رواية وشم علي حواف القلوب الفصل الثلاثون 30 بقلم ميمي عوالي
30
وشم على حواف القلوب
الفصل الثلاثون
لا احلل نشر او نقل الرواية باى مكان اخر دون اذن كتابى منى شخصيا و من يفعل دون ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية
فى دوار نجاة .. كانت نجاة تجلس بصحبة زينب و الصغار ، بينما حكم و رامى بصحبة شيخون و احمد فى الملحق
و كانت نجاة تراقب الصغار بشرود واجم اثناء لعبهم .. خاصة ورد التى كانت تتبعها بعينيها اينما تحركت خشية عليها من اى مضاعفات او اصابات جديدة قد تحدث سهوا ، و كانت زينب تقول : الاجازة اكده باظت
نجاة بانتباه : بتقولى ايه يا زينب
زينب : بقول ان الاجازة اكده باظت
نجاة باستغراب : ليه يعنى
زينب : كنت ناوية استأذن عم حكم ، و اخد العيال كلاتها و نروح نقضى يوم فى الارض و نشوى هناك
نجاة : طب و ماله .. لسه الاجازة سبوعين بحالهم ماعداش غير يوم واحد
زينب : ازاى بقى و ورد بالشكل ده
نجاة : ان شاء الله هتروق و تبقى زى الفل ، بس هو انتى يعنى هتبقى فاضية للحديث ده
زينب : انهى حديت ده
نجاة بمكر : دروس الكمبيوتر بتاعة سى رامى اللى قال انه هيديهالك انتى و خواتك دى
زينب بحمحمة : ماهو لسه احمد ماظبطش معاه المواعيد
نجاة و هى تتصنع عدم الفهم : انما انتى يعنى ماكنتيش موافقة ليه فى الاول و بعد اكده وافقتى
زينب بحمحمة : لاا .. انى بس كنت خايفة ابويا مايرضاش
نجاة بسخرية : هعمل حالى مصدقاكى
زينب : فى ايه يا عمة ، ليه بتقولى اكده
نجاة بتنهيدة ثقيلة : بقول اكده لجل ما انى خايفة عليكى يا زينب
زينب : ابااى .. و خايفة عليا من ايه عاد
نجاة : مش عاوزاكى تتعلقى بحبال مانتيش عارفة مين اللى ماسك خيطانها يا بتى
و قبل ان تعبر زينب عن فضولها لحل الغاز حديث عمتها ، تستمعان لصوت زينة و هى تقول بمرح : السلام عليكم يا اهل الدار
و عندما تلتفتان اتجاه الصوت ، تريان زينة بصحبة حسنة و هما تتقدمان نحوهما لتقول نجاة ببعض الدهشة : اها .. مرحب يا حسنة
زينة بامتعاض : ايه ده يا عمة .. هترحبى بامى بس و انى لاا
نجاة بمرح : و دى تاجى برضيك ، بس هرحب بيكى كيف و انتى قاعدة جوة فى قلبى يا بنت قلبى
زينة و هى تقبل وجنة نجاة بقوة : ابااى يا اولاد على الحديت الحلو ده اللى ما بعرفش ارد عليه واصل
نجاة : تعالوا اقعدوا .. اتفضلوا .. خطوة عزيزة
لتذهب زينة اتجاه ورد الجالسة بجوار شقيقتها و هى تلهو معها و مع ولدى نجاة ، و تنحنى عليها مقبلة راسها بحنان قائلة : احنا جايين خصوصى لجل نتطمن على الورد ده
لتجلس حسنة امام نجاة و هى تتلفت حولها و تقول : شيخون فين اومالى هو و احمد
نجاة : عند حكم فى الملحق
لتجلس زينة بجوار زينب و هى تقول لها بمرح : اتوحشتك .. حتى ماجاليش نفس اكل شى و انتى مش معايا
نجاة : و هى كمان ماكليتش عدل وقت الغدا ، روحوا كلوا ياللا ، خلوا ام سعيد تسخنلكوا اللى يلد عليكم و افتحوا نفس بعض
