رواية اميرة اخر الزمان الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم ملك ابراهيم
وقفت إحدى الممرضات تمنع اميرة من دخول الغرفة مع الطفلة، اقترب الدكتور محمد من أميرة وتحدث اليها بهدوء قائلاً لها.
ـ متخافيش يا اميرة انا مش هسيب جنه وان شاء الله هتبقى كويسه
بكت اميرة قائلة له.
ـ انا خايفه عليها اوي، حاسه ان روحي بتروح مني، لو جرالها حاجه انا هموت
نظر اليها بعمق قائلاً لها من قلبه.
ـ صدقيني يا اميرة انا هعمل كل اللي ربنا يقدرني عليه عشان بنتك تقوم بالسلامة، بس انا عايزك تهدي وافضلي ادعيلها ومتيئسيش ابدا من رحمة ربنا وكرمه
نظرت اليه اميرة والدموع تنسال من عينيها، حرك رأسه لها بتأكيد كي تطمئن، حركت رأسها له بالايجاب ودموعها تنسال بدون توقف.
وقفت راندا تنظر اليهم وهي تبكي بحزن خوفا علي ابنة صديقتها، اقترب ضياء من اخته كي يقف بجوارها هو و والدتها.
ترك الدكتور محمد أميرة ودخل هو الي الغرفة ليتابع حالة جنه.
وصل جمال وشقيقته اماني الي المشفي ودخلوا يبحثون عن جنه.
رأتهم اماني يقفون امام احدى الغرف، ركضت اليهم اماني تسأل عن جنه بقلق، اخبرتها راندا انها بالداخل والطبيب معها.
اقترب منهم جمال وتحدث اليهم بصوت غليظ قائلا.
ـ اومال البت فين؟
تحدث اليه ضياء بغضب وهو ينظر اليه بستحقار قائلاً له.
ـ جوه والدكتور معاها ادعيلها
وقف جمال ينظر حوله الي المشفى بانبهار، يتطلع الي الجدران ونظافة المشفى، همس الي نفسه بستغراب قائلا.
ـ زمان الكشف هنا لوحده غالي اوي
ثم نظر الي اميرة وهي تبكي بحضن امها وهمس الي نفسه بستغراب.
ـ ازاي اميرة عرفت المستشفى دي
خرج الدكتور محمد من الغرفة وعينيه علي اميرة، ابتعدت أميرة عن حضن امها وركضت اليه بلهفة وقلق قائلة له.
ـ جنه عامله ايه كويسه؟!
ابتسم لها بهدوء وحرك رأسه بالايجاب قائلاً لها.
ـ اطمني هي كويسه الحمد لله بس لازم تفضل هنا في المستشفي كام يوم تحت الرعايه وكمان عشان نجهزها للعمليه لاننا لازم نعمل العمليه في أقرب وقت
اقترب منهم جمال وتحدث اليه بطريقه فظه وهو ينظر الي المشفي ويشير بيديه قائلا.
ـ بس لا مؤاخذه يعني يا دكتور احنا مش هنقدر ندفع تكاليف المستشفى الغاليه دي وزي ما حضرتك شايف كده المستشفى دي شكلها غاليه وعايزه شوال فلوس عشان نعمل للبت العمليه هنا ويا عالم بعد كل ده البت هتخف بجد ولا الفلوس هتترمي على الارض
نظرت اليه اميرة بغضب، تشعر بغليان بقلبها وكره شديد لـ جمال، لا تصدق عدم مبالته بحياة ابنته، كل ما يهمه الاموال فقط، لا يفكر باحد سواه.
تحدثت اليه اميرة بغضب قائلة له.
ـ هو انت ايه، مفيش عندك دم خالص، بنتك بتموت وانت بتفكر في فلوس وزفت
اتصدم جمال من جراءتها وردها عليها بهذه القوة.
وقف الدكتور محمد يتطلع الي جمال بستحقار، لا يصدق انه بشر يمتلك قلب ينبض ويشعر مثل باقي البشر، اخذ نفس عميق محاولا التحكم بغضبه.
حاول جمال الاقتراب من اميرة كي يضربها بعد ردها عليه بهذه القوة واهانتها له امام الجميع.
تقدم محمد سريعا امام أميرة ووقف أمامها كي يحميها منه وتحدث اليه بتحذيز قائلاً له.
