رواية أسير الناردين الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم ماريان بطرس




 رواية أسير الناردين الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم ماريان بطرس 


الفصل الثامن والعشرين 

دخل المنزل بعد يوم شاق فهو متعب بشدة مرهق جسديا من العمل ومرهق ذهنيا من التفكير طوال اليوم وكذلك مرهق نفسيا لا يصدق بان اليوم انتهى اخيرا ولكنة سعيد وبشدة ايضا فاليوم حقق مايريد بعد فترة طويلة اليوم يشعر بالسعادة كان يدخل المنزل يصفر ولكنة توقف حينما وجد كل من فية يجلسون امام التلفاز القى السلام ولم يجلس معهم بل تحرك باتجاة غرفتة حينما سمع ذلك الصوت يهتف باسمة 

حسام: آسر!

توقف آسر ينظر لة باستفهام

حسام :ما تيجى تقعد معانا 

رفع لة آسر حاجبة ولكنة قال بهدوء

مش عاوز اقعد انا تعبان وعايز ارتاح

وقف حسام قبالتة مستعد للمواجهة التى اجلها طويلا فهو لا يحتمل ان تضيع حبيبتة من بين يدية بسبب الماضى فقال بهجوم وبوضوح

مش قادر ولا مش عايز علشان انا موجود 

مسح آسر وجهة بكفية فحالتة اليوم منهكة بشدة كما انة سعيد بعد فترة طويلة ولا يريد ان يضيع تلك السعادة كما انة مرهق بشدة فقال

حسام ممكن ناجل الكلام ف الموضوع دة يوم تانى

حسام باصرار 

لا نتكلم دلوقتى 

سحب آسر انفاسة وحبسها محاولا تهدئة نفسة ثم نظر لة وقال 

اوكى نتكلم دلوقتى قولى عاوز نتكلم ف ايه

حسام: هتفضل زعلان منى لامتى واصلا انت زعلان منى لية 

آسر: بستعبط

قالها آسر بسخرية شديدة يعقبها ابتسامة ساخرة جعلت كل من بالمنزل ينظر لهم بتوجس خائفين مما يمكن ان يحدث

حسام بدفاع

لا ياسيدى مش بتستعبط بس قولى زعلان لية وهتفضل كدة لحد امتى 

الى هنا وكفى بدء هو يفقد اعصابة قائلا

لا بجد مش عارف زعلان لية زعلان على حظى الاسود يعنى انت بتسال؟ المصيبة تحصل وانت اللى المفروض تلم الليلة وتكون واقف ف ضهر خالك لانك المفروض تكون ابنة وهو اللى مربيك تهرب. ياشيخ حرام عليك ان مكنتش كبرت ف البيت دة واتربيت فية ان مكانش الراجل والست دى (ثم اشار على والدية) اعتبروك ابنهم واكتر وربوك ف بيتهم كنت عملت اية وقت ما حصلت المصيبة اللى اتحطينا فيها 

ثم اقترب منه وبدء يضرب بسبابتة ف صدرة قائلا

عملت اية يا ابن عمتى وقت ماحصلت المصيبة دى عملت اية ؟! هربت ايوة هربت ومتقولش حاجة غير كدة هربت وسبتنا ف قلب المصيبة دى كنت شاب وكبير وسيبت خالك ف قلب المعمعة والمصيبة دى وهربت سيبت خالك الراجل الكبير يلم المصيبة دى لوحدة وانت نفدت بجلدك مكنتش راجل يعتمد علية ف وقت الشدة سيبت خالك ومرات خالك وولاد خالك وهربت يا ابن الاصول من ناحية المفروض هو يلم المصيبة دى من الاعلام والصحافة وحتى الحكومة ومن ناحية تانية المفروض انة كمان يسيطر على مشاعرة المكلومة دى ويتغلب على وجعة وكسرتة ويلم الموضوع وانت هربت المفروض اللى نعتمد علية ف الوقت دة سابنا وهرب بحجة انة موجوع بسبب اللى حصل وانا

ثم بدء يضرب صدرة هو 

وانا انا اللى كنت عيل لقيت نفسى مرة واحدة مستوجب انى اتغلب على وجعى وكسرتى وعلى المنظر اللى شوفتة دة وانى اكون راجل

ثم ابتسم بسخرية هة راجل يعتمد علية يتغلب على وجعة ومصيبتة وكمان المفروض العيل دة يلم الليلة من الكل وينقذ اسم العيلة ومستقبلها وينقذ نفسة بدل مايتسجن او ينهار كل حاجة لا ومش بس كدة اتفاجئ انة والدة حط علية اللوم خايف ليتكرر فية نفس اللى عملة احمد طيب ازاى ؟؟!!