لتنهض زينة و هى تسحب معها زينب قائلة : ايوة ياللا نروح لام سعيد المطبخ و هى تظبطنا احسن انى جوعت اول ما شوفتك و عاوزة ااكل
و بعد ذهاب الفتاتين تقول حسنة : ماتناديلنا على حكم
نجاة : رايداه فى ايه
حسنة : لجل يعرف يعنى انى جيت اشقر على بته و اتطمن عليها
نجاة : عنديه ضيوف من مصر
حسنة : ضيوف مين يعنى
نجاة باختصار : قريبه
حسنة : اممم ، طيب برضك عرفيه انى اهنا
لتنظر لها نجاة بامتعاض ثم تنادى على عبد الرحمن و تقول له : روح يا عبد الرحمن قول لخالك ان مرته اهنا لجل تشقر على ورد و قول لام سعيد تعمللنا شاى و اللا قهوة احسن دماغى كان فيها وابور زلط
عبد الرحمن مهرولا الى الخارج : حاضر يا امة
اما زينب فكانت تتناول الطعام مع زينة التى كانت تقول بفضول : اومال لما هم رجعوا من المستشفى ماعاودتيش الدار ليه لحد دلوك.. دى امى قالبة الدنيا
زينب بامتعاض : و من ميتى يعنى امك مش قالبة الدنيا على دماغى .. ايه اللى جد يعنى
زينة : طب سيبك من امى ، انتى ايه اللى قعدك كل ده و ما رجعتيش على الدار من وقتيها
زينب : و لا هو انتى ماشفتيش وش عمتك عامل كيف .. كنت هسيبها كيف انى يعنى و هى اكده
زينة بدهشة : الا هو صحيح ايه اللى مخلى عمتى متاخدة أكده
زينب : دى اكده راقت ، انتى ما شفتيهاش و هم معاودين من المستشفى كانت عاملة كيف وقتها ، دى كانت معاودة من هناك وشها ده كيف الليمونة الصفرا ، و اللا ورد .. كمشانة و متعلقة فى رقبتها كيف البسة اللى متحامية فى امها ، لما قطعت قلبى
زينة بفضول : يكونش الحكيم قال لهم حاجة عفشة يعنى على ورد
زينب : تفى من خشمك .. ربى يبعد عنها الشر ، انى فى الاول برضبك كنت فاكرة اكده لما وعيت علي حالهم وقت ما اجم ، بس اما سألتهم طمنونى الحمدلله
زينة : طب الحمدلله اهه ، اومال ايه بقى هتقلقينى عليها ليه
زينب بحيرة : انى نفسى مش عارفة ، بس حساها متغيرة و مش زى عادتها اكده
زينة : طب ما سألتيهاش ليه
زينب : كنا يادوبك بنتحدت انى و هى وقت ما انتى و امى جيتوا ، فمالحقتش اسالها
زينة : طب و ناوية على ايه
زينب بامتعاض : لولا خوفى من امك .. كنت قلت لابويا يخلينى بايتة معاها الليلة دى ، أقله اخد بالى من العيال
اما بالخارج .. فقد اتى شيخون عندما علم بوجود حسنة و زينة و قدم عليهم و هو ينظر الى وجه نجاة و هو يحاول ان يقرأ معالمه ليعلم ان كانت حسنة قد بخت سمها كعادتها كلما تلتقى بها ، و لكنه لم يتبين شئ فقال : ايه يا حسنة .. فى حاجة و اللا ايه
حسنة : حاجة ايه يعنى ، انى قلت انى مايصحش ماجيش اطل على العيلة الاصغيرة اللى اتجبرت دى
شيخون بسخرية متوارية : لا و الله .. فيكى الخير ، اومال فين زينة اومالى
نجاة : قلتلها تاخد زينب و تدخل تاكل و توكلها معاها لانى حسيتها ما اكلتش واصل على الغدا
شيخون لحسنة : و هتمشوا ميتى
حسنة بامتعاض : لا هو احنا لحقنا ناجى عشان نمشى ، بس عامة انى قلت اعمل الواجب و اقول لصاحبك سلامة بته و همشى طوالى
