رواية وحوش لا تعشق الجزء الثاني من ليالي الفصل الثالث بقلم رحاب ابراهيم
دلف إلى الغرفة وقال بدون مقدمات :-
_ انا بطلب منكم ايد مريم
جحظت عين ليالي بصدمة مما تفوه به آدم وتعجبت أكثر من الهدوء الذي افعم وجه زوجها وكأنه توقع من قبل هذا الخبر ...
خرج عمر عن صمته ونظر لآدم بعمق وأراد أن يسبل سُبل أغواره ثم تساءل بمكر :-
_ انت ليه ما قولتليش أن انس ابن باسم صاحبي كلمك عن مريم وكان عايز يجي يخطبها ؟!!
ارتبكت عينا آدم بمزيج من الحرج والغضب في آنٍ واحد ثم اجابه وهو يشيح نظره عن ليالي التي تتلقى الصدمات دفعة واحدة :-
_ انس ماينفعش ، ده واحد عايز يعيش برا مش هنا ، ومش هينفع ابعدها عن مصر ، افرض امي حبت تشوفها !
هتفت ليالي بضيق :-
_ بس كان المفروض نعرف يا آدم ، انا حسيت أن ريهام زعلانة مني وكنت محتارة ليه !، بس دلوقتي عرفت
احتدت نظرته بعصبية ظاهرة اكلت قسماته الهادئة وقال :-
_ عموما اختاروا مين فينا الاصلح ، وانا عارف هتختاروا مين ..
ذهب من امامهم والغضب يغزو عيناه ثم خرج من الغرفة ..
أشارت ليالي للباب وهتفت بعصبية ثم فغرت فاها وهي ترى ابتسامة عمر تتسع حتى نفضت دثار الفراش من عليها وقالت متساءلة بحيرة :-
_ بص بيتصرف أزاي !! ، هو فاكر أني هسيب بنتي وانا مطمنة إلا معاه ! ، بس كان المفروض أعرف
نهض عمر وجلس بجانبها على الفراش وقال بمرح والسعادة تملأ عيناه :-
_ تعرفي أن آدم طالعلي بالضبط ،بس الكارثة أن مريم كمان طلعالي ، بس فهد هيبقى غبي وغشيم في الحب زي امه هههههههه😂
حملقت بوجهه بذهول ثم ابتسمت بمكر وكادت أن تتفوه حتى باغتها عمر وقال :-
_ هما الاتنين لسه ما اكتشفوش مشاعرهم ، نسيبهم يعيشوا حياتهم وما ندخلش في أي شيء ، انا مبسوط أن مريم هتبقى مع آدم ،ماكنتش هبقى مطمن عليها مع أي حد تاني ، وأن شاء الله ما تحتاجيش انتي لعملية ،الأمل في ربنا كبير
قالت ليالي بقلق :-
_ بس أفرض مريم رفضت آدم ووافقت على انس ، من حقها تعرف بالاتنين وتختار ، انا ماكنتش عايزة اجوزها بدري كدا ، بس عشان اللي هي فيه نفسي اطمن عليها
اجاب عمر بتأكيد ومرح :-
_ مش هتختار انس هي مش بطيقه اصلا ، وهترفض آدم على فكرة هههههههه
تذمر وجه ليالي وهي تحدق به حتى تابع مرة أخرى :-
_ بس انا هعمل نفسي بجبرها واغصب عليها ويارب ما اضحكش وانا بتكلم 😂
ابتسمت ليالي وعيناها ملأها الحماس ولمعات المكر :-
_ وانا عارفة هآثر عليها أزاي
بقلم رحاب إبراهيم
__________________اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
صفق باب غرفته بعنف وغضب ولم يكن في ذهن صافٍ حتى يذهب للجامعة اليوم ، خلع معطفه والقاه بعصبية على ظهر المقعد وجلس على مكتبه يفكر والغضب يتملكه...
