رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل التاسع والعشرون بقلم شريهان سماحة
مر اليوم سريعا أهم أحداثه رجوع يوسف لشقته بينما قضياه الباقى فى النوم فتنظيم البيت بعد الحفل أرهق صفيه والسفر غدا وسيزيد اﻷرهاق اكثر فلابد لها من الراحه قليلا والنوم أن أمكن..
عادتتا كلا من مى وبسنت بأرهاق مماثل ليغطى فى النوم ألا أنهما أستفاق في الليل يتحدثان كلا منهما فى غرفته مع حبيبها " مكالمات اﻷحبة " ...
أما العروسان فقامت خديجة لتتناول بعد اللقيمات البسيطه لتغط فى النوم ثانيه خاصة بعدما شاهدت حمزة فى ثبات عميق فيبدوا لها أنه لم ينام طوال الليل ..حتى بات كلتهما هكذا حتى الصباح .....
-------------
تمللت فى ذاك الفراش المريح بأغطيته الوثيره بأبتسامة رسمت على شفتاها وملامحها بأرتياح لتسمع صوت تغريد العصافير فى ذاك الجو المشمس قليلا .. فتحت عيناها سريعا حين أدركت واقعها لتعتدل جالسة وأبتسامتها السعيدة تتحول ﻹبتسامه حزين بوجه باهت حتى رفعت رأسها على صوت باب غرفة الملابس يفتح ويخرج منها وسيمها بل بات معذبها اﻷن!
لتمحى اﻷبتسامه سريعا وتتجمد تعابير وجهها وتشنج جسدها لتشعر بصعقات كهربائية بفولت مرتفع ضاربه بعدادها عرض الحائط وهى تراه عارى الجسد إلا من منشفه عريضه حول الخصر .. ذاك الخصر الذى يشبه عارضين اﻷزياء الذكور يعتليه صدر يلمع من تقسيماته الخرافيه والمنحوته بشكل يبهر القلب الحزين .. لتهب واقفه من على الفراش سريعا دون إدراك منها بأزاحة اﻷغطية .. وكيف تدرك وهو أمامها يقترب من الفراش بهذا الشكل المهدم للحصون المنيعه .. سامحك الله فأنت معشوق قلوب العذاره من الشكل الخارجى فمابال أن راؤك هكذا .. ياالهى أعنى ! .. لتفيق من شرودها على أبتسامته الواثقة ناظرا لها بخبث واضعا كلتا كفيه فى خصره المتحالف معه ضدها .. لترتبك سريعا وهى تفكر فى الفر والكر من أمامه وبالفعل حركت أحدى أرجلها لتتعركل فى اﻷغطيه دون وعى منها مما أدى الى تمايلها لﻷمام بشكل مفاجئ وسريع ليرتفع معها خصلات شعرها كليا ساقطه على وجهها وهى باتت تقتنع أن أنفها سوف يتلقى قذيفة ساحقه تمحيه تماما من وجهها إلا أن أيدى قويه وصدر يلمع وشرشاف فى اﻹسفل تلقتها سريعا دون السقوط ليصبح مثل سوبرمان ولكنه اﻷن الرجل السوبر بشرشافه .. أزاحت بعض خصلات الشعر بأحدى أيديها لترفع وجهها قليلا وتدرك أنها كليا مع هذا الصدر فى حضنن واحد !
أعتلاها التوتر واﻷرتباك فى وضعها هذا لترفع وجهها أكثر حتى بات ترى وجهه بوضوح وتلك اﻷبتسامة الخبيثة اللعينه مازالت تعتليه لتدفعه بكفيها الموضوعه على صدره فى غضب وغيظ ليرجع قليلا للخلف .. وهى تخرج أرجلها واحده تلو اﻷخرى من اﻷغطيه لتركض سريعا بأتجاه الحمام تكاد تفتك به من شدة الغيظ ....
