رواية ليالي الوجه الاخر للعاشق الفصل الرابع والاربعون بقلم رحاب ابراهيم
وكأن القلب انشق ثم سقط
وتجمع حزن الجميع بقلبي فقط
وبحر الدموع يلتهب ببراكين النيران بجنون
ودونت اسمي في مدن الوجع بأسم العاشق المطعون
طعنتها تبدلت بدماء الغدر لدماء الرعب من فراقها
فكيف يستقيم سيف الانتقام وقلبي يُقسم أني أحبها
وقلبي على ما اقول شهيد ....
قالت ما قالته بوجهه ولم تدرك أن العشق أكثر مرض مؤلم وهو ما اصابه ، غامت عينيه بعروق حمراء تنذر بدمعة يقاوم جاهدًا حتى لا تظهر ويظهر ضعفه امامه ، لم يهمه شيء في العالم الآن
هي فقط ، رعبه من فراقها مجددًا ، ليتها ظلت بعيدة
لم ينطق ...غاص في عينيه ليبث لها حنينه واشواقه وسيل المشاعر التي غرق بها ، قال ببطء :-
_ كانسر ؟
بلعت ريقها بصعوبة عندما شعرت بصدمة وحزنه الذي لم تصدقه أن يوجد رجل سيتألم لأجلها هكذا ...اجابت :-
_ بس الدكتور طمني وقال أن لسه ما تعداش مرحلة الخطر وهعمل عملية قريب ، وكمان عايزة احكيلك موضوع امل اختي وتعرف كل اللي حصل
اتسعت عينياه عليها أكثر وتجمدت اوصاله من الألم حتى لاحظت هي سرعة تنفسه مما يظهر سرعة دقات قلبه بقوة ..قال بقوة ممزوجة بدفء عاشق يقاتل من اجل حبيبته :-
_ انا مافيش شيء يشغلني دلوقتي غيرك انتي ، هشام وأمل ماتوا ، احنا هنتجوز دلوقتي ، ومش هسيبك لحظة واحدة ، مش عايزك تخافي وانتي معايا ، انا قلبي ماتكتبش غير ليكي ،انا مابحبتش قبل كدا ابدًا بس عشقتك انتي ، انتي وبس ، انا ليكي انتي وبس لو لآخر نفس في عمري
اطرفت عيناه وقلبها يحلق بسعادة ونظرت للاسفل بخجل وقد اشتعل وجهها احمرارا حتى نظرت حولها بحرج من العيون المسلطة عليهم ..
اتى المأذون بعد قليل وتم كتب الكتاب ليبارك لها عم محمد بسعادة وقال لعمر :-
_ لولا الظروف اللي انتوا فيها كنت قولتلك اعملها فرح ، بس على ما عيلتك تعرف ليالي هخليها عندي يابني ، دي الاصول
ظهرت تقطيبة على وجه عمر وقال :-
_ اظن بعد كل اللي حصل ده انت اتاكدت أن محدش هيخاف عليها ادي ، بس لازم تيجي معايا عشان في مواجهة لازم تحصل والكل يعرف انها بريئة ، ومتخافش يا عم محمد انا عارف الأصول وايه اللي ينفع وايه اللي ماينفعش
فهم عم محمد مقصد عمر الغير مباشر وقال :-
_ خلاص يابني انا مطمن عليها ، وهي مراتك دلوقتي ، خدها بس تكون عندي النهاردة
وافق عمر ثم أخذ ليالي من يدها ولم تفارق عيناه وجهها الحبيب ثم ذهبوا بالسيارة في وسع الطريق ....
وضعت ليالي آدم على قدميها وابتسمت لوجهه النائم ثم نظرت لعمر الذي تاهت نظرته بوجهها ثم نظر للطفل وابتسم بمحبة ...
اخذ يدها بين يديه وربت عليهم بحنان أربكها ثم ابتسم لها بمكر وقال :-
_ الف مبروك يا عروستي ، الف مبروك يا حبيبتي
ابتسمت بخجل مرة أخرى وقالت :-
_ الله يبارك فيك يا عمر
نفسي تسمعني بقى ،انا عايزة اقول كل حاجة
قال بهدوء مجيبا عليها :-
_ قولي كل حاجة ، انا عايزك تبقي مرتاحة وبس
بدأت تخبره بكل ما حدث ..
