رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل السادس6 بقلم شريهان سماحة


  رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل السادس بقلم شريهان سماحة


فى صباح يوم جديد على مائدة اﻵفطار يجلس حسين على رأس المائدة وهو ينظر فى جريدة الصباح ويأخذ بين الحين والأخر رشفه من قدح قهوته الصباحيه 

جلست على يمينه صفيه بعد أن أشرفت مع نعمه على وجبه اﻹفطار الموضوعه على المائدة 

فأنتبه لها حسين قائلا : 

- الاولاد مصحيوش ليه يفطروا معنا 


- بوسبس صاحتها من شويه وهتنزل لأن وراها محاضرات مهمه وتسليم بحث أما حمزة معرفش رجع أمبارح بليل أمتى فخوفت أقلقه يكون ملحقش ينام 


أوما لها حسين برأسه قائلا : 

- عاوز أفاتح حمزة فى موضوع الجواز معرفش مستنى أيه لغيت دلوقتى 


وافقت صفيه زوجها فى كلامه قائله : 

- والله معاك حق ياحاج بس انا كنت كلمته قبل كده فى الموضوع ده من فتره كبيره قالى لما يلاقى أنسانه مناسبه 


قال حسين بصوت هادئ نسبيا : 

- وهو هيلاقى أنسب من خديجة بنت عمه أدب وأخلاق وتعليم غير أنها بنت أخويا 


أبتسمت صفيه وهى تتحدث قائله :

- والله ياما نفسى ياحاج أحنا فعلا مش هنلاقى أحسن منها بس فى نفس الوقت لازم هو اللى يشوفها ويجى يقولنا منقدرش نقوله خد دى ومتاخدش دى 


قال حسين بنبره حزن قليلا : 

- وهو هيشوفها فين دا مخطاش دمياط من لحظه مانقلنا هنا 

ثم غير من نبره صوته سريعا لنبره أمل وهو يبتسم : 

- بس أنا اللى هخليها هى اللى تيجى هنا وتقيم كمان 


أبتسمت صفيه وهى تميل عليه قائله بصوت هامس كأنهم يتداولون سر عظيم لمعركه ما : 

- يعنى هتعمل أيه ياحاج 


تحدث معها حسين بنفس نبره صوتها :

- بصى هى عوزه تيجى تشتغل فى المستشفى العسكرى هتوسط ليها وتيجى تقعد ليل نهار قدامه


ثم ضحك وضحكت صفيه معه لأعجابها بفكرته 


فى حين ذلك كان حمزة يهبط الدرج وهو يحاوط بيده كتفى بسنت الى أن وصل لمائدة الطعام محدثا والدهم ووالداتهم بتحيه الصباح 

- صباح الخير 

ثم قام حمزة بتقبيل يد والده قائلا : 

- أزى صحتك يابابا وحمدلله على سلامتك لما جيت عرفت أنك كنت مسافر لعمى 


قام حسين وهو يأخذه فى أحضانه ليشبع أشتياقه له قائلا : 

- الله يسلمك ياحبيبى أنا بخير الحمدلله ..حمدلله على سلامتك أنت 

ثم جلس حسين على مقعده وذهب حمزة ليجلس على يساره وبجواره أخته بسنت 

بينما قالت صفيه وهى تنظر له : 

- أنا مرضتش أصحيك ياحبيبى خوفت تكون رجعت متأخر من الحفله 


قال حمزة وهو يتناول أحدى قطع الجبن ويضعها فى فمه : 

- لا يا ماما أنا رجعت بدرى مقعدتش كتير فيها مبرتحش فى جو الحفلات 


ثم نظف حلقه قائلا لوالده : 

- بابا كنت عاوز أفاتح حضرتك فى موضوع


أنصت حسين وهو يعطى كامل أهتمامه لحديثه : 

- أتفضل يا حمزة سامعك 


تنحنح حمزة مرددا : 

- عاوز أفاتح حضرتك فى موضوع أرتباطى 


تهللت أسارير حسين وصفيه وكادت الفرحه تمتلك منهم ؛فبحسب تفكيرهم حمزة بحكم وظيفته وطباعه لا يخرج كثيرا ولا يعرف فتيات فبالتالى سوف يختار أحدى بنات عمه للجواز 


فقالت صفيه مهلله : 

- الحمدلله ياحبيبى أنك طمنت قلبى وفكرت فى الجواز أخير 


حسين وهو يحاول أن لا يظهر سعادته الى أن يستمع لنهاية كلامه فقال : 

- ومين بقا اللى أخترتها ولا عوزنا نخترلك 


أجابه مبتسما قليلا : 

- لا يا بابا أنا أخترت ... حضرتك تعرف رجل اﻷعمال يونس علم .. بنته شاهى 


صدم كل من حسين وصفيه ونظر كلا منهما للأخر وعلامات الدهشه ترتسم على وجوهم !!! 


