------------------------------------------------------------------------------------- -------------------------------------------------------------------------------------

رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل الثانى و الاربعون 42بقلم شريهان سماحة


 رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل الثانى و الاربعون بقلم شريهان سماحة

أسند رأسه على زجاج السيارة من جانبه بتعب وأرهاق على ممر به طوال اﻷربع سنوات وعددة شهور كما عرف من رفيق دربه يوسف بعددها ...ترى هل هى تحبه كما يحبها .. ترى هل هى تفتقده كما يفتقدها ... ترى هل هى تنظرة كل تلك السنوات كما كان يدعوا الله أن يجمعه بها لو مره واحده .. ليرجع من شروده بأبتسامة تهكم مرددا لنفسه لما ستنظره .. ما رأته منه يجعلها تفر فر لا ليس تحبه وتنتظره .. على ما ستنتظره على رفع يده ﻹول مره فى حياته لتكون على وجهها هى !!.. على تهمته لها بالدناسه!! لما ستنتظره على أغتصابه لها!! ...
اااااااه على تلك الكلمه التى وجعت قلبى وأشعلت وتر جنون عقلى ونخرتنى نخرا .. وجعلتنى أخلف وصية عمه فى أخر كلمات نطق بها فى حياته لتكون فى أذنه هو " أنا أديتك عينى فخليها عيونك ياحمزة " !!!!
حينها أنساب دمعه من عينيه هما بمحيها قبل أن يشاهدها يوسف السائق بتركيز للطريق أو من والده الجالس بجواره لا يصدق بأنه أمامه فيمد يداه يلمس بها يده كل حين مسح دمعته وهو يؤنب نفسه على عدم حفاظه على أمانته التى سارت بعد ذلك " عيون حمزة " نعم عيونه وقلبه وروحه التى يتمنى أن يراها اﻷن تنتظره !!!
أفاق من شروده على يد والده تربرب على أحدى أكتافه رفع رأسه سريعا ملتفتا له بأستفسار ليجيبه بأبتسامه تجتاح وجهه ولم يفعله من قبل طوال اﻷربع سنوات الماضية إلا فى حضور الحسن والحسين الذى رفض أخباره بهم حتى يراهم بعيونه أولا كى لا يزيد شوقه ..
- يلا ياحبيبى وصلت بيتك 
حينها أبتسم وتملكه الخوف .. أبتسم لسعادته فأخير بعد طول فراق فى بيته على مسافه قريبه من أمه .. أمه التى يسير وينجى ببركة دعائها والتى تحتل قلبه .. قريب من حبيبته التى هى عيونه .. قريب من شقيقته تلك الطفله التى يعشقها رغم مافعلته بجهل وعدم أدراك من جانبها فمزال يعشقها حتى بعد ذلتها ... 
أما خوفه فينبع من داخله من إلا يرها تنتظره حينها حتما كل تلك سنين الأسر والتعذيب لا تعنى له كفراقها !!!!!

