رواية جراح الماضى الفصل السادس و العشرون 26 بقلم هالة السيد

 

رواية جراح الماضى الفصل السادس و العشرون بقلم هالة السيد


شاردة فى حياتها التى لم تذق فيها إلا الالم والذل والمهانه تفكر فى ذلك الشخص الذى قلب حياتها رأس على عقب ليس للافضل بل للاسوء فمنذ دخوله حياتها وهيا باتت تكرهها( كره العمى)كما يقولون لكن بفضل الله تعالى أستطاعت ان تتخلص من كل ذلك الالم بل و الهروب منهم جميعا لكن  ليس كل مايتمناه المرء يدركه فمنذ فتره علمت بأنه قد علم طريقها وتخشى من مقابلته من جديد افاقت من شرودها على صوت ساخر توقف له قلبها رعبا.... 
-إيه يادكتوره سرحانه فى إيه مش معقول تكونى بتفكرى فيا... ولا يكون حب جديد... كان صوته عاليا سمعه كل من بكافيتريا المشفى.... نظرت حولها بحرج والرعب مرتسم على محياها بوضوح وقالت بصدمه وذهول : انت
-إيوه انا... إيه كنتى فاكرانى مش هعرف مكانك ولا إيه (قالها متهكما) 
-ردت عليه بشجاعه نوعا ما: إيه الى جابك هنا وعاوز منى إيه تانى احنا مش خلصنا من الموال دا 
رد بصوت غاضب :لامخلصناش يا نور وهترجعى معايا حالا 
-هتفت به صارخا : لا مش هرجع معاك دا انا مصدقت اخلص منك ياأخى حرام عليك سبنى فى حالى بقا 
-رد عليها بعناد: لا مش هسيبك يانور... ثم جذبها من يدها متجها لخارج المشفى وسط نظرات جميع الموجودين الذاهله والمتسائله فى الوقت ذاته من هذا الرجل الذى يتحدث مع تلك الطبيبه كل ذلك يدور فى رؤسهم لكن لم يتحرك اي منهم لانقاذها فذلك الرجل مظهره كالرياضين الاقوياء مع نظراته المخيفه فخشو جميعا على حياتهم... 
لفت الهرج والمرج وذلك الصوت العالى انتباهه فأقتحم ذلك التجمع ليرى ماذا يحدث.. حينها سمع صوتها يتوسل اي شخص ينقذها من بين براثن ذلك الرجل  فخرج صوته الرجولى يتسائل : فى إيه ؟ إيه الى بيحصل هنا بالظبط 
-رد عليه الاخر بفظاظه : وانت مالك انت كمان... واحد ومراته ملكش فيه... ثم اكمل سيره وهو يجرها خلفه لكنها هتفت قائله : كذاب انا مش مراتك سبنى بقا.... توقف عند باب الخروج من المشفى وألتف لها بجسده ورفع كف يده ليهوى به على وجهها لكن هناك يد قويه منعته من فعل ذلك وأمسكته برسغه وطالعه بغضب و.. 
-حازم بغضب : مش عيب تمد إيدك على واحده يا كابتن 
-رد الاخر عليه بأستفزاز : قولتلك واحد ومراته ملكش فيه بقا 
-ماقالتلك مش مراتك هيا حكايه ولا إيه 
هنا خرج صوتها مرتجف بخوف : والله يا دكتور حازم مش مراته.... انا طليقته 
رد عليه حازم ببرود بعدما سمع ردها : سمعت قالت إيه ياريت تتفضل بقا من هنا 
ترك الرجل يدها وأستغلت هى ذلك ووقفت خلف حازم تحتمى به لكن بينهما مسافه... 
-هو دا واحد جديد ناويه تلعبى عليه هو كمان ماانتى محدش لمك ....
ردت ببكاء وصوتها يحمل كسره وحزن : حسبى الله ونعم الوكيل فيك يا عماد ...
اما هو حينما رأى دموعها وسمع تلميحات الاخر وجد يده تلقائيا تتوجه نحو وجه المدعو عماد ويسدد له لكمه أرجعته للوراء وهتف بغضب : اخرس يا حيوان وامشى من هنا بدل ما أطلبلك البوليس... 
-هتف عماد بوعيد وهو يضع يده مكان اللكمه التى سددها له حازم ونبرة صوته تحمل الشر : ماشى يا نور حسابك تقل أوى ومش هسيبك انتى وحبيب القلب دا.. ثم أشار على حازم ورحل وهو يسبهم ويلعنهم ..فألتف حازم لها وهاله مظهرها الباكى فهى كانت اقرب ما يكون للانهيار فقال حازم بصوت حان :
-اهدى يا دكتوره خلاص مشى... 
-ردت عليه ببكاء : انا انا أسفه حضرتك على الى قالو ليك حسبى الله ونعم الوكيل فيه 
-هتف بهدوء : ولا يهمك... ثم لاحظ نظرات الجميع لهم فقال : 
لو تسمحى أعزمك على كوبايه لمون علشان تهدى ...وعندما لاحظ بوادر رفضها اكمل : ومفيش مجال للرفض 
---------------
- لا تصدق للان بأنها بعد ساعات ستكون على ارض مصر الغاليه بل لا تصدق انها سترى والدتها بعد مده طويله... وان قال لها احدهم بأن تلك السفره سوف تغير من حياتها تغيرا جزريا لم تكن لتصدق.. لكن هاهى الان وبعدما كانت ترفض الارتباط.. هاهى ترتبط وبدأت تعطى الفرصه لحالها من جديد... وهاهو يجلس بحوارها وبين الحين والاخر ينظر لها بنظرات حب وعشق تخجل هى منها فأبتسم علي خجلها وأكثر ما يصيبها بالتوتر هو أمساكه بيدها بقوه وكأنه يخشى ان تهرب منه ورغم احساسها بالتوتر إلاانها تستشعر الامان بين يديه... هى تعلم بأنه يفعل ذلك حتى يجعلها لاتخاف من الطائره كالمره السابقه بهذا يبثها الامان ويقوللا تخافى طالما انا معك وبجوارك... مرت الدقائق العصيبه بالنسبه لها وهي صعود الطائره... بعدها اخذت تقرء إحدى الروايات بيد واليد الاخرى مازالت حبيسه بين يدى خالد ..حتى غطت فى نوم عميق...اما هو فكانت افكاره تتخبط فى بعضها البعض : ياااالله كيف سأبتعد عنها حينما تحط الطائره على أرض الوطن وتذهب لبيتها كيف كيف بالله سأتركها وانا تعودت على وجودها معى... لا يعلم ماذا يفعل كل مايعلمه بأنه يدعو الله إلا يبعدها عنه ابدا... فنظر نحوها فوجدها نائمه كالملائكه فوضع يده يده حولها وضمها إليه بهدوء حتى لا تستيقظ ثم اخذ يكمل تفكيره لا يعلم لما يشعر بأن شئ سيئ سوف يحدث لهم... فجاء جال بخاطره ذلك الامر الذى يؤرقه لا يدرى ماذا سيقول لها حينما تعلم وبما سيبرر لها هل ستصفح و تعفو.... مبرره الوحيد بأنه يحبها لذلك اخفى عنها الامر لكن فجأه هتف عقله ساخرا منه: وهل هذا مبرر كافى يا احمق لتغفر وتسامح 
-هنا رد عليه القلب : اجل كافي فمن يحب يغفر ويسامح ...وهنا طفح الكيل وقرر النوم هو الاخر حتى يريح عقله ولو قليلا من التفكير وشدد من احتضانها اكثر وغط هو الاخر فى نوم عميق ....
