رواية وحوش لا تعشق الجزء الثاني من ليالي الفصل السادس والعشرون 26 بقلم رحاب ابراهيم


 رواية وحوش لا تعشق الجزء الثاني من ليالي الفصل السادس والعشرون بقلم رحاب ابراهيم  

ده نص الحلقة ...ساعة بالضبط على ما اخلص النص التاني ...نزلت بده دلوقتي عشان ما اتاخرش عليكوا 
_ مريم ...حبيبتي فوووقي عشان خاطري 
تغلغلت كلماته لأعماق قلبها حتى حفرت على ثراه المتجمد ليصيح النبض بتمايل مجيبا بعشق ....على نقيض وجهه الخائف والمرتبك فقد دفن رأسها بإتجاه قلبه بقوة وعيناه كتلة من نيران الظلام الدامس ليتركها مرغما حتى يأتي بطبيبا ....هتف على كريمةالخادمة حتى تجلس بجوارها حيثنا يتصل بطبيب حتى اتت كريمة مسرعة ملبية صوت آدم الهاتف بحدة وتفاجئت بقلق من مظهر مريم وركضت بإتجاهها :-
_ حصل ااايه ...مريم مالها ؟ 
التفت آدم وقال بعجالة :-
_ اغمى عليها ...خليكي معاها لحد ما الدكتور يجي ..هتصل بيه دلوقتي ....
خرج آدم من الحجرة واتصل بطبيبا على الفور .....
_______________________صلّ على النبي الحبيب 

غفت فاطمة على قدم فهد وكأن الغفوة تملكت منها بعمق حتى تململت بكسل دون أن تعي ثم ذهبت في سُباتٍ عميق مرة أخرى ... لاحت ابتسامة على وجه فهد لا إراديا ومرر يداه على شعرها مرة أخرى بحنان ....تعجب من نفسه بشدة ....لو احد رآه الآن لرمقه بصدمة فهو لم يكن بذلك اللين مع احداً من قبل سوى عائلته .....لم يظن يوما أنه سيشعر هكذا ...وأن الهوى سيتملك من فؤاده حد الذعر من الفراق ....حركت فاطمة رأسها بتجعيدة بسيطة على وجهها انبأته أن هناك خطبا ما تعانيه بسبب نومتها هكذا بوضع الجنين ورأسها على قدميه تائهة بغفوة عميقة ....

أزاح رأسها ببطء بعيدا عن قدميه ثم حملها بين ذراعيه رغم أن جرح يداه لم يندمل ولكن هو دائما لا يكترث لهذه الاشياء فلم يكن الم هذا الجرح البسيط أكثر من أعراض الم التشنجات الذي تهاجمه .....ترفق بها حنانا حتى دلف لغرفته ووضعها على فراشه بلطف .... ومن شدة ارهاقها الذهني والجسدي لم تشعر بذلك إلا عندما اقترب من جبينها حتى فتحت عيناها فجأة بتجمد ....نظر لها طويلا حتى ضاعت مقاومته وطل العشق بعيناه صافعا أي مظاهر مقاومة تهاجم تلك اللحظات التي لا عصيان فيها لرب العالمين فهي زوجته حتى ابت الظروف مجددا القرب وانتبه لهاتفه الخاص الذي اهتز بأحد جيوب معطفه ليبتعد مذهولا مما كاد يفعله .... الهذا الحد قلب الفهد تحكم ! 
ولم يكن للقلب رأيا من قبل .....
اجاب مواليا ظهره لها بعد أن تركها تعتصر خجلا وقال مجيبا على من اخبره بضرورة مجيئه لمهمة طارئة، حتى هتف فهد بدهشة دون أن يعي وجود فاطمة :-
_ الاعور! ....هناك ؟! 
أجابه الطرف الآخر بالموافقة حتى تجمد فهد عندما ادرك وجود فاطمة فألتفت وصدم بوجهها الباكي بنظرات غاضبة وقد نهضت ووقفت خلفه ولم يكن ثمة خجل مرتسم على وجهها مثلما كان يغمرها الحياء منذ قليل بل اسودت عيناها من الغضب والشراسة حتى اغلق فهد هاتفه دون أن يحيد نظره عنها بقلق ...حتى هتفت فاطمة :-
_ هو صح ؟ ....انا هاجي معاك 
ضيق فهد عيناه بدهشة وامتلأ الغضب مقلتيه وهتف:-
_ تيجي فين أنتي مجنونة !! ... وبعدين مين اللي بتتكلمي عنه ؟
صاحت ببكاء وعنف :-
_ اللي قتل ابويا ...مش هرتاح غير لما أشرب من دمه 
هز فهد رأسه كاذبا وأجاب سريعا بنفي :-
_ لأ مش هو ده حد كان بيسألني على حاجة أنتي فهمتي غلط ....وبعدين حتى لو هو ...الموضوع ده بقى في رقبتي ومش هسيبه ... ورغم كدا بقولك انتي بردو فهمتي غلط 

