رواية وحوش لا تعشق الجزء الثاني من ليالي الفصل الاربعون بقلم رحاب ابراهيم
اجتمع الآنين مع الحنِين ..وهي تستنشق عِطر ما بعد الحلاقة يفوح عبر الانفاس وامتزج معه بتعكر رائحة الثرى الذي دهس آنفاسها قبلا ..... والتصاق بعضه على وجنتيها بإختلاط الدموع معه
كانت تنتفض وودت لو تنشق الأرض وتبتلعها وما أسوء من ذلك يحدث لَها .....شعور قاس من الألم يسفك القوة بها ...ويمد بقاع قلبها بطعنات تمزق أي مقاومة أو كبرياء .... رفعت عيناها وكأنها ذبيح ستُحلق رقبته بعد لحظات بحد آثير السيف الحام .....لترى لحن عشق الخلود يمزق عيناه عليها وجثا حتى اسندها بيده كالطفلة ووجه غرق به الحزن والقلق عليها .... انتفض جسدها أكثر وهي تنظر له وتجمع الاضاد بشعورها مابين راحتها بوجوده ورفضها لرؤيتها إياها هكذا ....
رمق الجميع بغضب حتى اسندها لتقف ورغما عنها تقبلت بجسد سيتقبل حتى يد العدو حتى ينهض من الكسرة ...
تأملها وهو يبلع غصة حارقة ركضت لجوفه ثم ازال الثرى من على وجهها بيده .....وسكن وجهها بين يداه وقبّل رأسها بحنان وكأنه وراء ما حدث .....
وقفت تتأمله بدموع عاتبة حتى فوجئت أنه يحملها بين ذراعيه أمام الجميع وخرج بها من الجامعة لتشهق بعض الفتيات مما يروه وكأنها تحولت من الذليلة للأميرة ....
أخذت شروق كتب مريم الملقاة على الارض وذهبت خلفهم ...في حين أن رأت ندى واصدقائها ما حدث حتى ضربت الارض بقدميها بعنف وهي تلعن تلك المريم الذي تنجو كل مرة بطريقة غريبة من مكائدها ....
دفنت مريم رأسها بصدره واخفت نظرها عن الجميع وهي تبكي بقوة والآن حمدت ربها على حضوره بهذا الوقت بالتحديد ....فمن كان الألم ..اصبح الأمل !
وضعها بسيارته بلطف وكأنه يعامل طفلة ترتعب خوفا حتى من النظرات ولحقته شروق قائلة :-
_ كتب مريم يا دكتور ...كانوا واقعين وجبتهم
الف سلامة عليها
هز آدم رأسه ممتنا واخذهم سريعا ثم قاد سيارته وذهب من أمام الجامعة .......
بخطوات السير لم يرى كلاهما أن هذا وقت الحديث فساد الصمت المربك حتى وقفت السيارة أمام المنزل ومثل ما فعل بالجامعة كرره وحملها مرة أخرى ولم تبدي أي اعتراض .......
رمقهم عمر من شرفة المكتب بابتسامة ماكرة ثم أغلق باب المكتب وقال لليالي :-
_ نكمل كلامنا
تعجبت ليالي الذي بدأت الحديث معه للتو وقالت :-
_ هو احنا لسه اتكلمنا ...ثم أنت بتقفل الباب ليه ؟!
جلس أمام المكتب وقال بابتسامة :-
_ عشان محدش يقاطعنا ونتكلم براحتنا .....احكيلك بقى على مكالمة فهد واللي عرفته ...
_____________________________صلّ على الحبيب
دلف لغرفتهم وانزلها على الارض ثم مالبث أن حاوط وجهها الباكي بين يديه وقال مترجيا :-
_ ما تسيبنيش يا مريم ....عشان خاطري ..انا ماقدرش اعيش من غيرك
اطرفت عدة مرات بدهشة وهي تراه لأول مرة يتحدث بهذا التوسل المشترك بين نبرته وعيناه وقالت :-
_ بتحب ندى ؟
أخرج ذلك الظرف من جيبه ومزقه امامها لقطع ثم قال :-
_ انا عمري حتى ما اعجبت بيها عشان احبها ، قسما بالله ما اعرف حاجة عن الرسالة دي ولا أعرف وقعت في ايدك أزاي ولا أعرف مين اللي كتبها ....
