رواية وحوش لا تعشق الجزء الثاني من ليالي الفصل الواحد والثلاثون بقلم رحاب ابراهيم
جلست على فراشها واستقبلت زخات الغضب التي تتراقص أمام عيناها .... حتى بدأت تقطم أظافرها بعصبية ...لمن ذهب ؟ ....هل هي ؟! .... وكلما تذكرت تلك الكلمات تشعر ببراكين ملتهبة بقلبها ....كلماتٍ تعني أنها ليست المرة الأولى .....ماذا بينهم لتكتب فتاة هذه الكلمات بتلك الجرأة ؟! ..... بإنفرادية ! .....مرت هبات شيطانية بفكرها وكل الاحتمالات اصبحت محتملة الحدوث ....
ركضت الهرة بجانبها حتى اخذتها مريم وضمتها وبدأت تبكي بصمت ....قالت بعد برهة بضيق الكلمات بحلقها :-
_ لأ مش معقول آدم يعمل كدا ....هو عصبي آه بس محترم ..مستحيل يعمل كدا ويعصي ربنا ....مش هصدق غير لو شوفت بعنيا ....ممكن تكون الحقيرة اللي اسمها ندى هي اللي عايزة تشككني فيه !! ....
مرح لا يخفيه عيناه مع بعض القلق عليها ...فيعلم أن صغيرته لازالت طفلة متذمرة ....لا زالت زهرة مقبلة على النضج ... زهرة تحيطاها اغصان عشقه ومن يقترب ....سيتسمم بشوك شراسته .....
مر وقت طويل قبل أن يصعد لغرفته حتى تردد قليلا وهو على اعتاب الحجرة ولكن حيرته لم تمنعه من رؤيتها حتى دلف ببطء ونظراته تخترق وجهها النائم بجفون منتفخة من البكاء ....وكم حسد تلك الدموع الذي غفت على بشرتها براحة وتربعت بين مسامها .... اقترب حتى وقف بالقرب وتفحص وجهها جيداً ......ابتسم وهو يربت على رأسها بحنو جازف بدفئه .... قبّل رأسها وفحيح ابتسامته تغلغل بسمعها اليقظ .....وغفوتها الخادعة .....تلصصت النظر وهي تراه يتجه للشرفة ويقف متأملا بالسماء وعرض منكبيه احجب الرؤية عن ما أمامه .....تخللت انفاسه المتنهدة سمعها وكم شعرت بالحيرة من هذا الرجل ....كيف يفكر ومن هي .......حبيبته ؟!
كانت عيناه تناشد السماء كي ييسر له الطريق لقلبها ...لقلب يعشقه ...واتاحت حقه كزوج ميسرة ولكن هناك أشياء لا يقبلها ....كبريائه يآبئ الآخذ بالقوة .... الرضاء والحب أولا ثم كل شيء بعد ذلك .....
وما شعر بأفضل من هذا القول ....
_ يارب
قطبت مريم حاجبيها ودائما ذكر الله يطمئن القلوب ..فأطمئنت 💙
ابتسمت مرددة هذه الكلمة والمناجاة حتى تفاجئت بإبتسامتها التي سبقها رحمة ربنية تطمئنها إتجاهه ....استشعرت اجابة الدعاء ....
ودقائق مرت براحة وسكون حتى شعرت به يخلد بجانبها وربت مرة أخرى على رأسها بدفء ولم تغفو عيناه عن رؤيتها ...... ارتجفت عندما بدأ يرتل آيات الذكر الحكيم وهو يرقيها ثم تلاه آذكار كي تهدأ ....وكأنه ناشد بالسكينة فسكن القلب وتغنى .... ومالت رأسها على صدره بأمر يداه ثم ثبتت أنفاسه وذهب في سُباتٍ عميق في غفوة وابتسمت جفونه للأحلام ........
تظاهرت بالنوم رغم ارتباكها ولكن اغلقت جفونها بابتسامة وقالت بداخلها :-
_ لأ اكيد في حاجة غلط مش معقول آدم يعمل كدا 😊
_______________________صلّ على النبي الحبيب
بعد أن اشغلت فاطمة وصلة حرارة الهاتف انتظرت طويلا مكالمته ولكنه لم يفعل مما جعلها تضيق من الحزن ...
وسكرات الحلم الجميع بدأت تودعها .....
***********
صباحاً ...وقد وافق يوم الجمعة .....
استيقظت فاطمة على صوت الهاتف لتطوف ابتسامة على وجهها وهي تركض إليه ظنا منها أنه فهد ولكن تفاجئت بصوت ...سهى ....
