رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل الواحد و الثلاثون 31بقلم شريهان سماحة


 رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل الواحد والثلاثون بقلم شريهان سماحة


جحظت سهى بعينيها وهى لاتصدق أن  تلك المريضة مازالت تخرج من جبعتها لتدرك أخيرا بأنها شيطان فى هيئة أنسان يهدد بل يصيب كل من يقف أمامها ..

أبتسمت بتصنع تجاريها فى فرحتها النسبيه مردده بخبث :

- عندك حق .. وده يدل أنه هيفضل يشك فيها لغايت ما يزهق ويمل ويطلقها قريب وعلشان كده لازم منضيعش الفرصه دى علينا وخلينا نحتفل ..

لتشتد ضحكات شاهى مردده بأعجاب :

- برافو عليكى ياسوسو لازم نحتفل وكمان ده ما يمنعش أنهم فلتوا من تخطيطى لازم أعملهم واحد تانى وتالت لغيت مايتحقق غرضى 

لتبتسم سهى فى تهكم مردده بضيق تداريه :

- أطمنى .. أنا متأكده بعد الخطه دى مش هيكون فيهم نفس لخطه تانيه ..

ثم أسترسلت حديثها بأستفسار :

- إلا قوليلى وديتى فين الواد زنقر .. أوعى يكون مات !

- لا لسه بس متخرشم على الاخر لا وبعد ماأنضرب وأنا أمشى لقيته بيقولى ودينى المستشفى 

- وودتيه !

- أودى مين علشان أدخل فى سين وجيم لا طبعا ..

- أمال أيه اللى حصله ؟!

- بعتله الواد شريف بتاع كافتيريه النادى يشوفه 

ثم أكملت بضيق وتأفف :

- وبعدين يروح فى داهيه شغله بالك باﻷشكال دى ليه ؟!

أرتبكت سهى سريعا ثم رددت بالامبالاه :

- وهشغل بالى ليه .. دا حتى أشكال بيئة معرفش أزاى أصلا أتلميتى عليه

- أنا معرفوش قوى غير كان بيعملى صيانه مره لما معلمه مكنش موجود ولما فكرت فى الخطه كنت محتاجه شخص بيئة الفلوس تزغلل عنيه ومعرفش هو أول واحد خطر فى بالى ومصدق وافق أول ماكلمته وبقى مبسوط ...

لتبتسم سهى أبتسامه ذات مغزى وهى تقف تلتقط حقيبتها مردده بأصرار :

- خلاص أنا همشى دلوقتى وعلى معدنا أكيد وهبعتلك فى رساله مكان الشقه إللى هنحتفل فيه مع الشباب 

- خلاص ياقلبى هستنى الرساله بس ياريت تظبطيها على اﻷخر أصل مزاجى عالى قوى ..

لتتصنع سهى أبتسامه خبيثه مردده بخفوت : 

- متخفيش هتبقى حفله تحلفى بيها العمر كله ...

لتتركها وتغادر فى وسط ضحكاتها لتتجه لجهاز تشغيل اﻷغانى وتقوم بالرقص عليه فى وسط فرحه عارمه تجتاحها لتحقيق خطوه من هدفها ... 


----------------


عادت مى من الخارج والسعادة تعرف طريقها بل والحب أيضا فمنذ قليل أنتقت شبكتها بعنايه وأهم ما يعنيها بها هى المحبس الذى سوف يكتب عليه أسمه وسوف ترتديه لﻹبد .. أنها حقا تعشقه !

لتتفاجئ قبل صعودها الدرج بجلوس بسنت تجلس فى منتصفه تبكى فى حاله مزريه لتسرع راكضه فى أتجاها تسألها بتوجس عما أصابها ...

ولم تستطع بسنت شرح لها كل شئ .. فقط أكتفت بأن شقيقتها حبيسة غرفتها تبكى منذ الصباح ولم تخرج حتى اﻷن رغم محاولتها ﻹخراجها ....

لتركض مى فى إتجاه الغرفة فزعه مردده بخوف :

- من الصبح ! دا احنا بقينا المغرب .. ربنا يسترها .. وفين حمزة !

أجابتها بسنت ببكاء :

- هو كمان ماشى زعلان .. ورجع وحدته 

أستغربت مى ماتسمعه أيعقل أن يكونا على خلاف ما !