******************************
وقفت السيارة أمام القصر وراقبت ليالي ملامح عمر المصدومة وهو ينظر للفراغ أمامه بذهول وقال ببطء :-
_ هشام ، معقول هشام يعمل كل كدا ، انا مش مصدق
مسحت ليالي دموعها وقالت :-
_ دي الحقيقة ، انا ماكنتش عايزة اواجهك بيها غير بعد ما اعمل العملية ، بس لما شوفتك حسيت أن ماينفعش اخبي أكتر من كدا ، خايفة أدخل العملية ما أخرجش يا عمر ...
اقترب منها وقبل رأسها بحنان ولمعة الخوف تغزوا مقلتيه ...قال بدفء :-
_ هترجعيلي ، انا عارفة حبيبتي دايما قوية وعنيدة ، وغير كدا ربنا عادل أووي يا ليالي
ارتبكت من نظراته القريبة لها ثم قالت بخفوت :-
_ احنا وصلنا
ترجل من السيارة وهي معه ، ضم اناملها بيده ثم دخلوا من بوابة القصر .........
نظرت للامام ولأركان المكان الشبه مظلمة وانقبض قلبها فجأة ، ثم صعد بها إلى غرفة والدته وقبل أن يصل ضمها بقوة وقال بهمس :-
_ انا هدخل قبلك وبعد كدا هاجي اخدك ، لو أمي رضيت عن جوازنا هبقى اسعد انسان في العالم ، وهقولها كل اللي حصل ، هدافع عنك بكل قوتي ...
لامست اناملها يده على وجهها وقالت وقد فهمت أنه بدأ حربه مع والدته التي يبدو أنها لن توافق بسهولة على هذه الزيجة :-
_ مستنياك
نظر لها نظرة طويلة ثم قال بثبات عندما أتت الخادمة كريمة وبيدها المشروب الساخن الخاص بفريدة وأشار لها حتى تتوقف :-
_بعد ما تدخلي لولدتي خدي ليالي يا كريمة عشان ترتاح شوية على مارجع ، وديها اوضتي
أومئت الخادمة بالايجاب ثم دلفت لغرفة فريدة ووضعت لها المشروب الساخن على المنضدة وخرجت مرة أخرى ...
وقف عمر ينظر لوالدته بنظرة قوية فهمتها فريدة في الحال .....
******************************
قالت الخادمة كريمة وهي تشير لليالي بدخول غرفة عمر بعد أن أخذتها من الممر المؤدي لغرفة فريدة ..ثم قالت :-
_ اتفضلي يا انسة يا ليالي
نظرت ليالي للفتاة التي تنظر لها نظرات مستاءة ثم قالت بايضاح :-
_ انتي بنت عمي صلاح ، صح ؟
اجابت الخادمة كريمة بضيق :-
_ ايوة
ابتسمت ليالي وقالت :-
_ على فكرة انا وعمر اتجوزنا على سنة الله ورسوله ، يعني مالوش داعي بصتك دي ، انا عارفة أن وجودي هنا غريب عشان كدا مش هلومك
ابتسمت كريمة وقالت معتذرة :-
_ انا اسفة ماتزعليش مني ، بس احنا اتربينا على كدا ، والف مبروك يا انسة ليالي والله فرحت عشانك ،انا كنت خايفة عليكي انا وابويا أوووي
ثم نظرت للطفل بين يديها وخجلت أن تستفسر أكثر من ذلك :-
بادلتها ليالي البسمة وقالت متجنبة تطرق الحديث بأتجاه الطفل :-
_ لأ مش زعلانة لأنك صح ، وطمني عمي صلاح عليا ، وكمان مالوش داعي كلمة انسة دي احنا أخوات
تألمت ليالي عندما نطقت هذه الجملة ولكن استعادت ثباتها سريعا حتى قالت كريمة مبتسمة :-
_ ماشي يا ليالي ، هستأذن انا بقى عشان شغلي
أوقفت ليالي بأستفسار وقالت :-
_ هي والدة عمر فيها إيه ؟ حاسة أن في حاجة ؟
اجابت كريمة بتقطيبة على وجهها :-
_ من ساعة هشام بيه ما مات وهي مابتنطقش ، يدوبك لسه واقفة على رجليها من قيمة شهر كدا وكمان لازم تستخدم العصاية
تسند عليها ...
