رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل الخامس والعشرون25 بقلم شريهان سماحة


 رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل الخامس والعشرون بقلم شريهان سماحة

الحلقة الخامسة والعشرين 
بدأ الجميع يومهم بنشاط مفرط على غير العادة 
فالفتيات أتفقنا على الخروج طوال اليومين لتجهيز أنفسهم من مشتريات وملابس فالوقت بلكاد يكفيهم على أن لا يرتحوا فيه ثانية واحدة وخاصا بعد حوار حمزة لخديجة بالبحث على فستان زفاف يليق بها والتى بدورها كانت ستعلن رفضها خاصا فى عدم وجود والديها ولكن هو تغلب عليها وأقنعها بأنه يحلم بأن يراها به مما جعلها تصمت بإستسلام ليستمر فى مفاجأته لها ويخبرها بضرورة تفرغها لساعتين فى اليوم والغد لحضور جلسة تصوير ألبوم زفافهم كما أخبره المتخصص فى ذلك وسألها فى أى مكان تحب أن يتم به الجلسة لتردد بفرحه عارمه وهى لا تصدق ماتسمعه :
- فى الجنينة !
تفاجئ حمزة بردها ليهتف مندهشا : 
- الجنينة هنا ! أنتى لو عوزة تروحى أى مكان فى مصر قوليلى أنا أصحابى على أستعداد يوفرلنا طيارة خاصة كهدية منهم تنقلنا فى حدود دقايق فى أى مكان تشورى عليه حتى لو فى متاحف الأقصر
أبتسمت برضى لمحاولات تنفيذ ماترغب به لتردد بسعادة : 
- صدقنى أنا من يوم ماجيت هنا وأنا الجنينه عجبانى جدا بكل حاجه فيها 
ليستسلم هو فى هذا اﻷمر لما ترغبه هى ..
بينما تنشطت صفية لمن سوف تجلبه من شيفات لتحضير طعام الضيوف .. ومن القليلون الذى سوف تتوجه لهم الدعوة .. وتجهيز المنزل لﻹحتفال الضيق ..
بينما أنشغل حسين ومعه حمزة ويوسف بحضور أحد المهندسين البارعين فى الديكور لتجهيز غرفة نوم حمزة على أكمل وجه ودهنها وفرشها بأفخر الاثاث من معارضهم خلال يومين فقط حتى لو أستعان بخمسين عاملا فى اليوم .. 

--------------

أنطلقت الفتايات لﻷسواق فى المولات الفاخرة لشراء فستان الزفاف وفستان بسنت لكتب الكتاب وبعض ملابس الخروج التى سوف ترتديها خديجة لجلسة التصوير وغيرها من ملابس العرسان الخاصة بكل عروسة والحديث من المكياجات واﻷحذية والشنط اﻹمر الذى جعلهم فى منتصف اليوم مرهقون للغايه 

فهتفت بسنت بصوت مرهق وهم يشاهدون أخر موديلات الملابس الخاصة: 
- بقولكم أيه أنا مليش فى الحاجات دى أنا أخرى كتب كتاب هروح أجيب لينا من الكافيه اللى جنبنا فنجالين قهوة يصحصحونا من اﻷرهاق ده عقبال لما تخلصوا 
أومأ لها بالموافقة على هذا المقترح الجيد لترحل فى أتجاه الكافية المنشود تحاول تذكر قهوة كلا منها التى تحبها للتنصدم بصوت تعرفة جيدا يهتف بأسمها فألتفتت ببطئ لمصدر الصوت لتشاهد صاحبت الصوت كما أستنتجته لتبتلع ريقها بتوتر قائله : 
- أهلا شاهى ! 
لتبتسم شاهى بتوجس لترى كيف ستكون مقابلاتها لها وهل هى على علم بما دار بينها وبين أخيها أم لا ... فهى سعدت بشدة حين لمحتها فقد كادت تجزم أن تلك العائلة لا تعيش على كوكب أسمه الارض .. فهى باتت اﻷن منقذها الوحيد لمعرفة أخباره بعدما فشلت فى لقاءة فى أى مكان كان يتردد عليه فى السابق .. حتى لو بمحض الصدفه فى غير هذه اﻷماكن خاصا بعد تجنبه لها ولمكالمتها المتكرره فى الليل والنهار وكل يوم وهى تعلم جيدا أنه فى أحدى أجازاته فرددت بلهفة مصتنعه تجيدها بأقتدار : 
- أزيك يابوسى وحشانى جدا جدا .. كدا مشفكيش كل المدة دى ..

