رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل الخامس5 بقلم شريهان سماحة


 رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل الخامس بقلم شريهان سماحة

وصل حسين منزله وهو يردد الأستغفار من ذلك المشهد المثير لﻷعصاب والذى يحتاج إلى وقت كبير حتى يستطيع أن يتنساه


رأته صفيه فأقبلت عليه تستقبله مهلله ولكن تفاجأت بوجه مكفر وغاضب وهو يستغفر بصوت تستطيع سماعه


قالت له بعد أن جلس على أحدى المقاعد

- مالك ياحاج قلقتنى .. الحاج حسن وبثينه والبنات بخير


- هما بخير وبعتنلك السلام


- الحمدلله أنهم بخير والله يسلمهم ويسعدهم ..أمال أيه بس اللى مضايقك كده


- تصدقى على أول الطريق الصحراوى وأحنا دخلين القاهرة نشوف بنت وولد قاعدين فى العربيه لوحدهم وتصورى بقا بمخيلتك كانوا بيعملوا أيه


قالت صفيه وهى تجلس بجواره وأدعت الغباء لأن ماتصورته لا يصدق : 

- يعنى هيكون بيعملوا أيه ياحاج ..


نظر لها حسين وهو كظيم الوجه من ردها فقال بنفاذ صبره : 

- بيبوسوا بعض !! .. بيبوسوا بعض وهو مكلبش فيها وشئ أقل حاجه تقولى عليه قله أدب .


صفيه أصبحت بوجه بلهاء فما سمعته لايصدق كانت تراه وتسمع عنه أمام شاشات التلفزيون ولكن أن تلمسه فى الواقع شئ فى غايه الصعوبه على أشخاص يخشون الله ويلتزمون بما حلله ويبتعدون عن ما يغضبه 

فتحدثت أخير بعد أن أستوعبت ما مر به زوجها 

- أستغفرالله العظيم .. ربنا يسامحهم ويغفرلهم ويهديهم دا أكيد عيب تربايه من أهليهم ياحاج 

ثم أكملت بعاطفه معهوده منها تجاهه : 

- قوم ياحاج خد دش هيروق أعصابك ويهديها أنت أكيد تعبان من السفر وكمان من اللى شوفته وأكون جهزتلك العشا


قام حسين وكأنه يحمل على أكتافه حملا ثقيلا قائلا : 

- عندك حق يا أم حمزة ..بس أنا هاخد دوش وأغير هدومى وأنام مليش نفس للأكل .


حزنت صفيه لعدم رغبته فى الطعام فقالت بنبره مغريه لكى يأكل : 

- ليه ياحاج دا حتى عمله صنيه فراخ وجلاش و مهلبيه بالمكسرات


فستغرب حسين لما سمعه فقال بنره سعيده وسريعه : 

- بدال قولتى مهلبيه يبقا حمزة جه صح أصل أنتى مبتعبرناش بيها اﻹ لما يكون هو هنا


أنتبهت صفيه أنها لم تخبر زوجها بقدوم حمزة فقالت وهى تؤنب نفسها: 

- ياخبر تصدق نسيت أقولك لما لقيتك داخل زعلان


فأجاب عليها بلهفه أب متزنه :

- طب هو فى أوضه ولا فين مش لمحه ولا لامح بسنت اللى بتبقا ماشيه وراه منين ميروح زى غفير العمدة


ضحكت مقهقه صفيه وقالت من بين ضحكاتها : 

- غفير العمده أيه ياحاج أه لو سمعتك ..على العموم هى فى أوضتها فوق بتعمل بحث مهم هتسلمه بكره وحمزة نزل يحضر حفله معزوم فيها هو ويوسف


قال حسين مستفسرا : 

- حفله !! حفله أيه دى ؟


- معرفش ياحاج وبعدين أنا فرحت .. قولت أهو يغيروا جو ولا حاجه


قال حسين وهو يهم للمغادره : 

- طيب أنا هطلع أغير وأنام لأن مش هقدر أسهر لما حمزة يرجع بالسلامه


أومأت صفيه له وقالت : 

- نوم العوافى يارب ..وبعدين أنا هطلع معاك أحضرلك الحمام ويمكن تحتاج حاجه أعملهالك