شيخون و هو يتجه الى الخارج مرة اخرى : ماشى .. انى هرجع لحكم و هبلغه واجبك ، و هبقى ابعتلكم احمد بعد شوى اكده عشان يروحكم
لتنكوى حسنة برد شيخون .. فهاهى لن ترى حكم فى ليلتها تلك و اصبح مجيئها دون فائدة تذكر ، و لكنها التفتت بعد ذهاب بكر الى نجاة التى كانت عيناها لاتزال مع ورد قائلة : الا انتى بقى قاعدة اكده للعيال طوالى
نجاة : ايوة .. خايفة لا البنية تقع من تانى لا قدر الله و اللا تحتاج لحاجة
حسنة بسخرية : فيكى الخير ، ده حكم لو جابلها دادة خصوصى مش هتعمل كيف ما انتى بتعملى اكده ، بس اوعاكى تنسى المثل اللى بيقول يا مربى فى غير ولدك
لتنظر اليها نجاة بتهكم قائلة : عمر الزرعة اللى بتنزرع ما بتطلع زرع شيطانى ابدا .. غير اما تنروى بالغل يا حسنة ، و انى قلبى عمره ما عرف الغل ابدا ، و دايما راضية باللى ربنا كاتبهولى
حسنة بسخرية : ايوة ايوة .. انتى هتقوليلى ، بس اصل ياما ناس بتبقى سهتانة اكده و الكل يفكرها ملاك و هى عاملة كيف البطيخة القرعة اللى قشرتها بتطبل على الفاضى
لتعتدل نجاة بجلستها و تنظر الى حسنة قائلة : عنديكى حق ، بس تعرفى يا حسنة .. حتى لو البطيخة طلعت قرعة كيف مابتقولى .. بس اقله عمرها ما اذت حد ، و لا عمرها بصت على اللى فى يد حد ، و تعرفى كمانى .. البطيخة القرعة دى يا حسنة لا عمرها خططت و لا دبرت انها تحرق قلب حد حتى لو كان الحد ده من اللى دبروا و خططوا كتير اوى انهم يأذوها ، بس بالك .. عشان ربك اسمه العدل ، كل تدبير كان بيتدبر لها .. كان بياجى من وراه خير ياما ليها يخلى اللى بيدبروا لها ينحرقوا بزيادة .. اومال ايه ، ماهو برصك ربنا قال فى كتابه ،، (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) ، فاتخيلى بقى اكده انهم لو كانوا قاصدين يخدموها ماكانتش ظبطت ابدا معاها اكده
ثم اسندت نجاة ظهرها و اعتدلت بجلستها و هى تكمل قائلة بسخرية : و ياريتهم بيحرموا .. الا بعيد عن السامعين و الواعيين .. كيف اللى ربنا قال عليهم فى كتابه الكريم {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون} صدق الله العظيم
كانت حسنة تنظر اليها بغضب كامن بصدرها ، و شعرت ان نجاة تعلم اكثر كثيرا مما كانت تعتقد ، لتنهض من مجلسها و هى تنادى زينب و زينة ، و ما ان قدمتا اليها و هما تهرولان قالت بحزم : ياللا عشان هنروح ، شيعى حد لاحمد ياللا يا زينة يقول له ياجى يوصلنا قوامك
نجاة و هى تميل برأسها جانبا : اها .. هو انتو لحقتوا تقعدوا .. دى حتى ام سعيد لسه ماجابتلناش حاجة نشربها .. اقعدى يا حسنة اما تاخدى واجبك اومال
حسنة : واجبك وصل يا نجاة ، خليها نوبة تانية
لتقترب زينب من حسنة و هى تقول هامسة : ماتخلينى مع عمتى الليلة دى يا امة ، يمكن تحتاجنى وياها
لتنظر حسنة اتجاه نجاة المتربصة لها ثم قالت بجمود : و ماله ، تعالى معانا بس الليلة دى محتاجاكى تعمليلى كام شغلاتة اكده ، و ارجعيلها من تانى الصبحية ، بس همى ياللا معايا دلوك