-----------------
هبطا كلا منهما بعد أن أخذت خديجة حماما وأرتدت أفضل ما عندها حتى لاتثير شكوك الجميع فباتت جذابه كعروس بلمسات الميك أب الهادئة تماما .. هبطت بجوار كاتم غيظه متهجم الملامح الذى يحاول أقناع نفسه بأن لا أحد غريب فى البيت حامدا الله بمغادرة يوسف باﻷمس .. نعم هو لا يريد أن يغادر ولكن أن كانت ستحلو على حلاوتها هكذا كل يوم فمغادرة أريح لقلبه .. وليس هو فقط بل سيف أيضا الذى حمد الله أيضا على سفره دون القفز هنا كل حين .. فهو لايستطيع أن يحتمل نظرة غيره لها حتى وأن كانت بريئة فلو كان الامر بيده لوضعها داخل قفص ذهبى دون عمل أو رؤية أحد ليظفر فى ضيق ليقنع نفسه أيضا بأنه ليس بجاهل حتى يفعل هكذا رافعا يده يحك بها رأسه بأندهاش وهو يحاول أن يجد شرح لتلك الحالة الغريبه التى تجتاحه مؤخرا وستؤدى به الى الجنون حتما .....
هبطا لتناول وجبة اﻷفطار مع الجميع دون وجود يوسف اﻷمر أثر على نفس مى كثيرا فكانت تراها فى كل وقت سعيده بأساليبه وحديثه المرح ولكن اﻷن لا تراه اﻹ قليلا .. ولكن هو يحاول جاهدا أن يعوضها ذلك الغياب .. بتوصيلها من جامعتها بعد اﻷستأذن من عمه حسين أو من حمزة بعض الوقت أو ببعض المكالمات الليليه لتبتسم فى نفسها تتذكر كلمه " بحبك " التى نطقها أخير فى أحدى المكالمات ...
أما بسنت فكانت كالمغيبه تماما فبعد أن أعتادت حضوره ومهاتفته أخير .. سيغادر يبتعد عنها بقارات ولا تستطيع رؤيته ثانيا حتى تذهب له عروس ولكن مايهدئها قليلا هو أنه وعدها بمحادثتها كل ساعه وكل دقيقه أن تمكن من ذالك بالصوت والصورة حتى تشعر بوجوده حولها فى كل مكان وكل وقت ...
-------------
مر الوقت سريعا فى تجميع الفتيات حول صفيه فى تجهيز حقائبهم وكل ما يحتاجانه من أشياء مهمه حتى أنهم أروحها من دخول المطبخ فى يوم مثل هذا وقاما هما بتحضير الطعام بأشهى الماكولات خاصا بعد معرفتهم بحضور سيف ليكى يودعهم جميعا وحضور يوسف ليودع هو بدوره حسين وصفيه اﻷمر الذى جعل حمزة يضيق خنقا وأمر خديجة بتجهيز الغداء سريعا والصعود لغرفتها لتغير تلك الملابس بأخرى عاديه جدا وواسعه وأن تمحى أثر أى مكياج من على وجهها حتى وأن كان بسيطا ولا يرى .. وأن أختفت فترة وجودهم كان أريح له ولها لتنطلق تحدث نفسها بأندهاش هل هذا هو حمزة بالفعل أم هو من بتلك الصور !
حضر الجميع فى وقت العصر وتناول جميعهم الغداء فى مأدبه متناسقة المظهر أبدع فيها الفتيات وأذهلت الحاضرين وطمئنت يوسف على معدته بعد معرفته بأن مى من ضمن من طهى الطعام ....
تجهز حسين وصفيه وتم أخراج حقائبهم فى سيارة حمزة قاموا بتوديع الفتيات الباكيات بتأثر شديد من رفض حمزة أصطحابهم معهم للمطار ليغادرا فى هدؤء بصحبة يوسف الذى أصر على مرافقتهم وسيف المغادر فى طائرته بعد أقلاع طائرتهم بنصف ساعه
-----------
فرت بسنت على أثر مغادراتهم لغرفتها تحدث سيف باكيه حتى يركب فى الطائرة وتقلع .. وتحدث حمزة كل فترة حتى تطمئن على والديها وايضا تقلع طائرتهم
بينما دردشت مى مع خديجة بعض الوقت وطمئنتها خديجة بضحكها ومرحها على حالها حتى أتاها أتصال يوسف الجالس فى المطار فى أنتظار أقلاع طائرة سيف بعد أن أقلعت طائرة حسين وصفيه لتعتذر من شقيقتها مغادرة لغرفتها سريعا وهى تفتح أتصاله...
لتبتسم خديجة فى ألم محدثه نفسها وهى صاعده لغرفتها " أكملت دورى وأسعدت الجميع دون أن أشعرهم بألمى أذا بعض اللحظات لى لوحدى أشكى همى الى الله ثم حماما دافئا والغط فى النوم سريعا قبل أن يحضر ويحدث مشاحنات بينهم مثل الصباح " لتبتسم أكثر متذكره أرتباكها الفاضح أمامه وعيونها المتفحصه له بشكل واضح لمن يراها .....