هتفت سهى :-
_ بتصل بيكي من امبارح والتليفون مغلق !!
عقدت فاطمة حاجبيها بضيق وتعجب فقالت :-
_ كنت شايلة الفيشة منه ....في حاجة ولا ايه يا سهى ؟
لانت نبرة سهى واجابت :-
_ ما تقلقيش مافيش حاجة ....الكارنيه بتاعك وقع منك امبارح ..وللاسف ماعرفتش اجيلك عشان بابا جه امبارح من السفر وهيقعد معانا النهاردة وهيسافر تاني بكرا بليل ....
شعرت فاطمة ببعض نفاذ الصبر ولكن تحدثت بلطف :-
_ ربنا يسلمه يارب ..يروح ويجي بالسلامة ....انا ما خدتش بالي أن الكارنية وقع خالص !! ....اكيد سيبت الشنطة مفتوحة وانا بدخل الاجندة بتاعتي
سهى :-
_ الله يسلمك ياقلبي ....بصي انا مش هعرف أجي الكلية بكرا واصلا ما عندناش غير سيكشن واحد ....فالاحسن نتقابل وتاخدي الكارنيه النهاردة .....
قالت فاطمة بضيق وتذكرت فهد وانتظارها لمكالمته :-
_ مش هينفع اسيب البيت وأخرج ...
صمتت سهى لبرهة وقد أشار لها جاسر الذي كان يستمع للمكالمة حتى قالت سهى بعد أن فهمت اشارته :-
_ خلاص قوليلي عنوانك وهاجيلك ادهولك بسرعة وامشي
املتها فاطمة العنوان ثم انتهى الاتصال .....
زفرت فاطمة بضيق ودلفت للمطبخ تعد وجبة فطار سريعة حتى وقعت عيناها على شيء ذكرها بموقف مرح معه ....ابتسمت وقالت :-
_ طب والله لأعمل تورته دلوقتي وهفطر بيها كمان ...
_______________________ استغفروا الله
استيقظت مريم بكسل ورمقته وهو تائه بالنوم ...ابتسمت وقالت بخفوت :-
_ خليك نايم بقى على ما اجيبلك الفطار ...ماشي
نهضت من فراشها حتى توقفت بتجمد من صوته فقال :-
_ ماشي 😊
وتابع بمكر :-
_ ولا اقولك مش جعان ....العشا اللي اتعشيته برا امبارح مش مخليني جعان 😊 افطري انتي يا روما 😊
جزت على فمها بقوة وعصبية ثم لكمته بالوسادة بغضب وهتفت :-
_ يااارب بطنك توجعك 😭 .... انا غلطانة أني عبرتك 😡
اعتدل في جلسته وابتسم بإستفزاز :-
_ بردو مش هاكل ومش جعان 😂 ...بس قوليلي انتي لسه زعلانة ؟
بلعت ريقها ونظرت له بلوم واجابت :-
_ اه زعلانة 😖
تحدث بمرح :-
_ وانا مبسوط ههههههههههههههههه 😂
لكمته بعصبية مرة اخرى وصاحت :-
_ يااارب يجيلك دودو في بطنك ماتعرف تاكل تاني 😭
آدم بضحكة عالية :-
_ دودو 😂 وهبقى مريض بدودو هاهاهاها😄 😂 والناس لما تسألني اقولهم عندي دودو ههههههههههههههههه 😂
نهضت من جانبه بنظرات مغتاظة حتى دلفت للحمام الخاص بالغرفة ثم اتسعت ابتسامتها فلأول مرة تراه بهذا المرح ......
خرجت مريم بعد عدة دقائق لترى الغرفة فارغة فتعجبت !!.... بدلت ملابسها ثم هبط للأسفل وذهبت بإتجاه غرفة الطعام ولم ترهق نفسها عناء البحث فيبدو أنه بمكانٍ ما هنا أو هناك أو لربما خرج من المنزل بأكمله ....
دلفت للغرفة وهي تحدث نفسها بوجه عابس حتى تفاجئت بوجوده ويبدو أنه ينتظرها ......
جلست وهي ترمقه بتعجب حتى اتت كريمة بطبق من الجبن الابيض وسأل آدم :-
_الجبنة دي عليها ملح ؟
اجابت كريمة باستغراب :-
_ أيوة عادي !! ...ما انا دايما بجيبها كدا !!