وبعد مضى عدة ساعات أستيقظ على صوت مضيفة الطيران وهى تخبره بأنهم على وشك الهبوط وبدوره أيقظ زوجته  وماهي إلا دقائق وحطت الطائره بسلام.... 
اخذ خالد عدة دقائق لينهى اجراءات الوصول وعندما خرج من المطار وجد سائقه بالانتظار والذى بدوره هرول نحو سيده ليأخذ الحقائب ويضعها فى السياره من الخلف... 
وهنا قرر خالد فتح هاتفه الذى اغلقه منذ فتره وبعدما صعدو للسياره قالت آلاء بهدوء : خالد انت ليه مخلتنيش اقول لماما اننا هنوصل مصر آلنهارده وخلتنى اقفل الموبيل 
-رد عليها بحب :علشان تكون مفاجأه يا حياتى... وكمان انا معرفتش حد من اهلى انا هوصل اى ساعه بالظبط  قالها بشرود فهو يشعر بوجود خطب ما ثم اكمل انا مش عارف أزاى هقدر اقعد فى مكان انتى مش فيه.. انا بس أروحك وهحدد معاد الفرح مع اخواتك.. 
خجلت هى من حديثه ولم ترد وهنا صدح صوت السائق يقول :على البيت يا خالد باشا 
رد خالد بصوت رجولى : لا يل عبده قبل ما توصلنى البيت ودينى عل..... وقطع حديثه رنين هاتفه فنظر للهاتف وجد رقم ليس مسجل عنده ...فرد قائلا : آلو.. مين معايا 
جاءه الرد من الجهه الاخرى ساخرا : تؤ تؤ معقول مش عارفنى.. كده انا أزعل 
عرفه على الفور وبادله السخريه : تزعل ولا تتفلق.. اخلص عاوز ايه يا عاصم باشا.. وقال كلمته الاخيره بتهكم ازعج الاخر.. فقال عاصم بمكر : كنت عاوز اعزمك على عقد قرانى 
هتف خالد بتهكم : عقد قرانك! ومين الى امها داعت عليها علشان تتجوزك 
تظاهرعاصم بالتفكير والاندهاش : اممم مش معقول  محدش قالك لحد دلوقتى.. اكيد كانو عاوزين يعملوهالك مفاجأه وانا بوظتها....
خفق قلب خالد بقوه من فرط خوفه وقلقه فمن المؤكد بأن ما سيقوله عاصم ليس جيدا على الاطلاق وإلا ما كان اتصل به وهو يعلم ذلك فرد عليه بصرامه : 
-اخلص يا عاصم وإلا هقفل فى وشك 
-يا راجل مش عيب تقفل التلفون فى وش جوز اختك المستقبلى بردو... ثم صمت ليرى وقع كلماته عليه.. فتساءل خالد بحذر ويخشى الايجابه : اختى مين ؟
*إيه يا خالد انت فقدت الذاكره ولا إيه.. اختك إيمان طبعا  (قالها خالد بأستفزاز) 
هنا خرج صوت خالد الجهورى يصم أذان كل من حوله ومن على الجهه الاخرى من الهاتف : 
-و رحمة امى يا عاصم لهوريك النجوم فى عز الضهر... والله ما هسيبك تتجوزها وهعرفك مين خالد البحيرى 
-ما خلاص يا خالود انا لسه كاتب كتابى والحفله بليل وياريت تلحقها بقا ثم قال بفحيح الافاعى :اصل انا إيه عرفت انك هتوصل بالصدفه فى الوقت دا فأتصلت بالمأذون وكتبنا قبل ما إيمى حبيبتى تروح البيوتى سنتر.. اصل انا عارفك وعارف انك كنت هتحاول تمنع الجوازه علشان كده سبقتك... المهم بقا هنستناك سلام يا اخو مراتى ههههههههههههههه.... 
مظهره كالتنين الذى ينفث نار من فمه ..وجهه غاضب بشده لم تراها عليه من قبل ترى ما سر تلك المكالمه التي اتت من هذا العاصم الذى بمكالمته تحول مزاجه للنقيض تماما وأفاقت من شرودها على صوته الصارم الاامر :
-روحنا البيت ياعبده بسرعه... 
-تمتم السائق بخنوع : تحت امرك يا باشا 
هنا خرج صوتها المتسائل والقلق على مظهره : خالد فى إيه مالك؟
و إيه الى هيودينا بيتكم... انا عاوزه اروح بيتى لو سمحت 
لم يرد عليها او بالاحرى لم يكن يستمع لها فهو كان شارد فيما حدث منذ قليل ...هكذا الامر إذا هذا ما كانو يخبئونه عنى فكان كلما يحدثهم يشعر بشئ ما يخفونه عنه...  حسنا يا عاصم انت من بدأت فلتتحمل.. خرج من شروده على صوتها... 
