رواية وشم علي حواف القلوب الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم ميمي عوالي
وشم على حواف القلوب
الفصل الثامن و العشرون
لا احلل نشر او نقل الرواية باى مكان اخر دون اذن كتابى منى شخصيا و من يفعل دون ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية
بعد ان انتهت صلاة العشاء توجه جابر الى دار التهامى ، و عند وصوله كانت عزيزة فى استقباله مع زوجها ، و بعد ان جلس بصحبتهم قالت له عزيزة : اسمع يا جابر يا ولدى .. انت قريت القاتحة مع عمك تهامى و بكر و شيخون ، و حددتوا كمان معاد الجواز ، لكن يا ولدى فى حاجات مهمة لازما تتعمل و انى مش شايفة ان فى ايتها حاجة بتتم
جابر : حاجات زى ايه يعنى يا خالة اللى انتى تقصديها 🙄
عزيزة : انى عاوزة اشوف الدار عنديك و اشوف ناقصها ايه ، لجل حتى اعرف بتى محتاجة ايه و ناقصها ايه فى جهازها ، و اشوف كمانى انت هتجيب ايه و احنا هنجيب ايه زى ما كل الناس بتعمل
جابر : و انى قبل سابق قلت ان الدار عندياتى مش محتاجة ايتها حاجة ، كل حاجة فيها لساتها جديدة و بخيرها ، و انى مابقعدش فيها من اصله من يوم المرحومة
عزيزة باستنكار : يعنى هتدخل بتى على عفش قديم يا جابر
جابر بسخرية : لا بتك بت بنوت و لا انى اول مرة اتجوز يا خالة ، الحديت اللى انتى بتتحدتى فيه ده لو انى اول بخت بتك ، لكن دى متطلقة .. يبقى ايه لزمته بقى الحديت ده كلاته
عزيزة بضيق : و هو انت يعنى يا جابر اللى اول نوبة تتجوز فيها
جابر : طب ما انى لسه قايللك نفس الحديت اها ، لا انى و لا بتك اول نوبة نتجوز فيها
عزيزة باصرار : حتى لو اتجوزتوا عشر مرات ، برضك فيه اصول لازما تتعمل
جابر : احنا مابقيناش صغار يا ام بكر على الحديت ده
عزيزة بتهكم : و هى سهى و حمدى كانوا صغار على الزفة و الفرح اللى انعمل النهاردة اياك ، انى بتى مش اقل من سهى يا جابر
جابر باستيعاب : ايوة ايوة قولى اكده بقى ، انتى كل ده عشان حمدى اتجوز و عمل فرح عاد
عزيزة : و افرض ، هى بتى اقل من سهى
جابر بحزم : اسمعى يا خالة ام بكر .. اول هام .. انى ما احبش ان اى حد مهما كان هو مين انه يقارننى باى حد تانى سوى كان احسن منى و اللا اوحش ، لان ده عمره ما كان مربط الفرس
تانى هام .. انى وقت ماقريت الفاتحة مع الرجالة قلت اللى فى ضميرى و الرجالة وافقوا عليه و العروسة بذات نفسيها وافقت ، و انى مش شايف يعنى اى سبب عشان اغير الحديت اللى اتفقنا عليه
اما بقى تالت هام .. اننا لو هنبتديها من دلوك بان فلان عمل و انى ما عملتش و اشمعنى .. يبقى نفضوها سيرة من دلوك و احنا حبايب و يا دار ما دخلك شر
تهامى : استهدى بالله بس اكده يا جابر و اسمع الحديت للاخر
جابر : لا اله الا الله محمد رسول الله ، بس احنا كان بيناتنا اتفاق يا عم تهامى ، و لو هتخلفوه من دلوك يبقى بلاها احسن
سميحة بلهفة و هى تهرول من الداخل : لاا يا جابر .. اوعاك تبيعنى اكده
عزيزة بغضب : انتى يا بت انتى ايه اللى مدخلك فى حديت الكبار
سميحة : انى قلتلك يا امة قبل سابق انى موافقة على كل حاجة جابر عاوزها ، و انى ماليش صالح باى حاجة تانية
