------------------------------------------------------------------------------------- -------------------------------------------------------------------------------------

رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل الثلاثون30 بقلم شريهان سماحة


 رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل الثلاثون بقلم شريهان سماحة

أرسلت شاهى المراقبه للموقف من أحدى غرف خلع الملابس داخل الصاله الرياضية من رقم مجهول الى رقم حمزة برساله محتواها " تعالى وشوف زوجتك المصون فى أحضان عشيقها المجهول وهو يلتهمها بدون رحمه .. وليس اللقاء اﻷول بينهم فى الصاله الرياضية بالنادى"

ظنن منها أنه عندما يراها ويأتى يكون ' زنقر ' أحد مساعدى المكانيكى الخاص بتصليح سيارتها أنتهى من مهمته والتى أستأجرته مؤخر ﻹغتصاب خديجة فعلا !! حتى تبات لا يرضى حمزة بها نهائيا ويطلقها !

فهى تعلم أن حمزة شديد الرجولة والتعصب ولا سيرضى بهذا الوضع أبدا !

ولكن مالا تعلمه ولا تدركه فى تربيتها "بأن الله عز وجل مع المظلوم جابر "

وأن حمزة على بعد دقيقه واحد من النادى حيث كان يمر بطريقه عند عودته من شقة يوسف الذى أقتنع بحججه الواهيه للمبيت عنده باﻷمس لتغير ملابسه التى عليه من اﻷمس وأيضا لكى يعطى حريه لرفيقه بالخروج مع خطيبته لشراء الدبل الخاصه بهم ...

هما يفتح تلك الرساله التى أتا صوتها منذ ثوانى على هاتفه لتعتلى الدماء وجهه سريعا ويقبض على مقود السياره بشدة ليدير سيارته بعنفوان راجعا للنادى الذى مر من أمامه منذ ثوانى غير مباليا بصوت السيارات المعترض ولا بمخالفة القانونية التى لحقت بسيارته .. شئ واحد فقط ما كان يشغله هو أن خديجة كانت تعترض على حقة الشرعى ﻹنها ليست فتاة ! وعلى علاقة بغيره اﻷمر الذى جعله يتمنى الموت قبل أن يصل لتلك الصالة اللعينه ويرى مالم يستطع ان يتسم بالصبر عند رؤيته ....


-------------


عبرا بوابه النادى سريعا بسيارته بعد أن أطلع اﻷمن الخاص بتأمين المكان على هوايته سريعا وأزاحه الحواجز الحديدية من أمامه فهو يعد من أشهر أعضاء النادى المهمين ...

أتجه سريعا بوجهه متهجم لصاله اﻷلعاب بعد أن ركن سيارته فى المكان المخصص للسيارات والتى كانت لحسن حظه فى أكتساب الوقت أكثر بالقرب من الصاله ...

فى ذلك الوقت كانت خديجة تعافر ﻷبعاد ذلك المخلوق القذر برائحة أنفاسه الكريهه حتى أستنفذت عزيمتها وخارت قواها بأعين جاحظه كتمثال وهى لا تصدق أنها فى ذلك الموقف حقا ... قوة واحده فقط بقت لديها لتستخدمها بعزيمه ويقين بأنها سوف تنجيها لتطلق صرخه عاليه تردد " يارب " لتخرج منها بقوة تكفى لتوصيلها لرب السماء ... فرت دمعه واحده منها وهى تتذكره متمنيه لو يأتى اﻷن وينقذها من بين يداه حتى تظل عفيفه طاهره للأبد له .. وله فقط !


ماهى إلا ثوانى وكان الباب يهتز بشدة يكاد يقلع من مكانه وصوت حمزة يرجرج المكان من قوة غضبه حتى فتح الباب سريعا من تلك القوة العنيفه .. لتجحظ عيناه على أخر حدودهم وهو يرى خديجة مستسلمه بين يداه وصدره العارى .. لتقتحم كلمات الرسالة سريعا فى ذهنه " يلتهمها بدون رحمه " لتسود عيناه نهائيا وتأجج وجهه وجسده كمقود نار يشتعل دون أن يستوعب فى حالته تلك أن كان أستسلمها هذا رغبت منها أم أستنفاذ قوة ! 

