رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل الثلاثون 30 بقلم لادو غنيم

رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل الثلاثون بقلم لادو غنيم



بـنهار يوماً جديد فى العاشره صباحاً كانَ يجلس "جواد" بـغرفة نوم عمتهِ"بـهيه"يشاورها بـامراً ما: 

أنا بطلب منك الطلب دا لأنك أصلح واحده لـتعليم "ريحانه" و توجها'


تنهدة ببتسامة أمتنان تليها: 

ثقتك فيا غاليه جداً عليا'بس فكرة أنك عايزنى أسيب عمك فـوزى و أسافر أعيش، معاك فى الصعيد مش بالبساطه دى أنتَ ناسى أن عمك ملوش غيري أنا مسبتهوش من يوم ما جوزى ما مات'؟ 


ناقشها بـوقارً حكيم: 

عمى كبير و قادر يتولي مسئولية نفسه'أنما "ريحانه" محتاجاكِ بجد جنبها'أنتِ عارفه طبيعة شغلى و أنِ هبقى معظم الوقت مشغول و بره البيت فـمحتاج حد جنبها يفهمها الصح من الغلط فى غيابى حد يخاف عليها و يعاملها أكنها حد من دمه'و لما فضلت أفكر ملقتش أصلح من حضرتك عشان تساعدينى و تبقي أمها البديله اللى تتعلم على أيديها معنا النضوج و يعنى إيه تبقى زوجه و مسئوله عن بيت و زوج و فيما بعد أطفال'


أخرجت تنهيده إشد حيره فـدخلت بتلك الحظه "نسمه" التى سمعت أثناء دخولها أخر حديث"جواد"فـساندة والدتها باخذ القرار ببسمه مليئه بـالترحيب: 

من غير تفكير يا ماما "جواد" معاه حق "ريحانه" محتاجنه جنبها و بعدين أنا نفسي أعيش فى الصعيد زي ما كنتِ عايشه قبل مانتِ و بابا تتنقله للعيش فى القاهره'


خلاص يا"جواد"هنسافر معاك و أمرنا لله'

هتفت ببتسامة عقد الإتفاق فـنهضا يهندم لايقة سترتهِ البنيه زمماً فمهِ ببتسامه خافته: 

كويس عشان بالمره تشرفى على تجهيزات الفرح'


وقفت متسائله بستفهام: 

فـرح'؟ فرح مين:؟ 


شطئ بعيناه بـبريق لليالى الحب'خبئها بـلكنتهِ البارده: 

فـرحى على "ريحانه" كلها أربع أيام و تم التمانتشر سنه و لإزم أعقد عليها رسمى من أول و جديد'


قـفزت "نسمه" بحماساً سخئ: 

أيوه بقى عندنا فرح يسلام رينا هتبقى عروسه من جديد'


عـقد حاجبيها بـستفسارً: 

هى "ريحانه" بقى أسمها رينا و أنا معرفش'إيه أسم الدلع الماسخ دا: 


عقدة ذراعيها بستياء: 

على فكره بقى دا أكتر دلع لايق على أسمها

و بعدين لو مش عجبك قولنا حضرتك بدلعها بايه'؟ 


تـحمحم بـوقارً مذدوج بـالسخريه: 

أدلعها ليه حد قالك عليا من بتوع بابى و مامى و الا من العيال الىىمسقطين بناطلهم لفخدهم'قال أدلعها قال'ع العموم جهزه شناطكم هنسافر بعد الضهر باذن الله'؟ 


تخطاهم سيراً للخارج فقالت الأخرى بـضيق: 

أبن أخوكِ دا عايز الضرب يا ماما مش شايفه ماله متنك أوى كدا ليه أنسان عجيب مش عارفه رينا بتحبه على إيه دا يجيب الضغط و السكر و جلطاط ملهاش عدد'؟ 


عيب لما تتكلمى كدا على أبن خالك لازم تحترمى فرق السن اللى ما بينكم و ممنوع تتكلمى على حد فى غيابه دي مش من الأصول يا "نسمه" و يلا روحى جهزى شنطتك مفيش وقت'؟ 


أوماة بطاعه و ذهبت لتنفيذ الأمر: 

ــــــــــــــــ

يا حى يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لى شأنى كله و الا تكلنى إلى نفسى طرفة عين🍀

"