تململ آدم بين يديها حتى لاحظت ذلك وتحركت بأتجاه الفراش لتضعه عليه حتى لا ينزعج من حركتها .....استأذنت كريمة ثم خرجت واغلقت الباب خلفها بهدوء....
_ نظرت ليالي في أرجاء الغرفة التي يملئها عطره ، وقد ابتسمت عندما لاحظت ذوقه الراقِ في أثاث غرفته ،حتى الطِيلاء كان يظهر ذوقه الرجولي ....
تذكرت أنها لم تؤدي فرضها فقد فات موعد آذان الظهر منذ فترة ليست ببعيدة ، كادت أن تدلف إلى المرحاض للتتوضأ ولكن قاطعها صوت الطفل بعد أن استيقظ صارخاً .....
اقتربت منه وحاولت تهدأته ولكن رفض الصغير أن يصمت ، خرجت من الغرفة وتوجهت للأسفل باحثة عن كريمة حتى وجدتها بعد بحث دام لدقائق ...قالت :-
_ بعد أذنك يا كريمة ، ممكن تجيبيلي لبن اطفال ، آدم مش مبطل عياط فوق ومش عايز يسكت
اجابت كريمة بابتسامة :-
_ حاضر ، دقايق ويكون عندك
عادت ليالي بإتجاه غرفة عمر ولكن قطع سيرها وجود تامر المفاجئ ، نظر لها بقوة ولفحات الغضب تركض في مقلتيه هتف بطريقة جعلتها تندهش :-
_ بتعملي إيه هنا ؟ انا مش قولتلك ماتجيش هنا تاني وتبعدي ؟!!
وقفت امامه بتعجب وقالت :-
_ بتكلمني كدا ليه !! ، ثم أن عمر خلاص عرف الحقيقة كلها
رفع حاجبه بسخرية وتحدث بأستهزاء جعلها تقلق :-
_ وانتي صدقتيه !!! ، مش قولتلك أن عمر أخطر من هشام مليون مرة ، اهو جابك هنا وبمزاجك كمان ، ماخدتيش في ايده غلوة
أعترضت بقوة على اتهامه ودافعت :-
_ لأ مصدقاه وواثقة فيه ، انا وعمر اتجوزنا النهاردة ، وهيحميني من الدنيا بحالها
صدم تامر من الخبر وكاد أن يخنقها حتى يتخلص من هذا المأزق وقال :-
_ ماحدش هيقدر يخلصك منه بعد النهاردة ، انتي دخلتي نفسك في متاهات انتي مش ادها ،هتشوفي وهتصدقي كلامي
رمقته بنظرة غاضبة ثم ذهبت صعودا لغرفة عمر ولم تشك لحظة في صدق عمر الذي اصبح زوجها الآن .....
********************************
نهض من مقعده بعد أن أخبر والدته بكل شيء ونظرت تحولت للشراسة مرة أخرى واحتدت من الغضب وهو يقول :-
_ هي فكراني صدقتها ورجعت عمر القديم ...الطيب ،اللي كان بيصدقها في كل كدبها ، في كل كلمة تقولها بس انا وفيت بوعدي وجبتهالك هنا وهذلها قدامك زي ما وجعتنا كلنا
رمقته فريدة بنظرة عميقة متشككة في غضبه وفهم هو نظرتها قال بعنف :-
_ مابقتش احبها يا امي ، صدقيني ، انا اتجوزتها عشان اجيبها هنا ومحدش يقدر يتكلم ولا يمسك عليا حاجة ، صدقيني انا بقيت بكرهها
حملقت به فريدة بنظرة غاضبة فهي تعرف أنه يكذب ، اشاح نظرة لزاوية أخرى ...ثم تابع ...
انا هاخدها النهاردة لمركز اشعة عشان اكشف انها كدابة ومش هقولها وساعتها مش هرحمها ......خرج من الغرفة بوجه يملأه الألم ...
