------------------------------------------------------------------------------------- -------------------------------------------------------------------------------------

رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل الثانى والثلاثون32بقلم شريهان سماحة


 رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل الثانى والثلاثون بقلم شريهان سماحة

أبتسمت سهى على قول المأذون الشرعي الجالس أمامها يردد :

- برفقاء والبنين ..

لتبتسم ضاحكه مردده من بين تقاسيم شفتايها المنفرجة :

- أيوه ياعم الشيخ أدعلهم ربنا يكتر نسلهم

لتكز شاهى على أسنانها بغيظ تكاد تقلعهم قلعا من للثتها .. وهى تتذكر حاله العصيان التى أعلنتها منذ ثلاثه أيام ضدد مخطط سهى اللعين .. والتى كانت تتمادى بهم قدرا المستطاع على أمل أن تحصل على هاتفها واﻷتصال بوالدها ليأتى فورا برجاله ويتم أنقاذها والحصول على تلك الفيديوهات دون الزواج الحقير ذاك .. ولكن دون نتائج فسهى الوضيعه يبدوا أنها خططت على مجال واسع وأخفت هاتفها تماما بل أى هاتف فى الشقة حتى هاتفها هى الشخصى لا تتركه من يداها حتى تغادر .. تاركه ذلك الهمجى يتمتع بها دون أدنى رغبه منها مستخدما العنف .. لتعلن بعد أن نفذ صبرها فى النجاة والتعب الجسدى سواء كان أغتصاب أو عنف الموافقة أخير بكل نفس مذلوله ومجبرة .....

لتستفيق من شرودها على مغادرة الشيخ والشهود معا وصوت خشن برائحة نفس كريهه يقترب منها قائلا من بين إبتسامته الظاهرة لأسنانه التى تنقص واحده من اﻷمام فى الصف السفلى :

- ألف مبروك ياعروووستى .. 

لتبتعد بوجهها للخلف وتلك النظرات المشمئزة تعتلى وجهها سريعا .. ليلتفت بأتجاة سهى ومازالت تلك اﻹبتسامه على وجهه مردد بسعادة وعدم تصديق :

- تصدقى أنا هسميكى وش السعد أنتى وأفكارك الجهنميه إللى خلتنى نسيب يونس علم إللى مكنتش أحلم أنى أشوفه على بعد 10 متر وكمان متجوز لهطة القشطه دى 

رددت سهى ضاحكه بصوت يصدح : 

- وشاهى كمان طيبه وتستهلك .. وزى ما قولتلك يازنقر خليك دايما جمبها فى أى مشوار زى دهر ليها ورافع رأسها ..

ليردد زنقر سريعا بلهفه غير مصدقا وضعه اﻷن :

- أسيب مين دا أنا مصدقت أبقى فى إللى أنا فيه ده ..

لتزفر شاهى بشدة واقفه تهز قدمه بتوتر قائلة بتأفف :

- أقدر أمشى ولا المسرحيه دى مطوله شويه ...

لتقف سهى ومازالت أبتسامه سعيدة على شفتاها مردده بتشفى : 

- لا ياروحى أنتى هتفضلى هنا لبكره كمان .. وبعدين زنقر هيخرجك وأول ما تخرجى من هنا تمهدى الموضوع لوالدك على زنقر وموضوع تقوليله أيه .. عوزه تقوليله متقدم وانتى بتحبيه أوك عوزه تقوليله خبط لزق كده أنه جوزك أنتى حره .. ده متروك لكى ياحبيبتى المهم يومين أتنين وزنقر يبقى موجود فى القصر وزوجك قدام الناس ..

ثم أسترسلت حديثها بضحكه عاليه وبدلال:

- شوفتى أنا كريمه معك أزاى 

ثم أكملت وهى تجذب حقيبة يداها الموضوعه على اﻷريكه خلفها مردده بجدية :

- يلا أسيبكم علشان مش أبقى عزول على العرسان 

وهمت تغادر وزنقر يتبعها الى باب الشقه وشاهى تعيد ما سمعته اﻷن على عقلها تحاول جاهده فهمه هل ستبقى مع ذلك الحيوان ليله أخرى بل ستعلنه أمام المجتمع الراقى كزوج لها لتطلق صرخه قوية تعبر بها عن ماتمر به من ألم نفسى ..

