رواية وشم علي حواف القلوب الفصل السادس والعشرون 26 بقلم ميمي عوالي
وشم على حواف القلوب
الفصل السادس و العشرون
لا احلل نشر او نقل الرواية باى مكان اخر دون اذن كتابى منى شخصيا و من يفعل دون ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية
اسفة على التأخير الواتباد كان معلق
حكم بسخرية : بس انى ماعنديش مغامرات تتحكى من اصله
رامى : طب قوللى مين هى ، ام بناتك ، و اللا حد تانى
حكم : لاا .. حد تانى
رامى : من هنا من مصر
حكم : ايوة
رامى بفضول : مين بقى
لينظر اليه حكم بتردد ، فيقول رامى : اوعدك ان مافيش كلمة واحدة هتطلع برة .. وعد شرف
حكم بشرود : نجاة
رامى بصدمة : نجاة مراة عمك 🙄
حكم بنفى حازم : من قبل ماتبقى مرة عمى المصيلحى الله يرحمه ، ثم هى اتجوزته بعد ما انى سافرت و سيبت البلد كلاتها
رامى : طب لما انت حبيتها كده ، ماخطبتهاش ليه قبل ما تسافر ، على الاقل كانت فضلت على اسمك
حكم بحزن : لان هى سبب سفرى من الاساس
رامى : مش فاهم ، كنت مسافر تكون نفسك مثلا يعنى و اللا ايه ، رغم انك مش محتاج حاجة زى كده من اصله
حكم : لاا ، مش عشان اجهز نفسى ، لكن عشان اهرب منيها بعد ما صاحبى طلبها للجواز من اخوها ، و اخوها وافق
رامى بدهشة : صاحبك
حكم : ايوة .. جابر صاحبى
رامى : طب و هى
حكم بتنهيدة ثقيلة : كنت دايما معشم حالى انها رايدانى كيف مانى رايدها ، عينيها اللى كانت تتبسملى اول ما تطلع لعيونى ، لهفة عينيها عليا اول ما كانت تلمحنى من بعيد ، كانت كيف لهفتى عليها طول الوقت
رامى باستنكار : تقوم تسيبها و تهرب و تسافر لمجرد ان صاحبك طلبها
حكم باستنكار أشد : كنت عاوزنى اعمل ايه عاد ، اروح لاخوها اقول له ايه ، اسحب كلمتك اللى اديتها لجابر و جوزهالى انى ، و اللا اروح لجابر اقول له بعد عنيها و سيبهالى ، لا كان ده ينفع و لا كان ده ينفع ، و عشان أكده سيبت الكفر و البلد كلاتها و هجيت
رامى : طب ما فكرتش فيها هى ، و لا سالت روحك هتعمل ايه بعد ما انت سافرت
حكم : فكرت ، و كنت عارف انها هتوافق على حديت اخوها و ابوها ، و انها لا يمكن تطلع من طوعهم ابدا ، نجاة طول عمرها بتعرف الاصول زين
رامى بتساؤل : طب و لما هى اتخطبت لصاحبك و اخوها وافق ، ايه اللى خلاها تتجوز جوز عمتك
حكم : ده موال طويل قوى
ليبدأ حكم فى قص كل ما علمه من شيخون و جابر منذ سفره الى الآن ، فيقول رامى : يعنى كمان جابر ماكانش بيحبها ، و لو كانت اتجوزته .. ماكانتش هتبقى مبسوطة
حكم بنفى : ما يتهيأليش ، جابر راجل ، و كان هيشيلها من على الارض شيل ، لجل خاطرها و لجل خاطر شيخون كمانى
رامى بفضول : طب و انت
حكم : انى ايه
رامى : لسه بتحبها
حكم : حبها وشم على قلبى لا يمكن يروح و لا ينشال ابدا غير بالبتر
رامى : طب اديها اترملت ، و اديك انت كمان اهو اترملت زيها و انتم الاتنين بقيتوا خاليين ، يبقى ايه المانع ان اللى انقطع زمان ينوصل من تانى النهاردة
