رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل السادس والعشرون26 بقلم شريهان سماحة


 رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل السادس والعشرون بقلم شريهان سماحة

تلقت مكالمه على هاتفها منه وهى لاتكاد تصدق نفسها هل هذا رقمه بالفعل !
لتحتضن الهاتف بهيام فأخيرا أناره .. لتتذكر محاولته السرية لها ﻷخذ رقمها قبل مغادرته يوم قراءة الفاتحة لتستفيق من شرودها وتهم بفتح المكالمة سريعا قائلة بصوت خجل ومنخفض يكاد يسمع : 
- السلام عليكم 

- وعليكم السلام يابسبوستى أنا .. 

رفعت يداها تستجلب الهواء على وجهها فسيبدأ اﻷن حوار اﻷحبه الذى كانت تسمع عنه من زمن حتى كانت تدعوا الله أن يمن عليها بالحب الحلال حتى تراه ..ولكن منذ أن أحبته أنتظرته منه هو ..وهو فقط !
ليردد بعدها مباشرا بصوت رحيم : 
- وحشتينى قوى .. ومش مصدق أنك هتبقى ملكى بكره ...

فزعت من على فراشها سريعا كمن لمسه تيار كهربائى مفاجئ لتقف بأرتباك لا تستطع النطق بحرف واحد فهذا كثير عليها كلمه واحده وستنهار حتما دون أكمال المكالمة ليأتيها صوته مضطربا:
- الو .. بسنت أنتى معايا !

هزت رأسها باﻷيجاب فى صمت لتتذكر أنه يسمعه ولا يراها لتجيبه سريعا فى هدوء :
- أيوه معاك ..

- يارب دايما معايا ياروح قلبي

لا لا فهذا كثيرا الكثير الرأفه يا متعجرف أانت من تتكلم اﻷن بعد تلك الحروب التى شننتها لى ليأتيها صوته مره اخرى ضاحكا:
- أنتى شكلا مكسوفه ومش أستبعد أن خدودك أحمرت دلوقتى 

لتنطلق تكلم نفسها بسخريه " أحمرت بس دى طرحت محصول طماطم يكفى مصر كلها " 
ليأتيها صوته مرة أخرى :
- على العموم حبيت أصبح على حبيبى وأسمع صوته فى أول يومى

لا فأنت مصمم أنت تقضى على اليوم هل هذه هى مكالمة الاحبة التى تسمع عنها ؟! هل هذا مايقولون ويسمعون فيها؟!
ويلى ثم ويلى لو كانت كل المكالمات القادمة بهذا الشكل فحتما جمهورية مصر العربية سوف تغرق فى الطماطم ولا أستبعد أن تقوم بتصديرها وسوف تدعيلى !  
ليأتيها صوته منتطلق فى سلسله ضحكات متواصله قائلا بصعوبه من بينها : 
- لا دا أنا لازم أسيبك دلوقتى قبل ماتروحى منى وملقيش حد أجوزه بكره 
ليردد بعدها ناهيا نوبة ضحكه بصوت هايم : 
- هتوحشينى لحد بكره ... سلام ياعمرى 
لتشاهد أنتهاء المكالمه فترتسم على شفتها أبتسامه واسعه من شدة السعادة التى أجتاحتها من مكالمته لتهم بأحتضان الهاتف بين يداها وصدرها بهيام .. لتقفز فوق الفراش عدة قفزات وهى لاتصدق نفسها لترتمى بعدها عليه عائدة لعالم أحلامها الوردى ... 

