رواية وشم علي حواف القلوب الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم ميمي عوالي



رواية وشم علي حواف القلوب الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم ميمي عوالي 


 

وشم على حواف القلوب

الفصل الثالث و الثلاثون

لا احلل نشر او نقل الرواية باى مكان اخر دون اذن كتابى منى شخصيا و من يفعل دون ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية


كانت نجاة تنظر لسميحة بتمعن ثم قالت لها : خايتك بين ايدين ربنا اللى عالم و خابر بنيتها قبل جهرها .. قبل ماتكون بين ايدين الحكما يا سميحة ، و اكيد ربنا هيديها على قد عملها و نيتها ان شاء الله .. فانا مش قلقانة عليها .. انما قلقى على الغلابة دولى اللى لسه ماشافوش حاجة من الدنيا عاد 😏

لتنظر لها سميحة بجمود و هى تحاول فهم المغزى من وراء كلماتها تلك ، فظاهر حديث نجاة قد يبدو حبا لحسنة لمن لا يعلم خوافيه ، و لكن سميحة تعلم جيدا ان نجاة تعلم الكثير و الكثير فذهبت بعينيها تجاه جابر فوجدته مشغولا بحديثه مع حكم و شيخون ، فعادت ببصرها لنجاة مرة اخرى فوجدتها هى الاخرى اشاحت بنظرها بعيدا عنها و انشغلت بحديثها مع ابناء أخيها و رامى الذى كان يتحدث لنجاة قائلا : انا و احمد كنا هنيجى لحد عندك نجيبك .. بس كنا مستنيين والدته تخرج من العمليات و نتطمن عليها 

نجاة و هى تضم زينب و زينة تحت جناحيها و تقبل رؤسهن من فينة لاخرى : ماقدرتش .. مانت اكيد دارى ان روحى فى العيال دى ، و كنت متوكدة انى هاجى الاقيهم مخلوعين اكده على امهم

لتهمس سميحة الى امها قائلة : الا هو مين الجدع اللى مع نجاة و عيال حسنة ده

عزيزة : تلاقيه قريب حكم الزيات بتاع مصر اللى بيشتغل معاه ، كانت خايتك حكت عنيه قبل اكده

سميحة بتذكر : ايوة ايوة صوح افتكرت ، ثم اكملت بسخرية .. بس ده شكله واخد على البرنسيسة بالقوى ، لاا و كمان بيقول لها انه كان هيروح يجيبها بنفسيه ، ده باينه السمن سايح على العسل و مورق على الاخر

عزيزة : خلينا فى خايتك دلوكيت ، انى مش فايقة للحديت ده ، و كفاية عليا شيخون و اللى عمله فيا

سميحة بانتباه : الا هو بصحيح من ميتى شيخون بيتحدت معاكى اكده يا امة

عزيزة بقهر : ماخابراش ايه اللى قالب حاله بالشكل ده

سميحة : ده حتى ماحاولش يسلم علينا ، و ماحدتش حد منينا غير ابويا 

عزيزة : انى مش خابرة بكر راخر اتأخر اكده ليه 

كان بكر بعد ان علم ماحدث لحسنة دخل داره و قال بصوت عال : يا لبيبة .. يا بدر ، انتو وين 

ليأتيه صوت بدر و هى تقول : ايه مالك بتزعق اكده ليه

بكر : و فين لبيبة عاد 

لبيبة و هى تنزل الدرج : انى اهه .. حوصل ايه عاد

بكر : حسنة خايتى نقلوها المستشفى بعد الفجر 

بدر : يا ساتر يا رب ، ليه ، حوصل لها ايه

بكر : ماخابرش ، امى حدتنى و قالتلى انها رايحالها هى و ابويا و سميحة

لبيبة : طب و انت ما رحتلهاش ليه انت كمانى 

بكر : قلت اجى اقوللكم لجل تاجو ويايا .. و اللا ايه عاد

بدر : اومال .. واجب طبعا

لبيبة بتفكير : ماشى .. روح شوفلنا عربية توصلنا لحد المستشقى 

بدر : اها .. و لزمته ايه يعنى عربية مخصوص ، مانركب عربيات البندر من الموقف و خلاص