لتودعهم نجاة بعد قليل و هى تشيع حسنة بنظراتها اليائسة من طباع تلك الحية الرقطاء التى لا تترك فرصة لتعكير صفو بالها الا و انتهزتها
اما احمد .. فعندما هم لمغادرة الملحق لايصال امه و شقيقتيه .. الا و نهض رامى قائلا : خدنى معاك يا احمد .. تعالى نوصلهم بالعربية
شيخون : و على ايه يعنى .. الدار مش بعيدة للدرجة دى
حكم : لاا بعيدة يا شيخون .. سيبه يوصلهم مافيهاش حاجة عاد
شيخون : انى عامل على تعبه و المشورة اللى على الفاضى دى
رامى : لا تعب و لا حاجة ، و بعدين الصراحة كمان عاوز اتفرج على الكفر بالليل .. اكيد بيبقى غير
شيخون : ماشى .. بس ماتعوقوش .. عشان الحق اروح انى كمانى
بسيارة رامى .. قال لاحمد الجالس بجواره : اتفق مع اخواتك بقى على المواعيد اللى تناسبكم و بلغنى عشان اظبط امورى
احمد بمرح : و لا هو احنا كمانى اللى هنحدد المواعيد .. ده ايه الدلع ده عاد .. احنا فاضيين اصلا فى اى وقت ماوراناش شى
رامى : لأ .. ماهى المواعيد دى هتستمر فترة ، يعنى بعد الدراسة كمان ماتبتدى
احمد بتفكير : ايوة صوح .. كنت ناسى انى الحكاية دى واصل ، بس انت على اكده هتفضل حدانا اهنا فى الكفر كتير
رامى و هو ينظر الى زينب بمرآة السيارة : و الله نفسى ، بس طبعا مش هينفع عشان شغلى اللى فى مصر
احمد : يبقى انت اللى هتحدد المواعيد برضك
زينب بحمحمة : انى بقول يا احمد انك تظبط المواعيد السبوعين دولم و بعد اكده ربنا يسهلها
حسنة : هو ايه الحكاية انى مش فاهمة حاجة
احمد : الاستاذ رامى هيعلمنى انى و زينب و زينة كمبيوتر و برمجة
زينة بلهفة : الله .. طب خلوا زين كمان معانا
ليتأكد رامى من حديث حكم عن زين و زينة فيقول بابتسامة : و ماله يا انسة زينة .. ينور ، انا تحت امركم كلكم
بعد ان ذهب الجميع .. شعرت نجاة ان النعاس يداعب عينا ورد بسبب جرعة المسكن التى تناولتها ، فاصطحبتها الى غرفة نومها و رقدت الى جوارها حتى تستكين الصغيرة ، و اغمصت نجاة عينيها و هى تتذكر ما حدث بالمشفى
فلاش باك
كانت ورد باحضان نجاة اثناء عمل الطبيب للجبيرة , و كان بكائها يمزق نياط القلوب مما جعل نجاة هى الاخرى تبكى لبكاء الصغيرة مع محاولاتها المستميتة ان تسرى عنها
و عند انتهاء الطبيب من عمله اخذت نجاة تواسى الصغيرة و هى تمسح عن وجهها العبرات ، لتجد حكم امامها و هو مخطو.ف الوجه و الانفاس قائلا بلهفة : ايه اللى حوصل
نجاة و هى تجفف عبراتها هى الاخرى : ماتنخلعش اكده ، الحمدلله بسيطة ، هو جبرلها دراعها بس عشان تطيب بسرعة
لينحنى حكم و يضم رأس الصغيرة الى صدره و هو يتفرس وجه نجاة باهتمام و يقول : اومال مالك .. باكية ليه عاد ، انتى بيكى حاجة
نجاة بخفوت و هى تهرب من عينيه : لاا مافيش .. انى بس انخلعت عشان ورد و عياطها
لينظر اليها حكم نظرة حانية كادت ان تفضح مكنون قلبه فأغمض عينيه سريعا و كأنه يقبض عليها بين جفنيه ، لينتبه على رامى و هو يقول : طب الدكتور فين
