رواية ازاى اطفش عروسة بابا الفصل الخامس والعشرون بقلم اليا
يونـس مبرق طول فترة سماعـه للخطة _ " مستحيل أعمـل كده ده مخالف لحقوق الإنسان بتستغليني ، طفـل بريء مسكين ملوش ذنب .. "
غفـران فرمشة من عينه خلت عيونـها تدمع ، بتستعطفه _ " طب و أنا طفلة بريئـة همي حب بابا و اهتمامه ، مش عايزه يقل بمقدار شعراية .. "
و في ثانية لقا نفسه ماشي وراها ، هي بتدوخ عقول الكبار هتحير في الصغيرين واقين في نص الحمام مش أي حمام ، حمام البنـات بيتلفت يمين شمال مكسوف خايف يتمسك أول ما بيفكر ينسحب تتوسله ..
غفـران شالت التوكه للي في شعرها ادتـهاله ببصه بريئة انما بقها ماسك الضحكه بالعافية _ " امسك ديه حطها عشان تعرف تتقمص الدور كويس .. "
يونـس دب برجله ع الأرض _ " متظغطيش عليا أحسن ما أفرقع في وشك .. "
غفـران فقدت السيطرة ع لسانـها المتبرية منه _ " هو نت فشاره تفـرقع في وشي .. "
بصته خلتـها تسحب كلمتها من ثاني رجعت وصته للمـرة الميه بعد الألف يعمل ايه ، مشيت تنفد باقي المخطط بعتت أول وحدة نوت تدخل الحمام تنده على ميس صفـرا ، لمحتها من بعـيد جايه وشها لونه مخطوف ..
غفـران استغلت الموقف ، بسرعه جريت على مكتب سمـرا بتدور على تلفونها بقالـها كثير مش لقياه _ " المفروض يكون هنا مكنتش شايلاه ، هي ديه شنطة ولا شوال زباله ده في لبانه هنـا مخلله من سنة الف و تسعميه .. "
سمـرا _ " بتدور على حاجه يا صغنن .. "
غفـران مش كثر انشغالـها مخدتش بالها ردت عليها بتلقاية و هي بتتنطط من الفرحه _ " ايوه لقتـها .. "
سمـرا مستمتعه بشوفت الصدمه على وش غفـران بعد استيعابها الموقف لي هي فيه _" متوقعتيش أكشف لعبتك بالسرعه ديه بس حلوه منك .. "
غفـران ساكته ولا عارفه تنطـق ، بتدور بعيونـها للي بتلف في كل حته على منفذ تهـرب منه _ " .. "
سمـرا ريحت على الكرسي فاردة رجليها على التربيزه _ " يونس صح ، الولد للي خليتيه يقفـل على نفسه من جوا في حمام البنـات يطلع أصوات استفـراغ جبتيني على ملا وشي بعثيلي على أساس نت التعبانه .. "
غفـران برجفه _ " عرفتي زاي ؟.. "
سمـرا _ " السـؤال الأصح عرفت زاي بالسـرعه ديه ، الحيطه بين الحمامات طويله بالنسبه لطفـل بس مش لوحده فطولي بسـم الله ما شاء الله ، شفـته عمال يمد في رقبه زي الفـروج بيمثل الترجيع مبدهاش ذكاء عشان استوعب انك ورا السالـفه .. "
قامت تنهـي اللعبة ، لسا هتشد منها التلفـون قامت وطت دحرجته على الارض وصل جنب رجل يونـس للي بقاله شويه بيراقب قدام الباب، شاله جري بيه ..