لبيبة و هى تنظر لبكر بحاجب مرفوع : ياللا يا بكر و ماتعوقش .. خلينا نروح نتطمن على خايتك 

لينظر لها بكر بامتعاض ثم يتركهم و ينصرف بعد ان قال : ماشى .. خلصوا بس بسرعة 

لتقف بدر مذهولة و هى تفتح فاهها كالبلهاء .. ثم نظرت للبيبة بتوعد و هى تقول : طب انى مستعدة احلف على كتاب الله دلوكيت ان فيها إن يا لبيبة ، من ميتى اكده بكر بيحل كيسه و كمان من غير حتى ما يقول بم ، ثم ايه الدلع المرئ ده ، عربية ايه اللى انتى عاوزاها تاجى لحد باب الدار دى 

لبيبة بامتعاض و هى تسبل رموشها : لحقتى نسيتى انى حبلة و المخمطة مش زينة عشانى 

بدر بحدة : انتى هتجننينى يا مرة انتى و اللا ايه ، لا هو انتى اول نوبة تحبلى ، ده انتى كل نوبة كنتى بتبقى بطنك قدامك مترين و ماكنتيش بتقعدى فى حتة و شايلة شغل الدار كلاته على دماغك

لبيبة بتنهيدة متهكمة : اديكى قلتيها بلسانك اها ، كل نوبة ، يعنى الحديت ده كان سابق ، و احنا مابقيناش صغار برضيك يا بدر 

ثم انتى زعلانة انك هتتعززى فى الرايحة و الجاية ، ده بدل ماتشكرينى

بدر بسخرية : اشكرك على ايه ان شاء الله

لبيبة بمرح كائد و هى تصعد الدرج مرة اخرى : انى هروح اغير خلقاتى عشان لما بكر يجيب العربية يلاقينى جاهزة ، و لو انتى مش عاوزة العربية الخصوصى دى .. ابقى حصلينا على الحمارة .. اهى عنديكى فى الزريبة جوة 🥴

لتنظر بدر الى اثرها ثم تقول : لاا .. ده انتو حكايتكم حكاية يا ست لبيبة انتى و المعدل بتاعك ، و انى برضيك مش هسيبكم غير لما اعرف اللى فيها

كان ما زال الجميع فى انتظار اى اخبار من داخل غرفة العمليات ، و كانوا يجلسون جميعهم بالاستراحة ليسمع رامى صوت هاتفه ليجدها مى ، ليبتعد عن الجميع بعض الشئ و يقوم بالرد عليها و عينه مصوبة على زينب التى كانت هى الاخرى تتبعه بعينيها بحذر

و ما ان بدأ المكالمة حتى قال و هو يتعمد ان يكون صوته واضحا : ايوة يا مى .. ازيك يا حبيبتى عاملة ايه

مى بتبرم : حبيبتك ايه بقى ، ده انت زى ما تكون ما صدقت اشتغلت مع حكم و هاجرت عندك 

رامى : بالراحة بس عليا .. هو فى حاجة حصلت 

مى : يا رامى انا محتاجالك معايا .. انا هنا بحار.ب لوحدى 

رامى : ثريا هانم برضة 

مى ببعض الانكسار : ايوة 

رامى : انتى مش اخر مرة قولتيلى ان بابا خلاص بقى معانا 

مى : و لسه معانا ، بس ماما مش ساكته ، و كل ساعة و التانية عاملة مشكلة .. ده طبعا غير الحر.يقة الكبيرة اللى حساها هتحصل النهاردة او بكرة بالكتير 

رامى : حر.يقة ايه دى و عشان ايه

مى بتبرم : عشان الحفلة 

مى : برضة مافيش فايدة

مى : و طبعا انت و لا على بالك و استحليت القعدة عندك ، بقى ده وعدك ليا انك مش هتسيبنى لوحدى ، و كمان شهاب عمال يزن على انه يقعد معاك انت و بابا