نجاة : راح يغسل يده و هيكتب الدوا
رامى بفضول و هو يتلفت حوله : هو احمد مشى
نجاة : لاا .. راح مع الحكيم
ليسحب رامى حكما من ذراعه قائلا : طب تعالى يا حكم نقعد برة شوية على ما احمد ييجى
ليجلسا على المقاعد المجاورة للغرفة من الخارج ليقول رامى : الحمدلله يا حكم سليمة اهى .. ان شاء الله حاجة بسيطة ماتقلقش كده
حكم بتنهيدة ثقيلة : الحمدلله
رامى: و بصراحة الست نجاة كتر خيرها ، دى و لا اكنها امها
حكم بتنهيدة معتلة : ايوة يا رامى .. كنها امها .. ياريتها كانت هى امها صوح .. عليه العوض و منه العوض
رامى : انت هتقلبها مواجع ليه بس ، اقول لك .. تعالى نروح نشوف احمد و الدكتور فين
ليذهبا دون ان ينتبها لمن كانت تستمع الى حديثهما و دقات قلبها كحوافر الخيل و هى تعدو بحلبة السباق و عبارتين قصيرتين تترددان بين جنباتها .. ياريتها كانت امها صوح .. عليه العوض و منه العوض
عودة من الفلاش باك
نجاة و هى تتذكر ماحدث و تزيل العبرات من فوق وجنتيها قبل ان تبلل الوسادة ، و كانت تحدث نفسها و هى تتأمل ملامح الصغيرة الشبيهة بابيها .. ياريتك كنتى بتى صوح ، ياترى تقصد ايه بحديتك ده يا حكم ، ياترى تقصد ان اللى فى قلبك كيف اللى فى قلبى ، و اللا تقصد انك كان بدك ام بناتك تكون هى اللى موجودة وياك دلوك 😒
اما فى دار شيخون .. كانت زينة قد خلدت الى النوم ، و اما زينب فكانت حسنة قد طلبت منها ان تصنع لها كوبا من الشاى ، فذهبت لتصنعه لها و هى مشغولة البال بما حدث من رامى و هى تصارع افكارها التى لا تكاد تذهب بعيدا عنه حتى تجده مرة اخرى يحتل بالها عنوة
فقد ضبطت نفسها متلبسة بالغيرة عليه عندما ظنت ان مى ماهى الا فتاة سيئة السمعة و السلوك و انها تقضى معه لياليها بمسكنه ، فقد شعرت وقتها بغضب جامح لو اطلقت له العنان لاحر.ق رامى حيا
و لكنها ماكادت تحتر.ق بنيران الغيرة .. حتى وجدته يلقى عليها دلوا من الماء البارد الذى اطفأ نيرا.نها المشتعلة عندما علمت ان مى ماهى الا شقيقته الصغرى و شعرت انه تعمد ابلاغها المعلومة بطريقة غير مباشرة ☺️
و كانت تقف مبتسمة لنفسها و هى تتذكر مواقفه المشاكسة لها حين انتفضت على صوت حسنة التى وجدتها امامها قائلة بحدة : انتى مالك واقفة اكده و الماية اللى فى البراد قربت تتبخر كلاتها عاد
زينب بارتباك : انى هصبلك الشاى اهه
حسنة بترصد : صبيه و هاتيهولى على اوضتى فوق
زينب : ماشى
لتدخل زينب غرفة نوم حسنة لتجدها تجلس بالفراش ، و ما ان رأتها حتى قالت : حطى الشاى اهنا جارى و اقفلى الباب و تعالى عاوزاكى
لتنفذ زينب ما امرتها به حسنة و تجلس امامها بتوجس قائلة : خير يا امة
حسنة بترصد : انى بقى رايداكى تقوليلى دلوك ، لسانك الفلتان ده فلت بايه بالظبط من تانى لعمتك
زينب : انى ما اتحددتش مع عمتى من اصله ، انى كنت مع العيال الاصغار ، و ماقعدتش معاها غير وقت مانتى و زينة جيتوا ، و كنا بنتحدت عن العيال