عزيزة : حتى لو هيتجوزك على عفش مرته القديمة يا خايبة
سميحة بامتعاض : انى موافقة و راضية ، انتى ايه اللى مزعلك .. ماتتحدت يا ابة
تهامى : خلاص يا عزيزة بقى ، طالما بتك راضية و مبسوطة
عزيزة : بعنى يرضيكم حمدى يجيب جهاز جديد لارملة اخوه رغم ان عنديها عفشها القديم و هو كمانى عنديه عفشه بتاع سميحة ، لكن غيرلها العفش كلاته ، هى بتى قليلة عن سهى عاد و اللا ايه
جابر باستيعاب : ايوة ايوة .. مش تقولى اكده من الاول يا خالة عشان تفهميني
عزيزة : ادينى قلت يا ولدى .. ها هتعمل ايه بقى عاد
جابر : برضيك .. و لا هعمل ايتها حاجة غير اللى انى قلت عليها سابق ، انى ماليش صالح بحمدى ، و لا سميحة ليها صالح بسهى
المفروض ان خلاص اكده بتك مالهاش صالح بطليقها و لا باللى بيعمله ، و بعدين انى مابيعجبنيش الحديت ده من اصله ، انى ما احبش ابدا ان مرتى تبقى عينها من الناس و اشمعنى فلانة و اشمعنى تلتانة ، كل واحد على كد حاله و على كد لحافه بيمد رجليه يا خالة
عزيزة : طب اقله تعجل هبابة بجوازكم ، مش لسه هنستنى كل ده ، طالما بقى انت عنديك كل حاجة و مش ناوى تجيب حاجة
جابر : و دى كمانى مش هغيرها يا خالة ، انى قلت بعد ضم المحصول ، هو ما كانش كلام رجالة و اللا ايه
عزيزة : و انى بمية راجل يا جابر
جابر : و الله لو بالف راجل ، ماينفعش تحطى يدك بيدى يوم كتب الكتاب ، و انى حديتى من اهنا و رايح مع اللى هيحط يده فى يدى
لينهض جابر من مجلسه و ينظر الى سميحة و يقول بحزم : انى حديتى مابيتغيرش و لو بعد مية سنة ، و ما احبش حد يراجعنى فى حاجة فيها اتفاق
ثم نظر الى تهامى و قال : تتمسى بالخير يا عم تهامى
تهامى : ماتقعد يا جابر تتعشى معانا
جابر بكيد و هو ينظر لعزيزة : لا معلش اعذرنى .. كلت كتير عند العروسة
تهامى بطيبة : عقبال فرحكم يا ولدى
جابر و هو يتجه الى الخارج : تتصبحوا بالخير
لتلحق به سميحة بلهفة و هى تنادى عليه قائلة : ماتمشيش و انت زمقان منى ، انى ماليش ذنب
جابر بتحذير : غلطاتك كترت يا سميحة ، و ماخابرش ان كنت هعرف اعديها كلاتها و اللا ايه
سميحة بمحايلة : سامحنى يا جابر ، و بعد اكده مش هعمل اى حاجة تضايقك منى
جابر و هو يوليها ظهره منصرفا : الايام بناتنا يا سميحة
و ما ان غاب عن ناظريها حتى عادت الى الداخل و قالت الى امها بغضب : دى عملة تعمليها دى ، انتى عاوزاه يفوتنى بعد كل ده
عزيزة بحدة : خليكى انتى اكده لحد اما يلعب بيكى زى الكورة الشراب
سميحة : انى راضية
عزيزة بتهكم : و لما يلعب بيكى يا حزينة .. كيف هنستفيد من الارض
سميحة : انى ماليش صالح بكل الموال ده ، انى مايفرقش معايا غير جابر و بس ، و ياريت بكفايكى بقى لحد اكده
اما بدوار نجاة .. فقد اوصلهم حكم بسيارته و اصرت الصغيرتان ان يدخلا مع نجاة لامر ما لم تفصحا عنه .. ليقول حكم : الوقت اتمسى و انتم طول النهار قاعدين مع خالتكم نجاة ، بكفاياكم لحد اكده بقى عاد
نجاة بعتاب : بقى اكده برضيك يا ابو ياسمين ، انت بتعد علينا شوية الوقت اللى بنقعدوهم مع بعض