لتنحنح بتوتر مردد بنبرة أسف : 
- أسفه ياشاهى أنى مقصرة بس أنت عرفة الدراسة وكده 

- ولا يهمك ياقلبى أنتم أخباركم أيه وبتعملى أيه هنا شوبنج ولا مقابلة 

- لا شوبنج 

فرددت شاهى بأستغراب :
- شوبنج ! بس الدور هنا كله لانجيرى وفساتين زفاف وخطوبة 

تفاجئت بسنت بجملتها فلم تستطع الهروب بأعطائها أجابه عامه فقالت بتردد ملحوظ:
- ما.. ماهو كتب كتابى و..و..وفرح حمزة يوم الخميس الجاى 

تجمد ملامح وجهها بل وجسدها لتفلت بعض الكلمات من على شفتاها بدون تحكم:
- فرح حمزة !!!

لاحظت بسنت هيئتها المنصدمه فأسرعت تهدء من روعها مردده :
- متتسرعيش وتحكمى عليه ياشاهى هو متخلاش عنك الا غصب عنه 

لتبتسم شاهى بتهكم مردد بفتور :
- غصب عنه !!!

فرددت بسنت بلهفه :
- أيوة هو لسه بيحبك وده اللى لمحته في غضبه أكتر الوقت بس .. بس عمى حصلتله ظروف قويه خلت والدى ينفذ وصيته فى أن حمزة يتجوز بنته .. سامحيه علشان خطرى غصب عنه 

عدلت شاهى من حالتها سريعا فهى لاتحب أن تركن فى الجانب المظلوم او المشفق عليه أو بمعنى أدق هى لا تحب اﻷستسلام بسهوله فقالت تتصنع اﻹبتسامه قليلا :
- طبعا ياحبيبتى لازم اسامحه واقولك أكتر هو حكيلى على الموضوع ده ومستنى يخلص منها بهدوء علشان نتجوز
ثم أسترسلت حديثها بنبرة خبث جامحه :
- بس اللى عوزاه منك أن تقدرى تخلينى أقابلها من غير متعرفيها شخصيتى 

تفأجئت مما قالته فقالت بخفوت :
- ليه! 

حاولت ظهور حسن النيه فى حديثها قدر المستطاع حتى لا تشك فهى أملها الوحيد لتنفيذ خطتها :
- علشان عوزه أقنعها أن هى اللى تسيب حمزة وتعرف أنه بيحب غيرها ويمكن قلبها يرق ويجى الرفض منها من غير ما والدك يزعل منه لو هو اللى سابها .. وكمان أنتى عارفه طبعا أن حمزة مش هيقدر يزعل والدك ويرفض حتى لو قراراته جت على سعادته

أومأت رأسها مردده بخفوت : 
- صح عندك حق 

أبتسمت بخبث تداريه عنها جاهده لتردد : 
- طيب ياحبيبتى أمتى تقدرى تجبهالى نتقابل

- مش هقدر اليومين دول بالتأكيد ﻹن مبنلحقش نستريح فعلشان كده منين ماأشوف الوقت مناسب هبلغك ..
ثم أسترسلت حديثها بخوف :
- بس بقولك أيه خديجة دى مش بنت عمى وبس دى فى مقام أختى كمان ولولا أن نفسى أسعد حمزة مكنتش عملت كده .. يعنى مش عوزة الكلام يخرج عن الهدؤء بينكم ومتجرحاش وإنتى بتعرفيها الحقيقة 
هزت رأسها سريعا قائلة بلهفه :
- طبعا .. طبعا ياحبيبتى من غير ماانتى تقولى كمان انا فاهمه .. بقولك فونك ثوانى أتأكد من نمرتى متسجلة عندك صح 
أعطتها بسنت تليفونها بهدوء لتخرج شاهى تليفونها قائلا بتوتر : 
علشان أتأكد كمان من رقمك عندى 
وبدأت شاهى فى مخططها بالبحث عن أسم خديجة بعد ما سمعته منها فى سجل الهاتف تبتسم متطلعه بتوتر كل ثانيه واخرى لبسنت حتى رأت مبتغاها فقالت سريعا : 
- شوفتى اللى كنت عامله حسابه حصل رقمك متسجل عندى غلط ثوانى هصححه بسرعه 
وبالفعل نقلت رقم هاتف خديجة على هاتفها بحجة أنها تنقل رقم هاتف بسنت حتى أنتهت وأعطت لها الهاتف وهى تدارى وجهها المتهجم لتودعها على أمل مكالمة بينهم بعد فترة قريبه !!!  