- تمام يلا بينا 

قالها حسين وهما يصعد الدرج هو وزوجته


---------------------

في مكان ما على النيل 

ذات موسيقى عاليه وأصوات صاخبه ومشروبات محرمه و أشخاص عاريه يتراقصون 

كان هذا هو حفل شاهى الذى أعداته تحت إشرافها على أكبر مركب نيلى فى مصر


- أيه ياشاهى أنتى لسه واصله وأنتى مفروض صاحبه الحفل أيه اللى أخرك كده 

قالت شاهى بشئ من العصبيه تحاول أن تداريها تحت إبتسامه مزيفه : 

- سى زفت هشام أتصل بيا وهددنى علشان أقابله لا أما يبوظلى الحفله وطبعا أخرنى بأسطوانته المعهوده وفين وفين لما روحنى وجهزت نفسى وجيت (قصدت بينها وبين نفسها عدم ذكرها للقبله فيكفيها فضائح حتى اﻷن)


شهقت صديقتها سهى فهى على علم بعلاقه شاهى السابقه بهشام قائله : 

- هشام !! طب وكان عاوز أيه أوعى تقولى أنه عرف موضوع حمزة


هزت شاهى رأسها قليلا وهى تقول فى غيظ 

- ياما نفسى أعرف مين الكلب اللى عرفه ؛ تصدقى الزفت بيساومنى على فلوس تانى غير اللى أستنفع بيه طول ماكنا مع بعض


نظرت لها سهى نظره ذات مغزى تحاول فهم ما باداخلها : 

- طب وهتعملى أيه !!


قالت شاهى بنبره أستسلام : 

- هعمل أيه يعنى مضطره أنى أدفعله لإما هيروح يبلغ حمزة ويشوه صورتى قدامه


أنفرجت أسارير سهى وقالت وهى تدارى تلك السعاده بشئ من النصحيه والتوعيه :

- عين العقل ياحبيبتى


لمحت شاهى فتلك اللحظه قدوم حمزة بصحبه يوسف فأبتسمت وحدثت نفسها حين تأكدت من رؤيته بكامل أناقته ووسامته 

" كل مره بشوفك فيها بيأكدلى اللى بدفعه لهشام ده ولا حاجه فى قربك منى " 

ثم أنتبهت ﻹقترابهم أكثر فقالت بلهفه خوف لسهى : 

- طب قفلى بقا حمزة جه


أنهت كلامها ثم أخذت نفسا عميا وزفرته ببطئ لكى تغير مزاجها وترسم على وجها أبتسامه سعيده لرؤياه ثم ذهب تستقبله إلى أن وصلت له وهى ترمى نفسها بين يديه تعرف أن هذا الفعل يضايقه كثيرا فهو يريدها عفوفه ولكن هى تستغل أى فرصه لتكون فى أحضانه .. بين يديه بل تصطنع هى هذه المواقف فى أغلب الإحيان 

- حمزة وحشتنى جدا جدا ..وسعيده أنك جيت


حمزة وهو يبعدها بطريقه طبيعيه للخلف مرددا بأقتضاب : 

- أهلا أزيك ياشاهى


لاحظت هى ذلك فحاولت أن تلطف الجو قائله وهى تنظر ليوسف : 

- يوسف أيه المفاجأه الحلوه دى .. شرفتنى بجد


يوسف وهو يعطى لها شئ ما قائلا مبتسما : 

- كل سنه وأنتى طيبه ياشاهى ..أتفضلى هديه بسيطه


- ميرسى يايوسف كلك ذوق بجد .. 

ثم قالت وهى تشاور على حدود الحفل أتفضل خد راحتك الحفله حفلتك


ضحك يوسف وهو ينظر لعمر قائلا : 

- أهو ده الكلام المظبوط ..سلام الى أن نلتقى يازومه


تابع كل منهما بصمت مغادره يوسف ألى أن قطعته شاهى قائله بضيق :

- أيه ياحمزة هو أحنا بنشوف بعض كل يوم لمقابلتك دى .. دا أنا بقيت بدارى كسوفى قدام يوسف بالعافيه


قال حمزة متهجم الوجه قائلا : 

- كسوفك ! أنتى لو مكسوفه فعلا مكنتيش لبستى الفستان وهو بالشكل ده


قالت شاهى وهى تنظر للفستان عليها بفخر : 