حكم بسخرية : كانك بتقرا روايات كتير
رامى : ليه بس ، ايه المانع طيب
حكم : حاجات كتييير ياماا
رامى : زى ايه مثلا
حكم : جابر مثلا
رامى : جابر هيتجوز ، و هو بنفسه قال لك بعضمة لسانه انه كان عاوز يتجوزها عشان يناسب صاحبه ، او عشان كان شايف وقتها انها احسن بنت فى بلدكم ، لكن ماكانش عاشقها يعنى
حكم : و لو .. كون انه اتكلم عليها لوحده كفاية انه يخلينى ما احاولش من اصله
رامى : هتضيع حب عمرك لمجرد ان صاحبك كان خطبها من اكتر من اتناشر سنة فاتو .. كلامك ده الصراحة مش مقنع ابدا
حكم : انت بس عشان مش فى مكانى ، مش عارف تحسبها زين
رامى : انا اللى اعرفه انى لازم اعمل المستحيل عشان افوز بالبنت اللى بحبها و تبقى من نصيبى ، لكن انت ماتزعلش منى .. خذلتها
حكم : انى عمرى ما اتحددت معاها فى حاجة زى دى من اصله ، دى اخت صاحبى ، و انى عمرى ما كنت خاين للامانة واصل
رامى : بس كنت حاسس انها بتبادلك نفس مشاعرك ناحيتها
حكم : و لو .. ماخسرش صاحبى عشان اى حاجة و لا عشان اى حد و لو على موتى
رامى بتنهيدة : فى دى ما اقدرش الومك ، بس خلاص اللى فات مات زى ما بيقولوا ، ارمى بقى كل ده ورا ضهرك .. و حاول تلاقى كوبرى تقابلها عليه و توصل اللى انقطع ما بينكم زمان
و بعدين كمان بصراحة .. انا شايف انها بتحب بناتك اوى ، و بتعاملهم معاملة مافيش بعد كده ، دى لو كانت مامتهم الله يرحمها موجودة ، ماكانتش هتتعامل معاهم كده
حكم بابتسامة : ايوة ، البنات كمان اتعلقوا بيها بزيادة ، و حتى حاسس انهم نسيوا بيها حزنهم على فراق امهم
حكم بسخرية : يبقى هندس يا باشمهندس ، و حاول تلين المسائل شوية
حكم بخبث : طب و انت
رامى : انا ايه بقى .. مالى
حكم : مش هتخلينا نفرح بيك على القريب ، مش معقولة يعنى مافيش حد اكده و اللا كده فى بالك
رامى بابتسامة : كل شئ نصيب ، و كل شئ باوان
حكم بمكر : ايوة ، بس برضيك لازما تكون عامل حسابك على واحدة بعينها ، ده حتى العيال الصغار مقسمين حالهم ، اهو على يدك اهو زين الله اعلم عينه من مين من بنات عمته زينة و اللا زينب
رامى و قد تكدرت ملامحه : انت مش كنت لسه من شوية بتقول ان عينه من زينه مش زينب
حكم بخبث : طب ماتاجى معايا دوغرى اكده و تصارحنى زى ما انى صارحتك .. انت عينك من زينب
رامى بحيرة : مش عارف
حكم بسخرية : اومال مين اللى يعرف عاد
رامى : الصراحة عاجبانى ، و حاسس انى مشدود لها ، بنت جدعة و شجاعة و بتعرف تدافع عن نفسها كويس ، عاملة زى القط البرى اللى مش سهل ابدا انك تروضه ، و كمان محترمة و عارفة اللى ليها و اللى عليها .. بس
حكم : كل ده و بس .. بس ايه بقى
رامى : بعنى .. انا لسه عارفها من كام يوم ، و ما اعرفش عنها حاجة ، و لا اعرف طبعها ، و لا حتى اتكلمنا مع بعض و لا عرفت حتى طريقة تفكيرها ، ثم كمان ..