------------

عندما رأته أسرعت تهبط الدرج فى سعادة حقيقة فيبدو صاحبه مشغولا عنه وهى سعيدة حقا ﻷخذ أو سرقة هذا الدور منه حتى لو قليلا ...
أقبلت عليه بهدوء فى مكانه تجلس القرفصاء بجانبه حتى يعتاد عليها فى البداية أولا ويتذكرها .. نعم هو كلب شرطة مميز ولكنه يعنف كثيرا حين يشعر بالغرباء .. إلى أن شعرت بتقبله لها بل هجم عليها بيداه يداعبها فعلى مايبدو تذكرها جيدا لتطلق بعدها عدة ضحكات مرتفعة على حركاته لها لتبدأ تتجاوب معه ومع مداعبته المتتاليه لوجهها ويداها مردده من وسط ضحكاتها :
-خلاص يازيزو .. أنا كمان صدقنى بحبك ! 
لتسمع صوت يأتى من خلفها مرددا بغيره وحقد : 
- أول مرة من يوم ماجبته أبقى عاوز أنفيه فى جنوب أفريقيا !

لتلتفت خلفها مبتسمه لمصدر الصوت والتى تعرف صاحبة جيدا لتراه ساند بكتفه على باب غرفة الأستقبال ومشبك يداه فى بعضهما ناظرا لهم فى غيظ ليسترسل حديثة بتهكم مكز على إسنانه وهو يقترب يعرج بقدمه ناحية الكلب إلى أن جلس بجانبهم : 
- هنيالك ياعم زيكو النهارده سمعت صوتها ودلعتك لا وأيه كمان بتقولك ياحبيبى .. تصدق غيرت رأي وهقتلك بدل منفيك !

لتطلق بعدها ضحكه مرتفعه على ماقاله فهو دائما ما يضحكها بأساليبه الفكاهيه المحببه لقلبها ليأتيها صوته مره أخرى مرددا بهيام وعشق وهو ينظر لكلبه بخبث:
- " أم أن اﻷوان يا مليكة قلبى أن تطفئ نار بعدك عنى بأعترافك المنتظر !!! "

لتلتفت له بأعين مندهشة لجرأته لتردد بعدها بجدية :
- أنت بتقول أيه ؟!

ليرد عليها بتعابير وجه بارده :
- أيه بقول لزيكو كلمتين حلوين ولا حرام عليا ومتاح ليكى ..
لتقف سريعا مغادرة تحاول جاهدة بكتم أبتسامتها قائلة ببرود مماثل : 
- لا عادى قول زى ماأنت عاوز بس ياريت متنساش أن زيكو مذكر مش مؤنث!
ليبتسم بجانب ثغرة بأرتباك على كشفها له ليقف سريعا مستوقفها بصوته :
- أحم .. طب أنتى راح فين دلوقت مش جولات الشوبنج خلصت 
لتستدير له مردده بخجل : 
- لا لسه النهاردة بس هنطلع بعد ماخديجة تيجى من المستشفى 
ليرفع يده ضاربا لجبهته بقوة مرددا بعتاب:
-دا أنا نسيت خالص ميعادى معاها النهاردة فى المستشفى لفك الجبس 
لتضحك مى بقوة مردده من بينها : 
- حد ينسى معاد زى ده عالعموم كويس أنى فكرتك ممكن تلحقها لسه ساعتين وتيجى ...
ليبتسم لها فى هدؤء مردد بخفوت يكاد يسمعها : 
-  إعذرينى .. معاكى بنسى نفسى مش مواعيدى وبس !
لتتورد وجنتيها بحمرة شديدة مردده بتعلثم وهى تهرب من أمامه سريعا : 
- أاانا ههرب.. قصدى أنا..انا هطلع أجهز علشان منتأخرش ....
ليبتسم سريعا على توترها وخجلها رافعا يده يحك بها نهاية رأسه بسعادة وهو يسير بأتجاة غرفته فلابد له أن يجهز لموعده ..
----------------
أستوقف سيارته فى المكان المخصص للسيارات أمام الكافيه المنشود فى رسالتها ليهم مغادرتها فى ضيق فذاك الموعد يضيق صدره بل أصبح رؤيته لها مثل الكابوس .. ولكن عليه التحمل حتى ينتهى هذا اللقاء على خير .. فحديث يوسف صحيح فهم بأكذيبهم يستطيعون تلفيق التهم واﻷقاويل الكاذبة عن علاقتهم المنتهيه وتوصيلها لخديجة .. التى عندما تدرك الحقيقة ستكون مدة أجازته نفذت فلا يوجد له فيها إلا أسبوع شاملا يوم الفرح .. وتضيع أيامه المنتظرة معها بفارغ الصبر ..
دخل يبحث بعينيه عن كابوسه ليراها أخيرا جالسه فى أحد اﻷركان تحتسى شرابا ما ليتجه لها مباشرة حتى رفعت رأسها وشاهدته يقترب منها لتسرع واقفه ترتمى فى أحضانه بشئ من المفاجأة له ليبعدها عنه سريعا مرددا بصدمه : 
- أنتى لسه فيكى العادة السيئة دى حتى وأحنا منفصلين عن بعض 
ليتركها بلفعة غضب جالسا على المقعد المقابل لها لتبتسم بتهكم بجانب ثغرها لتهبط بيداها التى مزالت مرفوعه فى الهواء على أثر أحتضانها له .. لتردد بسخرية وهى تتجه تجلس فى مقعدها أمامه :
- أعذرنى أصل عقلى مش متقبل نهائيا فكرة أننا منفصلين .. 
ليردد لها ببرود شديد مع بعض النظرات المفهومه :
- وأيه ياترى بقا الفكرة اللى عقلك متقبلها وراضى بيها ..