----------------

بصوت عالى يصدح من غرفتها فى هذا القصر الفارغ من ساكنيه 
ذهابا وأيابا ككتلة نار خارجة من شخص يحترق رددت بغيظ :
- أنا .. أنا يسيبنى ويبعد عنى ويسمع كلام والده لا وأيه كمان رايح يتجوز بنت عمه 
تأففت سهى فى ضيق تحاول أن لا تظهره لها فطول الفترة الماضيه تسمع منها كل يوم هذا المنوال بل كل دقيقه .. مهلا فاقت من ضيقها على كلمتها " يتجوز بنت عمه " هذا هو مالم تسمعه من قبل فقالت مستفسره : 
- يتجوز بنت عمه ! أيه اللى عرفك بده !

رمت نفسها بتهجم على الفراش بجوارها قائلة بضيق :
- قابلت أخته فى المول النهارده وحكتلى أن كتب كتابها وفرحه بعد بكرة 
ثم أنتفضت فجأة تستشاط غضبا أكثر قائلة بتوعد : 
- بس ميبقاش أنا شاهى لو خليت فرحته دى تتم

أعتدلت سهى فى جلسها بتوجس قائلة بجدية: 
- يعنى هتعملى أيه دا الفرح مفضلش الا يوم عليه !

أطلقت ضحكات ترن كما رن صياحها منذ دقائق معدوده قائلة من بينها : 
- حتى لو مقدرتش الغبية دى تجبهالى قبل الفرح .. أنا عندى برده خطط تسليه كده لما تجبهالى ..

أرتبكت سهى بشكل غير ملحوظ مردده بخفوت لمعرفة ماتنوى عليه : 
- أل هى أيه ؟!

جلست مره أخرى على الفراش واضعه أحدى أرجلها فوق اﻷخرى تهزها بدلال مردده بأبتسامة خبيثة وهى تعبث فى هاتفها بكتابة رسالة ما : 
- أنا مش بقول أنا بنفذا على طول وبكره تشوفى بنفسك 

صمت سهى والقلق يعتليها على تلك الفتاة .. فهى لا تعرفها حتى تقلق عليها ولكن هى داقت من شاهى مايكفيها وتعرف جيدا أن وضعت أحد فى رأسها كان الله فى عونه !

-----------------

وقف يطلع هو وصديقه على أخر المستجدات التى يطرحها عليهم ذاك المهندس المتخصص فى ديكورات المنازل إلا أن على صوت وصول رسالة لهاتفه جعلته يخرجه من جيبه لمعرفة لمن تلك الرسالة ومامحتواها لعلها قد تكون من الفتيات تنبه على أنتهاء تسوقهم ذاك الذى منعه من رؤيتها طوال اﻹمس واليوم أيضا .. ولكن مايجعله يهدأ قليلا أنه سوف يجتمع بها اليوم فى المساء لتأدية جلست التصوير رغما عنها حتى لو كانت مرهقه وتحتاج لنوم عميق ..
إلا أنه تغيرت ملامح وجهه للضيق عند معرفة من صاحبتها .. أنها شاهى تلك العلكه الملتصقه فى ملابسة بل تلك الجندية من جنود الهكسوس التى تقتحم حياة من تريد بالسيف والسلاح رغما عنه!
فهما يرى ما محتواها لتتغير تعابير وجهه من الضيق للتهجم فجأة.. 

ليشاهد يوسف معالم وجهه وتغيرها عندما أطلع على ماتحتوى عليه الرسالة الوارده بصوتها العالى على هاتفه منذ ثوانى فردد مستفسرا بأستغراب :
- فى أيه مالك ؟! أيه اللى فى الرسالة خلاك تتنرفز كده ؟!

رد عليه بتهجم يتأجج داخله سريعا مكز على أسنانه بغيظ : 
- بنت ال .. بتهددنى أن لو مقابلتهاش بكره فى كافية م... هتحضر فرحى وتبهدله 
أنصدم يوسف مما سمع فأكمل حمزة حديثة وهو يستعد للمغادرة بوجه مغتظ مرددا بضيق : 
- بس أنا مبتهديدش وهعرفها قيمتها وأفضحها قدام ابوها لما يشوف رسالتها 

مسكه يوسف سريعا من راسغه يستوقفه عما ينوى فعله قائلا بخفوت : 
- أهدى ياحمزة هتفرج العمال علينا وبعدين أيه يعرفك أن والدها مش على علم ويمكن كمان بيدعمها فى اللى بتعمله ماهى الطيور على أشاكلها تقع ..
ثم أسترسل حديثه بعد شعوره بأستجابته له مردد بهدوء : 
- أهدى علشان نشوف حل للموضوع وميوصلش لوالدك وبالتالى يوصل لخديجة