لتصل حينها لباب الغرفة تطرقه بكل عزمها وبصوت نداء عالى لأسمها على أمل أن تفتح لها ولكن لا يوجد أى أمل على فتح ذلك الباب ...

بكت مى بعد ساعتين من الطرق المتواصل وهى تفكر بأن شقيقتها لم تقدم على فعل هذا إلا إذا جرحت جرح عميق .... 

فى الثالثه فجرا بقا الحال كما هو عليه حتى أنها أستعانت بيوسف الذى لب النداء وجاء سريعا مستيقظا من نومه فى الواحده صباحا مستغربا كيف يغادر صديقه دون أخباره وباقى لديه ثلاثة أيام قبل إنتهاء أجازته .. يبدوا أن هناك أمرا ما فمبيته باﻹمس فى شقته ووجهه المضطرب عندما رأه وحجته الفارغه بأن الفتيات يرغبون فى المبيت مع بعضهم للحديث النسائى جعله يشك خاصتا وأن مى كانت معه على الهاتف ولم يتركها إلا عند صلاة الفجر .. وكيف أيضا لعريس أن يبات ثالث يوم زفافه خارج غرفته ولكنه صمت حتى يحكى له دون أشعاره باﻷحراج واهمه بتصديق حجته .. ولكنه تفاجئ اﻷن بما سردته مى وبسنت له ليتأكد شكه بأن هناك شئ حدث بينهم محاولا فتح الغرفه حتى يطمئن على تلك المسكينه ولكن لا أمل ! .. حتى باب الشرفه اﻷمل الوحيد لديهم عندما خطر على مخيلتهم ليقفز دون تفكير من الغرفة المجاورة رؤه مقفل بأحكام اﻷمر الذى جعل مى تنهار فى البكاء وهى تجلس على باب الغرفة .. مترجيه خديجة بفتحه وأن لم تفتحه سوف تظل هكذا دون حركه ودون طعام أو شراب حتى وان بقت بالداخل أشهر وليس ساعات ... حاول يوسف بعدها عن الباب وان ترجع فى قرارها وهو سوف يأتى بنجار ويتولى اﻷمر ....

إلا أنه قطع حديثه صوت فتح قفل الباب وخروج خديجة منه شبه أعياء تام وبوجه شديد البهتان ألا من بعض العلامات الزرقاء بجانب وجهها مترنحه بجسدها لا تستطيع السيطرة عليه لترتمى تبكى وتشهق بأستسلام تام فى حضن شقيقتها التى أسرعت فى الوقف أمامها لتتلقها فى حنان تام مربته على شعرها وظهرها حتى تهدئ .. لتجذبها بعد ذلك وهى مازالت فى أحضانها للفراش ثانيتا مع رجوع يوسف للخلف عندما أدرك أنها بلا حجاب وبمنامه منزليه ليتحدث مع بسنت المدلفه للغرفة بأنه تحت فى اﻹسفل أن احتاج اﻷمر للطبيب وحتى أن لم يحتاجوا فهو متبقى حتى الصباح حتى يطمئن عليها نهائيا ... 

ظلت خديجة نائمة فى أحضان شقيقتها من ريحة والديها تشهق وتبكى دون أدنى رغبه فى التحدث .. ومى بدورها أحترمت ما ترغب به .. تدمع كل حين على حالها إلى أن أستكانت خديجة بين يداها فى ثبات عميق ولكن مى رفضت تركها وتغادر ظلت بجانبها تقرأ اﻷذكار وبعض أيات القراءن الكريم خاصتا حين تقوم فزعه من نومها..


----------------


فى المساء تألقت شاهى من أجل لسهرة فى إحدى الشقق المعتاده السهر بها مع الشباب ولكن الغريب فى اﻷمر أنها لم تسهر فى هذا العنوان التى أرسلته لها سهى فى رساله من قبل .. أقنعت نفسها بالامبلاه وتحفز أنها سهره جديدة ومختلفه كما وعدتها ...

