رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل السابع والثلاثون 37بقلم شريهان سماحة


 رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل السابع والثلاثون بقلم شريهان سماحة

رفعت وجهها لرب السماء وأنسابت الدموع ببطئ فى ظل أنغماض عيناها وبقلب موجوع فوضت أمرها لله أن ينتقم من الظالم بحق الظلم الذى طالهما وبحق الفراق الذى باعد بينهم وبحق الحزن الذى مﻷ قلوبهم ......
لترجع بذاكرتها للمكالمه التى تلقتها منه وهو يردد المسامحه والغفران ثم حديثه عن شئ يسمى رساله هى التى أخرجته عن شعوره وهى حينها لم تهتم بما ردده بل أتهمته بين نفسها بتأليف أكاذييب لتتقبل عذره ...وأيضا تلك الصور اللعينه فمن يفعل ذاك يفعلها .. 

اه والف اه ياقلب موجوع .. اه والف اه على أجمل ايام حياتى التى لم أسعد بها .. اه والف اه على فراق حبيب فى وقت غضب .. أه والف اه على حياتي بدونه ...
لتخفض وجهها ببطئ وهمت بفتح عيناها وهى تمحى دموعها بلطف حامده الله بقلب راضى على ماألت اليه أمورها .. لتتذكر كرم الله ونعمته فى وقت ألمها بأنه لم يحرمها منه نهائيا بل أنعم عليها بشئ يشبه حبة الفاصولياء وحجمها ينمو اﻷن فى أحشائها أعاد اليها القوة بعد الضعف ... أعاد اليه الفرح بعد الحزن الذى أوشكت على التأكد أنه سوف يحتلها لﻷبد .....
أبتسمت نعم أخير أبتسمت لها مردده من بين أبتسامتها :
- عرفه لو كنتى جيتي وحكيتى ليا بس الصبح أو فى أى وقت قبل ماأعرف حملى كنت عمرى ماهسامحك العمر كله ﻹن اتجرحت قوى بس الحمدلله ربنا عوض عليا بحاجه منه 
ثم أسترسلت حديثها وهى تضع يداها على أحشائها :
- وعلشان ده وعلشان انتى كنتى حبيبته وبيعزك أنا سامحتك ! ﻹن كل اللى بيعزه حمزة ﻷزم أعزه وأبنه كمان لازم يعزه 

قامت من جلوسها القرفصاء فورا أنتهاء جملتها لترتمى فى أحضانها تجهش فى البكاء بسعادة تجتاحها ﻷول مره منذ شهران بل فى العمر كله .. فبكاء السعاده ذاك التضاد بصورته الجميلة الذى يقوى المعنى ويوضحه على راحة ضميرك من جرم بات يعذبك فى الليل والنهار حتى أثناء نوم .. مضيعا عليها حتى أشتياقها لحبيبها وتجنب الكثير من مكالماته لتنحصر فى النهايه على اﻷطمئنان على الحال ثم العائلة ثم بعض الكلمات البسيطه ليغلق اﻷتصال بعدها  ..
لتشدد عليها داخل أحضانها حامده الله ..

" فها هى زوجة حمزها و أبن حمزها قد رضي عنها أخيرا ..... "

