رواية حياة جاد الفصل السادس و العشرون بقلم جميلة القحطانى
قررت ساندي القيام بخطة معقدة لتغيير بياناتها في مبنى السجل المدني. وصلت ساندي إلى المبنى وواجهت العديد من التحديات في طريقها، ولكنها استطاعت التغلب عليها بذكاء وشجاعة.
دخلت ساندي إلى المبنى وواجهت الموظفين الذين بدأوا في استقبالها بابتسامات وود. بدأت ساندي في تنفيذ خطتها بدقة وسرعة، وتمكنت من تغيير بياناتها دون أن يلاحظ أحد. بعد إنهاء المهمة بنجاح، غادرت ساندي المبنى بكل هدوء وذهبت لترك المدينة وتبدأ حياة جديدة في محافظة أخرى.
وصلت ساندي إلى المحافظة الجديدة وبدأت بناءحياتها من جديد، ولكن بينما كانت تسعى لبداية جديدة، بدأت تشعر بالندم على ما قامت به في المدينة السابقة. بدأت تتساءل عما إذا كانت ستواجه عواقب أفعالها، وهل ستتمكن من الهروب من ماضيها المؤلم؟
في يوم من الايام، تجمعت غيوم سوداء في السماء تحجب أشعة الشمس، وصاحبها دوي الرعد العميق الذي يزعج الآذان، وبرق يخطف الأبصار بسرعته الخارقة. كانت الأجواء مليئة بالتوتر والحيرة.
تبدأ الأمطار الغزيرة بالهطول بحدة، تروي الأرض العطشى وتنشر النعمة والبركة في كل مكان. الرياح العاتية تحمل معها رائحة الأرض المبتلة وتهبط الأمطار بشدة تجعل الجميع يختبئون في أماكنهم.
فيما يتحرك البرق بشكل عشوائي يضيء السماء بألوان مختلفة، ويخلق صورة ساحرة ومعقدة تثير الدهشة والإعجاب في نفوس الناس.
في هذا الظلام الكامل وخيال العواصف، يشرق برق متلألئ كبير جداً، يبدو وكأنه يخترق السماء نحو الأرض. ينبعث منه ضوءٌ خلاب يسحر الأبصار، ويملأ القلوب بالدهشة والتقدير.
ومع هذا البرق الساحر والغيوم السوداء، ينكفئ الناس في بيوتهم بسلام، يستمتعون بجمال الطبيعةوقوتهاالخارقة، ويشعرون بالسلام والراحة تحديداً مع صوت المطر الذي يهمس بالأمان والسكينة.
كان جاد يراقب انهمار الأمطار من نافذة غرفته، وجسده متراخي على الأريكة ومغمض العينين يشعر بالحزن العميق يسيطر عليه. كانت أمطار الخريف تنهمر بغزارة على النوافذ، وكأنها تعكس حالته الداخلية المظلمة.
لم يكن جاد يعرف ما يفعل، فقد اختفت ساندي، حبيبته، منذ أسبوع مضى دون أن يترك لها أثراً. بدأ يبحث عنها في كل مكان، استعان بأصدقائه وقام بجولات طويلة في المدينة، لكن دون جدوى.
كانت الشكوك تنتابه، هل تركته ساندي؟ هل حدث لها شيء سيء؟ أين تخبأت؟ كثيرة هي الأسئلة التي تراوده، وكثيرة .