رامى : انتى وصلتى معاه لحد فين 

مى : مانا قلتلك اننا خلاص تقريبا اتفقنا على كل حاجة و خلصنا ورق الشراكة فعلا ، و كمان حط فلوس الشيك المستحق فى البنك

رامى بارتياح : طب ده خبر كويس جدا 

مى : و بابا ابتدى يسوى موضوع القرض اللى كان بضمان الارض بتاعة حكم

رامى بابتسامة سعادة : دى كمان اخبار عظيمة 

مى باستنكار : و الله .. و هو انا بقى المفروض اقعد اقوللك فى الاخبار و انت قاعد و مبلط عندك ، شوية شوية تقوللى انك هتتجوز و هتستقر عندك بالمرة 

رامى بنبرة صدق و هو ينظر لزينب بلطف : ادعيلى انتى بس

مى : ايه ده .. طب ده انا بتتريق ، بس انت صوتك غير .. فى ايه

رامى بابتسامة و مازالت عينيه معلقة بزينب : فى ان انا و انتى يمكن نعملها مع بعض

مى بصدمة : انت بتتكلم جد .. عاوز تتجوز من عندك من الصعيد

لتختفى الابتسامة من على وجه رامى و يستدير مبتعدا عن الجميع بقدر يكفى الا يسمعه احد ، ثم يقول بترصد : و مالها الصعيد يا مى 

مى بتردد : انت قفشت كده ليه .. انا ما اقصدش حاجة ، بس يعنى انت متعلم تعليم عالى و مثقف هتيجى بعد كل ده و تتجوز واحدة جاهلة 

رامى بصدمة : ده انتى اللى جاهلة 

مى بدفاع : هو انا عملت حاجة دلوقتى 

رامى : هو انتى بقى فاكرة ان الصعيد لسه بالملس و البيشة و الحبرة و داقين على قورتهم عصافير و واشمين دقنهم زى ما كنا بنشوف فى الافلام و المسلسلات

مى بفضول : اومال ايه

رامى : عادى يا بنتى .. ناس عاديين خالص عايشين زينا و فيهم اللى احسن مننا كمان ، مافيش فرق بيننا و بينهم غير شوية مظاهر نتيجة العادات و التقاليد

مى : و انت هتقدر تتعامل مع العادات و التقاليد دى 

رامى : تصدقينى لو قلتلك ان كان نفسى لو كنت عيشت هنا طول عمرى 

مى : ماشى .. بس معنى كلامك كده انها متعلمة

رامى : فى البكالوريوس السنة دى 

مى بعدم تصديق : مش معقول … انت بتتكلم جد

رامى : و جد الجد كمان ، و كمان طلبت من حكم انه يجس نبض اهلها عشان لو كده ادخل بقلب جامد

مى بتوجس : طب تفتكر يعنى ان بابا ممكن يوافق

رامى بتنهيدة ثقيلة : المرة دى لازم اعمل كل حاجة عشان يوافق يا مى 

مى بدهشة : لحقت تحبها امتى عشان الاصرار ده

رامى و هو يلتفت مرة اخرى لتلتقى عيناه بزينب التى كانت تتابع كل لفتاته ، ليبتسم لها ثم يقول ببعض الحيرة : مش عارف .. بس فجأة كده لقيتنى مشغول بيها و بغير عليها

مى بمرح : لااا … ده انت حالتك حرجة جدا ، قال و انا اللى كنت فاكرة ان حكم هو اللى اخدك منى ، اتارى فتاة احلامك هى اللى اخدتك و شكلها كده مش هترجغك تانى 

رامى بدفاع : ابدا .. انا فعلا مشغول مع حكم ، و حتى امبارح بنته الصغيرة وقعت و دراعها اتجبس 