ليسماعها كل من زنقر و سهى على باب الشقه لتردد بتوتر وهى تعطيه هاتف شاهى :

- حاول تهديها وخلى بالك أوعى تهرب الليله بأى طريقة قبل ما أسافر علشان متلحقش تبلغ حد ويوصلولى وياخدوا الفيديوهات ونروح فى داهيه .. وبكره الصبح تسبها تمشى وده تليفونها أبقى أدوهلها وهى ماشيه فاهم ..وهى ماشيه

ليردد زنقر سريعا والشهوه تخرج من عينيه:

- متقلقيش ياست سهى هسيطر على اﻷمر .. أتوكلى على الله أنتى 

لتغادر سهى بعد قفل الباب لتسمعه يردد قبل اﻵبتعاد عنه مصقفا بيديه :

- وبقينا لوحدنا ياجميل ..شكلها هتبقى سهرة صباحى للصبح .. 

لتطلق شاهى عدة صرخات هستريه لا تتوقف .. لتتحرك سهى مكمله سيرها في إتجاة المطار مغادرة البلاد نهائيا فى وسط ضحكات تطلقها تعبر عن سعادتها لتنفيذ مخططها على أكمل وجه لتتذكر بعد أخذ الرقم من هاتف شاهى أن باقى عليها شئ واحد لتفعله قبل المغادرة ولكن الهاتف مغلق منذ ثلاثه أيام فماذا تفعل ! لتكمل طريقها تقنع نفسها جاهده بأنه ان لم يفتح منذ اﻷن وحتى وقت أقلاع طائرتها فأنها برأت ذمتها نهائيا .. 


------------------

فى الثلاثه أيام الفائته بقت حاله خديجة كما هى نوم مستمر ووهن وحين تستيقظ تبكى بشهقات عاليه فى حضن شقيقتها التى لم تفارقها إلا للضرورة للصلاة داعيه الله فى سجودها بأن ينجى شقيقتها من تلك الحاله التى لم تعرف حتى اﻷن سبب لها ...

لم يفارقهم يوسف فى الثلاثة أيام عائدا للنوم فى غرفة الضيوف بالطابق اﻷرضى  خاصتا بعد رفض مى بعرض خديجة على طبيب نفسى بعد أن أتى بطبيب عام وأخبرهم أن اﻷمر أنهيار لﻹعصاب ويجب تدخل طبيب نفسى بعد أعطائها محلول مغذى بحقن تهدئه ....


بقت بسنت تتابع خديجة من وقت لﻷخر مع شقيقتها بحاله نفسيه مميته بعد أن سردت لسيف ماجرى من بداية مقابلتها لشاهى فى المول التجارى حتى سحب شقيقها لزوجته والذى بفطنته كاأستاذ جامعه عريقه شك أن اﻷمر به ملعوب لعب على خطيبته دون أدراك منها .. مؤكد لها على كلامه بتوقيت وجود حمزة فى نفس توقيت وجود زوجته فى الصاله وكيف عرف أنها فى تلك الصاله دونن عن النادى أجمع .. ويجب عليها أن تشرح كل شئ لشقيقها حتى يعلم مافى اﻷمر أن كان شكهم على صواب أم لا ..

لتتذكر مكالمات والديها لها مطمأنين عليهم جميعا خاصتا فى ظل غلق حمزة لهاتفه طوال اﻷيام الماضية لتخبرهم بعودته لوحدته ملبى نداءهم العاجل ويبدوا أنه فى أحدى المهمات السريه ليغلق هاتفه هكذا .. ليقتنعوا بما قالت مستفسرين عن بنات عمها لتجيبهم مى بطمأنينه تقنعهم فى عدة أتصالات بأن خديجة نائمة أو فى التسوق أو صوت اﻷتصال يتقطع ولا تسمعهم وتفصل الخط ...


