رواية نهاية الخطأ الفصل الرابع بقلم سلمي رامي
... ده متجوز اتنين ومعاه خمس عيال ...
أجابت بيقين ... عارفة ..
التفت لها فجأة وقال ... عارفة ، بجد ، ده كويس اوى ، وانتى هتبقى التالتة ...
... وايه يعنى ، على الأقل أبقى متجوزة راجل مش شرابة خرج زى اللى انا متجوزاه ...
أغمض عينيه وقال بصوت عالى .. يارب صبرنى ...
ثم عاد ليقول لها ليقول ... يعنى انتى مصدقاه ..
قالت ... هو جاى بنفسه وهيقولك كدة ...
رفع أشرف حاجبيه ... لا والله ، وانتى متخيلة أنه هييجى وهو عارف أنى هنا ، ده جبان وابن كلب ، عمره ما يعملها...
... متشتموش ، هو قاللى هييجى ، وأنا مصدقاه ...
تأملها أشرف بحسرة لثوانى بعد آخر جملة لها ، ليست هذه هى إيمان أخته ابدا ، أنها الآن مجرد فتاة منحرفة ليس إلا ،
فقال لها .. وانتى عارفة بقى ياحيلة أمك انه اصلا بصى فى ورشة النجارة اللى بيصرف عليكى منها دى ، وأنا الورشة دى ملك زينب شعلان ،مراته التانية ...
اتسعت عينيها من المفاجأة، كان واضح تماما انها لم تكن تعلم ، فتابع أشرف قائلا ... زينب دى فضل يلعب عليها سنة ونص لحد ما عرف يتجوزها على الغلبانة مراته ، ولو فكر يعمل اللى انتى بتقولى عليه ده ، هتخرب بيت أهله ، هتطلعه عريان ، ويمكن تلبسه حلة وتدخله بيها السجن ...
كانت صامتة تماما وهى تستمع لكلام أخوها والذى بدوره أدار وجهه للناحية الأخرى وقال وكأنه يفكر مع نفسه بصوت عالى
.. بس حلو اوى كدة ، مختوم على قفايا من سنة وكمان جوزك وامك ، تعرفيه من سنة ، واتفقتوا على الجواز ، واجرلك شقة وبيدفع ايجارها ، وبيصرف عليكى ، والف جنيه فى الشهر ....
ثم التفت لها متسائلا ... قصاد ايه ده كله ياإيمان ، طال منك ايه ياإيمان ؟
ارتعبت إيمان من السؤال لكنها قالت وبسرعة
... إخرص خالص ، انا شريفة غصب عنك وعن الكل ...
ابتسم بسخرية وقال ... مش باين يابنت أمى وابويا ، عموما ، ادينا قاعدين مستنيين سبع البرمبة بتاعك ، ولو مجاش وانا عارف ومتاكد انه مش هييجى ، هتقومى معايا دلوقتى والا ورب الكعبة هخلص عليكى مكانك ...
أخذت أمه تنتحب بصوت عالى وبدأ العرق يغطى وجهها ، يبدوا أن سكر دمها بدأ يضغط عليها بالارتفاع أو الانخفاض ،
قال له خاله الذى أصبح غير قادرا على الكلام هو الآخر والذى اتخذ موقع المتفرج فى الامر كله .. يلا نوديها المستشفى ياأشرف ، شكلها تعبانة اوى ...
رفع أشرف هاتفه واتصل بلميس قائلا
... آيوة يالميس ، فاكرة عنوان الشقة ، تمام ، خدى تاكسى وتعالى وهاتى معاكى جهاز السكر والانسولين بتاع ماما ، بسرعة ، سلام ...
وقفت إيمان فجأة ، والتى لم تهتم أو تقلق لزرة بما يحدث لوالدتها وقالت ... لميس ايه اللى هتيجى هنا ، مستحيل تدخل بيتى ...
اعتدل أشرف قائلا وهو يتقدم منها خطوة بخطوة
... لميس دى ، انتى متجبيش سيريتها على لسانك ابدا ، فاهمة ولا لأ ...
... نعم ، ليه أن شاء الله ...
توقف أمامها وقال ... عشان الضافر اللى بتقصه من صباع رجلها بألف واحدة من عينتك ، لميس دى حد نضيف مش زبالة زييك ، واحدة عايشة فى بيتها ، محافظة على أولادها وصاينة جوزها ، حتى أمها ، بتروحلها كل شهر يوم واحد ومبتباتش وعمرها ما اعترضت، بقلب فى تيليفونها الف مرة فى اليوم ، وعمرها ما قالتلى انت بتعمل ايه ، مبتخرجش غير وانا معاها ، اللى زى لميس متتشبهش ابدا بواحدة سافلة ورخيصة زييك ...
كانت كلماته كسياط من نار تلفح سمعها ، أخذت دموعها تسقط على وجهها دون أن تشعر ، لم يهتم بل تابع قائلا
.. ورب الكعبة لو ما كنتى اختى من دمى ، لو ما كان إللى هتعمليه فى وشى انا ، شرفى انا لكنت كلتك بسنانى دلوقتى ، بس خلاص كدة ، الميغة اللى كنتى عايشة فيها خلصت ، هتيجى معايا دلوقتى وهزل أنفاس اللى خلفوكى لحد ما اعلمك الأدب من جديد ، بس ادعى أن مفيش حد يشم خبر عن اللى حصل والا فضيحتك هتبقى بجلاجل ...