تهدج صوتها وهي تدفعها بيدها وبكت من جديد :-
_ أنت السبب في اللي بيحصلي دلوقتي ... الرسالة دي انا لقيتها في الاجندة وقصاد كلامك اللي كتبته بالضبط ، ده غير الكلام اللي مكتوب في هدية ندى ....ما تكدبش عليا ...لو انت بتحبها اتجوزتني ليه ؟!
جذبها اليه وقال بحزن ممزوج بعشق يصرخ برعب من الفراق :-
_ عشان بحبك يا مريم
تجمدت اوصالها وهي تحملق بوجهه حتى تابع بتأكيد :-
_ أيوة بحبك ...من سنين يا مريم .....انتي حته مني ....وبحبك بجنوون
فاهمة يعني ايه بجنون ....يعني انا مجنون بيكي ومش مستعد اخسرك لاي سبب حتى لو الكل وقف قصادي ....
كانت تلتقط انفاسها بصعوبة وقد ارتفع ضغط الدم من ما تسمعه ليتابع مجددا :-
_ الكلام اللي لقيتيه في هدية ندى انا اللي كتبته وشيلت الهدية الحقيقية ولو مش مصدقاني هتلاقي البرفيوم في درج المكتب وشيلي غلاف الهدية وهتلاقي نفس الماركة ....انا عمري ما عرفت واحدة غيرك انتي ..
تابع وقد سقطت من عينه دموعا حارقة :-
_ انا مافيش حاجة فرحتني في حياتي غيرك انتي ...مافيش حاجة خلتني افتح صفحة جديدة مع الكل غيرك انتي .... ماحبتش في حياتي غيرك انتي
اعمل ايه تاني عشان تصدقيني ؟
حملقت به بذهول ولمعت عين عادت للحياة من جديد بعد أن كادت أن تصبح چيفة هامدة بمقلتيها تتحرك لتواتر الرؤى فقط ....دمع العين اصبح لسان الاعتراف لكلاهما
وأن مدَّ الصبر القلب يوما بالتمنّي ... فأن الله مع الصابرة قلوبهم ....ونيل الأماني بدرب الصبر قاطن ...ويتغنّي#روبا
مابين غنج الابتسامة وليل الخوف ...مابين ريح الخريف وربيع الدفوف ...."تشُعر" ...حلقت مشاعرها بأبراج العشق ولكن سيظل دائما خوف التطلع تحسبًا للسقوط ....موجود !
وأي عاشقة تحسبني ؟!
قوية بما يكفي ! ....أم طفلة ونظرة عين تعذبني !
وبحيرة قلبي لما تقارنها بقلبك المحيط ؟!
عاشقٍ سليط ....أنت
وأنت يا أنت احبك ...وانتهى الأمر ...أم انتهى أمري ؟!
#رحاب_إبراهيم
قربه لها كان مربك لحد كبير ...يترقب نظراتها المصدومة ...وتمتمتها الخافته ....اعقب اعترافه بحنين حزين :-
_ اوعي تبقي لحد غيري يا مريم ....هتقدري ؟!
هتقدري تتسمعي كلمة بحبك من حد غيري ؟ .... هتفرحي بيها ؟ ...انا عارف أن حصل اتفاق أنك هتتجوزي بعد الطلاق وشهور العدة ...
جحظت مريم عيناها بصدمة أكبر وقالت :-
_ اتجوز !!! ، مين اللي قالك كدا ؟
لم يتعجب كثيرا من صدمتها فيبدو أن اباها اخفى عليها الأمر بسبب حالتها النفسية فقال :-
_ ده اللي عرفته امبارح بالصدفة من ....والدك
نظرت مريم حولها بذهول وتسارعت أنفاسها بخوف حتى قالت بعد ذلك وهي تتذكر شيء :-
_ امبارح قالي أن في حاجة مهمة عايز ياخد رأيي فيها بس مش هينفع دلوقتي ....أنا ما فهمتش هو يقصد إيه ...وأول مرة أعرف منك الموضوع ده ...