- ماله الفستان ياحمزة دا كل اللى فى الحفله هيتهوسوا عليه


رد عليها حمزة وهو يكاد يمسك أعصابه من أنفلتها : 

- أنتى كل همك أن الناس تتهوس مهمكيش أنه عريان ومبين جسمك كله .. وبعدين تعالى هنا أنتى موعدتنيش أنك تغيرى طريقه لبسك دى


تحدثت شاهى له بنبره برود لكى تستفذه قائله : 

- لو كان عالوعود فأنت كمان وعدتنى أنك تفاتح والدك وتيجى تتقدمولى


تحدث حمزة وهو منفعل قائلا : 

- وأنا لما بوعد بنفذ .. وده اللى كنت ناوى أعمله النهارده أول ما جيت من شغلى بس لقيت والدى مسافر فأجلته لما يجى بالسلامه .


تهللت أسارير شاهى وأبتسمت له متحدثه فى عجاله : 

- بجد ياحمزة وأنا أوعدك كمان أنى هحاول أغير من لبسى والبس اللى يعجبك


أغمض حمزة عينه وفتحهم مره أخره وهو يحاول أن يطول صبره قائلا :

- ياريت ياشاهى يكون أخر مره أكلمك فى موضوع ألبس ده تانى علشان أن راجل مبيحبش يرتبط بأنسانه مبينه جسمها للرايح واللى جاى


قالت بنغج وهى تميل بجسدها عليه كنوع من الأغراء : 

- خلاص بقا متكبرش الموضوع وتضيع علينا فرحتنا أننا هنرتبط وأوعدك أنى هعمل كل اللى نفسك فيه


نظف حمزة حلقه وهو ينظر ليده التى تحمل هدياه قائلا :

- أتفضلى هديه بسيطه نسيت أديهالك


أخذتها شاهى وقامت بفتحها مسرعه وهى تنظر لما فى داخلها : 

- الله خاتم ألماظ تسلملي يازومتى أحلى هديه جاتلى بجد علشان منك أنت .. تعالى بقا نشوف ضيوفنا ونحتفل مع بعض بمناسبه عيد ميلادى وأنك هتفاتح والدك


أومأ حمزة برأسه بالموافقة مرددا وهو يشاور بيده للأمام لكى تتقدمه قائلا : 

- أتفضلي


-----------------


فى منزل حسن اﻵلفي


- يااااحسن ... ألحقنى ياحسن ..يا خديجة يا مى ألحقونى كلكم


هبطت خديجة و مى الدرج سريعا على صوت صراخ والداتهم الصادر من مطبخ المنزل فى حين خرج حسن من غرفه المكتب فزعا على صوت زوجته قائلا لبناته عند نهايه الدرج :

- في أيه يابنات أمكم مالها


- منعرفش يابابا أحنا نزلنا علي الصوت زى حضرتك


- طب وسعوا من سكتى لما أشوف فى أيه !!


دخل حسن المطبخ سريعا ومن خلفه بناته قائلين بلهفه وقلق فى وقت واحد : 

- فى أيه يا أم خديجة !

- في أيه ماما !


أبتعلت بثينه ريقها بصعوبه وقالت وهى ترتجف وتشاور على أحدى القطع الخشبيه : 

- ف..ف..فاااا


لاحظ حسن توترها وخوفها الشديد فقاما بأحتضنها مهدئا لها قائلا : 

- طب أهدى أنا معاكى وأتكلمى براحه


تحدثت بثينه سريعا وهى تحاول أن تسيطر على خوفها بعد وقوف حسن بجوارها قائله : 

- فار ياحاج جوه ضلفة المطبخ دى


أستعجب حسن من حديثها وتركها ليتأكد من صحه ما قالت


فى حين ذلك أحنت مى رأسها في اﻷرض وتركت ﻷذنها مراقبة الموقف


فتح حسن قطعه المطبخ العلويه بهدوء فرأى فى أخرها فأر صغير جدا ويوجد معه علبتين صغيرتين واحده للماء وأخرى للطعام فأغتاظ بشده وقاما بقفلها وهو بات يعرف فاعلها .. 