مى : يا عينى .. صغننة اوى 

رامى : و الله لولا الست نجاة اللى حكتلك عنها قبل كده ، مش عارف كان هيتصرف ازاى 

مى : طب ايه .. المفروض اكلمه اقول له سلامة ورد و اللا ايه

رامى : و الله هتبقى لفتة لطيفة .. استنى هديله التليفون 

مى باستنكار : هو عندك و سامع كل الرغى ده

رامى : لا انا بعدت شوية احنا فى المستشفى اصلا

مى : هى البنت حالتها وحشة اوى كده

رامى : لا لأ .. دى مراة صاحب حكم هى كمان وقعت الصبح و انكسرت جامد ، ثم اكمل بمرح .. و تبقى حماتى المستقبلية على فكرة 

مى : امم .. بتقدم السبت يعنى 

رامى و هو يضحك بخفوت : ابدا و الله ، بس اهى جت كده .. استنى هندهلك حكم 

كان رامى قد اقترب من الجميع و قال بصوت مسموع : تليفون عشانك يا حكم 

حكم باستغراب : عشانى انى .. مين 

رامى : مى .. عاوزة تطمن على ورد

ليأخذ حكم الهاتف من رامى و يقول : اهلين يا دكتورة .. كيفك

مى : الحمدلله .. ازيك يا حكم .. الف سلامة على ورد .. هى عاملة ايه دلوقتى 

حكم : نشكر الله انها جت لحد اكده 

مى : الحمدلله طبعا .. انا لسه عارفة حالا من رامى ، و طبعا لو احتاجت اى حاجة طبية من هنا من مصر .. خلى رامى يكلمنى و انا هتصرف و ابعتهالك وقتى

حكم : كتر خيرك يا دكتورة .. شايلينك للعوزة 

مى : طبعا من غير الدخول فى تفاصيل يا حكم ، اتمنى انك تعتبرنى اختك الصغيرة زى رامى بالظبط و ماتاخدنيش بذنب حد تانى 

حكم بابتسامة : اكيد يا مى .. ماتقلقيش ، و متشكر على السؤال

مى : انت اخويا الكبير و لازم اسال عليك ، و ان شاء الله نتقابل قريب سواء فى مصر او عندك

حكم : ده انتى تنورى الكفر كلاته ، بس انتى انويها 

مى : ماشى .. ظبط انت بس موضوع رامى عشان اجى بسرعة

حكم : ماشى يا ستى .. كلامك اوامر 

مى : ماشى .. ياللا اسمع اخبار حلوة قريب ان شاء الله و سلامة ورد الف سلامة .. مع السلامة 

حكم : الله يسلمك .. مع السلامة ليعيد الهاتف لرامى مرة اخرى ، و اثناء عودته الى مجلسه الى جوار اصدقائه تقع عيناه على نجاة التى كانت تنظر اليه بجمود و عينيها غائمة بالعبرات ، لينخلع قلبه من رؤيتها هكذا فدنى منها و قال بلهفة حاول السيطرة عليها : مالك يا نجاة .. عايطة ليه اكده

نجاة و هى تزدرد لعابها و تسبل اهدابها : ابدا .. انى بس لجل العيال 

حكم : العيال قاعدين زين اهم جارك و ربنا هاديهم و بيقروا قرآن كمانى .. استهدى بالله اومال

لتومئ نجاة رأسها قائلة : لا إله إلا الله

ليميل رامى على اذن حكم قائلا : ايه رايك .. انا هروح ابص على الموقع بسرعة كده و ارجعلكم تانى ، الناس لازم تشوف حد فينا قدامها و هى شغالة 

حكم : ماشى 

رامى : و هبقى اكلمك و انا جاى لو حد احتاج حاجة بلغنى 

حكم : تومام 

و بعد ذهاب رامى ينتبه الجميع على غرفة العمليات و هى تفتح ابوابها و يخرج منها الاطباء ليتجه اليهم الجميع بلهفة ليقول الطبيب و هو يشير اليهم بيديه طالبا منهم الهدوء : بشويش يا جماعة ماتقلقوش 

تهامى : طمننى يا دكتور الله لا يسيئك و قوللى كيفها دلوكيت .. انى ابوها 

الطبيب : احنا الحمدلله خلصنا كل شى .. بس الحقيقة الوضع مش زين ، و لجل اكده احنا لبسناها قميص جبس عشان نضمن انيها ماتتعرضش لاى حركة غلط طول الفترة اللى جاية 