أفلتها زنقر من بين يده بخوف وهو يرى شكل وهيئة ذلك الشخص الذى أقتحم المكان عليهم وعيونه كشعلة نار تحرق من تقع عليه !

وأزداد خوفه أكثر وهو يراه ينقد عليه بعدها بالضرب المبرح .. يطيحه به فى الهواء من شدة ضرباته المتتاليه حتى غطى الدماء وجهه وصدره اللعين ذاك الذى يتفاخر به ...

بعد دقائق فاق من حالته المغيبه تلك على صوت خديجة الباكى تترجاه بتركه بكلمه واحده أستطاعت ترديدها من بين شفتها المرتجفه " سيبه " غير قادره بسب حالتها وقلة أرادتها على توضيح خوفها عليه وعلى مستقبله بأن يضيع بين يدا كلب كهذا...

زادت حالته أكثر عن سابقها عندما خرقت تلك الكلمه أذنه ظنن منه أنها خائفة على حبيبها !

تركه بعنف وأتجه لها بأعين تضخ شرارات بركان ثائر حتى باتت خائفة من شكله وهو مقبل عليها ولكن ليس بها أى قوة حتى تشرح له .. 

ليقطع نظرة الخوف التى أعتلتها أكثر حين أقترب عليها بهيئته تلك .. صفعه قويه تلقتها منه على وجهها لينساب بعض قطرات الدماء من اسنانها التى تبدو الى حد ما تهشمت بسب قوة تلك الصافعه !....

لتشعر الى حد ما بعدها بيده تقبض على ذراعها بغضب وتهجم غارزا أظافره فى لحم يداها بتشفى .. ليسحبها خلفه سحبا كأنها قبض عليها اﻷن من الشرطة بسب جرم كبير ...

فى وسط نظرات شاهى الغاضبه ﻷتيانه فى وقت سريع هكذا دون أتمام المهمه على أكمل وجه .. كأنه تلقى الرسالة وهو على باب النادى بل بمعنى أدق كانه بات ليلته على باب الصاله !


------------


كانت تجلس بملل على منضدتها فخديجة ذهبت وهى لوحدها وسيف لا يوجد على مواقع التواصل اﻷن فيبدوا أنه يستريح من عناء السفر بعد أن طمئنها بوصوله صباحا ..

قامت تجلب لها شئ تشربه من بوفيه النادى تتسلى به حتى يتم لقاء شاهى و خديجة المطول ذاك داعيه الله أن يتم اﻷتفاق بينهم على خير وتنسحب خديجة بهدؤء وتقنع والدها بأن الرفض منها بعيدا عن أخيها ..

لتنصدم وتشهق مما ترى عندما رفعت عيناها بلامبالاه بأتجاه الصاله الرياضية .. فأخيها هنا ويسحب بعنفوان خديجة الباكيه والمنهاره فى القوى الجسديه وهى تمشى خلفه بأرجل شبيه باﻷرجل اﻷسفنجية

فاقت من شرودها تجرى خلفهم بأستغراب وهى تنده بأسم أخيه الذى على مايبدو غير موجود بهذا العالم من اﻷساس .. لتتوقف تلهث أنفاسها على صوت سيارة أخيها تغادر بصرير يكاد يفتك بالنادى أجمع ...


----------


أفلتها من بين يداه وهو يدفعها بعنف شديد على فراش غرفتهم لترتمى علي وجهها تبكى مرارة ما تمر به ولا تعلم فيما أذنبت ! ولا لماذا هى !