-----------------
دلفت تصلى وتقرأ وردها من القرأن الذى أهملته فى الصباح بسب ذاك الموقف الحرج لتقف بعدها بتحضير حوض اﻹستحمام بماء دافئ ومعطرات ذات رائحه نفاذه لتزيح تلك الملابس المتسخه لتهبط به تنعش بحمام رائع ومرخى لﻹعصاب ....
بعد وقت ليس بالقليل شعرت ببرودة الماء فقامت فورا تغادره واضعه منشفه محبكه تمام على جسدها من تحت اﻹبط بأكتاف عاريه وشعر ينساب منه بعض قطرات قليله من الماء لتخرج من الحمام لغرفة الملابس لترى ماسوف تسطيع أرتداءه قبل أن يأتى حم... لتقطع تفكيرها عند مشاهدة حمزة أمامها فى غرفة الملابس يرتدى بنطال خروجه الذى كان عليه فى الخارج عاريا الصدر وعلى مايبدوا كان يغير ثياب الخروج بأخرى منزليه ليلتفت متفاجئا بوجودها خلفه فعند دخوله الغرفه رائها مرتبة وهادئة فظن أنها بصحبة شقيقتها فقرر أن يغير ملابسه ويجلس يشاهد التلفاز لحين عودتها ..
ولكن هى أمامه اﻷن بتلك الهيئة الجذابه ليقترب ببطئ بأتجاهها إلى أن وقف أمامها بصمت يتابع توترها وأرتباكها وأنتفاض جسدها الملحوظ ليرفع يداه ماسحا بهم على طول ذراعها لتهدئتها وحتى تسترخى .. وبالفعل شعر بهدؤها لينظف حنجرته بصعوبه ورائحة اﻷستحمام النفاذ تقتحم أنفه فأقترب منها بهدؤء أشد حاضنا جسدها ثم تقبيلها بعنف وهى خاضعه له بل تمادت معه الى أن تذكرت جرحها منه وأنه يفعل ذلك لشهوته بها فقط فبتعدت سريعا تنهج وكلمه واحده ترددها بألم :
- مش هينفع .. مش هينفع
ليصعق مما سمع منها للمره الثانية مرددا بغضب أجتاحه :
- أيه اللى مش هينفع .. أنتى حسه بتقولى أيه !
ليأتيه صوتها مره أخرى تردد تلك الكلمات تلقائيا وبخفوت وتدارى أكتافها بيداها ودموعها تنساب بتدفق غزير ..
ليجن جنونه ويتهجم وجه ساحبا تى شيرته الذى قلعه منذ قليل والمغادرة من أمامها ومن الغرفة بل من البيت بدلا أن يتعصب عليها ولا يدرى إلى أى مدى سوف يمتد تعصبه !
---------------------
فتحت باب غرفتها لجلب ماء للشراب فرأته خارج من غرفته بتهجم يكمل أرتداء تيشرته بعصبيه ليسرع فى الهبوط غير مباليا لندائها من خلفه فأسرعت عائده لغرفتها تتصل عليه مره أثنان ثلاثه وقفل الهاتف ويأتيها صوت خدمة شركة اﻷتصال تفيد بقفله أو خارج نطاق الخدمه لتزفر فى ضيق وتأفف ذاهبه لخديجة الغرفه حتى تستفسر منها عن سبب خروجه بهذا الشكل ...
طرقات قليله ودلفت لتراها نائمه فى فراشها تبكى حد اﻷعياء ترتدى أحدى المنامات الشتويه التى طالتها يداها دون التدقيق فيها والتى جعلت بسنت تستغرب كثيرا بكيف لعروس أن ترتدى مثل هذا !
حاولت جاهده معرفة السبب لخروجه وبكاءها اﻷمر الذى باء بالفشل فمسحت على شعرها ودثرتها جيدا وتركتها لتنام بعد أن هدأت حاله هستريا البكاء قليلا ..
----------------
أشرق الصباح وهى لم تنم حاله قلق تعتريها بسببه .. وهو لم يعود حتى اﻷن وبات ليلته فى الخارج ...