شيخون : طب و هى هتفضل فى القميص ده كد ايه اكده 

الطبيب : بالقليلة تلت شهور

عزيزة بشهقة عالية و هى تضرب على صدرها : يا لهو بالى .. تلت شهور بحالهم

الطبيب : ايوة يا حاجة ، و تفضل راقدة فى السرير و ممنوع تماما اى حركة الا بعد ما احنا اللى نقول ، و كمانى بعد ما نعمللها اشعة و نتطمن ان كله تومام 

زينة : يعنى هى هتفضل اهنا و اللا هتروح معانا

الطبيب : هتفضل اهنا كام يوم بس اكده لجل نتطمن ان كله تومام و بعدين هبقى اكتبلها خروج 

احمد : طب هى ماخرجتش ليه لحد دلوك

الطبيب : هتخرج .. دلوك يودوها على اوضتها ، بس مش هتفوق دلوكيت .. بعد اذنكم .. بس ياريت العدد ده يخف شوي ، مش هينفع كل العدد ده يبقى موجود معاها

عزيزة و هى تندب حظ ابنتها : يا حظك يا بتى ، انى بدى اعرف هى من ميتى بتحلب بيدها ، ما على طول ام السعد هى اللى بتحلب عنديها ، ايه اللى خلاها تعمل اكده 

تهامى : نصيبها يا عزيزة 

عزيزة و هى تنظر لشيخون بترصد : نصيبها برضك و اللا تحكمات فارغة الله اعلم جت كيف 

لينظر لها شيخون باستخفاف و لا يجيبها و لكنهم ينتبهوا لبكر و هو يأتيهم هو الاخر بصحبة زوجتيه و ولده زين .. و ما ان قدم اليهم قال : ايه اللى حوصل يا جماعة .. خير 

عزيزة بندب : خايتك اتجبرت كلاتها يا بكر و هترقد تلت شهور بحالهم 

بكر : تلت شهور بحالهم .. ليه اكده

بدر : الف سلامة عليها يا جماعة .. روقى اكده يا حماتى ان شاء الله تبقى زينة و زى الفل 

لبيبة ببعض الجمود : ربنا كريم ، الف سلامة عليها 

ثم ترى نجاة مع زينة و زينب فتقدمت منهم و القت عليهم التحية ، و احتضنت نجاة بقوة ثم قالت : كيفك يا نجاة بقالى كتير قوى ماشفتكيش

نجاة : زينة يا لبيبة الحمد لله

لبيبة و هى تحيى زينة و زينب : سلامة امكم يا حبايبى .. ماتقلقوش عليها اكده .. امكم قوية و هتقوم منيها ان شاء الله ماتخافوش 

زينة : وقعتها كانت واعرة قوى يا خالة لبيبة 

لبيبة : معلش .. ان شاء الله خير 

عزيزة لبكر بغيظ لبكر : انى بدى اعرف انت ايه اللى خلاك تجيب لبيبة معاك 

بكر : واجب يا امة 

عزيزة بامتعاض حاد : و واجبها وصل ، خدها من اهنا و روحها ياللا 

بكر : طب نتطمن على حسنه الاول 

عزيزة بأمر : بقول لك مشيها ، خليها تروح

بكر : ماهى يعنى لو روحت انى كمان لازما اروح معاها .. احنا جايين فى عربية خصوصى و مستنيانا برة

عزيزة باستنكار و بصوت مسموع : عربية خصوصى لحد اهنا و مستنياكم برة كمانى 

لتنتبه لبيبة لصوت عزيزة المتبرم ، فتقول بكيد هادئ : ايوة يا حماتى .. اصل من ساعة ما بكر عرف انى حبلى بقى يخاف عليا قوى ، فجاب لنا عربية خصوصى تجيبنا و ترجعنا بعد ما نتطمن على خايته

لتجذب عزيزة ولدها من كتفه لتقول له : الحكيم قال ان اللمة دى لازما تنفض .. خد حريمك و ارجع على دارك 