حكم : واخدين منيكى يومك كلاته يا نجاة ، و اكيد برضيك شاغلينك عن حاجات كتير
نجاة : ما اشتكيتلكش انى ، سيبهم معايا على مانخلصو كل حاجة
حكم بفضول : ما انى بدى اعرف حاجة ايه اللى عاوزبن تعملوها عاد
نجاة و هى تنظر للصغيرتين بامتعاض : عاوزين يتفرجوا على حاجة العرسان
حكم بفضول : حاجة ايه دى
نجاة : يعنى .. هدية اكده لسهى و عريسها بعملها لهم عشان اديهالهم مع النقطة
حكم بتطلع : بتعمليلهم ايه
نجاة بخجل : بعمل ليها شال ، و بعمل لعريسها طاقية
حكم بوجوم : كفاية الشال ، مالهاش لازمة الطاقية
نجاة : يوة ، و ليه عاد .. ده انى حتى ابتديت فيها و قربت اخلصها
حكم بحزم : قلتلك لاا .. كفاية الشال
نجاة بحرج : اللى تشوفه
و بعد ان التفت للذهاب الى الملحق ، حتى وقف مكانه لبرهة ، ليتنهد بملل ، ثم التفت اليها مرة اخرى قائلا : هى لونها ايه
نجاة لعدم فهم : هى ايه دى
حكم : الطاقية
نجاة : بيضا
حكم بابتسامة واسعة : تبقى من نصيبى ، على الاقل هتليق على الشال اللى عملتهولى قبل اكده
نجاة بخجل : ماتغلاش عليك
حكم : تسلم يدك
نجاة و هى تبحث عن احبالها الصوتية : تسلم من كل ردى
ليلتفت حكم مرة اخرى منصرفا بعد ان قال : ما تخليش البنتة تعوق ، عشان تقدر تصحى بدرى
لتشيعه نجاة بعينيها التى ارتسمت ابتسامتها بداخلهما ، و ما ان همت بدخول الدوار حتى وجدت احمد ينظر اليها بابتسامة خبيثة لتتجهم معالمها و هى تقول : اها .. انت واقف عنديك اكده بتعمل ايه عاد
احمد : مانى قلت مايصحش ادخل و اسيبك لحالك مع عمى حكم
نجاة : طب اهو مشى ، ادخل ياللا
احمد : لاا .. انى هسيبك و اروح اشقر على زينب ، و اشوفها عملت ايه فى الامتحان بتاع النهاردة
نجاة و هى تهرب من نظراته : ماشى .. سلملي عليها و خليها تبقى تعدى علينا
اما شيخون .. فكان يجلس بمنزله و هو يتابع التلفاز حين قدمت عليه حسنة من دار ابيها ، و حين وجدته قالت : العواف عليك ، جيت ميتى من عند العروسة
شيخون : من بدرى ، انتى كنتى وين لحد دلوك
حسنة : كنت عند امى
شيخون : ايوة .. عيالك قالولى ، بس خير يعنى ، امك مش عادة يعنى انها تعوزك وخرى اكده
حسنة : مش وخرى ولا حاجة ، ده كان بعد العصر
شيخون : و احنا دلوك بعد العشا كمانى ، ايه اللى كانت عاوزاكى فيه و قعدك هناك كل ده من غير ماتقوليلى
حسنة : و انى من ميتى لما ببقى رايحة لامى لازما اقول لك
شيخون : من اهنا و رايح
حسنة بذهول : خبر ايه ، ايه اللى جد يعنى لحديتك ده
شيخون : اللى جد ان دار ابوكى دلوك ، زاد عليهم نفر .. و اللى يبقى جابر قبل ماتسألينى هو مين النفر ده ، و انى مش رايد انك تبقى موجودة وقت ماهو يبقى موجود
حسنة باعتراض : و هو جابر قاعد فى دار ابويا يا شيخون ، ده من يوم ما قرى فتحتها ماعتبش باب دارنا
شيخون : انى ماليش صالح بالحديت ده كلاته ، مرواح لدار ابوكى بعد اكده .. تبقى بالنهار ، و تعرفينى قبليها
حسنة باستنكار : ايه .. بتغير عليا بعد العمر ده كلاته
شيخون بسخرية : بلاها كلام ماسخ مالوش عازة ، الحديت اللى اقوله يمشى