و عندما لاحظ حكم شروده قال : سكتت و سرحت فى ايه
رامى بتنهيدة : الصراحة .. خايف اتعلق بيها و بعد كده الاقيها مثلا مرتبطة بحد كده و اللا كده
حكم : رغم ان ما يتهيأليش ، بس هى برضك وجهة نظر
رامى : و كمان انا مش قاعد هنا معاكم ، يعنى مثلا انا نازل مصر الصبح ان شاء الله ، و الله اعلم ممكن اجى هنا تانى امتى
حكم : عنديك حق
رامى : طب انت تنصحنى بايه
حكم : انصحك انك لو بعد ما سافرت لقيت عقلك لسه مشغول بيها .. اطلبها من عمها قبل ما يسبقك حد تانى ، ماتضيعهاش من يدك عشان ماترجعش تندم عليها
رامى باستغراب : عمها مين ده ، و اطلبها من عمها ليه و ابوها موجود اصلا
حكم : ايوة صوح انت ماخابرش ، زينب مش بنت شيخون ، دى بنت اخوه ، شيخون يبقى عمها بس هو اللى مربيها من و هى عنديها كام شهر
رامى : اومال باباها و مامتها فين
حكم : سقف دارهم وقع عليهم و ماتوا الله يرحمهم ، و لولا ان زينب يوميها كانت مع نجاة فى دارهم كانت راحت هى كمانى
رامى بارتياح : الحمدلله ، ثم اكمل بانتباه : طب مش يمكن يكون فى حد متكلم عليها
حكم بتفكير : مايتهيأليش ، كان شيخون قاللى ، لكن برضك انى هحاول اعرف منيه فى اقرب فرصة ، و لو لقيت ان فى حد طالبها منيه هعرفك عشان تصرف نظر
كان فؤاد يجلس بغرفة المكتب بفيلته لتدخل عليه ثريا و هى شبه ثائرة و تقول : عاجبك اللى حصل ده
فؤاد بامتعاض : حصل ايه تانى
ثريا : بنتك اللى اخدت شنطة هدومها و مشيت دى
فؤاد : طب ما انتى عارفة من وقتها ، ايه اللى جد
ثريا بغضب : يا برودك يا اخى ، للدرجة دى ولا على بالك
فؤاد : انتى عاوزة ايه دلوقتى انا مش فاهم ، بنتك سابت البيت بسببك انتى على فكرة لو انتى لحد دلوقتى مش واخدة بالك
ثريا بحدة : انت ايه اللى جرالك انا مش فاهمة ، ايه اللى قلب حالك بالشكل ده
فؤاد بتهكم : ماهو اللى مايشوفش من الغربال يبقى اعمى يا ثريا
ثريا بصدمة : انا عامية يا فؤاد
فؤاد : لأ يا ثريا مش عامية ، ياما فيه ناس كتير ربنا حرمهم من نعمة البصر بس عندهم احساس و بصيرة ، لكن انتى بتتعامى يا ثريا ، شايفة كل حاجة و فاهمة كل حاجة و مودية وشك الناحية التانية و بتتعاملى كان مافيش حاجة
ثريا بامتعاض : و هو ايه اللى حصل يعنى لكل ده
فؤاد : اللى حصل انك مش فارق حاجة و لا فارق معاكى حد ، لا انا و لا حتى بنتك
ثريا : ايه التخريف اللى انت بتخرفه ده
فؤاد : مش تخريف ابدا ، انا كنت بحاول اصهين و اطنش عن حاجات كتير بتحصل ، و بقول مش مشكلة .. طالما مبسوطين خلاص ، لكن لما توصل لقروض بملايين ممكن تسجننى و انتى و لا على بالك تبقى بتتعامى يا ثريا