تذكر مشهد مر عليه سنوات حينما ظهرت نتيجة نهاية آخر سنة دراسية في جامعته واتى للمنزل بهدوء وكأنه لم يكن الأول على دفعته ،تبدل وجهه للغضب عندما رأى انس يقف مع مريم في حديقة الفيلا ويعطي لها بعض الازهار المقطوفة رغم أن مريم وقتها كانت طفلة لم تتعدى الثالثة عشر عاما وانس لم يتجاوز سن المراهقة وكان بالكاد قد اكمل التاسعة عشر عاما ، اما آدم فكان شابا في مقتبل العمر بعامه الرابع والعشرون ....
هتف بعصبية عليها :-
_ مررريم
انتفضت مريم عندما انتبهت لصوته ولكن حمدت ربها أنه سينقذها من سماجة انس واصراره على مرافقتها كلما اتى إلى هنا مع والدته ريهام للزيارة ...
توجه آدم اليهم وارتعبت مريم حقا من نظراته المحدقة بأنس بعنف ثم عامله بفظاظة تجهم لها وجه انس بحدة ولكن انصاع للأمر وذهب حيثما كانت والدته بالداخل
اسودت عين آدم وهو يتحدث وكأنه سيصفعها :-
_ انا مش قولت ما تتكلميش مع الواد ده تاني
نزفت عين مريم وهي تنظر للأسفل وشعرت بالظلم فهي لم تفعل شيء وانس هو من يبحث عنها دائما ويأتي اليها ، قالت بنبرة متهدجة من البكاء :-
_ انا كنت في الجنينة بتفرج على الفراشة وهو جه قعد معايا ومش عايز يمشي ، وبعدين ما تزعقليش كدا انت مش أخويا ..
اغواها تذمرها الطفولي حتى ضربت قدميها العرجاء بالارض اعتراضا ولكن نتج الم مبرح حتى رفعتها لا اردايا ولكن انتج سقوطها بشكل مشفق ..
سقطت متألمة وانهالت عبراتها على وجنتيها الوردية حتى التصقت بعض خصلاتها على وجهها .....
نظر لسقوطها لبرهة طويلة من الزمن حتى حملها بين ذراعيه وعيناه قد تبدلت من الغضب إلى الخوف ...
صعد إلى غرفتها وهتف على كريمة الخادمة حتى تأتي دون أن تخبر ليالي بما حدث ولا تقلقها وهي تجلس بالداخل مع صديقتها ، ودلف إلى الغرفة ووضعها على فراشها ...نظر لوجهها الباكي بقلق وابعد خصلات شعرها عن وجهها ثم قال شيء جعل مريم تتوقف عن البكاء بدهشة :-
_ ابقى البسي حجاب انتي ما بقتيش صغيرة ، مش عايز مخلوق يشوف شعرك تاني ...
ربت على رأسها وغلبه حنانه وتطلعت إليه بحيرة من أمره ولم تفهم شيء ،قالت هي ببكاء مرة أخرى :-
_ طب ما تزعقليش تاني يا ابيه آدم عشان انا بخاف منك ..
ابتعد عنها وكأن اصابته صاعقة ثم خرج من الغرفة ووجهه ككتل الفحم تشتعل ....
__________________________استغفرك ربي وأتوب إليك
عاد إلى الواقع بنظرات حادة من ذكرى هذا الموقف الذي لن ينساه ابداً ،حتى تذكر أن عاد له نفس الشعور عندما اتى له انس في مكتبه بالجامعة منذ أيام يتقدم رسميا لمريم نظرا لسفر عمر ،ولأنه يعتبر الابن الأكبر لهذه العائلة ....
نهض من مقعده وتوجه لغرفتها حتى يحادثها فلا مجال للكبرياء الآن ،رغم أنه كره وجوده بغرفتها بمفردهم وهذا خارج القواعد التي نشأ عليها ولكن فار الغضب بداخله حتى الزم قدماه بالذهاب ولم يفكر .....
تقدم خطوات سريعة لغرفتها حتى صدمته الصدفة للمرة الثانية وهو يسمعها تبكي ويبدو انها تتحدث مع احد ،كانت تقول بصياح :-
_ مش موافقة يا رنيم ، ماما لسه قايلالي دلوقتي واختارت آدم ، بس انا مش موافقة ، مش معقول اتجوز آدم مش معقووول ...
