رواية قلب حبيبتي الفصل الثالث بقلم ماما سيمي
في احد أفخم قاعات الزفاف بالقاهرة تدخل العروس الجميلة وهي تتأبط ذراع شقيقها وكل الأنظار مسلطه عليهم ما بين سعيده وحاسده وحاقده وصفية تقرأ في سرها ما تحفظه من القرأن حتي تحمي فلذة كبدها من عيون الحاسدين وعيناها تلمع بدموع الفرح لرؤية صغيرتها تزف لمن كانت تحبه أمتلأت القاعة عن آخرها بالمدعوين وكيف لا واليوم زفاف حفيد وحفيدة أدهم العزيزي وشيقيقة مازن العزيزي اهم رجال الأعمال بالدولة سلم مازن شقيقته لابن عمه مروان العزيزي وشريكه في شركة العائلة التي توارثوها عن جدهما جلس العروسان بالكوشة وذهب مازن لباب القاعة لأستقبال المدعوين وبعد فترة قصيرة جاء أسر ومعه تالا وهي تتأبط ذراعه وما أن أقتربت تالا من باب القاعة حتي دق قلبها بعنف كادت تعجز عن أخذ أنفسها لاحظ أسر ذلك ووقف ليري ما بها
أسر بخوف: مالك يا تالا أنتي تعبانه
تالا بنفي: لأ أبدا أنا مش عارفه قلبي دق بسرعه كدا ليه
أسر: تعالي نروح نشوف دكتور ليحصلك حاجه
تالا بنفي وهي تبتسم: صدقني أنا حلوه معرفش ايه حصل بس انا خلاص بقيت كويسه
أسر بشك: متأكدة يا تالا
تالا بثقة: ايوه يلا ندخل بقي
دخل الي القاعة وجد أسر مازن يقف مع بعض رجال الأعمال أتجه إليه لكي يهنئه بزفاف شقيقته
أسر: الف مبروك يا كبير وعقبالك أن شاءالله
مازن بأبتسامة وهو يحتضن اسر: لأ أنت الأول لازم افرح فيك الأول مفهوم
أسر بتمني: نفسي واللهي يا مازن يا خويا
مازن: وايه اللي مانعك
أسر: أطمئن علي أختي زيك كدا وبعدين اتجوز وراها علي طول
منذو أن رأت تالا مازن وهي تخشبت من هول المفاجأة فا ها هو بطل ذكرياتها التي لا تعرف عنها شئ يقف أمامها يحدث شقيقها أنتبه اسر إلي أنه لم يعرف تالا بمازن
أسر وهو يشير لتالا: دي الأنسة تالا أختي الصغيرة
أسر وهو يشير لمازن: وده باشمهندس مازن العزيزي صاحب شركة العزيزي اللي انا شغال فيها
جحظت عين مازن فمن تقف أمامه هي نفسها بديلة زوجته في جميع أحلامه معها كيف يحلم بها ولم يراها سابقا
رغما عنها نطقت تالا بهمس سمعه مازن جيدا: مازن قلب توته
خفق قلبه بجنون وأرتجف داخله فا تولين وحدها من كانت تنطق بهذه الكلمات كيف عرفتها تلك الفتاه مغتصبة أحلامه كما يدعوها استغرب اسر كثيرا من حالة الجمود المسيطرة علي تالا ومازن
أسر: أيه مالكم يا جماعة في حاجه انتم تعرفوا بعض قبل كدا
تنحنح مازن بأرتباك : هه لأ معتقدش أننا أتقابلنا
اسر: مالك يا تالا في حاجه
تالا وهي تهز رأسها بالرفض: لأ مفيش حاجه
جاءت صفية:مازن تعالي سلم علي عمتك درية بتسأل عليك من ساعة ما جت
مازن ناظرا لتالا بشرود: حاضر يا ماما جاي معاكي
صفية باعجاب بتالا: مش تعرفنا بالقمر دي يا مازن
مازن: باشمهندس اسر الشيمي وأخته أنسه تالا
صفية وهي تتجه لتالا لتصافحها: أهلا يا حبيبتي نورتينا وعقبالك يارب قريب
عندما رأت تالا صفية لا شعوريا منها نطقت: وحشتيني قوي ياأمي التانية وكل دنيتي
اضطربت صفية فهذه كلمات تولين أبنة شقيقتها لها كانت دائما ما ترددها لها منذو صغرها لان صفية هي من ربت تولين بعد وفاة شقيقتها وزوجها في حادث طائرة وهما عائدان من تأدية مناسك العمرة
صفية بحب: تعرفي يا تالا أنك بتفكرني بتولين بنت أختي الله يرحمها حتي أنتي بتقولي نفس كلامها ليا
أنتبه مازن لحديث والدته فا انزعج كثيرا
مازن: لو سمحتي يا ماما مفيش حد زي تولين متشبهيهاش بحد