سمـرا لسا هتستوعب ضياع التلفون من ايدها ، غفران اتسحبت من جنبها _ " استنـو يا ، رجعولي التلفـون .. "
و هي بتجري في الطرقه الفـاضيه لاحقة يونـس و بتتشاقى أبوها قاعد على مكتبه باله مشغـول بيها سرحان لدرجة مسمعش الطرق المتكرر على الباب لدرجة للي بيدق زهق و دخل من غير استئذان
لـيلى بتلوح بايدها قدام وشه _ " هي مين ديه للي واخده عقلك و ذايب في حبها كده .. "
عمـر ضحك و هو بيستقبلها _ " هتكون مين يعني ، بنت أخوكي للي مجننه أخوكي ممرمطاه معاها ، بس على قلبي زي العسل بس أشوفها كويسه .. "
لـيلى ضحكت _ " روح عمـتها أنا أساسا جيب أشوفها مخصوص أصل نت مبقتش بتجي تزورني و لا بتجبلي غفـران أشوفها طيب بسرعه اندهلها .. "
عمـر اتنهد _ " اليوم مرضيتش تجي الشركه معايا ودتها المدرسة و قبل ما تقعدي تلوميني هي للي أصرت ، أنا برضو مش مرتاح و هي مش قدامي .. "
لـيلى _ " اليوم للي قبل الحادث غفـران قالتلك شافت أمها قدام باب المدرسه بس نت مصدقتهاش لـسا شاكك انها ممكن تكون ورا للي حصلها .. "
عمـر _ " لا شاكك ولا عايز اتأكد أنـا مش عايز من الدنيا ديه غير أسمع من بق غفـران كلمة بابا من تانـي ، الصبح كتبتلي بحبك على ورقه .. "
لـيلى ضحكت _ " مراهق و بيتكلم .. "
سابته يكمل شغله بعدما أخدت منه وعد ، يبقى يزورها كل فترة و جيب معاه غفـران ، ما بين الشغـل و التفكير فيها قضى يومه و ما صدق خلص دوام المدرسه ..
عمـر واقف مستنيها شايفها جايه عليه على ركبتها محطوط لزق طبي ، الجيبه بتاعتها عليها دم _ " غفـران مالك يا بابا زاي تعورتي كده ؟.. "
غفـران شايفه لهفـته عليها قلبها وجعـها ، كتبت _ " متخفش هي مش واجعاني خالص ، خالص .. "
عمـر وجه كلامه لسمـرا زعق _ " يعني ايه مخفـش مش وصيتك تاخدي بالك منـها .. "
غفـران سبلت عيونـها ، كتبتله_ " ملهاش ذنب ، مكنش المفروض أجري في الطرقه .. "
محبش يضغط عليها أو يأنبها قدام غفـران للي بصت لسمـرا بمعنى المفـروض تشكريني على المعـروف ، افتكرت الإتباث الوحيد رمته في سطل مية المسح للي صادفته في الطرقه ..
مبقاش في تلفـون بس و هي هربانة من عملتها زحطت في الارض المندية للي لسـا ممسوحه وقعت من العـياط لمت عليها المدرسه و نفذت بعمايلها ..
عمـر محاوط خدودها بايديه بقلق _ " مالك يا بابا طول الطريق على البيت سرحانه و دلوقتي مش بتاكلي ، هي ركبتك وجعاكي و بتخبي عليا ولا حصل حاجه في المدرسه .. "
غفـران لفت وشها الناحيتين بتكلم نفـسها _ " اصبر يا بابا شويه سبني أفكر أصارحك زاي .. "
عمـر قعـدها على رجله يعقملها الجرح _ " بصي ركبك بقت عاملة زاي من كثر ما بتقـعي عليها .. "
بيشكي من إهمالـها ميسكتش ، حتى و هو بيغـسل المواعين مكمل تنكيد مش عاجبه حالها بس هي ولا سامعه دماغـها في حته ثانية خالص ..
بتمط شفايفها ، بتنفخ خدودها و مرة بتكشر ، بتلعب بملامح وشها منغمسه في التفكير ..
" يا ربي معايا مهله لغـاية بكرا ألاقي سبب منطقي يفـسر السبب للي خلاني أرجع اتكلم أووف مخي مبقـاش عايز يشتغل ليه فكري يا غفـران .. "
" مش أنا وقعت ، بس وقعت على ركبـي ايه دخل الركب فالكلام بابا مش غبـي للدرجادي .. "
" طب أوقع نفسي من على السلم ، يامصيبتي ياني بدل ما أرجع النطق هفقد النطق و الذاكره ، طب أعمل نفسي ملبوسه بروح تيته سميه بترغي كثير بس هي لسـا عايشه هتلبس بروحها زاي يا ربي حل من عندك .. "
" اهئ ، طيب أضربنـي بمقـلايه على راسي ، متعـيطيش ( بتلطم خدودها ) متعيطيش .. "
عمـر بقاله فتره مراقب وشها ، ملامحه بتتغير في الثانيه مرتين و أول ما لقاها بتلطم ايديها عن وشها مكشر _ " بتعملي ايه سيبي خدودك .. "
غفـران ابتسمت ابتسامه عبيطة بريئة بتداري الأفكار الشيطانية للي مليانه دماغها ، كتبت له _ " بحط تنت طبيعي