قالت رنيم بمكر وبطريقة جعلت مريم تثور غاضبة :-
_ كنت فكراكي هتفرحي وتوافقي ، ماتكدبيش عليا
دفعت مريم وسادتها على الأرض غاضبة ثم هتفت عبر الهاتف :-
_ انتي بتقولي ااايه ،لا...لأ طبعا ،
تهتهت وهي تقول ببطء رغم ثورتها وكأن هذا سر الدولة الأعظم :-
_ لا ..يا رنيم ، هوافق ليه يعني ، ادم زي اخويا ،حتى لو مش اخويا لكن بحس بكدا ..، لو حكمت هوافق على انس
تتطاير من عينه الشرر وهو يفتح غرفتها متعصبا حتى لامست مريم اطراف حجابها للتأكد من وجوده وكادت أن تعنفه لدخوله غرفتها هكذا حتى أخذ منها الهاتف والقاه بعيدا وقال محذرا بغضب :-
_ قسما بالله انس ما هيدخل البيت ده طول منا عايش ،ولو دخله هيدخل زي أي حد غريب ، وانتي لو قولتي موافقة عليه هموتك ....
شهقت من الصدمة وهي تراه يتحدث بهذا التملك والغضب معا :-
_ انت مجنون ، أزاي تدي لنفسك الحق تدخل في حياتي كدا !! ،وبعدين ده قراري لوحدي ، انت اتقدمت يبقى تستنى ردي ولو مستعجل عليه ...انا رفضاااااك ومش عايزااااك ...
قبض يده وحاول أن يتحكم في اعصابه لكي لا يتهور ثم قال بشراسة :-
_ ليه هو انتي فكراني اتقدمتلك لجمالك عيونك
نظر متعمقا بغضب في عيناها الزرقاء ثم تابع :-
_ امك تعبانة ورافضة تسافر عشان خايفة عليكي ومش عايزة تسيبك لوحدك ، ولو وافقتي على انس عمرها ما هتبقى مرتاحة لانه هيسافر برا وهياخدك معاه ، فانا عشان تسافر اتنازلت عن راحتي وسعادتي عشانها ...
عقدت مريم حاجبيها بعصبية وتماسكت بأطراف فراشها حتى نهضت امامه ووقفت بغضب ثم أردفت بعنف مكررة جملته الأخيرة :-
_ اتنازلت عن راحتك وسعادتك !! ، لأ ما تتنازلش ، خليهملك
زم شفتيه بضيق وقال بلمعة قاتلة بعيناه :-
_ جوازنا هيبقى على الورق بس ، اطمني
شعرت بالخجل ثم تذمرت كالاطفال وهي تجيبه :-
_ لأ ، وانا ايه اللي يخليني اتجوز جوازة زي دي ، طالما انس بيحبني وعايز يتجوزني وهعيش معاه مبسوطة ، ايه اللي يخليني اوافق عليك وانت مالكش وجود في حياتي اصلا ، لا بعتبرك اخويا ولا حتى ابن عمي
قالت جملتها ثم حملقت بوجهه الذي تحول كالجحيم وحقا ندمت على ما تفوهت به وذلك لانها أرادت اغضابه فقط
اقترب منها أكثر حتى تعثرت بحافة فراشها وجلست مرغمة ، قال هو بنظرة شرسة بعد أن ذبحته جملتها :-
_ انا بكرهك يا مريم ، وماكرهتش حد ادك في حياتي ، ورغم كدا انا مديون بكل اللي انا فيه للانسانة اللي شافت كل انواع العذاب عشان تدافع عني ، وغصب عنك هنتجوز ده مش اختيار ، وفكري في فرحة والدتك لما توافقي وبطلي الانانية اللي انتي فيها دي
ذهب ليخرج من الغرفة حتى قالت هي جملتها الاخيرة التي جعلت وجهه كالبركان الثائر :-
_ اوعدك اني افكر ، بس لما اقابل انس واقعد معاه الأول
أراد أن يدلف مرة أخرى ليصفعها ولكن لم يجدي نفعا ،صفق الباب بعنف وعاد إلى غرفته مرة أخرى .....