- أمممم .. ممكن تقول خلاف بسيط .. أو مشكلة زى أى مشكلة بين أتنين بيحبوا بعض وهتنتهى برجوعهم لبعض قريب 

لتتهجم ملامحه سريعا محاولا كتم غيظه فتلك المخلوقة على مامرو به ومشاهدة والده لها حتما مريضة نفسيا وتحتاج لعلاج سريع ليردد منفعلا بصوت جدى  ومنخفض نوعا ما :
- بصى ياشاهى علشان أجبلك من اﻷخر ومتفضليش عايشة فى اﻷوهام دى كتير أنا أولا مبتهديدش علشان أنتى عرفه كويس أقدر أعمل أيه .. ثانيا كان ها كان ! بينا فعلا وعد بالجواز بس أنتى اللى خلفتيه بمهماتك السريه اللى والدى شافك فى وحده منهم .. وبناءا عليه رجوع لبعض مبرجعش وتنسى اصلا الفكرة دى من دماغك .. ومن اللحظة دى أنتى فى حالك وانا فى حالى حتى لو أتقبلنا صدفة فى أى مكان يجمعنا ..
ثم أسترسل حديثة وهو يقف واضعا كفى يداه فى جيبه :
- ورقمى أنسيه خالص ولا أقولك هغيره علشان ترتاحى .. عن أذنك 
لتقف فور وقوفه مندهشة مما سمعته مردده سريعا مستخدمة أحدى أساليبها التى تجيد أستخدامها بدقه :
- أرجوك ياحمزة متسبنيش وخد وقتك فى التفكير وكمان مش هتصل علشان أستعجلك بس .. 
لتكمل وهى تمسح أنسياب دموعها المنهمرة بكثرة على وجنتيها بكف يداها :
- بس أرجوك تستبعد فكرة الأنفصال عن بعض من تفكيرك أرجوك .. أرجوك أنا تعبانه وحس......
لتقطع حديثها مترنحه بجسدها مع رفعة يداها تمسك بها جبينها بقوة مع أنغماض عينيها لتدل على سقوطها الوشيك فى أى لحظه ليسرع حمزة يلتقطها بين يداه بأرتباك واقعا فى شباكها الخبيثة ليردد بتوتر وهو يربت بيداه على أحدى وجنتها محاوله منه ﻹفاقتها فلم تستجب .. فأسرع يجلسها ثانيتا على مقعدها بحذر والتقطت سريعا كوب الماء الموضوع أمامها لينثر منه بعض القطرات على وجهها لتستفيق سريعا وعدة شهقات تخرج منها متتاليه ليبتعد عنها رافعا يده يفرك بها جبهته فى أرتباك ليردد بهدؤء بعد أن نظف حنجرته :
- يلا علشان أوصلك مينفعش أسيبك كده 
لتتطلع له سريعا لمعرفة أن كان رجع فى موقفه وسيعطيها فرصة أخرى لترى عدة زفرات تخرج منه بضيق ويكاد يمسك نفسه عن حريق المكان بأكمله وهى به بالطبع لتطلق تنهيدة ملتفته بوجهها بعيدا عنه مردده بخذلان :
- لا شكر أتفضل أنت علشان معطلكش وأنا ثوانى وهمشى 