- خالد خالد 
-رد بجمود : خير 
-احنا هنروح فين ؟
-هتف بنفس الجمود : بيتى 
-هنروح بيتك ليه ؟ لو سمحت روحنى يا اما نزلنى وانا هركب تاكسى وأروح 
-صرخ بهافى غضب وعصبيه : آااااااالاء 
ياريت ماتتكلميش نهائى لحد ما نوصل 
انتفضت آثر صراخه بها فهو لاول مره يفعل ذلك لكنها لم تصمت وهمت لتتكلم ثانيا : خالد مت...... 
لكن نظرة عينيه المرعبه اصابتها بالبكم فجأه فلا تدرى ماذا حدث له ليتحول هكذا فجأه شعرت بدموعها تنهمر على وجنتيها فمسحتهم سريعا حتى لا يراهم وحولت بصرها للجهه الاخرى وأتخذت من الصمت حليفا لها حتى ترى ماذا يحدث ولما سيأخذها معه لمنزل اهله يااااااالله اللعنه على هذا العاصم... جال ببالها ان تتصل بأخيها ليأتى ويأخذها لكنها اجلت هذا الامر حتى ترى ماذا حدث او سيحدث.. وايضا ستعاقبه على صراخه بها هكذا و خاصا امام السائق... 
اما هو فكان شارد الذهن مجدد يفكر فيما حدث ويفكر بما سيفعله.. 
-ياااالله من المؤكد ان أبى هو من اجبر شقيقتى على هذا الزواج من ذلك البغيض لا أعلم لما يفعل هكذا معنا ألسنا أبنائه ومن المؤكد أيضا عندما عارضته قال لها بأن اعلم بمصلحتها وهذا ابن عمها وأفضل من يأتمنها عليه... نعم هو اكثر شخص يعلم تفكير أبيه وعاصم الاخر من المؤكد بأنه طلب الزواج من شقيقته حتى ينتقم منه عن طريقها او يحسسه بعجزه بأنه لم يستطع منع ذلك الزواج ...ياالله رأسى سينفجر.. ألتف نحو تلك القابعه جواره فوجدها موجها بصرها للخارج ويبدو عليها الحزن فزفر بغضب من نفسه لانه احزنها دون ذنب منها لكنه لم يستطع التحكم فى أعصابه بسبب غضبه من ذلك الحقير هم ليعتذر لها عن فعلته لكن توقف فى اللحظه الأخيره وقرر الاعتذار ومرضاتها لاحقا حتى يكونا بمفردهم... ثم يفكر مجدد هل يوجد ولوواحد بالمائه ان يكون عاصم كاذب... من الممكن الاتصال بوالدته او اخيه او حتى ابيه لكنه فضل عدم فعل ذلك ‘قرر رؤيه كل شى بذاته... ثم اغمض عينيه ليريحهم قليلا حتى يصل للمنزل.... 
*************

يا عبدالرحمن هى آلاء المفروض جايه النهارده صح ؟
-رد عبدالرحمن على والدته بهدوء : اه يا ماما هيجو على بليل كده.. انا مستنى خالد يتصل بيا لما يوصلو المطار علشان اروح اجيب آلاء 
-قالت سميه بحنان امومى : 
ربنا يرجعهم بالسلامه ان شاء الله 
-ان شاء الله يا حبيبتى ربنا هيرجعهم بالسلامه ...
***********
داخل إحدى مراكز التجميل.. 
تجلس إيمان تحت يد خبيره التجميل حتى تتجهز للحفل وكان على وجهها علامات الضيق فهى لا تصدق للان انها قد وافقت على عقد قرانها من هذا السمج اللزج... يااالله هل اصبحت زوجته...ورغم ذلك الضيق الذى يحتلها إلا ان جزء احمق بداخلها يشعر بفرحه داخليه!  نعم هى تحمل النقيضين ناحية عاصم تكره لانه يكره اخيها دون ان تعلم سبب لذلك.. ولا تعلم ماذا تسمى هذا الشعور الاخر.. لكن عاصم رجل اعمال ناجح وابن عمها وشاب وسيم والفتيات تتهافتن عليه وذلك اكثر ما يغضبها لانه يستمتع  بتلك الصحبه ومعروف عنه ذلك ..هى وافقت على ذلك الامر حتى تعلم لما تزوجها وسوف تذيقه الويلات... حسنا يا عاصم فلنرى من يضحك اخيرا فاقت من شرودها على صوت ابنة عمها الاخر التى قدمت لتوها ولاحظت شرودها... 
انتي يابت مالك مبوزه كده ليه ؟ فى عروسه تكون عامله زى البومه كده 
ردت إيمان بغيظ : بومه! تصدقى انك حيوانه يابت ..إيه الى جابك 
-ردت الاخرى بتبرم : يعنى انا غلطانه انى سبت ابنى مع ابوه وجيت أشوف ست الحسن والجمال محتاجه حاجه ولا لاء..صحيح خير تعمل شر تلقى... 
وكزتها إيمان فى ذراعها بمزاح : 
-يا بت انا بهزر معاكى  دا انتى اكتر من اختى.. ربنا يباركلك فى ابنك وتفرحى بيه يارب 
هتفت قريبتها بمزاح : ناس متجيش إلا بالعين الحمراه صحيح.. المهم مقولتليش مالك عامله كده ليه.. شكلك زعلان ؟
-ردت بإرتباك : ها.. لا ابدا مفيش حاجه 
-يا بت هتكدبى عليا انا بردو.... لحظات من الصمت  ثم اخذت إيمان تسرد لها كل ماحدث وتشعر به 
-------------------------------
ساعه دامت من الصمت القاتل بينهم كادت ان تختنق.. حتى فاقت من شرودها على توقف السياره فأنتبهت لما حولها فوجدت بأنهم توقفو امام إحدى الفلل الكبرى وممر طويل مزدان بالورود والاشجار الجميله انتفضت فجأه على صوته الذى يدعوها للهبوط من السياره فرفعت بصرها نحوه ولم تتكلم حتى اصتدمت بعيونه التى كانت تحمل نظرات الاسف فهمتها على الفور وهبطت من السياره واخذت تسير جواره اما هو فكان داخله صراع ماذا سيقول لهم عن شخصيتها من الاكيد ان والدته ستغضب عندما تعلم بانه قد تزوج من وراءها لكن لما اهتم بأرائهم فهم لم يهتمو برأي اذا لن اهتم بأحد.. لكن فجأه تذكر شئ وابتلع ريقه خوفا مما هو قادم فى حياته وشئ يخشى معرفة آلاء به ويخشى رد فعلها... نحى هذا الامر جانبا حتى يرى ماذا يحدث بالداخل.. لفت نظرها هؤلاء العمال الذين يقومون بتزين الحديقه وخذت تفكر ترى ماالذى يحدث وقالت لحالها :
-اما أشوف اخرتها حاسه ان فى مصيبه هتحصل... قالتها وهى تشعر بقلق وخوف من المجهول.. شئ بداخلها اخبرها بأن الامور لا تسير على مايرام ...استرها يارب.... 