لم تعرف لما ابتسمت بانتصار ثم شعرت بالألم لأجله وحقا قرارها هذا لم يكن قرارها في الاساس فهي متذكرة جملة ليالي قبيل انتهاء الحوار منذ نصف ساعة تقريبا :-
"انا مش عايزة اسمع موافقتك غير لما تقعدي مع انس الأول ،عشان احس اني مرتاحة أكتر "
رغم أن مريم اعترضت على ذلك بسبب سماجة هذا الانس ولكن طاعت امر امها بهدوء ....
_______________________________الحمد لله
اجتاح قلبه الألم والعذاب ومشقة مشاعر لم يفهمها إلى الآن !، كره وعشق في تملكها في آنٍ واحد ، فكرة زواجها من غيره كانت تذكره بالألم الذي شعر به عندما اكتشف حقيقة هويته ونسبه ، اطرق على مكتبه بعنف وقلبه يعتصر من تمرد هذه الصغيرة الذي نالت من قلبه العفي ...
عاد فهد إلى عمله بلهفة غريبة وارجع ذلك بكثرة اشغاله ثم تفاجئ أن مكتبه خالٍ حتى خرج كالاعصار وسأل عنها ولكن صدم عندما اخبره أحد العساكر أنها ذهبت تحت تنفيذ أوامر الضابط أسلام .....لم يندهش من تصرف اسلام فهذا المتوقع من حاقد مثله ، تلألأت عيناه الزرقاء بشرر عنيف ثم دلف لمكتبه وأجرى اتصال هاتفي ضروري. ....
_____________________لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين
كل دقيقة تمر كانت تأرجح سكنات غضبه أكثر حتى انزوى الهدوء بعيد عن عقله ، دق الهاتف واجاب سريعا على المكالمة التي انتظرها طيلة ساعة :-
_ ها ،عرفت عنوانها يا خالد ؟
اجاب زميله خالد برسمية :-
_ عرفت بس البيت مافيهوش حد يا فهد ، شكلهم مشيوا ،واللي قدرت اوصله عنوان مدرستها ..
نهض فهد من مقعد بحدة مستفسرا عن العنوان حتى املاه له خالد ثم انتهى الاتصال ....
كمرور الاشباح واختفائها ذهب من مكتبه ومر متوجها لمدرستها الثانوية عله يجدها ، فهو متذكر انها اخبرته بذهابها في مراجعة نهائية قبل امتحانها الآخير ،ولكن يبقى الأمل في أن تكون هذه المراجعة بالمدرسة وليست خارجها ...
____________________________ أذكروا الله 😍
في غرفة بسيطة جدا على سطح أحد المباني المتهالكة جعدت والدة فاطمة آخر المفارش بيدها حيثما قال الاب مصطفى بقلق :-
_ الحمد لله أن الموضوع جه على اد كدا ، انا دوخت على محامي عشان يطلع فاطمة وعلى ما لقيت كانت وصلت البيت ..
رفعت فاطمة رأسها وهي تنظم كتبها في احد الصناديق الخشبية وقالت :-
_ لولا الضابط اسلام ربنا يكرمه ماكنتش طلعت
قال مصطفى بصدق :-
_ بس بصراحة يابنتي الراجل ما غلطش ،حداد ده مجرم ويستحق اكتر من كدا كمان ، بدليل انه خرجني لأنه شافه بيحط المخدرات في جيبي ..
وقفت فاطمة معترضة وهي تتوسط خصرها :-
_ بس صمم يحبسني انا عشان ضربته بالقلم
تركت امها ما بيدها واقترب وهي تحاول تهدأت ابنتها ثم قالت :-
_ اقفلوا بقى الموضوع ده ، ادينا سيبنا كل حاجة ،البيت والشغل عشان محدش يعرف يوصلنا ،لا حداد ولا غيره ، ولما تخلصي امتحاناتك هنسافر البلد ..
انتقت فاطمة بعض الكتب والمراجع الخاصة ثم توجهت للحمام القديم بالغرفة وقالت :-
_ انا هجهز نفسي عشان اروح لروان صاحبتي قبل ما ناخد المراجعة ..