----------------


" تعلن شركة مصر للطيران للمسافرين على خطوطها فى رحلتها المغادرة لﻷراضى البرازيليه عن بدأ تأكيد الحجز من مسافريها قبل موعد المغادرة المخصص فى 6:45 م "

قامت من مقعدها بعد أن سمعت النداء اﻷخير لرحلتها فى صالة اﻷنتظار تظفر فى ضيق وهى تطلع للهاتف كل فترة زمنيه قصيرة فيبدو أن صاحب هذا الهاتف لا ينوى فتحه نهائيا ..متوجه لنافذة تأكيد الحجز ..

وبالفعل تم تأكيد الحجز والتوجه للطائرة حتى يحين موعد أقلاعها ..

---------------


لم يعرف كيف مرت عليه تلك اﻷيام وهو مزال على قيد الحياة كان حبيس غرفته نوعا ما التى بها بعض اﻷساسيات البسيطة المؤديه للغرض إلا من متابعة تمارين الجنود ساعه أو ساعتين فى اليوم .. يكاد يجن جنونه لعدم رؤياها معاتبا نفسه على المغادرة ولكن عاد يقنع نفسه أن أمر وجود ورؤيتها له فى ذلك الوقت كان ستزيد الطين بله كما يقولون ..فالبعد أصح حتى تطيب جراح القلوب وتبات مستعده لتقبل اﻷعتذار الذى مهما تقبلته هو لن يتقبله لنفسه نهائيا ... ولكن عاد يقنع نفسه مره أخرى بأن الرساله والمشهد وذاك الرجل .. الذى لم يجد لهم تفسير حتى اﻷن ويكاد يجن على جنونه لعدم وجود أجابه له .. يعطيه الحق بأن يغضب هكذا كأى رجل فى مكانه ....

لم يشعر بتحرك يداه بأتجاه الهاتف المغلق لثلاثة أيام .. فالرغبه والشوق للأطمئنان عليها تزداد لديه وتدفعه دفعا لﻹتصال بشقيقته لمعرفة أخبارها فقط دون ذكر أسمه لها الذى باتت تكره اﻷن بالتأكيد ..

فتح الهاتف ليتفاجئ بعدد لا يحصى من المكالمات الوارده من شقيقته من يوسف ومن رقم سعودى لوجود كود البلاد أوله ولرقم غريب مصرى 

------------

فى ذلك التوقيت سمعت نداء مضيفة الطائرة بضرورة أطفاء الهواتف نهائيا واﻷستعداد لﻹقلاع بعد خمس دقائق من اﻷن لتمسك هاتفه وأحدى أصابعها على ذر القفل الجانبى تتنهد بيأس مقتنعه بأن اﻷمر أنتهى وأنها فعلت ماأستطاعت فعله ليأتيها صوت رساله قبل الضغط مباشرة لتهم سريعا بفتحها دون تنفيذ اﻷوامر لتراى رساله من شركة الخدمه تفيد بفتح الهاتف ! لتهم سريعا باﻷتصال به تهز أرجلها بتوتر ليجيب قبل أن تجبر على قفل الهاتف نهائيا وبالفعل فتح الخط ليأتيه صوت حزين وهادئ كأن صاحبه يعذب اﻷن :

- مين معايا ؟!

- كابتن حمزة أنا سهى معرفش أن كنت فاكرنى ولا لا بس أن صاحبة شاهى وهتكلم دلوقتى وياريت مطقتعنيش علشان ماقدميش وقت خالص ثم أسترسلت تحكى له على مخططات شاهى كموقف الصور ثم موقف النادى ليأتيها صوت المضيفة الواقفه أمامها بوجه بشوش أمره برجاء وتهذب بضرورة قفل الهاتف اﻷن حتى يتمكن كابتن الطائرة باﻹقلاع بها .. لتهز لها رأسها موافقه وتنهى أتصالها سريعا قائله :

- ياريت أكون قدرت أفيد حضرتك وكمان تسامحنى أن كنت قصرت فى أن أخد موقف يردها قبل ماتعمل اللى تعمله فى حقكم .. 

ثم أقفلت الهاتف نهائيا لتقلع الطائرة فى سلام متجه لوجهتها ....