أبتلع حسين حلقه بصعوبه كأنه يبلع جمره لهب قائلا بعد أن أستفاق من صدمته قليلا : 

- وماله أدينى فرصه أسال عليهم وأبلغك النتيجه أن كنا نتقدم أو لا 


قال حمزة بلهفه وإستعجال : 

- بس ياريت يا بابا ده كله يخلص على طول بحيث أكون أتقدمتلها قبل ما الاجازه دى تنتهى


نظر حسين لزوجته بنظره يأس تملكته بأن لا أمل بعد الأن ثم وجه نظراته ﻹبنه قائلا : 

- إن شاء الله 


-------------

داخل الحرم الجامعى 


همت بسنت بالذهاب لجمع من الطلبة داخل إحدى مدرچات كلية التجارة وهى تقول لهم : 

- آيه يا بنات البحث أتسلم للدكتور ولا لسه 

همت بالرد عليها إحدى الفتيات قائلةً : 

- الدكتور قال إنه هيعطى الجزء النظري وهيجي بعده دكتور يشرح الجزء العملي وهيستلم هو البحوث 


قالت بسنت وهي تهم للجلوس علي إحدي المدرجات القريبه تلتقط أنفاسها قائلة :

- الحمدلله إنه لسه مدخلش 


فقالت فتاه أخرى :

- إنتى إيه إللى أخرك ومحضرتيش الجزء النظري ليه يا بوسبس 


نظرت لهم بسنت بأعين دامعه تتلألأ :

- العربيه عملتها فيا وبهدلتنى أخر بهدله وفين وفين لما أشتغلت 


- حصل خير ياحبيبتي الجزء النظرى اهو ممكن تصوريه والعملى لسه هيبدأ 


أخذت بسنت الأوراق وهى تواعد نفسها بإن تستجمع تركيزها فى الجزء العملى لتعويض ما فاتها..ثم همت لكى تشكر زميلاتها بأمتنان 


فى ذلك الحين دخل دكتور الجزء العملى بهيئته الجذابه 

وهو يتصف بهيئة المغرور كليا وجزيئا 

الغرور الذى يقنع صاحبه بأن جميع الفتيات يتحچچن لمحادثته ويسقطون عند إقدامه من نظره واحده منه 

بدأ كلامه بقليل القليل لتعريف ذاته ثم بدأ يشرح مادته بثقه وعلي وجه إبتسامه غرور لتلك النظرات التى تنخرهو نخرا 

ولكن هناك أعين لاتهتم به بل صاحبتها تكتب بهمه ولا تنظر لشخصه 

فكل رجل يستطيع التفرقه بين تلك العيون التى تدعوه فى صمت .. وبين تلك العيون التى تبنى حدود للتعامل مع من يمتلكها


تهجم وجه ألا يكفيه تلك الفتاه التى تخطته بسيارتها بسرعه فائقه ووقفت فى مكان اﻹنتظار الذى خطط للوقف بسيارته به دون أن تتوجه لﻹعتذار منه اﻹمر الذى جعل مزاجه معكرا وهو يتواعد داخليا بأن يثأر لنفسه أذا رأها 

مهلا ..مهلا أنها هى الفتاه ذاتها 

هذا الوجه قد حفر لنفسه مكانا فى قائمته السوداء فلا أحد يتجرأ ولا يعيره أى أهتمام حتى لو نظره هيام فى صمت 

- أنتى ياأنسه .. أيوه أنتى ياللى بتكتبى 


- أنا!! أفندم حضرتك 


- لو مبطلتيش كتابه وبصيتى لشرحى هتتفضلى تطلعى بره .. كلامى مفهوم 

- حاضر يادكتور 

ثم قالت بسنت لنفسها مستغربه تصرفه " أوووف طب فى نقط رئيسيه لازم تتكتب علشان أفهم وبعدين هو عصبى جدا ليه كده دا أكنى قتلت عيلته كلها وأنا معرفش " 

ثم أخذت تنتبه لشرحه وهى تتعمد النظر لحائط الشرح فهى خجوله ولا تستطيع النظر لوجه مباشرا


بعد فتره زمنيه أنتهى من شرح الجزء المكرر لمحاضرة اليوم وأمرهم بتجميع البحوث أمامه حتى يثبت لنفسه أنها مثل غيرها لن تستطيع الصمود أمامه حين تراه من قرب ولكن على عكس المتوقع من جميع الفتيات اللائى يظهرون أنفسهم بفتعال مواقف مقروءه للجميع فترى من تتمايل فى خطواتها .. ومن ترفع صوتها أثناء مرورها من أمامه ومن ترمى نظراتها كدعوه صريحه للتحدث


بينما أتجهت بسنت فى إتجاه بتنورتها الواسعه وفوقها بلوز أنيق لا يشف ولا يبين ملامح جسمها وحجبها المتناسب مع ملابسها وهى مطرقه الرأس تنظر فى أتجاه خطواتها .. قامت بوضع بحثها ثم التفت لتعود أدراجا كما أتت الا أن صوته خرج يحمل غضب الذئب حين تهرب فريسته :

- أنتى يا أنسه ده بحثك 


ألتفت له بسنت قائله وهى تنظر لما فى يده :

- أيوه يادكتور بحثى 


- البحث ده يتعاد تانى .. ده بحث يليق بطالبه فى اﻷبتدائي مش بحث يليق بطالبه جامعيه .. 