-----------------

بعض الطرقات الخفيفه على باب الغرفه لﻹستأذن تدل على ذوق الطارق وبرستيج المكان وأصحابه ليأتي صوت يصدح عاليا بغيظ كأنه فى مقهى يصيح على صبيها ويعنفه :
- خشى ياغندوره ميت مره قولت أبقى أدخلى على طول من غير زفت التخبيط ده والمياعه على الباب 
لتدلف مديرة القصر وعلامات الأستغراب تأكل من وجهها لتردد بجديه باللغه الفرنسيه لغة موطنها اﻷم : 
- باردون !!!
- ياصبر اااايوب  قولت ميت مره بنطلونك معاكى ياوليه ياقرشانه 
ثم أسترسل حديثة ملتفتا لتلك القابعه على اﻷرض فى أحد أركان الغرفه الواسعه رافعه ركبتيها أمام صدرها ويداها تحيطهما دافسه وجهها بينهما :
- الوليه برشوت دى لازم تمشى ويجى غيرها كل ماتشوف سحنتى تبرطم بالبنطلون بتعها ده وأنا زهقت ومرارتى أتفقعت ...
ثم ألتفت لها ثانيا مردد بصوت مرتفع و بغيظ أكبر : 
- أتنيلى حطى اللى جبتوه هنا قدامى على السرير 
لتنصاع له فى هدؤء تجنبا للشجار الدائم بينهم ليل نهار لتأمر الخادمات بوضع كل مايحملانه أمامه كما أمر فوضعت اﻷولى طبق عائلى يمتﻷ بالحمام المحشى المحمر .. ووضعت اﻷخرى طبق عزومات يحمل ديكا روميا مشوى .. والاخيره وضعت شيشه مهيئه للشرب فورا بعد أن تعلمت كيف تعدها عن طريق دروسه الذى علمها لها فى مطبخ القصر بأتقان !
ليهموا بالمغادره جميعا إلا من مديرة القصر الذى ألتفتت للقابعه فى حزن مردده بلكنه عربيه بسيطه تسطيع نطقها نتيجة جلوسها فى البلاد لسنوات طويله :
- تأومرى بشئ أخر شاهى هانم ..
لترفع رأسها أخير من جلستها وعيناها مصبغه بالون الأحمر من كثرة البكاء مردده بخفوت :
- شكرا برشينا ...
لتغادر مقفله خلفها الباب ببطئ شديد من باب الذوق لتتحول عيناها من أثر مغادرتها على ذلك الهمجى قليل الذوق بل منعدمه نهائيا .. وهو على فراشها فى غرفة نومها يرتدى شئ ابيض بنصف كم يلتصق على جسده المكتز وعليه شورت واسع بشده يكاد يسع لثلاثه أفراد معه يصل لفخذه وهو ينهش بنهم فى الطعام ثم يحشى فمه على أخرهما ثم يتجرع الماء سريعا ليساعده على البلع بعد أن أزدحمت حنجرته بالطعام ليسحب بعدها شهيق قوى من شيشته التى فوق فراشها ليزفرها أخير فى الهواء بتلذذ ..كل هذا وهو يهلل لمباراه ما امام التلفاز .....
لتخفض برأسها مرة أخرى فى وضعها السابق تتذكر مصيبتها ليس تتذكر بل هى فى عقلها كل حين وكل ثانيه حين أنتفضت من تحته ذات مره نحو الحمام تفرغ ما فى معدتها كليا وهى تستغرب حالتها المتكرره تلك لتكتشف فى نهاية اﻷمر أنها تحمل طفله فى أحشائها و محاولاتها المتعدده والمتنوعه بعدها لتفريغه برغبه جامحه فلا ينقصها إلا ان تحمل منه هو دونا عن العالم أجمع ولكنها باتت جميعها بالفشل ... لتتذكر بأن هناك طبيبه مشهوره يجيدون فى شعبيتها للمتابعة النسائية لم تلجا لها حتى اﻷن .. لتطلق تنهيده عميقه بأنه يجب عليها الجوء لها ﻹفراغه فى أقرب وقت والتخلص منه نهائيا .....

---------------

حين سمعت ذلك الخبر عن عودتها من محاضراتها أبتسمت ببطئ .. ليس دليل على عدم سعادتها بل سعدت لشقيقتها وفرحت أكثر لضحكاتها التى أنارت وجهها أخير .. لتردد بألم لنفسها بأن شقيقتها قد من الله عليها بما يسعدها ولو قليلا لتحارب الحزن من أجله .. فيبقى أذا حبيبها القاسى الذى فاتت على أخر مكالمه بينهم شهر أخر ... حتى باتت تتشكك فى حبه لها ..
لينهمر دموعها وهى ترتمى بجسدها على الفراش ليستمر الوضع دقيقة .. دقيقتان ثم هبت من عليه لتردد بقوة وعزيمه وهى تمحى دموعها بأنها لن تستسلم له وستدافع عن حبها مهما كان ما تسطيع فعله .. لتتوجه سريعا لﻹسفل تنوى أمرا بات محتوما ويجب تنفيذه فورا ..