رد آدم وهو ينظر لمريم بتسلية وقال :-
_ معلش اصل عندي دودو في بطني 😂😄
مريم اللي قالت كدا
نظرت كريمة لوجه مريم الذي يشتعل غيظا وقالت بضحكة تشق فمها :-
_ دودو يا مريم 😂💔
تركت مريم طعامها بتذمر ونظرت لآدم بغيظ حتى تركتها كريمة تجنبا لإثارة عصبيتها أكثر ......
عادت لطعامها وهي ترمقه بعصبية حتى بدأ آدم ينهي طعامه وقال :-
_ هخرج شوية بعد العصر ومش هتأخر عشان ما تقعديش تتصلي وانت فين وهكذا ....
مطت شفتيها بسخرية وقالت :-
_ لا مش هسأل ......بس عادي يعني لو سألتك إيه المشكلة أعرف أنت مع مين 😡
نهض آدم بابتسامة ماكرة وقال سريعا بضحكة :-
_ رايح لدودو 😄😂 .....صباح الفل ده انتي شغلانتي بعد كدا 😂✋
زفرت مريم بضيق وقالت :-
_ هو كل ما اقول حاجة هيقعد يتريق عليا 😒 💔
___________________________سبحان الله وبحمده
مرت عدت ساعات حتى اصبحت الساعة الثالثة عصراً .....
وضعت فاطمة طبق الحلوى الذي اعدتها صباحا على المنضدة أمام شاشة التلفاز ولم تتناول منها أي شيء عندما تذكرت أنها بمفردها ....حتى هاتفتها سهى مرة أخرى لتخبرها أنها تنتظرها بالاسفل .....
بعد مكالمة سهى الهاتفية خرجت فاطمة من الشقة لتدخل المصعد هبوطا لأسفل حتى خرجت من المبنى والتقت بزميلتها سهى ومعها شقيقها الأكبر ...جاسر
رمقها جاسر بنظرات اعجاب شديدة وهي تقترب اليهم ، تحاشت فاطمة النظر إليه عمدا وكم كرهت تلك النظرات المتفحصة بعيناه حتى وقفت أمامهم وقالت سهى :-
_ انا جيتلك لحد عندك عشان عارفة أنك صعب تخرجي ، ادي كارنيه الجامعة اللي وقع منك ...على فكرة جاسر هو اللي لقاه بعد ما مشيتي وصمم يجي معايا بنفسه ...
استمرت فاطمة في تجنبها لجاسر حتى قال هو بنبرة تنم عن المكر :- بقلم رحاب إبراهيم
_ مش بعمل كدا مع أي حد على فكرة ... بس انتي مش أي حد يا فاطمة
ولولا وجود سهى شقيقته لكانت صفعته فاطمة على وجهه لجرأته في الحديث معها على هذا النحو ...فقالت لسهى :-
_ شكرا جدا يا سهى مش عارفة اشكرك أزاي ...
ابتسم جاسر وقد اشتد اعجابه بها حتى ارتسم هذا على نظراته بشكل صريح ووقح ، ولم يلاحظ تلك العاصفة النارية التي كانت تطل من نظرات فهد وهو يتجه اليهم بعد أن راقب المشهد لدقائق من بعيد .....نيران حارقة مستعرة بقلبه وود لو يحفر اظافره بعنق تلك الوقح الذي ينظر لعشقه بهذه النظرات التي كرجل يعرف جيدا ما يضطرم خلفها .......واتت عاصفة لم تكن بالحسبان ....
المشهد أمامه لا يحتاج للشرح فيكفي نظراته لصغيرته حتى أتى فجأة وكأنه اتى من العدم ليقف أمامهم مصوبا نظرات تقدح غضبا وعنف لذلك الجاسر .....
سرى الدفء بعيناها وتحولت الملامح المتبلدة الى ملامح يدب فيها دماء الحياة ورفرفت ابتسامة مطمئنة آمنة على وجهها حتى هتف فهد بغضب :-
_ انتوا مين ؟
رمق جاسر فهد بإستغراب وضيق وقال بحنق :-
_ أنت اللي مين ؟ ...ومالك بفاطمة ؟!
زم فهد شفتيه بعنف قبل أن يجر جاسر من ياقة معطفه والصقه بحائط المبنى وبدأ يلكمه بحدة وهو يهتف بجنون :-
_ اوعى تنطق اسمهاااا .....
ركضت سهى غاضبة ولكمت فهد بيدها وهي تصرخ حتى جذبتها فاطمة بشراسة وهتفت بها معنفة :-
_ اوعي ايدك دي ...
اتسعت عين سهى بصدمة وقالت بعد ذلك وهي تصرخ بوجهها :-
_ انتي زعلانة اننا بندافع عنك !! ....بقى ده جزاتك اخويا !!! ...واحد جه وعايز يتعارك وممكن يكون شارب أو سكران ماعرفش ....