***************
كانت تعطى اوامرها للعاملين وبمجرد ماألتفتت حتى تسمرت قدميها اخذت تطالع ملامحه الغاضبه والحزن الذى ينبعث منهما ...جمعت شتات وقالت : خالد حبيبى حمدلله على السلامه 
رد ببرود : الله يسلمك 
شعرت ببروده معها وقالت بحزن : انا عارفه انك زعلان ومش موافق بس انت عارف ابوك لما بيصمم على حاجه محدش بيقدر يعارضه 
- رد ساخرا : عارف!  دا انا اكتر واحد عارف 
-بس يا حبيبى كمان عاصم مش وحش و ابن عمها وهيصونها 
-رد بنفس السخريه : أكيد طبعا.. عاصم دا حبيبى 
-لفت نظرها تلك الصامته جوار ابنها فقالت بهدوء : مين دى يا خالد
نظر خالد لزوجته وقال بغموض : هتعرفو بليل اصلها مفاجأه 
ابتلعت الام ريقها بقلق فهى تخشى على ابنها وتخشى من زوجها بل هى تخشى الصدام القريب
-بس... 
-هتف لينهى الامر : امى حد من الشغالين بينادى عليكى... ثم اشار لها على مكانه.... هىتعلم بأنه فعل ذلك حتى يصرف ذهنها عن الامر فرضخت هى مجبره على ذلك وقالت توجه حديثها لتلك الضيفه بحنان :معلش يا بنتى مش عارفه اقوم بالواجب معاكى بس اعتبرى نفسك فى بيتك ولو احتاجتى حاجه متتردديش وعقبالك... 
رأت آلاء فى تلك السيده الحنان والطيبه فبادلتها الحديث قائله بتوتر : ولا يهمك يا طنط... انصرفت تلك السيده وهى تفكر من هذه الفتاه التى بصحبة ابنها.. هى يبدو عليها الاحترام والهدوء لكن لما لم يقل لپ ماذا تفعل هنا ومن هى فقالت بقلب وجل : أسترها يا رب والليله تعدى على خير
---------------------
بمجرد ذهاب والدته حتى  هتفت به حانقه : ممكن اعرف فى إيه ؟ وليه مقولتلش لمامتك انا مين وكمان شكلها معندهاش علم بخطوبتنا... وأيه الى حصلك من ساعة المكالمه الى جاتلك دى؟! وليه جبتنى هنا معاك... 
-فى إيه ؟ فأنهارده خطوبة اختى ...وليه مقولتلش لماما وليه متعرفش بخطوبتنا.. فانا عاملها مفاجأه وهعلن عن دا بليل.. والمكالمه مش هتهمك فى شئ... وليه جبتك هنا فعلشان اعرفك على اهلى.. انا كنت مأجل الموضوع لبكره بس حصل ظرف كده ولازم التعارف يتم النهارده (كان يحدثها ببرود لم تعهده منه) 
-ومكنش ينفع اروح بيتنا اغير هدومى وأسلم على اهلى واجى الخطوبه بليل ونتعرف عادى  (قالتها بضيق) 
-رد بحسم وغموض : لاء
-هتفت آلاء بغضب: انا هكلم عبدالرحمن وأقوله.... 
لم يدعها تكمل... * آلاء يلا نطلع فوق علشان تستريحى وبعد الحفله هروحك وكده كده البيت بيتك وانا جوزك فمفيش داعى تكلمى حد.. يلا (هتف بها بصرامه) 
-يارب... اما أشوف اخرتها بس انا عاوزه ارو... 
وكالعاده لم تكمل كلامها بسبب صراخه عليها : ااااااااااااااالاء 
ارتعبت حقا منه ودمعت عيونها فزفر بضيق وقال وهو يصعد امامها : يلا 
------------------

حل المساء وبدأ المدعون فى الحضور وكانت الحديقه مزينه على افضل مايكون والاضاءه تعطى مظهر رائع للحديقه خاصا ليلا والهواء المنعش فى هذا الوقت من الليل يعطى انتعاش.. للان لم يعرف الاب بوصول خالد ولا زياد إيضا يعرف وهو ماأستغرباه حقا فهم يعلمون بأن من المفترض ان يصل منذ فتره وكان زياد يحمل هم مواجهه خالد... 

دقائق ووصل العروسين وسط الترحيب والزغاريد من المدعون...اما إيمان فكانت تشعر بتوتر كبير وتشعر ببروده تجتاحها شعر عاصم بها وببرودة يدها فهتف بقلق :
-إيمان مالك فى إيه ؟
ردت بتوتر : خايفه حاسه انه هيغمى عليا 
قال بحنان لم تعهده منه : سلامتك ياقلبى متخافيش طول ما انا معاكى.. وبعدين انا مش مصدق ان القمر دا بقا بتاعى ..
احمرت خجلا اثر غزله الصريح وقالت بضيق لا تعلم لما تحدثت به : ميرسى 
رد بأستغراب : ميرسى!  مالك انا قولت حاجه ضايقتك ؟
-المشكله انك ماقولتش ..وانا عاوزه اعرف انت عاوز منى إيه ؟
-رد بأبتسامه مازالت على وجهه حتى لا يلاحظ المدعون مايحدث :
-كل دا ولسه مش عارفه 
هزت رأسها بنفى فقال بمكر :لما الناس تمشى هقولك على انفراد... وألتقط يدها فجأه ولثمها بتمهل مثير للاعصاب فقالت بتوتر : انت انت بتعمل إيه الناس بتبص علينا 
-رد ضاحكا : يا بت انتى مراتى دلوقت ليه محسسانى انى شاقطك 
-ردت بأشمئزاز: يابت،، وشاقطك!... ثم خفق قلبها لدى قوله لها : انتى مراتى 
-مش عاجبك يا حياتى 
-طالعته بإستعلاء وقالت : لا تعليق 
فقهقه هو بضحكه رجوليه على طريقتها الطفوليه اماهى فقد سرحت فى ملامحه الوسيمه الرجوليه وكأنها تراه لاول مره فى حياتها وقالت لنفسها :
يااااالله كم هو وسيم بحق 
لاحظ هو شرودها به فقال بمرح وهو يغمزها بطرف عينيه : الجميل معجب ولا حاجه.... 