ذهب لغرفة أخرى غير غرفته حتى يستجمع شجاعته من الحرب التي فرضت عليه أو بالأخص على قلبه ....
********************************
راقب تامر خروج عمر ثم ذهب لفريدة متظاهرا بالاطمئنان عليها ولكن أراد بقوة يعرف ماذا يحدث وذلك سيبدو على فريدة حتى وأن لم تتحدث ...دخل غرفتها بهدوء وببسمة مصطعنة وقال :-
_ جيت اطمن على حضرتك يا طنط فريدة
راقب وجهها الغاضب بفضول ولكن زفر بضيق فهي قد فقدت النطق ،تابع بتأفف :-
_ طب اقدر اعملك حاجة ؟ انا حاسس انك مضايقة ، اكتبيلي عايزة ايه وانا اعمله
تنفست فريدة بضيق والغضب يصرخ بعينيها ولم تجيب وكأن ما يحدثها ليس له وجود ...
التوى فمه بغيظ ثم قال :-
_ خلاص اسيبك ترتاحي شوية
استدار ليخرج ولكن توقف بصدمة أخرى عندما سمع صوت فريدة بخفوت :-
_ خليك عشان عايزاك في مهمة ولازم تعملها
التفت مرة أخرى واتسعت عينيه بذهول ثم ضاقت مقلتيه مرة أخرى بمكر وهو يراها تنظر لها بغضب يتنفس به الشر والغضب ....
*********************************
غرفة مكتبه تطل على المسبح مباشرة ويفصلهما باب زجاجي خلفه ستائر بيضاء طويلة ...
اغمض جفن عينيه وكأنه يعتصرهم ثم فتحمها بتمهُل وقال بألم مميت :-
_ ماخليتليش طريق تاني امشي فيه ، كل حاجة بتقول أنك كدابة ، آخر فرصة قدامي عشان اصدقك ، لو طلعتي كدابة المرادي كمان عمري ماهصدقك تاني لآخر عمري ، انا كدبت عليكي وكدبت على أمي لحد ما أعرف الحقيقة فين ،، ولو طلعتي بتكدبي تاني يا ليالي هوريكي أيام ماشوفتيهاش حتى في كوابيسك
نبض قلبه بقوة وحقا تألم من مجرد التفكير أنها تكون كاذبة .....
قلبه الآن يئن الماً وخوف من انتظار اكتشاف الحقيقة ،
*******************************
حملق تامر بذهول مما سمعه من فريدة ثم قال :-
_ عندها كانسر !، طب وده حقيقي يعني ولا كدب ؟
اجابت فريدة :-
_ لأ حقيقي ، هي تعبانة فعلاً ، بس ده كله مايهمنيش ، انا اللي يهمني اشوفها مذلولة زي ما وجعت قلبي على ابني
انا ماصدقتش عمر انه اتجوزها عشان يذلها وكل اللي قاله ،هو بيحبها وهيتجنن عليها ونفسه تطلع بريئة ،متعلق بقشاية ممكن تبررله حبه وجوازه منها ، لكن انا مش هسيبها ابدًا
قال تامر متصنعا عدم الفهم :-
_ طب معلش يا طنط ممكن توضحيلي أكتر عشان انا مش فاهم ، حضرتك عارفة انها ما قتلتش هشام عايزة انتقمي منها ليه !!
ردت فريدة بقهر وبكاء :-
_ عشان حرمتني من ابني ، ابني عمره ما ساب البيت غير بسببها ، انا قعدت اكتر من شهر ما اشفهوهش وماشوفتهوش غير وهو جثة ، هي السبب في كل اللي حصل ......، حتى وانا عارفة انها ما اتجوزتهوش واختها اللي حملت منه مش هي ....
تفاجئ تامر من معرفتها بهذا الشيء وغضب بداخله من فشل كل مخططه بهذا الشكل وقال :-
_ وعرفتي منين الموضوع ده ؟!!