قاطعها بضمة قوية وقال بحدة :-
_ محدش هياخدك مني ....أنتي ليا ومش هتبقي لحد غيري .... حقي من الدنيا دي ....حقي اللي لسه ما اخدتوش كامل ....ومش هسمح أن حد ياخده مني
كانت تبتسم ريثما قال جملته الآخيرة حتى ابتعدت وهي تنتفض ببكاء ...قالت بلوم وحدة :-
_ بقى عشان كدا بتعمل ده كله !! ، عشان حقك !!
تفاجئ آدم بغضبها حتى انتبه لما قاله واغمض عيناه معنفا نفسه بحدة ثم قال يصحح الخطأ :-
_ ماتفهمنيش غلط يا مريم ... انا ما قصدتش اللي أنتي فهمتيه ...لو كنت اقصد كدا ما كنتش هبقى واقف بترجاكي دلوقتي أنك ما تبعديش عني ...
نظرت له بإنفعال وأشارت له بيدها محذرة :-
_ ما تستغبانيش يا آدم ... ولو سمحت أخرج من هنا مابقتش طايقة أشوفك ....أنس كان عنده حق لما قالي أنك اناني وبتحب تمتلك اللي قدامك ، ..... كلامك ده قلته لما حسيت أني هضيع منك مش لانك بتحبني ....ولو ندى ماكنتش في دماغك كان هيبقى واضح في تصرفاتك معاها ...انت مابتحبش تخسر حد ....عايز كل حاجة في إيدك ....وندى عمرها ما هتكتب الكلام ده وانت مافيش بينك وبينها حاجة ....
احتدت نظرته بعنف حتى اقترب منها وصاح :-
_ لأ انتي فعلا غبية .... من زمان مش من النهاردة .... ارجعي سنين ورا وافتكري تصرفاتي معاكي في كل موقف ...افتكري كل حاجة وشوفي مين اكتر مني كان واخد باله منك في كل لحظة عاشها ...... انا في ايدي دلوقتي اعمل حاجات كتير بس انا اكبر من كدا بكتير وكبريائي ما يسمحليش اجبرك على حاجة .... والانسان الوحيد اللي حاربت عشان ما اخسروش هو انتي ...
رقت نظرة بعشق وهمس :-
_ ومش هخسرك أنا متأكد ... مريم ما ينفعش تبقى مع حد تاني غير آدم ....حاولي بس تفكري كدا وهتتأكدي من كلامي ....
خرج من الغرفة صافقا الباب خلفه حتى جلست على حافة فراشها وهي تنتفض من حديثه .... وتجمد عقلها للحظات عن التفكير ......
____________________________ صلّ على النبي الحبيب
اطرفت ليالي عيناها بدهشة حتى قالت :-
_ فهد قالك كدا ؟
هز عمر رأسه بتأكيد وتابع :-
_ فهد ما بيكدبش أنا عارفه ...وبعدين هو مش مضطر يكدب اصلا ... بس مجرد فكرة أنه عمل كدا وعملنا حساب ده خلاني احترمه واسامحه ... وهرتب تحضيرات الفرح على ما يرجع ومش عايز منك أي أعتراض
لم تتحدث ليالي وشردت وانتبه عمر لذلك حتى قال :-
_ سرحتي في ايه ؟
ابتسمت ليالي بعيون شاردة تنظر للفراغ :-
_ تعرف يا عمر ...فاطمة بتفكرني بنفسي .... اللي حصلها قريب اووي من اللي حصلي بإختلاف بسيط ...
كاد عمر أن يجيلها حتى سمع صوت إيطار سيارة تتحرك بالخارج ....توجه للشرفة حتى لمح سيارة آدم فقطب حاجبيه بدهشة وقال بخفوت :-
_ شكلهم ما اتصالحوش ! ، هما بقى اللي جابوه لنفسهم
تعجبت ليالي من حديثه لنفسه وقالت :-
_ انت بتكلم مين ؟!