شعرت أن لا فائدة من النقاش واجابت مراوغة :-
_ خلاص ...انت هتطلع دلوقتي ؟ 
تنهد بإرتياح وأجاب :- بقلم رحاب إبراهيم 
_ أه ، عندي حاجة ضروري وجاي على طول مش هتأخر ...
وضع هاتفه بجيبه ثم اقترب منها أكثر وتفحص عيناها كي يستشف منها أي خداع ولكن تظاهرت باللطف والخجل حتى ربت على وجهها وابتعد بنظرة لامعة حتى خرج من الغرفة مطمئنا ببعض القلق من هدوئها .....

ارتدت فاطمة عباءة سوداء وحجاب قد احكمته وهي تسرع خارجا خلفه بترقب ......ودست بملابسه سكينة صغيرة اخفت بماهرة وذهبت خارج الشقة مستعينة بميدالية المفاتيح بكل نسخ الابواب بها بعد أن اكتشفت أنه اغلق الباب بالمفتاح ولم يعلم أنها تحتفظ بالنسخة الأخرى ..... رأته يبتعد من كرااچ السيارات ....اوقفت سيارة أجرة واسرعت خلفه ....
______________________استغفر الله العظيم وأتوب إليه 

انهى الطبيب عمله وخرج من الغرفة وقد اعلم آدم عن الدواء المطلوب ....أمر آدم كريمة أن تذهب وتخبر أحد بإتيان الدواء بأسرع وقت ثم اقترب لحبيبته التي وارت وجهها عنه ونظرت جانبا بدموع صامته ولم تغفل عن كلماته الاخيرة التي التقط قلبها صداها فسقطت مابين الفرحة من لهفته واعترافه الاي لم تساعدها الظروف أن تسمعه بملى اذنيها وكامل وعيها وبين حزن مما قاله بغضب بآخر مواجهة لهم ....وكأنها اصبحت تتنفس بالكلمات ...كلمة تجعل تحلق بسعادة وكلمة أخرى تجعلها تسبح ببئر الألم .....
جلس بجانبها وهمس بنظرة امتزج بها الحنان والندم :-
_ حمد الله على سلامتك ...قلقتيني عليكي يا مريم 
تنفست بحدة وقد رفعت اناملها تمسح دموعها ثم اضجعت على جانبها الآخر وتركت له الحديث برفض قد اعلنه صمتها فلا مجال للحديث عند البكاء ......
تنهد بضيق وهو يتطلع اليها بحزن انطلق من مقلتيه ثم نهض مبتعدا عنها بمسافة حتى وقف أمام النافذة التي كانت بوجهتها ... فقد اصبح الآن يواليها ظهره عن قصد فقال بصدق دون ان ينظر لها فكم استصعب الأمر:-
_ انا أسف يا مريم ....بجد ماكنش قصدي اضايقك بس انتي بتعصبيني .....كل الكلام اللي قولتهولك مش حقيقي ...كان لحظة شيطان وعدت ....و
قاطعه رنين الهاتف برقم دولي ...أخرج هاتفه بوجه ممتعض فلم يكن احتمال لاحاديث اخرى بهذا الوقت حتى تفاجئ برقم عمر ...أجاب آدم سريعا :-
_ الو ؟ 
تحدث عمر بنبرته المرحة بعد أن غمز بعيناه لليالي بمكر وقد اعدت الحقائب للسفر إلى فرنسا غدا ...قال عمر :-
_ حبيبي عامل إيه ،ومريم وفهد عاملين إيه ؟ 
اجاب آدم بقلق :-
_ الحمد لله ...وانت وامي عاملين إيه ؟ 
ابتسم عمر لليالي بخبث مرة أخرى وقال :-
_ حلوين اوي ...المهم أني بتصل عشان اقولك أننا هنسافر فرنسا بكرا 
امتقع وجه آدم بإرتباك من وصلهم للقاهرة غدا حتى تفاجئ بنهاية الحديث والسفر لفرنسا فقال بتنهيدة ارتياح :-
_ الحمد لله 
فغر عمر فاه وتساءل بتعجب :-
_ وانا اللي فاكرك هتزعل 😡 
استوعب آدم ما قاله حتى تنحنح بحرج وتابع مصححا :-
لأ اقصد يعني الحمد لله على سلامة أمي ...بس ليه مسافرين فرنسا ؟! 
جلست ليالي بجانب عمر تكتم ضحكتها من تعبيرات عمر المتذمرة حتى اجاب عمر :-
_ هنتفسح شوية ...عندك اعتراض 😡 
ابتسم آدم رغما عنه واجاب بصدق :-
_ لا طبعا .... المهم انكوا بخير 
خطفت ليالي الهاتف من عمر وقالت بضحكة :-
_ ابوك فايق ورايق يا آدم مالكش دعوة بيه المهم انتوا يا حبايبي عاملين إيه ،وحشتوووني مووت
ظهر الحنين بوجه آدم واجاب بمحبة :-
_ وانتي وحشتيني أكتر يا لولا ...البيت وحش من غيرك أوي ....
تنهدت ليالي تنهيدة طويلة اعقبها ابتسامة :-
_ هاجي قريب أن شاء الله ، بابا بس هو اللي مصمم يفسحني يومين قبل ما ارجع القاهرة وانا ما رضيتش ازعله .....هنيجي قريب بأذن الله 
أخذ عمر من الهاتف وهتف بإعتراض :-
_ لا هنقعد شهر 😡 
اتسعت ابتسامة آدم حتى سمع صوت ليالي من جديد :-
_ هي مريم فين ...عايزة اسمع صوتها .
امتقع وجه آدم ثم التفتت ليرى مريم شاردة وتعجب من هدوئها رغم مكالمة والدتها فأقترب ببطء منها وقال لليالي :-
_ هي نايمة بس هصحيها ....
نظر آدم لمريم برجاء حتى تتحدث مع ليالي فأخذت مريم الهاتف ببطء وتحدثت وكان لا بها شيء وراقبها آدم بتعجب من هذا الهدوء الذي وكأنه يسبق العاصفة .....