ثم اكمل بخجل : و لما توصلينى انى امشى وراكى زى المغمى و استولى على مال مش مالى بعد العمر ده كله ، تبقى خليتينى انا كمان بتعامى زيك يا ثريا .. اتعاميت عن الأمانة اللى شيلتها السنين دى كلها و فى الاخر فرطت فيها ، و عشان ايه ، عشان مظهرك الاجتماعى و علاقات فاضية مبنية كلها على الفنجرة و الوشوش الكدابة
ثريا بكبر: اوعى تنسى ان مظرى الاجتماعى و علاقاتى الفاضية اللى انت بتتكلم عنها دى هى اللى عملتك يا فؤاد
فؤاد بغضب : ماحصلش ، عمر كلامك ده ما كان حقيقى ، انا عملت نفسى بنفسى ، بدليل ان انك لما اتجوزتينى .. اتجوزتينى و انتى عارفة انك هتعيشى فى نفس المستوى اللى كنتى عايشة فيه ، و اللى عمره مانزل سنتمتر واحد
ثريا : و اديك جاى على اخر الزمن و عاوز تنزلنى اميال مش سنتيمترات بس ، و كمان ماتقدرش تنكر ان علاقات عيلتى فرقت معاك كتير .. كتير اوى كمان
فؤاد : يمكن تكون ساعدتني انى اكبر اسرع من ماكنت ، لكن ماعملتنيش زى ماكنتى بتقولى من شوية
لكن احنا دلوقتى بقينا فى وضع غير الوضع ، فضلتى تشجعى بنتك انها تعمل حاجات فوق مقدرتها و مقدرتى لحد ما ورطتينا فى دين احنا مش اده ، و بدل ما تساعدى على سده ، مابتفكريش غير فى بريستيجك و حفلاتك و سهراتك و بس
ثريا : من حقى انى اعيش حياتى زى ما انا متعودة
فؤاد بتهكم : اللى يسمعك يفكرك لسه نونو و اللا عروسة جديدة ، احنا كبرنا بقى وما بقيناش صغيرين للكلام ده
ثريا : اتكلم عن نفسك ، لو انت كبرت ، انا لسه فى عز شبابى
فؤاد ساخرا : الكلام ده تقوليه لاصحابك ، انما انا عارف و انتى عارفة انى اكبر منك بسنة واحدة بس يا ثريا و اللا نسيتى
ثريا بتأفف : انا نفسى اعرف ايه دخل كل اللى انت عمال تقوله ده بان بنتك بايته برة
فؤاد : بنتى بايتة فى بيت اخوها
ثريا بحزم : ماينفعش تسيبها تبات برة
فؤاد باقرار بسخرية : بنتك رافضة تقعد فى البيت لحد مانرد المال اللى سرقناه لاصحابه يا ثريا
ثريا : بلاش هبل ، الفلوس دى حقك انت ، انت اللى بتراعى كل حاجة السنين دى كلها
فؤاد : على كده لو مى سابت المركز بتاعها لرامى يراعيهولها ، من حقه انه يستولى عليه بعد كده
لتجحظ عينا ثريا و تقول : ايه التخريف اللى انت بتخرفه ده
فراد : مش تخريف ابدا ، بس لازم تتاكدى اننا لو ماصلحناش الغلطة اللى غلطناها دى ، هتتكرر بشكل او باخر مع بنتك
كان جابر بارضه صباحا و هو يشرف على بعض الانفار التى تراعى الزرع ليلمح سميحة و هى قادمة باتجاهه و هى تحمل بيدها شئ ما ، فتقدم منها ، و اتجه لها بعيدا عن الانفار و هو يقول : ايه اللى جابك لحد اهنا يا سميحة
سميحة بدهشة : بقى اكده برضيك .. جرالك ايه يا جابر ، كل اما احدتك فى التليفون تقوللى مشغول و مش فاضى ، و كمان لما انى اجى اطل عليك لجل اتوحشتك تقوللى ايه اللى جابك
جابر بحزم : انى منبه عليكى انك ماتجيش اهنا ، حوصل و اللا لا
سميحة بامتعاض : حوصل
جابر : طالما حوصل ، بتكسرى حديتى ليه عاد