فتتجاهلها لبيبة و تجلس الى جوار نجاة و زينة و تقول : طب هو الحكيم يا اولاد مش طمنكم اكده و قال انها هتبقى عال ان شاء الله

زينة : قال لازما ترقد تلت شهور على الاقل يا خالة 

لبيبة : معلش يا نضرى .. كل واحد منينا لازما يشوف حاجة اكده تكدره ، و احنا بنشكر ربنا و بنعتبرها تكفير ذنوب ، هتعدى يا بتى .. هتعدى بإذن الله 


عزيزة لبكر و هى تطحن ضروسها بغيظ : يعنى عاجبك الكلام اللى عماله تقوله ده

بكر : يا امة الله لايسيئك بقى سيبينى فى حالى و ماتركزيش وياها

سميحة باستنكار : لسه متفرعنة علينا ، دى حتى دخلت و سلمت على سبب البلاوى و خدتها بالحضن و ماسلمتش على حد منينا 

بكر : بلاش لت كتير مالوش عازة دلوك ، احنا فى ايه و اللا فى ايه

و من وسط كل ذلك اللغط تخرج حسنة من غرفة العمليات و يتقدم بها التمريض الى الغرفة التى قد خصصت لها و ينسحب الجميع خلفها ، لينقضى بعض الوقت فى الترتيبات و الاطمئنان حتى يقرر الجميع ان شيخون و زينب سوف يبيتان اول ليلة بصحبة حسنة ، و فى اليوم التالى سوف يتبادل معهم أحمد و زينة

ليقول شيخون : الكل اتطمن عليها اها .. و الحكيم قال ان الكل لازما يمشى و هم تنين بس اللى يفضلوا ، و انى اها معاها انى و زينب .. ياريت الكل يروح يشوف حاله و اللى يحب ياجى يتطمن عليها يبقوا يقسموا حالهم عشان الزحمة 

بكر : خلاص ياللا يا امة انتى و ابويا .. ياللا يا سميحة نرجع كلاتنا سوا .. العربية واقفة منتظرانا قدام المستشقى 

تهامى : و هى هتاخدنا كلاتنا يا ولدى 

بكر : ااه اومال ايه ده ميكروباص 🥴 .. ياللا ياللا 

ليلتفت شيخون الى نجاة و قال : معلش يا نجاة هتعبك وياى

نجاة : اؤمرنى يا اخوى 

شيخون : هتروحى مع احمد الدار عندياتى و كلمينى و انتى هناك و هقول لك على شوية حاجات اكده تبعتيهالى وياه

نجاة : حاضر من عينيا

حكم : طب ياللا بينا عشان اوصلكم و ارجع احمد تانى .. رامى راح الموقع ، ثم التفت لجابر قائلا .. ياللا يا جابر تعالى ويايا 

جابر : خليك انت فى موالك و انى هتصرف ، و يمكن اقعد مع شيخون شوي ، و كمانى عشان ما اضيقش عليهم 

حكم : تعالى بس اقعد جارى و احمد هيقعد مع نجاة و زينة ورا .. ياللا

شيخون : روح يا جابر .. و ابقى رد عليا وقت تانى اكده اكده المستشفى هيخرجوك 

جابر بقلة حيلة : ماشى .. هبقى احدتك 

لتنادى سميحة على جابر و تقول : ماتاجى تروح معانا ، و اهو بكر معاه ميكروباص و هياخدنا كلاتنا .. ليه تروح معاهم 

جابر : لااا .. انى هرجع مع حكم 

سميحة بغيرة : تقصد مع نجاة مش اكده

جابر بحزم حاد : سميحة .. مشى مع ابوكى و اهلك و مالكيش صالح بيا ، انى حذرتك قبل سابق انى ما بحبش اللى يراجع ورايا .. مشى 

لتنظر له سميحة بضيق و هى تزم شفتيها ثم تتركه و تذهب وراء ابيها و امها و هى تضر.ب الارض بغل 

