رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل الثالث والثلاثون33 بقلم شريهان سماحة


 رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل الثالث والثلاثون بقلم شريهان سماحة


الحلقة الثالثة والثلاثون 


أنهارت تماما فى حالة بكاء حاده بعد إنهاء أخيها للمكالمة لاتجد لديها قوى لحمل أرجلها لتهبط أرضا بدون وعى ..

مع خروج يوسف من غرفته للمرور على شقته لجلب بعض المتعلقات التى يحتاجها خاصا لو كان أمر خديجة سيطول هكذا ليتفاجئ بصدمه جعلته لا يدرى كيف يتصرف .. بسنت على ما يبدوا فاقدة للوعى أمامه لينطلق صوته عاليا بأسم خطيبته بدرجة تكفى ﻹسماعها فى غرفة شقيقتها لتصدق كلام " الله عز وجل " فى كتابه الحكيم وتهبط فزعه ومهروله لﻹسفل بأتجاه صوته مردده بقلق :

- فى أيه يايوسف ! فى حد بينده ك....

قطعت كلامها على رؤية أبنت عمها تنام هكذا أمام الدرج لتسرع تلتقطت يداها ورأسها فى احضانها وهى تصرخ به بأحضار طبيب فورا وبالفعل تحركت أرجله أخير مستفيقا من حالة ذهوله ليسرع بجلب أحد اﻷطباء ..

لتبدأ مهمة مى فى حملها بعد أن جلبت معها نعمة المندهشه مما أصاب الهانم الصغيره لترقد هكذا 

أسنديها برفق يلهثان هى ونعمة مستجمعين أنفاسهم ليأتيهم بعض الطرقات على باب الغرفة المفتوح من خلفهم لتلتفت للخلف سريعا لتشاهد يوسف يتدارى بجسده عن مرمى الفراش النائمة عليه بسنت اﻷن .. لتتجه له فورا ليخبرها بوجود الطبيب معه لتأمره بأدخاله فورا دون أستأذان وبالفعل تما الكشف عليها فى حضورها ليغادر بعدها برفقة يوسف لجلب الدواء ليعود بعدها بفترة زمنيه قصيرة نوعا ما يرمى بجسده على أحدى الكراسى الموجوده أمامه يظفر فى ضيق لتسرع مى بأتجاهه قائلة بلهفه : 

- الدكتور قال أيه يايوسف ؟!

- أنهيار عصبى !

شهقت واضعه كفى يداها على فمها بعدم تصديق ليأتيها صوت يوسف متنهدا:

- أنا معرفش أيه جملة اﻷنهيار العصبى اللى نزلت علينا مره واحده دى ..

ثم أسترسل حديثه مازحا بضيق :

- دا أنا بقيت دلوقتى بخاف أدخل الحمام أخرج منه ألقيكى أنتى كمان عندك انهيار عصبى !

توردت وجنتيها بالحمره رغم ألمها الداخلى لتزيح يداها عن فمها مردده بخجل :

- ياام لدرجه دى بتخاف عليا ♡

ليأتيها صوته سريعا قافزا من على مقعده بفزع :

- أخاف أيه دى هتبقى حوسه مطينه بطين فوق راسى لما أفضل رايح جاى أجيب دكاترة وافضل من الأوضه دى للأوضه دى لﻷوضه دى 😂😡

لتتغير معالم مى سريعا رافعه يداها تضربه فى ذراعه مردده بغيظ : 

- تصدق أنك رخم .. ماأطلع أطمن على أختى وبسنت احسن ..

لتلتفت مغادرة ليأتيها صوته مردد بهدؤء :

- أستنى ..

لتنخفض بوجهها سريعه بأرتباك وتوريدت خديها بالحمره تعود من جديد ظنن منها أنه أوقفها للمصالحه لتلتفت له بهدؤء مماثل لترى يداه مرفعوه بكيس الدواء أمام وجهها مرددا ببرود شديد :

- خدى أدى الدوا ده لبسنت ..

لتكز على اسنانها بغيظ أشد جاذبه منه الدواء بعنف لتغادر قبل قتله أن لزم اﻷمر 

ليضحك بصوت منخفض على أثر صعودها لﻹعلى مرددا من بينها بخفوت : 

- قال رومانسيه قال ! ده وقت رومانسيه فى جو العيانين والمستشفى اللى أتفتحت فوق دى .....


-------------

بعد ثلاثة أيام أستجمعت بسنت قواها نوعا ما يجعلها تغادر الفراش ولكن يبقى ألمها الداخلى فى مكان مخفى عن الجميع داخل روحها .. فى ظل أتصالات سيف المتتاليه بكثرة وبجنون فى تلك اﻷيام بعد أن عرف بمرضها من مى حامده الله بعدم أتصال والديها بسب أنشغالهم بأتمام مناسك العمرة بعد نقلهم من المدينه لمكه المكرمه .. 