طرقات على باب تلك الشقه وماهى إلا ثوانى ويفتح .. تطل منه سهى بأبتسامه سعيدة لرؤيتها أمامها .. أدخلتها مرحبه بها لتسألها شاهى وهى تتطلع فى أرجاء الشقه بأستغراب بأين الحفل والشباب لتجيبها سهى بأرتباك بأن مازال الوقت مبكر حتى يحضر كلا منهم وأقنعتها بالجلوس واﻷسترخاء وشرب الشراب البارد الذى أعددته لها ..

وبالفعل جلست شاهى وشربت الشراب كاملا حتى بدأت ترى اﻷزرق أسود والوردى أحمر وأنقلبت سهى على رأسها وبأعداد كثيره منها فى صوره واحده مردده كلمه واحده وهى تفرك جبهتها " العصير فى أيه "

بعد ساعتين بدأ اللون اﻷبيض يتسسلل للون اﻷسود أمام عينيها حتى باتت بعد ثوانى ترى من أمامها بوضوح فرأت سهى تضحك بتشفى وبجانبها شخص على مايبدوا من رباطة رأسه واللصقات المنبعثرة على وجهه بأنه مصاب ..

مهلا هذا .. هذا زنقر ولكن لما هو هنا وبجانب سهى لتشعر بعدها ببروده شديدة تجتاح جسدها لتنظر له سريعا وتنصدم وحاله من الصرع تتملكها مما ترى .. فجسدها عارى تماما لا يستره سوى غطاء أبيض خفيف يكاد يخفى ما أسفله لتقفز جالسه وهى متمسكه به جيدا حول جسدها تتسائل عن أين ملابسها ومن أزاحهم عنها ولماذا سهى تبتسم هكذا وكيف تجمعت مع ذلك المقرف ليأتيها صوت سهى مجيب على جميع أسئلتها مردد بتشفى وهى تشير بيداها بأتجاة زنقر :

- صباحيه مباركه ياعروسه مش تصبحى على عريسك ده أنا نقتهولك مخصوص بدل الغلابنه التانيه !

لتتجمد تعابير وجهها وهى تستوعب ما مرت به وعلي يد من .. هذا المقرف !

لتطلق صرخه عاليه تصدح فى المكان أجمع وهى لا تصدق من فعلت بها هذا صديقتها المقربه لتردد من وسط صراخها بهستيريه :

- أنتى .. أنتى تعملى فيا كده .. طب ليه دا أنا صاحبتك الوحيده ليه ..ليه !

لتطلق سهى ضحكه عاليه وهى تضع أرجلها فوق اﻷخرى مردده بدلال :

- تصدقى خال عليا كلامك وكنت هصدقه لولا اللى مريت بيه أنا وعيلتى على أيدك 

لتسترسل حديثها وهى تهب واقفه صارخه بغضب : 

- أحب أقولك ياشاهى هانم صاحبتى الوحيده عملت فينا أيه .. هقولك 

لتكمل على نفس صراخها وهى تتحدث بدموع تنساب على خديها :

- أبويا أفلس ودخل السجن وأتشردنا وأمى تعبت من زعلها عليه ولازم تعمل عمليه علشان ينقذوها والعمليه محتاجه فلوس وأنا ممعيش فلوس وألجئ لصاحبتى الوحيده زى ماقولتى وترفض مع العلم أن رصيدها مليان فى البنك ومش هيأثر فيه شوية فكه وأمى تموت لا وأيه كمان أستعرت منى وبدأت تتهرب وأتشرد أنا من غير مأوى لغيت مالقيت الوحيد إللى حن عليا فى محنتى بعد صاحبتى الوحيده ماأتخلت عنى .. تتصورى مين !

رفعت يداها تمحى دموعها بعنف وهى تتقترب من وجهه متحدثه بألم شديد : 

- هشام !

لتنصدم شاهى مع صدمتها اﻷولى وهى لاتصدق ما تردده على مسامعها لتكمل سهى السرد ومازالت تتألم لمجرد التذكر :

- بس زى ما أنتى عرفه أن مفيش حد بقف جمب حد بسهوله ... 