هما والده يهبط من السيارة ليتبعه هو بوهن وخوف ليتفأجأ بعدم نزول يوسف ليهم هو ووالده لاجباره بالنزول ليردد هو مبتسما سعيدا :
- هاجى ياعمى وهجيب كمان مى بس حمزة عنده مقابلة دلوقتى أهم مننا علشان كده لما يرتاح هقرفه بزيارتى كل يوم ..
ليفهم حسين مغزى حديثة فأبتسم له مرددا بالموافقه : 
- طيب ماشى على خيرة الله هنستناكم ..مع السلامه 
ليغادر بعدها بسيارته لتتحرك أقدامهم بأتجاه باب المنزل ووالده ممسكا بيده بقوة كأنه لا يصدق أن رأءه أخير بعد كل تلك السنوات واﻹلم ..
ليصدح رنين تنبيه البيت بقدوم أحد على بابه ليأتيهم صوت والدته من خلفه مردده :
- والله أنتم غلبتونى وبتستخبوا فى حتت صعبا عليا .. ومعنتش لعبه معكم اﻹستغمايه تانى ... 
لتهم بفتح الباب مردده سريعا وعلامات الأرهاق تصاحبها اﻹبتسامة الجميلة لﻹعيب تلك اﻷطفال الشقيه :
- استنوا بس هشوف مين وأجلكم نلع...
بترت الكلمه بل بترت جملتها بل تجمد تعابير وجهها وهى ترى شخص شبيه بقطعة قلبها بهيئة مزريه ...
كذبت عينها سريعا خائفه من أن تكون تتوهم لتفيق بعدها على حقيقة مؤلمه تؤكد لها ثانيا بعدم وجوده والتى عانت وعانت وعانت منها كثيرا فى تلك السنوات الماضيه إلى حتى هذه اللحظه التى لاتعلم أن كانت من ضمن حاضرها أو تهيئتها من شددة رغبتها برؤيته .. أفاقتها كلمه زوجها وهو يبتسم مرددا بأسمها " حاجه صفيه " ليرتمى بعدها ذلك الشاب فى أحضانها مرددا بدموعه الغزيرة " أمى " !!!
حينها توقفت دقات قلبها لا تريد العيش بعد اﻷن.. يكفيها تلك الكلمة ان تسمعها من فمه مرة أخرى .. والتى كانت تتمنها وتدعوها من الله حتى ولو فارقت الحياة بعدها ...
حينها عادت لواقعها وهى ترفع يداها تتحسس جسده وتحضنه ..تتحسس شعره وتحضنه وجهه انفه فمه وتحضنه.. أكتافه يداه وتحضنه لتجهش بعدها فى البكاء بعيون بات صاحبها يتوهم بأنه يحلم ليخرج صوتها أخيرا بصوت مرتفع يرتجف وهى تحتضنه بشدة وعدم تصديق :
- أبنى ... أبنى هنا .. أبنى رجعلى .. أبنى رجع لحضنى أخير .. كنت بدعيله ومردش دعائى .. ربنا عارف وحس بقلبى اللى كان بيتقطع فى كل لحظه وثانيه .. عارف أنى كنت عايشة اﻷيام اللى فضلالى بمراره وألم ..
ياااااااااااارب لك الحمد والشكر  يااااااااااارب جميلك ده عمرى مهنساه طول حياتى يارب ...
خرجت منها بفرحه مﻷت قلبها وبسعاده أجتاحتها حامده شاكره لرب السماء كأن قول الله لنا  " لاتقنط من رحمة الله " قول ﻹبد لنا من التسلم واليقين ثم اليقين به....

خرجت من غرفة تحضير الطعام وهى تقلب الطعام ليبرد فى طبقه الزجاجى التى أعددته من أجل أولادها لتتسمر قدماها الحافيه لمساعدتها على الركض بأريحيه خلف أولادها حين يمتنعون عن الطعام وهى ترى عمها وزوجة عمها تحتضن شخص ما وهما منهارين فى البكاء وهى تردد أشتياقها وحبها له ....
ليبتعد الشخص للخلف بأندهاش وفرحه أجتاحته حامدا ربه حين رأها مازالت فى بيته باقيه عليه تريده بعد ما فعله بها ليسمع بعدها صوت الطبق يسقط من بين يداها ليهبط متناثرا بقطعه الزجاجية الصغيرة لمتر أمامها مبتلعه ريقها وهى تحدث نفسها بعدما أتضحت هويته أمام أعينها الجاحظه بأنه هو ... هو... هو بعد طول عذاب ... هو بعد فراق مؤلم .. هو عشقها الغائب .. هو أخيرا !!!
لتتحرك أقدمها الحافيه بخطوة ثم تتبعها خطوه أخرى فوق الزجاج وهى لاتشعر بألمهما ولا الدماء المنسابه منهما .. كل ماتشعر به أقوى من ذاك ... نعم أقوى من ألم جسدها .. فرحة قلبها ! 
لتركض بعدها ليتبعها الهروله فاتحه ذراعيها لا تبالى بحضور عمها وزوجته الذى جذبها من يداها الرافضه لمغادرة ولدها بعد هذا الفراق لتنصاع له أخير مغادرين لﻹعلى .. 
ليلتقطها سريعا بذراعه قافزه على صدره تحيط عنقه بيداها اﻷثنان وهو يقبل كل سنتميتر فى وجهها وشعرها وراسها وجبينها واكتافها حتى فوق أنفها فوق جفنيها المنهمر دموعها بشهقات عاليه وهى تشدد من ذلك الحضن الذى لم تجربه منه نهائيا تشدد لتأكد لنفسها بأنه أمامها ..بل معها فى أحضانها .. بل ملتصقه ألتصاقا به ترد قبلاته له فى وجهه فى جبينه فى اكتافه فى صدره فى كل شئ متاح لها من جسده وهى محتضناه ليأتى على مسامعها صوته مرددا بخفوت وأشتياق:
- أسف ... أتمنيت أرجع بس علشان أقولها .. أسف سامحي....
بتر جملته على رفع أصابعها لتضعهم على فمه تصاحبها هزه خفيفه من رأسها تدل على الرفض لتردد من بين دموعها : 
- وأنا أتمنيته من غير أسف من غير ماسمعها منك .. أتمنيتك أنت وبس !!!!