سارت ببطئ فى أتجاة غرفة شقيقها التى باتت تدعوا الله أن يطيب خاطره وينسا ما فعلته فى حقهم والذى لم تعرفه إلى اﻷن فى ظل أتصالتها المتكرره لهاتف شاهى المقفل دائما لمعرفة ما فعلته لخديجة ولكن حالة أخيها ومغادرته هكذا وأنهيار زوجته أكد لها أن ما فعلته شئ ليس بالهين نهائيا ... لتسند بيداها على بابها لتلمحها مى بذهول فتهرول سريعا بأتجاهها مردده بخوف :

- أيه بس اللى قومك ياحبيبتى من سريرك أنتى لسه تعبانه 

لتردد بصوت متعب :

- أنا بقيت كويس الحمدلله .. كفايه تعبتك وشغلتك معايا فى وقت خديجة محتاجانه كلنا جمبها 

ثم أسترسلت حديثها ناظره بوهن لخديجة النائمة :

- عامله أيه دلوقت ؟!

- الحمدلله أحسن من اﻷيام اللى فاتت ..

ثم أكملت بخفوت :

- هى أه بتقوم تصلى وتنام تانى غير فزعها بليل بس على اﻷقل أحسن من اﻷول بكتير ...

لتبتسم بسنت أبتسامه باهته من جانب ثغرها مردده بوهن أشد :

- الحمدلله ...


---------------

بعد يومان فاقت خديجة بنسبه أكبر عن سابقتها تشعر بأحتياجها لحمام دافئ لبعض الوقت لتنهيه مرتديه ملابسها وممشطه شعرها تريد الهبوط لﻹسفل خاصتا بعد معرفتها باﻹمس من نعمة أثناء تنضيف الغرفه بعودة معذبها لعمله ..محدثه نفسها أنها صدقت فى الوصف الذى أطلقته عليه منذ أن أحبته !

نعم تعذبت فى حبه دون أن يدرك حبها .. تعذبت فى أرتباطها به ... تعذبت بعد تلك الواقعه المريرة التى تريد نسيانها برمتها ﻹنها تتألم فقط لمجرد التذكر ....

هبطت بعد أن أرتدت حجابها وملابس محتشمه بعد معرفتها بدور يوسف فى مامرت به وجلوسه ثانيا باﻹسفل تحسبا ﻹى أمر طارئ ومراعاتهم فى غياب الجميع 

هبطت فى وسط ذهول وفرحه مي ويوسف وبسنت مما يرون أمامهم .. هل هى بالفعل أمامهم .. نعم وجهها شاحب كثيرا .. نعم وزنها فقدت منه بعض الشئ .. نعم يبدوا عليها أنها متألمه وجريحه ولكن نزولها اﻷن يكفى جيدا جدا اﻷن ...

لتهرول شقيقتها بأتجاهها وعلامات السعادة تعتلى وجهها لتحضنها بحب شديد دون تركها لتبادلها كذلك

ليردد يوسف ضاحكا :

- لا .. أنا بشور عليكى ياخديجة ترجعى أوضتك تانى بدل ماأقلب عليكى وأغير منك ..

لتبتسط أبتسامه لم تتعدى جانب ثغرها .. ومى تبتعد عنها لتنظر لحبيبها المرح بأعين يمﻷها الغيظ وشبه أبتسامه تقاومها حتى لاتخرج أمامه .. لتتحرك بسنت ببطئ شديد وبأرتباك ملحوظ تحاول الوصول الى الواقفه بدون أدنى تعبير على وجهها يدل على غضبها أو نفورها منها نهائيا .. 

أقتربت الى أن أخذتها ﻹحضانها دون أى رد فعل من خديجة بأتجاها فقط ساكنه صامته يداها بجانب جسدها إلى أن رددت بسنت بخفوت شديد يغلبه نبرة فرحه :

- حمدلله على سلامتك .. نورتى بيتك 

لتبتسم أبتسامه باهته بتهكم شارده محدثه نفسها عن أى بيت تتحدث هى شاعره اﻷن أنها ضيفه باقى لها أيام وستغادر هذا مكنون كلام شقيقها .. شقيقها الذى ظن أنها خائنه .. لا ليس ظن أنه تأكد أنها كذلك كأنه مسكها متلبسه فى وضع مخل .. مغمضا عينيه عن خوفها وذعرها حينها .. لا يرى تلك النظرة التى نظرتها له عند أقتحامه لذالك الباب .. نظرة السعادة واﻷمان والحب التى أعطتها لحبيبها المنقذ وهى تراه أتى ﻹنقذها ..لم تعلم أن منقذها هو جارحها ومعذبها بعد قليل ..

حتى شقيقته لا تعلم أن كانت مذنبه أم لا.. لا تعلم أن كانت على علم بما يجرى فى تلك الصاله اللعينه أم لا .. هى لا تعلم ! 