فالتفت لمى التى كانت هيئتها تؤكد أستنتجه فقال بصوت عالى : 

- مي !!!!


رفعت مي رأسها مضطربه ومرتبكه قائله - بص ياحاج متعصبش نفسك خالص واحده ..واحده وأنا هفهم حضرتك


فقال والدها وهو يرسم أبتسامه مصنعه دليل على طول صبره : 

- أتفضلي ياست الدكتوره فهمينى


- يرضى حضرتك الفأر البرئ ده يشرحوه فى الكليه


تحدث حسن وهو يكز على أسنانه قائلا : 

- أه يرضينى ..اه يرضينى يابنت حسن ياحنينه عرفه ليه لأن ده على أيامنا ولغيت دلوقتى بيضربوه بالشبش ويرموه بره البيت


قالت مى بنبره رجاء : 

- يابابا أرجوك أفهمنى.. ده صعب عليا جدا علشان كده هربته من المعمل وجبته هنا فياريت نعامله بالرأفه


ذهل حسن من رد أبنته فقال وقد نفذه صبره بعد أن قاما بمسك أطراف شعرها 

وهو يشاور باحدى أصابعه على زوجته :

- والمسكينه دى مبتصعبش عليكى وتستاهل منك رأفه بحالها لما كل يوم تصرخلى بعلو صوتها .. 

ثم أكمل وهو يكز على أسنانه وهو يرجحها يمين وشمال بأحدى يديه وباليد اﻷخرى يشار بها على نفسه :

- وأنا مبصعبش عليكى لما أتفزع يوميا من صراخها دا أنا قطعت الخلف من زمان بعد ماكنت ناوى أخويكم من عمايلك المهببه


ذهلت صفيه حين سمعت حديث مى مع أبيها فقالت وهى تغادر المطبخ وترفع يداها الاثنان وتهبطهم على جانب أرجلها : -بنتك عوزه تشلينى ياحاج ... بنتك جيبالى فار فى البيت بدل ماتجبلى عريس فى ايدها تفرح قلبى بيه ياحاج


فى ذلك الوقت كان خديجة تحاول أن لا يصدر صوت لضحكاتها وهى تضع كف أحدى يداها على فمها


أما حسن فقال متوعدا لمى وهو يشد من قبضته داخل شعرها : 

- الفوضى دى تتنضف فورا ؛ ولو مامتك أشتكت منك تانى هكون موافق على أول عريس يخبط على الباب ومجوزهولك ومن غير ماتشوفيه كمان 

ثم أكمل يثأر منها قائلا : 

- وتشوفيه ليه دا كفايه أنه هيرتبط بيكى وبمصايبك وكمان هتكون أمه داعيه عليه ليل نهار


قالت مى سريعا كى يتركها والدها من قبضته : 

- حاضر يابابا .. حاضر بس سيب شعرى أرجوك


تركها حسن فقبل أن يؤلمها فهو يؤلم قلبه ولكن مصائبها فاقت الحد فقال وهو يغادر المطبخ بنبره صارمه : 

- يلا دلوقتى حالا


أشارت برأسها دليل على موافقتها وتابعت مغادرته الى أن أختفى فالتفت لخديجة قائله 

- وأنتى بدل الضحك دا ياأختى مش عرفه تقولى كلمتين يهدوا الحريقه اللى قامت دى


خديجة وهى تزيح يداها وتمنع الضحك بصعوبه قائله : 

- بصراحه يكون فى عون ماما وبابا من عمايلك


قالت مى وهى تضع أحدى يداها فى منتصف جسدها : 

- مالها عمايلى ياست خديجة مش أحسن من هياكل الجثث اللى كنتى بتجبهلنا


هرولت خديجة تضحك خارج المطبخ مردده بخوف مصطنع : 

- لما أطلع بدال متقلبى عليا أنا كمان 

ثم تابعت وهى تردد

- يكون فى عون ماما وبابا أيه ..يكون فى عونى أنا قبلهم

هرشت مى فى رأسها بعد خروج خديجة  وهى تتصنع التفكير قائله :

- ماشى يابابا أنا هيكون عريسى أمه داعيه عليه ليل نهار .. علشان أيه ده كله علشان صعب عليا الفار ومستحملتش أنه يتشرح !!!

الفصل السادس من هنا

تعليقات



×