ليتحرك هو مغادرا من أمامها سريعا لاعنا الموقف برمته 
لتبتسم بتهكم وهى تتابع مغادرته مردده بنبرة ألم لنفسها :
- كان عندى أمل تغير رأيك ومعملش اللى مخططله بس أنت إللى هضطرنى لكده .....
لتستفيق سريعا من شرودها على صوت رجل يجلس أمامها يردد بأنبهار :
- أنا كنت خلاص هقولك قبل الموقف اﻷخير اللى الصدفه خدمتنا فيه أن مستحيل نطلع صور حلوه ..
ألتقطت كوب عصيرها الموضوع أمامها بهدوء شديد لترتشف منه بعض القطرات لتردد بعدها فى فتور : 
- مين قالك أن الصدفه خدمتنا ..
لتتسع حدقتى الرجل على أخرهما مرددا بذهول :
- أنتى قصدك أن أنتى اللى قصدتى تعملى كده !
لتردد سريعا بأهتمام غير مهتمه ومباليه بالرد على جملته :
- الصور هتجز أمتى 
- مش أقل من يومين 
- يومين أيه أنا أخرى عليك بكره العصر وده أخر وقت عندى وتكون الصور مبعوتالى على الواتس باللى قولتلك عليه كله أتفقنا ..
- بس كده مش هنام طول الليل ولا حتى هرتاح لحظه 
لتضحك بسخريه وهى تلتقط هاتفها ومفاتيحها من أمامها وتضعهم فى حقيبتها مردده بخبث :
- وماله ماهو كله بتمنه ...
لتغادر بعدها بثقه عاليه ﻹقتراب مخطتطها التى سوف تعيده إليها سواء شاء أم أبا ! 

--------------

مر باقى اليوم على هذا النحو 

- ألتقت خديجة عند مغادرتها للإسواق مع الفتيات على أثر عودتها من عملها بحمزة العائد من الخارج وعلى ملامحه بعض الضيق اﻷمر الذى جعلها تحتار وتفكر بكثرة لتخرج فى نهاية تفكيرها بأمر ليس باﻷكيد بأنه يمكن أن يكون ندم على تسرعه فى أرتباطهم وتحديد موعد الزفاف ....

- فك يوسف الجبيرة مع أعطاء خديجة له بعض النصائح بكيفية الضغط والمشى عليها مع تشديدها عليه بضرورة متابعتها بالعلاج الطبيعى لبعض الوقت ...

- أنتهت جولات الشراء نهائيا وأستعدت خديجة ﻹنهاء جلسة التصوير اﻷخيرة اليوم وبالفعل أنتهت كما تمنوها وأكثر .. محاولة أخراج نفسها من دائرة الشك بما يجول فى خاطره فربما شئ أخر ما يشغله مرتبط بعمله وسرى ... وخاصا بعد محاولتها الحذره له لمعرفة ما به إلا أنه أنفى بشكل قاطع بأن هناك شئ وأنها تتهيئ ذلك ......

غطا الجميع فى ثبات عميق فى نهاية اليوم .. مستعدين لأستقبال يوما جديدا لﻹحتفال فيه بيوم العروس المنتظر ! 
تعليقات



×