ـ لو فكرت بس تقرب منها يبقى هتقضي بقيت عمرك في السجن، ملكش دعوه بيها نهائي، انت فاهم
وقف جمال بصدمة يتطلع الي الدكتور بستغراب، لماذا انفعل هكذا من اجل اميرة، لماذا وقف أمامها ووقفت هي خلفه في حمايته.
تابع الدكتور محمد حديثه قائلا له.
ـ وبالنسبة لفلوس المستشفى ملكش دعوه بيها، مدام أميرة متكفله بكل المصاريف
ضحك جمال بسخريه ضحكه سخيفه يخفي خلفها غيظه من اميرة ومن الدكتور الذي ومن الواضح انها على معرفة سابقة به، تحدث اليهم جمال بسخريه وهو ينظر الي أميرة وهي تقف خلف الدكتور.
ـ اااه مدام أميرة، دي مدام أميرة شكلها كانت مدوراها من ورايا وانا نايم في العسل، فجأة كده يظهر محامي ويظهر دكتور ومستشفى غاليه وناس نضيفه، دي الحكايه بقي فيها ان، بس ازاي انا مكنتش حاسس بكل ده!!
ثم اضاف وهو ينظر الي اميرة بغضب قائلاً لها.
ـ يا ترى هتظهر مفاجأت ايه تاني يا مدام أميرة؟!
تحدثت اليه والدة اميرة بغضب قائلة له.
ـ احترم نفسك والزم ادبك يا جمال، انا بنتي اشرف من الشرف وكل اللي انت شايفهم دول ناس محترمه وربنا عوضها انهم يقفوا جمبها لما انت افتريت عليها عشان هي يتيمه وملهاش اللي يقف لك
وقفت راندا تنظر اليه بغيظ وتحدثت هي الاخري بعد حديث ام اميرة قائلة له.
ـ انت مستغرب ان اميرة ربنا كرمها بناس محترمين يقفوا جمبها! ، ربنا مبيرضاش بالظلم وانت ظلمتها وربنا عوضها بلي يقفوا معاها لحد ما تاخد كل حقوقها وكله بالادب ولا انت مسمعتش عن الادب ده قبل كده
انفعل جمال من اهانتهم الجماعيه له، خفضت اماني وجهها باحراج لا تستطيع الرد عليهم فهي تعلم ان معهم كل الحق في حديثهم الي شقيقها، تحدث جمال بصوت مرتفع قائلاً لهم.
ـ اااه دا انتوا عصابه بقى واتلموا حواليها وعاملين نفسكم حبايبها
ثم نظر الي اميرة قائلا لها.
ـ طب متفكريش بقى يا مدام اميرة انهم واقفين معاكي عشان مصلحتك والكلام ده ، في الزمن ده كله بتاع مصلحته وانا بقولهالك قدامهم اهو، بكره كل واحد فيهم ياخد مصلحته منك ويخلع، يعني هتلفي تلفي وترجعيلي في الاخر
نظروا اليه جميعا بستحقار، تحدثت اليه راندا بغضب قائلة له.
ـ مش كل الناس زيك متقلقش عليها
نظر اليها بغضب قائلاً لها.
ـ انتي اول واحده خربتي عليها خلي بالك، من يوم ما عرفتك ومشت معاكي وهي حالها اتقلب وفضلتي وراها لحد ما خلتيها تطلق زيك
نظرت اليه راندا بصدمة، نظر اليهم جميعا قائلا بصوت مرتفع.
ـ البت اهي عندكم، شوفوا هتعملوا فيها ايه ولو ماتت ابقوا عرفوني
ثم تركهم وذهب، وقفت اماني تكتم فمها بصدمة والدموع تنسال من عينيها، اقتربت من أميرة وتحدثت اليها بخجل قائلة لها.
ـ معلش يا اميرة متزعليش والنبي منه جمال غلبان بس هو لما بيضايق مبيعرفش هو بيقول ايه
نظرت اليها اميرة بصمت والدموع تنسال من عينيها هي الاخرى، تحدثت اليها والدة اميرة بلوم قائلة لها.
ـ يعني عجبك كلامه وقلة ادبه دي يا اماني، عجبك الفضايح اللي هو بيعملها في كل حته دي، هو احنا في ايه ولا في ايه دلوقتي، مش صعبانه عليه البت اللي مرميه جوه دي، هي مش بنته وتوجعه برضه
بكت اماني اكثر قائلة لهم.
ـ معلش متزعلوش حقكم عليا انا
اقتربت منها اميرة قائلة لها.
ـ انتي ملكيش ذنب يا اماني
ثم اضافت برجاء.
