رواية وشم علي حواف القلوب الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم ميمي عوالي



رواية وشم علي حواف القلوب الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم ميمي عوالي 


وشم على حواف القلوب

الفصل الثاني و الثلاثون

لا احلل نشر او نقل الرواية باى مكان اخر دون اذن كتابى منى شخصيا و من يفعل دون ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية


يقول شيخون لحكم : تسلم يا اخوى ، حط امك فى عربية رامى يا احمد ، و اركب معاها انت و خواتك ، و انى وراكم مع عمك حكم 

ليتحرك الجميع باتجاه المشفى دون اى كلمة اخرى 

قى سيارة رامى ما ان تحركت السيارة قال : الف سلامة على حضرتك .. ان شاء الله خير

حسنة و هى تقاوم الامها : ان شاء الله تسلم 

احمد : انما يا امة انتى من ميتى بتدخلى الزريبة ، لاا و كنتى رايدة تحلبى كمانى 

حسنة باقتطاب موجع : نصيب

احمد : ايوة طبعا نصيب ماقلتش حاجة ، بس ايه اللى طليعها فى دماغك اكده و الفجرية كمانى 

زينب بتردد و هى تتلاشى النظر لحسنة : بكفاياك سؤالات بقى يا احمد ، انت مش شايفها تعبانة كيف و مش قادرة تتحدت زين

احمد باعتذار : حقك عليا يا امة ، انى قلت اسرى عنك هبابة على مانوصل 

لتومئ حسنة برأسها دون اى حديث و هى تشعر و لاول مره بعمرها ببعض الامتنان تجاه زينب التى جعلت الجميع يتركها دون حديث اخر لتشرد فى كل احداث الليلة الماضية عندما اغلق عليها شيخون باب الحظيرة وسط ظلام حالك لا تكاد ترى كف يدها ، و من وسط رعبها وجدت بصيصا من الضى يأتى من حول الباب المغلق .. لتتحسس طريقها اليه و هى تحاول الاعتياد على الظلام و قد اضلها تفكيرها بانها تستطيع معالجة الباب لفتحه ، و فى طريقها الى الباب اصطدمت باحدى البهائم لتحاول ازاحتها من طريقها لتدفعها بكلتا يديها بقوة لتحركها من طريقها و ما ان خطت أولى خطواتها حتى وجدت نفسها تنزلق بقوة بعد ان وضعت قدمها وسط كومة من الروث لتقع ارضا بعد ان قامت قدمها بضر.ب البقرة بقوة اثناء انزلاقها ، لتنتقم البقرة لنفسها على الفور بان قامت هى الأخرى برفسها بكلتا قدميها الخلفيتين

و ما ان وصلت حسنة بذاكرتها الى تلك اللحظة حتى تأوهت بصوت عال و كأنها تذكرت قوة الرفسة و بدأت فى البكاء و النحيب مرة اخرى ، لتربت زينب بأسى عليها بينما تقول زينة : معلش يا امة قربنا نوصل اهه و ان شاء الله الدكتور يديكى حاجه تسكنك شوى 

اما لدى حكم .. فكان شيخون صامتا بجمود شديد تحت مراقبة حكم له و الذى قال بترقب : انت مالك قلقان اكده يا جدع انت .. ان شاء الله خير و تطلع حاجة بسيطة 

شيخون بجمود : و اللا مش بسيطة .. زى ما تاجى تاجى 

حكم بدهشة : انى من ساعة ماشفت خلقتك الصبح و انى مش مرتاحلك .. انت فيك ايه عاد

شيخون : فيا ايه يعنى .. مانى قاعد جارك اهه لا ناقص رجل و لا يد

حكم بمرح و استنكار : انت يعنى رايد تفهمنى انك مش قلقان على مرتك ، لا هو عيب انك تقلق عليها و اللا ايه

شيخون بسخرية : لاا .. مش قلقان

حكم ضاحكا : اوعى تكون بس انت اللى رنيتها علقه تومام و عيملت فيها اكده 

ليصمت شيخون دون رد ليقول حكم ذاهلا : لا ماتقولش .. انت ضرو.بتها صوح

لينظر له شيخون بتركيز قائلا : و افرض ، كل راجل من حقه يأدب مرته

حكم ضاحكا : يأدبها مش يضحضحها اكده ، بقى يا راجل تدشملها اكده و تقول بتأدبها 

شيخون بابتسامة صافية على رد فعل حكم : ياخى كان بودى ، بس البقرة سبقتنى

ليعلو ضحك حكم اكثر و هو يقول : يا راجل اتقى الله .. انت فرحان فيها ، و واقف راسى و هادى و سايبها لابنك يشيلها هو ، قال و انى فاكرك قلقان ، اتاريك مسقع دماغك