شرد بملامحها طول الحديث حتى شرد رغما عنها وتفاجئ بعد دقائق لم يشعر بها أن المكالمة انتهت وهي تشير له بالهاتف ......قالت بثبات :-
_ خد تليفونك ! 
رفع يده ولم يشيح عيناه عنها ، أخذ الهاتف ووضعه بمعطفه مرة أخرى ........قالت بحدة :-
_ لو سمحت قوم عشان عايزة انام
صر على اسنانه بحدة ليست اقل عصبية من نبرتها حتى نهض بالفعل وتوجه لخزانة ملابسه وأخذ منها رداء رياضي مناسب للنوم ......
دخل الحمام ليغتسل سريعا ويبدل ملابسه ........

اراحت مريم ظهرها على الوسادة وظهرت بسمة ماكرة على وجهها وتردد صدى جملته بأذنيها كنغمات الايقاع الساحر حتى اطرفت بخجل وقالت بهمس :-
_ قالي يا حبيبتي 😊😇 بس هتقل 😑 
مش أوي يعني 😊 
استمرت بهذه الهمهمات الهامسة ولم تشعر بالذي خرج ووقف امامها بدهشة من حديثها بخفية هكذا ...اتسعت عين مريم وكأنها رأت شبحا 😨 
ثبتت ملامحها على تلك التعابير المتجمدة مرة اخرى حتى مط آدم شفتيه بضيق ........
دفع المنشفة على ظهر المقعد المواجه لفراشها ثم أخذ كتاب عبارة عن قصة رومانسية قد اتت بها مريم حيث قد جذبها الاسم أثناء رحلة شهر العسل واسمها (سُكناي 😂😛) 
بدأ في قرائتها قاصدا بذلك إثارة غيظها ...........
_________________________سبحان الله وبحمده 
وقفت سيارة فهد عن أحد الاكمنة وخطا سريعا إلى جموع رجال الشرطة التي التفوا حول رجل مقيد وملثم الوجه...
هتف أحد الضباط وقال لفهد :-
_ تقريبا هو 
اقترب فهد راكضا بنظرات شرسة وسحب اللثام من وجه المجرم حتى اتسعت عيناه ضيقا وهتف :-
_ لأ مش هو...مش ده سعد الاعرج 
نظر الضباط إلى بعضهم بضيق وهتف احداهم بتعجب :-
_ أزاي نغلط فيه كلنا !! ، دي شبهه جدااا 
زفر فهد بضيق وقال مفكرا :-
_ ده تمويه ...في حاجة هتحصل عشان كدا شتتوا انتباهكم ....أو يمكن في حاجة تانية ...انا لا يمكن اغلط في شكله ...اطلعه من وسط مليون ....
وفجاة تم اطلاق النار من اسلحة ضمتها إيدي رجالة مافيا مدربة بمهارة وعلى بعدا من الضباط .....