ـ معلش يا اماني عيزاكي تخلي بالك من حور لحد ما جنه تعمل العمليه ان شاءالله عشان انا هفضل معاها هنا في المستشفي وخايفه علي حور تفضل هناك لوحدها وهي روحها في اختها ومش هينفع اخدها معايا هنا في المستشفي
تحدثت اماني بالايجاب قائلة لها.
ـ اطمني عليها يا اميرة حور في عينيا، انا اصلا قاعده عند امي الايام دي وهخلي بالي منها وهاجي كل يوم اطمن عليكم انتي وجنه وان شاء الله تقوم بالسلامة
شكرتها اميرة بامتنان واستأذنت منهم اماني وذهبت، تحدث الدكتور محمد الي أميرة بهدوء قائلاً لها.
ـ انا هجهزلك ورق اقامة هنا في المستشفى گمرافق
حركت اميرة رأسها بالايجاب قائلة له بلهفة.
ـ انا عايزة اشوف جنه
حرك رأسه لها بالايجاب وتحدث الي ضياء ووالدة أميرة وراندا قائلاً لهم.
ـ وانتوا اتفضلوا روحوا عشان ترتاحوا شويه ومتقلقوش ان شاءالله جنه هتكون بخير
تحدثت والدة اميرة بحزن قائلة.
ـ انا مش هينفع اسيب أميرة هنا لوحدها
وتحدثت راندا هي الاخرى.
ـ وانا ممكن اقعد هنا مع اميرة يا خالتي وروحي انتي عشان جوزك وعيالك
تحدثت اليهم اميرة برفض قائلة لهم.
ـ انا مش عايزة حد معايا هنا انتي يا امي ارجعي عشان جوزك وانتي يا راندا مش هينفع تسيبي امك وابنك لوحدهم وكمان عشان شغلك
تحدث ضياء.
ـ طب اقعد معاكي انا يا اميرة
ابتسمت له اميرة بحب قائلة له.
ـ متقلقش عليا يا حبيبي وبعدين انت عندك مدرسة وامتحانات
تحدث اليهم الدكتور محمد بذوق واحترام قائلاً لهم.
ـ ان شاءالله تقدروا تيجوا تشوفوهم كل يوم وتطمنوا عليهم
ابتسمت له والدة اميرة وشكرته علي دعمه ووقوفه بجوار ابنتها.
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
________
في منزل والدة جمال.
دخل جمال شقة والدته وهو يزفر بغضب ويظهر علي ملامحه الغضب الشديد ، دخلت اماني شقيقته خلفه وهي حزينه.
وقفت والدته بقلق تنظر إليهم بصدمة عندما رأتهم يدخلون عليها بمفردهم بدون جنه، نظرت اليهم حور تبحث بعينيها عن شقيقتها وتوأمها، تحدثت اليهم والدة جمال بقلق قائلة لهم.
ـ البت فين؟، البت جرالها حاجه؟!
تحدثت اماني سريعا قائلة لأمها.
ـ اطمني يا امي جنه الحمدلله كويسه هي دلوقتي محجوزه في المستشفي عشان يجهزوها للعملية
اتصدمت امها اكثر ونظرت الي ابنها ولاحظت غضبه الشديد، تحدثت اليه بفضول قائلة له.
ـ عملية ايه يا جمال؟، واحنا هنجيب فلوس العملية دي منين؟!
رفع جمال حاجبه الايسر بغيظ قائلاً.
ـ لا ما الهانم امها هي اللي هتدفع، الست أميرة اللي بقى ليها محامي ودكتور ومستشفى خاصه هي اللي هتدفع
عقدت والدته ما بين حاجبيها بستغراب قائلة له.
ـ انا مش فاهمه حاجه، انت تقصد ايه يا جمال ودكتور ايه ومستشفى خاصه ايه؟!
تحدثت اماني الي شقيقها بغضب قائلة له.
ـ ملوش لازمة كلامك الفاضي ده يا جمال، كلنا عارفين اخلاق اميرة كويس وعمرنا ما شوفنا منها حاجه وحشه وبعدين انت في ايه ولا في ايه، بدل كلامك الفاضي ده فكر في بنتك وادعيلها ربنا يشفيها واشكر ربنا ان بنتك لسه عايشه لحد دلوقتي وربنا كرمكم وهتعمل العمليه
نظرت اليهم والدتهم بستغراب قائلة لهم.
ـ انا مش فاهمه حاجه هو ايه اللي حصل وعملية ايه اللي جنه هتعملها واميرة مالها؟
نظر جمال الي امه بملل قائلاً لها.