ونظر لهم جميعا وهو يقول 

طب ازاى وانا شايف اللى حصل وانا اللى لميتة بايدى ازاى امر ب نفس المصيبة وانا كنت فيها ومصدقت لميتها وبعدت عن الموضوع لقيت خالك ابتدى يحطنى ف النار بايدة ويربينى ان انا ميبقاش عندى قلب لحد مانسيت انة عندى من الاساس راجع لية يا حسام لية؟؟. انت رجعت بعد ما اتاكدت ان الامبراطورية رجعت زى الاول واحسن كمان لكن ف الوقت اللى المفروض كنت تبقى فية هنا هربت انت جبان يا حسام جبان هربت من مسئوليتك هربت ف الوقت اللى كنت المفروض تبقى فية هنا هربت بحجة وجعك طيب واحنا اللى المفروض اكتر ناس موجوعين نعمل اية هاا نعمل اية 

انت رجعت لية يا حسام رجعت لية؟؟

كان حديث آسر موجع بدرجة كبيرة جعل جميعهم يبكون ويحزنون يعلمون انة ظلم وبشدة وليس ذنبة كما ان الحديث عن الماضى وما مروا بة جعلهم يبكون فجميعهم تعبو من تلك المرحلة فقد كانت قاسية هم لم ينسو بل يحاولو ان يتناسو ذلك الشرخ كما انهم مرو بوجع فظيع 

ثم اشار آسر للموجودين وقال

كلهم دول اتوجعو عمرك حسيت بوجعهم او فكرت فيهم محستش بحد فيهم ابدا ابدا 

ثم تركة وتحرك للذهاب حينما سمعة يتحدث قائلا

انت معاك حق انا جبان يا آسر بس متنساش ان احمد كان اكتر من اخويا ومقدرتش اتحمل اللى حصل 

انا معاك انى انا غلطت وهربت وسيبتكم ف اكتر وقت كنتو محتاجينى فية بس انا اسف

التف الية آسر قائلا بغضب 

واسفك دة اعمل بية اية لو كنت موجود مكنش حصل كل دة 

حسام: انا عارف انى غلطان بس اعتذرت ومستعد اعمل كل اللى اقدر علية علشان تسامحنى وكلكم تسامحونى وبصلها من ناحية تانية لولا اللى حصل مكانش يبقى ليك الاسم والسلطة والنفوذ دة ومكنتش تكون آسر باشا التايجر

كاد آسر يتحدث الا ان حسام قاطعة بجملة سمعها من ايلين من قبل وقد تعلمتها من ناردين الجمت لسانة حيث قال

بطل تحبس نفسك ف الماضى يا آسر امبارح فات خلاص وبكرة منعرفش فية اية ف احنا منملكش غير النهاردة فنعيشة ولا انت عاوز تعيش عمرك كلة ف الوجع والكرة سامح يا آسر سامح علشان تقدر تعيش مبسوط انت من حقك تنبسط ومش هتقدر تكون سعيد الا اذا سامحت وعشت ودورت على سعادتك وتبطل تحس انك الوحيد اللى اتوجعت فية ناس كتير اتوجعت

ذلك الحديث ماهو الا حديث ناردين فتلك طريقتها نظر لة آسر وقال وانا مسامح. علشان خاطر الكلام اللى قولتة دة انا مسامح

ثم تحرك تحت ذهول الجميع ولكنة متفاجئ من الحديث كيف علم بة؟؟ كما انة من حقة ان يبحث عن السعادة فهو لن يعيش عمرة كلة هكذا

_________________________________________


كانت ستدخل الامتحان وقد كانت خائفة بشدة وترتعش من شدة التوتر كادت تدخل غندما وجدت هاتفها يرن اخرجتة ونظرت بة وجدتة رقم غير مسجل فتحت الخط ثم قالت

ناردين: الو 

لم تجد رد ردت ثانية :الو الو مين معايا

بعد بضع ثوانى اتاها الرد وكأنة كان يستلذ بسماع صوتها فأجابها

الو ازيك يا ناردين

عقدت حاجبيها بتوجس لا ليس هو بالتاكيد لا مستحيل ان يكون هو ويحادثها ايضا بتلك الطريقة كأنة صديق قديم 