أندهشت حين سمعت هذا الوصف فهى كرست نفسها لهذا البحث لمده ثلاثة أيام وأخرجته فى أحسن حال بل متأكده أنه أفضل حالا من بحوث زملائها 


كادت أن تهم بالرد ولكن توقفت فيبدوا أن خطأ ما صدرا منها بدون أى قصد تجاه دكتورها وهى لا تعلمه ويريد معاقبتها عليه أشد العقاب فقرت التحمل لعلها تعرف ما قامت بفعله وأغضبه يوما ما .


--------------

مر أسبوع على هذه الأحداث وكان أهم ما مر به


- حديث حسين لخديجة بعد توسطه لها بأن تأتى كأسبوع أختبار فى المستشفى العسكرى لتقييم كفأتها على أن يبدأ هذا اﻷختبار أول الاسبوع القادم الامر الذى جعل خديجة تحلق فى الفضاء .


- سأل حسين عن يونس علم وعرف عنه أنه ذو أخلاق ورجل صاحب سمعه طيبه على صعيد العمل .. فحاول أن يقنع نفسه أن الزواج قسمه ونصيب ولا يسير كما يتمنى فأبلغ حمزة بموافقته المبدئيه وأن يقوم بتحديد معاد مع الفتاة لتبلغ والداها لزياره عائليه للتقدم رسمى لطلب يدها .


- لم ينتهى غرور سيف عند لا مبالاة بسنت الأمر الذى جعله فى الاوانى الاخيره دائما يستشيط غضبا ويفرغه عليها .


- حاولت شاهى تجميع المبلغ بصعوبه خاصا أنه بدون علم والداها وفى المعاد المحدد بينهم سلمت شاهى المبلغ المتفق عليه لهشام بشرط أن يتركها كما تشاء وأن يحفظ لسانه عن علاقتهم حتى لا يصل الأمر لعمر فيغير فكرته فى الأرتباط بها .


-----------------


فى المساء كان الجميع على أستعداد تام للذهاب لطلب يد شاهى الأمر الذى جعلها تطير كالعصفور ولا تصدق أنها فى الواقع 


- خلاص يابابا نتحرك 

تحدث حمزة بهذه العباره وهو خلف مقود السياره وبجانبه والده وفى المقعد الخلفى صفيه وأبنتها بسنت التى كانت سعيده لسعادة أخيها الذى على بعد خطوه من الأرتباط من فتاة أحلامه كما تظن .


- أتوكل على الله 

قالها حسين وهو يعني التوكل جملة وتفصيلا فأن كان طريقهم خيرا وفقهم الله وأن كان شرا أبعدهم الله عنه وحماهم .


داخل فيلا أو لتجسيد الموقف أفضل فأنه قصر مشيد بأحدث الطراز والديكورات والمفروشات والتحف القيمه 

يجلس يونس علم يرحب ب حسين اﻵلفى وعائلته بعد أن أستقبلهم أستقبال حافل فما يسعد أبنته يسعده غير أن سمعه حمزة فى المجال العسكرى تسبقه وصيت حسين وسمعته الطيبه والمشهوره فى مجال الأثاث على مستوى القاهره وبعض المحافظات كالمعان الذهب الجديد فى علبته 


دخلت مديرة المنزل وخلفها أحدى الخادمات لتقديم المشروبات البارده حيث كانت تشير لها بتقديم العصير أولا لحسين ثم ليونس ثم لوالدة حمزة ثم حمزة وأخير بسنت 


وفى حين الانتهاء من التقديم أمر يونس مديرة منزله بأعطاء خبر لشاهى لكى تهبط لضيوفها 


أومأت له بقبول الأمر وأنصرفت فى هدوء 


بعد فتره وجيزه دخلت شاهى غرفه الصالون الفاخر فى كامل أناقتها وهى تتدعى الخجل لكى تدارى سعادتها التى لا توصف فهى أخير سوف تصبح عروس الرائد طيار حمزة حسين اﻵلفي


كل اﻷعين كانت تتفحصها فى سعاده وكيف لا فهى عروس الليله إلا أعين لشخص واحد أصبحت مفتوحه على أخر حدودها وهى متجمده كالثليج تحدث صاحبها بأنها هى !!!

هى التى كانت فى السياره وكيف ينساها فصورتها والرجل يقبلها محفوره فى ذاكرته الى اﻹبد !!!

وهى دونا عن الفتيات الأخريات أخترها حمزة !!!

أنها هى التى تبتسم كعروس خجول وتذهب فى أتجاه زوجته وأبنته لتحيتهم أنها هى الحقيقه الصادمه له والتى تمكنت منه وأجبرته على الصمت التام المصاحب بالذهول 


فى ذلك الحين أنتهت شاهى من تحية والدة حمزة وأخته ورفعت رأسها للتوجه لتحية والده وعلى وجهها أبتسامه بدأت تتلاشى ببطئ وهى تشاهد أمامها من هو والد حمزة !!!

الفصل السابع من هنا

تعليقات



×