رواية نهاية الخطأ الفصل الخامس 5 بقلم سلمي رامي


 رواية نهاية الخطأ الفصل الخامس بقلم سلمي رامي 

اضطربت لميس وهو يقف أمامها مباشرة مهددا إياها وعينيه مملوءة بالغضب ، امسك بزراعها وبدأ يهزها وهو يقول
... انطقى يالميس ، فى ايه انا معرفوش ؟

لم تجد بد من أخباره فقد كان مصمما على أن يعرف ولم يتركها إلا بعد أن تخبره ما لديها ، فقالت
... هقولك ، بس لو سمحت اقعد واهدا الأول ...

ترك يدها بصمت وعاد يجلس على حافة الفراش مرة أخرى ، أبتعدت لميس خطوتين وجلست على كرسى مقابل له ،
ترددت فى البداية فى كيف تبدأ ثم قالت وهى تنظر للأرض خزيا من اخفائها هذا عنه ، فلم تتعود ابدا إخفاء أى شئ عنه منذ زواجهما ،

... بعد ما نقلنا هنا بيومين ، مامتك طلبت منى اروح معاها عند إيمان ...

اتسعت عينيه لكن بصمت وتركها حتى تتابع كلامها بعدما سأل
... ليه ؟

.. كانت متخيلة أنها لو اتكلمت معاها بهدوء ولوحدهم هتعرف تعقلها وتنهى الموضوع بس طبعا وانت مش موجود ...

... وبعدين ؟

... رفضت ...

... هى مين اللى رفضت ؟

... إيمان ، رفضت تيجى معانا ..

... إحكى اللى حصل بالظبط يالميس ...

فى البداية ترددت ثم شرعت فى قص لقائهما بإيمان بتقطع

*** فلاش باك لأسبوع مضى ***

عندما فتحت الباب وجدت نفسها وجها لوجه أمام والدتها وزوجة أخيها تسندها متمسكة بزراعيها ،

... ممكن افهم ايه اللى جابكم هنا ، انتوا مش عارفين ان فى محضر عدم تعرض ...

قالت لميس ... احنا مش جايين فى شر ياإيمان ، وبعدين أشرف مش معانا ، ميعرفش اصلا أن احنا جايين ...

... والله مش قضيتى ، وانتى بالذات ملكيش مكان في بيتى ...

هنا أجابت والدتها ... انا اللى جايباها معايا عشان مكنتش هقدر اجى لوحدى ياإيمان ، مع انى عارفة انك مش هتقدرى كدة بعد ما بسببك اترميت فى المستشفى ومفكرتيش تسألى عنى ...

... أسأل عنك بعد ما ضربتونى وبهدلتونى وفرجتوا عليا الشارع ...

قالت لميس ... هنفضل كدة نتكلم على الباب ، أمك مش قادرة تقف ...

تركتهم إيمان ودخلت تاركة الباب مفتوح كدعوة غير مهذبة للدخول ،

سندتها لميس لتدخل ، جلستا على كرسيين متجاورين ، وجلست قبالتهم إيمان وهى تقول ..نعم ، عايزين ايه ؟

قالت أمها بحنان ... انا جاية ارجعك ايمان بنتى ...

قالت بتعجب ... نعم يااختى ...

.. عيب ياإيمان ، ارجعى لبيتك ولاولادك ، موحشوكيش ، مبقتش عايزاهم ...

... منا رحتله عشان اخدهم ، مرديش حتى يخلينى اشوفهم ...

... حقه يابنتى ، اللى سمعه عنك مش شوية ...

... واعمل ايه انا دلوقتى ، انا خلاص أطلقت وهو خد العيال ، يبقى خلاص ، اشوف طريقى بقى ...

قالت لميس ... ولادك ياإيمان ، حرام عليكى ، ده بيسألوا عليكى طول الوقت ...

... براحته ، هو انا هتحايل عليه ...

قالت أمها ... طب وكلام الناس ، ده سيرتك بقت على كل لسان ..

... انا معملتش حاجة غلط ، ميهمنيش كلام الناس. ..