حينها ضحك بسعادته ولفرحه أجتاحته ونخرته من مكانه نخرا .. فرحه لم يعرف لها مثيل من قبل .. هل هذه الفرحه من ضمن أشعارات الحب أيضا ... أم من بوادر العشق .. نعم هو عشق ليس حب ما شعر به من قبل وفى ايام أسره وهى رفيقته أمام أعينه حتى فى منامه يجعله يعتبر بأنه عشق غير محدد سقف أرتفاعه ليشدد عليها أكثر وأكثر وأكثر متمنيا عدم بعدها عنه بعد اﻷن فيكفيه أربع سنين يكفيه وكفى !!!.. 

لتشعر برخى يداه ليضعها ببطئ أسفل أرجلها ليحملها بعدها متوجها بها ﻹقرب كرسى لهما ليضعها برفق دون لمس أرجلها لﻹرض مرددا بعتاب وهو يرى ماألت أليه جروح قدمها المنسابه من الدماء :
- ينفع كده وأنا إللى كل ما أوعد نفسى معنتش أجرحك أتفاجئ أن وعدى بيختفى

ليصيح بعدها بصوت عالى على نعمة لتجلب له علبة اﻹسعافات اﻹولية سريعا والتى أنصاعت لما أمره فى وسط ذهول شديد أنتابها وعدم تصديق بأن أبن البيت رجع بعد موته .. لينتهى من تعقيم الجروح ولفها بشاش طبى لمنع أنسياب الدماء منها ثانيا ليسمع فى حينها صوت أطفال بجانبهم يرددون بضحكات متتاليه : 
- فين نناه أحنا إللى فوزنا ومعرفتش مكانا....
لتخفض وجهها تفرك يداها بتوتر وأرتباك وهى تراه ينظر لهم بأستغراب شديد وبأستفسار أشد عن هوايتهم وهو يرى تشابهم الشديد لبعضهم والمطابق له !!
هل ؟! هل هما ؟! عند هذة النقطه ألتفت لها سريعا بعينين جاحظه تستجوبها بذهول مردده مع نفسها ..من لقاء ! من مره واحده ! من جرمه بها ! هما أبنائه ! 
لتذرف عيناه ببطئ وهو يراى خجلها لاتستطيع رفع عيناها فى عينيه لتؤكد على أستنتاجه أخيرا !
لم يشعر بقدمه وهو يرفعهم من على اﻷرض من عند أقدامها وهو متوجه بهم إلى الشقيان المبتسمان المغريان بعيونهم الزيتونبة التى طالما عشقها وتمناها فى أبنائه منها ليلتقطهم فى أحضانه بلهفه وشوق وعدم تصديق يصاحبه سعادته المفرطه .. ليهم بالتشديد عليهم بشده داخل أحضانه .. ولوله خوفه لسحق عظامهم اللينه تلك فى عظام صدره مردد وهو يستنشق عبير جسدهم بعشق وحب والدموع منسابه أكثر وأكثر :
- دلوقتى بس .. دلوقتى بس حسيت أن اﻷربع سنين دول مضعوش منى هدر !!!

----------------

صعد بهم لغرفته محتضا أولاده بين يداها وعيونه لاتفارق معشوقته ... صعد يستنعم بحمام دافئ جهزته له زوجته بعد أن حلق ذقنه وبات هيئته كما كانت من قبل ليغط فى النوم وولداه بين ذراعه وزوجته بجانبهم لا تستطيع النوم أو أغلاق جفنيه بعدم التصديق بأنه بعد لليالى ألم وبكاء وقهر وفراق يعتلى معها ذلك الفراش مره أخرى .. بل رجع لتلك اﻹطفال التى كانت تسأل عليه فى الليل والنهار تحتاج له ولحبه مبتسمه حين أفتكرت أندهاش الحسن وسؤاله له بعد أحتضانه :
- أنت بابا صح ماما كانت بتورينا صورتك كل يوم وبتقولنا أنك فى السماء ...
ليتبعه الحسين مردد بلغتت لسانه :
- أنت نزلت أزاى من السما هو انت قوي زى سيدنا حمزة ابن عبد المطلب أحسن عم للرسول 
ليتبعه الحسن خلف جملته سريعا :
- صلى عليه 
حينها ضحك حمزة ولم يستطع السيطره عليها مرددا وهو يرفع يده يمحى بها دموعه : 
- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ... مين حكالكم عنه 
ليسرع الحسين يردد بلغتت لسنه :
- جدو بيحكى لينا عن أصحاب الرسول 
فأسرع الحسن يردد خلف جملته سريعا :
- صلى عليه 
ليردد حمزة سريعا مبتسما بفخر وهو يلتفت لزوجته : 
- عليه أفضل الصلاة واتم التسليم .. أنا طبعا مش زى سيدنا حمزة ابدا .. بس هبقا أركبكم مره فى طياره وتشوفى منها السماء ..
حينها أحتضنا كل منهما عنقه بشدة وبفرحه أطفال تعبر عن سعادتهم المتصاعده فى اﻷزدياد ......

