رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل الرابع4 بقلم شريهان سماحة


 رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل الرابع بقلم شريهان سماحة

قام عثمان بالوقوف بمحاذاة السيارة اﻷخرى ليفرض عليها المساعده أذا كانت تحتاجها ولكن تفجأ كل منهما مما كان فيها


حيث شاهدوا شاب يقبل فتاه بطريقه عنيفه ويضع كف يداه خلف رأسها ليجبرها على الخضوع لقبلته ..

ولكن تركها فجأة حين سمع صوت محرك سياره يبطئ بجوارهم ومن فيها يصيحون بصوت عالى : 

- لا حول ولا قوه اﻹ بالله العلى العظيم


- أستر على وليتنا يارب


لينظر لهم الشاب سريعا وعلى وجه ملامح اﻹرتباك .. أما الفتاه فكانت تنقل نظرتها المذهوله بين الشاب وبين الراجلين الماثلين أمامها فى السياره اﻷخرى .. 

نعم فهى مذهوله من موقف الشاب المفاجأ لها ومن الراجلين الذين شاهدوا ما حدث 

أستفاقت جزئيا من حاله الذهول على صوت أحد الراجلين وهو يقول : 

- أطلع ياعثمان .. أطلع ربنا يهدي ليهم أنفسهم .. هما ميعرفوش أنهم بكدا بيغضبوا الله بالحرام اللى هما فيه


أنتبهت مره أخرى على صوت تحرك السياره اﻵخرى من أمامها فى ذلك الحين ألتفت للشاب الجالس على مقعد السائق صارخه بأعلى صوتها تكاد تفتك به قائلة :

- أيه يازفت اللى أنت عاملته ده أنت عارف لو قولت لبابى ممكن يعمل فيك أيه


ضحك الشاب مقهقها من حديثها قائلا : 

- ويا ترى بابى بتاعك ده يعرف أنك خرجتى معايا وكمان ركبتى عربيتى برضاكى 

ثم صمت ليقفل أحدى عينيه ويفتح الأخرى دليل على خبث حديثه التالي : 

- ولا إننا عرفين بعض من سنه ونص ودايما بنتقابل


أبتلعت ريقها بصعوبه قائله بقوه مزيفه : 

- أنت هتسطعبت أحنا أه كنا بنتقابل بس عمر ماكان بنا اللى أنت عملته من شويه ده 

- تمام ... أهو أنا عملت كده لما حسيت أنك هضيعي من أيديا وهتروحى لسى روميو بتاعك اللى بتجرى وراه يمين وشمال


صدمت حين سمعت حديثه وعيونها تنظر له بذهول ولا تثبت فى مكان ثابت فحدثت نفسها : 

" كيف عرف حاولت جاهده ألا يوصل له أخبارى فكيف عرف "


فتحدث قائلا حين لمح نظره الحيره فى عيناها : 

- أيه فكرانى مكنتش هعرف .. ماهو بصراحه أنتى بتتهربى منى من أربع شهور .. عذرتك فى الاول وقولت يا واد ياهشام أكيد مشغوله ولا حاجه عادى بس لما الموضوع طول قوى وبيخ قولت مبدهاش ولازم أعرف هى لافت على مين من بعدى .. وزعلت جدا لما عرفت وقولت فى نفسى مكنش العشم ياشاهى هانم ..

بس بصراحه الحق يتقال الواد مزه


ثم قال وهو يتصنع الحيره : 

- بس ياترى هضيعيه أزاى هتبعديه عن أهله ولا هدمرى مستقبله وتخليه يترفد من وظيفته زى ما عملتى معايا ..

معلش بحب أفكرك لأن شكلك نسيتى .. بس أنا مبنساش أبدا 

فتنهد مكملا :

قولتيلى اهلك مش من المستوى بتاعنا ولازم ميظهروش فى الصوره قدام أهلى قولت ماشي بالرغم أنه مكنش بالساهل عليا أنى أسيب أمى المريضه وأبويا اللى تعب لما ربانى وكبرنى وبقيت معيد قد الدنيا ..ها معيد ياست شاهى اللى خلتيه يسهر فى سهراتك لوش الفجر ويشرب مع أنه عمره ماشرب ويروح الكليه مطوح مش عارف اليمين من الشمال لما الكليه رفدتنى


أنفعلت شاهى من حديثه الذى طالما يرمى به على مسامعها كل حين حتى ملت من حديثه.. ليس من حديثه فقط بل منه هو شخصيا اﻵمر الذى جعلها تبحث عن شخص أخر فقالت منفعله : 

