رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل التاسع والثلاثون بقلم شريهان سماحة
اليوم جاء أخيرا .. فاليوم غير كل يوم نعم غير كل يوم .. فاليوم تحدد موعد متابعة حملها مع الطبيبة المشهوره بعد أن تم تحديده بأجر فورى ليصبح بعد أسبوع لتبتسم بتهكم عن موعده أذا لو لم يكن بأجر فورى سيكون أذا بعد شهر او شهرين ... لايهم المهم أنه أتى هذا الموعد أخير لترى قطعه من حمزها يتحرك بأريحيه داخل أحشائها أخير .. داعيه الله فى سجودها كل وقت وكل حين أن يحفظه لها متمنيه ﻹول مره فى حياتها أن يكون صبى يحمل هيئة والده ودمه وتفصيل جسده وكل شئ .. كل شئ فهى باتت تريد حمزه ثانى أن يكون أمامها متجسدا بصوره حقيقه فى حياتها .. حياتها التى ستسعد حينها بقدومه لهذا قامت بتعليق جميع صوره المكبره بغلافها الذهبى البسيط من ذلك اﻹلبوم والذكرى والوحيده بينهم على كل نصف متر من حوائط الغرفه حتى على الحائط الزجاجى المرأه وفوق المنضدتين مردده مبتسمه وهى تتطلع لما فعلته :
- عوزاك تبقى قدام عيونى فى كل شبر وكل حته أروحها مش بس فى قلبى وكمان علشان أبننا يطلع واخد كل حاجه فيك حتى أبتسامتك الجذابه دى ...
ثم صمتت بعض الثونى لتنفجر ضاحكه وهى تتهيئ بأنه اعترف لها بحبه ثم يطلعها على رغبته فى نوع الجنين كما ترى فى معظم الروايات المحببه لها لتردد بعدها :
- عرفه ممكن تقولى عوزها بنت زيك واخده عيونك وشعرك وشكلك بس عارف أنا كمان طول عمرى كنت أتمنى كل خلفتى بنات ﻹنهم الرحمه والحنيه اللى نزله من ربك فى أرضه .. العاطفه والطيبه اللى بترفقك فى شيخوختك .. الدعاء اللى هيفضلوا مدومين عليه بعد مماتك .. النفس المكسوره اللى محتاجه عاطفه وأهتمام من أهلها ومن بعدهم زوجها .. اللى رسولنا الكريم عليه صلوت ربى قال عليهم رفقا بالقوارير ..
ثم صمتت بعض الوقت لتردد بخفوت مسترسله :
- بس لما بعدت عنى ودوقت مرارة فراقك تمنيته صبى ويكون أنت .. وعندى يقين أن ربنا هيراضينى بنسخه منك ياحمزة قلبى !
-----------------
- السلام عليكم ... لو سمحتى أنا ليا حجز هنا بأسم مدام حمزة حسين اﻵلفى
لترفع عيونها من قراءة مجلة التسليه الموضوعه فى عيادة الطبيبة لتجحظ بصدمه وأندهاش سيطر على جسدها
لتردد مع نفسها بكل نبرة حقد وحسد على أثر قول الممرضه ' متابعة حمل ' وموافقة الماثله أمامها باﻹيجاب
" يعنى هيا شايله أبن الرائد حمزة وجايه بكل فخر تقول أنها مراته وأنا .. أنا شايله أبن المقرف البغيض الكريه زنقر .. لتتذكر اﻷحراج والعرى عند جوابها بكل نفسا مذلوله على سؤال الممرضه ﻹسمها عند قدومها لتقوم بأعطائها أسمها لوالدها دون أسم زوجها الذى ليس لديه أى شئ واحد تفخر به حتى أسمه دونن عن اﻷسماء أجمع أقلهم دنائه و أشمئزاز وسخريه "
لتفيق من حالة شرودها المقتظه بوسوسة النفس اﻹماره بالسوء على جمله الممرضه التى كررتها كثيرا دون أجابه منها لشرودها
- مدام شاهى علم دورك يافندم !!! حضرتك سمعانى !!!
أومأت برأسها ودخلت دورها ببطئ وحالة اللا وعى والكره والأنتقام تمتلكها
لتخرج منه على رفض تام تام من الطبيبة على فعل مايغضب الله اللأ وهى قتل النفس التى حرمها الله .. ليزداد ليهب عيناها وباتت مقتنعه باﻹنتقام ...
طلعت خديجه من فحصها طائره سعيده لا تصدق ما روته الطبيبة عليها ورؤيه ما فى أحشائها من حبيبها والذى يشبه الان فى بداية شهرها الثالث مثل رأس البشر ولكن بلا تفاصيل بجسده غير أنه يشبه الدوداء وكل هذا ولا يتعدى حجمه السنتيمترات ....