أعتصر قلبها وهى تكمل :

- بعت شرفى له ! أيوه بعت شرفى مقابل أنه يؤوينى فى شقتك اللى أتنزلتى عنها ليه مقابل أن يبعد عنك وميقولش لحمزة وطبعا مش متخيله أنا أجهضت كام مره .. وكل مره ببكى وبتألم قد أيه كأى أم نفسها تشوف أبنها أو بنتها بتكبر جواها وفى الحقيقة وتربيه بس .. هجيبه أزاى على الدنيا وانا وابوهم عايشين فى الحرام .. وبرده هو معذور مين هيتجوز واحده باعت شرفها له مقابل أنه يأويها 

ثم أختمت حديثها بقول :

- أدى ياشاهى هانم قصتى اللى صاحبتى الوحيده العضو الرئيسى فيها .. ياريت تكون سلتك وعجبتك الشويه دول .. وطبعا مش هقولك على إللى عملتيه فى هشام والبنت المسكينه مرات حمزة ﻹنك أدرى بيه منى ...

خفضت شاهى وجهها بذهول لا تستوعب أن هذه سهى .. وأن هذا ما مر معها .. وأن هشام من ساعدها وهو على علاقه بها فى ذلك الوقت ..

لترفع وجهها بقوة بعد أن فهمت لعبتها الدنيئه فى الوقوع بها لتردد ببرود : 

- والمطلوب أيه .. ولا بالى الكلب ده عمله خدتى حقك ..

ثم أكملت بتوعد وحقد وصوتها يعلو :

- عيبك أنك لعبتى معايا ياسهى وهدفعكم كلكم تمن اللى عملتوه أنتى متعرفيش نفوذ بابى وصله لفين ...

لتهم واقفه تجمع الغطاء حول جسدها وتبحث عن ملابسها وتغادر 

لتنطلق سهى مقهقه فى ضحكاتها :

- عيبك كمان أنك فاكره سهى عقلها صغير ومتعرفش تفكر إلا بمشورتك .. فكره أنتقامى عند كده علشان تطلعى تعملى عمليه وترجعى زى ما كنتى إللى أشك أصلا أن تكون أول مره .. ويبقى اللى عملته راح فشوش لا يشاطره سهى عرفه بتعمل أيه .. 

ثم أسترسلت بتشفى وبأبتسامه على شفتيها :

- يلا ياماما .. أستعدى المأذون جاى كمان دقايق يكتب كتابك على زنقورتك اﻷمور ده .. ياأختى كميله 

ضحكت شاهى بعدم تصديق وجسدها يتجمد فى مكانه مردده بخفوت :

- أنتى بتخرفى وتقولى أيه ...

- إلا سمعتيه ولا مبتفهميش عربى 

- ومين بقا إللى هيسمح بالمهزله دى 

- الفيديوهات دى إللى هتسمح وتبصم كمان ياروح قلبى 

- فيديوهات .. فيديوهات أيه !  

- فيديوهات أن مصورها شخصيا وزنقورتك بيتمتع بجسمك واللى متسجله هنا وأن فكرتى تخطى باب الشقه هتكون نزله على وسائل التواصل كلها وأتفرجى على فضحتك بقا .. أنما لو وافقتى تتجوزى هتكون متعانه فى الحفظ والصون لغيت لما تفكرى فى الطلاق هتتطلع تانى .. واه لو وافقتى وأتكتب الكتاب مدوريش عليا علشان هكون بمعنى أصح اﻷرض أتشقت وبلعتنى علشان متفكريش تأزينى وتخدي السى ديهات وتتخلصى من زنقر.. معلش بقطع عليكى من قبل ماتخططى ياروحى.. 

لتحدق بعيناها بقوة وغيظ تريد الفتك بها لتقطع تفكيرها لتنفذه فورا وهى تركض صارخه تنقض عليها ويبدا عراك عنيف ليتمسك زنقر سريعا بخصرها رافعا أياها عنها فى وسط صراخهم الصادح .. لتبتعد متملصه منه سريعا متشبسه فى الغطاء حول جسدها ناظره له بأستياء وأعياء تريد أخراج مافى معدتها اﻷن وهى لاتصدق بأن أول شخص بحياتها الجسدية هو ذاك المقرف ليبدا صراخها بحاله هستيريه لا تستوعب ماتمر به اﻷن .. تفكر بأى دعاء دعى عليها لتكون فى تلك الموقف الحقير .. 

"ولا تعرف أن من حفر حفرة ﻹخيه وقع فيها "

الفصل الثاني والثلاثون من هنا

تعليقات



×