و بعد انصراف الجميع .. ظل شيخون جالسا بالاستراحة لفترة طويلة و هو يراجع بذاكرته احداث الليلة الماضية ، و هو يسأل حاله عن صحة تصرفه برد حسنة الى عصمته من عدمه

و ظل يفكر فى حديث زينب له و محاولة اقناعه بعدم ابلاغ اخوتها بما حدث ، و بعد الكثير من المشاورات مع حاله اقسم ان يعيد كرامته المراقة بطريقة اخرى بعيدا عن الطلاق

ليعود الى غرفة حسنة ، و بعد دخوله يجلس الى جوار زينب التى تجلس مراقبة لحال حسنة و عينيها تملؤها الدموع تأثرا لما حدث لها ، ليقول لها و هى تجس حرارتها و تناديها من حين لاخر ، لتقول بقلق : هى ليه مافاقتش لحد دلوك انى قلقانة عليها قوى شيخون بنبرة تعجب : قلقانة عليها للدرجة دى 

زينب : طبعا يا ابة .. مش امى 

شيخون : امك .. بعد كل اللى عملته فيكى ده و لساكى بتقولى عليها امك

زينب : ما اعرفليش ام غيرها يا ابة ، و مهما عيملت .. بس عمرى ما انكر انها هى اللى رضعتنى و ربتنى ، صحيح كانت اوقات كتير بتقسى عليا ، بس برضك اوقات تانية كانت بتراعينى من غير حتى ما تحكى و لا تتحدت 

ثم اكملت بنشيج : عمرها ماجابت منديل لزينة من غير ماتجيبلى زييها ، عارفة و متوكدة كمانى ان انت اللى كنت بتوصيها ، لكن .. كانت دايما تختار لى الحاجات و الالوان اللى عارفة انى بحبها 

لما كانت تغيب عن الدار كانت توصينى انى على خواتى ، و كانت دايما تقوللى انها بتوصينى انى .. عشان عارفة انى بسمع الحديت و بعرف اخد بالى من الدار و من خواتى زين

مهما حوصل منها يا ابة .. بحبها ، بحب امى يا ابة

شيخون بوجوم : خلاص يا زينب ، انتى حرة 

زينب بتردد : انت لساك برضيك مصمم على حكاية الطلاق دى 

شيخون بتنهيدة : انى رديتها من قبل العملية يا زينب ، بس مش عشانها .. لاا ، عشان الخلق كلاتهم هيقولوا انى راجل واطى و انى طلقتها لما وقعت 

لقيت انه مش وقته ، لكن الحكاية اكده لسه ماخولصتش ، انى هعرف اادبها بميت طريقة و طريقة ، بس هى تخرج من اهنا

اما بالقاهرة فكانت فيلا فؤاد تمتلئ بالحركة و النشاط ، فاليوم هو موعد حفل ثريا و التى اصرت على اقامته بعد ان قامت ببيع بعض مجوهراتها نكاية فى فؤاد و مى ، و كان فؤاد بغرفة مكتبه يقرأ عندما دخلت عليه ثريا و هى فى أبهى زينتها و هى تقول بغطرسة : الناس على وصول .. ياللا عشان تلحق تغير هدومك و تبقى فى استقبالهم معايا 

فؤاد بعدم اهتمام : انا مش هستقبل حد 

ثريا بترصد : يعنى ايه مش هتستقبلهم .. ازاى يعنى يبقوا جايين بيتك و ماتستقبلهمش

فؤاد و هو يترك الكتاب من يده و ينظر اليها : صدقينى الاحسن انى ما اقابلهمش

ثريا بأمر : قوم يا فؤاد غير هدومك عشان تبقى فى استقبال الناس و ما تخلينيش اتصرف تصرف مايعجبكش

فؤاد بسخرية و هو ينهض من خلف مكتبه : لا و على ايه .. خلى التصرفات دى ليا انا 

ليتركها و يتجه الى غرفته بالاعلى و هو يبتسم بمكر و يقول بصوت خافت .. انا هخليكى ماتنسيش اليوم ده طول عمرك يا ثريا

الفصل الرابع والثلاثون من هنا

تعليقات



×