رواية الارواح المتناسخة الفصل الخامس بقلم دعاء سعيد
شعر آدهم كأنه مسلوب الإرادة تماما ولكنه لايدرى السبب فإنجذابه لحنين ورغبته فى إتمام الزواج بها قد فاق حدود العقل بالنسبة له.. ..فجعله يقبل بشروطها الغريبة والغير معتادة، هذا بالإضافة إلى رفضها أن يقوم السائق بتوصيلها وكأنها لاتريد آدهم يعلم أين ستذهب بعدما تغادر القصر ....
بضعة أيام تفصلهم عن إتمام الزواج ، حاول فيها آدهم التقرب من حنين بالرسائل والمكالمات المتكررة إلا انها دائما كانت تتحدث معه باقتضاب فلا يستطيع أن يغوص فى أعماق تفكيرها ولا يستطيع أن يحدد مشاعرها تجاهه ...
وجاء يوم الأربعاء قبل الزواج بيوم ..وفوجئ آدهم بمجئ حنين للقصر لمتابعة زوجة أبيه كما اعتادت ....فاستقبلها قائلا...
(((أهلا..أهلا..الدكتورة حنين عندنا النهارده..ده القصر نور ..))
فابتسمت له قائلة..
(((ازيك يا آدهم ..اخبارك ايه وازى الحاجة فضيلة النهارده..؟؟)))
اجابها آدهم ...
(((كلنا تمام والحمد لله....وبقينا فى أحسن حال لما جيتى كمان...)))
ردت حنين...
(((طيب كويس...اسيبك علشان اطمن ع الحاجة فضيلة..)))
فقال لها...
(((لا..ماانا هطلع معاكى علشان بعد ماتخلصى فحص ماما ..نتكلم فى تفاصيل بكرة بإذن الله...))
هزت حنين رأسها..
(((ماشى ..تمام )))
صعدا معا إلى غرفة الحاجة فضيلة التى تحسنت حالتها كثيرا وتهللت فرحا عندما رأت حنين....
فحاولت النهوض لالقاء التحية عليها...الا ان حنين بادرت إليها وقبلت جبينها لكى لا تنهض...
قالت الحاجة فضيلة...
(((انتى متعرفيش ياحنين خبر جوازك من الواد آدهم ده فرحنى ازاى !!!...انا خلاص خفيت علشان فرحكم دانا هرقص واغنى فيه كمان ....))) قالتها وهى تضحك
فردت عليها حنين ...
(((ربنا يديكى الصحة وتفضلي فرحانة . .........)))
وأسرع آدهم بالكلام ....
(((لا يا حنين ...انتى متعرفيش الحاجة فضيلة فى الأفراح بتعمل ايه!!! ...بس معرفش ليه كان بقالها مدة معتزلة....)))
ردت الحاجة فضيلة...وهى تنظر لآدهم..
(((علشان مكنش عاجبنى العرايس اللى كل يوم والتانى تدخل عليا بيهم ...حاجة كده ذواق من برا وفضا من جوا ودم سم ، أعوذ بالله ...إنما حنين دى حاجة تانية دى جوا قلبى قبل ماتبقى جوا قلبك......)))
احمر وجه حنين خجلا......
(((انا متشكرة ع ذوقك ياحاجة فض....)))
وقبل أن تتم كلامها ..ردا الحاجة فضيلة ...
(((قولى لى ماما من هنا ورايح....)))
ردت حنين مبتسمة ...
(((ماشى ياماما ....)))
فتابعت الحاجة فضيلة كلامها....
(((بالمناسبة ..آدهم قاللى أن مامتك تعبانة ومش هتقدر تحضر الفرح ...متشيليش هم عرفينا العنوان وأنا هبعت لها عربية مخصوص بالخدم يشيلوها ويجيبوها ع كفوف الراحة ...)))
تجمدت الابتسامة ع وجه حنين وردت قائلة.....
(((مفيش داعى تتعبوا نفسكم ...ماما مش هتيجى لإنها رافضة الزواج ده ....)))
نزلت كلمات حنين مثل الصاعقة ع كل من آدهم وأمه....
ثم تابعت حنين...
(((أنا خلاص اطمنت عليكى ياماما...استأذنك بقى
،آدهم كان عايز يكلمنى شوية ع ترتيبات بكره ان شاء الله...)))
ردت الحاجة فضيلة بصوت منخفض...
(((اتفضلى يابنتى....)))
قبّل آدهم رأس الحاجة فضيلة وغادر مع حنين الغرفة متجهين لغرفته لإتمام الكلام....
قال لها آدهم ...
(((انتى اللى قولتيه لماما جوا ده حقيقى!!!..
مامتك مش موافقة ع زواجنا ....!!!؟؟؟)))
ردت حنين ....
(((أيوة ...وانا هكدب ليه؟؟؟
ع العموم الوقت لسة معاك لو عايز تتراجع عن اتفاقنا.....)))
رد آدهم بتردد...
(((لا مفيش تراجع ولا حاجة ...بس ممكن أحاول..انى...)))
قاطعته حنين ...
(((أنا حاولت كفاية معاها وهى رافضة تماما ومحاولتك مجرد تضييع وقت ....)))
سألها آدهم ...
(((ممكن أعرف السبب ..؟؟؟))
ضحكت حنين بسخرية....
((انت بجد مش عارف ...!!!!
يعنى واحد متجوز ومطلق عشروميت مرة قبل كده ..متخيل انه هيكون عريس لقطة حتى لو أغنى شخص فى العالم .. !!!)))