اجابت فريدة متذكرة :-
_ لما روحت عندها البيت في مرة لقيت هشام هناك واختها وقعت فجأة وكان في زعيق ما بينهم ، راحوا على المستشفى ، بس انا خليت السواق يمشي وراهم لحد ما عرفت العنوان ، ولما هشام اتصل بيا وقالي انها ولدت شكيت في كلامه لأن ماكنش باين انها حامل اصلا ، روحت المستشفى وسألت كتير لحد ما عرفت أن هشام طلعها من فترة وجابها تاني المستشفى وهي بتولد ، بس قابلتني ممرضة بالصدفة سمعتني وانا بسأل على الاسم وقالت
فلاش باك
هو حضرتك على اسم مدام ليالي
اجابت فريدة وهي بممر المشفى وقالت :-
_ ايوة ، هو انتي تعرفيها
أخرجت الممرضة قلادة فضية وقالت :-
_ السلسلة دي لقيتها جنب السرير اللي كانت نايمة عليه ولسه لقياها من شوية ومش عارفة ازاي محدش شافها ، انا كنت لسه هسلمها للمستشفى هنا ، بس كويس أن حد من طرفها جه
نظرت فريدة للقلادة جيدا ثم فتحت قفلها الجانبي الذي يحتوي على صورة لصاحبة القلادة ...قالت فريدة للمرضة :-
_ بس مش دي ليالي
نظرت الممرضة للصورة النصغرة وحاولت التذكر ثم قالت :-
_ بس دي المدام اللي ولدت ، وسمعت اختها مرة بتقولها يا أمل ، مش عارفة بصراحة في حاجة غلط مش مفهومة
عادت فريدة الى الواقع ثم قالت :-
_ ومحمد حارس الأمن في الشركة ، جالي هنا بعد ما كلم عمر وقالي كل حاجة وعملت نفسي مش مصدقاه ، انا ما يهمنيش ان كانت كدابة ولا لأ ، كل اللي أعرفه انها السبب في بُعد ابني عني وقهرت قلبي دي ، هاين عليا اموتها بإيدي
تنحنح تامر وقال بمكر :-
_ طب بما أن عمر اتجوزها اعتقد ممكن يعرف الحقيقة بسهولة دلوقتي بمجرد ما ......
قالت فريدة وقد فهمت ما يلمح اليه تامر :-
_ محمد قاله انها مش هتعيش هنا غير بعد ما يعرف الناس كلها وهو هياخدها النهاردة ويعملها اشعة عشان يكشف كذبها ولو طلع نتيجة الاشعة أن ماعندهاش حاجة صدقني مش هيقربلها ، انا عارفة ابني كويس ، هينتقم منها وهيكرها ، هو لسه بيحبها عشان عنده أمل أنها تطلع صادقة ...رغم اني شايفة الخوف في عينيه انها تطلع مريضة فعلا .....ده غير أن مش هسمحلها تقعد في القصر اصلا
رد تامر وكتم ابتسامته لدهاء فريدة وقال :-
_ بس ممكن في احتمال بردو أن يكتشف الحقيقة لو اتجوزها
قالت فريدة بغضب :-
_ مش هسمح بكدا ، ولو ده حصل هشككه فيها ، مش هسيبها تاخد ابني التاني مني كمان ، لازم تتوجع زي ما وجعتني
قال تامر :-
_ طب ايه المطلوب مني دلوقتي ؟
نظرت له بشر وقالت :-
_ انا مرضيتش اسأله هيعمل الاشعة فين ، بس عايزاك تراقبه وتشوف هو رايح فين واظن أنت خمنت الباقي ...
قال تامر متظاهرا بالبراءة :-
_ انا بعز عمر جدا بس مش هقدر ارفض طلب حضرتك خصوصا انك امنتيني عليه ، وعرفت المطلوب خلاص واللي عايزاه هيتنفذ
********************************
بعد رضاعة الصغير نظر لها وهو يحرك يديه بمرح ثم ابتسم ابتسامة واسعة جعلتها تضحك له وقالت :-
_هههههههههه شكلك عايز تلعب يا آدم ، اوعدك هجيبلك لعب كتيرررر ،هروح اصلي وارجعلك ياروحي
بدأت في اتمام فرض الصلاة واخذت دقائق حتى انتهت وهي تحمد ربها وتشكره عن ما الت الآمور اليه ........، نهضت وهي تطوي سجادة الصلاة ووضعتها بجانب الصغير على الفراش وهي تبتسم له بحب ...