----------------
اما في الاعلي كان خالد يستعد للنزول وتذكر عندما اخبر والدته الا تخبر احد عن وصوله ..تأكد من اناقته فهو يرتدي حله كحلية اللون وقميص ابيض اللون وكرافت بنفس لون البدله مع تصفيفة شعر رائعه.. وساعة يده ذات ماركه شهيره وعطره الفواح الرائع.. بعدما انتهى من ارتداء حذائه خرج من غرفته وتوجه لغرفه اخرى طرق الباب عدة طرقات وانتظر حتي اتاه الرد... 
-مين 
-رد هو بهدوء : انا خالد يا آلاء.. ..وضعت حجابها على رأسها ثم دعته للدخول. وعندما طالعته تسمرت مكانها فكان بالفعل وسيم اخذت تتأمل ملامحه وأناقته الطاغيه وشعرت بالغيره فيكف تدعه ينزل هكذا امام الفتيات حتما سيغشى عليهم من فرط وسامته ورجولته الطاغيه..وأفاقت من شرودها على صوته المتسائل : لسه مخلصتيش كل دا
-ردت بتوتر وأرتباك : خالد أرجوك بلاش انزل انا معرفش حد هنا.. 
-هتف بحسم : آلاء حبيبتى احنا اتكلمنا في الموضوع دا خلاص 
لا تعلم لما تستمع لحديثه وكأنها منومه مغناطيسا فردت بطاعه : حاضر ..عشر دقايق هلبس وأنزل.. 
-طيب انا هنزل ولما تخلصى رنى عليا وأنا هطلع أخدك.. ثم اكمل بغيره : بلاش ميك أب كثير ...او بلاش خالص يكون احسن.. 
-ردت بأبتسامه حينما أستشعرت غيرته : انا أصلا مش بحط ميك أب ولو حطيت بيكون حاجه بسيطا مش بتكون باينه.. 
-بادلها الابتسامه وقال : يلا أسيبك تجهزى وأنزل انا... ذهب من أمامها فأغلقت هى الباب خلفه وشرعت فى أرتداء الفستان الذى ارتدته فى أمريكا اثناء الحفله التى اقامها لها خالد هناك ...
-------
هبط لاسفل تشيعه أعين الفتيات الوالهه به...ورائحة عطره تزكم أنوفهم اماهو لم يهتم لنظراتهم تلك واكمل سيره بثقه الم يقولو واثق الخطى يمشى ملكا... توقف امام شقيقه وأبيه وصافحهم ببرود وبعد لحظات ذهب والده ليستقبل بعض الضيوف فأستغل زياد ذلك الامر وقال مبررا.. 
-خالد انا أسف علشان خبيت عليك بس كنت خايف من عصبيتك ورد فعلك.. 
رد خالد بهدوء مصطنع لكنه يحمل السخريه : أسف على إيه ؟ ...انك خلتنى اكون زي الاطرش في الزفه.. واعرف من الحيوان عاصم ويقولى اصل هما عاملينها ليك مفاجأه... وانت تقولي خايف من عصيبتك ...
جحظت أعين اخيه من الصدمه والذهول لاحظ خالد حالته فقال مستغربا :مالك يابنى مبحلق كده ليه! 
-هتف زياد فى نفسه : يادى المصيبه.. كملت.. 
-رد بتوتر: احم..اصل الصراحه فىحاجه مش لطيفع هتحصل دلوقتى وخايف من رد فعلك.. 
قطب الاخر جبينه بعدم فهم وقال:
أخلص قول يا زفت 
-أشار زياد على شئ يقف بعيدا عنهم بعض الشئ لكن لمحه زياد بوضوح فألتف خالد فى أتجاه أشارة أخيه ليراها واقفه تتحدث مع أحدهم وتضحك بمياعه وثيابها الفاضحه التى تكشف اكثر مما تستر.. أكتسبت عيونه جحيم الكون وكأنها براكين وحمم تغلى ولو وقف أحد أمامه لمات فى الحال من رعب نظراته شعر زياد بأخيه وبداخله أحساس ان شقيقه سوف يقدم علي عمل متهور فقال بتعقل :
-بص أنا عارف انك مش طايقها بس اهدى كده وبلاش تهور.. الناس حوالينا خلى الليله تعدى على خير.. ثم أردف بحيره : انا مش عارف هي عرفت أزاى! 
رد خالد بغضب وغموض : متخافش الليله هتكون مميزا خالص وهتثبت فى الذاكرة... وكمان انا عارف مين الى قالها تيجى.. 
لكن خفق قلبه بسرعه وقلق عندما تذكر القابعه فى الاعلى لم يكن يريد ان تكن المواجهه بهذه السرعة لكن قد حدث ما حدث وليحاول ان يعالج الامر فى اسرع وقت.... 
---------------
فىالاعلى كانت قد انتهت من أرتداء ثيابها وكانت في قمة أناقتها ورقتها لك تضع اي من مستحضرات التجميل سوى ملمع شفاه وكحل أبرز جمال عينيها كما زين اصبعها خاتم خطوبتها.. بعدما انتهت لم تعرف ماذا تفعل اتهاتفه كما قال لها ام تهبط هى وحدها.. فى النهايه قررت الاتصال به وأنتظرت الرد فلم يأتها اي رد من الجهه الاخرى فزفرت بضيق وقررت النزول وبداخلها شئ ينبئها ان مكروه سيحدث 
**************
لان لم تره ياالله كم اتمنى رؤية وجهه الان عندما يرانى لكن أين هو.. كانت كلما تسير قليلا يوقفها أحدهم للتحدث معها.. وكان الجميع متفاجأ من وجودها هنا بعد كل ماحدث.. لكن البعض دعى لها بصلاح الحال والبعض الاخر كان يحقد عليها والبعض الاخر تتملكه الشماته.. كانت فى طريقها للمباركه للعروسين.فرأتها امامها.. 