---------------


تجمدت يداه الحامله للهاتف كما حال جميع أجزاء جسده ليجحظ بعينين قويتان للهاتف بيده .. سألا نفسه بعدم تصديق بأن ماسمعه صحيح !..هل هناك بشر هكذا !.. هى ضحيتهم أذا ! ليأتى هو ويظلمها أيضا بل ويجرحها دون رحمه .. هو مثلهم ! ليطلق اه موجعه لنفسه رافعا وجهه للسماء متوعدا لتلك الحقيرة شاهى والذى أن راها اﻷن لكانت نهايتها على يداه دون محال ! 

ليأتيه رنين هاتفه مره أخرى بأسم شقيقته ليخفض وجهه فاتحه دون كلام وعلامات الحزن تعتلى ملامحه 

- أيوه ياحمزة .. أنت فين ياحبيبى ..قلقتنى عليك متقفلش أرجوك التليفون تانى متعرفش أنا من القلق بقت حالتى أزاى ...

ليتحدث منظفا حنجرته بصعوبه وبهدؤء شديد:

- هى عامله أيه ؟!

لتتنهد بسنت بألم :

- أنهيار عصبى وتقوم تبكى وترجع تنام وفى السرير مبتتحركش

أغمض عيناه بشدة متألما كسكين حاد غرز فى قلبه يكفى ماسمعه يريد أنهاء تلك المكالمة اﻷن ليأتيه صوتها مرة أخرى مردده بأرتباك :

- حمزة فى حاجه عوزه أحكيهالك ....

ليصمت دون تحدث لتسرد بعدها مامرت به فى لقاء شاهى الى أن أتى وأخذ زوجته ..

لتتجمع الدماء فى وجهه سريعا شاعرا باﻷختناق ليخرج عن صمته أخير بصوت متهجم :

  - أنتى يابسنت تعملى فيا وفيها كده .. أنتى اللى من لحمى ودمى وكنت بعتبرك بنتى مش أختى .. أنتى !

أنساب دموعها فورا مردده سريعا ودون فواصل زمنيه قبل أن تخسر شقيقها مغذى ذاتها الروحى :

- يبقى سيف عنده حق فى أن أذيتكم من غير ماأعرف بس صدقنى أنا .. أنا معملتش كده غير علشان أسعدك مع حبيبتك وﻹن كنت بشوفك كل يوم متألم من جوازتك واللى باينه للكل أنك مكنتش بتحب خديجة

- بحبها وبعشقها !!!!

خرجت منه هكذا عفويه دون مزايده أو نقص خرجت منه ولا يعلم كيف !

خرجت منه كقذيفة حيه من مدفع حربى !

بات اﻷن يعرف تفسير ما مر به .. ماهى حقيقة تلك المشاعر الجياشة التى أنتابته منذ معرفتها وتلك الغيرة القاتله منه عليها عندما رأها بين يداى ذلك الحقير والتى دفعته الى أن يؤلمها .. بات اﻷن يعرف لم تألم عند ألمها ... أنه الحب !!!


أنه الحب دون أشعارات وأقوال مزيفه .. أنه الحب بأفعاله اللذيذه وجرائمه القاتله!


أنصدمت حين أتتها تلك الكلمه والغير متوقعه منه هو .. لتردد ومازالت دموع الندم تعرف طريقها جيدا على خديها :

- أنا مكنتش أعرف صدقنى .. وكمان معرفش شاهى عملت ليكم أيه 

ليأتيها صوت مات صاحبه :

- كل اللى أقدر أقولهولك أنك طعنتى أخوكى وخديجة طعنه عمرها ماهتتداوى ! 

ليأتيه صوت بكائها بشهقات مرتفعه ليسترسل حديثة قائلا :

- متحكلهاش على اللى حكتيه ليا .. ﻹن أنا أخوكى وأتوجعت منك فمابلك هى !

متحكلهاش علشان متكرهكيش ﻹن متأكد أنها لو عرفت وكرهتك مش هتسمحك العمر كله على دى بالذات !!!!

ثم غلق الهاتف نهائيا فما سمعه اليوم عن طريقه يكفى بما فيه الكفايه لسنين قادمه !!

الفصل الثالث والثلاثون من هنا

تعليقات