شيخون بتنهيدة : انى طلقتها 

حكم بصدمة : لا حول و لا قوة الا بالله ، يا راجل اعقل .. طلاق ايه بعد العمر ده كلاته .. دول عيالك بقوا طولكم ، و اى حاجة ممكن توحصل .. برضك ممكن تروح و تتنسى .. استهدى بالله اكده ، و بعدين يعنى .. هم عيالك دريوا باللى حوصل ده

شيخون : لاا .. مافيش الا زينب و رايدانى ارجع فى كلامى كيفك اكده برضك

ليقول حكم : عاقلة زينب و الله ، و رغم ان مش وقته و لا اوانه كنت عاوز اسالك لو فى حد متحدت عليها أو طالبها منيك للجواز 

شيخون بدهشة : ايه عنديك عريس ليها اياك

حكم : الحقيقة ايوة ، بس طمننى الاول

شيخون مازحا : لو بتفكر تاخدها ليك انسى 

حكم ضاحكا : يا راجل اختشى على دمك ، هو بعد ما شاب ودوه الكتاب و اللا ايه عاد

شيخون : و مين قال انك شيبت .. ما جابر اهه بيستعد انه يتجوز ، دول اللى فى عمرنا اكده فى البندر لساهم يا دوبك بيجهزوا حالهم عشان يتجوزوا 

حكم بتنهيدة : خلاص بقى .. انى دلوك ماليش غير بناتى و بس

شيخون : يا عمنا ما انت برضك ..

حكم مقاطعا : يا عم سيبك انت بس منى دلوك و خليك فى زينب .. حد متحدت عليها

شيخون : اللى اتحدتوا كتير .. لكن مالقيتش فيهم حد يستاهلها ، و لا كمانى لقيتها ميالة لحد منيهم 

حكم بسخرية : لا و انت بتهتم قوى برأى البنتة فى الجواز عاد

شيخون بامتعاض : اباى عليك و لزومها ايه بقى النقرزة دى دلوكيت 

حكم و هو يعض على نواجزه : يا اخى انى مش قادر انسالك اللى عملته مع خايتك و جوازتها من عم المصيلحى الله يرحمه و لا عملتك معاها وقت ماكنت رايد تجوزها لبكر البروتة ده كمانى

شيخون بترصد متوارى : يعنى كنت هتنبسط من جوازتها من جابر اياك

حكم بامتعاض : و لا دى كمان ، ثم انى ما بتحددتش على اسم اللى اتجوزته ، انى بتحدت على غصبانيتها على جوازها فى حد ذاته

شيخون بخبث : خلاص يا سيدى ما تزمقش اكده ، النوبة الجاية هاخد رأيها فى الاول

حكم بتردد : انهى نوبة دى ، هو فى حد تانى متقدملها

شيخون بمكر : مسيرها هيجيها اللى يخبط على بابها ، مانت دارى ان نجاة لساتها اصغار و بينى و بينك اكده ، انى بدى اتطمن عليها فى حمى راجل ، انى مش هفضل عايش ليها العمر كلاته 

حكم : ربنا يديك طولة العمر 

شيخون : مهما ادانى مش هخلد فى الدنيا ، ادعيلى انت بس ان ربنا يطمننى عليها 

حكم بشرود : ان شاء الله نتطمن كلاتنا

شيخون : انما ماقلتليش عاد .. انت بتسأل عن زينب ليه 


حكم بانتباه : ياخى توهتنى .. انى كنت يعنى عاوز اقول لك بينى و بينك اكده .. ان رامى حدتنى انه رايد يتقدم لها و طلب منى اجس نبضك قبل ما يتقدملك رسمى ، بس قبل كل حاجة .. سوى وافقت او رفضت لازما تعرف ان مافيش حاجة فى الدنيا دى كلاتها ممكن تغير اللى بيناتنا انى و انت ، يعنى لو رفضت اوعاك تفكر انى ممكن ازعل ، انى ااه هزعل على رامى انه هيخسر عروسة كيف زينب ، لكن انت و علاقتى بيك اهم من كل شى

شيخون بمحبة : انت اخوى يا حكم و يوم عن يوم بتوكد انى لما اختارتك صاحب ليا دونا عن عيال الكفر كلاتهم كان عندى حق