نطف مصطفى جسده من على الاريكة القاتمة ذات القماش البالي وقال بأسف :-
_ حقك على يابنتي ، انا السبب في اللي حصلك ، بس انتي عارفة الظروف اللي احنا فيها ومصاريف مدارس اخواتك
قاطعته فاطمة بضيق :-
_ سيب الشغلانة دي يا بابا ،ماجلكش منها غير البهدلة ، انا مش زعلانة من اللي حصل ،بس هزعل لو رجعت لها تاني
طأطأ مصطفى رأسه واليأس يسحق مقلتيه :-
_ ما أعرفش غيرها ، ومافيش شغل ليا هيكفي مصاريفكوا ! ، انتي هتدخلي الجامعة ومصاريفك هتزيد
اقتربت منه ببسمة بسيطة حتى تطمئنه وقالت :-
_ سبيها على الله وانا هشتغل مع الدراسة ، المهم ما نتبهدلش كدا تاني
صمت الاب مرغما ثم قال بتساءل :-
_ المراجعة بتاعتك فين ؟
اجابته وهي تتجه للحمام لتبدل ملابسها :-
_ هي بعيدة شوية ما تقلقش ، وهعدي على روان صاحبتي قبل ما اروح المراجعة ...
قال مصطفى مرة أخرى :-
_ طب وروان دي فين ؟
اجابت فاطمة قبل أن تغلق الباب :-
_ جنب المدرسة بشوية
جلس الاب مجددا بقدمه التي تصرخ وقد شعر وكأن جرحها قد شع من جديد .....
________________________صلّ على محمد النبي الحبيب😍😍
وأين عقلي وانا ابحث عن فتاة دون سبب ،سأل العجب !
لماذا يا رجل ؟ شعور بالاقتحام يغزو إرادتي
أغرق سحابة جنوني ،قتل قلبي السكون ،لفتاة دق لها النبض ،وفتح لها القلب ..مرحباً ..ثم صرخ حتى اختفت
أين أنتِ يا فاطمة ؟
بأصوات تتشاجر بداخله في أي مذهب يفوت حتى صاح هاتفه مرة أخرى واجاب ولم ينظر لرقم المتصل حتى بل ركز نظرته على الطريق :-
هتفت حنين بغضب وعتاب :-
_ بقى كدا يا فهد ، كدا تقولي ساعة وافضل محبوسة لحد الحفلة ما خلصت وانا مستنياك زي ما قولتلي !
هدر صوته كالرعد معنفا تلك التي لا تكف عن لومه بدون أي وجه حق :-
_ محدش قالك اسمعي كلامي ، وما تتكلميش معايا كدا تاني ، ويستحسن ما تكلمنيش تاني اصلا هو انا ناقصك
اغلق الهاتف والقاه بجانب بعصبية مفرطة واطرق على المقود عدة طرقات كادت أن تقتلع المقود من مكانه ...
بقلم رحاب إبراهيم
احمر وجه حنين بعصبية وصرخت بخادمتها التي وضعت فنجان القهوة على المنضدة حتى ذهبت الخادمة متجهمة ثم قالت بعصبية :-
_ انا غلطانة اني بفكر في واحد زيك ، انت المفروض ما تعش في وسط بني ادمين
____________________ قول يا الله هتلاقي الطريق 😍
وقف فهد أمام العنوان ثم نظر بضيق إلى ساعته ولم يلاحظ أن الوقت ما زال مبكرا على وقت صلاة العصر ..
خرج من سيارته ونظر لمبنى المدرسة القديمة ثم راقب المكان حوله ولم يلبث أن يدخل سيارته وينتظر بداخلها حتى توقفت سيارة حديثة بجانبه وخرج من شاب وسيم يرتدي نظارةٍ طبية اخفت عيناه شديدة السواد ...توجه لفهد مصافحا حتى قابله فهد بوجه لا تعابير له و تعجب مالك وقال :-
_ مالك يا فهد واقف كدا ؟
زفر فهد بعصبية ثم ابتعد مالك بابتسامة مرحة وقال وهو يتوجه بسيارته :-
_ طب اسيبك انا بقى شكلك مش رايق كالعادة
دخل مالك سيارته وتوجه إلى النادي الذي اشترك به منذ أيام ....