بـعد عدة دقائق بـساحة القـصر'كانت تقف "معالى بين" جواد'و'هشام'الذانى يتبادلاً سـهام التوعد لما قادم'

أنا مش فاهمه مالكم يعنى إيه يا "جواد" هترجع الصعيد و هتعيش لوحدك مش خلاص اتصفينا لإزمته ايه بقى الكلام دا'و بعدين مالكم بتبصوا لبعض كدا ليه و الا اللى بينكم طار'؟ 


أومأه "جواد" ببتسامة مزجت بين الفراق و الندم المذدوج بـالمحاربه: 

فعلاً بينا طار يا مرات عمى'طار صنعه أبنك اللى

أخويا اللى دمى بيجرى فى دمه'


تشتت مقلتيها بينهما بـقلقاً مزجتهِ بدموع قهرها بصوتاً صارخ بشراسه عليهما: 

طار ايه من أمتا بنعض فى بعض يا ابن رضوان أنتَ و أبن حسان إيه خلاص مبقاش ليكم كبير يقفلكم و يكسر عضم اللي يفكر فيكم يعادى التانى'إيه عايزين الناس بعد السنين دي كلها تقول "معالى" معرفتش تربى رجاله'ربة شوية عيال بياكله في بعض'لاء لا عاش و الا كان اللى يخلينى أشوف الحظه دي تانى بينكم'


صاحَ "هشام" حانقاً بندفاع: 

لاء جات الحظه يامى'من الحظه دي أنا و هو مفيش بنا أي صلة رحم و الدم اللي مابنا بقي زي المياه فى عروقى'و'رحمة أبويا في تربته ما هرتاح غير لما أجيبك الأرض يا "جواد" 


صفعة لإزمة أخر حروف نطق بها'صفعه لم تحتوى فقط على القوه بل مزجة بين الحزن و العتاب و الندم و قطع علاقة الدم و الأرحام'صفعه أطاحت بوجنتهِ اليسار إلى الهواء لتترك أثرها بقوه عليه'صفعه خيطتها بكلماتً 

أفحصت عن مكنون غضباً يكاد يحرك الأخضر و اليابس: 

يمين بالله يوم ما تفكر أنك تلمس شعره واحده من أبن عمك هكون دفناك وواخده عزاك يابن "معالى"أنا من شهرين ضربة" جواد"عشان أسكتك و أطفى النار اللى جواك بس دلوقتي عرفت إن القلم كان لازم ينزل على وشك أنتَ يمكن تفوق و ترجع لعقلك'


سبحت الدموع بمقلتاه بـغضباً أشد يليه صوتهِ الحانق: 

"جواد" اللى عملله خاطر داس على شرف أبنك'و'نـا_م معا حبيبتى إستباح شرفى و عرضها'عايزانى بعد كل دا أطبطب عليه و الا أقوله براڤو عليك أنتَ كدا راجل و ميه ميه'؟ "جواد" زانـ_ى إيه هتغفريله دى كمان و طلعيه ملاك'؟ 


إستلزم رد الهدؤ المعلن عن ثبات موقفهِ: 

أبقا'زانـ_ى زي ما بتقول عنى لو كنت عملت كدا و أنا فى وعيه'أنما أنا مش فاكر أي حاجة عن الليله العظيم اللى بتحكى عنها "غنوه" هانم'و بعدين تطلع مين أنتَ عشان تحاسبنى أو تطلب منها تغفرلى'المغفره و  الحساب من أختصاص ربنا و بس مش من أختصاص العبيد'و ربنا هو الوحيد اللى شاهد و عارف إيه اللى حصل بينى و بينها و مهما كان عقوبتى عنده هرضي بيها لأنه حقانى و مبيظلمش'


صفق بسخريه على ما قال الأخر: 

الله الله على الشيخ "جواد" إيه الإيمان و التقوى دى طب مش من باب أوله بقى تراجع غلطاتك و معصياتك دأنت يا جدع مقضيها شمال فى شمال من يوم ما حبيبة القلب مشيت و سابتك'

و إلا أنتَ ناسى المحرمات اللى عايش فيها'

خـمـ ره و نـسوان و سبت الصلاه و الصوم و رسمت على جسمك وشم'إيه كل دا بالنسبالك محلل'؟ 


زم فمهِ ببتسامة أشد من هدؤ الليل وسط نسيم الهواء البارد: 