حكم بمرح : و جابر كلته البسة اياك .. نسيته و اللا ايه عاد

شيخون بتنهيدة عميقة : جابر .. جابر ده اللى لازما نعرف هو ناوى على ايه 

حكم : انى بقالى يومين ماوعيتلوش بسبب الموقع بتاع الشركة ، انت مابتشوفهوش

شيخون : ماشفتوش من اولة امبارح ، امبارح انشغلنا ببتك و دراعها و ماحدش فينا حدته ، و لما هيعرف اللى حوصل و ان ماحدش بلغه هياخد على خوطره جامد

حكم : نتطمن على مرتك بس الاول و نبقى نحدته او نعدى عليه و احنا راجعين ، و اهم شى كومانى .. انك تستهدى بالله اكده و ترد مرتك لذمتك .. هتوبقى عيبة كبيرة فى حقك يا اخوى لو طلقتها دلوك و هى بحالتها دى

شيخون : سيبها على الله 

و بعد مرور بعض الوقت بالمشفى كان الوجوم يخيم على الجميع بعد ان علموا بان حسنة قد اصيبت بكسر مضاعف بالحوض و عظمة الفخذ و انها تحتاج الى ان تخضع فورا لاجراء عملية جراحية لتثبيت بعض الشرائح المعدنية و المسامير 

و كانت حسنة بغرفة المشفى تبكى بشدة و هى تندب حظها قائلة : يعنى مش هعرف امشى على رجلى من تانى يا دكتور

الطبيب بعملية : انتى بعد العملية ان شاء الله هتبقى محتاجة تنامى فى السرير تلت شهور على الاقل عشان العضم يلتئم يا حاجة ، و بعدها هتمشى على عكاز فترة العلاج الطبيعى لان اى خبطة او اى حركة غلط هتعمل لك مشاكل اكبر من اكده ، الممرضات هياجوا يجهزوكى للعملية بعد شوي

ليتركها الطبيب و يذهب ، ليذهب وراءه شيخون و حكم لتسوية الامور المالية المتعلقة بالعملية ، و عند عودتهم يسمعوا حسنة و هى لا زالت تندب حظها و هى تبكى بشدة و زينة بجوارها تحاول مواساتها مع زينب التى تواسيها هى الاخرى و لكن بحذر شديد ليقول شيخون بحزم : اطلعوا برة كلاتكم و سيبونى مع امكم هبابة 

و بعد ان خرج الجميع اغلق شيخون الباب و سحب مقعدا و جلس امام حسنة التى لا زالت تبكى بشدة ، فاقترب برأسه منها و قال لها بترصد : مش ناوية تخفى المناحة اللى انتى عملاها دى شوى

حسنة ببكاء : لو تعرف الوجع اللى جوايا كد ايه ماكنتش قولت اكده

شيخون : المفروض تحمدى ربنا و تبوسى يدك وش وضهر على اللى حوصل لك ده ، لان لولاش اللى حوصل ده كان زمانك وصلتى دار ابوكى و انتى متطلقة .. و اللا اللى حوصل نساكى انى رميت عليكى اليمين بالليل

حسنة و هى لا زالت على بكائها : لااا يا شيخون مانسيتش ، و كتر خيرك على اللى عملته معايا لحد دلوك .. تقدر تاخد بعضيك و تروح لحالك و انى هخلى حد يبعتلى بكر اخوي

شيخون باستنكار : بلاش كلام ماسخ مالوش عازة ، انى رديتك لذمتى 

لتنظر اليه حسنة بذهول قائلة : جد يا شيخون

شيخون بحزم : هو الحديت ده فيه هزار برضيك ، لا الجواز و لا الطلاق فيه هزار يا بت الحاج تهامى ، و اللا انتى نسيتى دينك للدرجة دى عاد

بس يكون فى معلومك ، انتى مرتى قدام الخلق بس ، لكن بينى و بينك ده ماهيحصولش واصل ، و يا ويلك يا حسنة لو مسكت عليكى غلطة تانية عاد ، و اللا اتطلعتى لوش راجل غيرى ، و اللا عرفت انك بس بصيتى بعينك دول بصة مش حلوة لزينب .. انتى فاهمة 

حسنة باذعان : فاهمة .. فاهمة يا شيخون

شيخون : و اوعاكى تفكرى ان حسابى معاكى خولص لحد اكده ، حسابى معاكى لسه هيبتدى لما تقدرى تقفى على رجليكى من تانى 