استمر الجدال بينهم طويلا حتى وصل الأمر بإيمان إلى أن أنهت الحوار بقولها ... بقولوكوا ايه ، اللى عندى قلته ،مش عاجباكوا ، اتبروا منى ، قولوا للناس انى مش بنتكوا ، و اتفضلوا بقى عشان عندى مشوار للمحامى عشان ورق المعاش ...

رغم توقعهم لما دار مع إيمان إلا أنهم لم يتخلوا عن الأمل بداخلهم ، وقررا أن يخوضا المحاولة ، لكنهما عادتا بدون نتيجة ، واليأس والحزن يخيم على طريقهما .

...................................................

...وكان ليه مشواركوا ده اصلا ...

... منا قولتلك ، مامتك افتكرت أنها هتقدر تخليها تغير رأيها ...

قال بحزن... انتوا بتحلموا ...

قامت وجلست بسرعة بجانبه على الفراش وهى تقول بتلاحق
... لا والله ياأشرف ، دى فعلا بدأت تندم ، وعايزة ترجع لجوزها ولاولادها. ..

التفت لها قائلا ... بتقولى ايه ؟

فقالت مؤكدة ... جت هنا كن يومين ، وقابلت ماما وقعدت تعيط ، وماما خدتها وطلعت معاها تشوف ولادها ، بس ...

.. بس ايه ؟

... جوزها مكانش فوق وحماتها هى اللى كانت مع العيال ، و طردتها لما طلعت ...

... وانتوا كنتوا متخيلين ايه يعنى ، هتخدها بالحضن لما تشوفها ...

ثم وقف وهو يطوف الغرفة زهابا وإيابا بغضب وهو يلوح يمينا ويسارا بيديه قائلا
... واحدة بقت سيريتها على كل لسان ، سمعتها بقت فى الأرض ، عايزة ايه منهم ، ده سنة واحدة وهينسوا العيال اسمها اصلا ، انا لو مكانهم هعمل كدة ...

... بس مينفعش ياأشرف ، كدة هتضيع اكتر واكتر ، على الأقل احنا اللى نلم شرفنا ولحمنا ..

قال بسخرية ... مش اتشطرت و عملتلى محضر ، خليه الحمار جوز الاتنين ينفعها. ..

صدمت لميس من جملته ، فكيف له أن لا يعلم ما حدث ، صحيح أنه لم يتحدث فى الامر من قبل معها ، إلا أنها توقعت أن خزيه من الموضوع جعله يصمت عنه ،
صمتها وعينيها التى انخفضت جعلته يتوقع شيئا آخر فقال
... فى ايه تانى يالميس ...

قالت بتردد ... انا ، انا ، أصل ، كنت فاكراك عارف ...

... عارف ايه ، ما تتكلمى على طول ...

... أصل ، الست صاحبة ورشة النجارة ، اللى هى مرات الواد اللى ، أقصد يعنى ...

فقال محددا ... زينب ؟

.. أه ، هى ...

.. مالها ؟

... تانى يوم كنا عندها ، انا ومامتك ، خالى اتصل بيا بليل واللى أن الست دى راحت لأختك شقتها ، ولقت جوزها معاها فى الشقة ، فضحتها وفرجت عليها الشارع كله ...

جلس أشرف مكانه من صدمته ، فلم تعد قدميه قادرة على تحمل جسده ،

قالت بصوت منخفض أكثر بعدما اشفقت على زوجها الحزين من كل ما يحدث له ... انا اسفة اوى ياأشرف ، انا اللى بقيت على طول ابلغك الأخبار الزفت دى ...

ابتسم نصف ابتسامة ساخرة جدا ... ده عشان محدش برة بيرضى يقوللى ، الكلام بيلف بين الناس وييجى عند صاحبه ويقف ، المهم ، ايه اللى حصل بالظبط ، احكيلى...

قالت بتردد ... التفاصيل مش مهمة ، المهم أن صاحب البيت عايز يمشيها ، بيقول عشان سمعة البيت ، ومفيش مكان تروحه ،هنعمل ايه ؟
تعليقات



×