التفت لها بعبوس وأجاب وهو يجلس أمام مكتبه مرة أخرى :-بقلم رحاب إبراهيم
_ حلينا مشكلة فهد ...فاضل آدم ومريم
تنهدت ليالي بضيق وقالت :-
_ ربنا يصلح ما بينهم الحال ....والله بدعيلهم في كل لحظة
اجاب عمر بتمني :-
_ اللهم آمين
____________________________ استغفروا الله
دلف كريم بغرفة مالك دون استأذان حتى أشار له مالك بالانصراف للخارج بسبب مهاتفته ياسمين عبر الهاتف فجلس كريم قبالته باستفزاز وقال :-
_ مش خارج 😊
ضغط مالك على شفتيه بغيظ ثم قال موجها الحديث لياسمين :-
_ طب هقفل انا دلوقتي يا سو على ما اشوف حاجة كدا ..ولحظات وقد انتهى الاتصال ليضع مالك الهاتف بجانبه وانقض على كريم بلكمات غيظ حتى هتف كريم يستفزه بضحكة :-
_ سوووو يا سوووو حبيبي كشفووووه 😂
بدلع خطيبك وانا لأ يا اندل ما رأت عيني 😑
لكمه مالك بالوسادة وقال :-
_ وانا ادلعك ليييه يا كائن الباندا انت !!
نهض كريم بحدة وقال :-
_ انا صاحبك لكن هي مش صاحبتك 😣
المهم 😏 يلا ننفذ الخوطة 😌😊
رفع مالك حاجبيه بتعجب :-
_ خوطة!! ....ااااه قصدك خطة امبارح ...يلاا بس هنعمل ااايه ؟
اتسعت عين كريم وقال ببطء :-
_ اول ما نطلع من باب الشقة 😃 ....هقوم زقك على السلم واصوت 🙆
زم مالك شفتيه من الغيظ وهتف :-
_ تزقني عشان اتعمي بجد ...لا ذكي فعلا ...طب انزل انا واعمل نفسي وقعت وانت تصوت يا اذكى اخواتك !
قال كريم بدهشة :-
_ صح 😃 يلااااااا
وقفت ريهام تلوح لهم بيدها أمام باب شقتها حتى تظاهروا بدخولهم المصعد وتظاهر كريم أنه يسند مالك بقوة حتى قال مالك :-
_ خلاص بقى يا ماما ادخلي واطمني عليا ...ده انا مع كريم 😊😑
اومأت ريها برأسها ثم دلفت واغلقت الباب حتى توقفت فجأة بتعجب :-
_ هو عرف أزاي أني لسه واقفة ما دخلتش !! ....يمكن من صوت الباب ....
عادت لمقعدها أمام شاشة التلفاز وكادت أن تتنتقل لقناة اذاعية أخرى حتى سمعت صوت صياح عالٍ فسقط قلبها وتذكرت مالك .....
صرخ كريم بأعلى ما في صوته وهو يقف بقرب مالك الملقى على الارض متظاهرا بحالة شبه اغماء لتأتي ريهام راكضة لهم مع وجود بعض الجيران ...صرخت :-
_ اااابني
هتف كريم صائحا :-
_ لااااااااااا صااااحبي حبيبي خدوه مناااااي 😭😭😭😭
جز مالك على اسنانه بغيظ وقال بخفوت :-
_ خدك ربنا هتكشفنا ياغبي 😡
تفحصت ريهام وجه مالك ببكاء سقط من عيناها وقالت :-
_ حصلك اايه يا حبيبي
ابتلع مالك ريقه وهو يعتدل بأعين مغمضة حتى فتحهم تدريجيا متأملا فيها وهو يفرك عيناها بقوة 😵 وقال فجأة وهو يتحسس وجهها :-
_ ماااماااا 😨 ....انا شااايف اناااا شايف 😭
قال كريم سريعا :-
_ اااالحقي يا طنط 😨...يالهوي ده شاف 🙈
ثم هتف وهو يضمه بتظاهر :-
_ الحمد لله أن رجعلك نور عينك تااااني ....ياااما دعيتلك طول الليل وانا ببكي 😢 ..... حط ايدك على وشي حتى لو هتضربني طمن قلبي يا بني 😢
نهض مالك مستغلا ذلك الفرصة وهجم عليه بلكمات شرسة وهو يقول :-
_ ااااطمن يا صاحبي 👡 بووووم 👊
تذمر كريم ونظر له بغيظ وهتف :-
_ خلااااص اطمنت 😒
جذبته ريهام تتفحص وجهه حتى قالت وهي بين الابتسامة والدموع :-
_ بجد شايفني يا مالك ؟! ...