لتخفض حسنة عينيها و تقول بخفوت : اللى لينا نصيب فيه هنشوفه

شيخون بسخرية و هو ينهض من مجلسه : اللهم قوى ايمانك يا ستنا الشيخة ، انى دفعت فلوس العملية و فلوس كمانى تحت الحساب ، هياجو دلوك ياخدوا منك عينة للتحاليل ، و انى قاعد برة مع حبيب القلب .. قصدى صاحبى حكم اللى لفيتى كيف الحية انتى و خايتك لجل ماتبعدوها عنيه و عن جابر التنين 

ثم اكمل بشئ من الكيد : بس ان شاء الله ربنا يقدرنى انى اوصل اللى انقطع زمان من تانى 

ليتركها و يذهب الى الخارج قائلا للفتيات : خشوا لامكم يا بنات و شوفوها لو محتاجة حاجة 

اما حسنة فكل ما شغل بالها و جعلها تلهى عن الامها .. هى عودتها على ذمة شيخون مرة اخرى ، و لكنها كانت تتسائل بينها و بين نفسها عن قصد شيخون بوصل ما انقطع و كيفية حدوث ذلك 🥴

اما بدار نوارة فكانت سهى تجلس مع نوارة و حمويها و الصغار و هم يتبادلون الاحاديث اثناء طى سهى لبعض الملابس بعد غسلها ليدخل عليهم حمدى قائلا : السلام عليكم

ليرد الجميع السلام بينما يندس الصغيرين بين احضانه بحب ليأخذهما تحت جناحيه و يجلس بجانب نوارة و هو ينظر لسهى قائلا : مرة شيخون نقلوها المستشفى الصبح بدرى 

لتنظر له سهى باهتمام بينما قالت نوارة : لا حول ولا قوة الا بالله .. ليه يا ولدى حوصل لها ايه

حمدى : بيقولوا كانت داخلة تحلب فى الزريبة و البقرة رفستها و دهوست عليها و شكلها اكده انكسرت

سهى بتأثر : يا ولداه .. هو ايه حكاية الكسر و التجبير اللى بالشوطة ده ، ده انى كمانى نجاة حدتنى امبارح و قالت لى ان ورد الصغيرة كمانى اتجبرت امبارح .. و كنت مستنياك تاجى لجل استأذن منيك لجل اروح اطل عليها 

حمدى : تطلى عليهم لحالك .. لاا مايصوحش ، انى لازما ابقى معاكى .. دى بت اخوكى عاد ، و ممكن حكم ياخد على خوطره

لتبتسم سهى ابتسامة خجلى و تقول : كيف ما تحب

نوارة : ايوة اومال .. الاصول اصول ، و انى كمانى اجى معاكم و نعمللهم زيارة تليق بيهم و بسهى 

سهى بحب : المقام الكبير ليكى يا امة انتى و ابويا عبد الحليم

حمدى بتردد : طب و شيخون 

و قبل ان يعلق احد قال عبد الحليم : واجب برضيك تروح له يا حمدى ، الراجل ما سابناش يوم فرحكم و ماقصرش ابدا 

حمدى بتردد : ايوة يا ابة ، بس يعنى ما هتتفسرش بحاجة تانية 

سهى : لو تقصد لجل سميحة.. انى ممكن اجى معاك ، لو تحب يعنى

نوارة : ايوة طبعا يحب و برضك خدوا لهم هدية حلوة من اللى تجود بيه يا حمدى 

حمدى : اما نشوف بس الاول هتخرج من المستشفى ميتى ، المهم الاول نكلمو حكم و نشوف هنروح له ميتى 

سهى : و كمانى بعد اذنك ، عاوزة العيال يبقوا معانا لجل يشوفوا ولاد خالهم و يعرفوهم 

حمدى و هو يضم الصغيرين اليه بحب : ايوة اومال ايه .. لازما ياجو معانا 

نوارة : طب قوم اتسبح ياللا .. خلينا ناكل لنا لقمة ، كنا مستنيينك ، روحى مع جوزك يا سهى طلعى الغسيل اللى طبقتيه ده ، و شوفي لو جوزك محتاج منيكى شي ، و انى هسخن الاكل على ما تنزلوا من تانى 

لتنهض سهى و تصعد خلف زوجها ، و ما ان دخلت وراءه الغرفة حتى قالت : هحطلك غيار نضيف فى الحمام

