رواية عشق رحيم الفصل الواحد والثلاثون بقلم ايمي نور
وقفت سارة تراقب رحيم يعطي لمن حوله الوصايا العشر ليهتموا بفتاته المدللة تشعر بالنيران تتأجج بداخلها فمنذ رؤيتها له نازلا الدرج حاملا تلك الفتاة بين ذراعيه كأنها كنزه الثمين و هي تتمني غرز اسنانها في عنقها تسحب منها الروح ضاربة بعرض الحائط كلمات والدتها اليها قبل مغادرتها صباحا عائدة الي منزلهم لظرف طارئ بمحاولة ضبط النفس وعدم الانسياق وراء مخططات جمال لكنها لم تعد تحتمل رؤيتهم معا بتلك الطريقة لم تعد تحتمل دلاله لها امام الجميع وهو من كان دائما متحكمآ في عواطفه معها رافضا اظهارها علي الملأ ها هو يظهر كمراهق صغير واقعا في الحب لاول مرة .لم تعد تحتمل فكرة ان من الممكن ان تكون تلك الفتاة ام لطفل رحيم لتنتزع مكانتها الي الابد في هذا القصر وهذة العائلة وقلب رحيم نهائيا انتفض بداخلها رافضا لتلك الفكرة فلا و الف لا لن احتمل بعدا الان يجب ان تنتصر حتي ولو تحالفت مع الشيطان لذا يجب ان تتحدث الي جمال لينهي هذا اللعبة سريعا فهي قد بدات تشعر انه قد بدء يلعب لصالحه هو وحده مبعدا ايها عما ينتويه فهي لن تنتظر دقيقة اخري لتتخلص من هذا الحمل وليحدث ما يحدث وقتها
افاقت من افكارها علي تحرك رحيم مغادرا لتسرع باللحاق به تناديه امام الموجودين ليتوقف ناظرا اليها لتذهب اليه تتدلل في خطواتها باتجاهه تقف امامه تلتصق به غير مراعية لعيون من حولهم المراقبة لهم قائلة بدلال تعبث اناملها بياقة قميصه
=مش انت مشافر القاهرة
هز رحيم راسه بالايجاب شاعرا بالضيق من تصرفها ذلك يراها تستأنف حديثها بصوت مائع
= طيب ممكن اجي معاك انت عارف ان ماما سافرت علشان بابا تعب فجأة فممكن تاخدني معاك اطمن عليه ونرجع سوا
هز رحيم راسه رافضا فهو يعلم جيدا ان عمه بخير ولا يوجد شكئ مما قالته قد حدث
= معلش ياسارة مش هقدر انا متاخر فعلا خليها يوم تاني ولو مستعجلة تقدري تاخدي السواق يوصلك
اهتزت ملامح وجهها بحدة من رفضه لكنها لم تظهر له هذا لتقف علي روؤس اصابعها تطبع قبلة مفاجئة فوق خده ليبتعد رحيم عنها سريعا قاطعا تلك القبلة بعنف لتنحنح سارة تتصنع السرور
= لا يا قلبي مش مشكلة هبقي اطمن عليه بالتليفون ولما تفضي نبقي نروح سوا
نظر رحيم الي ساعته بعبوس قائلا: =اعملي اللي يريحك يا سارة انا همشي دلوقت لاني اتاخرت جدا ثم ذهب في اتجاه حور الجالسة فوق اريكة غرفة المعيشة تراقب ما حدث بعينين تشتعل غيرة لم تستطع السيطرة عليها ليراها رحيم علي هذة الحالة ليجلس علي عقيبيه امامها هامسا بحنان
= عوزك تاخدي بالك من نفسك كويس واستنيني لما ارجع اوعي تنامي مهما اتاخرت اتفقنا
هزت حور راسها بالايجاب قائلة بنفس الهمس
= اتفقنا بس علشان خطري خلي بالك من نفسك
ابتسم رحيم بسرور قائلا ليتلمس وجنتيها برقة عند ملاحظته لقلقها الفعلي عليه قائلا محاولا طمئنتها = متقلقيش عليا خلي بالك من نفسك بس
ثم نهض واقفا مودعا الجميع :
= يلا سلام زمان حمزة وصل وانا لسه هنا متحركتش من مكاني ليتحرك مغادرا تصحبه والدته بالدعوات ليغادرا معا الحجرة ليسود الصمت طويلا بعد مغادرته تجلس حور وندي متجاورين بينما سارة تجلس فوق مقعدها تهز رجايها بعصبية حتي قطعت الصمت تحدث حور بحدة
=مكنش ليه لزوم التنطيط من مكان لمكان وكنت خليكي في اوضتك احسن
نظرت حور اليها يرتسم الهدؤء فوق ملامحها لتستانف سارة حديثها تحاول هز هدوءها هذا قائلة
= عشان ميحصلش حاجة تاني وتخلي كل اللي في البيت يلف حولين نفسه علشان خطرك
شهقت ندي بصدمة من طريقة حديثها الخالية من الذوق وهمت بالرد عليها لكنها وجدت حور تعدل في جلستها تنظر اليها قائلة بثقة