..ومين قالك اصلا انى همشى معاك ؟
هم ليرفع يده ليضربها ثانية لكن صوت خاله اوقفه ليلتفت لوالدته التى قد فقدت وعييها تماما ، حاولا ايفاقتها بشتى الطرق دون جدوى ،
لم يكن هناك بد إلا طبيب أو مستشفى ، رفعها بين يديه بجسدها الصغير المنهك وخرج يجرى بها متجها لسيارته ومن بعدها لأقرب مستشفى ، ثم اتصل بزوجته ليخبرها مكانه ، تاركا إيمان فى الشقة والتى لم تبرح مكانها لتطمئن على والدتها ،
دخلت الأم العناية المركزة جراء غيبوبة بسبب انخفاض حاد فى سكر الدم ،
والأدهى والأمر أنه قد علم بوصول استدعاء لقسم الشرطة على عنوان منزله وأنه قد علم أنها المبجلة أخته قد أقامت عليه دعوى بعدم التعرض ، والاستدعاء من أجل أن يمضى المحضر فى قسم الشرطة ،
وليس هذا فقط ، فقد أتاه زوج أخته ثانى يوم فى المستشفى ليرميه بالضربة القاضية والتى أكدت له أن الجميع بات يعرف ما حدث ، قائلا
.. اختك جت وخدت بقية هدومها ياأشرف ، جت وانا مش موجود ،
اختك رافعة عليا قضية طلاق من الأسبوع اللى فات ولسة مستلم الدعوة انهارضة ، مش كدة وبس ، انا عرفت حكاية الشقة اللى أجرتها فى ( )
واللى حصل هناك ، ليه ده كله ياأشرف ، واذاى حصل من اختك المحترمة الشريفة العفيفة ، على اى حال ، انا مبقتش عايزها ، مبقتش تشرفنى ولا تشرف ولادى ، ولا اقدر اامن على شرفى وولادى معاها ،
اختك طالق ياأشرف ، طالق ، طالق ،
ومن هنا وجاى ملهاش علاقة بولادى ، وإلا والله العظيم لأشوف شغلى معاها ومعاكوا ...
صحيح أم أسامة مجرد أمين شرطة ، لكن كان لمعارفه السطوة والسلطة التى تأهله على ايذائهم ، والأكثر عائلته والتى تمتلك أكثر من نصف الشارع تمته،
ثلاثة أيام ووالدته فى حالة غيبوبة كاملة ، واربعة ايام فى غرفة عادية ، ويوم آخر حين فاجأهم الطبيب بأن أطرافها السفلى قد تأثرت بشكل واضح جراء حالتها الصحية ، وقد تتحرك بصعوبة لفترة ، وهى تحتاج لعلاج طبيعى مطول ،
عاد بها أشرف لبيتها ،وتطوعت لميس وسهرت على خدمتها ، فى المستشفى ، وحين عادت ، نقل بعض احتياجاتهم الشخصية لمنزل والدته ، لحين شفاء والدته ، أو هذا ما انتواه حين فاجأته والدته بطلبها أن ينتقل للإقامة معها هو وزوجته وولديه وان يترك شقته المؤجرة إلى شقة والده ،
وافق أشرف لكن مع تأجيل النقل بالكامل لحين انتهاء مشكلة إيمان والتى لم يكن يعلم عنها شيئا منذ دخول والدته المستشفى ، فممنوع عليه أن يقترب منها طبقا لدعوى عدم التعرض التى اقامتها ضده ،
بعد مرور أسبوع كامل ، هدأ فيهم أشرف ولم يسأل عن إيمان ابدا ، فيما كانت لميس تحاول إخفاء ما يصلها يوما بعد يوم عن المهازل التى تعيش فيها إيمان عن طريق أهلها ممن يسكنون فى ( )
وفى يوم دخل أشرف من باب الشقة وهو فى حالة ضيق وغضب حارق ، دخل غرفته وأغلق الباب من خلفه ، تطلعت كل من لميس ووالدته لبعضهما حين أشارت لها والدته لتذهب لزوجها وتتفقده ،
دخلت لميس بعدما طرقت الباب لمرتين ولم يرد عليها ، فوجدته جالسا على حافة الفراش ، شاب ما لكفيه ببعضهما وعينيه فى الأرض
اقتربت منه وهى تناديه بهدوء وتسأله
... ايه ياأشرف ، فى ايه ، مالك ؟
قال بحزن وخزى قد ظهر واضحا فى نبرة صوته ومصاحبا لكل حرف قد نطق به ... انا كنت فاكر أنها هديت ، وأن الموضوع مات ، قلت لنفسى يمكن عقلت وربنا هداها وفضيحتنا هتتدارى ، أتارينى انا اللى نايم على ودانى ، وأن أخبارها وصلت لحد هنا على أخرها ...
... قوللى بس ايه اللى حصل ...
..، الناس بدأت تتكلم ، كانوا بيبصولى بطريقة وحشة اوى ، وأنا مطنش ، وأقول يمكن بيتهيئلى ، لكن دلوقتى ، بدأوا يلقحوا عليا ،
واحد انهارضة شديت معاه قاللى أبقى لم اختك الأول بدل ما هى دايرة على حل شعرها وماشية تخطف فى الرجالة المتجوزين ..
رفع عينيه لها وهو يقول ... شفتى يالميس ، اتفضحت اذاى ، اعمل ايه واروح فين ، وياترى ايه اللى حصل ، وأنا قاعد هنا زى خيبيتها ..
عندما رفع عينيه اليها وجدها تنظر فى الأرض وكأنها تخفى عينيها عنه ، هى زوجته وصديقته ، يعلم ما بها دون أن تقول شيئا ،
فقال ... لميس ، انتى تعرفى حاجة ومخبياها عنى ؟