ـ بنتك عندك اهي تحكيلك، انا طالع ارتاح شويه
اقتربت اماني من حور وتحدثت اليها بابتسامة هادئة قائلة لها.
ـ حور حبيبتي متخافيش جنه كويسه وان شاء الله قريب هتخف وترجعلك تاني
زفر جمال بغضب وخرج من شقة امه كي يصعد إلى شقته بالأعلى.
تحدثت والدة جمال الي ابنتها اماني بفضول قائلة لها.
ـ ايه الحكاية يا اماني واميرة مالها بموضوع المستشفى
تنهدت اماني بتعب وهي تأخذ بيد حور كي تجلسها فوق قدميها وتحدثت الي امها بهدوء قائلة لها.
ـ مفيش حكايات يا امي، احنا لما روحنا المستشفى الدكتور قالنا ان علاج جنه مش عندهم وانها لازم تروح مستشفى للقلب وتعمل عمليتها، وجمال طبعا زي ما انتي عارفه، انا روحت اعرف اميرة عشان تيجي تشوف بنتها، بصراحه خوفت البنت تموت وامها متشوفهاش
تابعتها امها باهتمام لتتابع اماني حديثها قائلة.
ـ اميرة جت المستشفى هي وامها واخوها وراندا صحبتها وفي دكتور قلب تبع اميرة جه وجاب عربية إسعاف وخدوا جنه علي مستشفي خاصة للقلب وطبعا جمال كان رافض مع ان الدكتور قاله ان اميرة هي اللي تتكفل بفلوس المستشفي كلها
فتحت امها عينيها بصدمة وهي تستمع الي حديث ابنتها لا تصدق من اين اتت أميرة بكل هذه الاموال.
تابعت اماني حديثها بغضب من افعال شقيقها قائلة لامها.
ـ ابنك بقى عملهم فضيحه هناك وقال كلام مينفعش يتقال ومكنش عايزهم اصلا يعالجوا البنت
تحدثت اليها امها بصدمة قائلة.
ـ طب واميرة صحيح جابت كل الفلوس دي منين؟!
تحدثت اماني بتعب وهي تقف من مكانها وتحمل حور معاها قائلة لامها.
ـ الله اعلم بس المهم دلوقتي ان جنه الحمدلله في مستشفي نضيفه وبيتابع معاها دكتور متخصص وكمان هتعمل العملية
ثم اضافت بتعب.
ـ انا هاخد حور وادخل ارتاح شويه
اخذت ابنة شقيقها ودخلت الغرفه واغلقت الباب عليهم.
جلست امها شارده في اميرة وتغير احوالها وبدأت تشعر بالقلق من أميرة وقوتها المفاجئه.
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
_________
بشقة جمال بالأعلى..
دخل جمال شقته وهو يشعر بالغضب والغيظ الشديد من أميرة ويتذكر الطبيب الذي وقف امامها ووقفت هي بحمايته ويشعر بالغيرة الشديدة منه، استطاع جمال قراءت نظرات ذاك الطبيب لها، رآى بعينيه حبه وخوفه عليها الواضح ولا يستطيع قراءت ما رآه بعين الطبيب سوى رجل مثله، يعلم اخلاق اميرة جيدا فهو تزوجها فتاة صغيرة واغلق عليها وكان يمنعها من الخروج من المنزل الا للضروره، كان يعلم كل خطواتها الي اين تذهب ومن أين تأتي، لكنه لا يفهم كيف ومتى واين تعرفت علي ذاك الطبيب.
خرجت مروة من غرفة النوم تنظر اليه وهو يقف ساندا علي باب الشقة بشرود، اقتربت منه وتحدثت اليه بقلق قائلة له.
ـ في ايه يا جمال، جنه عامله ايه؟!
نظر اليها بصمت وهو يفكر بداخله انها كانت الصديقه المقربه لاميرة وتعرف عنها كل اسرارها، عقد ما بين حاجبيه ثم تحدث اليها بغموض قائلاً لها.
ـ اميرة قبل ما نتجوز كانت بتحكيلك عن كل حاجه واسرارها كلها كانت معاكي صح؟
نظرت اليه مروة بستغراب قائلة له.
ـ اشمعنا يعني؟!!
لم يستطيع التحكم في غضبه وغيرته علي أميرة وارتفع صوته بغضب قائلاً لها.
ـ انتي هتردي علي السؤال بسؤال، انا بسألك سؤال دلوقتى يبقى تردي وبعدين تسألي
زفرت مروة بغضب قائلة له.