لتمد حسنة يدها لتقبض على ذراع زينب بقسوة قائلة : انى ما بتحدتش على النهاردة و بس ، انى بتحدت على كل المرات اللى كنتى بتقعدى تلطى معاها بالحديت
زينب : هو فى ايه يا امة ، لزمته ايه الحديت ده دلوك ، انى عملت ايه عاد ، و ليه دايما متهمانى بانى بنقل الحديت من ده لده ، رغم انى ما بعملش اكده
حسنة بغل : لااا يا شيخة ، اومال مين اللى كان بينقل لها الحديث كلاته قبل سابق
زينب : كنت صغيرة و مافهماش ، و كانت نوبة وعدت وقت ماقلتلها على خايتك اما بعتتنى مرسال لعم جابر ، و من وقت مانبهتى عليا ماكررتهاش من تانى ، و انتى خابرة زين انى لو كنت كررتها كان زمان الدار دى خربت من زمان قوى
حسنة بترصد : قصدك ايه يا بت انطقى
زينب و الدموع تملأ عينيها : اقصد انك على طول زمقانة فى وشى لجل الحديت اللى سمعته بينك انتى و خايتك زمان ، رغم ان المفروض تزمقى من حالك مش منى انى
حسنة بغضب : حديت ايه ده يا بت اللى بتتحدتى عنيه ماتقعديش تلفلفى فى الحديت
زينب بتردد : حديتك عن عمى حكم و عمتى نجاة
حسنة بجمود : حديت ايه ده يا بت
زينب بتذكر
فلاش باك
كانت زينب فى الثانية عشر من عمرها ، و كانت نائمة على فراشها و هى تعانى من بعض حساسية الرمد بعينيها.. ليأمرها شيخون بالتزام غرفتها و الابتعاد تماما عن اى ابخرة او روائح قد تؤذيها ، فالتزمت بأوامره ، حتى كان ذلك اليوم الذى غلبها النعاس بعد الظهيرة لتنتبه من غفوتها على صوت حسنة و سميحة و هما تتحدثان بالقرب من فراشها ، عندما سمعت سميحة تقول : العباية حلوة عليكى ، لولا بس محتاجة تتجسم شوية .. هتبقى عليكى كيف الكحكة
حسنة و هى تخلع العبائة لتجرب اخرى : ماخابراش انى ايه لازمة اللى انتى عاوزة تعمليه ده ، ليه كل العبايات دى ، هو انتى هتتاجرى فيهم عاد و اللا ايه
سميحة : الحق عليا انى رايداكى كيف البرنسيسة قدام سلفتى
حسنة بامتعاض : و انى هستفيد ايه يعنى عاد اما ابقى برنسيسة و اللا الوالدة باشا حتى
سميحة : اقله افتحلك سكة للحديت معاها يمكن تعرفى تتطمنى على حبيب القلب
حسنة بتنهيدة و هى تمصمص شفتيها : وطى صوتك ، اللا شيخون نعسان فى اوضتنا ، و بعدين يعنى انى هعمل ايه بقى باخباره يا ست سميحة ، ما خلاص .. فات البلد و هج من سنين اها لجل ما عرف ان المحروسة هتبقى لغيره
سميحة بفضول : و هو انتى متوكده يعنى انه عاشقها كيف ما بتقولى
حسنة بتنهيدة : لما كان بياجى لشيخون ماكنتش بنزل عينى من عليه ، و اللى كنت بشوفه فى عينيه وقت ما كان بيوعالها لا يمكن اغلط فيه ابدا ، يعنى لولا المخبل التانى طلبها ، ماكانش فاتها ابدا
سميحة بسخرية : اهى لا طالت المخبل و لا المجنون ، و كلنا اتوكسنا و ماحدش طال اللى رايده ، بس اقله انتى احمدى ربنا .. انتى مع شيخون اديلك زمن ، و برضك شيخون سيد رجالة الكفر و الف مين تتمناه ، و وقت ما اخدك .. اخدك و انتى لسه ما كنتيش جيبتى اربعتاشر سنة و اديكى جيبتى بدل العيل تنين و انتى لسه اهه صغار و فى عزك ، يعنى المفروض تكونى نسيتى بقى حكم ده خالص ، خصوصى انه خلاص ساب الكفر و البلد كلاتها