حمدى : ما قلتيليش يعنى 

سهى : اقول لك ايه عاد

حمدى : نجيب ايه هدية لحكم

سهى بخجل : اللى تجود بيه .. كله زين

حمدى بابتسامة : و الله انتى اللى كل كلامك زين ، بس برضيك .. شورى علي

سهى : مش على بالى حاجة معينة ، انت ايه رأيك

حمدى بتفكير : نجيب لورد حتة دهب

سهى باعتراض : ورد لساها صغيرة ، و كمانى ممكن خايتها تزعل و مش هتبقى فهمانة ليه جيبنا لخيتها و هى لاا

حمدى بابتسامة : فاتتنى دى ، طب نجيب ايه

سهى : امى قالت نعمل لهم زيارة زينة ، بط و حمام و فطير و فاكهة .. متهيالى اكده كويس

حمدى : ايوة ما انى فهمان .. بس كان بدى اجيب لهم هدية حلوة اكده زيك و انتى اول نوبة تدخلى عليهم بعد ما بقيتى مرتى 

لتسبل سهى اهدابها بابتسامة خجلى و تقول : بكفاياك بقى كلام حلو كتير عاد ، بتخلينى استحى و ما بعرفش ارد عليك

ليمد حمدى كف يده ليرفع وجهها لاعلى و يقول : و الله انتى اللى حلوة و كلامك حلو زييكى ، و لجل اكده هجيب لبنات خايك حاجة حلوة زييكى برضيك اكده

سهى بفضول و اعين متسعة : هتجيب لهم ايه عاد

حمدى مازحا : هجيب لهم شكليطة يا شكليطة 

كانت حسنة لا زالت بغرفة العمليات بينما يجلس شيخون و الجميع بالاستراحة الملحقة بالعمليات بعد علمهم ان العملية لن تستغرق اقل من اربع او خمس ساعات .. خاصة ان الطبيب اخبرهم ان عظمة الفخذ قد تعرضت للتهتك الشديد و انها تحتاج هى الاخرى للاستبدال بالشرائح المعدنية

فكانت زينب و زينة يقرأن القرآن الكريم من هواتفهما النقالة ، بينما كان يجلس شيخون و حكم يتجاذبان اطراف الحديث ، ليأتى عليهم رامى الذى استأذن منهم جميعا لبعض الوقت و اصطحب معه احمد ثم عاد اليهم ببعض الطعام و قال لهم : ياللا يا جماعة ناكل لقمة مع بعض ، ماحدش فينا اكل حاجة من الصبح 

شيخون : و الله فيك الخير يا رامى ، انى نسيت عاد حكاية الاكل دى 

احمد : عمتى حدتنى و كانت عاوزة تاجى ، بس انى قلتلها تصبر شوى على ما امى تخرج من العملية 

شيخون : زين ما عملت 

احمد : و جدتى و جدى جايين فى السكة 

شيخون بجمود : و هم عرفوا كيف 

احمد : ماخابرش ، بس اللى فهمته ان الخبر وصل للكفر كلاته

حكم : الحاجات اللى كيف دى مابتستخباش يا شيخون ، ممكن حد من اللى بيشتغلوا عنديك فى الدار 

شيخون : ايوة صوح .. ما احمد حددتهم عشان يقول لهم ان ماحدش فى الدار 

حكم : و انى كمان حددت جابر و بلغته و هو كمان زماناته فى الطريق

شيخون : ماشى 

حكم : طب يا اللا يا اولاد كل واحد ياخد سندوتش اكده بسرعة قبل ما حد ياجى و يلخمنا 

لينصاع الجميع لحديثه و بالفعل و قبل ان ينتهوا من طعامهم .. وجدوا سميحة بصحبة امها و ابيها ، و عزيزة تأتى عليهم و هى تقول ببعض الحدة : بقى اكده برضيك يا شيخون .. بتى يوحصل لها كل اللى حوصل ده و ما حدش يبلغنا ، بقى نعرف من الناس كيف الغرب 

شيخون بتحذير : صوتك عالى يا ام بكر ، احنا فى مستشفى ما احناش فى دارك

تهامى بقلق : مالها مرتك يا شيخون ، ايه اللى حوصل لها .. طمننى يا ولدى 

شيخون باشفاق : تعالى اقعد بس يا ابة تهامى .. استريح ، هى دلوك فى العمليات 

تهامى : ليه يا ولدى ، عمليات ليه

شيخون : حوصل ليها كسر فى الحوض و فى رجليها 

عزيزة و هى تندب بصراخ : يا دى المصيبة .. كان مستخبيلك كل ده فين يا بتى 

شيخون بحدة : ام بكر ، انى مش رايد ولولة اهنه ، و لو ناوية تعيديها من تانى روحى على دارك و اعملى هناك ما بدالك