طلعت ولم تعلم بأن هناك من يتربس بها بكل نفسا حاقده للأطاحه بجسدها عن طريق سيارتها ليأتى لها أتصال سريع من والدها ليتشتت أنتبها المركز على باب المركز الطبى للطبيبة لتجيب عليه بعد أصرار متتالى مردده بضيق صدر :
- نعم داد
ليأتيها صوته عاليا يصدح بتهجم وبسباب :
- تعاااااالى دلوقتى شوفى البيئه اللى جبتيه فى بيتى بيعمل أيه ..
ليسترسل حديثة بعد أستفسرها عن مايعمله ليردد بنفس حالته :
- الشوارعى جايب بلطجيه زيه وحشيش وقعدين قعدت عرب بيحششوا فى جنينة القصر
ثم أضاف بتهكم وسخريه :
- أه أصلها وكاله من غير بواب وبيت أبوه .. لو مجتيش دلوقتى حالا واصرفتى هكون طرده حالا
لتسرع بأرتباك وخوف مردده من بينهم :
- لا ياداد أرجوك .. لو ليا معزه عندك متفكرش فى كده أبدا وأنا هاجى الثانيه دى أحاول أقنعه أن يعملها فى ملحق البواب بس أنت أهدى
- أهدى ! أهدى بعد كلامك اللى ينرفز ده .. ده ولا أكنه ماسك عليكى ذله .. ريحينى وقولى لو فى حاجه انا هتصرف
لتذرف دموعها مانعه أظهاره لوالدها مردده بخفوت :
- أبدا داد .. مفيش اى حاجه .. وثوانى وجايه
ثم شغلت محرها بعد ذلك وهمت ذاهبه لتخرج خديجه فى ذلك الحين لركوب سيارتها أستعداد للمغادره .....
----------------
بعد مرور شهر فى شقة يوسف ومى
- مى انااااااااااا
قالها يوسف على أثر فتح باب غرفة نوم مى التى كانت فى ذلك الحين تقوم بتغير ملابسها التى كانت عليها بالتى كانت تنوى لبسها قبل دخوله مباشرا لتلتفت منصدمه صامته فى ذهول على رؤيته لها هكذا بهذا الشكل ليأتيها صوته متعلثما مرتبكا وهو يردد :
- أاااسف .. أسف دخلت زى مامتعود ادخل
ليقفل الباب فورا واضعا جبينه على باب الغرفه دون زحزحت جسده من مكانه ليتذكر تلك الشقيه التى رافقت حياته طوال الشهر الماضى وهى تتفنن فى أخراج ضحكاته من بين تقسيم وجهه الحزين .. تلك الشقيه المغريه بمنامتها الستان الناعمه وإلتصاقها به أثناء دخوله المطبخ بحجة جلب أشياء من جانبه لتثيره كليا وتحرك مشاعره ثانيا بعد ان فقدها بموت حمزة .. لينفض نفسه من شرودها مستعيدا قوته وحبه لها ورغبته بها ليفتح الباب ثانيا داخلا برغبة حب تمتلكه قافلا الباب خلفه لتسمعه يردد بحب وبشغف ظهر من داخله :
- أنتى عرفه أنا مش أسف وهدخل وأخرج زى ما انا عاوز ﻹنها هتكون أوضتى أنا وانتى ..
ليعلا صوت مى بسعاده تجتاحها وخجل يعتلى وجهها :
- أستنى بس يايوسف انت بتقلع التشيرت ليه ! ...........................
-----------------
أرجع رأسه بألم على مامر به طوال الشهر الماضى منذ نقله من المستشفى التى كان بها الى ذلك المبنى الضخم بأسواره الشائكه من اﻹلمونيوم فى عرباه مصفحه لا يظهر منها ضوء النهار الساطع الى تلك الغرفه محكمة اﻹغلاق مثلها مثل القبر مستغربا ومستفسرا عن مكانه الذى بات بالفنطه أدراكه بعد رفض أخباره به ...
ليبتسم فى سخريه مرددا لنفسه أهم أغبياء لهذه الدرجه فكلهم وجوههم ثابته على هيئة غضب من الله مصاحبه بجبن ينغرث غرثا فى دمائهم وقلوبهم لينتج فى نهايه الصوره قلوب متحجره لا دين لها نعم لا دين لها فرب السماء عن طريق نبيه موسى لم يأمرهم بذلك فى كتاب التوراه الاصلى دون تحريفهم المزعوم ....
ليفيق من شروده على دلوف أحداهما بزيه العادى مثله مثل غيره من السابقين الذين تهافتوا عليه فى هذا الشهر فيبدوا أنهم لا يهمدوا ..