حسنة باستغراب : ماشى .. و ايه كمانى
شيخون : حضريلى العشا .. عاوز اكل
حسنة بسخرية : ايه ما كلتش عند العروسة عاد و اللا ايه
شيخون : كلت طبعا .. بس من بدرى ، و دلوك جعان و عاوز اتعشى .. ايه بلاش ، و اللا خدتى انى باكل برة و ما عاوزاش تعمليلى اكل
حسنة : لا طبعا و دى تاجى برضيك ، حالا هروح اعمللك احلى عشا كمانى
و بعد بعض الوقت عادت اليه و هى تحمل صينية عليها بعض اصناف الطعام و هى تقول : العشا
شيخون : هو انى هاكل لحالى .. فين العيال
حسنة : قالوا مش جعانين دلوك ، قلت خلاص اتعشى انى و انت
ليعتدل شيخون و هو يقول : ماشى ، و يسمى الله و يبدأ فى تناول الطعام لتقول حسنة بحمحمة : بقولك ايه يا شيخون
شيخون : خير
حسنة : كان فى حكاية اكده عاوزة اخد رايك فيها
شيخون : ماتتحدتى على طول .. حكاية ايه دى
حسنة بتردد و هى تنظر الى عينيه بدقة : زينب
شيخون بانتباه : مالها
حسنة : جايلها عريس
شيخون بانتباه : عريس مين ده
خسنة بتردد و هى تهرب من عينيه : امى رمتلى كلام اكده عن زين ولد بكر اخوى
شيخون باستخفاف : زين و زينب
حسنة : ايوة
شيخون : ها .. و انتى قلتيلها ايه
حسنة : هقول ايه يعنى ، قلت لها انى هقول لك
شيخون و هو يكمل طعامه : و امك بقى بتجتهد اكده لحالها ، و اللا ده كلام مين بالظبط
حسنة : ماخبراش ، بس يمكن زين اللى قاللها و طلب منيها تفاتحك و اللا حاجة
شيخون: ماحصولش
حسنة بدهشة : و انت ايش دراك عاد
شيخون : ماتشغليش انتى بالك بالموال ده
حسنة بغيظ دفين : طب يعنى لما امى تسالنى اقوللها ايه عاد
شيخون : و لا كانك قلتيلى حاجة
حسنة : و دى تاجى ازاى دى كمانى
شيخون بلا اهتمام : تاجى كيف ما تاجى ، ماتوجعيش راسى بكلام مالوش عازة
لتنظر له حسنة بامتعاض و لكنها لا تنبث بكلمة 👌
كان رامى يجلس بصحبة مى و هما يتناولان العشاء سويا ليقول لها : بابا ماحاولش يكلمك
مى : خالص ، مامى هى اللى كلمتنى اكتر من مرة
رامى : مكالمات عادية و اللا فى حاجة
مى بسخرية : مكالمات خناقية ، كل مرة تكلمنى تزعق معايا و تقفل السكة فى وشى
رامى : طب و بعدين ، ماهو مش معقول برضة الموضوع يفضل كده كتير
مى : اللى فهمته من كلامها ان بابى ناوى يعمل حاجة
رامى : حاجة زى ايه يعنى
مى : هى ما اتكلمتش بوضوح ، بس كل كلامها ان بموقفى اللى اخدته ده ، خلى بابى يغير موقفه من حاجات معينة ، و انى بكده هتسبب فى ضياع حاجات كتير عمرها ما اتخيلت انها تضيع
رامى : و انتى يعنى تفتكرى ايه اللى حصل
مى : مش عارفة ، بس حاسة ان بابى كان ميال للكلام اللى قلتهوله اخر مرة
رامى : طب انا مسافر بعد بكرة ، انتى نظامك ايه
مى : مسافر فين
رامى : رايح لحكم
مى بامتعاض : هو ايه الحكاية بقى ، هو انت مش لسه كنت عنده الاسبوع اللى فات لما وديتله العربية
رامى بهدوء : حصل ، بس انا حاليا بعمل له شغل ، و كمان محتاج اعرفه على ناس هناك تخلص له شوية اجراءات بتاعة الشركة بتاعته .. انا وعدته و مش هقدر اخلف وعدى ليه
مى : لا طبعا.. انا عمرى ما اطلب منك حاجة زى كده