كل ما تعلمه بأن هناك يقين بالله فقط فى قلبها بأنه معها ولا يتركها 

شهيق أصطحب حالة البكاء وهى تتذكر ضربه وكيف جذبها دون أن يبالى لشعرها الذى أفلت عنه الحجاب لولا أنها تمسكت به جيدا وهو يسحبها لتضعه على رأسها قبل الخروج من تلك الصاله اللعينه لكان الجميع رؤها به من أول خروجها وركوبها السيارة الى الوصول للبيت والذى لم تسلم طول هذه المدة من كلامه الجارح لها ..

ما جعلها تصمت على ماقاله هى فرحه داخليه بأن شرفها لم يمس ! .. هى مازالت عفيفه طاهره كما رباها والديها .. وأيضا ضعف قواها الجسدى فهى لم تأكل منذ اﻷمس حتى أثناء الغداء معهم مثلت أنها تأكل وتضحك !

لتستفيق من حالتها تلك على صوته الشبيه بزئير اﻷسد مازال يوجه لها كلامه الجارح لتتجمد جسدها ويقف شهقتها وتجف دموعها عندما تسمع جملته تلك :

- وأنا الغبى اللى صدقك وكل ماأقرب منك تبعدى أتارى علشان أنتى مش بنت وعامله علاقات !

لتأتيها عزيمة بقوة سبعين رجل لم تعلم من أى .. من الممكن جائتها بهذه القوة لأنه الشخص الوحيد فى العالم الذى لم تتوقع منه نطقها لها !

أنتفضت من على الفراش تصرخ بأعلى صوتها :

- أخرررررص 

وهى ترفع يداها لﻷعلى لكى تهبط بها على وجهه ولكن يداه تشبثت بيداها بقوة فى الهواء تمنعها من تحقيق غرضها ليردد بقوة غضب أكبر :

- وليكى عين كمان تعمليها ! صدقينى لو كانت حصلت كنت نسفتك نسف من مكانك وأوعى تفتكرى الحبتين دول هيخيلوا عليا وأصدق زعلك لما سمعتيها 

ثم أسترسل حديثه وهو ينفض يداها بتهجم مزيحا التيشرت من على جسده ويقترب منها :

- وأصدق ليه وأنا فى أمكانى أن أنا اللى أثبتلك أن عزيمتك وغضبك دول مجرد تمثيل زى عفتك اللى كنتى بتصورهلنا 

هزت رأسها بالنفى فى حاله شبه هستيريه تمكنت منها وهى لاتصدق ما تراه وتسمع منه حتى بات قربه وشيك منها فأنتفضت مبتلعه ريقها بصعوبه  متحدثه بسرعه هائله لعله يهدأ من حالته تلك ويستفيق قبل أن يندم على ماينوى فعله مردده برعب ورجاء :

- فوق ياحمزة .. والله أنا مش كده .. هما اللى قولولى .. المدرب مصاب .. أنا  انا محترمه .. حمزة أرجوك .. لا ا ا ا ا ا 

........................................................

أبتعدا عنها وجسده يرجف لأول مره بهذا الشكل فى حياتها وهو يرى بعين جاحظه ومذنبه ونادمه وقاتله لنفسه قبلها بقعة الدماء تتوسط فراشهم معا فى حجرتهم الملائكيه تلك .. لتنقلب على جنبها تتكور فى وضع الجنين صامته لتترك لتلك البقاء حق الدفاع عنها فى محكمه ضميره العليا !

كل ما حركته فى حاله غيبوبتها تلك هي يداها تسحب بها الغطاء لستر جسدها هاربه من هذا العالم أجمع بعد ما مرت به اليوم !

رفع يداه يغرسهم بقوة فى شعره وهو لايصدق مافعله بها بل بنفسه ... ليبتعد عن الفراش بذهول تام وعقل مغيب وفكره واحده بات يقتنع بها بأنه خسرها لﻷبد ......