لترمى سميحة مابيدها بين يديه و هى تقول بانكسار : عشان كنت فاكرة انك اتوحشتنى كيف ماتوحشتك ، و جيت رمح اول ما عملت الاكل و قلت ادوقك من الاكل بتاع الموسم ، لكن معلش ملحوقة .. انى ماشية
جابر و هو يعاين ما وصعته بيده : يعنى انتى جاية تجيبيلى اكل الموسم اللى انى اصلا مش فاكر موسم ايه
سميحة باحباط : كل سنة و انت طيب ، النهاردة عاشورة
جابر : يعنى انتى جايبالى عاشورة فى اللفة دى
سميحة : لاا .. جايبالك محشى و ظفر
جابر : طيب ياستى تشكرى ، و كتر خيرك ، بس ياريت ماتعاوديهاش نوبة تانية
سميحة بذهول : هو انت ايه اللى جرالك
جابر : هو ايه ده اللى جرالى
سميحة بفضول : حاساك زى ماتكون غيرت رايك ، و مابقالكش كيف من موال الجواز
جابر و هو يضع الطعام ارضا : ايه الحديت اللى انتى بتقوليه ده ، ليه بتقولى اكده
سميحة : اسأل حالك يا جابر ، حالك مقلوب معايا من يوم ما اتصالحت مع شيخون
جابر و هو ينظر اليها بعينبن كعينا الصقر التى يتابع فريسته قبل الانقضاض عليها : و هو انى لما اتصالح مع شيخون .. حالى هينقلب معاكى ليه يابت الناس ، شيخون هيقلبنى عليكى مثلا
سميحة : اومال ايه اللى غيرك اكده ، فهمنى
جابر : هو انتى اما جيتى دلوك .. لقيتينى قاعد بتساير مع حد و اللا بشوف حالى
سميحة : بتشوف حالك
جابر : و مش انى لما جيت طلبتك من ابوكى حددنا معاد بعد تلت شهور تقريبا
سميحة : ايوة
جابر : يعنى لازما اكون مجهز حالى قبل ما التلت شهور دولم يعدوا ، بعنى انى دلوك ورايا مأمورية لازما اخلص منيها ، و عشان اخلص منيها مأجر انفار يشتغلوا معايا ، يعنى مش شغال لحالى ، انتى بقى شايفة ان جابر ممكن يقعد يتحدت و يتساير معاكى وسط الانفار دولم و هم عينهم علينا اكده ، لما تلاقينى بقيت خنفس و اللا بقرون ابقى اعمل اكده
سميحة و هى تزدرد لعابها : ما انت مافهمتنيش الحديت ده زين ، و عشان اكده عقلى بقى يودى و يجيب و انى ما فهماش اللى عم تفكر فيه
جابر : و دلوك .. فهمتى
سميحة بغنج : ايوة .. فهمت
لينحنى جابر و يلتقط الطعام من على الارض و هو يقول لها بحزم : طالما بقى فهمتى ، خدى الاكل اللى انتى جايباه ده معاكى و عاودى على داركم ، و ما المحكيش اهنا تانى نوبة .. مفهوم
سميحة باعتراض : طب و بترجع معايا الاكل ليه
جابر : عشان مش هقعد ااكل لحالى وسط الانفار يا سميحة
سميحة : ما كلهم هيرجعوا بيوتهم و يموسموا مع حريمهم
جابر ببعض الحدة : اما اقوللك كلمة تتنفذ طوالى ، ماتقعديش تقاوحى معايا ، ياللا خدى الاكل و اتوكلى على الله و روحى على داركم
لتنتفض سميحة فى مكانها ، و تلتقط الطعام من بين يديه و تعود الى دارهم شبه مهرولة 🤣
كان حكم قد بدأ فى اجراءات انشاء مشروعه الخاص ، و قام بعمل الاجراءات القانونية بمساعدة المحامى الخاص به