عزيزة بذهول : انت بتكرشنى من المستشفى يا شيخون 

احمد بمداهنة : يا ستى لا بيكرشك و لا حاجة ، احنا بس المستشفى ممكن يخرجونا كلاتنا و يمشونا لو حد عيمل دوشة اهنا

تهامى : جوز بتك عنديه حق يا عزيزة ، مش عاوزين حد يمشينا قبل ما نتطمن على البت

لتنظر عزيزة لشيخون بامتعاض ، و تجلس بجوار زينة و هى تمصمص شفتيها بضيق ، ليسود الهدوء المكان و لا يقطعه سوى بعض الهمهمات الخفية بين عزيزة و سميحة من جهة و شيخون و حكم و تهامى من جهة اخرى 

و ما هى الا بعض دقائق حتى وصل جابر هو الاخر و الذى اتجه الى الرجال من فوره بعد ان القى السلام و قال لشيخون : الف لا بأس على مرتك يا خوى .. طمننى ايه الاخبار 

شيخون : لسه با اخوى .. فى العمليات ماخرجتش لحد دلوك

جابر : بقالها كتير 

احمد : بقالها اكتر من ساعتين دلوك

سميحة و هى تنظر لجابر و تحاول لفت انتباهه اليها : طب هو مافيش حد نسأله عنيها و يطمننا

ليقول احمد : ماحدش خرج و لا دخل من وقتها ، لما بس نشوف حد داخل و اللا خارج نبقى نسأله

و عندما وجدت سميحة ان جابر لا يلتفت اليها قررت ان تصمت مرة اخرى دون زيادة كلمة واحدة 

و لكنها ما لبثت ان نظرت باتجاه القادمين نحوهم باعين متسعة و هى تطحن اسنانها بغيظ 

و لم يكن القادمين سوى نجاة بصحبة احد الغفراء ، و كانت تمشى الهوينا و هى تتلفت حولها باحثة باعينها وسط الموجودين حتى اقترب منها احمد اخذا بيدها ، لتقترب منهم و ما ان وصلت اليهم و القت السلام حتى رحب بها الجميع حتى تهامى الذى قال بمحبة : يااااه يا نجاة يا بتى .. عاش من شافك يا غالية

نجاة بود : تعيش يا عم تهامى .. سلامة حسنة الف سلامة 

تهامى : الله يسلمك يابتى .. كلك واجب 

لتربت نجاة على زينة و زينب و هى تقول : ماتنخلعوش اكده يا اولاد .. ان شاء الله تطلع بالف سلامة و نتطمن عليها 

لتشعر سميحة بان نجاة تتجاهلها هى و امها فتنظر اليها بغل مبطن و هى تحاول مراقبة رد فعل جابر عند لقياها لتجده يقول : لو كنت اعرف انك جاية يا ام عبدالله كنت استنظرتك و جينا سوا 

نجاة : كتر خيرك يا جابر .. تسلم ، انى جيت ويا عربى و السكة ما تتوهش عاد

شيخون : تعبتى حالك ليه يا خايتى ، كنتى خليكى على مانعرف حتى الدنيا فيها ايه 

نجاة : ما قدرتش يا اخوى ، قلقت عليك و على الولاد .. حسيتهم مخلوعين يا قلب امهم و قلقت عليك انت كمانى

لتجد سميحة فرصتها فتقول بلؤم و لكنها بنبرة شبيهة بالعتاب : يعنى اتخلعتى و قلقتى على الكل يا نجاة .. الا اللى وقعت و انكسرت

نجاة بانتباه لسميحة و كأنها لم تراها من قبل : ايه ده .. سميحة .. و خالة عزيزة .. ما تأخذينيش يا خالة .. خلعتى على العيال خلتنى ما خدتش بالى 

عزيزة بامتعاض متوارى : مأخذتك معاكى يا بتى 

لتنظر نجاة لسميحة و تقول بتمعن : خايتك بين ايدين ربنا اللى عالم و خابر بنيتها قبل جهرها .. قبل ماتكون بين ايدين الحكما يا سميحة ، و اكيد ربنا هيديها على قد عملها و نيتها ان شاء الله .. فانا مش قلقانة عليها .. انما قلقى على الغلابة دولى اللى لسه ماشافوش حاجة من الدنيا عاد 😏 

الفصل الثالث والثلاثون من هنا

تعليقات



×