حاول جاسر أن يدفع فهد ولكن لم يترك فهد له سبيلا وكأنه يتشاجر مع الد أعدائه حتى قالت فاطمة بهتاف :-
_ ده جوزي ....فهد ....
صدم كلا من سهى وجاسر الذي جحظت عيناه بوجهه الذي بدأ يأخذ اللون الازرق من اللكمات حتى جر فهد جاسر مرة اخرى ودفعه بعيدا بإتجاه السيارة التي كان يقف أمامها منذ قليل ونظر لفاطمة بقوة حتى جذبها من يدها ودلف بداخل المبنى صعودا للاعلى من خلال المصعد ....
ركضت سهى لشقيقها الذي وقف بنظرات مصدومة ويستند على سيارته بحقد شديد يطل من وجهه حتى تحسست سهى وجهه بقلق وقالت :-
_ انا اسفة يا جاسر والله ماكنت أعرف ...دي حتى مش لبسة دبلة وما قلتليش انها متجوزة والله العظيم ما كنت أعرف .....
هز جاسر رأسه الذي هجم بها الدوار من اللكمات ثم دخل سيارته بعصبية لم يشعر بها يوما وقالت سهى مرة اخرى :-
_ هتعرف تسوق ؟ ....ولا اتصل بسواق يجيلنا ...
اجاب جاسر بنبرة تحمل من الغضب ما استطاع بالكاد أن يخفيه :-
_ هعرف ما تقلقيش ....بس الاول نروح اي مستشفى عشان الجروح دي ....
نظرت له سهى بضيق وهي تراه يغالب حزنه وبدأت تلفظ بعض الشتائم على فاطمة حتى هتف جاسر :-
_ خلاص الموضوع ده انتهى ، وانا اللي غلطان عشان يوم ما اعجبت بجد كانت بنت مؤدبة ومحترمة رغم أني مش كدا .... اكيد هو يستاهلها اكتر مني ....بجد انا بحسده ...ياريت يا سهى ماتجبيش سيرتها تاني قدامي خليني انساها واتمنى اقابل حد زيها .....
ربتت سهى على كتفه وقالت :-
_ دلوقتي مش زعلانة من اللي حصل عشان رجعك لعقلك ، خروجك مع البنات كل يوم كان مخليني مضايقة أووي وكنت خايفة ماتعرفش تحب بجد ....صدقني ربنا هيعوضك ....بقلم رحاب إبراهيم
صمت سيطر على جاسر وهو يقود السيارة وبداخله قوة هائلة تصرخ بأسم واحد فقط ...فاطمة !!
تنهد بحزن وتمنى أن تخرج من عقله .........
_____________________________صلّ على الحبيب
خرج فهد من المصعد ويداه تشتد على اناملها بعصبية حتى فتح باب شقته ودلف بداخلها .......وما ترك يدها إلا ليغلق الباب ثم استدار لها بوجه غاضب لا ينبئ بالخير ...
بلعت ريقها ليس خوفا ...ولا كانت خطواتها المتراجعة للخلف خوفا منه ...بل من نفسها ....عيناها كانت تفيض بلمعات عاشقة وهو يقترب بنظرات غاضبة تصفعها بصمت .....
جذبها من يدها حتى لا تبتعد أكثر من ذلك وقال بقوة :-
_ مين دول ؟
ارتجفت وهي تجيب وسكنت يدها على كتفيه لا اراديا :-
_ دي سهى زميلتي واخوها ، الكارنيه بتاعي وقع وجهم يدهولي عشان هي مش رايحة الجامعة بكرا ....
قاطعها بنبرة عميقه يلمؤها العتاب :-
_ ماكنتيش بتردي عليا ليه !!! ....انا اتصلت بيكي كتير ...كنت عايز اطمن عليكي ...
ادمعت عيناها وهي تنظر له وهبطت مقاومتها تدريجيا وكادت أن تبتعد حتى منعها مقبضا بيدها خلف ظهرها وقال بغضب :-
_ مش كل ما اكلمك تمشي ...ردي عليا
حاولت التملص منه ولكن احكم قبضته على اناملها .... فقالت وهي ترتجف بدموع متساقطة :-
_ سيب ايدي يا فهد
هز رأسه برفض وهتف بسؤاله مجددا لتبكي بحدة وهي امامه وقريبة وتهدج صوتها وهي تقول بصدق :-
_ عشان سيبتني لوحدي وكنت خايفة عليك اوي ....