و بدا العمل الفعلى و الانشاءات الخاصة بالشركة الانشائية ، و كان شيخون و جابر يحاولان دعمه بما يستطيعان
اما رامى فبدأ هو الاخر فى وضع بعض البرامج التى اتفق عليها مع حكم و التى من سماتها تنظيم الاعمال الفنية و المكتبية عند بدء العمل
اما نجاة .. فكانت تولى كل اهتمامها و رعايتها بصغارها و صغار حكم ، فكانت الصغيرتان تقضيان يومهما بالكامل بمنزل نجاة بعد عودتهما من مدرستهما
اما اليوم فكان الجميع على اهبة الاستعداد لحضور زفاف سهى و حمدى
ففى دوار كريمة الزيات .. كانت تعد الذبائح بالباحة الخلفية للدوار تحت اشراف الحاج بسيونى و ولديه الذكور
و كانوا قد اعدوا خيمة كبيرة للطاهى و مساعديه ، و الذى قد بدأ عمله منذ الصباح الباكر ، و اعدوا ايضا بعض الموائد ليقدموا عليها الطعام للحضور
اما كريمة .. فكانت تجلس بمقعدها المفضل و هى تراقب غن كثب كل كبيرة و صغيرة ، و تشرف على الاعدادات النسائية للعروس
اما سهى فكانت تجلس بغرفتها بشرود عندما سمعت دقا على باب غرفتها و عندما سمحت للطارق بالدخول .. طل عليها حكم بابتسامة داقئة و هو يقول بمداعبة : انتى قاعدة لحالك اهنا و مروقة دماغك و سايبة برة الحابل فى النابل
سهى بترحاب : اهلا يا حكم ، ده انى قلت مش هشوفك
حكم : و ليه بقى مش هتشوفينى
سهى : العصر قرب يأذن اهو و ماجيتش لحد دلوك
حكم : انى اهنا من بدرى ، بس كنت واقف مع عم بسيونى و خواتك ع الدبيح
سهى بامتعاض : و هو انت جايلى و اللا جاى للدبيح عاد
حكم بمرح : ليكى طبعا بس ده ما يمنعش ان الواحد برضيك يتطمن على مستقبله و يشوف هياكل اما يشبع و اللا هيروح نص بطن
سهى : انت ماجيبتش العيال معاك
حكم : هياجو مع نجاة ، هى هتعرف تنتبه ليهم فى الدوشة و الزحمة دى اكتر منى
سهى بخبث : على اكده هنباركلك على القريب
حكم بسخرية : ما ظنيش
سهى باحباط : ليه بس
حكم : خلينا فيكى انتى و فى ليلتك ، ماتشغليش بالك بحاجة تانية ، بس انتى ليه قاعدة لحالك أكده ، و ليه مافيش هيصة و لا حتى طبل و لا مزمار
سهى : مانت خابر يا حكم ، مايصحش برضيك ، عشان خاطر فتحى الله يرحمه
حكم : و هو فتحى ايه اللى هيضره و اللا هيزعله حتى من حاجة زى اكده
سهى : مش خابرة بقى ، بس انت خابر عاداتنا و سلونا ، و كمان اخاف ان ابويا عبد الحليم و امى نوارة حد فيهم ياخد على خاطرة ، و الناس دى خاطرها غالى قوى عندى يا حكم
ليستمعا الى من تطلق الزغاريد العالية من خلف حكم ثم تقول : و انتى خاطرك اغلى يا مرة ابنى يا غالية
و عند التفات حكيم يجد نوارة تقف خلقه و على محياها ابتسامة واسعة ، فيقول و هو يقبل راسها : كيف يا خالة نوارة .. و الله ليكى وحشة كبيرة
نوارة بعتاب المحبة : لولا ان غلاوتك من غلاوة الغالى كنت زعلت منيك
حكم : منى انى .. ليه بس
