه اللي حصل ، وعلى كل حال ده اعلان وبروباجندا لينا ببلاش ، مش خسرانين حاجة ، خبر زي ده حتى لو بالكدب هيخلينا التوب في السوق ، ده مراد غالي مش أي حد .....
تعجب عمر من هدوء باسم وقال بحيرة :-
_ لولا أني عارفك وواثق فيك كنت قولت انك اللي ورا الخبر ده ، مالك هادي كدا ؟
قهقه باسم وقال :-
_ طب وانا هتعصب لييييييه ، انا هشوف دلوقتي ايه اللي حصل ، وهتواصل مع مكتب مراد غالي وهنعرف الموضوع اصله إيه ....مش هخسر شيء ....
وبعدين انت عرفت ازاي هو مش انت المفروض في اجازة ؟
تحدث عمر بحدة :-
_ انا بتابع الشغل وانا هنا في البيت وكل طفرة بعرفها ، ماتفتكرش عشان في اجازة اني ناسي الشغل ...بس عموما شوف الموضوع ده وكلمني ...
وافق باسم بمراوغة ثم انهى الاتصال بابتسامة منتصرة ..
*****************************
انهت ليالي أيضا الاتصال الدولي الذي أجرته منذ أن استيقظت على عصبية عمر أمام جهاز اللاب توب صباحًا حتى هاتفت مكتب مراد غالي وأخبرها أنه سيأتي في خلال ٢٤ ساعة إلى القاهرة وقد رتب أموره على هذا الاساس ......
جلست بجانب عمر وقالت بحيرة :-
_ حاجة غريبة ! ، مستر مراد مافهمتش منه حاجة غير أنه جاي مصر بكرا ، يبقى اكيد كان حاجز قبل كدا كمان ، وقال هيفهمني كل حاجة لما يوصل .....
ضيق عمر عينيه بدهشة :-
_ في حاجة غريبة بتحصل ، انا مش فاهمها !!
ارتبكت ليالي عندما تذكرت حديث باسم في الهاتف وبدأ الأمر امامها يتضح ، فما من شيء يجعل هذا الرجل الفائق الذكاء المدعو بمراد غالي يأتي إلى هنا خصيصا إلا إذا كان شيء كبير وشديد الأهمية ....
انتبهت ليالي على نبرة عمر الغاضبة وهو ينظر للحاسوب المحمول وهتف بغضب :-
_ حتى الجرايد العالمية ناشرة الخبر !!! ، وفي جرايد لايمكن تنشر إلا لو متأكدة ....إيه اللي بيحصل من ورايا ؟!!
قالت تطمئنه وهي في أمس الحاجة لأحد يطمئنها عليه :-
_ ما تقلقش ، أكيد في سوء تفاهم ومستر مراد جاي بنفسه عشان يعدله ... مستر مراد لا يمكن يعمل حاجة تضر حد وخصوصا لو انا ....
قدح من الغضب تطاير من عينيه إليها وهو يتأنلها بغيظ حتى ابتسمت بمرح وقالت :-
_ انت هتغير من راجل اد ابويا !
اجابها بعنف وعصبية :-
_ كبير صغير ماتجبيش سيرة واحد وبالذات قدامي
نظرت له بعتاب وقالت :-
_ طب بطل تزعق 😒
ظهر الغضب على وجهه أكثر وقالت هي بغيظ :-
_ لو ما بطلتش تبصلي كدا هرمي نفسي في مية البسين😭
اجابها بسخرية :-
_ بتعرفي تعومي بطلي كدب
ازداد غيظها حتى نهضت وتوجهت إلى المسبح و جذبها هو من يدها بضحكة بعد أن نهض من مقعده :-
_ يا مجنونة
اتسعت ابتسامتها ولكن تفاجئت أنه يحملها ويقترب من المسبح ...هتفت به :-
_ رااايح فين ؟
قال بمرح وضحكة :-
_ مش كنتي هترمي نفسك في المية ، هحققلك طلبك
اندفع إلى المياه وهو يحملها بين ذراعيه غير آبه لصرختها التي امتزج فيها الغيظ مع الضحكة المرحة ....
ارتفعت من المياه ثم أخذت قطرات بيدها والقت عليه بمرح وضحك تشاركوا فيه معًا...
وركض الصغار إليهم يهتفون بضحكات عالية ومرح