ليتقدم مبتسما محدثه بالعربيه بصوت متكسر :
- شالوم ولا أقولك صباح الخير كيف المصريين
ليبتسم حمزة بتهكم يصاحبها الصمت التام أبتسامه لم تصل لكلتا زوايه فمه ليأتيه صوته مره أخرى منتهدا :
- أحنا عرفنا رتبتك من ملابسك إللى وضحته لينا مصادرنا بأنها رتبه عاليا فى سلاح طيران الجيش المصرى
ليميل بجسده نحوه مرددا بصرامه وجه غير سابقها :
- اسمك ايه وكنت بتعمل ايه على الحدود بطيارتك اللى انفجرت ومستغربش أحنا ربطنا الامرين ببعض أنفجار الطيارة واصابتك ..ها كنت ناوى على عمليه داخل اسرائيل ..
ليقابله صمت تام من جانب حمزة كما تم مع من سبقوه
ليزفر فى ضيق محاولا تهدئة إعصابه مستخدما أسلوبا مغريا غير السابقين :
- بص أحنا مستعدين نحميك ومش بس كده لا وكمان تبقا راجلنا وتاخد رتبه كويسه فى الجيش اﻹسرائيلي ونبعت كمان نجيب عائلتك لو ليك أب أو أم أو زوجه بس تقولنا على المعلومات اللى تعرفها عن سلاحك وأيه نوع الطايرات اللى هتدخل الخدمه والمتفق عليها وأيه أهم التخطيطات اللى هينفذها سلاحك قريب .. كل حاجه تعرفها كل حاجه...
ليميل حمزه بكتفاه لﻹمام قليلا بأتجاهه مردد أخير بصوت داما الصمت صاحبه لمدة شهر وبقوه أعين كالصقر وبهدوئه حين يحدد فريسته على مرما بصره :
- أنت عارف لا أنت ولا بلدك المزعومه دى واللى مغتصب أرضها من شعبها الصامد .. كلها على بعضها تهزو شعره منى مش تحمونى !!!
ثم أسترسل حديثه بنفس حالته يصاحبها بعض التهكم والسخريه :
- اه ومن حق امى وابويا لو طلعوا بره مصر يموتوا فمبالك بقا لو طلعوا وجم عند اليهود ..
لينتفض المحقق اﻹسرائيلي واقفا مردد بسخريه شديدة مصطحبه بغيظ مفرط :
- أنتم المصريون تحبون قول الشعارات الوطنيه ولا تدركون مصالحكم جيدا
ثم أسترسل حديثة لكى يخيفه :
- لاتدرك بأننا سوف نعذبك أشد العذاب وسوف نقتلك فى النهايه أذا لم يتم أخبارنا بما نحتاجه وكل ما تعرفه ..
ليردد حمزة بعزيمة ظابط أمن وقوة مصرى تربى على أرضها وتجرع من نيلها وبأصرار رجل حقيقى :
- لما أموت حافظ وطنى ونفسى وكرامتى احسن من لما أعيش خاين طول حياتى .. فهناك فرق بينهم فاﻷولى جزاءها الجنه ورضا رب العالمين والثانيه جزاءها النار مع أمثالك !!!
ليصرخ بغضب جامح أجتاحه على أصراره المتواصل لمدة شهر متكامل تحت عذابهم المستمر من غرفه غير جيدة التهويه نهائيا ومنع الطعام عنه لثلاث أيام متواصله ثم دخول رجال ملاكمه لضرب فى ظل أستنفاذ قواه بسب منع الطعام الى أندلاق ماء اسفل فراشه أثناء نومه فى هذا الجو المثلج لصوت تنقيط الماء المهيج لﻹعصاب فى سكون الليل ﻹطلاق الزواحف كالجراد والصراصير والحشرات بمختلف أنواعها معه داخل الغرفة ...
ليزفر بضيق خارجا من الغرفه متمنيا لو كان اﻷمر بيده ﻹطلق عليه الرصاص فورا أو تعريضه لجلسات كهرباء بفولت مرتفع .. ولكن اﻷمر بيد كبار الكنست الاسرائيلي وكبار مناصب الجيش ورئيس الوزراء المتخفيين لﻷمر فى أضيق الحدود خائفين من تسرب امر ما للجانب المصرى وبالتالى سيثور الشعب وسيؤدى الى الغاء معهدة السلام لتدخل بعدها أسرائيل فى حرب هما فى غنا عنها .. حتى لاتلحقهم هزيمة شنيعه وخسائر فاحشه على أثر حرب أكتوبر المجيد وليكفيهم اﻷن شباب فلسطين الشجاع والقوى والمناضل ﻷخر نفس بهم دون سلاح أو مدفعيه فقط حجاره بأيديهم تخيف الجبناء بمدفعياتهم وأسلاحتهم !!! ......
ليغادر بعدها المبنى فى وسط عينين مترقبه ومستفسره عن وجود محقق كشموئيل يعقوب هنا فى مبنى السجن بل وتردد بعض مناصب الجيش كل حين لتبدأ الحيره تأكله لمعرفة ما يخفونه داخل مبنى السجون تحت الحراسه المشدده