أخذ حماما سريعا ليخرج ويراها على نفس هيئتها بوضع الجنين وصوت شهقاتها فقط يصدح فى المكان ..

تألم قلبه وضاق صدره عند رؤيتها هكذا أسرع لغرفة الملابس وجلب حقيبة سفره ووضع فيها مالم يعلم المهم أنها أمتﻷت ليرتدى زيه العسكرى ينوى الرجوع لوحدته العسكريه اﻷن !

يريد اﻷبتعاد قبل أن تعلن رغبتها فى المغادره ... قبل أن تعلن رغبتها فى اﻷنفصال عنه الذى أذا تم خرجت روحه قبلها !

-----------------


وضع حقيبته فى صندوق السيارة الخلفى بعنف وقاد السيارة مغادرا باب الفيلا الخارجى لتقابلة شقيقته بسيارتها التى همت سريعا تتحدث عند رؤيته لتصمت منصدمه وسيارته تغادر بعيدا عنها وعن المكان أجمع ....

تحدثت مع نفسها بذهول هل هذا هو شقيقها الذى يبكى بوجه حزين !

ماذا جرى لكل هذا .. بل ماذا جرى مع شاهى فى تلك الصاله ليغضب ويسحب زوجته هكذا و..ويبكى! ...

هى فعلت كل هذا ليسعد ، لترى ابتسامته لا لكى يبكى !

دخلت سريعا المنزل تستفسر من خديجة ولكن صوت خديجه بالبكاء يصدح من غرفة شقيقها وترفض فتح الباب والتحدث أو حتى الرد عليها ... أسرعت تتصل على شقيقها لتفهم منه لترى رسالة الخدمه تفيد بقفل الهاتف لتجلس تبكى كما تبكى خديجة وهى تشعر بأنها شريكه فى جرم ما ولا تعلم ماهو !


------------------


دخلت سهى سريعا بأستفسار وخضه على شاهى المتحركه ذهابا وأيابا فى غرفتها على أثر نداءها الصارخ لها فى الهاتف تستدعيها لمكانها اﻷن وبأى وسيلة ممكنه لتردد بأرتباك ولهفه :

- فى أيه ياشاهى خضتينى .. أيه إللى حصل !

لتردد شاهى وهى تقرض فى أظافرها بغيظ ومازالت تأخذ الغرفة ذهابا وأيابا :

- تخطيطى باظ .. أيه إللى خلاه يجى بسرعه كده 

ثم أسترسلت حديثها بصوت منخفض كأنها تحدث نفسها :

- أنا مضيقه .. لا أنا هموت من غيظى أزاى ينقذها 

لتذهل سهى من هيئتها وطريقتها لتشعر بأن اﻷمر متعلق بزوجة حمزة للتتحدث بتوجس : 

- خطه أيه اللى باظت ؟!

لتجيب عليها شاهى وهى تسرد لها كل ماحدث بالتفصيل ومازالت على نفس هيئتها لتنفض سهى رأسها بالنفى بصدمه فى نهاية الحديث غير مصدقه أن هناك عقليه مريضه هكذا 

لتبتسم بتهكم بجانب ثغرها تحدث نفسها بأنها كانت تحمل لشاهى طغينه وكره لمجرد أنها لم تساعدها هى وعائلتها فقط .. فما بال تلك المسكينه التى نجت بمعجزة !

لتستفيق على صوت شاهى يتحسن قليلا ويبتسم فيبدوا تذكرت شئ لتسمع صوتها يردد : 

- بس تصدقى أنا نسيت حاجه مهمه مفروض تفرحنى برده هو أه نعم مخططى متمش زى ماأنا عوزة بس هو ضربها بدل مايهديها فى حالتها دى يبقا صدق الرساله وفاكرها مذنبه 

لتطلق ضحكه عاليه تصدح فى المكان مردده من بينها 

- يلا.. أهو العيار اللى مايصيبش يدوش!

الفصل الواحد والثلاثون من هنا

تعليقات