حينما لم ترد سألها مرة اخرى

الو ناردين انتى سمعاانى 

ناردين بتوتر: اايو ايوة مين معايا 

ابتسم بخفة فيبدو انها عرفت صوتة ولكنها تتاكد 

اجابها بهدء حسدتة علية

انا آسر يا ناردين فكرانى ولا نسيتينى من الاجازة 

ناردين بخوف :بش بشمهندس آسر ايوة يافندم مع حضرتك خير

آسر بهدوء :كل خير ان شاء اللة عندك امتحان النهاردة صح 

ناردين: اة وشوية وهدخل 

آسر: تمام بعد ماتخلصى تيجى على الشركة علشان تظبطى الشغل

ناردين: نعم !!يعنى اخلص الامتحان اروح الشغل اية مفيش رحمة انا هبقى جاية تعبانة يعنى يادوب اروح انام

آسر ببرود :لية كنتى بتشتغلى اية هى كلمة واحدة تخلصى امتحانك وتيجى على الشغل

ناردين بتمرد :لا انا هروح وب

آسر: ناردين!!

قاطعها آسر بصوتة الغاضب علمت من نبرة صوتة الجهورية بأنة غاضب وبشدة وانها ايقظت التايجر داخلة فهمست بتلعثم 

خ خلاص ها هاجى حاضر بالراحة على اعصابك 

آسر بصدمة: نعم!!

ناردين: مق مقصدش سلام علشان ادخل الامتحان

ثم ابعدت الهاتف عن اذنها وهمست 

واحد ظالم ربنا على المفترى

لم تكن تدرى انة وصلت لة تلك الهمسة قبل ان يغلق الهاتف حيث انة مازال على الخط يريد ان يسمع صوتها ونفسها لاخر لحظة 

نظر امامة بشرود و ابتسم بخفة على تمرد وقال وهو يبتسم بسخرية على حالة 

ظالم! ظالم ياناردين علشان وحشانى وعايز اشوفك 

تنهد وزفر الهواء من فمة بحرارة وقال

ولولا الهوى ما زل عاشقا  

الصبر ياربى الصبر

مين يصدق ان آسر التهامى يحصل فية كل دة يكلم بنت علشان يسمع صوتها ويتحجج بحجة علشان تيجى ويقف تحت بيتها دة انا خلاص اتجنيت ولا اقول استرديت شوية من نفسى

ثم اغمض عيناة يهمس وعلى وجهة ابتسامة رقييقة وهو يتلو ذلك البيت من الشعر


وانى لاهوى المنام فى غير حينة لعل لقاء ف المنام يكون

ولولا الهوى مازل ف الارض عاشقا ولكن عزيز العاشقين ذليل

فقد كان آسر فى صغرة من هواة الشعر بشدة ولذلك يحفظ الاشعار عن ظهر قلب

______________________________________________

والله زى مابقولك كدة قالى انى مسامحك والعمر مفيش من كتير 

استمع الى رد الطرف الاخر وقال

حسام:والله يا مايكل انا ما صدق لحد دلوقتى ان اللى قدامى كان آسر وانة سامحنى وبسهولة كدة انا حاسس انى كنت بحلم 

مايكل: طيب بما انة سامحك ماترجع الماية لمجاريها 

حسام باستفهام: ازااى

مايكل: نروح نزورة ونتكم معاة كل ما الواحد اتكلم مع اللى قدامة هيحبة والنفوس هتصفى

ابتسم حسام بسخرية على طريقة حديثة وقال

ماعلينا من كريقة كلامك اللى تشبة الستات اللى قاعدين على المصطبة دول بس ماشى نجرب 

مايكل: خلاص نروح النهاردة انا كدة رايحلة النهاردة لانى مشفتوش من زمان تعالى ونتكلم مع بعض

حسام: اوكى سلام

________________________________________

دخل المكتب بعد مطلب المدير منة نظر الى المكتب وقال

كريم: تحت امرك يافندم

نظر له حسام باستنكار ثم قال

تحت امر مين يابنى هو انت بتكلم مين 

نظر لة كريم بابتسامة فلم يتغير حسام ابدا شخص متواضع هادئ الطبع يتحدث بود مع الجميع هو مختلف كثيرا عن آسر فمن ينظر ل حسام يشعر بالالفة لطن من ينظر لاسر يشعر بالرهبة ولكن يجتمع كلاهما ف الرجولة والشهامة فكلاهما اهل للثقة 