-فقالت ببرود: أزيك يا طنط زينات مبروك لإيمى ولو انى زعلانه منك لانك معزمتنيش 
ردت زينات بضيق : وانتى عاوزه عزومه برضو يا شرين 
اكملت شرين ببرود : ما انا قولت كده برضو اصل انا صاحبة بيت ولا عند حضرتك رأى تانى ؟
زفرت زينات بضيق : عن أذنك.. أروح أشوف الضيوف.. ذهبت ولم تترك لها أى فرصه للرد 
-ست بومه.. اما أروح أسلم على العرسان  (قالتها بتهكم) ثم أتجهت ناحية المكان المخصص للعروسين
-----------------
كان خالد لا يزال واقفا مع اخيه حتى اتى لهم مجموعه من الاصدقاء واخذو يصافحون خالد ويهنئونه على خطبة شقيقته ورجغوه من السفر
-حمدلله علي السلامه يا خالد وألف مبروك على خطوبة اختك
بينما قال الاخر بمرح : ونسيت اهم حاجه.. وألف مبروك أنكم أتصالحتو بجد فرحنا ليكم.. 
فهم خالد مايقصده وقال وهو يجز على أسنانه : الله يبارك فيكم يا جماعه عن أذنكم.... ثم ذهب ناحية العروسين... 
*****
بينما تتوجه المدعوه شرين للعروسين حتى أوقفتهل احدى صديقتها قائله : شرى حبيبتى أزيك حمدلله على السلامه 
ردت شرين بسماجه: الحمدلله تمام... الله يسلمك
-هتفت صديقتها بمكر : الحفله كلها مش بتتكلم إلا عليكم انتم الاثنين ومش مصدقين انكم رجعتو لبعض اخيرا بعد السنين دي كلها مبروك 
-هتفت شرين بسعاده مصطنعه : الله يبارك فيكى يا قلبى ...عن أذنك...بعدما تركت صديقتها حتى تقدمت من عاصم وإيمان وقالت بإبتسامه صفراء : مبروك ياإيمان.. مبروك يا عاصم 
ردت إيمان ببرود: الله يسلمك يا شري ليكى وحشه والله 
فهمت شرين مقصدها وأغتاظت فصافحة عاصم مسرعا وهمت لتذهب لكنها أصتدمت بنظرات ناريه تكاد تحرقها من على الارض لكنها حافظت علي ثباتها وقالت بتهكم : مش معقول خالد عاش مين شافك يا راجل وحشتنى.. 
-رد عليها بكره :انتى بقا مكنتيش وحشانى... اصل الواحد لما بتوحشه لازم يكون بيحبها الاول 
-أستفزاها حديثه فردت بهجوم : انت ليك عين تتكلم بعد الي عملتو وهروبك السنين دي كلها.. 
رد بقسوه : هروب!  الى بتسميه هروب دا كان حمايه ليكم كلكم من غضبى لانى لو حررته صدقينى مش هتقدرو تستحملو الى هعملو فيكى وفيهم هتتمنو الموت ومش هتلاقو 
أرتجفت اثر صوته الغاضب ولم تتحدث بكلمه اما هو فكان لا يطيق النظر لوجهها حتى وبينما هما يقفان امام بعضهم لاحظ عاصم حرب العيون الدائره بينهم فقرر الطرق على الحديد وهو ساخن كما يقولون فأقترب منهم وقال بصوت عالى حتى يسمعه الجميع لكنه يحمل بين طياته المكر : يا جماعه انا عاوزكم زي مافرحتو ليا وباركتولى على خطوبتى.. تباركو وتفرحو لخالد باشا ابن عمى والمدام بتاعتو بمناسبة رجعوهم لبعض 
***********
هبطت لاسفل تبحث عنه فلم تجده وكانت نظرات الجميع تتجه نحوها فمنهم من يتساءل عن هوية هذه الجميله ذات الطله الفاتنه والعيون الساحره ومنهم من يفكر ان يتحدث معها ويفكر فى إيجاد وسيله لفعل ذلك الامر ...وكما يقولون كانت نظرات الرجال تلتهمها آلتهاما ونظرات النساء تمتاز بالغيظ والغيره من جمالها الساحر... شعرت هى بالغضب والضيق والاحراج بسبب نظراتهم تلك التى اشعرتها انها عاريه امامهم رغم احتشام فستانها.. بحثت بعيونها مره آخرى عنه حتى وجدته يقف مع أنثى ترتدى ثياب فاضحه فشعرت بالغيره منها وهمت بالتوجه نحوهم وياليتها مافعلت.. فقد سمعت ذلك الرجل وأعتقدت بأنه يقصدها لكن عندما وجدت الجميع يتجه نحو ذات الثياب الفاضحه حتى اجتاحتها الصدمه وأصابها الشلل ولم تستطع التحرك... 
ترى هل ماسمعته صحيح يالله تكاد رأسى تنفجر من كثرة التفكير... هل كذب على وخدعنى لا لا يبدو انها تخيلات وهذيان وفجأه وهى واقفه ودموعها تنهمر وجدت من يقف امامها ويهتف بدهشه ..
- انسه آلاء انتى بتعملى إيه هنا ؟! ثم لفت نظره دموعها الجاريه على وجنتيها بغزاره : انسه آلاء فى إيه ؟ عبدالرحمن او مصطفى حد فيهم حصله حاجه.. زادت دموعها فنفذ صبره وقال بعدما لاحظ نظرات المدعون مصوبه نحوهم... 