رفع يده يرجع بها خصلات شعره للخلف بعنف مردد بعد أن ظفر عددة مرات متتالية : 
- أدينى هديت أهو تقدر تقولى هنوقفها عند حدها أزاى البنت دى 

تنهد يوسف برضى بعد أقتناعه بما ردده قائلا بلهفة : 
- الهدوء .. لإن شاهى وسلطات والدها ونفوذه مش قليله فى البلد لازم تقابلها وتحل الموضوع بالهدؤء وتأكد ليها أن محاولاتها فى أنكم ترجعوا لبعض حتى لو جت الفرح ونفذت غرضها كلها فشله وأنها صفحه قديمه فى حياتك أنتهت وأتقفلت ومش هتنفتح تانى مهما حصل

أبتسم حمزة بتهكم فى وسط غضبه مردد:
- هدوء ! اﻷشكال دى مينفعش معها الهدوء أنا يام كنت معمى لدرجة دى وبعدين أن كانوا هما ليهم نفوذ أنا كمان مش قليل وأقدر أقف لهم  

ظفر يوسف بضيق ملتفتا براسه فى الجهتين لمشاهدة أن كان أحد العمال ألتفت لحوارهم ليردد بنفاذ صبر : 
- ياحمزة أفهمنى أحنا مش عوزين ندخل معاهم فى حرب أنت ترد وهما يردوا ﻹنك أنت اللى هتكون الخاسر الوحيد لو وصلوا لخديجة كلام كذب عن علاقتكم

ظفر فى ضيق ليردد أخير بعد تفكير دام لثوانى : 
- ماشى هقابلها وأشوف أخرتها أيه معاها ..

----------------

عادت الفتيات من جولاتهم المختلفة فى أسواق المولات .. وأستعدت خديجة لجلسة التصوير بالملابس التى أشترتها لها خصيصا ..
وتمت جلسة التصوير على خير وجه .. نعم حمزة كان على غير طبيعته وشاردا بعض الوقت اﻹ أنه نفذ ماطلب منه فى كل مشهد ..
لتبتسم خجلا حين تذكرت قربهم الشديد ﻷخراج الحميمه بينهم على شكل جيد فى المشاهد التى يقترحها عليهم ملتقط الصور
لتغط فى نوم عميق فغدا يوما أخر لﻹرهاق فى التسوق ولابد لها من الراحة الجيدة داعيه الله بقلبها أن يوفقها فى حياتها الجديدة مع مالك قلبها الأول واﻷخير  
--------------- 

فتحت المكالمة الوارده على هاتفها من خارج البلاد سريعا مردده بأبتسامه سعيدة : 
- أتش حبيبى وحشتنى جدا 

ليأتيها صوته مردد بغضب وتزمر :
- كدابة علشان لو وحشتك صحيح كنت فضيتى المسرحيه اللى عندك دى وجيتى ليا علشان نبنى مستقبلنا مع بعض

رددت سريعا لمراضاته : 
- أطمن المسرحيه أقربت تنتهى .. ماهو أنا مش هسيبها تمشى تدمر كل الناس دى طلعت الشيطان يقلها ياسيدى 

أنتبها هشام على ماسمعه منها بأستغراب ليردد مستفسرا : 
- ليه ! هى عملت حاجة تانيه ؟!

ضحكت سهى بتهكم قائلة : 
- قول مبتعملش أيه علشان تطول اللى هيا عوزاه 

- عارف ومجرب أنتى ناسيه هى عملت فيا أيه 

- لا مش ناسيه بس حسه أن اللى هتعمله أفظع مع البنت الغلبانه دى 

- بنت ! بنت مين ؟!

همت تسردت على مسامعه كل ماسمعته على لسان شاهى ليردد هشام بعد أنتهائها بأندهاش : 
- يعنى هى عوزه أيه .. عوزه تفرض نفسها عليه بالعافيه 
ثم ردد بأستفسار : 
- بس أنتى هتقدرى تعملى أيه يعنى 

ردت عليه سهى والحيرة تمتلكها : 
- معرفش ومش هعرف أحدد اﻹ لما أعرف هى ناويه على أيه معاهم .. بس صدقنى لما أعرف هتنقم ليا وليك ولكل واحد أذته وهتأذيه ....

شوفتوا لما بخلص بنزل مش عوزه حد يستعجلنى لان عوزه حاجه حلوه اعملها ان شاء الله رب العالمين وفى حلقة كمان على معادنا بعد العشاء 
تعليقات



×