رواية حياة جاد الفصل السابع و العشرون 27 والاخير بقلم جميلة القحطانى

رواية حياة جاد الفصل السابع و العشرون والاخير بقلم جميلة القحطانى


وكثيرة هي الظنون التي تثقل كاهله. 
 في ليلة ماطرة أخرى، وهو يتخبط في أفكاره المتشتتة، شاهد شخصاً يقترب من المنزل بخطى ثابتة. كانت صورة ساندي تظهر أمام عينيه وهو يجري نحو الباب، يفتحه بسرعة ويجد نفسه أنه يتوهم كان جاد يعيش في عالم خيالي معقد، حيث كان يتوهم أنه وساندي يعيشان حياة سعيدة معاً. ولكن فجأة، وجد نفسه يستيقظ من هذا الحلم الجميل، إذ تذكر أن ساندي قد رحلت وتركته وحيداً. 
 كان يتذكر كلماتها الأخيرة بأنها ستغير اسمها وتبدأ حياة جديدة، مما جعل جاد يشعر بالخيبة الكبيرة. كان يتساءل إذا كان كل ما حدث معهما كان مجرد خيال، أم أنه حقيقة مؤلمة. 
 بدأ يبحث عن أي دليل على وجود ساندي في حياته، ولكن كل ما وجده كان ذكريات من الماضي الجميل الذي عاشوه معاً. وبينما كان يتأمل في ذلك، ويتمنى أن يجدها في أقرب فرصة فهو لم يعد قادر على فراقها .
كانت ساندي تجلس بجانب الموقد في غرفة المعيشة، وبين يديها فنجان قهوة ترتشف منه ببطء. تذكرت لقاء والدها الأخير، حين طلب منها أن تعود معه للمنزل بعد أن رفضت البقاء معه في القصر العائلي. 
 ساندي ، أرجوكِ، عليكِ أن تعودي معي، لا يمكنني ترككِ وحدك هنا، قال والدها بصوت مليء بالحنان. 
 لكن ساندي رفضت بإصرار، لا يا أبي، لقد قررت البقاء هنا، هذا هو منزلي الآن. 
 وقد بدأ قلبها في الحنين لجاد تساءلت في داخلها، لماذا هذا العناد يا قلبي؟ لماذا لا أستطيع نسيانه؟ لقد قتله، فلماذا أشتاق له بكل هذا؟، همست ساندي بصوت خافت، بينما امتلأت عيناها بالدموع. الحب لا يموت .
تلقت اتصالاً برقم مجهولا، فارتجف صوتها عندما قالت: نعم، من انت؟ سمعت صوتاً مألوفاً، فنزلت دموعها ببطء. جاد، حبيبتي، ردي علي. صوت جاد كان يهمس وحزن في نفس الوقت.  
 جاد، ماذا تفعل هنا؟ كيف حصلت على رقمي؟ 
سألت ساندي بصوت مرتجف.  
 لا تهتمي بذلك الآن، ساندي أنا هنا لأعتذر على كل ما فعلته، على كل الألم الذي سببته لك. أنا آسف حقاً. كان صوت جاد يحمل مزيجاً من الأسى والاعتذار.  
 جاد، لا تفعل هذا... حاولت أن أنساك، حاولت أن أبتعد عن الذكريات، ولكن... لماذا فعلت هذا؟ لماذا بقيت تؤذيني؟ كانت دموع ساندي تسيل بقوة الآن.  
 لن يحدث هذا مرة أخرى، وعدت نفسي أن أكون أفضل شخص بالنسبة لك، ساندي. أنت كل شيء بالنسبة لي، وأنا لا أستطيع العيش بدونك.
 كانت كلمات جاد تمتزج بين الإثارة
تعليقات



×