ثم اقتربت منه بمزاح وهي تضحك حتى امسك الصغير طرف حجابها مما اخل بربطة الحجاب ، قالت متذمرة بطفولية :-
_ ماشي يا آدم ، هأخر الرضعة ١٠ دقايق
ابتسم الصغير وكأنه يعاندها مما جعلها تضحك مرة أخرى من بسمتة المضحكة وقالت :-
_ خلاص مش هأخرها ، ما اقدرش انا على الضحكة دي 💝
وقفت أمام المرآة وخلعت الحجاب لتعيد ارتدائه مرة أخرى واطمئنت أن الباب مغلق ...
أدار عمر المفتاح في باب الغرفة ولم تنتبه ليالي إلى عندما دخل فجأة ورأها لأول مرة بدون حجاب ....
كان شعرها الأسود الطويل يتدلى حول رقبتها الخمرية بتدرج جعلها تبدو ساحرة مع ضي النهار الذي يطل من النافذة من خلف الستارة ، وقف يتأملها بشرود ويتأمل تفاصيل وجهها بعشق فهي الآن زوجته
بلعت ريقها بحياء شديد من تفحصه هذا وتمتمت ببعض الكلمات الغير مسموعة ، اقترب بخطوات بطيئة مما جعل سرعة ضربات قلبها تعلو بجنون و قابلت خطواته المقتربة بخطوات إلى الخلف مبتعدة عنه بخجل حتى التصقت بالحائط ووقف امامها متعمقا في عيناها بقوة ونظرته اربكتها وجعلتها ترتجف ، حاولت أن تتحرك لتبتعد ولكن وضع يديه على الحائط مانعا اياها من الذهاب ....قالت وهي ترتجف :-
_ ال...الطرحة
لاحت ابتسامة على وجهه واجاب :-
_انتي مراتي دلوقتي خايفة اشوفك من غير طرحة ليه ، بس تصدقي شعرك جميل أوووي ، زي القمر
وامتلئت عينيه بشيء جعلها تدفعه بقوة وابتعدت عنه ، ثم قالت وقد اشتعل وجهها بالخجل ثم قالت :-
_ لأ ، مش دلوقتي
ضيق عينيه بغضب ثم اداراها بقوة وقال بشراسة وقد بدأ يطرق الشك قلبه :-
_ خايفة من ايه ، ولا في حاجة مخوفاكي
نظرت له بدهشة وقالت بضيق :-
_ في ايه يا عمر ، بتتكلم كدا ليه
اجاب عليها بقوة وغضب وقال :-
_ جهزي نفسك عشان هنمشي
تعجبت من الأمر وقالت :-
_ طب مش هقابل والدتك ؟!
رد عليها بنبرة غاضبة وعنيفة :-
_ نامت ، مالوش لزوم تقابليها دلوقتي ،انا قولتلها كل حاجة
تعجبت وقلقت من الأمر ولكن لفت حجابها سريعا وأخذت الطفل حينما قاطعها صوته ...
_ سيبي آدم هنا ، مش هينفع تروحي وطفل على ايديكي ، هتقولي للناس ايه ؟!
نظرت للصغير بحيرة حتى تابع :-
_ سيبيه هنا ماحنا هنرجع تاني النهاردة
دق قلبها بخوف ثم قالت :-
_ مش هبقى مطمنة عليه
هتف بوجهها وقال :-
_ مش هتبقي مطمنة عليه هنا !!! ، انتي اتجننتي
نظرت له عاتبة ولم تجيبه فقد لمعت عينيها بدمعة من تصرفه القاسي معها ....
أخذ عمر الطفل أمام عينيها بجفاء وذهب به لوالدته ......
كرهت هذا الشعور من القلق والخوف الذي شعرت به بمجرد أن خرجت من القصر معه بدون الصغير ودخل سيارته وسار بها في الطريق ...
اختلست بعض النظرات الجانبية له ولوجهه الذي يرتسم عليه العصبية والغضب حتى توقف فجأة امام مركز كبير للأشعة والتحاليل ويرافق هذا المبنى مركز كبير للاطباء ذات تخصصات متنوعة ....