_________________________الحمد لله
سقطت مطرة خفيفة على ملابسها رغم أن الشمس لم تعلن الرحيل بل تبتسم بحنين حتى يأتي موسمها ، مرت فاطمة في الطريق الذي يحاوطه السيارات على الجانبين حتى وصلت لطريق آخر مليء بالسيارات ولابد أن تجتازه حتى تصل للبر الآخر ولم ترى ما ينتظرها بعد اجتياز هذا الطريق ...وقفت وهي تخفي وجهها بحقيبتها من المطرة وتنتظر هدوء الطريق حتى تمر ، لذلك لم يرها فهد وهي بالأحري لم تراه ...
مرت أول طريق للسيارت وتبقى الخط الآخر ، وعند مرورها هذا الممر الآخير كادت سيارت أن تلقي بها حدفا إلى مصرعها حتى التقفتها يد قوية وكأن هذه اليد البقعة المضيئة الوحيدة وسط بحرا من الظلام ....
سقطت حقيبتها المدرسية السوداء من يدها وهي ترتجف ثم رفعت عيناها بصدمة بعد أن سمعت اسمها يلفظ بنبرة حادة بلهفة مجنونة:-
_ فاااطمة
عقدت حاجبيها وجسدها ينتفض فهي قد نجت من حادث سير لتقع بيد القسوة مرة أخرى ...تدريجيا وصلت لعيناه التي تحولت لنظرات حادة بشكل غريب ، لم تكن غضب ولكن بها شيء لم يصل فهمه لبراءة عمرها الصغير....
كان عصب فكيه ينتفض بحدة وهو ينظر لها حتى صرخت بشكل مفاجى وبدأ جموع الناس يحتشد حولها ...
هتف بهم ولكن كانت هي انسحبت ببطء حتى ركضت خلف أحد السيارات وبحث عنها كالمجنون ، ثم تسللت بخفاء إلى العمارة السكنية التي تقطن بها زميلتها ....
وحمدت ربها أنها استطاعت أن تتخلص من قبضته ......
صعدت لشقة صديقتها وهي تلهث من الخوف ....
دخل سيارته وبحث عنها في كامل الطريق ولم يجدها وكأنها روح لا تُرى ....وأراد بشدة أن يصرخ بوجوه الجميع من حوله فهم السبب في هروبها منه مجدداً ..
_____________________________وحدوا الله 😊
ترجل مالك من سيارته أمام النادي الرياضي وطلب منه أحد الحرس اثبات الشخصية وكارنية العضوية ...أخرجهم مالك بلطف وتفهم عمل الحارس ثم ردد الحارس اسمه الذي جعل مدربة الكارتيه "ياسمين تامر " تقف مكانها بتسمر ....قال الحارس :-
_ مالك باسم عبد العاطي
عقدت حاجبيها الاسودان والتفتت لتنظر له بعدائية واضحة ولم تفكر بتشابه الاسماء عندما نظرت له وأخذت الشبه بينه وبين السبب في زج والدها الراحل في السجن منذ اعوام ماضية ....باسم الصديق الوفي لعمر الشريف
لمحها مالك باستغراب من نظرتها هذه ولكن بادلها هو ببسمة لطيفة ثم نظر للحارس مرة أخرى وهو يرفع حافة نظارته الطبية ، اعطاه الحارس بطاقاته ثم سمح له بالدخول للنادي .....
وقفت ياسمين شاردة قليلا وأرادت التأكد من هويته أولا ثم تفعل ما تشاء ، فوالده هو السبب في دخول والدها للسجن ، ولم تخبر والدتها بشيء فهي دائما تدافع عنهم وتدين والدها الراحل ....
___________________لا إله إلا انت سبحانت أني كنت من الظالمين
بعد انهاء المكالمة الهاتفية ،جلست ليالي بتفكير ونظرة شاردة حتى جلس زوجها عمر بجانبها وتساءل :-
_ ليه هتخلي انس يقعد مع مريم ، مش اتفقنا انك هتقنعيها ؟! ،وبعدين البنت عندها امتحانات
نظرت له ليالي وتنهدت بعمق ثم اجابت بهدوء :-
_ هي ساعة زمن وتعدي ،وعشان ما احسش بالذنب في أي وقت ، وما احسش أني اجبرتها على حاجة ، انا عارفة انها مش بطيق انس وهترفضه بس ده حقها ولازم تاخده ، وكمان عشان آدم يحس بقيمتها اكتر ..