صفية بحزن: خلاص يا مازن متزعلش تعالي سلم على عمتك وبعدين روح شوف ضيوفك وانا هاخد تالا ونروح لمريم عشان تالا تسلم عليها
ذهب مازن من أمامهم بعد أن أستأذن من أسر وامسكت صفية بيد تالا وسحبتها خلفها الي حيث تجلس مريم وبعد أن هنئت تالا مريم وقدمت لها هديتها جلست بجوار صفية علي طاولتها
صفية : أنتي مخطوبة يا تالا
تالا: لأ يا طنط مش مخطوبه
صفية بفرحه: معقوله الجمال ده كله ومش مخطوبه هم العرسان نظرهم ضعف ولا أيه
تالا بأبتسامة: مش لدرجادي يا طنط وبعدين انا كنت مخطوبه لابن خالتي بس محصلش نصيب
صفية: ليه يا حبيبتي حصل حاجه ما بينكم
تالا: لا أصل الكلام ده من خمس سنين من أيام ما كنت في ثانوي وبعدين انا حسيت اني مبحبوش الحب اللي يخليني اتجوزه يمكن كان فيه اعجاب وقبول بس مع الوقت راحوا ومبقاش في حاجه تشدني ليه وأنا محبتش اظلمه معايا
صفية: عندك حق الجواز مش لعبه ولازم يكون الحب قوي عشان يقدر يتغلب علي عقبات الحياة ومصاعبها
تالا: فعلا يا طنط عندك حق واهو أبن خالتي دلوقتي متجوز وسعيد مع مراته وان شاء الله هيجيبوا بيبي قريب
صفية: ربنا يسعدهم وأنتي مفيش حد أتقدملك بعده
تالا بخجل: أكيد فيه يا طنط بس انا محستش ولا واحد فيهم حسيتهم كلهم غرب عني مفيش كيميا بيني وبين حد فيهم
صفية: أن شاءالله ربنا يرزقك أبن الحلال اللي يستاهلك ويسعدك
تالا: أن شاءالله ممكن أسألك سؤال يا طنط
صفية: أسألي يا قمر
تالا بخجل: مين تولين اللي باشمهندس مازن زعل عشان شبهتيني بيها
صفية: دي تبقي مراته وفي نفس الوقت بنت أختي أنا اللي مربيها من وهي عندها خمس سنين بعد ما اختي وجوزها سبوها معايا وراحوا العمرة الله يرحمهم ماتوا لما الطيارة ما وقعت بيهم ومن يومها ومازن كان عنده عشر سنين بيعتبر نفسه هو كل حاجه لتولين وفضل حبه ليها يكبر مع الوقت لغاية لما اتجوزوا وبعد كام شهر وهما راجعين من الساحل العربية اتقلبت بيهم مازن كان مكسر أيده ورجله مكسورين وكدمات وجروح فضل فتره كبيره لغاية ما رجع طبيعي تاني أما تولين الله يرحمها صحيح جسمها كان سليم لأن مازن حماها بجسمه بس الخبطه جت في دماغها عملت عندها نزيف داخلي عما وصلت المستشفي كانت ماتت والدكاتره ملحقوش يعملوا معاها حاجه
تالا بتأثر: الله يرحمها ويصبره علي فراقها
صفية: يارب دا يا حبة عيني من يومها وهو بتعذب وضميره بيأنبه وكل يوم كوابيس واحلام مزعجه
تالا بشك: هو الموضوع ده من زمان يا طنط
صفية: من خمس سنين بالظبط
تالا: هي تولين الله يرحمها كانت في مستشفي ايه وقت الحادثه
صفية بتذكر: مستشفي الدكتور عبدالمجيد زهران هي مستشفي خاصه
خفق قلب تالا بشده وهي تنظر بأتجاه مازن التي وجدته ينظر لها ايضا
تالا بشرود وهي تحدث نفسها: أنا لازم اروح لعصام أتأكد منه في حاجه تولين كانت في نفس المستشفى اللي كنت محجوزه فيها
رجعت تالا وأسر الي منزلهما ودخلت الي غرفتها ابدلت ثيابها بثياب النوم وأرتمت علي فراشها يدور بفكرها الف فكره والف خاطر ولكن ما تاكدت منه هي أنها ستذهب الي عصام حتي تقطع الشك باليقين
رجع مازن بعد أن أطمئن علي شقيقته مع والدته الي منزلهم صعد الي غرفته وبعد أن ابدل ملابسه رقد علي فراشه وعقله مشغول بمغتصبة أحلامه مع تولين ظن أنها غير حقيقية ولكنها اليوم تجسدت أمامه فكيف يعقل أن يحلم أنسان بشخص لم يراه في حياته قط راح في ثبات عميق يتمني رؤية تولين لكنه حلم با تالا بدلا من تولين ولأول مرة لم يفزع من نومه ولم تهاجمه الكوابيس كالعادة بل كان الحلم هادئ .