----------------

- ممكن أدخل ؟!
أغلقت خديجة كمبيوترها المحمول ورددت بعدم أستيعاب وهى تلملم أوراق كثيرة مبعثره على الفراش بجانبها :
- ماما ! أتفضلى طبعا من غير ماتستأذنى 
لتدلف صفيه بوجه بشوش مبتسم بعض الشئ كأنه كان توفيا ورجع له الحياة مرة أخرى حامله معها حامل طعام يحتوى على كوب شراب من الحليب بالحجم العائلى وطبق كبير من السندوتشات المعده مسبقا بمختلف حشواته فعلى مايبدوا أنها بدأت حملة تزغيط خديجة لكى يقوى الحمل ويعدو بصحه جيده كأنها تنفذ أقوال أجدادها اﻷقوياء فى المقوله الشهيرة ..
          " أنتى بتأكلى لتنين " 
لتتمنع خديجة محاوله أقناعها بأنها لا ترغب وانها سوف تكتفى بنصف كمية الحليب ليكون فى نهاية الأمر بعد عددة محاولات بتنفيذ كلامها والبدء فى اﻷكل بأستسلام محدثها نفسها بسخريه بأنها لو بقت هكذا طوال التسعة أشهر سوف تصبح أمام مرضاها فى عملها .. الدكتورة بطيخة ! ..
لينفلت صوت ضحكاتها قليلا لتردد صفيه بشغف : 
- مضحكينى معاكى !
- أبدا ياماما حاجه كده أفتكرتها 
لتلاحظ صفيه عدد مهول من اﻷوراق بجانبها فهمت تستفسر منها لتجيبها خديجة بعزيمة أقتحمتها :
- أبدا ياماما نويت أكمل رسالة الماجستير بتاعتى اللى أهملتها من بعد ماتخرجت 
لتردد صفيه بنصح وخوف :
- طب كنتى تأجليها لبعد ماتولدى علشان الحمل مش يتأثر 
لتبتسم خديجة وهى تردد بأقناع :
- وهو يعنى أنا هعمل أيه ماأنا قعده بجمع من الكتب ومن على النت وأكتب وخلاص ...
لتستسلم صفيه بخوف يقلقها داعيه الله أن يتم حملها على خير وترى حفيدها ليأتى على مخيلتها شئ كادت أن تنسيه فهمت تسألها سريعا :
- من حق ياخديجة أنتى نويت تتبعى الحمل فين 
لتردد بحيرة باتت تسيطر عليها :
- مش عرفه والله ياماما محتاره بس ليا زميلة عزيزه عليا هى طبيبة تحاليل فى المستشفى أقترحت عليا أسم طبيبة مشهورة وليها شعبية كبيرة فهشوف كده
لتردد صفية بأقتناع :
- خلاص أن كانت زى ما بتقول زميلتك يبقا على خيرة الله وتبعى عندها علشان أنا كنت ناويه أسأل كام واحده اعرفهم على حد متمكن ومشهور وأهو أنتى وفرتى مجهودى .....

-------------------
- أدخل 
قالها حسين من على مكتبه بعد أن صدق كلام الله عز وجل للطارق لتدلف بعدها مى بوجه يظهر عليه التوتر واﻹرتباك مردده بهدوء :
- عمو حسين ممكن دقايق من وقتك 
قلق حسين من هيئتها فوقف سريعا يتجه بأتجاهها مرددا بقلق :
- فى أيه يابنتى قلقتينى 
لينهمر دموعها التى كانت تجاهد بعدم هبوطهم لتردد بألم :
- يوسف ياعمو يوسف لو فضل كده ممكن يجراله حاجه 
لم يستوعب حسين حديثها لعدم وضوحه فردد يستفسر أكثر :
- فى أيه ياحبيبتى واحده واحده أنا مش مركز اعذرينى 
لتمحى دموعها بظهر يداها مردده بصوت متألم :
- يوسف ياعمو من يوم اللى حصل لحمزة وهو حبس نفسه فى شقته شهر وأتفاجئ من شهر أنه سافر وحدته ومش راضى ينزل ومعدش بيتكلم معايا خالص ..أنا ..أنا عنت خايفه عليه ليحصله حاجه 
رجع برأسه بأكتافه قليلا للخلف ومزال جسده ثابتا بعد أن أستوعب ما اﻷمر معاتبا نفسه حتى وان كان له عذره .. بنسيانه كل تلك المدة وهو كان صديقه الصدوق .. أخيه الذى ليس بشقيق فحتما هو يتعذب مثلهم اﻹن بل وأكثر فهو كان رفيقه فى عمله فى أجازته فى حياته وجميع اسراره ...
ليهز رأسه بهدوء مردد لها بكلمات محدده ناويا أمرا ما ..
- طب معنتيش تعيطى وأطلعى فوق دلوقتى ...

لتهز رأسها باﻹيجاب مغادره لﻹعلى كما أمرها ليتحرك بأتجاه هاتفه الموضوع على مكتبه أتيا بأسمه المسجل على هاتفه ينوى الاتصال عليه ليأتيه صوت حزين متألم لعدم العثور على ماهو ذاهب له :
- عمى حسين خير فى حاجه 
ليردد حسين سريعا بصوت مطمئن :
- مافيش حاجه يايوسف كل خير ..
ثم أسترسل حديثة مستفسرا :
- أنت ليك أجازات اليومين دول 
فرد يوسف عليه بأستغراب :
- المفروض ليا بس انا مش عوزهم 
ليأتيه صوت حسين مردد بصرامه :
- طب خدلك اجازه حلوه فى أقرب وقت ممكن وتعاللى عوزك ضرورى 
ليودعه بعدها مباشرا وهم بقفل الهاتف لكى لا يعطى له مجال للرفض بتاتا ....
والذى جعل طريقة القائه تحير يوسف كثيرا ليظفر فى ضيق لنيته بعدم النزول لمدة طويله ليأتى هو ويجبره ولا يستطيع أن يرفض له طلب ...
الفصل الثامن والثلاثون  من هنا

تعليقات



×