رامى : برضة ماقولتيليش .. ناوية على ايه ، هتفضلى هنا على ما ارجع و اللا هترجعى الفيلا
مى : زهقت منى
رامى : بلاش خيابة ، انا بس مش عاوزك تبقى لوحدك ، خصوصا انى مش عارف انا هقعد المرة دى اد ايه
مى : يعنى ارجع
رامى : انتى حرة ، يا ترجعى ، يا تشوفى واحدة من اصحابك تيجى تقعد معاكى هنا لحد اما ارجع
مى بتفكير : ماشى .. من هنا للصبح اكون فكرت
رامى : و تعرفينى ، علشان لو هتفضلى هنا اوصى عليكى البواب و اكلمك كل شوية اتطمن عليكى
مى : ايه ده بقى ، يعنى انا لو رجعت الفيلا مش هتكلمنى تتطمن عليا
رامى ضاحكا : ماهو لو رجعتى الفيلا و ثريا هانم سمعت بس اسمى و عرفت ان انا اللى بكلمك هتقيم عليكى الحد ، فانتى زى الساطرة كده اللى هتكلمينى لما تبقى لوحدك بعيد عنها .. ده لو رجعتى يعنى
مى بابتسامة : خلاص اتفقنا ، بس تعمل حسابك لما ترجع بالسلامة ان شهاب عاوز يقابلك و يتعرف عليك
رامى بتحذير : اوعى تكونى حكيتيله اى حاجة عن فضايحنا دى
مى : لا طبعا .. بس يعنى لو اتجوزنا فعلا .. ماهو اكيد لازم يعرف
رامى بتحذير : بلاش يا مى
مى : ليه يعنى ، مش المفروض نبقى صرحا مع بعض و مانخبيش حاجة عن بعض
رامى : فى اللى يخصك انتى شخصيا و بس ، انما اللى يخص بابا و مامتك و العيلة بلاش ، احنا مش عارفين الزمن ممكن يكون مخبى لنا ايه ، و بلاش يبقى عندك نقطة ضعف ممكن تتعايرى بيها بعد كده رغم انك مالكيش ذنب فيها
مى بحزن : ماليش ذنب فيها ازاى بقى ، و انا السبب فى كل اللى حصل ده ، لولا المركز ماكانش بابى فكر ابدا انه يعمل كده فى ورث حكم
رامى : يمكن كلامك فيه جزء من الحقيقة ، لكن مش الحقيقة كلها
مى : و ايه هى بقى كل الحقيقة
رامى : الحقيقة الكاملة ان بابا بيكى او من غيرك .. كان هيعمل كده اجلا او عاجلا ، ماتنسيش ان ميراثه بالكامل راح و انتهى بسبب المظاهر الفارغة و الحفلات و الرحلات و حياة البذخ اللى عايش فيها هو و مامتك
مى باستياء : و ماتنساش ان انا كمان كنت عايشة معاهم نفس العيشة
رامى : الاهل هم اللى بيربوا و بياخدوا بايد ولادهم و يعلموهم الصح من الغلط يا مى مش العكس ، الاهل هم اللى بيصلحوا ولادهم مش العكس
مى : طب ما انت اهو .. انت اللى بتحاول تصلحهم مش هم اللى بيحاولوا يصلحوك
رامى : مش يمكن عشان مش هم اللى ربونى ، انا اللى الدنيا هى اللى ربتنى ، ماتنسيش انى اتنفيت بعيد عنهم من و انا لسه فى ثانوى
مى بفضول : بتحملهم الذنب عشان بعدوك عنهم ، و اللا حاسس بالامتنان
رامى ضاحكا : سؤالك صعب اوى يا مى ، ده محتاج سنين عشان الاقى له اجابة
مى : لا بجد .. عاوزة اعرف
رامى بعد فترة تفكير قصيرة : يمكن كنت ناقم عليهم فى البداية ، و يمكن اتمنيت اب تانى يحس بيا و يحتوينى على الاقل ، لكن بعد فترة .. حسيت انى ارتاحت من حاجات كتير اوى
مى : زى ايه
رامى : اول حاجة .. و ماتزعليش منى .. تحكمات مامتك ، مامتك كانت بتدخل فى كل حاجة تخصنى ، مش اهنمام .. لا ، بس تحسيها انها كانت بتعمل معايا كده من باب ال......
مى : الغلاسة
رامى بتردد : انا اسف ، انا عارف انك ممكن تزعلى عشان مامتك بس ...