-----------------

مر أسبوع على هذا الوضع شرود حمزة وعدم تصديق الواقع بأنه بات أخير فى بيته مع والديه مع عشقه وله أولاد أيضا المضحكين والمحببين بأفعالهم اللذيذه ولا يكاد يصدق بأن ذلك والده فأنه يشعر برجوعه لطفل مثلهم وهو يراه يلعب ويقفز ويجرى خلفهم وفرحة والدته التى تبث شوقها له كل حين ....
فى ظل زيارات يوسف المتكرره ومى التى لا تصدق ماسمعته أذنها من زوجها داعيه الله أن يعوض شقيقتها ما رأته فى تلك السنوات ...
أما بسنت فكادت تطير طير من شاشه الكمبيوتر عبر فيديو البث لترتمى فى حضن شقيقها أخيرا الذى فارقها وأثر بها لتبات كل ليله بزيادة شوقها له ومازاد فرحتها هو رجوع طريقة حواره معها كما كان أذا غفر لها ذلاتها وذنبها حتى باتت تحلم بلقاءه اﻷن مع وعد زوجها بأنه سينزلا فى أقرب وقت بعد الحصول على أجازه من عمله وأستشارة طبيبتها للسفر فى حملها ذاك ....

--------------

أمرت صفيه الطارق بدخول بعد تصديق كلام الله عز وجل 
لينصاع من على الباب ﻷمرها داخلا مبتسما وهو يردد :
- نعمة قالتلى أن قلب حمزة عوزاه ..
ضحكت صفيه لكلمته فرددت وهى تتلقاه فى احضانها :
- وحشتنى الكلمه دى ياحمزة وقولت زماتك نستها 
أبتعد عنها مرددا ومازالت اﻷبتسامه تنير وجهه : 
- أنسى !! هو حد بينسى قلبه برده يصفصف ..
أبتسمت بسعاده مردده من بينها بهدوء :
- أيوه كده عوزاك ترجع زى زمان .. ترجع حمزة اللى أعرفه ...
محت أبتسامة وجهه مردده بخفوت وحزن ظهر على معالم وجهه : 
- أعذرينى يأامى إللى شوفته وإللى مريت بيه مش شويه !
أسرعت تردد وهى تمسح على جانب وجهه وبألم يجتاحها :
- عرفه ياقلب صفيه هو فى حد يبقا عند اليهود ويكرموا .. ربنا ينجى أخواتنا الفلسطنين منهم والشاب اللى أنقذك إللى هفضل أدعيله العمر كله ...
ردد حمزة سريعا متالما :
- اللهم أمين يارب العالمين 
لتردد صفيه بعدها بحنان وبهدؤء : 
- بس برده زوجتك شافت طول السنين دى شئ مش شويه علشان كده بطلب منك تعوضها وتعوض نفسك متفضلش قافل على نفسك فى وسط حزنك وألمك 
ثم أسترسلت حديثها وهى تمسح على ذراعه بحنان جامح : 
- عيش ياحمزة وأنسى إللى حصلك أو أحتفظ بيه بس مش تخليه يأثر عليك وعلى إللى حوليك ...
حينها أرتما فى أحضانه مرددا بسعاده شديده وبهدوء : 
- دايما بلاقى علاجى عند ياقلب حمزة 
ثم أبتعد عنها مستعيدا نفسه ثانيا مردد من بين أبتسامته : 
- صفصف نفسى فى مهلبيتك 
لتطلق ضحكاتها سريعا بسعاده مماثله مردده من بينها : 
- وأنا مالى عندك مراتك هناك بتعملها احسن منى 
ليهم بأحتضانها ثانيا قبل مغادرته وهو يردد :
- ماشى ياصفصف هروح أقولها 
ليهم مغادرا فى وسط أبتسامة والدته الداعيه لله بأن يصلح حاله مع زوجته الى اﻷبد ........

تعليقات