ابتسم عمر وهو يداعب يدها بمحبة ...أردف قائلا :-
_ اوك ،موافق على نص كلامك ، بس النص التاني لأ ، آدم عارف قيمة مريم كويس أووي ، ولو ماكنش يعرفها ماكنش هيتعامل معاها كدا ...
تعجب ليالي وشعرت بالفضول لتعرف أكثر :-
_ مش فاهمة كلامك يا عمر
جذبها لصدره وهو يربت عليها بحنان ثم قال :-
_ وحتى لو اتكلمت مش هيوصلك اللي اقصده ، بس انتي هتفهمي لوحدك بعد كدا ، صدقيني مش هيفضل كدا ،انا عارفه كويس
استسلمت للامر ثم قالت :-
_ عموما انس جاي النهاردة مع باسم وريهام ،وممكن مالك اخوه التؤام يجي معاهم
اتسعت ابتسامة عمر وقال :-
_ تعرفي أن مريم عندها حق ما تطقش انس ، اذا كان انا نفسي مش بطيقه بخلاف اخوه مالك ، مالك طالع لباسم صاحبي بالضبط ...
صمتت ليالي ودعت لابنتها بالسعادة والراحة في حياتها المقبلة ....
_________________________ اللهم قلباً مطمئن ونفسا راضية يا الله
عاد فهد إلى عمله بوجه شرس يتشاجر مع انفاسه ثم توجه للحبس مباشرةٍ ...(حداد صعبان عليا والله 😂)
حتى خرج كالأمس وقد افضى غضبه من هذا المجرم الذي لن يتجرأ على النظر إليها مرة أخرى ...
مر الوقت حتى أتى المساء ودلفت كريمة لغرفة آدم وبيدها قهوته المسائية وقالت :-
_ باسم بيه تحت مع ابنه وست ريهام ..
استدار آدم بعصبية وصر على اسنانه بغضب وقال :-
_ طيب
خرجت كريمة التي نفذت امر ليالي بإخبار آدم بشكل غير مباشر ، اوقفها آدم بتساءل :-
_ هي مريم قاعدة معاهم ؟
هزت كريمة رأسها بالايجاب ثم خرجت من الغرفة واغلقت الباب خلفها
مرر يده على شعره بعصبية ثم هبط للاسفل .....
_______________________ اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك 😍
كانت ترتدي الفستان الذي اهداها إياه والدها ولم تتفاجئ بمجيء انس الليلة فهي توقعت ذلك ،بل وشعرت بالمرح وشعور آخر داعب مشاعرها عندما تخيلت وجه آدم الآن ..ابتسمت فجأة حتى لمح انس الجالس امامها ذلك بعد أن تركوهم بمفردهم لانفرادية الحديث ...
قال وهو مبتسم بنظرة محبة :-
_ ضحكتك جميلة أوي يا مريم
انتبهت مريم لصوت آنس ولم تجيبه بل قارنته بآدم ولكن كانت مقارنة غير منصفة فوجه الاختلاف شاسع ...
حتى لمحت ضوء هاتفها بجانبها ، أخذت الهاتف لتتسع عيناها بدهشة عندما قرأت رسالة قد أرسلت من رقم هاتف آدم ..تنص على الاتي :-
_ عايزك في الجنينة برا ، تعالي احسن ما ادخلك واحطك في موقف وحش وهحرجك "
بلعت ريقها الذي جف من تسارع دقات قلبها ولم تعرف لما لم تغضب من رسالته بل شعرت ببعض المرح في الآمر !!
قالت مستأذنه منه لدقائق :-
_ بعد اذنك ،هتصل بصحبتي ضروري عشان رصيدها خلص وبعتالي رسالة ، دقيقة وراجعة
تفهم آنس بلطف حديثها وذهب بحركات بطيئة باتجاه الحديقة التي تبعد عن الصالون بمسافة طويلة ....