فاقت من شرودها على صوت الطرق على باب الغرفه أبتسمت ظنت أنه هو ولكن محت أبتسامتها على دخول بسنت مبتسمه لها مردده تحيه الصباح لتبتسم خديجة أبتسامه شاحبه لها مردده التحيه لتردد بسنت بعدها :
- بقولك أيه عوزه تخرجى
لتبتسم خديجة سريعا مردده بتمنى :
- ياريت بس ...
ثم تذكرت بأنها كيف تخرج وهو غير موجود ولا تعلم عنه شئ ليأتيها صوت بسنت كأنها تفهم سبب ترددها قائلة :
- حمزة عند يوسف بعد ما فتح تليفونه أخيرا وأنا أطمنت عليه وأستأذنته كمان نطلع نروح النادى .
لتبتسم سريعا وتهم بتغير ثيابها فهى أن ظلت هكذا حبيسة الغرفه ستجن من التفكير حتما ...
غادرا بعد معرفتهم بذهاب مى للجامعه ثم مقابلة يوسف بعدها لشراء الدبل وتجهيزهم على ميعاد رجوع عمها لتلبيسهم فى حضور عائلى كما أتفقا يوسف مع حسين
قادت بسنت سيارتها فى أتجاه النادى بعد تذكرها لليلة أمس بعد مغادرتها من عند خديجة واﻷصرار يؤكد عليها بأنه حان وقت شاهى تقنع خديجة باﻹبتعاد ليسعد كلا من خديجة وأخيها فاﻷمر بات سيئ لكلتهما .. والتى سعدت شاهى كثيرا بأتصالها وأكدت عليها الميعاد وضرورة أقناعها بأن أحد الكباتن القائمين بتدريب اﻷفراد فى النادى مصاب بكسر فى ساقه بالصدفه ويجب عليها علاجه لعدم وجود طبيب النادى اﻷن ويجب التوجة لصالة اﻷلعاب الرياضيه حتى تتفقده وهى سوف تنتظرها هناك حتى لايغضبا ويرتفع صوتهم ويلاحظ الناس نوع المشكله بينهم .. كما أكدت على بسنت بعدم الذهاب معها لصالة اﻷلعاب حتى يتحدثا بأريحيه شديده وأنها سوف تشعر باﻷحراج بينهم وأقتنعت بسنت بحديثها كليا وها هى تنفذ فى صمت ماطلبته منها تلك المريضة ....
وبالفعل بعد دقائق من الجلوس داخل النادى سردت بسنت بعد أن جاءها أتصال مزيف أمام خديجة ماأملته عليها شاهى وأقتنعت خديجة بحديثها بل وعدم التأخر علي المصاب كطبيبة تؤدى مهنتها لتتجة بأتجاه الصاله الرياضيه بعد أن طلبت من بسنت مرافقتها والتى تحججت بحديث سيف لها على احدى وسائل التواصل اﻷجتماعى ..
دلفت ببطئ لترى هدؤء شديد فى المكان نادت بأعلى صوتها بالتحيه فقد يكون المصاب يتألم ولم يسمعه احد فى أى مكان هنا حتى شعرت بصوت غلق الباب من خلفها شعرت بالخوف فأسرعت بأتجاة الباب سريعا تطرق عليه بطرقات متتاليه وعاليه حتى يسمعها أحد فحدثها أشعرها بشئ خطير يحاوطها .. صرخت حتى تعبت ولا أحد مجيب فشاهى قد أستأجرت تلك الصاله كليا اليوم لتنفيذ مخططها وأبعدت المدربين جميعا بحجة أستخدامها فى التدريب لوحدها .. وكيف لأحد أن يرفض وهى أبنة أبيها أحد أشهر وأغنى الرجال فى البلاد ..
هى كانت تنوى تنفيذها فى احدى الشقق ولكن تلك الغبيه بسنت رفضت حضورهم فى أى شقه وقالت أن النادى مكان عام وجيد للحديث !
ألتفتت خديجة المنهاره على صوت أتى من خلفها لتتفاجئ بوقوف شخص عارى الصدر مرتدى بنطال ما بوجه يشبه خرجي السجون وجرح ما فى حاجبه اليمين وأخر كبير عنه نوعا ما فى خده الشمال لتشهق فى رعب وعزيمتها الهاربه تعود لها بقوة وهى ترى قربه لها ونظرة عينيه لا توحى بالخير ...
صارت تستنجد بأعلى صوتها وهى تطرق على الباب بعنف وتتابع بالتفات رأسها للخلف بين ثانيه وأخره قربه الذى بات وشيكا حتى سار خلفها تماما أخذها فى أحضانه ...