نوارة و هى توكزه بخفة فى كتفه : بقى يا ولاا تاجى لعمك عبد الحليم و تسلم عليه كمانى من غير ما تطل عليا زييه
حكم باعتذار : فى دى عنديكى حق ، انى محقوقلك و ادى راسك اهى
ليقبل راسها فتربت على صدره بمحبة قائلة : ربى يسعد قلبك يا ولدى و يرزقك بكل اللى بتتمناه
حكم بسعادة : يارب يا خالة
نوارة : ياللا امشى بقى و سيبنى هبابة اكده مع بتى قبل مايندهوا عليها لكتب الكتاب
حكم : حاضر .. امرك ، و اكيد مش هوصيكى على خايتى
نوارة : خايتك مش محتاجة حد يوصينى عليها يا حكم ، ربى يعلم انها قاعدة و متربعة جوة قلبى
لتحتضنها سهى بحب قائلة : ده انتى اللى متربعة جوة قلبى و عيونى يا امة
حكم بمرح : طب اسيبكم بقى تحبوا فى بعض و اروح اشوف عمتى
و بعد ان غادرهم حكم و اغلق الباب دونهم ، جلست نوارة و هى تسحب سهى الى جوارها قائلة : عاوزة اقول لك كلمتين قبل ماتدخلى دارنا النوبة دى يا بتى
سهى : خير يا امة
نوارة : انى خابرة زين انك كنتى بتحبى فتحى ولدى الله يرحمه ، و خابرة كمانى ان هو كمان كان بيتمنالك الرضا ترضى
سهى : الله يرحمه
نوارة : فتحى ولدى كان اعز عندى من نور عينى اللى بشوف بيها ، لكن خلاص .. رجع للى خلقه ، و دلوقتى حمدى ولدى الله يبارك فى عمره هو اللى موجود و لو كان قلبى زمان متقسم مابين فتحى و حمدى ، فقلبى كله دلوك لحمدى لوحده
سهى : تقصدى ايه يا امة بكلامك ده
نوارة : اقصد انك لحد دلوك ارملة فتحى الف رحمة و نور عليه ، لكن بعد ساعة زمن هتبقى مرة حمدى
سهى : أيوة انى خابرة ده
نوارة : تبقى لازما كمان خابرة .. ان اول ما حمدى يعقد عليكى ، لازما تنسى خالص سيرة فتحى يا بتى
سهى بذهول : انساه كيف يا امة
نوارة : ابوكى عبد الحليم لما جينا نقرا فاتحتك قالهالك ، اننا جايين نخطب سهى لحمدى ولدنا ، ماكناش جايين نخطب ارملة ولدى لولدى التانى
اعتبرى انك اول نوبة تتجوزى فيها ، و حمدى كمان هيعتبر حاله اول راجل يدخل عليكى
سهى : ايوة .. بس
نوارة : اللى فات مات يا بتى ، لا انتى لحقتى تعيشى فى جوازتك من فتحى ، و لا حمدى راخر يعتبر عاش مع مرته الاولانية ، ما كان على يدك عمايلها ، من يوم مادخلت دارنا و كان الكل معتبرها ضيفة و مسيرها ترجع دار اهلها من تانى ، يعنى هو كمان لا عرف للجواز طعم و لا شكل ، و انى عارفة ان انتى اللى هتسعدى قلبه و تشغلى باله بالقوى
سهى بخجل : فهمت قصدك يا امة
نوارة بحب : انتى بتى اللى مخلفتهاش ، و حمدى ولدى هو اللى فاضللى ، و بتمنى من كل قلبى انى اشوفكم انتم التنين مبسوطين و قلوبكم مولفة على قلوب على بعض ، و عشان اكده جيت انبهك انك تسيبى فتحى هنا فى بيت ابوكى ، اكنه كان راجل غريب عنينا كلاتنا .. فهمتينى زين يا سهى
لترتمى سهى باحضان نوارة قائلة ببعض الرهبة : أيوة يا امة .. فهمتك 😟