أثارت كلمات حنين غضب آدهم فهو لم ير نفسه بهذا السوء فى أعين اي من زوجاته السابقات ،بل ع العكس كان دائما يرى نفسه الأفضل فى أعينهن......
فسالها بحدة...
((ولما انتى شايفانى سيئ كده..
قبلتى بالزواج منى ليه ....؟؟؟)))
ردت حنين وقد رفعت حاجبيها ...
(((اولا مش انا اللى شايفاك سيئ ..دى مامتى
ثانيا....انا مش هقولك انا وافقت على الزواج ليه إلا لما انت تقولى الأول ليه كنت مصر أوى ع اننا نتزوج رغم تجاهلى لطلبك أكتر من مرة...؟؟؟)))
سكت آدهم ونظر لها بحيرة فهو نفسه لايجد إجابة ع سؤالها ، ثم قطع صمته ..
(((ماشى يا ست حنين ..اللى تشوفيه ....
المهم دلوقتى انا جايب لك فستان زفاف لبكرة مرصع بالجواهر عايزك تلبسيه.....)))
ردت حنين بحسم... ..
(((آسفة متعودتش ألبس ع ذوق حد ...انا اشتريت الفستان اللى يناسبني وهجيبه معايا بكرة وهلبسه هنا بإذن الله...وآه حاجة كمان ..انا اللى هذوّق نفسى مش عايزة كوافيرات وميكب ارتست والذواق المزيف ده .......)))
رد آدهم ساخرا ...
(((ماشى...اللى يريحك ....
بس ياريت الفستان يبقى أبيض مش زى كل لبسك غامق..)))
ردت حنين بثقة ولا مبالاة من طريقته.....
(((لا متخافش ..أبيض بإذن الله..)))
فى اليوم التالى ...إستيقظ آدهم متحفزا ليوم زواجه العاشر ولكن أحساسه بالأمر كان مختلف عن بقية الزيجات السابقة ..فقد كان يشعر وكأنه سيتزوج للمرة الأولى ..يشعر بسعادة غامرة و قلبه يخفق بقوة ...ذهب إلى غرفة الحاجة فضيلة لتقبيلها واخذ البركة منها فوجدها تصلى ركعتى الضحى ..فانتظرها حتى انتهت ..
ثم قبل جبينها وهى تدعو له بالزواج المبارك ...ثم سألته..
(((متكلمتش مع حنين فى موضوع مامتها تانى ياابنى...؟؟)))
اجابها آدهم ...
(((متقلقيش ياست الكل ..نعدى النهارده ع خير بإذن الله وانا هظبط كل حاجة بعد كده مع مامتها........)))
جلس آدهم فى غرفته يعد نفسه لليلة الزفاف وقد حضر إليه بعض رفاقه لمشاركته فرحته كالمعتاد ...اما حنين فقد حضرت إلى القصر قرابة العصر ومعها حقيبتها التى يبدو أنها تضع بها أشياءها اما الفستان فقد كان احضره للقصر شخصا قبل مجيئها وابلغ الخدم وضعه فى غرفتها دون المساس به ...كان آدهم قد خصص لها غرفة بالقصر لتقوم بإعداد نفسها بها وأخبر فاطمة وخادمه أخرى أن تكونا فى خدمتها
وفى تمام الساعة الثامنة، ارسل آدهم إحدى الخادمات لغرفة حنين للتأكد انها صارت جاهزة ..وبالفعل أخبرته أن يأتى لاصطحابها فى موكب العروس للنزول ع درج القصر وسط الحضور الذين كانوا يريدون رؤية الزوجة العاشرة لآدهم الراوى......
وما إن دخل آدهم ع حنين فى غرفتها حتى سحره جمالها البسيط وفستانها الرقيق وبدأ قلبه يخفق بقوة وهو يشعر انه ع وشك أمتلاك جوهرته الثمينة ...ثم اخرج من علبة قطيفة عقد مرصع بأثمن الجواهر ووضعه حول عنقها وهو يهمس لها ده عقد العيلة محدش لبسه قبل كده غير جدادتى..وانتى بس
نزلا معا ع درج القصر وسط الطبول والزغاريط ونظرات الحضور المنبهرة بالعروس التى تشبه الأميرات فى بساطة زينتها ورقة وشياكة فستانها والعقد المتلألئ حول عنقها...
ثم جلسا معا أمام المأذون وقد اعد عقد الزواج وبه شرطى حنين ..فما إن أتم عقد القران..حتى قبّل آدهم رأس حنين واخذ يدها ليجلسا معا ع أريكة العرس المزينة وسط الزغاريط ..وجاءت الحاجة فضيلة لتقبل رأس العروسين وأخذت تزغرط وتصفق فرحا...
ولم يمر الا نصف ساعة حتى همس آدهم فى أذن حنين للقيام للزفة لركوب السيارة والانطلاق فى رحلتهما معا...
وبالفعل ركبا السيارة معا وسط الطبول والزغاريط...وانطلق آدهم مسرعا بالسيارة وكأنه يريد الهرب بحنين من أعين الحضور.....
انطلق آدهم مسرعا وهو يقود بيده اليسرى ويمسك يد حنين باليمنى وكأنه يخشى أن تهرب منه ...وما هى الا دقائق معدودة ع الطريق كان آدهم يختلس النظر فيها لحنين وفجأة لمح ع وجهها ابتسامة ساحرة لم يرى مثلها من قبل ...فسرح فيها لبرهة واختلت عجلة القيادة من يديه واصطدمت السيارة بجزيرة المنتصف بالطريق...............