-بصى تعالى نبعد عن الناس.. نشوف مكان هادى نعرف نتكلم فيه ..طالعته بتساؤل فقال بهدوء :
-متخافيش مش هنخرج من هنا بس هنقعد فى مكان يكون مفهوش دوشه... سارت خلفه كالانسان الالى حتى وصلا لمكان هادئ بعض الشئ وكان بالحديقه الخلفيه للفيلا فدعاها للجلوس علي إحدى المقاعد الموضوعه بالجوار وقال بهدوء وأعصاب تكاد تفلت منه من كثرة القلق : فى إيه بقا قلقتينى ولا أتصل بحد من اخواتك واعرف فى إيه 
انتفضت بفزع قائله : لا اخواتى لا... ثم عادة لشرودها ثانيه وهتفت بصوت باكى صارخ : هو ليه عمل فيا كده ؟ انا عملتله إيه دا جزاتى انى امنتله بعد كل دا ..بس بس انا أستاهل... ليه ليه عمل كده
-رد زياد بقلق من حالها ولا يفهم من تقصد : هو مين دا ؟
---------------------
اما عنه هو فأبتعد عنهم ولم يعيرهم اهتمام مما دعى لاستغراب الجميع وشعورها هى بالاحراج ....
صعد لاعلى بعدما رأى كم المكالمات التى وردت منها دلف للغرفه فلم يجدها خفق قلبه بخوف من ان تكون فى الاسفل وسمعت ماحدث وعند هذه الخاطره توقف عقله وأسرع لاسفل يبحث عنها... وأخذ يبحث عنها ولم يجدها فكاد يجن ...اين ذهبت محبوبته ومعشوقته ياللله ارجو ان تكون لم تسمع شئ حتى يخبرها بنفسه... فجأه وهو يتلفت حوله وجد من يشده من بنطاله فوجه بصره لاسفل فوجده طفل على مايبدو فى الخامسه من عمره فقال خالد بتساؤل :إيوه ياحبيبى عاوز حاجه! 
هتف الطفل ببراءه : حضرتك بتدور على حد صح 
-خالد بأستغراب : اه.... ولم يكمل كلامه بسبب حماس الطفل 
-البنت المزه ام عنين خضره ولبسه فستان احمر 
-طالعه خالد بتعجب وأستنكار : مزه!  إيوه يا سيدى هيا دى الي بدور عليها.. بس انت جبت كلمه مزه دي منين ؟ 
-هتف الطفل ببراءه :أصل كل الناس الى في الحفله اول لما شافوها قعدو يبصو عليها ويقولو مزه حلوه 
-جز خالد على أسنانه بغضب وقال : انت متأكد انك طفل... المهم قولى  متعرفش راحت فين ؟
هز الطفل رأسه بإيجاب وقال : اه عارف راحت فين.. راحت مع واحد كبير الحته الى وراه دى.. ثم أشار على الحديقه الخلفية.. هم خالد ليرحل لكن أوقفه الطفل ثانيا وقال : عمو عمو 
-خالد بنفاذ صبر : إيوه يا حبيبى 
همس له الطفل قائلا : ممكن تجوزنى البنت الحلوه دى ...اصل عنيها حلوه اوى  .
جز خالد على أسنانه بغيظ وقال : روح لما يا حبيبى... ثم ذهب من أمامه وهو يقول : لاء وبيقولو الاطفال أبرياء قال ..يجو يشوفو الكائن دا... ثم تذكر شئ : بس مين الراجل دا الى قالى عليه وأزاى آلاء تروح معاه او فى حته من غير ماتقولى ؟! ماشى يا آلاء 
------------------
صرخت آلاء به قائله : أخوك ..ليه يخدعنى ويقولى بحبك وفى الاخر يطلع متجوز
صدم زياد مما سمع وقال بذهول :خالد بحبك!  طب عرفتى ازاى انه متجوز
ردت بتهكم وسخريه : لسه الناس الى فى الحفله كانو بيهنو هو والمدام انهم رجعو لبعض.. ثم أضافت بحزن : ليه يخلينى أحبه وأتجوزه وأكتشف في الاخر انه متجوز  ..كان واخدنى أستبن ولا مسكن 
يااااالله هاهى الصدمه الثانيه.. أتجوز! متى تزوج خالد من آلاء.. حقا سأجن ولما لم يخبرها الحقيقه.. خرج من صدمته قائلا بتبرير :
آلاء الحقيقه غير كده خالص ولازم تسمعى من خالد الأول 
-هتفت ببكاء وصوت مبحوح : انا مش عاوزه اعرف حاجه انا عاوزاه يطلقنى 
-مين دا الى يطلقك ؟! جاءت تلك الكلمات من خالد الواقف خلفهم 
طالعته بكره وقالت : انت يا خاين يا حقير 
-خائن! حقير ؟ تلك الكلمات ترددت فى عقله وعلم انها عرفت الحقيقه حتما... ليس كل ما يتمناه المرء يدركه  هكذا حدث حاله لانه أراد ان يخبرها الامر بنفسه ويوضح الحقائق الغائبه لكنه قال بمراوغه :
-فى إيه ومالك بتعيطى ليه.. وبعدين انا مش قولت متنزليش إلا لما أطلع انا وأجيبك
-وكمان ليك عين تستعبط.. ونزلت ليه فعلشان مكتوبلى أكتشف كذبك وأعرف انك متجوز... كانت تتحدث بهستيريا وبكاء فأقترب هو منها وقال : 
-آلاء اهدى انا والله كنت هقولك بس كنت خايف من رد فعلك وكمان أنا مش بحبها صدقينى وهطلقها.. 
-صرخت ببكاء : بتحبها مبتحبها ميهمنيش  ..طلقنى 
هنا خرج صوت زياد اخير بعدما اكتفى من المشاهده :
-خالد فى إيه انا مش فاهم حاجه.. انت اتجوزت آلاء امتى؟ وليه احنا متعرفش... وليه كمان آلاء متعرفش انك متجوز
-هتف خالد بصرامه فى اخيه 
-زياد انا مش ناقصك ممكن تسكت وهبقى احكيلك كل حاجه بعدين.. ثم وجه حديثه للاخرى المنهاره من البكاء :
-وانتى طلاق مش هطلق... خلاص 
رغم وجعها وألمها قالت بقوه وتهديد: هتصل على اخواتى وأخليهم يطلقونى غصب عنك 
قال ببرود رغم مايعانيه من آلالم بسبب جرحها وبكائها.. 