مى : بس انا كنت شايفة و عارفة ، يمكن ماكنتش فاهمة اوى وقتها ، بس شوية بشوية فهمت
رامى و هو يحاول المرور بعيدا عن سيرة والدتها : و استريحت كمان من جو الحفلات و الدوشة .. لو تفتكرى انى ماكنتش بحب احضر الكلام ده و اللا اتواجد فيه
و كمان قدرت اكون صداقات من غير تدخل من حد ، مش هنكر انى اوقات كنت بحس بالنقص و احيانا كمان بالغيرة
مى بذهول : نقص و غيرة .. من مين
رامى : من كل الناس ، زمايلى و اصحابى ، لما كنت بشوفهم مع اهاليهم ، و اهتمام اهاليهم بيهم ، لكن الاحساس ده اختفى شوية بشوية ، بعد ما الكل ابتدى يتعامل معايا على انى يتيم
مى : يتيم ، ازاى بقى
رامى بسخرية : واحد فى ثانوى ابوه نافاه فى شقة لوحدة و هو لسه فى سنة اولى ثانوى لمجرد انه يبعده عن مراته .. يبقى ايه الفرق بينه و بين اليتيم يا مى
مى باسف : عندك حق
رامى بمرح : بس يا ستى ، و بعد ما كنت يتيم ، بقى عندى خمس ست امهات و ابهات ، اللى بيعمللى اكل و اللى بياخدنى معاه المصيف و اللى بيتابعنى مع المدرسين ، و اللى بيشتريلى لبس و غيارات
مى ضاحكة : جت بمصلحة يعنى
رامى: عرفت حاجات عمرى ماكنت عرفتها قبل كده ، عرفت يعنى ايه عيلة و دفا و اهتمام ، عرفت الاحتواء اللى بجد ، و اللى كان نفسى الاقيه فى بيت ابويا بس للاسف عمري مالقيته هناك
مى : انا اسفة أن مامى هى السبب فى كل ده
رامى : و رغم كل اللى مامتك عملته ده الا انها عملتلى احسن حاجة حصلت فى حياتى
مى بفضول : ايه الحاجة دى
رامى بحب : انتى
مى : انت بتتكلم بجد ، يعنى عمرك مافكرت مثلا انى اتسببت فى بعد بابى عنك
رامى : انتى الحاجة الوحيدة اللى كانت بتخلينى اغفر لبابا كل اللى عمله ، احساس انك لوحدك ده وحش اوى يا مى صدقينى ، الاخوات برضة بيبقى لهم كده طعم تانى ، و خصوصا اما تبقى اختى اصغر منى و احس انى مسئول عنها .. حاجة كده فى حتة تانية خالص
مى بابتسامة : انا بحبك اوى يا رامى ، و دايما بفتخر بيك وسط اصحابى ، و تعرف كمان انا قلت ايه عنك لشهاب
رامى : قلتيله ايه
مى : قلتله طبعا راى بابى و مامى مهم ، لكن اهم راى عندى هو رأى رامى ، فقاللى يعنى لو بابى و مامى وافقوا على جوازنا و رامى ما وافقش مش هتتجوزينى
رامى بابتسامة : و قلتيله ايه
مى ضاحكة : قلتله ااه طبعا مش هتجوزك ، بس هحاول اتحايل عليه يوافق 😂
كان حكم بالمركز يتابع تطور العمل فى موقع الشركة بصحبة رامى الذى قد وصل منذ يومين
وكانت اجازة نصف العام قد بدأت ، و كانت نجاة بهذه المناسبة و كعادتها فى هذا التوقيت .. قد تركت لولديها حرية اللعب بدراجاتهم حول الدوار احتفالا بقدوم الاجازة ، و طلبت منهما مشاركة ورد وياسمين فى اللعب و الانتباه لهما جيدا فالصبيتان مازالتا جاهلتان لدروب الكفر
لتسمع صوت عبدالله و هو يصرخ قائلا : الحقى ورد يا امة
نجاة برهبة : مالها ورد يا عبدالله
عبدالله : وقعت من على العجلة و عمالة تصرخ و تعيط جامد
نجاة و هى تسرع الى الخارج : و هى فين
عبدالله و هو يسرع من ورائها و يشير الى موضع ما : هناك اهى
لتجدها نجاة جالسة على الارض و هى تبكى بشدة و تضم اليها احدى يديها بالم ، لتحملها بسرعة و هى تتفحصها جيدا و تقول بلهفة : سلامتك يا ضنايا .. قوليلى ايه اللى بيوجعك
ورد ببكاء : ايدى يا خالتى نجاة بتوجعنى اوى
لتتفقد نجاة يد الصغيرة لتلاحظ احمرارا شديدا و بعض التورم الذى قد بدأ فى الظهور ، لتتلفت نجاة حولها برهبة حتى وجدت احمد فصاحت عليه قائلة : تعالى يا احمد بسرعة ودينى مستشفى المركز و كلم عمك حكم يحصلنا على هناك 🥹