حسنة بقهر : و لا عمرى نسيته و لا عمرى هنساه ، لو انتى نسيتى جابر كنت انى كمان نسيت حكم ، ده بياجى اوقات شيخون بيجيب فيها سيرته ، ببقى عاوزة اصرخ فيه بعزم ما فيا و اقول له انت السبب اللى خلتنى بعدت عنيه
سميحة باستنكار : بعدتى عن مين يا مخبلة انتى ، و لا هو كان اصلا شافك و اللا عرفك حتى قبل ما تنجوزى صاحبه ، و حتى اما اتجوزتى .. اديكى بتقولى اها انه كان عاشق البرنسيسة نجاة و لولا ان جابر طلب يدها كان زمانه اتقدم لها و اتجوزها
حسنة : ماهو ده اللى بيخلينى ارجع اسكت من تانى ، بس الله يسامحها امك ، هى اللى خلتنى اتجوز شيخون غصب عنى و انى ماكنتش رايدة اتجوزة لا هو و لا غيره واصل
عودة من الفلاش باك
زينب : يومها التفتتى ناحيتى نوبة واحدة كانك كنتى ناسية انى معاكم فى الاوضة من اصله و اول ما لقيتينى صاحية و مفتحة عنيا قعدتى تزعقيلى و تتعاركى معايا كانى عملت عملة
حسنة بترصد و تهد.يد : اكتمى خالص ، و على الله اسمعك تجيبى سيرة الحديت ده نوبة تانية على لسانك لاقطعهولك .. و لا حتى بينك و بين حالك انتى فاهمة و اللا لاا ، ما ابقاش اوياكى فى دارى و تاجى على اخر الزمن تخربيهولى بحديتك ده
زينب بدموع تملأ عينيها : انتى ليه بتعملى معايا اكده ، انى لما سمعت حديتكم كنت نايمة فى مكانى ، انتم اللى دخلتم عليا و فضلتوا تتحدتوا فوق دماغى لحد ما صحيت على حسكم جارى ، يعنى لا اتصنطت عليكم و لا حكيت بعد اكده حرف واحد لاى مخلوق
حسنة بتهد.يد : و هو انتى تقدرى تنطقى ، ده انى كنت خليت عمك يدفنك فى الزريبة تحت رجلين المواشى
زينب : يدفننى انى .. طب ليه ، لا هو انى اللى كنت متجوزاه و انى عاشقة غيره اياك
لتلطمها حسنة على وجهها بحدة قائلة : قلتلك اكتمى .. مش عاوزة اسمع حسك نوبة تانية .. انتى فاهمة
لتشهق زينب بالم و هى تضع يدها فوق وجنتها الملتهبة و تتجه الى الخارج و هى تعدو باكية و لكنها تسمرت بمكانها فجأة ما ان فتحت الباب .. عندما وجدت شيخون واقفا بالباب و هو ينظر اليهما شذرا ، لتحاول زينب التماسك قدر استطاعتها و هى تنظر الى الارض قائلة : حمدالله على السلامة يا ابة .. تحب احضرلك العشا و اللا حاجة تشربها
شيخون و هو ينظر الى زينب و وجنتها التى ترتسم عليها اصابع حسنة بوضوح : روحى حطى تلج على وشك و لو عوزت حاجة هبقى اندهلك
لتسرع زينب بالانصراف من امامه تاركة خلفها حسنة التى هرب الدم من اوصالها و هى تنظر الى شيخون بضياع و لا تدرى ان كان قد استمع لكل حديثهم او فقط الصفعة
و ما ان اغلق شيخون الباب حتى التفت و اتجه اليها بهدوء و هو ينظر اليها كالقط الذى يلاعب فأرا قد وضعه تحت قوائمه ، و ما ان وصل امامها حتى رفع يديه عاليا و هبط بكل قوته فوق وجنتها