الله يهدى من يشاء'عقبال ما يهديك لنفسك يابن العم'


أكتفِ من الحديث معهِ موجهاً الحديث تلك المره لزوجة عمهِ بـرسميه: 

أنا هرجع الصعيد النهارده معا مراتِ و خويا و عمتى و بنتها هنعيش فى بيت أبويا'لو حبه تيجى تعيشي معانا أهلاً بيكِ و لو مش عايزه على راحتك يا مرات عمى'


ذهبَ بعدما قال ما بداخلهِ تاركاً الأخر يبوح بـكراهيه معلنه: 

مفكر نفسه ملك الصعيد عايز يجمع الكل حوليه بس ماشى هنشوف بقى اللى هيجمع الكل حوليه'و رحمة أبويا لهاخد الكل منك و خليك تعيش مذلول'


كانت تشعر بالرهبه مما تسمعهِ فكيف و متى ترعرعت بثمرة الشيطان بكيانهِ كيف ضخ الغضب شرارهِ بقلبهِ الأخضر'كيف تحول من أبن العم و الأبن المثالى إلى طيفاً مليئ بحقداً يحرق النفوس'خصيصاً عندما رآت عتاب الكراهيه بعيناه حينما قاله لها: 

أنا كمان هرجع الصعيد و هعيش فى البيت الكبير و هتجوز "غنوه" أنا خلاص لقتها'بس عايز أعرف أنتِ هتختاري مين هتعيشي معايا و الا معاه يامى'؟ 


تلك البحه التى لمستهِ بكلمتهِ الأخيره أكدة لها مدا سوء أبنها'مدا قسوتهِ و كراهيتهِ'فـقالت بما يستوجب عليها فعلهِ: 

هعيش معاك يابنى مش هسيبك لشيطانك يلعب بيك و يسود قلبك أكتر من كدا'يخوفى لا ياجى اليوم و شوف أيدك مطلطخه بدم أبن عمك سواد قلبك اللى باين من صوتك بيقول أن الجاى خراب ع الكل يابن "حسان" 

باحت بما تخشئ و همت بالذهاب من جوارهِ تاركه أياه معا شيطانهِ المستحوذ عليه بمتياز: 

ـــــــــــــــــــ"

لا اله أنتَ سبحانك أنى كنت من الظالمين "🍀

بـعد دقائق بغرفة نـوم"فارس"كانَ "جواد" قد إبلغهِ بخبر رجوعهم للصعيد'و معهم "مرعى" الذي تسأل بستفسار: 

طب و أنا هرجع للشغل بتاعى و الا إيه'؟ 


قاله"جواد"برسميه: 

أيوه هتشتغل معايا ع القضيه اللي ماسكها'و كمان منعن لتعرضك لإى إذي هتعيش معانا فـى البيت'الحد لما القضيه تخلص'


قاله بمتنان: 

كتر خيرك يا باشا مكنتش أعرف أنى غالى عندك قوى كدا'؟ 


رفع حاجبهِ بـتذكير: 

طبعاً لإزم تبقى غالى و الا نسيت شعر صدرك'


فرك شعرهِ بمزاح: 

قلبك اسود قوى'مش فاهم مش قادر تصفالى ليه'


عشان مصايبك اللى كل واحده انقح من اللى قبلها'المهم يلا دقايق و تكونه تحت عشان نلحق نسافر'


"فارس" بستفسار: 

طب و عمك "فوزى" هياجى معانا و الا إيه'؟ 


هتفَ بجوابً رآسى: 

أيوه هياجى يقعد معانا الحد بعد الفرح و بعدها ربنا يسهل بقى'

حرك رأسهِ بفهماً: 

تمام'

فى لمح البصر تبقوا تحت مش عايز عطله عايزين نوصل قبل الليل'

أمرهم و ذهبَ تاركهما يوضبون حقائبهم'_و بعد ساعاتً طويله وقت إذان العشاء تقابلتان السيارتين أمام مدخل البلد بـالصعيد'يسيران بجوار بعضها و كل سياره يقودها شخصاً يتوعد للأخر بالخراب'لتشهد الصعيد على بداية الملحمه التى ستجمع أولاد العم ك أخصام بوجه بعضهما 

الفصل الواحد والثلاثون من هنا

تعليقات



×