- أنت بتحب تعيش دور المظلوم وتلبس غيرك نتيجه أفعالك .. أهلك أنت أصلا كنت بتشتكيلى منهم ومن فقرهم ومن طريقه لبسهم بس لما حبتنى قولتلك فعلا أنهم ميظهروش فى الصوره علشان شكل بابي الأجتماعى لما نرتبط .. أما بخصوص شغلك أه كنت بقولك تحضر معايا حفلات اللى عمرك ماكنت تحلم بحضور حفله منهم حتى فى أحلامك بس مقولتلكش تشرب للصبح وتروح كليتك سكران 


ثم نظرت له نظره بها شئ من الأستحقار قائله :

وبعدين تعالى هنا محسسنى أنك كنت المضحى الوحيد فى علاقتنا بس ياترى أحساسك ده مقالكش أن العربيه اللى أنت راكبها دلوقتى جيبها منين ! ولا الشقه اللى أحتوتك بعد ماسبت أهلك جبتها منين !


ثم هدأت قليلا فالعصبيه أو أستفزازه لأن يفيدها بشئ أذا أتجها لحمزة وسرد له طبيعه العلاقه بينهم فقالت بصوت رزين وهادئ :

فوق ياهشام فوق .. أنت طلعت كسبان أكتر منى بكتير فى العلاقه دى ومع ذلك مش ممنعه أنك تكسب أكتر


فى حين هذا أبتسم هشام بزوايه فمه قائلا بخبث : 

- يعجبنى فيكى أنك بتفهمينى علي طول من غير مابتكلم ست أصفار .. يعنى مليون جنيه مصرى ها أيه رأيك ياشاهى هانم


صمت شاهى لثواني تعيد تجميع أفكارها ثم قطعته قائله :

- بشرط ..


- أممم شرط !! وماله أحب أسمعه


- تختفى تماما من حياتى ومفيش أى شوشره توصل لحمزة


أصاب هشام حاله من الضحك الهستيرى وهو يقول بصعوبه من بين ضحكاته : 

- مين يصدق أن هشام اللى كنتى بتجرى وراه من سنه ونص وتتمنى رضاه دلوقتى بتقوليله كده 

ثم أعتدل فى جلسته قائلا بشرر : 

- أحب أطمنك أن أنا اللى مش عاوز أشوفك تانى والبوسه اللى أخدتها دى بثبتلك بس أنك مكنتيش بعيده عليا بس أنا اللى مليش نفس .. وعلى العموم علشان أريحك أكتر منين ماأخد الفلوس هسافر بلاد بره على طول


أرتسمت على ملامح شاهى الراحه واﻵطمئنان وزفرت نفس عميق قائله : 

- أوك أتفقنا كمان أسبوع أكون سحبته على فترات من حسابى علشان بابى ميشكش فى حاجه


------------------

شاهى يونس علم


أبنت يونس علم أكبر رجال اﻵعمال فى البلاد وأحد مؤسسى الصرح اﻷقتصادى فى مصر رجل يعرف بالنزاهه ويقدر العادات والتقاليد ويحترمها ولكن فى تربيته ﻹبنته أختلفت موازينه تماما


فشاهى أبنته ولدت وكبرت بدون أم فقد توفها الله أثناء ولادتها 

فأراد أن يكون بماله الوفير اﻷم ، واﻷب ، وكل ماتتمنى حتى أنه حرم نفسه من الزواج مره أخره ﻹجلها فقط حتى لا تشعر أن أحد يشاركها به


كبرت شاهى على كل ماتريده يصبح لها وفى إقل وقت ممكن


أرادت هشام وأوكد على كلمه أرادت ﻹنها لم تكن تحب أحد أبدا اﻹ ذاتها


أرادته حين رأت أنه حديث الفتيات فى الجامعه لتفوقه الدائم طوال اﻷربع سنوات الخاصه بكليه إقتصاد وعلوم سياسيه وتعينه معيدا بها نتيجه مجهوده وتفوقه فأرادته وكان لها ما أرادت


ولكن حين ظهر الرائد حمزة حسين اﻵلفى بوسامته على شاشات التلفزيون أرادته ونفرت هشام 

وأوكد أنها حين أرادت حمزة من أربعة أشهر فعلت المستحيل حتى أنها أستعانت بوالدها ليكى ينشئ حفله ضخمه يدعوا فيها من هنا وهناك وأن يقوم بدعوه حمزة وصديقه المقرب أيضا لكى لا تثير الشكوك حول دعوته وخاصا أنه ليس على معرفه خاصه بهم وقد كان .. وجاء حمزة ويوسف للحفل وبدأت هى بأساليبها لتعرف عليه والتقرب منه وفرض نفسها بطريقه لا تجعله ينفر منها


حمزة لم يحبها بل يعترف بوجودها فى حياته كشخص أعتاد عليه وهذا أقنعه أنه يحبها 

وهى تشعر بذلك ورضيت به بين نفسها .. بل وتكتفى بنظره واحده منه لها أذ أمكن طالما هذه النظره من " معشوق قلوب العذاره ".