= منقلقيش نفسك ياسارة رحيم موافق علي نزولي لهنا وانتي شوفتي ده بنفسك وياستي لو حصلي حاجة تاني متبقيش تتعبي نفسك بالقلق عليا
صدرت عن ندي ضحكة مكتومة حاولت اخفاءها لتدير سارة انظارها بينهم بغيظ لتدارك نفسها سريعا قائلة بخبث
= تنا ميهمنيش اللي يحصلك انا كل الحكاية اني لحظت رحيم بدء يضايق من دلعك وانتي كل شوية ترعبيه من الخوف والقلق علي اللي في بطنك
استمرت حور علي هدوئها تدرك محاولتها لمضايقتها قائلة بلطف
= اعتقد رحيم قادر يتكلم بنفسه و يقول لو ده فعلا بيضايقه ومش محتاج حد يتكلم بلسانه ولا ايه يا سارة
هذة المرة لم تستطع ندي كتمان ضحكتها لتخرج منها بصوت صاخب جعل احمرار الغيظ يتصاعد فوق وجه سارة التي اخذت تفتح فمها وتغلق عدة مرات محاولة الكلام والرد علي حور لتفشل لتدق الارض بقدميها غيظا توجه نظرتها السامه اليهم قبل ان تغادر الغرفة كالعاصفة لتنفجر ندي بالضحك تحاول الحديث بصعوبة
= يخرب عقلك يا حور اول مرة اشوفك بتتكلمي كده
نظرت اليها حور بوجه جاد قائلة
=يمكن لاني زهقت من كتر سكوتي اللي دايما بتفهمه علي انه ضعف وخوف
رتبت ندي علي يدها قائلة بجدية هي الاخري
=عارفة يا حور انك استحملتي كتير بس احيانا السكوت ادام العقول اللي زي سارة يكون هو الحل الصح
هزت حور راسها موافقة علي كلامها تتنهد قائلة
= عارفة يا ندي بس خلاص مبقتش قادرة استحمل كل الضغوط دي عليا كل حاجة متلغبطة ومبقتش فاهمة ايه الصح وايه الغلط
نظرت اليها ندي بتساؤل قائلة
= كلامك مش مطمني يا حور في حاجة حصلت رحيم زعلك في حاجة
ضحكت حور ساخرة قائلة بمرارة
= رحيم .. ياريت كل الناس تبقي زي رحيم في معاملته معايا انا عمري ما حد اهتم بيا ولا كان حنين عليا زي رحيم معايا
همت ندي بسؤالها من جديد ليقاطعها دخول جمال بخطواته الصامتة لتنظر اليه بدهشة تسأله = جمال! انت مش مع رحيم وحمزة هز جمال راسه ببطء يوجه انظاره باهتمام فوق حور الجالسة تنظر امامها بجمود قائلا : لا المشوار بتاعهم ده مليش فيه مشاغلي هنا اهم
هزت ندي كتفيها بعدم اهتمام ليتجه يجلس فوق كرسي مقابل لهم سألا حور الجالسة بتصلب بلؤم
= عاملة ايه النهاردة يا مدام حور يا تري صحتك احسن دلوقت
اجابته حور بجمود
= الحمد لله
جمال واضعا قدما فوق الاخري قائلا بنفس لهجته
= ابقي خدي بالك من نفسك كويس محدش عارف ايه ممكن يحصل لا قدر الله وخصوصا انك لسه في اول الحمل
رفعت حور راسها اليه بحدة تراه يبتسم ابتسامته الصفراء ليرتجف قلبها من مغزي كلماته لها لتنهض واقفة سريعا قائلة بعصبية
= ندي انا طالعة اوضتي حاسة اني تعبانة شوية
نهضت ندي هي الاخري قائلة بقلق =يبقي ياحور متطلعيش السلم دلوقت استريحي هنا وبعدين ابقي اطلعي براحتك امسكتها من كتفيها تجلسها مرة اخري لتحاول حور الاعتراض لكنها لم تستمع اليها تلتفت الي جنال قائلة
= معلش يا جمال خليك معها لحد ما اروح اقول للشغالة تجهز لها حاجة تاكلها وهرجع علي طول
وخرجت سريعا دون ان تستمع الي اعتراضات حور الاقرب الي الهستريا حتي يأست تماما تخفض راسها بوجه شاحب ليسرع جمال قائلا بلهجة مقتضبة فور خروج ندي
= انا هدخل في الموضوع علي طول من غير لف ودوران فكرتي في كلامنا اللي قبل كده
استمرت حور تخفض راسها ترفض النظر اليه في محاولة منها لتجاهل كلامه لتحتد لهجته عليها قائلا = متفكريش لما تعملي نفسك مش سمعاني اني هستسلم كده يا حور
رفعت حور حور راسها اليه قائلة بحدة واحتقار
=ومين قالك اني هتجاهلك او هتجاهل اي حاجة هتعملها معايا بعد كده انا هحكي لرحيم علي كل حاجة اول لما يوصل علي طول
دوت ضحكة جمال الصاخبة قائلا والشماتة تملا عينيه
= ده لو وصل اصلا.....