ركض الجميع متحاميين بالسيارات حتى استتر فهد وراء سيارته وعيناه ثاقبة عليهم تلتقط اعدادهم واماكنهم وقد لاحظ اصابة اثنان من زملائه الضباط وتبقى هو وضابط أخر ولا يعرف أين ذهب .......بقية الحلقة ٢٦.....#وحوش_لا_تعشق 
نزلت اللي بعدها ونسيتها ههههه
 
صوب فهد مسدسه بإتجاه احدا من الثلاثة فأصاب الهدف ... انتقلت نظرته بنظرة منقضة على فريسته التالية حتى تحرك سريعا إلى سيارة أخرى واختفى خلفها ...اطلق احد المجرمين الذي اندس خلف شجرة كافور كبيرة واطلق بعض الاعيرة من خلفها ولكن قد خدعه فهد بالتحرك متسللا بخفاء حتى اصبح قريب منه لحد كبير ثم اشهر سلاحه وصوب حتى سقط المجرم ارضا ......تبقى الاخير ولكن أين ذهب ؟ .....نظر فهد حوله بترقب فهو قد حدد اماكنهم تماما فكيف اختفى الثالث ! 

وقف سائق التاكسي الذي كان اوقفته فاطمة عندما سمع صوت اطلاق النيران ....الظلام يحيط بالمكان إلا ضوء النجوم والقمر الذي يطل من بعيد ...عاد بسيارته معترضا وقال :-
_ لاااا انا هرجع تاني المكان شكله لبش وفيه حاجة غلط 
ابتلعت فاطمة ريقها بقلق على فهد وترجلت مسرعة واعتطته اجرته حتى ذهب سريعا من المكان 
لفحتها برودة الهواء على بشرتها الوردية وتطاير أطراف حجاب الاسود حتى احكمته بيدها وهي تلتفت حولها وتخفت سريعا  خلف شجرة مفرعة الاوراق حينما سمعت صوت اقدام تقترب اليها ببعض الاصوات البعيدة .......

أتى ملثم الى سيارة تابع للشرطة ودخل رأسه من النافذة حينما مد احدا يده بمسدس ناري ....اقتربت فاطمة بخفاء من خلف الاشجار التي تحاوط الطريق بكل فروعه حتى اقتربت منهم وسمعت حديثهم ....قال الضابط الذي كان يراقب المشهد عن بُعد  وقد ظن أنه اوقع فهد في فخ حتى يتخلص منه وقال للمجرم الملثم :-
_ أضربه بالسلاح ده وارميه جانبه بعد كدا وماتنساش البصمات ...
هز الملثم رأسه بالموافقة ثم ذهب بقرب مكان أطلاق النار ....وتحركت سيارة الضابط مبتعدا في الطريق .... ذعرت وشعرت بدقات قلبها عالية بهلع وقد شعرت أنه يقصد فهد نظرت له  ورأت نصف وجهه بشكل ضبابي لم تميزه جيدا  وهو يبتعد بالسيارة  ثم انتفضت راكضة باحثة عن فهد ....وقد نست ما اتت اليه والاهم الآن هو زوجها أن يعود سالما ....

كاد فهد أن يدخل سيارته حينما اوقفه صوت خطوات  من خلفه وكاد أن يصوب الملثم بظهر فهد حتى تلقى ضربة غاضبة من فاطمة على رأسه وسقط مغشيا عليه .... 
ابتلعت ريقها وهي تلهث حتى سقطت المطرقة الخشبية الثقيلة من يدها وهي تنظر لفهد بلهفة .....
تلقى فهد هذا المشهد بصدمة ولم تتحرك عيناه عنها إلا عندما رأها تركض إليه بضمة باكية بهيستيرية وهي تتفوه ببعض الكلمات التي بالكاد استطاع أن يفهمها :-
_ كان هيموتك يا فهد ....كنت هتموت 
شددت يدها حول خصره بقوة وهي تنتفض ببكاء ....
ذابت تلك الصغيرة جبال الثلج من قلبه ليصبح بين يديه ذلك العاشق التي اصبح عليه الآن وماكن لإمرأة أن تهزم قلبه مثلما فعلت فاطمة .....
ضخ العشق والغضب أيضا بداخله من رؤيتها هنا .....

تعليقات



×