تاركه اﻷمور تجرى كما تجرى دون القدرة على سؤالها أو النبش فيما يؤلمها .. فقط ليس لديها القدرة على التعامل معها كما فى السابق .. مجرد برود فى التعامل بدون إيت مشاعر حتى يتبين لها الحقيقة يوما ما .... 


-------------------


أخيرا عادت شاهى لبيتها ولكن مذلوله مقهوره عادت لترى تجمع غير مسبوق من رجال أبيها مصاحب مع بعض رجال الشرطه غير مباليه لهم ولا بتجمعهم المزعوم ذاك .. فأين هم حين أنتهك شرفها على يد هؤلاء الأوغاد .. أين هم عندما أحتقرت جسدها وذلك المقرف ذو الرائحة العتنه يستبيحه بتوالى لمدة سبعة أيام متتاليه غير مبالى بمدة سهى التى وضعتها لتركها لتستفيق من شرودها على هرولة أبيها بأتجاها لترتمى فى أحضانه باكيه كما لم تبكى من قبل مجيبه على سؤاله بخفوت شديد:

- أبدا ياداد .. طلع فى عقلى أروح السخنه يومين ....

ليأتيها صوته بأنه بحث عنها فى كل مكان حتى فى فيلتهم فى العين السخنه لتجيبه ببرود وهى تغادر صاعده لغرفتها :

- كنت فى شاليه تبع ناس صحابى 

ليصمت والدها كما يصمت دائما أمامها وأمامها فقط ....

دلفت لغرفتها تزيح كل ما عليه من ملابس لتضعهم داخل صندوق القمامه كارها أى شى يفكرها بتلك اﻷيام .. لتدخل سريعا تحت الماء تحك جسدها بعنف ظنن منها أنها تزيح لمساته ورائحته الكريهه من عليها ودموعها تنساب لتعلو بعد قليل بشهقات عاليه لتجلس منهاره تماما فى البكاء على سطح اﻷرضيه الامعه ...

--------------- 

مر أسبوع على هذا الوضع عاد فيه كل من مى وبسنت لمراجعة محاضراتهم الفائته فاﻹمتحانات نصف العام الدراسى على اﻵبواب ..

كما عادت خديجة بعد أن شعرت بالتحسن لعملها تشغل به بالها المنشغل دائما حامده الله أن كل مامرت به فى حدود تلك اﻷجازة المسماه باﻷجازه الزوجية السعيده ! والتى لم ترى فيها سعاده قط...

المعامله تزداد بروده بين خديجة وبسنت المتألمه لهذا البرود فى ظل غلق شقيقها لهاتفه كل تلك هذة المدة ..الله أعلم بما يمر به حاليا ...

عاد يوسف لشقته مع متابعة أمورهم فى الصباح واﻷتصال بمى طوال الليل ﻹطمئنان عليهم فى ذلك السكون المخيف مستعدا لتلبية أى نداء عاجل ....

أما حمزة الذى كان طوال ذلك الاسبوع بين غرفته وعمله لا يختلط مع زملائه كما السابق فأنه تألم أكثر بعد أن عرف الحقيقة ليزداد تألمه على مشاركة شقيقته فيها حتى وأن لم تدرك ذلك .. داعيا الله أن يريح قلبه ويتم شفاءها على خير وتغفر له ذلك الخطاء الفادح والمميت فى نظره ونظرها .. مع وجود بعض السعاده الخفيه لمعرفة حقيقة مشاعره أخير بأتجاهها ولكن يعود ليألم ثانيا لمعرفة تلك المشاعر فى الوقت الخطأ !


فى نهاية تلك المدة البيت على قدم وساق ﻹستقبال المعتمرين فى ظل فرحة بسنت بعودة والديها أخيرا لمؤزرتها نفسيا على ماتمر به حتى وأن لم تحكى لهم عن شئ الذى ستخجل من ذكره من الاساس ..

أرادت خديجة تحضير الطعام بنفسها لهم حتى لا يشكا فى اﻷمر ومعرفة مرضها وسببه الذى سيصر عمها على معرفته داعيه الله فى كل وقت أن يفضل ذلك اﻷمر سريا بينها وبينه فقط لﻹبد ...

يكفى مامرت به من أجباره عليها ..ل كرهه لها .. ليضيف فى نهايه اﻷمر المغتصبه لا والف لا هى لا تريد ذلك .. كبريائها وكرامتها تمنعها حتى عن ذكره لشقيقتها الوحيدة والمتبقيه لها من عائلتها التى تصر أغلب الوقت على معرفة مااصابها حتى يؤدى الامر ﻹنهيار عصبى .. مع علمها وتأكدها بأن لو عمها عرفا بما مرت به لكان أمر طلقها بات مؤكدا ....

الفصل الرابع والثلاثون من هنا

تعليقات



×