هى فتاه على قدر من الجمال تبلغ من العمر 25 عاما خريجه إقتصاد وعلوم سياسية لهدف فى رأس ابيها وهو أن تكون على علم باﻷقتصاد وسياساته أذا أحبت أن تدير أمواله يوما ما

فى المساء هبط الدرج وهو على أتم الأستعداد لحفل ميلاد شاهى 

فحين رأته والداته الجالسه فى صالون المنزل وبجوارها بسنت وهو يرتدى بدله خاصه للمناسبات ومن تحتها قميص وكرافت رمادى اللون مع رائحه من أجود أنواع العطور تعلن الحرب وتفوز بها على من يستنشقها .. 

كبرت الله الجليل فى سرها بينما قالت جهرا وهى تقوم تتلقاه فى أحضانها 

- ماشاء الله عقبال يوم فرحك ياحبيبى 


تلقى يداها وأنحنى يطبع قبله عليها وهو يقول 

- تسلميلى دايما ياماما.. ومتحرمش منك أبدا


قفزت بسنت من مقعدها وأسرعت اليه وهى تطلق صفيرا كعلامه أعجاب منها علي وسامته قائله بصوت هامس وهى تميل عليه : 

- واحده ..واحده على البنت الله يسترك دى ممكن تسخسخ منك ومنعرفش نفوقها تانى 

(بسنت على معرفه بعلاقته بشاهى وعلى أعتقاد أنه حب حقيقى فرحبت وسعدت بها ﻹن كل مايسعد قلب حمزة يسعدها )


أبتسم حمزة على كلامها وتحدث بنفس همسها 

- ياريت نتلم ها ..


ثم قال لوالدته وهو يهم بالمغادره 

- يلا أستأذن علشان ألحق أعدى على يوسف


فقالت والداته وهى تحمل عتاب ما فى كلامها : 

- الندل قوله ماما الحاجه زعلانه منك بقا ميجيش يسلم عليا


- والله ياأمى بعتلك السلام بس أنا اللى نسيت تماما .. سامحينى


أبتسمت صفيه لحمزة وأخذت تهدهد على كتفه اليمين قائله : 

- مسمحاك.. ومسمحاه يا حمزة وراضيه عنكم وأفرح بيكم أنتم الأتنين


أبتسم حمزة وأنحنى قليلا يقبل جبينها قائلا :

- قلب حمزة .. ربنا يباركلى فيكى يارب .. يلا أستأذن .. سلام 

ليغادر فى وسط دعواتها بحفظه لها دائما ويطيل عمرها لترى فرحته الكبرى ..


على هاتف هشام طرف أخر يتحدث قائلا : 

- ها عملت أيه


- زى ماأتفقنا عليه قولتلها أنى عاوز أرنب مصرى 


- وهى قالتك أيه وافقت !!


- بتقول أسيبها أسبوع تفكر وتجمعهم .. بس الدور عليكى أنتى تعرفى هى فعلا هتدفعهم ولا لا

- أوك بس مهدتهاش أنك تعرف حمزة

- هددت طبعا وكانت هتتجنن أنا عرفت بموضوعه أزاى

- أوعى تكون لخبطت فى الكلام وقولتلها عرفت منين

- عيب أنا مش عيل صغير قدامك

- برافوا عليك تعجبنى يا أتش .. طب بقولك أيه هضطر أقفل معاك دلوقتى علشان ألحق أروح الحفله

- مفيش حاجه كده تصبيره لما أشوفك 

- هههههههه دايما طماع يا شوما وبعدين مفروض منتقابلش الفتره دى لحد يشوفنا مع بعض لما نستولى على الفلوس وبعدين أرجع ليك الشقه تانى يعنى هروح فين ..

- ياصبر أيوب ...

- معلش صبرنا كتير مبقاش الإ القليل 

- ماشى .. سلام ياجميل

- سلام

وأخذ الطرف الاخر يحدث نفسه وهو يبتسم بشده 

" والله وقعتى ياشاهى ومحدش سمى عليكى بس برده لسه الأتقل هيجى بعدين واحده واحده "

الفصل الخامس من هنا

تعليقات



×