رواية الارواح المتناسخة الفصل الثانى بقلم دعاء سعيد
ما إن سمعت حنين عرض آدهم حتى انتفضت من مكانها وقبل أن تتركه وتغادر ..أمسك يدها بقوة مكملا حديثه...
(((طيب مش تستنى لما تسمعى عرضى للآخر.....!!!)))
نظرت له حنين بغضب وجذبت يدها بقوة ..وهنا شعر بخطئه عندما تحدث معها بهذه الطريقة وجذب ذراعها ..وأدرك من نظرة عينيها انه فى موقف لا يحسد عليه إلا أنه فوجئ بأنها ذهبت فى هدوء بعدما جذبت يدها وتركته فى مكانه ......
جلس آدهم بمفرده وهو يتصبب عرقا ولا يدرى كيف تصرف معها بهذه الطريقة السيئة ولكنه لم يجد سببا إلا إن رفضها له قد أثار غضبه ...حقيقةً هى لم ترفضه صراحةً إلا أنه شعر بالإهانة من موقفها عندما قررت أن تغادر وتتركه دون أن ترد ع عرضه سواء بالقبول او حتى الرفض....
غادر آدهم المشفى وهو يفكر فى حنين وماذا ستكون ردة فعلها بعدما فعله معها.....هل ستعتنى بأمه كسابق عهدها أم ستولى أمرها لطبيب آخر...هل سيستطيع أن يلتقيها مجددا أم ستختفى تماما من أمام عينيه ولن يراها مجددا....
كل هذه الافكار ظلت تدور برأسه وهو فى طريقة للمنزل ...فما إن وصل حتى قرر مع نفسه انه لابد أن ينهى هذا الأمر سريعا ....فليس من المعقول إن يظل يفكر بهذه الطبيبة الغامضة العنيدة ..
لابد إن يضع حدا للأمر....فقام بالتواصل مع أصدقائه واتفق معهم ع الخروج فى نزهة كالمعتاد......
وبالفعل مر عليه بعض أصدقائه.....
وقال أحدهم
((((ايه ياعم آدهم فينك ....كل ده سفر ..الشغل واخدك مننا خالص......)))
فأجابه آدهم ..(((لا خالص ادينى فضيت لكم ..... )))
فبادرته إحدى صديقاته وهى ، بسمة....
(((ولا تكون مشغول مع عروسة جديدة .........)))
فرد آدهم ...(((لا قديمة، ولا جديدة انا خلاص تُبت .....)))
فأجابه أكرم صديقه ...(((ياعم آدهم ...انت شكلك خايف من العين ...تُبت ايه بس!!! ..ده انت كل عروسة أحلى من اللى قبلها...)))قالها ضاحكا....
فاجابه آدهم ضاحكا وقد شعر بشئ من الغرور من كلامهم....
((( اهو الحسد ده اللى بيوقف المراكب السايرة...))))
ذهب آدهم مع أصدقائه كعادته إلى نفس الأماكن التى اعتاد أن يقضى فيها الوقت معهم بمرح وسعادة...إلا إنه هذه المرة كان يشعر بأنه ليس مستمتعا كالمعتاد...فكان يتظاهر بالانبساط إلا أنه يشعر بشيئ من الضيق فى صدره ولا يدرى ما السبب...!!!
هل تجاهل الطبيبة لطلبه هو ماجعله يشعر بالضيق وفقد شغفه بالأمور التى طالما كانت مصدر سعادته ...ولكن لماذا؟؟؟ فقد تعرض الرفض سابقا من بعض الفتيات ولكنه لم يشعر بهذا الضيق مسبقا!!!...
استأذن آدهم مبكرا ع غير عادته وعاد لمنزله وهو لايشغله سوى حالته التى لايستطيع تفسيرها......
ذهب لسريره بعد أن غيَّر ملابسه وهو يفكر فى الأمر.....
ثم استلقى ع ظهره واخذ ينظر الى السقف وهو يفكر فى الإمر حتى غلبه النعاس .....
إلا أنه حتى فى نومه لم يسلَم من أفكاره فقد رأى حنين تجلس بحديقة ومعها باقة من الزهور الجميلة مختلفة الألوان والروائح .....فأُعجب بهذه الزهور ومد يده ليأخذها وهو مبتسم .....إلا انها رفضت و أخبرته بأن يختار زهرة واحدة فقط ويأخذها ....
فإذا به يختار الزهرة الحمراء اللامعة ولكنه ما إن أمسكها حتى سقطت من بين يديه ....
فنظر إلى حنين التى أعطته الزهرة البيضاء بدلا منها ....
استيقظ آدهم من نومه وقد اعتزم أن يبتعد تماما عن هذه الطبيبة الغامضة المحيرة التى أفسدت عليه حياته التى طالما كان يستمتع بها سابقا......
فقرر أن يتابع زوجة أبيه بالهاتف ويتعلل بانشغاله بالأعمال عن زيارتها حتى تخرج من المشفى ليتخلص من الأفكار والأحلام التى بدأت تراوده بشأن هذه الطبيبة العنيدة....
مرت عدة أيام وكان آدهم يحاول أن يشغل نفسه بالعمل حتى لايجد وقتا للتفكير فى حنين.......
كان ادهم يبلغ من العمر خمسة وثلاثين عاما متوسط الطول ،ابيض البشرة واسود العينين والشعر ...
كان الابن الوحيد لعائلة الرواى وقد ورث العمل بالمجوهرات والحلى عن ابيه واجداده ولذلك كان رفيع الذوق يبحث عن الجمال فى كل ماحوله.......
اما حنين فكانت تبلغ ثلاثين عاما متوسطة الطول أيضا، قمحيه البشرة محجبة وعيناها واسعة بنية غامقة .....
تخرجت من كلية الطب بتقدير امتياز وحصلت ع درجة الماجستير بتخصص العناية والطوارئ ،و تمتاز بالالتزام الزائد فى كل شئ وخصوصا عملها....
خرجت الحاجة فضيلة من المشفى .. بعدما استقرت حالتها ...وكان آدهم قد أرسل السائق وعم سيد لإحضارها.....لانه لايريد أن يلتق بالطبيبة اطلاقا خوفا من ردة فعله اذل رآها... ...
فما إن وصلت الحاجة فضيلة للمنزل حتى نزل لاستقبالها مبتسما........
(((نورتى ياماما القصر كله .....))) قالها وهو يساعدها فى طلوع السلم.......
فاجابته... (((منور بيك ياحبيبى .....)))
وصعدت معه إلى غرفتها لترتاح فى سريرها وهو يحدثها ويطمئن عليها......
فأخبرته أن الطبيبة حنين ستأتي إليها بالقصر لمتابعة حالتها الفترة القادمة باذن الله....
سكت آدهم ولم يدر ماذا يرد ...وفجأة حضر احد الخدم ليخبرهم أن الطبيبة حنين قد حضرت بالأسفل لتفحص الحاجة.......
فاخبره آدهم إن يصحبها للغرفة بينما هو غادر الغرفة حتى لايلتق بها وذهب مسرعا لغرفته ....
بعد أن أنهت حنين عملها غادرت غرفة الحاجة فضيلة متجهة لباب القصر بصحبة عم سيد ....فاذا بآدهم يلحق بها قبل أن تغادر فهو لم يستطع أن يمنع نفسه عن رؤيتها بعد أن علم بمجيئها......وقبل أن تترك القصر مغادرة...اذا به ينادي عليها وهو مازال ع سلم القصر ،
فالتفتت اليه ثم أكملت طريقها مغادرة القصر دون إن ترد عليه ...................،،،،،