ترك احد يداه من يدها ورفع ذقنها لتنظر إليه وقال بصدق :-
_ وحشتيني يا فاطمة ...أوووي
اطرفت عيناها عدة مرات بذهول وكأن حلمها يتجسد أمامها بكل واقعية ....التقطت انفاسها بالكاد ثم افلتت يداها لترتمي بين ذراعيه بضحكة امتزجت ببكاء ....رفعها ليدور بها بابتسامة واسعة وهذا ما تمناه كثيرا وقالها مرة أخرى .....
وقف واقامها امامه حتى مسحت عيناها بابتسامة وقالت بسعادة :-
_ تعالى بقى محضرالك مفاجأة ...
جذبته ليجلس على الاريكة ثم دلفت للمطبخ ووضعت يدها على قلبها من شدة الخفقان ....لا يهم اعتراف الآن فيكفي لهفة عيناه التي تدل أنه على اعتاب الاعتراف بما يشعر به وكم عشقت هذه اللحظات التي لن تنساها مما حيت ....
أخذت طبق الحلوى الذي وضعته بالمطبخ صباحا وذهبت له ......
وضعته أمامه بابتسامتها وبدأت تطعمه .....قالت :-
_ كنت حاسة انك هتيجي النهاردة عملتلك اللي بتحبه ....
لم تتجه عيناه عنها وعلى ابتسامتها السعيدة وتساءل هل ستظل هكذا عندما تعلم بمرضه الذي يزداد سوءا مع الوقت أمام ستخذله وتتركه .....
هذه الخاطرة جعلته يضيق وترك الحلوى مغيرا مجرى الحديث :-
_ انتي طبعا شوفتي اللي كان متفق يقتلني ...صح ؟
قطبت حاجبيها بتعجب من تغييره فجأة هكذا واجابت ببطء :-
_ مش بالضبط ...
التفت لها بحدة وقال :-
_ مش فاهم ...يعني إيه ؟
بلعت غصة بحلقها ثم قالت بنظرت عاتبة :-
_ شوفت جانب وشه بس لأني كنت في الضلمة ...
هو اللي اتقبض عليهم ما اعترفوش ؟
هز رأسه نفيا وقال :-
_ لأ ...دول مش هواة ...دول جايين وعارفين لو اتقبض عليهم هيعملوا ايه وهيقولوا ايه ....بس انا شاكك في حد ويارب يطلع هو ....
وقال بدون مقدمات وبدأت تحتد نبرته :-
_ هو انتي ما قولتيش لزمايلك انك متجوزة ؟!
نظرت له طويلا بنظرات تتحدث ثم قالت :-
_ انا ما اتكلمتش في الموضوع ده اصلا ...وكمان يمكن عشان مش لابسة دبلة فسهى افتكرت اني مش متجوزة ....
ابتلع فهد آخر ما بفمه وقال بعصبية :-
_ واخوها ده بقى أول مرة تشوفيه ولا ايه .....اصله بيقول اسمك كدا ولا كأن في عشم ما بينكوا !!
اجفلت من حديثه حتى نهضت ودلفت لغرفتها دون أن تجيبه .....ورغم ضيقها من شكه إلا أن هناك بعض التسلية بالامر .....
نظر لباب غرفتها بضيق وشعر بندم كبير لما تفوه به .....
__________________________سبحان الله العظيم
((في منزل ياسمين ))
خرج الجميع من المصعد ودفع أنس المقعد المتحرك بمالك حتى دلفوا بداخل منزل ياسمين بعد أن فتحت الباب هايدي ......رحبت بهم ولم تغفل عيناها على مالك الذي ينظر امامه متظاهرا بعدم الرؤية ولكن عيناه تبحث بمكر عن حبيبته ......
وقفت ريهام أمام هايدي صديقتها القديمة وكأن الزمن عاد للخلف عدة سنوات ...رمقتها هايدي بتعجب ....كم بدت هايدي عجوز بعد أن كانت فائقة الجمال .....قالت هايدي بنظرات متوترة :-
_ أزيك يا ريهام .....بقالي سنين ما شوفتكيش ...
تجمدت ملامح ريهام وهي تجيبها بجفاء :-
_ اهلا وسهلا ....يمكن لولا مالك ابني ماكنتيش هتشوفيني ابداً ، قدرنا بقى هنعترض !!
ضيقت هايدي عيناها بقلق وضيق من فتور حديث ريهام وتصاعد خوفها على ابنتها ولكن أن اعترضت فتكسر سعادة ابنتها الحبيبة .....