نظر له كريم ثم قال بابتسامة

مااحنا ف الشغل يافندم

ضرب حسام كف بآخر وقال

تانى هيقولى يافندم اقعد ياكريم اقعد اللة بخليك

جلس كريم ونظر لة بابتسامة بينما سلم لة حسام ورقة قائلا

اتفضل 

امسك كريم بالورقة فوجدها شيك بمبلغ ٤٠الف جنية نظر لة كريم ثم قال باندهاش 

اية دة يا حسام

حسام: اية يابنى مكافئة 

كريم :بمناسبة اية 

حسام بابتسامة بمناسبة شغلك الجاد وكمان عندى ليك مفاجاءة انت اترقيت 

ابتسم كريم بسخرية وقال 

اترقيت؟؟!اترقيت لفين ان شاء اللة 

حسام بهدوء :اترقيت لمساعد مدير الحسابات

كريم: ودة سببة اية ان شاء اللة

حسام: ما انا قلتلك عملك الجاد 

فى تلك اللحظة هب كريم قائلا بغضب طفيف

لا يا حسام دة لاننا معرفة واصحاب واسطة يعنى وانا مايرضنيش الواسطة اتا عايز اكون زى زمايلى اتعامل عادى 

فى تلك اللحظة هب حسام وقال بهدوء

وانا فاكر ان ف الشغل فية واسطة دى فلوس بالملايين انت يامجنون احق واحد بالشغلانة دى انت بتشتغل من الجامعة وانت اللى شايل شغل الحستبات كلة على دماغك يعنى شايل حمل الشركة كلة وبتشتغل من سنين يعنى المفروض يتصرفلك اد المكافاءة دى تلات مرات على تعبك ومحافظتك على فلوسنا ومجهودك المضنى ف الشركة وانا مستغرب ان خالى معملش ترقيتك من زمان لانك شغال من سنين 

ثم نظر لة وقال دة حقك ياعبيط اهدى

كريم بتردد :بس دة كتير اوى 

حسلم بابتسامة ولا كتير ولا حاجة دة حقك وخلى بالك ترقيتك دى فيها زيادة للمرتب مبروك ياكريم انت تستخق كل خير 

ابتسم لة كريم وشكرة وخرج يشعر بسعادة كبيرة فقد بدأت امورهم تتحسن بشدة 

________،________________،_،__،___،،،_،________

دخلو مكتبة هم الاثنان نظر لهم ثم قال بهدوء

يا اهلا اهلا اية لم الشامى على المغربى

ابتسم له مايكل وقال انت

رفع نظر لة ورفع لة حاجبة وقال 

انا

حسام بابتسامة متوترة

جينا نسلم عليك ونقعد معاك شوية 

آسروهو ينظر ل مايكل نظرة ذات مغزى :اة ونتكلم مع بعض ونرجع ايام زمان ونجر الود 

مايكل بابتسامة بلهاء :اة عليك نور 

آسر: طيب انا عندى شغل ومش فاضى

مايكل وهو يجلس :ميرسى خالص يا آسر احنا كنا هنمشى عل. كول بس يما انك مسكت فينا مش هنكسفك ثم نظر ل حسام وقال اقعد يا حسام ماتتكسفش

بالكاد استطاع حسام امساك ضحكتة من الافلات وجلس بينما حرك آسر راسة بياس 

مايكل: اخبار الشغل ايه

اومئ آسر برأسة وقال ماشى الحال ثم ارجع ظهرة للخلف وقال المعم انت اخبار الشركة عندك اية يا حسام

لم يصدق خسام بان الحديث متوجة ناحيتة فقال 

الحمد للة تمام الشغل كويس مفيش جديد اوى غير انى خليت كريم يترقى مساعد مدير الحسابات اما كل واحد فى مكانة 

اومئ آسر براسة وقال وهو يعود وينظر للاوراق امامة منكب عليها يتفحصها بدقة

دة كان لازم يحصل من زمان كريم شاطر ف الشغل مش عارف الخطوة

وقبل ان يتمكن من تكملة كلامة وجد الباب يدق بعصبية 

رفع نظرة وقال ادخل 

فتح الباب و..

الفصل التاسع والعشرون من هنا

تعليقات



×