نهض مالك وقال :-
_ طب تعالي معايا عشان تتأكدي
نظرت له ريهام بشك وتساءلت :-
_ ورجلك خفت كمان !
نظر كريم لمالك بغيظ وقال :-
_ ده من الفرحة يا طنط 🙈 كل الافلام بيحصل فيها كدا 🙈
انتقلت نظرة ريهام من كريم لوجه مالك المتوتر وقالت وقد تظاهرت أنها صدقت ما حدث :-
_ الف مبرووك يا حبيبي ....الحمد لله ياارب ..الحمد لله
ضمها مالك بقوة ثم غمز لكريم بانتصار ....
_____________________________ سبحان الله وبحمده
تجمعت الاسرة بعد الافطار الذي تأخر بسبب ارهاق العم والاولاد بعنل الامس حتى قال وهدان الذي رحب بفهد وفاطمة كثيرا :-
_ نوِرت البلد كِلها يا فهد ... والله اخوي الله يرحمه عرف يناسب صوح ...زينة الشباب
راقبه مصطفى نجل وهدان بصمت حتى اقترب اشقاء فاطمة الصغار بجانب فهد وربت عليهم بابتسامة ...
تابع وهدان :-
_ انا ما خدتش عزا أخوي ولا هاخده غير لما اخد طاره بيدي .....غير إجده مافيش عزا
أجاب فهد بقوة :-
_ انا مسؤول أني ارجعلكوا حقكم بالقانون وده وعد مني
هتف وهدان وأعترض :-
_ لا يا ولدي ....ده دمنا ...ملزوم منينا ...
دلفت فاطمة وبيدها صينية فضية عليها عدد من اكواب الشاي وقالت :-
_ الشاي
اعطت لكلا منهم كوبه ثم جلست بجانب فهد فعاد وهدان لترحيبه بهم وأغلق هذا النقاش مؤقتا :-
_ نورتي بيتك يابتي
ابتسمت فاطمة واجابت :-
_ بنورك يا عمي ....الا صحيح هو بيت الخيل لسه موجود ؟
نظر لها فهد باستغراب فعن اي شيء تتحدث !
ابتسم وهدان وقال :-
_ لسه فاكراها يا صغيرة ....اه لسه موجود ولو عايزة تروحي تقعدي هناك روحي
اتسعت ابتسامة فاطمة واجابت سريعا :-
_ ياريت يا عمي
هز وهدان رأسه ثم قال لابنه مصطفى :-
_ خلي الحريم يجهزو البيت يا ولدي عشان اختك تروحه وتبقى على راحتها هناك
قالت فاطمة :-
_ لا يا عمي هنا وهناك واحد بس انت عارف أني بحب البيت ده اوووي
اجاب وهدان بتفهم :-
_ عارف يابتي .... يتوضب بس وروحي على طول
خرج مصطفى من الغرفة وهو يزفر بغيظ حتى نفذ ما قاله آباه ......
***************
الوان الزرع تتغنى مع نسمات هبوب الصيف والطير يغرد تسبيحا لله الواحد الاحد .......بعرض الطريق تخطوا بجانبه حتى تساءل :-
_ ايه بقى بيت الخيل ده ؟
ابتسمت فاطمة عندما رأت ساقية قديمة قد رأتها منذ سنوات عندما اتت هنا وركضت اليها بضحكة وهتفت :-
_ الله 💝 الساقية دي من سنين ..
اسرع الخطا اليها وهو يبتسم لضحكاتهاوكرر سؤاله :-
_ جاوبي على سؤالي
جلست على سور صغير من الطوب يحاوط هذه الساقية وقالت :-
_ ده بيت جدي القديم ....البيت ده كان على دورين والدور الاول كان مكان بيربي فيه الخيل وعايش في الدور التاني ... انا بحب البيت ده اوووي وكل ما اجي هنا اروحه واقعد فيه ...
تعرف انا نفسي في ايه دلوقتي ؟
نظر لها وقال :-
_ ايه ؟
نهضت سريعا وركضت امامه بضحكة متحدية :-
_ تجري ورايا 🏃
ركضت من أمامه حتى اتسعت ابتسامته ونهض وركض خلفها بالفعل وسط المزروعات ....