قال بهدوء يسبق العاصفة :-
_ هنعمل شوية اشعة عشان نطمن
تعجبت من تصرفه واسلوبه ولكن ارجعت ذلك لقلقه
دلف ألى الداخل وحجز عند طبيب مختص "أستشاري مخ وأعصاب "
وافقها الطبيب عندما تحدثت عن الاعراض التي ترافقها منذ فترة أن هذه الاعراض تنبئ بظهور هذا المرض بالفعل ولكن يظل هذا في النهاية حديث مشتبه به ويجب عمل اشعة للتأكد من ذلك ...
دون الطبيب اسماء الاشعة على ورقة واخبرهم بالمعمل المجاور
جذبها من يدها بقوة حتى ذهب الى المعمل المجاور وتم أجراء الاشعة اللازمة وانتظرها عمر بالخارج في قلق ، خرج الطبيب بعد ان انتهى من الفحص :-
_ ممكن تنتظروا نص ساعة بس لحد ما تكون جاهزة للاستلام
اجاب عمر سريعا وقال :-
_ مش هينفع نستني ، هنرجع تاني بعد حوالي ٣ساعات كدا ، ينفع ؟
وافق الطبيب وقال :-
_ اوك براحتك ، وانا اسفة بس الاجهزة والاستلام هنا بياخد وقت شوية ...
خرجت ليالي معه وقد بدأ الخوف يعانق قلبها بقوة الآن منه وكأن به شيء تبدل ، ليس هذا الذي احبته من قبل
*********************************
وقفت السيارة مرة أخرى أمام منزل جارها عم محمد بالحي الشعبي حتى قُبلت بالهتافات والزراغيد من الجيران وعلمت أن خبر زواجها انتشر بسرعة البرق ، اتت زوجة محمد وقالت بفرحة :-
_ الف مبروك يابنتي ، انا فرحتلك اوووي خصوصا بعد ما عرفت بأمل الله يرحمها ....
بلعت ليالي ريقها بمرارة واجابتها بلطف ثم بدأ الجميع يهنأوها بسعادة ومنهم من واسها بشقيقتها الراحلة والآخر اكتفى بالتهنئة فقط
جلست ليالي بجوار عمر الذي يبتسم برسمية للجميع ونظرت حولها في سعادة حقيقية أنها الآن زوجته أمام الجميع ...قال محمد :-
_ انا عملتلكوا قعدة كدا على الضيق عشان افرحكوا وكمان الناس كلها تعرف وتحس بفرحتكوا
كادت ليالي أن تتحدث لكن جذبوها الفتايات وادخلوها لغرفة اسماء ، قالت أسماء بسعادة :-
_ هنزوقك وهنخليكي زي القمر ، وهتشوفي هنعمل ايه ، يلا ياااابنات 😂👏
ابتسمت ليالي لهم ولم يسمعوا لاعتراضها حتى انبهرت برؤية وجهها بعد الانتهاء ، قالت :-
_ مين دي !!!
اجابت احدى الفتايات :-
_ ده القمر 😂😂😂😂
ضحك الفتايات جميعهم ثم اخرجوها جذبا من يدها للخارج حتى راها عمر وانتفض مكانه ...
راقبته بحيرة من قساوة وجهه ثم قال لها بنظرة قوية :-
_ يلا عشان نمشي
ابتسمت الفتايات لبعضهم ،وشعرت ليالي بالاحراج لظن الفتايات الغير صحيح والمها قساوة نظرته لها والمفترض أن يحدث الضد ...
ادخلها السيارة بعصبية مع هتف الجميع والزغاريد الذي تحاوطهم حتى توقف أمام القصر وخرج من السيارة بعنف .....
قالت بحدة :-
_ انا ساكتة من ساعتها ومش لاقية أي مبرر لعصبيتك دي ،ومارضيتش اكلمك وانت بتسوق لاني عرفاك
وقف أمامها بنظرة شرسة وقال :-
_ لو شوفتك برا وانتي حاطة الهبل ده في وشك تاني يبقى استحملي غضبي
ابتسمت بخبث حتى ارتفعت ابتسامتها الى قهقهة وهتفت بسعادة :-
_ بتغيييييييير 😂👏
دخل القصر وتركها تضحك بجانب السيارة ثم ركضت خلفه بمرح