-مش خالد البحيرى الى يتهدد ماشى... وأمسحى دموعك دى 
لم تستجب لما قال حتى اضطرته ان يصرخ عليها لدرجه انها فزعت وأرتعبت منه : آااااااااالاء  امسحى دموعك... أستجابت لما قال بسبب رعبها منه ومسحت دموعها كالاطفال أبتسم لطريقتها وقال:
-تعالي معايا علشان أوريكى حاجه مهمه.. وأثبتلك كلامى.. لم تستجب له ولم تتحرك قيد أنمله فأقترب هو منها وقال بجديه وهو يتأبط ذراعها حتى يجبرها على السير : لما أقول حاجه تتسمع.. 
-هتف زياد بجديه وضيق عندما رأى اخاه يتعامل معها بعنف بعض الشئ... 
-خالد براحه عليها.. وبعدين انت واخدها ورايح فين؟
-رد بغموض: هتعرف حالا
----------------
وحينما ظهرو أمام الجميع بعد خروجهم من الحديقه الخلفيه وأصبحو فى قلب الحفل.. كان الجميع دون أستثناء يطالعهم بفضول ومن تلك التى تسير بجوار خالد البحيرى.. لم يعيرهم اهتماما حتى وصل للمسؤل عن موسيقى الحفل (الدى جى) وطلب منه الميكروفون وقال بجديه وهو يوجه حديثه للمدعون:
-طبعا يا جماعه انا بشكركم على تلبية دعوه الحفل  وكمان حابب أقولكم حاجه بالمناسبه السعيده دى.. عاوزكم تباركولى بمناسبة جوازى.. 
-هتف احد الاصدقاء بمرح :يا عم ما احنا لسه مباركينلك على رجوعك انت والمدام هيا حكايه 
رد خالد بقرف وهو ينظر لشرين يقصدها بكلامه : لا مش دى ...ثم أشار على آلاء وقال : انا أقصد دى.. حرم خالد البحيرى.. اما الى بتقولو عليها دى فأنا ميشرفنيش انها تكون مراتى فعلشان كده حابب أقولها : 
*انتىطالق  ..قالها ببطء مستفز 
شعرت شرين بكم هائل من الاحراج والغضب يجتاحها فأقتربت منه وقالت وهى تشير على آلاء 
-بقا انا شرين هنداوى تسبنى علشان دى 
رد عليها خالد بغضب :دى احسن منك مليون مره يا...... ولا بلاش الشتيمه غورى من وشى.. 
قالت وهى تذهب: ماشى يا خالد انت الى اخترت،، وبعدما ذهبت كان الجميع فى حاله من الصدمه والذهول ولم ينطق أحد بكلمه واحده وبدء المدعون يغادرون واحد تلو الاخر حتى انتهى الحفل 
فآتى إليه والده غاضبا: إيه الفضايح الى عملتها دى يامحترم وأزاى تطلق شرين وبعدين مين دى الى أتجوزتها من غير مانعرف.. جايبها من انهى شارع 
لم يتحمل ان يهينها اباه اكثر بهذا الشكل فقال ثائرا :
- مراتىأشرف مليون مره من الحقيره شرين ومسمحش ﻻى حد انه يهينها بأى شكل مهما كان. وبعدين فضايح إيه الى عملته.. دا الصح الى كان المفروض يحصل من زمان... وبعدين ازاى تكتبو كتاب اختى من غير ما أعرف ها 
-فهم والده مايعنيه وقال: بتردهالى يعنى صح.. 
-لم يرد خالد وبقى صامتا فهتف محمود بزوجته :
-عاجبك ياست هانم الى ابنك عمله دا ياست هانم...اه ما أكيد حضرتك كنتى عارفه وساكته وسبتيه يفضحنى قدام الناس.. 
حاولت زينات التبرير لكن خالد سبقها بالحديث :
-امى متعرفش حاجه عن الموضوع دا أصل انا عملتها مفاجأه (قال اخر كلماته بسخريه)
لم يتحمل محمود الحديث اكثر من ذلك فذهب من امامهم وبعدما ذهب.. اندفعت شقيقته إلى أحضانه باكيه.. 
-خالد حبيبى متزعلش منى صدقنى كان غصب عنى أرجوك... ربت على كتفها بحنيه وهدوء ثم قال: 
عارف وعلشان كده مش زعلان.. بس ياريت انتى متكونيش زعلانه لانى بوظت ليكي الحفله 
-ردت عليه إيمان بسعاده : فداك مليون حفله.. انت متتصورش انا مبسوطه قد إيه علشان طلقة الحربايه دي.. وعلى و رغم  انها مسافره بقالهافتره بس بردو بكرهها الحمدلله خلصنا منها.. دا انت خساره فيها... ثم توجهت ببصرها نحو تلك الواقفه بجوار أخيها صامته واجمه فى عالم غير العالم وقالت لها :
-اممممممم انا حاسه انى شوفتك قبل كده.. لم ترد عليها فقال زياد يذكر شقيقته:
فاكره لما اخدتك القاهره معايا وقابلنا واحد صاحبىوأخته.. هزت إيمان رأسها بإيجاب.. فأكمل هو: دىبقا آلاء  اخته... 
-اه علشان كده حاسه انى أعرفها....
*****
بينما فى الجانب الاخر كان عاصم غاضب للغايه بينما كان يريد ان يفاجأه هو بوجود شرين فاجأه خالد بأنه تزوج لكن الحق يقال بأنه احسن لااختيار... وعند هذه الفكره قرر العبث معه قليلا فأقترب منه وهمس بصوت خافض لا يسمعه إلا خالد :
-كنت عاورز أفاجأك تقوم مفاجأنى انت .. بصراحه ضربت معلم ..بس المرادى وقعت واقف والصراحه هيا تستاهل المجازفه... ثم أشار على آلاء.. هم خالد ان يسبه ويلقنه درسا لن ينساه لكن أوقفه عن صوت صراخ شقيقته بأسمه..
كانت تتحدث إيمان معها حتى تخرجها من حالتها تلك لكنها لم تكن تصغى لاي شئ ولأى احد لقد أكتفت لهذا الحد وهنا سمح عقلها للجسد بأن يأخذ أستراحه ويغيب فى عالم اللاوعى عسى ان يجد الجسد الراحه التى ينشدها وفجأه ودون سابق أنذار سقطت مغشيا عليها فصرخت إيمان بشقيقها كى يلحقها  : خالد ألحق آلاء أغمى عليها .........

تعليقات



×