ـ هو مش لازم اعرف انت بتسأل ليه عشان اعرف انت عايز تعرف ايه بالظبط واقولهولك
نظر جمال حوله يحاول كتم غضبه الشديد ثم تحدث اليها بغضب قائلاً لها.
ـ من الاخر كده يعني أميرة لما كانت على ذمتي كانت تعرف راجل تاني؟
فتحت مروة عينيها بصدمة قائلة بفزع.
ـ راجل ميين ده؟!
غضب جمال اكثر قائلاً لها.
ـ برضه هتردي عليا السؤال بسؤال
ثم تخطاها وابتعد عنها ذاهبا الي غرفة النوم قائلاً لها.
ـ طلعيلي غيار عشان ادخل استحمى
وقفت مروة تنظر امامها بستغراب وتحاول فهم لماذا يسأل كل هذه الأسئلة عن أميرة وشعرت بالفضول الشديد في معرفة ماذا حدث ومن ذاك الرجل الذي يسأل عنه، تحركت بخطوات هادئة وهي شارده في افكارها ودخلت الغرفة لتحضر لها ملابسه كما طلب منها.
____________
بداخل المشفى عند أميرة والدكتور محمد.
بعد ذهاب والدة اميرة وابنها ضياء وراندا، دخلت أميرة مع الدكتور محمد الي ابنتها كي تطمئن عليها وبعد وقت خرجت من الغرفة ووقفت تستند على الحائط تنظر امامها وهي تشعر ان هموم الارض تجمعت فوقها وتحملها هي بمفردها.
وقف امامها الدكتور محمد قائلاً لها بتشجيع.
ـ انا عارف ان اللي انتي فيه ده صعب جدا عليكي بس اصبري وخلي ايمانك بربنا كبير، ربنا قادر يبدل الاحوال
استغفرت الله بداخلها ونظرت الي محمد وتحدثت اليه بامتنان قائلة له بعفويه.
ـ انا بحمد ربنا كل لحظه انك موجود في حياتي يا دكتور، مش عارفه لو مكنتش موجود كنت هعمل ايه، اكيد حياتي كلها كانت هتدمر
تفاجئ من حديثها لكنه اسعده كثيرا، يعلم ان حديثها عفوي للغايه ولا يحمل اي تلميح بشئ تحمله له بداخلها، لكن يكفيه ان تقول له ان وجوده مهم بحياتها وانها كانت تحتاج الي وجوده بحياتها.
ابتسم بهدوء محاولا إخفاء سعادته الكبيره خلف ابتسامته الهادئه وتحدث اليها بهدوء قائلاً لها.
ـ انا عايزك تحاولي ترتاحي ومتفكريش كتير لان الايام الجايه هتكون اصعب وانتي لازم تكوني قويه وعايزك تطمني انا دايما هكون معاكي
ابتسمت بسعاده بعد استماعها الي حديثه، شعرت بالراحه والامان بعد تأكيده لها انه سيظل معها.
لا تعلم ما فعلته به بتلك الابتسامة الرقيقه، جعلت قلبه يخفق بسعاده يتمنى ان يفعل لها اي شئ كي تظل ابتسامتها على وجهها البرئ الذي احيَّا قلبه من جديد وجعله يشعر بأحاسيس لاول مرة يشعر بها.
تحدث اليها بهدوء محاولا إخفاء مشاعره.
ـ انا مضطر امشي دلوقتي والصبح ان شاءالله هكون هنا من بدري متقلقيش
حركت أميرة رأسها بالايجاب، نظر حوله لا يريد تركها، اخذ نفسا عميق قائلاً لها.
ـ انتي مش معاكي موبيل صح؟
شعرت بالاحراج وتحدثت بتوتر.
ـ ان شاءالله هجيب واحد قريب
فهم سبب خجلها وعلم انها لا تملك الاموال واراد مساعدتها بطريقه غير مباشرة، ابتسم لها قائلاً بهدوء.
ـ ان شاءالله
ثم اضاف وهو ينظر حوله.
ـ انا همشي وخلي بالك من نفسك واطمني على جنه متقلقيش عليها ان شاءالله هتكون كويسه
همست بابتسامة قائلة.
ـ يارب
تحرك من امامها وذهب، وقفت تتابعه وهو يسير امامها الي خارج المشفي بابتسامة، تشعر بالامان بوجوده وتتمنى ان يبقى دائما بجوارها، هنا توقف عقلها لحظات....