شحبت حور قائلة بذعر
= قصدك ايه بكلامك
هز كتفيه بال مبالاة
= اصلك متاكدة اوي من رجوعه ايه يا حور مسمعتيش عن تدبير القدر انا شخصيا بؤمن بيها جدا
هزت حور راسها بعدم تصديق وذهول قائلة
=انت عملت ايه في رحيم ؟؟
وضع جمال يده فوق صدره قائلا باستغراب زائف
= انا؟ وانا هعمل ايه انا قاعد معاكي هنا اهو مروحتش في حتة من الصبح لتتغير ملامحه فجأه متوقفا عن تمثيل البراءة تشتعل عينيه بوحشية =اسمعيني كويس لان خلاص وقت لعبنا سوا انتهي انا لسه ليا هنا يومين كمان وهشي في خلال اليومين دول تكوني طالبة الطلاق منه ليه وازاي هسيبك انتي تقوليله اللي يريحك و زي ماقدرت اوصل لرحيم النهاردة اقدر اوصله تاني المره دي كانت قرصة ودن المرة الجاية هتكون قصف رقبة فاهمة يا حور هانم
جلست حور مكانها تشعر بانسحاب الهواء من حولها يسيطر الجمود والصدمة علي جميع انحاء جسدها لتراه يقترب منها يستمر في حديثه قائلا ببرود
= لما تطلعي اوضتك شوفي دولابك سيبلك فيه هدية صغيرة تعرفك اني ليا الف طريقة وطريقة اقدر اوصل ليكي بها وده بمساعدة اقرب الناس ليكي اللي اشتريتهم زي ما اقدر اشتري اي غيرهم لو ده هيوصلني ليكي اسيبك بقي تفكري كويس وتتخيلي انا قادر اعمل ايه ليضحك ساخرا في ولي العهد
ليصمت قائلا بحدة
= وكمان ابوه واحمدي ربنا اني سبتهم لحد النهاردة عايشين
ثم استدار مغادرا الغرفة دون اضافة كلمة اخري تاركا ايها يسيطر الجمود عليها يستولي علي تفكيرها فكرة واحدة رحيم في خطر ويجب ان تذهب اليه حالا هبت سريعا تجري في اتجاه الباب لتصطدم بندي التي وقفت منذهلة من حالتها تلك تراها تصرخ بهستريا اخذت ندي تحاول تهدئتها في محاولة ان تفهم منها ما تقولها لاتفهم منها شئ سوي كلمة رحيم ويجب ان اذهب اليه لتاتي الحاجة وداد وسارة علي اصواتهم ليسود الهرج بينهم محاولين جميعا تهدئتها لتهتف سارة بعصبية
= بطلي يا بت انتي دلع وفهمينا ايه اللي حصل ورحيم ايه الي عاوزة تروحيله هي رحلة
التفت اليها وداد تنهرها صارحة بها =سارة اسكتي خالص دلوقت خلينا نفهم منها في ايه
ثم وجهت حديثها الي ندي تسالها بعصبية
= في ايه يا ندي ايه اللي حصل
ارتبكت ندي قائة بحيرة
= مش عارفة يا ماما والله انا سيبتها مع جمال ورحت اجهز لها الاكل رجعت لقيتها في الحالة دي
شحبت سارة لينسحب الون من وجهها قائلة بخوف
= بتقولي سبتيها مع جمال هزت ندي راسها بالايجاب لتسرع سارة تمسك حور تهزها بعنف
= انطقي هو قالك ايه عن رحيم خلاكي كده انطقي يا بت انتي
شدت وداد حور المصدومة من بين ذراعيها تصرخ في سارة
= انتي اتجننتي يا سارة بتعملي فيها كده ليه ابعدي عنها سبيها في حالها دلوقت
ضمتها اليها بحنان ترتب علي شعرها تحاول تهدئتها ليسود جو من التوتر الغرفة حتي تصاعد رنين احد الهواتف لتسرع ندي تنظر الي هاتفها بلهفة قائلة
= ده حمزة ولتفتح الاتصال تتحدث اليه وبعد عدة كلمان صرخت
=انت بتقول ايه يا حمزة وده حصل امتي ؟
ليلتف الجميع حولها في محاولة لاستفهام منها لتستمر في الحديث لثواني اخري تغلق بعدها الهاتف بوجه شاحب بشدة ليهتف بها الجميع في صوت واحد
= حصل ايه يا ندي اتكلمي طمنينا ابتلعت ندي لعابها بصعوبة تقاوم الرغبة في البكاء قائلة بصوت باهت =رحيم....عمل حادثة واتنقل المستشفي